Search
Close this search box.
Layer 5
السؤال
إن معنى المراقبة أمر معلوم، ولكن الكلام في طريقة التحلي بها، والتدرج للوصول إلى درجتها العالية.. ما هي الوصايا العملية للوصول إلى تلك المرحلة؟.. فإن المواعظ العامة قد لا تكفي!..
الجواب
إن سؤالكم في محله، فإن المراقبة الكلية تحتاج إلى خطوات تطبيقية عملية، لأن الكليات في هذا المجال قد لا تدفع إلى العمل، فأقول:
١- التزم بالتسمية قبل كل عمل ذي بال.. فإن هذا تمرين عملي على الذكر اللفظي، الذي ينتقل تدريجيا إلى القلب، وخاصة أن الإنسان ينتقل من فعل إلى فعل، مما يتطلب منه التسمية المتكررة.
٢- التزم بإعادة لجام الفكر كلما شذ عن الطريق.. وهذا يستلزم منك مراقبة خيوط الأفكار، فإنها تتشعب بشكل عشوائي يمينا وشمالا، فمن لا يمتلك زمام تلك الخيوط، يخشى عليه أن يحبس بين طياتها، فلا يهتدي بعدها إلى سبيل.
٣- كن جادا مع نفسك وغيرك.. فإذا رأيت نفسك لاهيا لاغيا في مجلس أو مع صنف معين، حاول أن تقطع ذلك، مصداقا لقوله تعالى: ﴿فَلاَ تَقْعُدْ بَعْدَ الذِّكْرَى مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ﴾ .
٤- قبل الذهاب إلى المجالس التي تخشى فيها من الغفلة، حاول أن تعد ما يشغل الجالسين بفكرة نافعة أو بحديث مذكر؛ لئلا تكون محكوما بذلك المجلس بحكمهم.
٥- تمر على الإنسان حالات من الفرح كالزفاف، أو الحزن كوفاة قريب، يذهل فيها عن ذكر ربه؛ فانتبه لنفسك جيدا في تلك الحالات.
٦- بعض حالات الغفلة وثقل الذكر يعود إلى منشأ بدني: كقلة نوم أو كثرة طعام، أو ما شابه ذلك؛ فعلى الذاكر أن يراعي بدنه، لئلا تتمرد على أحكام روحه.
٧- إن اتخاذ ورد ثابت مأثور بعدد خاص، يشغل ساعات الفراغ اليومية، فيتحين الذاكر الفرصة ليملأ تلك الأوقات، بما قطع على نفسه من الورد المعهود.
٨- يحسن بشكل دقيق معاقبة النفس بما يناسب عند استرسالها في الغفلة، تأديبا لها، ولكن بشرط كونها شرعيا: كالصيام، والإنفاق الزائد عن الواجب.
Layer 5