Search
Close this search box.
Layer 5
السؤال
لقد كان الشباب في السابق يصلون ويعبدون، لا يشغلهم عن عبادة الله تعالى شاغل، أما الآن وقد وضع المتربصون المنافقون أدوات تلهي الشباب عن ذكر ربهم، مثل التلفاز والهواتف الجوالة والحاسوب وغيرها.. فكيف يتجاوزون هذه الأزمة في ظل هذه الظروف؟..
الجواب
إن ما ذكرت من استيلاء الفساد بتقنياتها الحديثة على عصرنا هذا، ليس من موجبات اليأس دائما، وذلك إذا نظرنا إلى المسالة من زاوية أخرى، فإنني أحيلكم بهذه المناسبة إلى أعظم آية في القرآن حول المجاهدة وثمارها، ألا وهي آية: ﴿وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا﴾ فإن هذه الآية حاوية من نقاط التأكيد ما لا يخفى على أهل المعرفة بالأدب، فمن الجملة الأسمية، إلى لام التأكيد، إلى نون التأكيد المثقلة، إلى جمع السبل؛ كل هذه الأمور بشارات في طريق السالكين، وذلك بأنه كلما اشتدت المجاهدة في سبيل الله تعالى، اشتدت أيضا الهداية الباطنية، لا لسبيل واحد بل لسبل متعددة..
ومن الواضح أن الهداية المنتسبة إلى الله تعالى ليست هداية علمية مجردة، بل هنالك حالة من شرح الصدر والارتياح الباطني، الذي يعززه قوله تعالى في آية أخرى: ﴿وَلَكِنَّ اللَّهَ حَبَّبَ إِلَيْكُمُ الإِيمَانَ وَزَيَّنَهُ فِي قُلُوبِكُمْ﴾ فإذا وصل العبد إلى مرحلة تزيين الإيمان في فؤاده، وتقبيح الفساد في نفسه، فكيف يميل إلى الصور الالكترونية الفانية التي تظهر على التلفاز أو الحاسوب، والتي لا تعدو سرابا بكل ما للكلمة من معنى؟!..
أعتقد أن العبد إذا اجتاز هذا الاختبار السهل-لذوي الهمة- في عدة مرات من مراحل حياته، فإنه سيصل إلى مرحلة الحصانة الإلهية، وعندئذ فإن الله تعالى سيصرف عنه السوء، فيما لو اعتراه الضعف في هذا المجال.. وهذه سياسة ثابتة لرب العالمين مع أوليائه الصالحين.
Layer 5