Search
Close this search box.
Layer 5
.
فهرس جواهر البحار
كتاب العقل والعلم والجهل
كتاب العدل والمعاد
كتاب النبوة
كتاب تاريخ نبينا (ص)
كتاب الإمامة
كتاب تاريخ أميرالمؤمنين (ع)
كتاب تاريخ فاطمة والحسنين (ع)
كتاب تاريخ السجاد والباقر والصادق والكاظم (ع)
كتاب تاريخ الرضا والجواد والهادي والعسكري (ع)
كتاب تاريخ الحجة (عج)
كتاب السماء والعالم
كتاب الإيمان والكفر
كتاب العشرة
كتاب الآداب والسنن
كتاب الروضة
كتاب الطهارة
كتاب الصلاة
كتاب القرآن
كتاب الأدعية والأذكار
كتاب الصوم
كتاب الحج والعمرة
كتاب المزار
كتاب العقود والإيقاعات

أحاديث في حالات الإمام الصادق (ع) الثلاث التي كان عليها دائما، وفي حاله عند تلقيه نبأ وفاة ابنه، وفي حواره مع عمرو بن عبيد شيخ المعتزلة، وفي سعة عفوه وهذه أحاديث جليلة جمعها العلامة المجلسي في كتابه بحار الأنوار، وقد اقتبس الشيخ حبيب الكاظمي بعض هذه الأحاديث وحذف أسانيدها مع مراعاة التبويب، فكانت جواهر البحار الذي بين يديك.

الحديث: ١
/
ترتيب جواهر البحار: ٢٩٧٠

قال ابن أبي عمیر: سمعت مالك بن أنس ١ فقيه المدينة يقول: كنت أدخل إلى الصادق جعفر بن محمّد (عليه السلام) فيقدّم لي مخدّة، ويعرف لي قدراً ويقول: يا مالك، إنّي أحبّك، فكنت أسرّ بذلك وأحمد الله عليه، قال: وكان (عليه السلام) رجلاً لا يخلو من إحدى ثلاث خصال: إمّا صائماً وإمّا قائماً وإمّا ذاكراً، وكان من عظماء العبّاد، وأكابر الزهّاد الذين يخشون اللهعزّ وجلّ، وكان كثير الحديث، طيّب المجالسة، كثير الفوائد، فإذا قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) اخضرّ مرّة واصفرّ أخرى، حتّى ينكره من كان يعرفه. ولقد حججت معه سنة، فلمّا استوت به راحلته عند الإحرام، كان كلّما همّ بالتلبية انقطع الصوت في حلقه، وكاد أن يخرّ من راحلته، فقلت: قل يا بن رسول الله، ولا بدّ لك من أن تقول، فقال (عليه السلام): يا بن أبي عامر، كيف أجسر أن أقول: لبّيك اللّهمّ لبّيك، وأخشى أن يقولعزّ وجلّ لي: لا لبّيك ولا سعديك.

المصدر الأصلي: الخصال، علل الشرائع، الأمالي للصدوق
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٤٧
، ص١٦
(١) مالك بن أنس بن مالك الأصبحي (م١٧٩ه‍): إمام دار الهجرة، وأحد الأئمّة الأربعة عند أهل السنّة، وإليه تنسب المالكية. مولده ووفاته في المدينة. كان صلباً في دينه، بعيداً عن الأمراء والملوك، سأله المنصور أن يضع كتاباً للناس يحملهم على العمل به، فصنّف «الموطّأ». راجع: الأعلام، ج٥، ص٢٥٧.
الحديث: ٢
/
ترتيب جواهر البحار: ٢٩٧١

قال عليّ بن رئاب: سمعت الصادق (عليه السلام) يقول وهو ساجد: اللّهمّ اغفر لي ولأصحاب أبي، فإنّي أعلم أنّ فيهم من ينقّصني.

