Search
Close this search box.
Layer 5
السؤال
إنسان مؤمن بالله تعالى وموقن به، ولكنه يتعرض للوساوس والشكوك من قبل الشيطان، ويتأذى منها كثيرا، وهو يبطل كل خاطرة سوء تأتي في باله، ويكون مطمئنا بعدها.. وهكذا طول يومه صراعات بين خواطر الشيطان وخواطر العقل الخيرة.. هل هذا يدل على عدم استقرار الإيمان وتزعزعه؟..
الجواب
إننا ذكرنا في مناسبات عديدة: إنه فرق بين الهواجس المستقرة في النفس بحيث يتفاعل معها الإنسان سلبا وإيجابا، وبين الهواجس التي تعد من قبيل الطائف الشيطاني الذي يمر على النفس مرورا من دون أن يستقر فيها، بل إن الإنسان في تلك الحالة يتأذى من هجوم تلك الوساوس، ويرى إصبع الشيطان جليا واضحا وراء ذلك، وهو ذلك الموجود الذي لم يقطع الأمل في التأثير على الأنبياء. وعليه، فإن الذي يتوقع أن لا تأتيه الخاطرة على نحو المرور الذهني، فإنه يفكر في أمر يصعب الوصول إليه، إن لم نقل باستحالته عرفا!..
المهم على الإنسان السالك إلى الله تعالى أن لا يتعرض للمواقف التي تثير عنده الخواطر الشيطانية: كالجلوس مع الغافلين، والتقلب في الفراش متأرقا، وقراءة ما لا نفع فيه، والانشغال بفضول النظر، والاستسلام للسرحان الذهني، وغير ذلك من موجبات تموين الذهن بالخواطر الفاسدة..
وفي الدرجة الثانية: عليه أن لا يرتب الأثر على الخواطر المستقرة في نفسه، فإن مثلها كمثل الفتيل، القابل للاشتعال.. فكياسة المؤمن تتجلى هنا: في نزع هذا الفتيل بلباقة وذكاء، مستمدا العون من الله تعالى، الواحد الفرد الصمد، الذي لو تجلى في ذهن وقلب عبده المؤمن، لزالت عنه كل هذه الأباطيل!.
Layer 5