Search
Close this search box.
الكلمة:١
إن من موجبات الانضباط، تصور العقوبات الإلهية للعبد.. ومثل هذا الإنسان لا يحتاج إلى دروس في التركيز، بل يصير عكس أهل الدنيا؛ فهو إذا أراد أن يصرف ذهنه إلى الدنيا، يحتاج إلى مجاهدة، وإلا فهو بطبيعته يتوجه إلى الله -تعالى- في حركة انسيابية لا تكلف فيها!..
الكلمة:٢
إن هناك عذابين في عرصات القيامة: عذاب بدني، وعذاب نفسي.. والعذاب النفسي على قسمين: عذاب نفسي بين العبد ونفسه في الانتظار الطويل، وعذاب نفسي آخر بعلاقة العبد مع ربه، وإعراض رب العالمين عن عبده في أحلك الظروف.
الكلمة:٣
إن الإنسان إذا أكرمه الله -عز وجل- بكرامة من الكرامات، وسلبت منه هذه الكرامة؛ فليعلم أنه من الأشقياء.. هنالك عمل قام به العبد، جعل رب العالمين يسلب منه هذا العطاء، وهذا خلاف طبع الكريم، فرب العالمين يمهل ولا يهمل!..
الكلمة:٤
لو أن هذا المكان دخله الملك لدقائق، ثم دخله غير الملك ساعات، ألا يقال بأن هذا المكان مكان محترم؛ لأن الملك قصده فدخل فيه ولو دقائق!.. أي يا رب وجودك وجود شريف في حياتي، وعنايتك عناية كبيرة، وقلبي ولساني وجوارحي امتثلت أوامرك، فلا تعاقبها يوم القيامة بذلك.
الكلمة:٥
إذا صار بناء رب العالمين على الانتقام، فإنه يجتث الإنسان من جذوره، فيسلب منه النعم بحيث لا ترجع إليه مرة أخرى.
الكلمة:٦
إن رب العالمين إذا أحب عبداً، يؤدبه في الدنيا بأقل زلة حتى يوقظه من نومته.. ونحن نرتكب عشرات المخالفات ولا نرى شيئا، فمن نعم الله على عبده المؤمن، أن تعجل له العقوبة في الدنيا قبل الآخرة.. هذه العقوبات المعجلة تكون خفيفة؛ لأنها تكون بعد كل معصية فلا شيء متراكم.. وفي نفس الوقت هذه العقوبات، توجب الاستغفار السريع.. والمؤمن الذي يريد أن يتخلص من النقم، عليه أن يصفي الحساب مع ربه دائماً.
الكلمة:٧
إن رب العالمين لا ينتقم بسهولة، والانتقام صفة بشرية: الإنسان الضعيف عندما يعجز، وعندما يخاف الفوت، يحتاج إلى ظلم الضعيف.. فإذن، إن الانتقام حالة بشرية بشكل عام، ولكن الله -عز وجل- في كتابه الكريم، يعبر عن نفسه {إِنَّا مِنَ الْمُجْرِمِينَ مُنتَقِمُونَ}، هذا الانتقام ليس بدواعٍ عاطفية، ولا بدوافع شعورية بمعناه البسيط الساذج، ولكن لأن الله -عز وجل- يرى أن في هذا الانتقام تمام الحكمة والمصلحة.