Search
Close this search box.
الكلمة:١
ما المانع أن ننسب الأعمال الكبرى للنبي وآل النبي، إذا كان دورهم دور الوكيل لا دور الأصيل؟!.. بهذه الكلمة البسيطة، يمكننا أن نستوعب الكثير من فضائل أهل البيت، من دون أن ندخل في الغلو أبداً..
الكلمة:٢
إذا ذكر أحد من أهل البيت -عليهم السلام- فإنه يقترن مع ذلك الذكر: العبادة المتواصلة، والأوراد الكثيرة، والكرم، والإحسان، والسيرة المثالية، والأخلاق الفاضلة، والسجايا الكريمة، وما إلى ذلك.. فهم -عليهم السلام- مجمع الفضائل، ومنتهى المكارم، فقد ورثهم الرسول -صلى الله عليه وآله وسلم- أخلاقه، وسجاياه، وأتحفهم بعاداته وتقواه..
الكلمة:٣
إن من مكارم أخلاق الإمام الرضا (ع) ما جاء في البحار: (ما رأيت أبا الحسن الرضا (ع) جفا أحداً بكلامه قط).. فالذين لهم جفاء وسوء خلق مع أولادهم، ومع أزواجهم، ومع جيرانهم وأسرهم؛ فهذه ليست من صفات الرضا (ع).. والذي يأتي لزيارته، وهو يحمل هذه الصفة -صفة الجفاء للآخرين- فإن هذا سيحجبه عن أنوار الرضا (ع).
الكلمة:٤
إن الذي يستنكر بعض الأمور في سيرة أهل البيت (ع)، نقول لهم: هؤلاء مثلوا العبودية والتوحيد بأجلى صورها، ذكر الله -عز وجل- خامرَ لحمهم ودمهم، في كل خطوة من خطوات حياتهم.. الحسين (ع) في اللحظات الأخيرة من عمره، كان يناجي ربه قائلا: (رضا بقضائك، وتسليما لأمرك، لا معبود سواك، يا غياث المستغيثين)!.. هكذا موحد، هكذا عابد، ألا يخلد ذكرهُ في العالمين!.. لو أقمنا ذكرَ الحسين عندَ الكعبة، وفي المسجد الحرام؛ لكانَ الأمرُ في محلهِ.. لأنَ هذا بطل التوحيد، عليٌ محطم الأصنام، والحسين (ع) محطم الأصنام في زمانه.
الكلمة:٥
إن النبي (ص) ما طلب الأجر على الرسالة {قُل لّا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلاَّ الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى} إلا لعلمه بأمر من السماء، أن هذه المودة من موجبات استمرارية خط النبوية.. وعليه، فإن من آثار المودة هي أن نفرح لفرح من نحبه، ونحزن لحزن من نحبه.. والنبي (ص) هو الذي علمنا هذا الارتباط بسيد الشهداء (ع).
الكلمة:٦
إن حالة الشفقة مع العصاة من الخلق، حالة معهودة في حياة المعصومين (ع) جميعا.. حيث إن إحساس أولئك العصاة بالحنان والعطف من قبل الدعاة إلى الله -تعالى- لهو نعم المعين لهم على ترك المنكر.. لأن طردهم من المجتمع، يوجب توغلهم في عالم المعصية.. ومن هنا لزم علينا التعامل مع العصاة بحذر، وإتقان، وروح تربوية.
الكلمة:٧
إن من الملفت حقا في حياة المعصومين (ع) هو استغلال كل موقف في سبيل دعوة الناس إلى التقوى، حتى لو كان ذلك في موقف القتال.. إذ أنهم لم يقاتلوا إلا من أجل إقامة عبودية الله -تعالى- في كل شؤون الحياة.. وهذه خطب علي (ع) وولديه الحسن والحسين (ع) مسجلة في معاركهم المختلفة، والتي تتركز حول التوحيد، وربط الشؤون كلها بالله الواحد الأحد.. وذلك تأسيا بالمصطفى (ص).
الكلمة:٨
علينا أن ننظر إلى خط الإمامة كمنهج متكامل في شتى الأبعاد: فها هو الحسين (ع) -الذي يمثل حلقة من حلقات هذه السلسلة المباركة- نراه تارة في أعلى صور العبودية والتذلل لرب العالمين في مناجاة يوم عرفة، التي قل نظيرها في مناجاة بشر مع ربه.. ونراه تارة في حالة تثبيت حاكمية الله -تعالى- على الأرض، من خلال خطبه السياسية عند خروجه من المدينة.. ونراه تارة داعيا من حوله من أصحابه إلى التعلق الروحي بالمبدأ الأعلى، من خلال وصاياه في ليلة عاشوراء.. فكان لهم دوى كدوي النحل ليلا، وصرخات كزئير الأسود نهارا.
الكلمة:٩
يفترض في الإمام المعصوم، أن يكون قدوة للخلق، كما يعبر القرآن عندما يذكر بأن الرسول أسوةٌ حسنة.. وإنما يمكن أن تتخذ القدوة أسوة، إذا كان مبرأً من كل زلل.. وإلا كيف يمكن للإنسان أن يقتدي بمن تصدر منه الأخطاء والذنوب، سواء كانت صغيرة أو كبيرة؟!..
