Search
Close this search box.
Layer 5
السؤال
سمعت أن أحد العلماء الغربيين جاء إلى الجامعة، منبهرا بما هو مضمون حديث الرسول (ص): (إن نظافة الفم تجلو البصر) قائلا إنه: ما كان في عهده أشعة، ولا مختبرات.. والآن أثبت الطب أن هناك عروق من الأسنان تتصل بالعين، فإذا تسوست الأسنان أو فسدت، سرى ذلك التأثير إلى العين، فأثر عليها.. ما رأيك بهذا النمط من التحليل؟!..
الجواب
لا مانع من مثل هذه التحليلات العلمية، ولكن لنا في هذا المجال ملاحظتان:
الملاحظة الأولى: أنه لا ينبغي الجزم بما جاءت به العلوم التجريبية، إلا في الموارد التي ثبت فيها الأمر بشكل قاطع، لا يمكن التغيير والتخلف عن النتيجة. وأما الموارد الأخرى التي من الممكن أن يتبدل فيه الرأي، فلا ينبغي تفسير القرآن والحديث به، لئلا يوجب تشويشا واضطرابا في النفس لو ثبت لاحقا خلاف ذلك.
والملاحظة الثانية: أنه لا بد من الالتفات إلى أن خالق هذا الوجود هو الملهم للمصطفى (ص) ولعترته، فلا لزوم للانبهار الشديد عندما نرى تطابقا بين الكشف العصري والبيان الشرعي.. فإن البعض يرى وكأنه اكتشف شيئا غريبا جدا، والحال أن صاحب التشريع هو صاحب التكوين، فالذي نقف بين يديه في الصلاة، هو صاحب هذا الوجود من ذرتها إلى مجرتها؛ أوليس الأمر كذلك؟!.
Layer 5