Search
Close this search box.
Layer 5
السؤال
أقدم لكم مشكلتي لعلي أجد عندكم الحل، وهي: عدم قدرتي على البكاء!.. ففي كثير من الأحيان أنفعل داخليا، وأصاب بتوتر شديد، ولكني لا أبكي، سواء في مقابلتي للمواقف الصعبة، أو في مجالس أهل البيت (ع).. فهل يا ترى لها سبب من الذنوب أو ماذا؟!..
الجواب
نعتقد أن البكاء عملية شعورية في الداخل، ولكن تظهر الآثار على الخارج من خلال الدمعة، ومن الممكن أن يتحقق التفاعل الباطني من دون أثر خارجي، وذلك لبعض الجهات الفسيولوجية.. وعليه، فلا داعي للخلط بين العلة الشعورية والمعلول الجسدي.. ونحن لا ننكر مع ذلك إن وفرة الدمعة من نعم الله تعالى على العبد.
أرجع وأقول: إن المطلوب منا أولا في مواضع العَبرة (أي الدمعة) الاعتبار التأملي والذي يتعامل مع عالم الفكر، ومن ثم تسرية هذا التفاعل الفكري إلى القلب، لينقدح طبقا لها مشاعر الحب والبغض.. فإذا اكتملت هاتان الحلقتان، فلا يهم بعد ذلك الآثار الأخرى من: القشعريرة، ولين الجلد، وإفاضة العين من الدمع، والتي ورد ذكرها في القرآن الكريم.
وأحب أن أذكركم أخيرا بهذه المقولة المستفادة من أمير المؤمنين (ع) حيث يقول: (ما جفت الدموع إلا لقسوة القلوب، وما قست القلوب إلا لكثرة الذنوب) ومن المعلوم أنه إذا عرف السبب بطل العجب!.
Layer 5