- ThePlus Audio
التحدي بأقصر السور
إن هذه السورة القرآنية ـ وهي من أصغر سور القرآن الكريم ـ لا تختلف في سبكها وسياقها عن باقي السور الطوال ، فيشملها التحدّي المذكور في القرآن ﴿قُلْ فَأْتُواْ بِسُورَةٍ مِّثْلِهِ وَادْعُواْ مَنِ اسْتَطَعْتُم مِّن دُونِ اللهِ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ﴾[١] وهذه صورة من صور الإعجاز في القرآن الكريم ، حيث إنه تحدّى أفصح فصحاء العرب ، للإتيان بثلاث آيات كما في هذه السورة .
كلمات غير متكررة
تميّزت هذه السورة في إنها استعملت مفردات لم يتكرر مثلها في القرآن الكريم من : الكوثر ، والنحر ، والشانئ ، والأبتر . . وحق للنبي ‘ أن يخاطبه الله تعالى بسورة متميزة من حيث المفردات المستعملة فيها ، وعلى رأسها مفردة ﴿الْكَوْثَرَ﴾ الدالة على كل خيرٍ كثير .
التعابير الحكيمة
إن القرآن الكريم في منتهى الدقة والحكمة في كل استعمالات الألفاظ في مواردها ، ومنه استعمال ضمير المتكلم العائد إلى ذات الجلالة فتارة يأتي بصيغة :
المفرد كقوله تعالى ﴿أَنَا الْغَفُورُ الرَّحِيمُ﴾[٢] وكقوله ﴿فَإِنِّي قَرِيب﴾[٣] المُشعر بالقرب من العبد ، وفيه مقتضى المؤانسة والدلال كما هو واضح في خطاب الله تعالى لموسى × ﴿إِنَّني أَنَا اللهُ لا إِلهَ إِلاَّ أَنَا فَاعْبُدْني وأَقِمِ الصَّلاةَ لِذِكْري﴾[٤] .
وتارة يأتي بصيغة الجمع وهي في مفتتح أربع سور من القرآن الكريم وهي ﴿إِنَّا فَتَحْنا لَكَ فَتْحاً مُبِيناً﴾[٥] و﴿إِنَّا أَرْسَلْنا نُوحاً﴾[٦] و﴿إِنَّا أَنْزَلْناهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ﴾[٧] و﴿إِنَّا أَعْطَيْناكَ الْكَوْثَرَ﴾[٨] ويجمعها عظمة الفعل المسند إلى الله تعالى من : الفتح المبين ، وإرسال أول نبي من أولي العزم الذي هو بمثابة الأب الثاني للبشر ، وإنزال خاتم الكتب السماوية ، والامتنان بالكثير من الخير ، وبين هذه الموارد ما لا يخفى من الترابط ، فالحديث فيها عن : رسالة أولي العزم ، والكتاب الإلهي ، والعترة المعادلة له ، والظفر الخارجي الضامن لنجاح الدعوة .
القابلية والفاعلية
إن الإكرام قد يتم من دون تمليك في البين ، كما لو سلّط المكِرم أحدهم على المنفعة دون العين ، ولكن الإعطاء هنا ظاهر في التمليك وفيه تمام الإكرام ، أضف إلى إن إضافته إلى المخاطب ﴿أَعْطَيْناكَ﴾ وهو النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله وسلم) يُشعر بأن لوجوده الشريف خصوصية في هذا العطاء ، فاستحقاقه للكوثر دخيل أيضا في هذا العطاء ؛ لأن قابلية القابل موجب لفاعلية الفاعل أيضا .
تعدد الأقوال حول “الكوثر”
تعددّت الآراء في تفسير ﴿الْكَوْثَرَ﴾ إلى درجة عجيبة أنهاه بعضهم إلى ستة وعشرين معنى[٩] ، والذي يجمعها جميعا جامع الخير الكثير ؛ ولكن الأوفق لسياق السورة هي (الذرّية الكثيرة) لمقابلته بـ ﴿الْأَبْتَرُ﴾ كجزاء لمن اتهم النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) بأنه عديم العقب أولاً ، وللأمر بنحر الناقة ـ على تفسير ـ وهو المناسب لتقديم الأضحية عند رزق الذرية ثانياً .
ولا يخفى أن هذه السورة من موارد الإخبار بالغيب ، وهو ما يعبّر عنه بملاحم القرآن الكريم ؛ لأن هذه البشارة جاءت في مكة والنبي (صلى الله عليه وآله وسلم) قليل العدد والعدة ، والحال أن شانئه كان صاحب شأن وجاه ، والواقع الخارجي شاهد على صدق هذه النبوءة القرآنية ـ شأن باقي النبوءات ـ فلم يُحفظ نسل أحد في التاريخ كما حفظ نسل النبي الخاتم (صلى الله عليه وآله وسلم) من خلال إبنته الزهراء ÷ .
