Search
Close this search box.
Layer 5
السؤال
مشكلتي قد تكون متكررة وتقليدية وهي: لقد جمعتني الصدفة بشاب منذ ثلاث سنوات، أحببته بصدق، وخططنا للزواج، لكن أهلي رفضوه لأنه من بلد غير بلدنا، فافترقنا.. وهو قد تزوج، أما أنا فحالي بكاء دائم، مما أثر على صحتي الجسدية والنفسية وأثر على عبادتي، ولا أستطيع تقبل أي شخص يتقدم لي، حاولت بكل السبل أن أنساه وأبدأ حياتي من جديد، لكني أفشل في كل مرة، أجده أمامي في كل شيء.. ماذا أفعل؟!..
الجواب
لا أريد أن أضيف على جرحكم مزيدا من الملح، فيكفي ما أنتم فيه!.. ولكني أقول: كم من المعاني الواضحة في حياتنا نضربها عرض الجدار، وهي التي لو تعقلناها نلنا بها راحة الدنيا وسعادتها قبل الآخرة!.. كم قلنا أنه لا ينبغي للعاقل أن يربط أغلى جزء في وجوده بالأمور المبهمة غير الواضحة بل وغير المضمونة.. فإن القلب الذي هو محل لتجلي الألطاف الإلهية الخاصة، كيف يرضى صاحبه أن يربطه بمن لا سبيل للوصول إليه، ولو تم الوصول إليه ثم بعد ذلك ماذا؟.. وقد سئل المعصوم عن العشق، فكان الجواب يشير إلى تلك القلوب التي خلت من محبة الله تعالى، فأذاقها الله تعالى محبة غيره.
والآن وقد تمت الخيبة وأخذ الشاب مجراه في الحياة، سعيدا بحياته الزوجية، فلماذا أنت تتجرعين الغصص في مقابله؟!.. وهل جاء وحي منزل بأن صلاحكم كان هو الاقتران بذلك الرجل؟!.. وما الذي تفيدكم هذه الحسرة التي لا ترجع التاريخ إلى الوراء؟!.. بل إن هذه الندامة توجب التآكل التدريجي لمجمل بنيتكم العصبية النفسية، لتفقدين أخيرا أقل درجات التوازن، وحينئذ لا تجدين الفرصة للاقتران بأي رجل ولو كان دونكم بمراحل!.
Layer 5