Search
Close this search box.
Layer 5
السؤال
أنا ومعظم الشباب في لبنان نعاني من مسالة الفساد الأخلاقي، والشهوة في أعمارنا عارمة جدا.. فما هو برأيكم الحل لهذه المشكلة؟!..
الجواب
إن الوقوف أمام ما ذكرت لا تتم بكلمة عاجلة مني، فإن الأمر أعمق وأوسع نطاقا وأصعب علاجا، لأن الأمر يتمثل في غليان باطني، وكيف يمكن لكلمات عبر الأثير أن تطفئ تأجج هذه النار الموقدة؟!..
إننا نعتقد أن الخطوة الأولى في الشهوات الجنسية هي السيطرة على النظر، فالمعلوم أن النظرة هي التي تبذر بذرة الهوى في النفس.. وهذه النظرة المتمثلة بانعكاس صورة جميلة على شبكية العين، لا تتوقف عند هذه المرحلة، بل تتسلل في أعماق النفس، لتحدث تأثيرا بليغا على التركيبة الهرمونية للبدن، فإن هنالك جزءا فعالا في المخ سينشط بعد انشغال الحواس بالصور المثيرة، ليحول الفرد إلى موجود شهوي لا يفكر إلا في مجال الجنس وملحقاته.. ومن الواضح أن هذه السلسلة العصبية المتوترة لا تهدأ إلا عندما يحقق الفرد ما يوجب الإشباع الجنسي.. ومن المعلوم أن هذا الأمر لا يتيسر بالحلال دائما، ومن هنا يلجأ العبد بشكل لا إرادي إلى الحرام.. وهذا يفسر قول البعض: إنني أرتكب الحرام ولا اختيار لي في ذلك!.. وهذا قمة الاستسلام للهوى، حيث أن الفرد عندها يكون مثله كمثل سيارة مقطوعة الفرامل وهو يتجه إلى واد سحيق!..
ولا شك أن شدة وجود المثيرات في بعض البلاد-كالبلد الذي ذكرت-مما يزيد الطين بلة، بل النار اشتعالا.. ولا شك أن المقاومين في مثل هذه البيئة، لهم درجات عند ربهم لا تمر ببال أحد.. ومن هنا يقال إن النبي الأكرم (ص) عبر بالإخوة لا بالأصحاب، عن المجاهدين في آخر الزمان، جعلنا الله تعالى منهم بفضله وكرمه!.
Layer 5