Search
Close this search box.
Layer 5
السؤال
كثيرا ما ألوم نفسي، لأن أعمالي الصالحة ليست لها صفة الديمومة، فكثيرا ما أعصي ربي فجأة، وأشعر أني قد هدمت كل ما بنيته خلال أسابيع، في لحظة غفلة وشهوة!.. حاولت كثيرا تقوية إرادتي بشتى الطرق، قد صمت ثلاثة أشهر متواصلة في الفترة الماضية، لكني في النهاية قد أفطرت وعدت إلى ما كنت عليه!.. إني أصبحت أكره نفسي كثيرا، لأني أصبحت كالمنافق، ففي الخلوات أعصي ربي، وأمام الناس أبدو ذلك الإنسان العابد التقي، وهذا ما يضايقني كثيرا، فأين النجاة؟!..
الجواب
أبارك لكم هذه الهمة في مجاهدة النفس، وإن كان الأمر لا يحتاج إلى مثل هذا الإرهاق في الصيام.. إنك تحتاج إلى عزمة راسخة في ضبط النفس أمام الشهوات سواء في الخلوة أو الجلوة.. ومن موجبات ذلك: تقوية البنية العقائدية المستلزمة لليقين الواضح لمعية الله تعالى لكم أينما كنتم، والمراقبة الدقيقة لكل حركاتك وسكناتك من ناحية أخرى؛ فإن من تتقوى عنده هذه الحالة من الإحساس بالمعية والمراقبة، كيف يمكنه التفريق بين الستر والعلن؟!..
وإحساسكم بالنفاق عند تغير السلوك الداخلي عن الخارجي، إحساس مبارك، ولتكن هذه نقطة بداية لمحاكمة النفس، وحملها على أن ترى الوجود بلون واحد.. حاول أن تشدد المراقبة على نفسك، في ساعات الاسترخاء، والميل إلى ارتكاب الحرام، فإن استسلامك في تلك الحالات لأمر الشيطان، تسلب منك الثقة بنفسك، وقد يؤول أمرك إلى انفلات زمام الأمور وقبول تسليمها إلى الشيطان الرجيم.
والعجب مما تعانيه، وأنت بجوار المصطفى (ص) الذي بعث رحمة للعالمين، وإن التجاء واحد إلى الله تعالى في روضته المباركة تفتح لك آفاق المستقبل!.. فإننا نوصي أهل المدينة وزوارها بمعاملة الرسول (ص) معاملة النبي الحي، فاجلس بين يديه كجلوس صحابته، طالبا منه النظرة الباطنية، فإنه يرعى زائره، بل المسلم عليه من البعد، بلا شك ولا ريب!.
Layer 5