Search
Close this search box.
الكلمة:١
إن العطاء الإلهي البالغ الأهمية، لا يحتاج إلى تجشم العناء، ولا يحتاج إلى هجرة، ولا إلى حوزات العلم.. فالقضية قضية إيتاء {وَلَقَدْ آتَيْنَا لُقْمَانَ الْحِكْمَةَ أَنِ اشْكُرْ لِلَّهِ وَمَن يَشْكُرْ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ حَمِيدٌ}.. فلقمان ما كان نبياً، ولا وصياً، إنما هو عبدٌ صالح وأُتي الحكمة.. فالمعطي هو الرب، والقانون هو القانون، الله -تعالى- أعطاه الحكمة على وفق ضوابط، وهذه الضوابط هي القاعدة العامة في طوال حياة البشر.
الكلمة:٢
إن البعض من عامة الخلق هؤلاء، لم يتخصصوا في علم، ولا بذلوا عمرهم في قراءات مطولة؛ ولكنهم ينطقون من معدن الحكمة، (قلب المؤمن يزهر كالمصباح، ويضيء كالشمس، ويلمع كالفجر.. يزاد قلب المؤمن من سماع الآيات إيماناً، ومن التفكر يقيناً، ومن الاعتبار هداية).. وقد ورد في الحديث: (تجد الرجل لا يخطئ بلام ولا واو، خطيباً مصقعاً، ولقلبه أشد ظلمة من الليل المظلم.. وتجد الرجل لا يستطيع يعبر عما في قلبه بلسانه، ولقلبه يزهر كما يزهر المصباح).. فإذن، إن من روافد الوصول إلى الحكمة، السيطرة هذا اللسان.
الكلمة:٣
يجب أن يكون الإنسان متعبدا متفكرا.. إنسان يفلسف في قاعة الجامعة، وينظر ويتكلم ويتكلم، وفي مقام العمل المؤذن يقول: الله أكبر!.. ولا يعتني بصلاته، وقد يكون أستاذاً في الشريعة، أو أستاذاً في الفلسفة، ولكن لا قيمة لهذه الأستاذية.. وإنسان حمامة المسجد، عينه على الصلاة والذكر، ولكن لا تدبر له في الحياة: لا يفكر في عواقب الأمور، ليست له قدرة تحليلية في فهم واقع الحياة؛ أيضا هذا الإنسان لا قيمة له، ليست له قيمة كبرى.. كونوا كلقمان الذي جمع بين العبادة لله -عز وجل- وبين الكلمات الحكمية.