Search
Close this search box.
Layer 5
السؤال
في الواقع أنا لا أراه وسواسا أبدا، أرى بأن الذي أفعله صوابا، آخرون هم من يطلق علي هذا اللقب، وكل من وصل إلى هذا السطر، سيقول كذلك، ولكنه مخطئ!.. لأنني عرضت مشكلتي هذه-التي أعاني منها منذ الطفولة إلى الآن وأنا في عمر الزهور- على كثيرين، وهؤلاء لم يكونوا أناسا عاديين، بل منهم السيد والشيخ والمرجع، والطبيب النفساني وتلامذة حوزة، وأناس عاديين وأناس جدا متدينين، ولكن دون جدوى!.. فبماذا تنصحني؟..
الجواب
كانت رسالتكم مثارا للأسف، من جهة أنك تملكين هذه القدرة على التعبير والفهم، ومع ذلك ابتليت بأمر لم يبتل به عامة الخلق!.. فأقول: أولا عليك أن تعلمي أنك لا تصلين إلى الطهارة الواقعية مهما حرصت، فكل شيء حولنا نجس واقعا، محكوم بالطهارة ظاهرا، فليكن الهدف هو العمل بالرسالة العملية، كما يفهمه عامة الناس. وعليه، فبرمجي تعاملك مع الطهارة كالعرف الذي حولك، فإن الله تعالى أجل من أن يدخلك النار، لأنك لم تعتنين بالوسوسة، والحال أن عدم الاعتناء هو المأمور به شرعا. ونلاحظ في حياة الأئمة والنبي (ص) أنه ليست مراجعات كثيرة حول الوسواس، رغم شح المياه في مكة والمدينة في تلك الأيام، مما يفهم أنها لم تكن مشكلة شاغلة لأصحابهم (ع)، وقد ورد عن الإمام (ع) التشكيك في عقل من يوسوس.
واعلمي أخيرا: أن الوسواس لا يتوقف في حقل الطهارة، بل يتعدى ليشمل العبادة، فيكره الشيطان العبادة للإنسان، فلا يكاد يحس بطعم لها أبدا. فالمشكلة الكبرى عندما تتعدى إلى العقائد، لأن الخبيث-وهو الشيطان- يريد أن يوصل الإنسان إلى مرحلة الكفر إن أمكنه ذلك، وقد ورد أنه: (لا تعود الخبيث!).
أكثري من المعوذات، وآية الكرسي صباحا ومساء، واجعلي لنفسك فترة أربعين يوما لمقاومة النفس في هذا المجال، لترين بعد ذلك، أي عمر ضاع في أمر سخيف!..
Layer 5