- كلمات قصيرة
- » المعصية والذنب
- » حسن العاقبة
الكلمة:١
إن الذي يريد أن يعجب بنفسه، فليعلم أن الخواتيم غير مضمونة، وخاصة في آخر الزمان..
الكلمة:٢
إن التمادي في ارتكاب الذنوب سبب -والعياذ بالله- في ختم القلب، حيث يطبع على قلب الإنسان، فلا يرى المنكر منكراً، ولا يستهويه المعروف، فيكون حاله كما يقول تعالى: {وَإِذَا قِيلَ لَهُ اتَّقِ اللّهَ أَخَذَتْهُ الْعِزَّةُ بِالإِثْمِ فَحَسْبُهُ جَهَنَّمُ وَلَبِئْسَ الْمِهَادُ}.. وهذه -بلا شك- مرحلة خطيرة من انطفاء النور الإلهي في نفس الإنسان، وتورث العاقبة السيئة، كما هو حال أصحاب الأئمة (ع)..
الكلمة:٣
إن الإنسان خلق على الفطرة السليمة، إلا أنه بارتكابه للمعاصي والذنوب يخالف تلك الفطرة.. وشيئاً فشيئاً تسلب منه هذه النعمة، ليعيش بعدها في ظلمات التيه والضلال..
الكلمة:٤
إن الذي يعتقد أن كل الناس خيرٌ منه، هذا في مظان الرحمة.. في الحياة الدنيا الإنسان لا يعوّل على شيء، قد يقول قائل: أنا المصلي أرى أن هذا الذي لا يعرف القبلة أين؛ خيرٌ مني؟.. نعم هو خيرٌ منك، بدليل أن الأمور بخواتيمها؟!..
الكلمة:٥
إن الإنسان الذي يستفز من أقل كلمة، هذا الإنسان يمشي في أرض مليئة بالألغام، في يومٍ من الأيام ينفجر فيهِ لغم..
الكلمة:٦
إن الإنسان يعيش في هذه الدنيا حياة جميلة، ولكن القرآن الكريم يقول: {وَإِنَّ الدَّارَ الْآخِرَةَ لَهِيَ الْحَيَوَانُ}؛ أي هذه الحياة هي عبارة عن لهو ولعب، والحياة الحقيقية في الآخرة.. ولكن نحن لا نفهم هذه المعادلة.. المشكلة هي أن عقولنا قاصرة عن فهم هذه المعاني.. أو رأيتم تعبيرا أشد من هذا التعبير؛ تحقيراً لما نحن منشغلون به؟!..
الكلمة:٧
إن يوم القيامة هو يوم المفاجآت الكبرى.. يأتي المؤمن يوم القيامة، ولعله عالم، ولعل في جبهته الثفنات، وكل التوقعات أنه يدخل الجنة بلا حساب.. فإذا به يقف على باب جهنم، ويقال له: هذا سهمك من زنا فلان، وهذا سهمك من عمل فلان.. فطوبى لمن رفع المفاجآت في الدنيا، قبل الورود إلى الآخرة!..
الكلمة:٨
إن رب العزة والجلال، قد خلق كل الأشياء جميلة، وفي طريق التكامل والتقرب إليه.. إلا أن الإنسان بسوء اختياره، ينحرف عن الطريق، ويفسد ما أصلحه الله -عز وجل- لأجله.
الكلمة:٩
إن الذي يجعل المؤمن في اضطراب دائم، هو الخوف من عواقب الأمور.. لا ينبغي للإنسان أن يرتاح من وضعه الفعلي، فالخوف من المفاجآت!.. بعض أصحاب أمير المؤمنين (ع) نقل في التأريخ عنهم أنه شرك في دم الحسين (ع)..
الكلمة:١٠
إن خير سبيل لإخراج العبد من حالة الغفلة التي تجعله يقتحم الحرام اقتحاما -وكأنه حر فيما يعمل كحرية البهائم- هو تذكر ما ذكره القرآن الكريم في سورة الفجر من الحالة المأساوية التي يعيشها العبد يوم القيامة، حيث يعيش الحسرة القاتلة، متمنيا تقديم شيء لتلك الحياة، وذلك عندما يرى أهوال الجحيم التي سيكون مسكنه الأبدي أو المؤقت.. والعبد إذا استحضر نهايته الأكيدة دائما، فإن الحرام بكل أنواعه سيفقد بريقه الكاذب، إذ لا خير بعده النار بخير!..
الكلمة:١١
إن عاقبة الإنسان -حسناً أو سوءاً- ليست بعملية فجائية، كما يعتقد البعض.. إذ لكل نهاية بداية، فالذي يبدأ مشواره الحياتي صحيحاً، بلا شك أنه سيضمن العاقبة الحسنة.
الكلمة:١٢
إن مراقبة السلوك، وترك الحرام -قدر الإمكان- بكل صوره، والاستغفار عند الوقوع في الحرام؛ من موجبات حسن العاقبة!..