المفسرون الحقيقيون للقرآن
إن الإبهام في كلمة ﴿الْكَوْثَرَ﴾ ـ الذي أوقع المفسّرين في هذا الاختلاف ـ قد يُراد منه بيان سعة دائرة هذا الخير الكثير ، فقد ذهبت الأقوال إلى مدى بعيد ، بدأ من التفسير بـ (علماء الأمة) إلى القول بأنه (نهر في الجنة) إلى القول بأنها (الحكمة) والتي عبّر عنها في آية اُخرى بالخير الكثير .
وهذه هي عادة القرآن الكريم في إبهام بعض الكلمات لتحريك العقول من ناحية ، وإرجاعها أخيرا إلى متمّم القرآن والمتمثل بالعترة الطاهرة من ناحية اُخرى .
الروح معيار للتفاضل
شاءت الإرادة الإلهية أن يجعل الخير الكثير متحقّقا في ذرية النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله وسلم) من خلال ابنته فاطمة (سلام الله عليها) وذلك في زمان كانت الأنثى مظهرا للشؤم ﴿وَإِذَا بُشِّرَ أَحَدُهُمْ بِالأُنثَى ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدًّا وَهُوَ كَظِيمٌ﴾[١٠] كما شاء أن يجعل كلمته وروحه المسيح × من خلال أنثى كمريم البتول (سلام الله عليها) .
وفي هذا درس بليغ وهو أن البركات متوجّهة لعالم الأرواح ، لأن الأنوثة والذكورة من سِمات عالم الأبدان ، والتي لا خصوصية لها في تلقّي الفيض الإلهي .
الإجابة المستلزمة للرضا
إنه من الممكن جعل هذه السورة استجابة للوعد الإلهي في سورة الضحى ﴿وَ لَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضى﴾[١١] لأن الإتيان بسورة كاملة للوعد بإعطاء ﴿الْكَوْثَرَ﴾ يُفهم منه أن هناك أمرا مهمّا ينتظر النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله وسلم) وبه يكون تمام سروره ورضاه .
ولا شك أن العطية الإلهية المتمثلة بفاطمة (سلام الله عليها) فيها رضا رسول الله تعالى ، وذلك لتجلّي آثارها في الدنيا والمتمثلة بالذرية الكثيرة ، وفي الآخرة المتمثلة بالشفاعة لهذه الأمة .
أهمية الكوثر
إن الله تعالى عندما أنعم على نبيه (صلى الله عليه وآله وسلم) بفتح مكة أمره بالتسبيح والاستغفار ﴿ورَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللهِ أَفْواجاً فَسَبِّحْ﴾[١٢] كنوع من أنواع الشكر للمنعِم الفاتح ، ولكن عندما أنعم عليه بنعمة ﴿الْكَوْثَرَ﴾ فقد أمره بالصلاة بما فيها من التسبيح والاستغفار ، قائلا له ﴿فَصَلِّ﴾ . . وبهذا يُعلم ما لهذا ﴿الْكَوْثَرَ﴾ من أثر في دخول الناس في دين الله أفواجا ، وذلك في كل العصور لا في زمان فتح مكة فحسب!
التأكيد على الإخلاص
إن صلاة النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) لا يعقل أن تكون لغير الرب ومع ذلك فإن الآية أكدّت على جهة هذه الصلاة ﴿فَصَلِّ لِرَبِّكَ﴾ وأنها مختصة بالله تعالى ، لوضوح أن كل عمل إذا لم يكن لوجه العظيم ـ وإن كان عظيما صادرا من عظيم ـ فهو حقير لا وزن له .
الفرق بين “الكوثر” و “التكاثر”
إن هناك مقابلة ـ تتضح لدى التأمل ـ بين سورة الكوثر وسورة التكاثر رغم أنهما من اشتقاق واحد :
ففي الأولى نرى الكثرة فيها توجب العبادة ﴿فَصَلِّ لِرَبِّكَ﴾ وفي الثانية فإنها توجب الالتهاء عن ذِكر الله تعالى ﴿أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ﴾[١٣] .
وفي الأولى بشارة واضحة بإعطاء الكوثر ، وفي الثانية تهديد صريح بـ ﴿كَلَّا سَوْفَ تَعْلَمُونَ ثُمَّ كَلَّا سَوْفَ تَعْلَمُونَ﴾[١٤] .