المصدر الأصلي: قرب الإسناد
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٤٧
، ص١٧
الحديث: ٣
/
ترتيب جواهر البحار: ٢٩٧٢

قال موسى بن جعفر (عليه السلام): نعي إلى الصادق جعفر بن محمّد (عليه السلام) ابنه إسماعيل بن جعفر ١ ، وهو أكبر أولاده، وهو يريد أن يأكل وقد اجتمع ندماؤه، فتبسّم ثمّ دعا بطعامه، وقعد مع ندمائه، وجعل يأكل أحسن من أكله سائر الأيّام، ويحثّ ندماءه، ويضع بين أيديهم، ويعجبون منه أن لا يروا للحزن أثراً، فلمّا فرغ قالوا: يا بن رسول الله، لقد رأينا عجباً، أصبت بمثل هذا الابن، وأنت كما نرى؟ قال (عليه السلام): وما لي لا أكون كما ترون، وقد جاءني خبر أصدق الصادقين: أنّي ميّت وإيّاكم، إنّ قوماً عرفوا الموت فجعلوه نصب أعينهم، ولم ينكروا من تخطفه الموت منهم، وسلّموا لأمر خالقهمعزّ وجلّ.

المصدر الأصلي: عيون أخبار الرضا (عليه السلام)
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٤٧
، ص١٨
(١) إسماعیل بن جعفر الصادق (عليه السلام) (م١٣٣ه‍): مات في حياة أبیه مع أنّه كان أكبر أولاده، ولذا قد توهّم أمر الإمامة فيه حتّی قیل لقد بدا لله في إمامته، والإسماعیلیة طائفة تقول بإمامته. راجع: أعيان الشيعة، ج٣، ص٣١٦.
الحديث: ٤
/
ترتيب جواهر البحار: ٢٩٧٣

كان للصادق (عليه السلام) ابن، فبينا هو يمشي بين يديه إذ غصّ فمات، فبكى وقال: لئن أخذت لقد أبقيت، ولئن ابتليت لقد عافيت، ثمّ حمل إلى النساء، فلمّا رأينه صرخن، فأقسم عليهنّ أن لا يصرخن، فلمّا أخرجه للدفن قال: سبحان من يقتل أولادنا ولا نزداد له إلّا حبّاً، فلمّا دفنه قال: يا بنيّ، وسّع الله في ضريحك، وجمع بينك وبين نبيّك، وقال (عليه السلام): إنّا قوم نسأل الله ما نحبّ فيمن نحبّ فيعطينا، فإذا أحبّ ما نكره فيمن نحبّ رضينا.

المصدر الأصلي: الدعوات
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٤٧
، ص١٨
الحديث: ٥
/
ترتيب جواهر البحار: ٢٩٧٤

دخل عمرو بن عبيد البصري ١ على الصادق (عليه السلام) فلمّا سلّم وجلس عنده، تلا هذه الآية: ﴿الَّذِينَ يَجتَنِبُونَ كَبَائِرَ الإِثمِ﴾، ثمّ سأل عن الكبائر فأجابه (عليه السلام)، فخرج عمرو بن عبيد وله صراخ من بكائه، وهو يقول: هلك _ والله _ من قال برأيه، ونازعكم في الفضل والعلم.

المصدر الأصلي: عيون أخبار الرضا (عليه السلام)
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٤٧
، ص١٩
(١) عمرو بن عبيد أبو عثمان البصري (م١٤٤ه‍): شيخ المعتزلة في عصره ومفتيها، وأحد الزهّاد المشهورين. راجع: الأعلام، ج٥، ص٨١.
الحديث: ٦
/
ترتيب جواهر البحار: ٢٩٧٥

قال معلّي بن خنیس: خرج الصادق (عليه السلام) في ليلة قد رشّت السماء، وهو يريد ظلّة بني ساعدة، فاتّبعته فإذا هو قد سقط منه شيء، فقال: بسم الله، اللّهمّ ردّه علينا، قال: فأتيته فسلّمت عليه فقال: معلّى؟ قلت: نعم، جعلت فداك، فقال (عليه السلام) لي: التمس بيدك، فما وجدت من شيء فادفعه إليّ، قال: فإذا أنا بخبز منتشر، فجعلت أدفع إليه ما وجدت، فإذا أنا بجراب من خبز، فقلت: جعلت فداك، أحمله عليّ عنك، فقال (عليه السلام): لا، أنا أولى به منك، ولكن امض معي، قال: فأتينا ظلّة بني ساعدة، فإذا نحن بقوم نيام، فجعل يدسّ الرغيف والرغيفين تحت ثوب كلّ واحد منهم حتّى أتى على آخرهم، ثمّ انصرفنا، فقلت: جعلت فداك، يعرف هؤلاء الحقّ؟ فقال (عليه السلام): لو عرفوا لواسيناهم بالدقّة _ والدقّة هي الملح _.

