Search
Close this search box.
الكلمة:١
نحن لم نحسن التعامل مع أئمة الهدى -عليهم السلام-، بل حولنا الأئمة -عليهم السلام- إلى لوحات زيتية جميلة جداً، نعلقها في بيوتنا، وننظر إلى جمال قادتها، ونلهج بذكرهم: شعرا، ونثرا، واحتفالا، ونسمي أولادنا بأسمائهم، ونشد الرحال إلى مشاهدهم.. ولكن العمدة في المقام، هو جانب الأسوة والقدوة.. فرسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): {مَّا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِّن رِّجَالِكُمْ وَلَكِن رَّسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ}..
الكلمة:٢
إن الولاية لها ضريبتها، كما أن التجار في بلاد الغرب يشتكون من الضرائب، حيث كلما زاد المحل التجاري سعةً؛ كلما تنوعت بضاعته.. وكلما زادت تجارته، جاءت الضرائب الفادحة بعد ذلك!..
الكلمة:٣
إن هذا البكاء والاحتراق الباطني على مصائب أهل البيت (ع) ليس أمراً بسيطاً، وإنما هو حصيلة تفاعلات كثيرة، منها: تاريخ الأبوين، والاعتقاد، والتقوى، وطاعة الله عز وجل..
الكلمة:٤
إن مسألة إحياء الشعائر، كما قال الإمام الصادق (ع): (شيعتنا خُلقوا من فاضل طينتنا: يفرحون لفرحنا، ويحزنون لحزننا)؛ هذه المسألة لها انعكاسات في حياة الإنسان المؤمن.
الكلمة:٥
إن الهدف من المجالس الحسينية، هي أن يخرج الإنسان بتغيير جوهري في ذاته.. علينا أن نذهب إلى هذه المجالس، بنية الاستفادة العملية.. وذلك من خلال محاولة تغيير جوهري للملكات الفاسدة في أعماق النفس؛ كرامة لهذه الدموع التي يقول عنها الإمام الرضا (ع): (فعلى مثل الحسين فليبك الباكون، فإن البكاء عليه يحطّ الذنوب العظام)!.. فكلام الخطيب الذي يقال في مجلس إحياء عزاء الحسين، هذا الكلام له قوة في التأثير؛ لأن هذا الكلام يصدر من على منبر الحسين (ع)، الذي نصب لتخليد ذلك الدم الذي أريق في سبيل الله عز وجل.
الكلمة:٦
إن من أعظم وظائف المحبين أيام عاشوراء، هو تجسيد الحب، لا من خلال مظاهر العزاء فحسب، بل من خلال الترجمة العملية لهذا الحب!.. إذ أن الحب ما هو إلا التجانس بين المحب والمحبوب، وهذا التجانس لا يتم بالدعوى المجردة، بل بمحاولة التقريب بين الذات المحبة والذات المحبوبة في الصفات والملكات.. وأعظم قربان يقرب إلى الله -تعالى- في هذه الأيام، هو نفي إنية النفس الأمارة: اجتثاثا لملكة خبيثة، أو إقلاعا عن منكر نعكف عليه.
الكلمة:٧
إن على الإنسان أن يحول المخزون النظري، والتفاعل العاطفي إلى حركة في الحياة.. فالخطيب الحسيني يتكلم، ويعظ، ويبين البعد النظري، ثم يغلف الكلام ببعد عاطفي.. فيتفاعل الإنسان عاطفياً، ويبكي، ويخرج.. إلى هنا الجهاز اشتغل بشكل جيد: دخل الوقود، والهواء موجود، وتمت عملية الاحتراق، وتولدت الطاقة.. ولكن بعد الخروج من الحسينية، لابد من تحويل هذه الطاقة إلى عجلات دافعة، وإلى عمل في ساحة الحياة..