Search
Close this search box.
Layer 5
السؤال
تنتشر بين شبابنا المؤمن آفة سيئة-وللأسف- تدمع قلوبنا حسرة على مثل هذه العادة، ألا وهي التدخين، ونستغرب صدور هذا الفعل من مثل هؤلاء الشباب.. ولم نأل جهدا في تقديم النصح لهم، سواء على المستوى الفقهي أو المستوى الأخلاقي، في حين يتذرع البعض بعدم حرمة التدخين حسب رأي مرجع تقليده تصريحا أو أنه لا يتضرر منه، أو أنه ليس شيئا أساسيا ليتطلب منه ترك التدخين.. بين كل هذه الصور، كيف لنا أن نعيش وأن نتعامل مع أحبائنا من الشباب المؤمن الذي يُؤسفنا قيامه بمثل هذه العادة المضرة لهيئة الإنسان المؤمن ولصحته بشكل شخصي؟..
الجواب
من المناسب بيان هذه الحقائق لهؤلاء الشباب:
١- إن على المؤمن أن يكون متبعا في كل حركاته وسكناته لرضى الشارع المقدس فعلا وتركا.. فيا ترى لو ظهر الإمام المهدي (ع) وسُئل عن التدخين، فهل يبدي الموافقة على ذلك؟!.. والحال أن سيرة أجداده كانت على مجانبة فضول العيش.
٢- إن البدن أمانة إلهية، لا ينبغي أن نعاملها بما لا يرضى به مالكها.. فإن الشارع المقدس أسقط الواجبات كالحج والصيام والصلاة قائما وما شابه ذلك، بمجرد خوف الضرر.. وهذا يعكس أن الشارع هو المتصرف الأول في هذا البدن، إذ الخالق أولى به من المخلوق.
٣- إن العبد سيسأل يوم القيامة عن شبابه في ما أبلاه، وعن عمره في ما أفناه، وعن ماله في ما أنفقه.. فلو سئل عن الأموال الكثيرة التي يستهلكها التدخين طوال حياته، فماذا يكون جوابه؟!.. وخاصة أنه كان بإمكانه أن يشكل صدقة جارية بتلك الأموال، التي تحولت إلى دخان أفسد الصدر والهواء.
٤- إن شيوع عادة من العادات بين الناس، لا يعني أن ذلك أمر محمود، لا ينبغي التفكر فيه.. ولنعم ما نقل عن السيد الحكيم (رحمه الله): (إن التدخين فعل سفهائي اعتاده العقلاء).. ولكن هل العقل يحكم بذلك، وهو القاضي بلزوم دفع الضرر المحتمل؟!.
Layer 5