Search
Close this search box.
الكلمة:١
إن الأمر بالتقوى خطاب للمسلمين وللمؤمنين: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ}.. أما عندما يصل الأمر إلى المحاسبة، فإننا نلاحظ تغييرا في لحن الآية: {وَلْتَنظُرْ نَفْسٌ مَّا قَدَّمَتْ لِغَدٍ}.. لكن مراقبة النفس أمرٌ صعب، فهو أمرٌ لا يلتفت إليه الخلق.. وكأن هذه النفوس التي تنظر إلى ما قدمت لغد، نفوس في غاية القلة وفي غاية الندرة..
الكلمة:٢
كيف للإنسان أن يتقي غضب الله -عز وجل- وهو لا ينظر إليه، ولا يهتم بمراقبته؟.. فيعصيه، وقد جعله أهون الناظرين إليه!.. وعليه، صحيح أن التقوى هي تكليف الجميع، ولكن هذه التقوى لا تتكامل ولا تعطي ثمارها المرجوة، إلا بالمراقبة والمحاسبة.. يقول الكاظم (ع) كما في الرواية: (ليس منا مَن لم يحاسب نفسه في كلّ يوم)..
الكلمة:٣
إن التحلي بملكة، أو ترقية النفس إلى مدرجٍ من مدارج الكمال.. هذا الأمر سيدخل السرور على المصطفى -صلى الله عليه وآله وسلم- وعلى أئمة الهدى (ع)..
الكلمة:٤
إن الإنسان الذي يريد أن يبني بناءً أخلاقياً عرفانيا سلوكيا على نفس لم يهذبها، فإنها بمثابة الأرضية المغصوبة وغير النظيفة..
الكلمة:٥
إن علينا أن نفتح عيوننا بمقلتيهما، وبواسع الشبكية، وبواسع القرنية، ونراقب كل كلمة.. يقول النبي -صلى الله عليه وآله وسلم-: (إن الرجل ليتكلم بالكلمة يضحك بها جلساءه، يهوي بها أبعد من الثريا).. والثريا في اصطلاح علم النجوم، نجم بعيد.. القرآن يقول: {فَتَخْطَفُهُ الطَّيْرُ أَوْ تَهْوِي بِهِ الرِّيحُ فِي مَكَانٍ سَحِيقٍ}..
الكلمة:٦
إنه لمن المناسب أن يراقب الإنسان نفسه، وهو في حالة الخصام والغضب.. وذلك بأن يعيش حالة من الاثنينية، وهو ينظر إلى شكله في المرآة، ويقيّم هذا الشخص الذي يراه على أنه إنسان آخر، ويحكم على تصرفاته وشكله، ليرى كيف أن الشيطان يتمثل في صورته!.. وكذلك يراقب باطنه، بأن ينظر إلى دواعي هذه الخصومة، وهل أنها رحمانية أو غير رحمانية..