المصدر الأصلي: ثواب الأعمال
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٤٧
، ص٢۰-٢١
الحديث: ٧
/
ترتيب جواهر البحار: ٢٩٧٦

قال معاویة بن وهب: كنت مع الصادق (عليه السلام) بالمدينة وهو راكب حماره، فنزل وقد كنّا صرنا إلى السوق أو قريباً من السوق، فنزل وسجد وأطال السجود وأنا أنتظره، ثمّ رفع رأسه، قلت: جعلت فداك، رأيتك نزلت فسجدت، قال: إنّي ذكرت نعمة الله عليّ، قلت: قرب السوق، والناس يجيئون ويذهبون؟ قال (عليه السلام): إنّه لم يرني أحد.

المصدر الأصلي: بصائر الدرجات
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٤٧
، ص٢١
الحديث: ٨
/
ترتيب جواهر البحار: ٢٩٧٧

روي أنّ الباقر (عليه السلام) كان في الحجّ ومعه ابنه جعفر (عليه السلام)، فأتاه رجل فسلّم عليه وجلس بين يديه، ثمّ قال: إنّي أريد أن أسألك، قال (عليه السلام): سل ابني جعفراً، قال: فتحوّل الرجل فجلس إليه ثمّ قال: أسألك؟ قال (عليه السلام): سل عمّا بدا لك، قال: أسألك عن رجل أذنب ذنباً عظيماً، قال (عليه السلام): أفطر يوماً في شهر رمضان متعمّداً؟ قال: أعظم من ذلك، قال (عليه السلام): زنى في شهر رمضان؟ قال: أعظم من ذلك، قال (عليه السلام): قتل النفس؟ قال: أعظم من ذلك.

قال (عليه السلام): إن كان من شيعة عليّ (عليه السلام) مشى إلى بيت الله الحرام، وحلف أن لا يعود، وإن لم يكن من شيعته فلا بأس، فقال له الرجل: رحمكم الله يا ولد فاطمة _ ثلاثاً _ هكذا سمعته من رسول الله (صلى الله عليه وآله)، ثمّ إنّ الرجل ذهب، فالتفت الباقر (عليه السلام) فقال: عرفت الرجل؟ قال (عليه السلام): لا، قال (عليه السلام): ذلك الخضر، إنّما أردت أن أعرّفكه.

بيــان:
قوله (عليه السلام): «لا بأس» لعلّ المراد به أنّه ليس كفّارة ولا تنفعه، لاشتراط قبولها بالإيمان، وما فيه من الكفر أعظم من كلّ إثم.
المصدر الأصلي: الخرائج والجرائح
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٤٧
، ص٢٢-٢٣
الحديث: ٩
/
ترتيب جواهر البحار: ٢٩٧٨

قال أبو جعفر الخثعمي: أعطاني الصادق (عليه السلام) صرّة فقال لي: ادفعها إلى رجل من بني هاشم، ولا تعلمه أنّي أعطيتك شيئاً، قال: فأتيته، قال: جزاه الله خيراً، ما يزال كلّ حين يبعث بها فنعيش به إلى قابل، ولكنّي لا يصلني جعفر بدرهم في كثرة ماله.

المصدر الأصلي: مناقب آل أبي طالب
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٤٧
، ص٢٣
الحديث: ١۰
/
ترتيب جواهر البحار: ٢٩٧٩

دخل سفيان الثوري على الصادق (عليه السلام)، فرآه متغيّر اللون فسأله عن ذلك، فقال (عليه السلام): كنت نهيت أن يصعدوا فوق البيت، فدخلت فإذا جارية من جواري ممّن تربّي بعض ولدي قد صعدت في سلّم والصبيّ معها، فلمّا بصرت بي ارتعدت وتحيّرت وسقط الصبيّ إلى الأرض فمات، فما تغيّر لوني لموت الصبيّ وإنّما تغيّر لوني لما أدخلت عليها من الرعب، وكان (عليه السلام) قال لها: أنت حرّة لوجه الله، لا بأس عليك _ مرّتين _.

