Search
Close this search box.
Layer 5
السؤال
لقد قرأت كثيرا حول موضوع تزكية النفس وتهذيبها والوصول بها إلى الكمال الإنساني.. ولكن من خلال قراءتي لبعض الكتب والتي كان مؤلفوها من المشايخ السالكين طريق الله تعالى، تكلموا عن حالات من المكاشفات التي قد تحدث للشخص البالغ مرحلة من الكمال الروحي، والذي استطاع أن يخلص نفسه من الحجب الظلمانية.. ومن أمثلة تلك القصص العجيبة-التي أطلق عليها أصحابها المكاشفة-: بأن الشخص أثناء سجوده أو قراءة الدعاء أو حتى أثناء زيارة الأئمة (ع) يرى بأن هناك من يأخذ بيده.. سؤالي هو: ما مدى مصداقية هذه الدعوات، وهل يجب علينا تصديق أصحابها حيث أنهم من أهل العلم والمعرفة؟!..
الجواب
بارك الله فيكم هذه الهمة أولا للبحث عن هذه الأمور في عصر صار قصارى هم القوم بطونهم وفروجهم!.. وأما ما ذكرتم-إن لم يكن وهما وخيالا- فهو من تجليات عالم المثال، أي مواجهة النفس لبعض الحقائق التي تجردت من لباس المادة.. ومع ذلك لا يمكن الجزم بأن ما تراه النفس في هذه الحال حق محض، فالأبالسة أيضا قادرة على مواجهة النفس بهذه الأمور مزورة، كما تدل عليه بعض الروايات.. ومن هنا يحذر أصحاب المعرفة من عدم الالتفات لهذه الأمور، فالمقياس الأول والأخير هو الاستقامة العملية والاعتقادية.. ولطالما رأينا الجادين في السير إلى الله تعالى لا يرون شيئا من هذه العوالم، ولطالما رأينا مثل هذه الدعاوى عند من لا يتقنون صلواتهم اليومية!.
Layer 5