وفي الأولى فإن الدعوة إلى الصلاة فيها تسوق العباد إلى المحاريب ، وفي الثانية فإن الكثرة عندهم تسوقهم إلى المقابر لتعداد الموتى من العشيرة ﴿حَتَّى زُرْتُمُ الْمَقابِرَ﴾[١٥] .
إن الكوثر المتمثل بالخير الكثير والذي وهبه الله تعالى لحبيبه المصطفى (صلى الله عليه وآله وسلم) لهو خير واقعي مستمر عبر الأجيال ، والحال أن التكاثر المذموم ليس إلا أمراً وهمياً اعتبارياً ، فإن كثرة النسل في حد نفسه لا يعدُّ مزية ، أضف إلى زوال هذا الاعتبار بموت من تكاثر بهم في دار الدنيا قبل الآخرة .
إن الكوثر الممنوح هنا رشحة من رشحات الفيض الإلهي ، ومن المعلوم أن ما كان من الله ولله تعالى ينمو ، والحال أن منشأ التكاثر الباطل هو حب الدنيا والاغترار بها والفخر أمام الأقران ، وما كان لغيره تعالى فانه يزول ويمحو .
تذكر النعم مدعاة للصلاة
إن هناك ارتباطا واضحا بين ﴿أَعْطَيْناكَ﴾ و﴿فَصَلِّ﴾ فاستذكار العطية الإلهية موجب للصلاة بين يديه وهو ممّا يورث الخشية والخشوع ، وهذا سبيل من سبل الإثارة الباطنية للعباد كلما رأوا في أنفسهم إدبارا ، كما إنه سبيل من سبل دعوة العباد إلى الله تعالى وذلک بتذكيرهم بالنعم مقدمة للدعوة إلى الطاعة ، فقد ورد في الحديث القدسي : «أوحى الله تعالى إلى موسى (عليه السلام) حببني إلى خلقي ، وحبب خلقي إلي . قال : يا رب ، كيف أفعل؟ . . قال : ذكرهم آلائي ونعمائي ليحبوني»[١٦] .
التفضل الخاص بالكوثر
إن إسناد الرب إلى النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) في ﴿لِرَبِّكَ﴾ فيه إشعار بأن التفضّل الإلهي الذي ذُكر في هذه السورة وغيرها إنما هو من رشحات مقام الربوبية ؛ فلولا تعهّد رب العالمين برفع ذكر حبيبه المصطفى (صلى الله عليه وآله وسلم) لما وقعت هذه الكرامة الممتدة طوال العصور .
فقد ذَكر الرازي في تفسير ﴿الْكَوْثَرَ﴾ أن المراد بذلك أولاده ، ثم عقّب قائلا : «لأن هذه السورة إنما نزلت ردّا على من عابه ‘ بعدم الأولاد ، فالمعنى : أنه يعطيه نسلا يبقون على مر الزمان ، فانظر كم قُتل من أهل البيت ، ثم العالم ممتلئ منهم ، ولم يبق من بني أمية في الدنيا أحد يُعبأ به! . . ثم انظر كم كان فيهم من الأكابر من العلماء : كالباقر ، والصادق ، والكاظم ، والرضا (عليهم السلام) ، والنفس الزكية ، وأمثالهم»[١٧] .
المحور الأساسي في الخطاب
إن هذه السورة على اختصارها في ثلاث آيات ، خاطبت النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) خمس مرات بضمير الخطاب الظاهر ﴿لِرَبِّكَ﴾ والمستتر ﴿وَ انْحَرْ﴾ فكأنّ محور السورة هو النبي(صلى الله عليه وآله وسلم) وإن كان المراد بيان نعمة ﴿الْكَوْثَرَ﴾ مقابل ما ذَكره شانئُه ، منتقصا أشرف الخلق وأكرمهم على الله تعالى .
الشكر بأساليب متعددة
إن تفسير ﴿انْحَرْ﴾ بنحر الناقة ـ على تفسير أن المراد هي الأضحية في العيدين أو مطلقا[١٨] ـ يأتي في سياق ما في مجمل القرآن الكريم من ذكر التلازم بين أداء حق الخالق وأداء حق المخلوق ، كما هو الملاحظ في الأمر بالصلاة والزكاة ، وفي النهي عن السهو عن الصلاة ومنع الماعون . . وعليه ، فإن شكر نعمة ﴿الْكَوْثَرَ﴾ تكون تارة بالصلاة وتارة بإطعام المساكين ، فلا يغني أحدهما عن الآخر .
أهمية التكبير
إن الأمر بالنحر ـ على تفسير أنه رفعُ اليدين إلى النحر عند تكبيرة الإحرام ـ بعد الأمر بالصلاة يُشعر بأهمية هذا الجزء الركني من الصلاة فهذا التكبير :
يقارن بدء الدخول في الحرم الإلهي عند العروج بالصلاة .
