Search
Close this search box.
الكلمة:١
إن البشر عرضة للفناء والانقطاع، فإذا لم تفرقهم الظروف، حال الموت دونهم.. ومن المعلوم أن الاستفادة الحقيقة، تكون: إما في العلم، أو العمل.. فهو من ناحية إمكاناته محدودة؛ فلا يستطيع أن يستدل على كل سبل الهدى.. ومن ناحية أخرى، قدراته محدودة؛ قد يعجز عن تحقيق مآربه.. فإذن، هو مبتلى: إما بالعجز، أو الجهل.. بينما الله -تعالى- هو الدائم، الذي كان قبلك، وهو معك، وسيكون بعدك.. وهو من بيده زمام الأمور، فكل قصور منتفٍ عنه.. فهنيئاً لمن أنس برب الأرباب!..
الكلمة:٢
إن البعض يشتكي من عدم الأنس في مناجاته مع الله تعالى، في حين أنه يأنس بكل لغو وباطل!.. والسبب يكمن في أن قوام المناجاة طرفان: المناجي والمناجى.. فمن اللازم على العبد معرفة الطرف الذي يناجيه، إذ كيف يتفاعل مع من لا يعرفه؟!.. فهنالك فرق شاسع بين المعرفة الوجودية، والمعرفة الوجدانية.. أي فرق بين أن يؤمن العبد إيمانا نظرياً بوجود الرب، وبين أن يستشعر هيمنته على كل شيء في الوجود.. فلو أنه وصل إلى تلك الدرجة، فهل يخشى شيئاً، مهما بلغت به الأمور وضاقت به الأحوال؟!.. إن الأمر يحتاج إلى صدق في الاعتقاد..
الكلمة:٣
إن رقابة الله -تعالى- في السر والعلن، من مفاتيح المباركة الإلهية في وجود الإنسان ونسله، بحيث لا يندثر ذكره بموته.. فهذا إبراهيم (ع) بعدما دعا لذريته بهوى القلوب، ورزق الثمرات، ختم ذلك بالدعاء {رَبَّنَا إِنَّكَ تَعْلَمُ مَا نُخْفِي وَمَا نُعْلِنُ وَمَا يَخْفَى عَلَى اللَّهِ مِن شَيْءٍ فِي الأَرْضِ وَلاَ فِي السَّمَاء} مما يستفاد أن الإحساس بالمراقبة الإلهية، مفتاح البركات في حياة الإنسان، سواء في حياته وبعد موته.. ويكفي في مباركة الله -تعالى- في حياة إبراهيم (ع): أن جعل النبي الخاتم (ص) من نسله، وأمره باتباع ملته.
الكلمة:٤
نحن طالما صلينا، وطالما حججنا واعتمرنا وصمنا؛ امتثالا لأوامر الله عز وجل.. ولكن هل استشعرنا الوجود الإلهي في يوم من الأيام، كاستشعارنا لوجود الزوجة والأولاد والمنزل والأرض والسماء؟.. هل استشعرنا بهذا الوجود الذي هو مصدر الوجود؟.. نحن أنسنا بآثاره، ونسينا المؤثر صاحب الأثر؟!..