Search
Close this search box.
الكلمة:١
إن تحول رعب الموت إلى الأنس، يكون بالعمل الدائب، ولكن المشكلة هي في الخلط في المفاهيم.. فمفهوم الاستغفار -مثلا- مفهوم خاطئ: إن كان المعنى في القلب، ولا لفظ على اللسان، فلا ضير.. وإن لم يكن المعنى في القلب، فإن مليون لفظة لا تنفع أبداً..
الكلمة:٢
إن من المؤسف حقا: أن ترتبط في أذهاننا صورة الموت مع الفناء، وبالحياة الموحشة في القبر.. والحال أن الموت رحلة من عالم الضيق إلى عالم الحرية، ومن عالم القيود الأرضية بآلامها ومشاكلها، إلى عالم الانطلاقة السعيدة الخالدة، وذلك بجوار رضوان الله -تعالى- لمن أراد اللذائذ العليا.. أو جنات الخلد، لمن أراد الاستمتاع المادي…
الكلمة:٣
إن البعض لا يخاف من الموت، لأنه قد أدى كل ما عليه من: صلاة، وصوم، وحج، وخمس، ورد مظالم… الخ، فليس هناك ما يخافه.. وهذه حالة راقية جدا في الإنسان، وقد يكون صاحب هذه الحالة من عامة الناس.. وعليه، فإن المؤمن في كل وقت يحاول أن يستقرئ هذه العلاقة؛ ليصل إلى مرحلة النفس المطمئنة التي ترجع إلى الله عز وجل، فلا يدخل الجنة فحسب!..
الكلمة:٤
إن على المؤمن أن يتذكر الموت لا بنحو التذكر الذهني، حيث أن هناك فرقا واضحا بين التذكر الذهني وبين المعايشة.. فهذا حاله أشبه ما يكون بالطالب قبل الامتحان بأسبوع إذ يهجر النوم، ويترك اللعب، والتلفاز، حتى أن البعض ينسى طعامه؛ لأنه أقدم على مرحلة المعايشة.. وكذلك الإنسان الذي يتذكر الموت بشكل تلقائي، سوف تتغير معالم الحياة عنده.
الكلمة:٥
كلما كان الإنسان بعيداً عن الله تعالى، كلما كان تمسكه بالحياة الدنيا أكثر، وخوفه من الموت أكبر (إذا كنت في إدبار، والموت في إقبال.. فما أسرع الملتقى!..) (من طلب الدنيا طلبته الآخرة، فيأتيه الموت فيفسد عليه دنياه وآخرته).
الكلمة:٦
غالباً ما يكون سبب الخوف من الموت، هو التقصير في أداء الفروض والواجبات، والتخلص من التبعات والمظالم.. ومن هنا فمن الجميل، ومن موجبات الاطمئنان، أن يعمل الإنسان على تصفية حساباته، حتى لو باغته ملك الموت؛ يجد نفسه مستعدا للوفود إلى الضيافة الإلهية، التي لا تخطر على بال بشر!..
الكلمة:٧
من المعلوم أن من أصعب الحالات على الإنسان، ساعة فراقه الدنيا ونزع روحه.. حيث يعيش عوالم كثيرة وشديدة، لا يعلمها إلا الله عز وجل؛ وهي بلا شك أشد على المبتلين بالمعاصي، فالحذر الحذر!.. فإن الله -تعالى- على كل شيء حسيب!..
الكلمة:٨
لا شك بأن تعبير الموت، وما يتعلق به: من المغتسل، والتكفين، والتجهيز.. من المواضيع التي تورث حالة من حالات الخوف والقلق.. حتى أن البعض لا يقصد المقبرة أبداً؛ لأن هذا يذكره بما ينغص لذته!.. والحال بأن الموت هو النهاية الطبيعية، التي سوف نواجهها شئنا أم أبينا.
الكلمة:٩
إن خروج الروح من البدن؛ هي عملية مفارقة بين عنصرين متمازجين ومتداخلين، فهنالك علاقة قوية متوطدة بين الروح والبدن منذ الخلقة.. ومن هنا نلاحظ أن اقتطاع جزء بسيط من البدن -كالظفر مثلاً- يسبب الألم الشديد.. ولهذا فمن الطبيعي جداً، أن يعيش الإنسان حالة من حالات الاضطراب الشديد، عند نزع الروح.. ويمكن اعتبار هذه الحالة -سكرات الموت، أو الألم الذي ينتاب الإنسان المحتضر- بمثابة درجة من درجات العذاب، لغير المؤمن الملازم لعمله السيئ.. أما للمؤمن؛ فإنها تكفير عن سيئاته.. ونعتقد بأن الإنسان الذي لا حساب بينه وبين الله عز وجل، سوف يعفى من هذه المرحلة المخيفة.
الكلمة:١٠
إن الخوف من الموت، هو بسبب عدم أنس الإنسان بربه.. لأن من له أنسٌ، ويعلم أن الله رؤوف به، وحبيبٌ إلى قلبه؛ فلماذا يخاف الموت؟.. إنما يخاف لأنه لا يعلم كيف سيُعامله الله -عز وجل-؟!..
الكلمة:١١
إن من عوامل الخوف من الموت: سوء العمل، وعدم استيعاب حقيقة الموت والحياة؛ وكأن الإنسان خُلق سُدى.. لذا على الإنسان أن يُصفي حسابه مع الله -عز وجل- قبل لقائه، وهو من مصاديق الحديث: (موتوا قبل أن تموتوا)؛ بمعنى: افترضوا أنفسكم في حالة الموت، وحاسبوا أنفسكم قبل أن تفاجئوا في ذلك العالم بما لا يُحمد عُقباه.
الكلمة:١٢
إن بعض الأمور الهامة: كالصلاة الخاشعة، وكتذكر الموت وعوالم ما بعد الموت؛ من الأمور الدافعة للإنسان إلى الأمام.. ولكن المشكلة أننا نرى الموت كالشبح.. فالبعض لا يزور المقابر؛ لئلا يصاب باكتئاب مثلاً.. ولا يزور المرضى في المستشفيات، لأن المستشفى، والمرضى، وغرفة العمليات، والمغتسل، هذه الأماكن تذكره بالموت.. وبالتالي، فإنه يحاول أن يتحاشى التواجد في هذه الأماكن.. والحال أننا مقدمون على هذه الحقيقة، شئنا أم أبينا.
الكلمة:١٣
كلما كان الإنسان بعيداً عن الله تعالى، كلما كان تمسكه بالحياة الدنيا أكثر، وخوفه من الموت أكبر (إذا كنت في إدبار، والموت في إقبال.. فما أسرع الملتقى!..) (من طلب الدنيا طلبته الآخرة، فيأتيه الموت فيفسد عليه دنياه وآخرته).
الكلمة:١٤
إن الإيمان بأن الموت والحياة عمليتان متداخلتان ومتعاقبتان، وأن من يميتنا قادر على إحيائنا، وأن الموت يأتي للإنسان في وقته، بعد أن يستوعب الإنسان مقدماته غالباً؛ فإن ذلك من موجبات عدم الخوف من الموت.