يشتمل على ذِكرٍ هو من أهم الأذكار ، إذ إن غاية مدح مقام الربوبية تتمثل في العجز عن الوصف والمدح ، وهو معنى التكبير .
السبيل الأفضل للشكر
إنه من الممكن القول ـ بناء على ما يستفاد من مضامين هذه السورة ـ بأن من أفضل العطايا الإلهية لعبده هي الذرية الصالحة ، ومن أفضل صور الشكر هي :
الصلاة بين يديه متصلا بتلك النعمة ؛ لِما يدل عليه حرف الفاء ﴿فَصَلِّ﴾ .
تقديم الأضحية متقربا إليه ؛ تأسيا بما أمر الله تعالى نبيه ‘ ﴿وَ انْحَرْ﴾ .
الدفاع الإلهي عن نبيه
إن الله تعالى ما ترك مناسبة إلا ودافع فيها عن نبيه الأكرم (صلى الله عليه وآله وسلم) إذ هو المدافع عموما عن المؤمنين ﴿إِنَّ اللهَ يُدَافِعُ عَنِ الَّذِينَ آمَنُوا﴾[١٩] فكيف بحبيبه المصطفى؟! . . فقد اتهموه بالجنون فدافع عنه ربه قائلا ﴿ما أَنْتَ بِنِعْمَةِ رَبِّكَ بِمَجْنُونٍ﴾[٢٠] ونفوا عنه الرسالة ﴿لَسْتَ مُرْسَلًا﴾[٢١] فدافع عنه قائلا ﴿اِنَّكَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ﴾[٢٢] ونسبوا إليه الشعر ﴿لِشاعِرٍ مَجْنُونٍ﴾[٢٣] فدافع عنه قائلا ﴿وَ ما عَلَّمْناهُ الشِّعْرَ وما يَنْبَغِي لَهُ﴾[٢٤] ومنه ما في هذه السورة إذ نسبوا إليه عدم العقب ، فدافع عنه قائلا ﴿إِنَّ شانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ﴾ .
ولم يتوقف الأمر إلى حد القول المجرد ، بل إن الله تعالى أبان للجميع في مقام العمل صدق هذا الوصف ، فكان ما كان منه من الذرية الكثيرة ؛ بما فيهم أئمة أهل البيت (عليهم السلام) اثباتاً لکوثريته و أبتريّة غيره! .
النسل المبارك إلى الأبد
إن الجزاء الإلهي متناسب مع فعل العبد دائما سواء في الدنيا أو في الآخرة ، فمن اتهم النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله وسلم) بأنه أبتر لا عقب له ـ وخاصة بعد موت ولده القاسم وعبد الله ـ لا بُد وأن يكون جزاؤه من سنخ استهزائه ألا وهو (البتر) المُفسَّر بمَن لا دين له ولا نسب وهو المتحقق خارجا ، إذ لم يُرفع لشانئ النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) ذِكرٌ ولم تبق لهم باقية ؛ بخلاف مَن رفع الله ذِكره وأعطاه نسلا مباركا إلى يوم القيامة .
الإخلاص ضامن للبقاء
إن كل عمل ذي بال لا ينتسب إلى الله تعالى فهو أبتر ـ سواء كان في علاقة العبد مع ربه كالصلاة أو مع غيره كنحر الأضاحي ـ فتوسطت كلمة ﴿لِرَبِّكَ﴾ بين ﴿فَصَلِّ﴾ و﴿انْحَرْ﴾ في بيان الجانب الإثباتي ، كما توسّطت كلمة ﴿يُرَاؤُونَ﴾[٢٥] بين ﴿صَلاتِهِمْ﴾[٢٦] و﴿يَمْنَعُونَ الْمَاعُونَ﴾[٢٧] عند بيان الجانب السلبي .
وبناء على ما ذُكر ، فإنه يمكن القول بأن الرياء يمحق كل عمل ، كما إن الإخلاص يُربِي كل طاعة .
مصير الأعداء هي الأبترية
إن التهديد ببتر الشانئ ـ وكأنه هو الوحيد الذي لا عقب له باستعمال ضمير الفصل الدال على التأكيد أو الاختصاص ـ لا يختص بشانئ بعينه ، فإن مورد النزول لا يخصص الوارد ، فكل مبغض للنبي (صلى الله عليه وآله وسلم) مصيره إلى البتر والانقطاع في كل العصور ، وخاصة أنه وقع التعبير باسم الفاعل لا الفعل ؛ والدال على ثبوت الجزاء لصاحب تلك الصفة في كل الأحوال .