Search
Close this search box.
Layer 5
السؤال
إن مشكلتنا الأساسية في الصلاة وغيرها، هو: هجوم الخيال الواسع أثناء الصلاة وبعدها؛ مما يسلب التركيز في العبادة والقراءة.. فما الحل في هذه الحالة؟..
الجواب
إن التخلص من حديث النفس من أهم الشواغل التي شغلت بال علماء الأخلاق؛ وذلك لأن حديث النفس حركة باطنية غير اختيارية، لا تخضع للإرادة المباشرة، ولهذا لا يتخلص الإنسان من ذلك إلا بعد جهد جهيد.. فمن طرق ضبط حديث النفس:
١- حمل هموم كبرى في الحياة.. فإن النفس المشغولة بالأهم لا تتنزل إلى المهم، فضلا عن غير المهم أصلا.. فحمل همّ الآخرة، وعقبات الوصول إلى المولى من موجبات الضبط الداخلي للنفس.
٢- عدم الإكثار من القول.. لأن الثرثرة الخارجية توجب الثرثرة الباطنية، فإن حقيقة الكلام هي الخلجانات الباطنية حقة وباطلة، فإذا لم يتيسر لصاحبه الكلام الخارجي، فإنه يلجأ إلى الحديث الباطني.
٣- الانشغال بالذكر القلبي، وإذا لم يمكن-عند تكثر الكلام الباطني- فباللفظي.. فإن الذكر الإلهي ممحاة للكلام الباطني.
٤- مخالفة مقتضى حديث النفس، إذا كان داعيا إلى الحرام الفقهي أو الأخلاقي.. فإن الشيطان هو الخبيث يريد إلهاء العبد عن الحق، وقد ورد الأمر الإلهي بعدم تعويد الخبيث.
٥- الاستغفار الجاد والحقيقي بعد كل حديث نفس.. فإن أولياء الله الصالحين، يرون أن كل انشغال عن الحق ذنب، ولو كان على مستوى حديث النفس.
إن القضاء على الهواجس الباطنية، يحتاج إلى فترة طويلة من الممارسة، ولا شك أن الثمرة ستكون لذيذة جدا، ينعكس أثرها في العبادة والتفكير والسلوك العام.
Layer 5