Search
Close this search box.
الكلمة:١
إن السكرة في ساعة الاحتضار، مرتبطة بالسكرة في الحياة الدنيا في تعاملنا اليومي.. فالإنسان عندما يسكر بالمال، أو بالجاه، أو بالرئاسة، أو بما فيه من مرحلة الشباب.. فإن كل هذا السكر يجتمع في ساعة الاحتضار {وَجَاءتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِّ ذَلِكَ مَا كُنتَ مِنْهُ تَحِيدُ} فما يفر منه الإنسان، فإنه ملاقيه لا محال..
الكلمة:٢
إن لكل إنسان محور اهتمام في هذه الحياة، وهذا المحور يتجلى للإنسان عند الموت.. فسكر الرئاسة، وسكر الشباب، وسكر الالتفات إلى غير الله -عز وجل- يأتي في تلك الساعة.. هنا الندامة والحسرة، التي تجعل الإنسان في ساعة الاحتضار، يموت مرات ومرات.
الكلمة:٣
إن الإنسان الذي يصفي حسابه أولاً بأول، هذا الإنسان لا يحتاج إلى سكرات الموت.. فرب العالمين في غنى عن تعذيب عبده المؤمن.. ولهذا فإن الطريق إلى تصفية كل هذه الأهوال: السكرات، والضغط، والمحاسبة، وعذاب القبر.. حتى المساءلة في عرصات القيامة، هو: المحاسبة، والمراقبة.
الكلمة:٤
إن الإنسان عندما يعالج سكرات الموت، ويبقى على وعيه، ويتشهد الشهادتين وهو مطمئن.. فإن هذه بادرة إيجابية، وهي علامة أن المراحل الأخرى أيضا -إن شاء الله- مراحل سهلة.
الكلمة:٥
إن من موجبات تخفيف سكرات الموت، أن يقوم الإنسان ببعض الأعمال الصالحة، ويهديها إلى عزرائيل (ع).. فبهذا العمل يكون قد صادق هذا الملك، فهو غير مخيف.. فهو ملك من ملائكة الله كجبرائيل.. فجبرائيل مسؤول الوحي، وميكائيل مسؤول الأرزاق، وإسرافيل مسؤول الصور، وعزرائيل من هذه المجموعة الطيبة.
الكلمة:٦
إن ساعة الاحتضار ساعة ثقيلة على النفس.. هل يمكن لأحد أن يتصور حالة الألم والعذاب الذي يصيبه، إذا تم استخراج ظفر من بدنه وهو حي؟!.. فكيف إذا أريد فصل روحه عن بدنه؟.. ولهذا فإن الحل الجامع لكل هذه الأحوال، هو عبارة عن تصفية الحساب.. إن بعض الذين ذهبوا من الدنيا، لم يشعروا بالموت إلا بما يشبه وخز الإبرة، وإذا به ينتقل من الدنيا إلى نعيم لا يوصف!..
الكلمة:٧
لماذا ضيق القبر، أو الضغط بسبب سوء الخلق؟.. لأن الإنسان يكون قد ضغط قلب الزوجة، فرب العالمين يضغط قبره.. القلب والقبر ألفاظهما متشابهة: فمن يضيق على القلوب؛ يضيق عليه في القبور.. فالحساب دقيق، ورب العالمين لا يهمل أحدًا.
الكلمة:٨
إن من مراحل الموت التي يبتلى بها أغلب الخلق هي: سكرات الموت عند حالة النـزع، إذ أن انفصال الروح التي تأقلمت مع البدن سنوات طويلة من أشق الأمور.. فلاحظ كيف أن الجنين ينفصل عن أمه، ليذيقها مر العذاب بما يسمى آلام الولادة.. والجلادون في السجون، يقلعون ظفرا من السجين، ليرى الموت البطيء من خلال ذلك.. فكيف أذا أريد فصل الجسد بكامله عن الروح؟!.. ولك أن تتصور ذلك، قياسا لحالة الجنين والسجين!..
الكلمة:٩
تناولت الروايات بعض موجبات تخفيف سكرات الموت، التي دعا رسول الله عندها -تخويفا لأمته- قائلا: (اللهم!.. أعني على سكرات الموت)، فمنها: صلة الرحم، والبر بالوالدين.. ومن الملفت حقا أن هذين العنصرين يتكرران في موارد كثيرة، ولعل السبب في ذلك هو وجود الصوارف الداخلية عن القيام بحقوقهما، وذلك لأن علاقة الإنسان مع أهله علاقة مفروضة، لم تكن بانتخاب من العبد.. وهي قد لا تناسب مزاجه في موارد كثيرة، ومن هنا لزم التأكيد من المولى الحكيم، لوجود أرضية المنافرة.
الكلمة:١٠
إن من موجبات تخفيف السكرات، العمل على إرشاد الغافلين، وهداية الضالين.. فإن الله -تعالى- يحفظ هذا الجميل في خلقه عند ساعة الموت.. وقد ورد في الخبر عن الرسول الأكرم (ص): (ومن أعان ضعيفاً في فهمه ومعرفته، فلقنه حجته على خصم الدين طلاب الباطل.. أعانه الله عند سكرات الموت، على شهادة: أن لا إله إلاّ الله وحده لا شريك له، وأن محمداً عبده ورسوله).. لأن الشيطان يحاول في اللحظات الأخيرة من الحياة، أن يسلب الإنسان قوام سعادته، وهو: الاعتقاد الحق، بعدما عجز عن تحريف مسيرته في حياته.
الكلمة:١١
إن الالتجاء إلى الله -تعالى- بوسيلة من وسائله -التي أمرنا بابتغائها من محمد وال محمد (ع)- نعم العون في تلك الساعة التي ينقطع فيها العبد من الدنيا.. ومن شأن الكريم أن يسعف الراغب إليه، في ساعة الضنك والشدة.. وقد فسر الصادق (ع) دمعة المؤمن ساعة النزع، بأنه يعاين رسول الله (ص) فيرى ما يسره ثم عقب قائلا: (أما ترى الرجل يرى ما يسره، وما يحب.. فتدمع عينه لذلك، ويضحك)..
الكلمة:١٢
إن هنالك ترابطا وثيقا بين سهولة النزع وخروج الروح، وبين المحافظة على الصلوات.. فمن أعطى اللقاء الإلهي حقه من خلال الصلاة؛ فإنه سيجد من عطاء اللقاء في عالم البرزخ ما يقر عينه!.. فقد قال الصادق (ع) في ذيل حديث له: (إنّ ملك الموت، يدفع الشيطان عن المحافظ على الصلاة، ويلقّنه شهادة: أن لا إله إلا الله، وأنّ محمّداً رسول الله، في تلك الحالة العظيمة).
الكلمة:١٣
إن من الأمور التي تخفف سكرات الموت: أن يكون في حياته: لقرابته وصولاً، وبوالديه باراً.. وقراءة دعاء العديلة، وسورة يس.. ويجب عدم دخول الجنب أو الحائض، وذلك ليخفف على الميت الانتقال من هذه الدنيا إلى الدار الآخرة.
الكلمة:١٤
إن الكثيرين يخافون من سكرات الموت، وضغطة القبر، وما شابه ذلك.. هذه القضية مرتبطة بسلوك الإنسان، هو بسلوكه يحدد الراحة في الموت، أو الصعوبة فيه.. وإنما ضغطة القبر، وسكرات الموت؛ حالة يمر بها الميت ليغتسل من ذنوبه، وهو آخر ما بقي عليه من تمحيص الذنوب، وتنقية من السيئات.