الكلمة:١٣
إن حسن العاقبة، لا تقتصر على الفرد الواحد فقط، بل أيضاً هنالك حسن عاقبة للأمة، وهو بلا شك لا ولن يتحقق إلا بفرجه صلوات الله وسلامه عليه.
الكلمة:١٤
إن الذي يتأمل في هذه المقولة، يعيش حالة من الاضطراب.. فكيف يكون موقف الإنسان عندما يواجه ربه، وهو يظن أنه كان على خير، لا نقول كـ {الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا}، هذا للذين لهم هفوات وأخطاء.. إنما الكلام هنا في الطيبين من الناس، في الذين لهم: صلاة، وعبادة، ودعاء؛ هؤلاء يظنون أنهم قد بلغوا أقصى الرتب.. والحال بأنهم اتخذوا ذكر الله عز وجل، واتخذوا رب العالمين والصلة به؛ ذريعة لنيل حوائجهم.
الكلمة:١٥
إن الإنسان إذا تميّع، وفقد قوامه الباطني، وتوجه للانحرافات السلوكية المختلفة.. فكأن هنالك جهازاً مشككاً في المخ، يمشط أقل شبهة تنغرز فيه.. وهو يعيش دوامة فكرية معينة، والقرآن الكريم أشار إشارة جميلة ولطيفة، ولكن -والله العالم- لعل هذه الآية شاهد على ذلك، هذه الآية التي تُقرأ عادةً في المجالس الحسينية: {ثُمَّ كَانَ عَاقِبَةَ الَّذِينَ أَسَاؤُوا السُّوأَى أَن كَذَّبُوا بِآيَاتِ اللَّهِ وَكَانُوا بِهَا يَسْتَهْزِؤُون}؛ أساءوا السوء في مقام العمل.. والتعبير تعبير عام: أي كل صور الانحراف تندرج في أساءوا السوء!.. هم أساءوا السوء، ولكن العاقبة موقف عقائدي: التكذيب بآيات الله، والاستهزاء بها.. وعند قراءة تاريخ بعض المنحرفين عقائدياً، حتى في زمان الأئمة (ع) يلاحظ أن هؤلاء كانوا مبتلين في السر بالمعاصي الكبيرة.. والمعاصي الأخلاقية والشهوية، هي أرضية خصبة للانحرافات الفكرية العقائدية.
الكلمة:١٦
مهم جداً أن يعيش الإنسان ألم الفراغ الباطني، بعض الناس همه أن يكثر النسل، والآخر أن يبني عمارة رائعة، أو أن يركب سيارة فارهة، أو أن يكثر رصيده في البنوك؛ هذا همه في الحياة!.. وكل هذه أشياء فانية!.. ثمانين سنة من الحياة، يساوي: بيت، وعدد من الأولاد، ورصيد في البنك.. وهذا كله يأتي مع الإنسان إلى باب القبر، ثم يودعه ليخلو بعمله!.. كما في دعاء أبي حمزة: (ما لي لا أبكي؟.. أبكي لخروج نفسي)، (وارحم في ذلك البيت الجديد غربتي)، هذا هو البيت الأبدي، وإلا فبيوتنا الدنيا نعيش فيها أربعين أو خمسين سنة، ثم نتركها قهراً.
الكلمة:١٧
إن الناس ثلاثة: عالم رباني، ومتعلم على سبيل نجاة، وهمج رعاع.. هذا أيضاً مخيف، أن يتحول الإنسان إلى بهيمة تمشي على وجه الأرض، كما يقول علي (ع): (كالبهيمة المربوطة همها علفها، أو المرسلة شغلها تقممها).. علي (ع) لاذع في وصفه!.. إذا أنت لست من العالم الرباني، ولم تكن الثاني.. فالأمر منحصر بالثالث.
إن الأمور بخواتيمها، فمن لا يعلم حسن خاتمته، فلا ينبغي أن يُغش بما هو فيه من الحالة الإيجابية الحسنة، فكم خُتمت الحياة بخواتيم سيئة كما نعلم في تاريخ المنتكسين!..
الكلمة:١٨
إن الأولياء الصالحين عندما يناجون ربهم يجأرون إلى الله -عز وجل- في حسن الخاتمة، لأن حسن الخاتمة عبارة عن معادلة مجهولة.. فالشيطان في اللحظات الأخيرة من حياة الإنسان، لعله يجمع كل قواه لكي يخرجه من طريق الطاعة، ولو أن ينسيه الشهادتين، أو يموت على غفلة، ومن دون وصية.. المهم أن الشيطان أيضاً جعل سهمه الأخير في ساعات الاحتضار.. فإذن، إن خوف سوء العاقبة خوف لا يتبعه دافع، فعلى الإنسان أن يعيش حالة الخوف والرجاء، لتكتب له العاقبة الحسنة بمنه وكرمه.