Search
Close this search box.
Layer 5
السؤال
بعد المعارك بين النفس الأمارة بالسوء والشيطان، تنتصر النفس بفضل من الله تعالى وتوفيقه.. لكن سؤالي: كيف نردع النفس عن العجب في لحظات الانتصار هذه؟!.. وكما هو معلوم فإن العجب أحيانا يكون قهريا من وسوسة الشيطان!..
الجواب
إذا رأى العبد أن ما أحرزه من انتصار إنما هو بتسديد من الله تعالى-حيث أنه لولا الفضل الإلهي لكنا من الهالكين ولاتبعنا الشيطان إلا قليلا- فإنه تنتفي أرضية العجب من رأسها، حيث لا إنية ولا رؤية لشيء في مقابل الحق المتعال.
والمؤمن الواعي لأصول الطريق لا يمكنه أن يبتلى بالعجب، لأنه يرى أن فوزه في مرحلة من المراحل في حلبة من حلبات المصارعة مع الشيطان وأعوانه، ولكن من الذي سيضمن له الفوز في كل حلبة، والحال أن المواجهة مواجهة شرسة وقاسية!.. ومن هنا كان الأولياء في اضطراب دائم من حيث الخاتمة المجهولة، والتي على مدارها تتحدد سعادة الأبد أو شقائه!..
ولا بد من التنويه على أمر مهم في هذا المجال وهو: أنه لا بد من التفريق بين الخواطر المستقرة التي توجب التفاعل مع النفس، وبين الخواطر العابرة والهواجس التي لا تستقر في النفس، فإن الهاجس إذا كان على نحو العبور على صفحة النفس، لا ضير في ذلك، ومن منا يخلو من مجرد الخاطرة الشيطانية التي ينفثها إبليس على قلب كل عبد؟!.. وإنما المشكلة في استقرار هذه الأمور في نفس السالك إلى الله تعالى، وإلا فإن البصيرة بعد المس الشيطاني من صفات المتقين، كما في الآية الكريمة.
وبتشبيه جامع نقول: إن عملية إلقاء البذور من الشيطان على أرضية النفس لا تتوقف أبدا، وإنما المهم أن يسعى العبد لمنع تلك البذور من الاستنبات في الدرجة الأولى، ولاقتلاع ما نبت منها في الدرجة الثانية.. وهذه هي خلاصة قصة المواجهة مع الشياطين الغازية!.
Layer 5