فتاوى سماحة السيد الخوئي ره
نظرا إلى كثرة الأسئلة الواردة من عدد كبير من الباقين على تقليد المرجع المبرور آية الله العظمى السيد ابو القاسم الخوئي (قدس سره)، تم جمع هذه الفتاوى من كتاب صراط النجاة بأجزائه الثلاثة، وتم تبويبها في فهرس جامع لتسهيل البحث على المتصفحين الكرام.
- فتاوى سماحة السيد الخوئي «ره»
- » أحــكام الغناء والموسيقى
- » أحكام عامة حول الغناء والموسيقى
السؤال: ١
ما الفرق بين اللهو والتسلية ، أو العبث والترفيه ؟
الجواب: لا عبرة بشيء من ذلك ، بل العبرة في الحرمة بكون الصوت الغنائي وأصوات آلات الموسيقى مناسبة لمجالس أهل اللهو والطرب ، ومتداولا بينهم في نواديهم ، فإن كانت الكيفية الصوتية أو الآلة الصوتية من هذا القبيل حرمت ، ولو كانت لغاية الترفيه والتسلية.
السؤال: ٢
كيف يعرف أن الغناء أو الموسيقى يناسبان أهل اللهو والطرب .. وما الحكم مع الشك في ذلك ؟ وعلى من يعول في معرفة ذلك ؟
الجواب: يعول على العرف والمشكوك منه محكوم بعدم الحرمة.
السؤال: ٣
هل يحرم لعب الورق ، أو لعب الشطرنج ، أو النرد ( الزهر ) حتى ولو كان عن تسلية ، ولو كان اللعب بهذه الأمور عن تسلية حراما .. فما وجه العلة بذلك ؟
الجواب: نعم ، يحرم اللعب بالأمور المذكورة ، ولو كان بعنوان التسلية ، ودليل حرمة ذلك هو ما ورد في الشريعة المقدسة من حرمة القمار والشطرنج والنرد مطلقا.
السؤال: ٤
قبل وفاة الإمام الخميني الراحل ( رض ) نقل عنه فتوى بتحليل ، أو جواز لعب الشطرنج ، فنرجو إيضاحا لمسألة مهمة ، وهي أنكم تعتبرونها من الكبائر بينما الأمام (رض) جوازها ؟
الجواب: لم يقل أحد بحلية لعب الشطرنج بقول مطلق ، وإنما الكلام فيما إذا لعب به لا مع المراهنة ، بل لترويح النفس مثلا ، والاقوى عندنا الحرمة مطلقا ، ولو من دون رهان.
السؤال: ٥
ما يتعارف عند أهل البادية في أعراسهم وحفلاتهم من ضرب الطبول والغناء للرجل بشكل جماعي ، ويسمى بالعرضة .. هل هو جائز ، أم لا ؟
الجواب: لا يجوز ذلك.
السؤال: ٦
سيدي لماذا لا يحرم المراجع الموسيقى والغناء كليا ، بدل من وضع الناس في الحيرة اللهوي وغير اللهوي ، والوقوع في شبهاتها ، فإن الشباب كثيرا ما يتحيرون في اللهوي وغيره ؟
الجواب: ذلك لان المراجع ليس من شأنهم تشريع الاحكام من أنفسهم ، وانما عليهم أن يبينوا ما فهموه من أدلة الاحكام ، وهي الكتاب والسنة ، وما فهموا منها في الموضوع هو حرمة الغناء اللهوي فقط ، دون الاطلاق.
