- مسائل وردود
- » الاقبال و الادبار
- » الانقباض حين الإقبال
السؤال
في هذه الفترة لدي توجه قوي وإقبال على الله سبحانه وتعالى, فبادرت إلى قراءة الكتب الأخلاقية والسلوكية بشكل مكثف، فوضعت خطة عملية بشكل تدريجي، حتى لا تحصل لي عملية انتكاسة كما هو معلوم.. إلا أنني لاحظت في هذه الفترة، بانقباض في القلب، مما يجعلني سريع الغضب، ولا أتحمل أحدا يطيل الكلام أو يصرخ أمامي، مع ملاحظة أن:
– هذه الحالة تغيب وتعود.
– حالة جديدة بالنسبة لي.
– وأنا معروف بالبرود وعدم العصبية المفرطة.
فنرجو منكم تفسير هذه الحالة: أسبابها, علاجها.
– هذه الحالة تغيب وتعود.
– حالة جديدة بالنسبة لي.
– وأنا معروف بالبرود وعدم العصبية المفرطة.
فنرجو منكم تفسير هذه الحالة: أسبابها, علاجها.
الجواب
إن هذه المشكلة من المشاكل المعروفة في هذا المجال، فإن العبد عندما يتقرب إلى الله تعالى، ويستذوق حلاوة القرب، يعيش حالة من الصدود من الخلق، فتراه ضيق الصدر، كدر المزاج، شأنه-مع فارق التشبيه- شأن من يتعرف على فتاة جميلة، فينسى والديه!..
وعليه، فإن السالك إذا رأى شيئا من عوالم القرب، عليه أن يكتم ذلك أولا، وأن لا يكون سببا لظلم المخلوقين ثانيا، وإلا سلب منه كل هذا العطاء.. وهذا هو السبب في كثرة السالكين، وقلة الواصلين!..
ينبغي التأسي بأئمة الهدى في هذا المجال، الذين جمعوا بين حق الخلق والخالق، فإن الخلق عيال الله تعالى، وأكرمهم عند الله تعالى ألطفهم بعياله.. ومن المعروف أن السالك البصير يزداد حبا لما حوله من الأمور الحقة، عملا بقانون سريان الحب في الموجودات، إذ أن لكل موجود في هذا الوجود، نصيبا من الله تعالى من جهة الانتساب إليه، فالممكن بذاته مذكر بالواجب، تذكير كل معلول بعلته.. وهذا باب لو فتحه الله تعالى على عبد، تغيرت نظرته للوجود، فلم يعد يعيش حالة التبرم من المخلوق، كلما اشتدت علاقته بالخالق.
إن هذه الحالات الطيبة في معرض الزوال، لو تحولت إلى منشأ للجفاء أو التكبر مع الخلق، خصوصا الأرحام وذوي الحقوق.
وعليه، فإن السالك إذا رأى شيئا من عوالم القرب، عليه أن يكتم ذلك أولا، وأن لا يكون سببا لظلم المخلوقين ثانيا، وإلا سلب منه كل هذا العطاء.. وهذا هو السبب في كثرة السالكين، وقلة الواصلين!..
ينبغي التأسي بأئمة الهدى في هذا المجال، الذين جمعوا بين حق الخلق والخالق، فإن الخلق عيال الله تعالى، وأكرمهم عند الله تعالى ألطفهم بعياله.. ومن المعروف أن السالك البصير يزداد حبا لما حوله من الأمور الحقة، عملا بقانون سريان الحب في الموجودات، إذ أن لكل موجود في هذا الوجود، نصيبا من الله تعالى من جهة الانتساب إليه، فالممكن بذاته مذكر بالواجب، تذكير كل معلول بعلته.. وهذا باب لو فتحه الله تعالى على عبد، تغيرت نظرته للوجود، فلم يعد يعيش حالة التبرم من المخلوق، كلما اشتدت علاقته بالخالق.
إن هذه الحالات الطيبة في معرض الزوال، لو تحولت إلى منشأ للجفاء أو التكبر مع الخلق، خصوصا الأرحام وذوي الحقوق.