الكلمة:١٠
لنكون منصفين مع أهل البيت (ع) الحبّ الصادق بكلمةٍ واحدة: هو الحبّ الذي يترجم في مقام العمل.. هناك عواطف، وهناك جوارح.. الحبّ الذي يتعدى إلى الجارحة؛ هذا هو الحبّ الصادق.. وإلا إنسان يلهج بذكر أهل البيت (ع)، وقد يكون رادوداً، وقد يكون موفقاً وناجحاً مثلاً، ولكن ما الفائدة إذا لم يترجم هذا الحبّ في مقام العمل؟.. إن الذين عندهم حبّ كاذب، يعوّلون على الشفاعة اللامعقولة، الشفاعة التي لا ضوابط لها، الإمام الصادق (ع) في ساعة الاحتضار، جمع أهل بيته وبيّن لنا قاعدة من قواعد الشفاعة قال (ع): (إنّ شفاعتنا لا تنال مستخفّاً بالصلاة).. وعليه، فإن القضية لها ضوابط، ولها قواعد.. علينا أن لا نجعل القضية في دائرة غير منضبطة، فهذا ليس من ديدنهم (ع).
الكلمة:١١
إن الإمام (عج) كآبائه، نحن مشكلتنا أن البعض لم يفهمنا، ونحن أيضاً لم نتقن التصرف، كأنه جعلنا لأهل البيت مدرسة وقانوناً وطريقاً، ولله -عز وجل- أيضاً له طريق آخر، كأنه -والعياذ بالله- ضرتان لا يجتمعان.. أهل البيت فنوا في ذات الله -عز وجل- هؤلاء قمة فخرهم أنهم عبيد لرب العالمين، نحن في التشهد نقول عن النبي (ص) أنه عبد الله ثم رسوله، وعلي (ع) يقول: (ويلك!.. إنما أنا عبد من عبيد محمد صلى الله عليه وآله)، وهذا لا يعني أنه يعبد النبي، إنما هو مطيع لرسول الله.
الكلمة:١٢
إن كل إمام هو مظهر من مظاهر الصفات العليا، وكلهم نور واحد، وكلهم أصحاب كظم الغيظ، وكلهم أهل الحلم، وكلهم أهل القيام في طاعة الله؛ ولكن بعض هذه الصفات برزت في إمام دون إمام.. فكلهم زين العابدين، ولكن ابن الحسين الشهيد (ع)، أصبح في الأمة مظهراً للتوجه والمناجاة مع رب الأرباب.. والإمام الحسن (ع) معروف بحلمه، وبحسن خلقه، وهو الذي قال هذه الرواية الجميلة: (عن الحسن بن علي، عن أبي الحسن، عن جد الحسن، أنه قال: إن أحسن الحسن الخلق الحسن).. الإمام المعصوم (ع) في هذه الرواية يشير إلى حقيقة إستراتيجية في الحياة.
الكلمة:١٣
إن فهم مقامات سيدة النساء (ع)، يحتاج إلى شرح للصدر.. ويبدو أن هذا الوصف الإجمالي للنبي الخاتم والأئمة (ع) للزهراء (ع)، كافٍ لإلقاء الضوء على عظمة شخصيتها.. إن النبي (ص) لم يتكلم من منطلق عاطفي أبداً حول فاطمة، كونها بضعة، وروحه التي بين جنبيه، وتفوح منها رائحة الجنة الخ… فهذه التعابير تكشف عن صلة وطيدة بين الروح الفاطمية والروح المحمدية، وكأن هنالك نوع اتحاد وسنخية بين هاتين الروحين.. ولهذا فإن فاطمة (ع) بعد وفاة الرسول (ص) لم تتحمل البقاء في هذه الحياة الدنيا، رغم أن استشهادها ووفاتها كان مكلفاً كثيراً لعلي (ع)، حيث فقد عليٌ زوجة وفية، وفقد أماً لأولاده.. ولكن فاطمة (ع) لم تحتمل العيش بعد وفاة أبيها، وكأنها شجرة قطعت جذورها من الأساس.
الكلمة:١٤
كان من صفات النبي المصطفى (ص): أنه لا يجلسُ ولا يقوم إلا على ذكر الله عزّ وجل.. فالذكر مكتنفٌ حركته وقيامه.. ومن صفاته (ص) أنه كان يَحذْر الناس ويحترس منهم.. فالنبي (ص) لا يدعونا إلى البساطةِ والبلاهة، والحملِ على الأحسن بشكلٍ مطلق، فهو يَحْذر الناس ويحترس منهم من غير أن يطوي عن أحدٍ بِشْرَه ولا خُلقه.. وإذا كان يعيش حالة الحذر من إنسان، فإنه لا يحاول أن يبدي ذلك من خلال أسارير وجهه المباركة.. بل يحاول أن يُظهر للآخرين المظهر الجميل، لئلا يظن أحدٌ ظناً سيئاً بذلك الشخص.