آداب العمل

أعوذ بالله من الشیطان الرجیم
بسم الله الرحمن الرحیم
وأفضل الصلاة وأتم السلام علی أشرف الخلق وسید المرسلین محمد المصطفی وآله الطیبین الطاهرین
السلام علیکم اخواني اخواتي جمیعا ورحمة الله وبرکاته

الاسلام دین جامع مانع ما من رطب ولا یابس الا في کتاب مبین وما من حکم ما من مسألة الا وللدین فیه رأي کلامنا اللیلة حول آداب الوظیفة والعمل الانسان الموظف ما هي مواصفاته؟ الانسان صاحب المصنع صاحب المحل ما هي مواصفاته؟ في روایات اهل البیت علیهم السلام اتفاقا اشارات جمیلة لیعلم الناس أن اهل البیت علیهم السلام ما ترکوا شیئا قبل ذلك إحتراماً للکتاب الکریم نذکر موقف القرآن أو موصفات القرآنیة لمن یرید أن یکون موفقاً في عمله وفي حکومة البلاد وسیاسة العباد یوسف الصدیق عندما طلب أن یکون علی خزائن الارض ما قال لأنني نبي ما قال لأنني أعرف تعبیر المنام مثلا ما قال انا إبن یعقوب النبي ما قال انا الذي أبتليت منذ صغري کل هذه المزایا لا دخل لها في الحکومة هب أن یوسف یعبر المنام رُزق تأویل الرؤى ما علاقتها بالحکومه؟ هب أن یوسف إبن یعقوب ما علاقة هذا بالحکومه؟ قال کلمتین مختصرتین إني حفیظ علیم تخصصي في هذا المجال لا ینقصني التخصص هذا معنی العلیم وحفیظ یعني أمين لو رأيت وزیراً أو لو نصبت وزیراً متخصصاً وأميناً انتهى الأمر کل المواصفات في هاتین الکلمتین الحاکم الوزیر العامل الفلاح في کل الأقسام الحکومیة إن وضعت العلیم الأمين إني حفیظ علیم انتهی الأمر الأمور تمشي علی ما یرام وهذا الذي سیقع في زمان ظهور امامنا المهدي روحي له الفداء کل من یعمل في حکومته حفیظ علیم هذا تعریف القرآن للموظف الصالح.
اما في روایات اهل البیت ویا لها من روایة ملفتة الروایة في کتاب تحف العقول هذا الکتاب القیم؛ اعتقد أن هذه الروایة تصلح لأن یکون شعاراً لکل محل ولکل مصنع ولکل مؤسسة مادامت المؤسسة تريد مالاً ربحاً وتتعامل مع البشر هذه الروایة لم أرى أجمع منها، عن امامنا الصادق علیه السلام وبین قوسین اعلموا قدر أئمتکم کل ذي صناعة مضطر الی ثلاث خلال سواء کان صاحب مصنع أو محل صغیر هذا یسمی ولهذا في بعض البلاد یعبر عن العالم والموظف بالصانع الذي یعمل في المؤسسة في المحل هذا ذو صناعة الآن هذه الصفات هذه الخلال لأي شيء؟ یجتنب بها المکسب ترید المال؟ اعمل بهذه الخصال الثلاث، وهو أن یکون حاذقاً بعمله لا تأتي بعامل لا خبرة له بالعمل هذا یفسد کما یقال هذا یسيء الی سمعتك أنت صاحب المحل والمصنع یقال فلان فاشل لا لذاته! لمن عنده من الموظفین اذاً هذا معنی قول یوسف إني علیم أن یکون حاذقاً بعمله ولم یقل مثلا عالماً بعمله حاذقاً کیف الطبیب الحاذق أي الطبیب الماهر کلما أرتفعت مهارة العامل صاحب العمل أو هو أقرب الی المال والکسب ثانیاً مؤدیاً للأمانة فيه هو حاذق ولکن یسرق العمل هذا الانسان خبیر في أصلاح هذه الدواب الحدیدیة ولکن في مقام العمل یسرق منها قطعاً کما یتفق یستبدل الصالح بغیره اذاً اذا کان أميناً الحذاقة ثم الأمانة انتهي الأمر؟ لا هناك صفة ثالثة جمیلة یشیر الیها الامام یقول مستمیلاً لمن أستعمله یا صاحب العمل یا صاحب المصلحة حبب الیك العامل اجعله قریباً منك رأينا بعض العمال یغشون یقول انا لست بغاش ارید أن أنتقم من صاحب العمل هذا ضربني أهانني ما اعطاني راتبي لا اُؤدي وظیفتي کما یرام اذاً مستمیلاً لمن استعمله استمل قلب العامل رأينا بعض اصحاب العمل یعطي عامله راتباً زهیداً یقال للعامل لم لا تذهب الی الغیر یعطيك الأضعاف؟ یقول أخلاق صاحب العمل أسرني انا اسیر له لا أتركه ولو أغراني الغیر بالأموال المضاعفه.
وأخيراً هذا البُعد الأخلاقي للانسان العامل ایضا الروایة عن امامنا الصادق المصدق الصناع اذا سهروا اللیل کله لا أذکر الجواب الا بعد قلیل! هذا الانسان له محل طول اللیل یفتح محله صاحب مصنع طوال اللیل یعمل في مصنعه هذا ممدوح أو مذموم؟ واضح هذا الانسان حریص علی الدنیا هذا نوم اللیل حرم نفسه منه عبادات اللیل سهر اللیل راحة اللیل الجلوس مع العائلة کل هذه باعها لأجل المال ما هو حکمه؟ الامام الصادق له تعبیر شدید هذه الروایة في الکافي یقول الصناع اذا سهروا اللیل کله الآن جزء‌ من اللیل اول المغرب لا ضیر ولکن کل اللیل یقول فهو سحتٌ المال الذي يأخذه هذا سحت طبعا الآن فقهیاً لا یقول فقیه بهذا المعنی لو سهر اللیل لیس هذا المال سحت بالمعنی الفقهي الدقیق هذا لیس کمال القمار أو کسب المغنیة أو المال الربوي ذاك سحت ولکن هذا کأنه یقال في حکم السحت مال مذموم کیف النظر ینسب الیه الزنا اذا نظر لیس بزاني ولکن هذا زنی النظر کیف عندما مثلاً نعبر بهذه التعابیر لا صلاة لجار المسجد الا في المسجد الکلام في أن هذا العمل مذموم جداً فهو سحت العامل الکاسب علیه أن یجعل لیله لغیر الدنیا ولراحة بدنه وللأنس بربه.

إلهي بحق اولیائك بارك لنا في ما رزقتنا لا تجعل الدنیا اکبر همنا ولا مبلغ علمنا ولا منتهی رغبتنا ابلغ سلامنا الی امام زماننا واردد الینا منه السلام والفاتحة مع الصلوات.