السؤال: ٧
هل يحرم الاستماع إلى الغناء والموسيقى ؟.. وما الدليل على حرمته ؟
الجواب: الاستماع إلى الغناء والموسيقى حرام باتفاق العلماء ، والدليل على حرمته مستمد من القرآن الكريم ، والاحاديث الواردة عن النبي الاكرم صلى الله عليه وآله واهل بيته الطاهرين ( عليهم السلام ) .. فأما الدليل من القرآن الكريم ، فهو قوله تعالى : ( ومن الناس من يشتري لهو الحديث ليضل عن سبيل الله بغير علم ويتخذها هزوا أولئك لهم عذاب مهين ، واذا تتلى عليه آياتنا ولى مستكبرا كأن لم يسمعها كأن في اذنيه وقرا فبشره بعذاب أليم ) لقمان ٦ و٧ ، ( اللهو ) في اللغة هو ما يشغلك عما يهمك ، ولهو الحديث هو ما يلهي عن الحق ، كالتغني بالشعر والملاهي والمزامير وكالحكايات الخرافية والقصص الداعية إلى الفسق والفجور، كل ذلك يشمله لهو الحديث .. والمراد بسبيل الله هو القرآن الكريم بما فيه من المعارف الحقة ، ويوهنها في انظار الناس ، فاذا كان الانسان مشتغلا باستماع الاغاني والموسيقى والحكايات الخرافية ، فانه سوف لايعتني بالقرآن الكريم ، ولايهتم بتعلم مفاهيم الاسلام ، بل يصل إلى مرحلة لا يحب أن يستمع إلى القرآن الكريم ، وهذا ما نراه ماثلا امام اعيننا هذه الايام ، فبعض الناس بلغ بهم الاهتمام بلهو الحديث ( الغناء والموسيقى ) الى درجة تراهم متوجهين لاستماع الغناء والموسيقى من الراديو او التلفزيون أو غيرهما ، فاذا حان موعد تلاوة القرآن الكريم أغلقوا الجهاز ، وأعرضوا عن الاستماع لكلام الله العظيم ، وهذا مصداق ما تذكره الاية الشريفة ( واذا تتلى عليه آياتنا ولى مستكبراً ) .. وعلى كل حال فالدليل على حرمة الاستماع إلى الغناء والموسيقى واف من النصوص الشرعية .. فلهو الحديث يشمل الغناء والموسيقى ، كما جاءت بذلك رواية أبي إمامة عن النبي صلى الله عليه وآله أنه قال صلى الله عليه وآله : لا يحل تعليم المغنيات ولا بيعهن ، وأثمانهن حرام ، وقد نزل تصديق ذلك في كتاب الله ( ومن الناس يشتري لهو الحديث ليضل عن سبيل الله ) وقال الامام الباقر عليه السلام : الغناء مما أوعد الله عليه النار ، وتلى هذه الاية ( المتقدمة ) قال: ومنه الغناء أي من لهو الحديث .. وعلاوة على هذه الادلة الصريحة ، فقد وردت احاديث اخرى ، قال رسول الله صلى الله عليه وآله : يحشر صاحب الطنبور يوم القيامة ، وهو أسود الوجه ، وبيده طنبور من النار ، وفوق رأسه سبعون ألف ملك ، وبيد كل ملك مقمعة يضربون رأسه ووجهه ، ويحشر صاحب الغناء من قبره أعمى واخرس وأبكم ، ويحشر الزاني مثل ذلك ، ويحشر صاحب المزمار مثل ذلك ، وصاحب الدف مثل ذلك.
وقال صلى الله عليه وآله أيضا: من استمع الى اللهو ( الغناء والموسيقى ) يذاب في اذنه الانك ( هو الرصاص المذاب ) يوم القيامة .. وقال صلى الله عليه وآله : الغناء والموسيقى رقية الزناء ، أي وسيلة ، أو طريق يودي إلى الزنا ، والعياذ بالله .. وقال الامام الصادق عليه السلام : الغناء يورث النفاق والفقر..
وقال عليه السلام: ( بيت الغناء لا تؤمن فيه الفجيعة ، ولا تجاب فيه الدعوة ، ولا تدخله الملائكة ).
السؤال: ٨
هل يجوز الاستماع لاناشيد دينية تنشدها نسوة ، اذا كانت لا تثير شهوة ، وكانت بطريق غير مباشر كالراديو ؟
الجواب: لا بأس به.
السؤال: ٩
النفوس بطبيعتها تميل إلى الاصوات الجميلة لبعض الطيور، فلو طربت النفس على هذه الاصوات ، وصاحب ذلك دندنة باللسان ، أو قرع بالاصابع .. فما هوالحكم في تلك الحال ؟
الجواب: لا بأس بالاستماع إلى تلك الاصوات الطبيعية للطيور ، أما مصاحبتهما بما يعد آلة للهو ، فلا يجوز إن كانت المذكورات منها.
السؤال: ١٠
هل يجوز التصفيق والتصفير ان كان يقصد بهما التشبه بالموسيقى والغناء ؟
الجواب: لا بأس بهما في أنفسهما ، والله العالم.