Search
Close this search box.
الكلمة:١
إن نهج البلاغة هو الصورة الأخرى من ظلامة علي -عليه السلام-.. هنالك الكثيرون ممن يذكرون علياً -(ع) كشفيع لهم في يوم المحشر، والبعض من الممكن أن يكون قد ذرف دموعاً على عليٍ (ع) في شهر استشهاده، ولعل البعض أنشد أو قرأ فيه شعراًً.. ولكن لعله طوال حياته، لم يفتح كتاب علي (ع) في العمر ولو مرة واحدة؛ وهو كتاب نهج البلاغة، هذا التراث الذي بين أيدينا.. فالبعض يتمنى أن يكون في زمان أمير المؤمنين (ع)، ليحارب معه، وليستمتع بخطبة من خطبه.. هذا التمني جيد، ولكن هذه الأمنية متحققة!.. إن كان الإنسان صادقاً في هذه الأمنية، فليفتح النهج وليستمع إلى كلمات علي (ع) في الحروب، وإلى كلماته (ع) في خطب الجمعة، وفي وصف المتقين.. فإذن، ما عليه إلا أن يذهب إلى مكتبته، ويستخرج نهج البلاغة، ويأخذه بيده ليعيش في رحاب علي (ع).
الكلمة:٢
إن علياً (ع) يقول: (كن في الفتنة كابن اللبون: لا ظهر فيُركب، ولا ضرع فيُحلب)!.. فهذه الكلمة على قصرها، كأنها تجربة حياة علي (ع) مع الفتن، فهو منذ نعومة أظفاره، ويعيش الفتن المختلفة.
الكلمة:٣
إن علياً (ع) إلى أن استشهد في محراب العبادة، وهو يعيش الفتن تلو الفتن، الفتن التي تشيب لها الرؤوس، والفتن التي تنهدّ لها الجبال.. إذ يجد قوماً من هذه الأمة وعلى جباههم كآثار ركب المعز من كثرة السجود، فيضطر علي (ع) أن يسحب سيفه ليُريق هذه الدماء.. علي مظهر الرأفة، الذي يتألم لنزع خلخالٍ من رجل ذمية، فكيف نفسه تطاوعه بأن يلج بسيفه في دماء المتظاهرين بالإسلام؟!..
الكلمة:٤
إن الناس هذه الأيام لا يحتملون الأحاديث المطولة، والخطب الطويلة.. ولكن لمَ لا نجلس على مائدة علي (ع) في خطبه القصيرة؟!.. هذه الكلمات الحكمية التي تفرد بها علي (ع)، فنهج علي في بيان الفكرة، نهج متميز.. ومن هنا نلاحظ هذا الامتياز لنهج البلاغة.
الكلمة:٥
إن رب العالمين انتقم لعاقر ناقة ثمود، فدمدم عليهم؛ فكيف برب العالمين عندما يرى قاتل علي بن أبي طالب، يخضب شيبته بدم رأسه، في شهر الصيام، وفي مكان محرم؟.. المآسي التي مرت على الأمة الإسلامية في الدولتين العباسية والأموية، لا نستبعد أنها من آثار الظلم الذي وقع على أئمة أهل البيت (ع).. ولازلنا نعيش آثار هذه المحنة.