Search
Close this search box.
Layer 5
السؤال
أنا وكما سبق وقلت لحضرتكم إني ارتكبت المعاصي، وأود أن أتوب وسوف أسرد لكم بعض المعاصي التي أتذكرها عسى أن يغفر الله تعالى ذنوبي، وهي:
١) إنني لا أتقيد بالصلاة، أي أني أصلي يوما وأتركها أسبوعا.. وحاولت أن أتقيد، لكن دون جدوى وخاصة صلاة الفجر.
٢) لقد زنيت، ومارست اللواط.. وحاولت أن أتجنب لكن الشيطان له رأي آخر.
٣) إنني أسمع الأغاني.
٤) إنني أنظر إلى الصور الخلاعية والأفلام الإباحية.
فأرجو أن تنوروني بعلمكم، وتهدوني إلى الصراط المستقيم.. وأن تخبروني بما علي حتى يخلصني الله تعالى مما أنا فيه.. وهذه الظواهر أغلبها ظهرت لدي في سن الخامسة عشرة، وأنا الآن قضيت عشرين ربيعا من عمري.. ولكنه أي ربيع؟!..
الجواب
الحمد لله الذي رزقكم مثل هذه اليقظة قبل فوات الأوان، فإن النفس اللوامة خير من النفس الأمارة بالسوء.. ومن الطبيعي أن اللوم والعتاب إذا لم يترجم إلى عمل وسعى حثيث، فإنه سيحول نفس صاحبه إلى داع من دعاة المنكر.
إن السر في الانحرافات الكبرى التي ذكرتها في مقتبل حياتكم، يعود إلى انفلات زمام الأمور في حداثة سنك، فإن حركة الإنسان نحو الموبقات حركة تسافلية، فمن لم يعصم نفسه من المنكر الصغير في فوران شهواته في أيام المراهقة، من الطبيعي أن ينزلق بالتدريج، ليقع في مجمع المنكرات التي تكفي واحدة منها لقصم ظهر صاحبه في الدنيا قبل الآخرة!..
أتوقع أن النظر إلى المثيرات من الأفلام والصور، والتفكير الجنسي المستمر، ومعاشرة رموز الانحراف-وما أكثرهم هذه الأيام- والفراغ النفسي القاتل، وعدم الانشغال بالأمور الجادة في الحياة؛ أوقعتكم في هذه المآسي المدمرة!..
حاول أن تلقن نفسك رحمة الرب الودود، الذي سرعان ما يفتح صفحة جديدة للعبد بالتوبة الصادقة، ولا تدع الشيطان يغرس فيك اليأس؛ فإنها أصعب مما أنت فيه.. أتمنى أن تكون تجربتك المريرة عبرة للآخرين، الذين لا زال سكر الحرام منعهم من اليقظة!.
Layer 5