Search
Close this search box.
Layer 5
السؤال
إن الدنيا إذا أدبرت، فإنها تملي على الإنسان الهموم والغموم.. فما نصيحتكم للإنسان المهموم، الذي أصبحت الدنيا في وجهه كالليل المظلم؟..
الجواب
أعتقد أن إدبار الدنيا ليس سببا حقيقيا للهم والغم، وإنما التفاعل مع إدبارها هو الذي يسبب الهم.. والمؤمن في راحة من ذلك كله، لأن إدبار الدنيا-بمعنى البلاء المادي أو المعنوي- إذا كان بفعله فإنه يسعى جاهدا لإزالته بالاستعانة بالله تعالى، وإذا كان إدبار الدنيا بقضاء من الله تعالى وقدره، فإنه أيضا لا يهتم، بل قد يفرح في قرارة نفسه، لما سيعوض عنه بأضعاف مضاعفة في الآخرة، أضف إلى ما روي من أن: (المؤمن ككفتي الميزان، كلما زيد في إيمانه زيد في بلائه).
ومن هنا جاءت الآية لتقول: ﴿أَلا إِنَّ أَوْلِيَاء اللَّهِ لاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ﴾.. فالذي لا خوف له من المستقبل، ولا حزن عليه من الماضي؛ يعيش في قمة السعادة النفسية ولو كان في أحلك الظروف.. وهذا هو السر في أننا لا نسمع في حياة المؤمن الصادق في إيمانه، ما يسمى بحالة الانهيار أو الاكتئاب أو غيره.
Layer 5