المصدر الأصلي: مناقب آل أبي طالب
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٤٧
، ص٢٤
الحديث: ١١
/
ترتيب جواهر البحار: ٢٩٨٠

روي عن الصادق (عليه السلام):

تعصي الإله وأنت تظهر حبّه
هذا لعمرك في الفعال بديع

لو كان حبّك صادقاً لأطعته
إنّ المحبّ لمن يحبّ مطيع

المصدر الأصلي: مناقب آل أبي طالب
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٤٧
، ص٢٤
الحديث: ١٢
/
ترتيب جواهر البحار: ٢٩٨١

قال الصادق (عليه السلام): إنّ عندي سيف رسول الله (صلى الله عليه وآله)، وإنّ عندي لراية رسول الله (صلى الله عليه وآله) المغلبة، وإنّ عندي لخاتم سليمان بن داود (عليه السلام)، وإنّ عندي الطست الذي كان موسى (عليه السلام) يقرّب بها القربان، وإنّ عندي الاسم الذي كان رسول الله (صلى الله عليه وآله) إذا وضعه بين المسلمين والمشركين لم يصل من المشركين إلى المسلمين نشّابة، وإنّ عندي لمثل الذي جاءت به الملائكة، ومثل السلاح فينا كمثل التابوت في بني إسرائيل _ يعني: أنّه كان دلالة على الإمامة _.

وفي رواية الأعمش قال (عليه السلام): ألواح موسى (عليه السلام) عندنا، وعصا موسى (عليه السلام) عندنا، ونحن ورثة النبيّين.

المصدر الأصلي: مناقب آل أبي طالب
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٤٧
، ص٢٥-٢٦
الحديث: ١٣
/
ترتيب جواهر البحار: ٢٩٨٢

وقال (عليه السلام): علمنا غابر ومزبور، ونكت في القلوب، ونقر في الأسماع، وإنّ عندنا الجفر الأحمر، والجفر الأبيض، ومصحف فاطمة (عليها السلام)، وإنّ عندنا الجامعة، فيها جميع ما يحتاج الناس إليه.

المصدر الأصلي: مناقب آل أبي طالب
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٤٧
، ص٢٦
الحديث: ١٤
/
ترتيب جواهر البحار: ٢٩٨٣

ويروى له (عليه السلام):

في الأصل كنّا نجوماً یستضاء بنا
وللبرّيّة نحن اليوم برهان

نحن البحور التي فيها لغائصكم
درّ ثمين وياقوت ومرجان

مساكن القدس والفردوس نملكها
ونحن للقدس والفردوس خزّان

من شذّ عنّا فبرهوت مساكنه
ومن أتانا فجنّات وولدان

المصدر الأصلي: مناقب آل أبي طالب
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٤٧
، ص٢٦
الحديث: ١٥
/
ترتيب جواهر البحار: ٢٩٨٤

قال سالم بن أبي حفصة‏: لمّا توفّي الباقر (عليه السلام) قلت لأصحابي: انتظروني حتّى أدخل على جعفر بن محمّد الصادق (عليه السلام) فأعزّيه، فدخلت عليه فعزّيته، ثمّ قلت: ﴿إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيهِ رَاجِعونَ﴾، ذهب _ والله _ من كان يقول: «قال رسول الله (صلى الله عليه وآله)»، فلا يسأل عمّن بينه وبين رسول الله (صلى الله عليه وآله)، لا والله، لا یرى مثله أبداً.

فسكت الصادق (عليه السلام) ساعة، ثمّ قال: «قال الله عزّ وجلّ: إنّ من يتصدّق بشقّ تمرة، فأربّيها له كما يربّي أحدكم فلوّه حتّى أجعلها له مثل أحد». فخرجت إلى أصحابي فقلت: ما رأيت أعجب من هذا، كنّا نستعظم قول الباقر (عليه السلام): «قال رسول الله (صلى الله عليه وآله)» بلا واسطة، فقال لي الصادق (عليه السلام): «قال الله عزّ وجلّ» بلا واسطة.

المصدر الأصلي: المجالس للمفيد
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٤٧
، ص٢٧
الحديث: ١٦
/
ترتيب جواهر البحار: ٢٩٨٥

ينقل عن الصادق (عليه السلام) من العلوم ما لا ينقل عن أحد، وقد جمع أصحاب الحديث أسماء الرواة من الثقات على اختلافهم في الآراء والمقالات، وكانوا أربعة آلاف رجل.

إنّ ابن عقدة ١ صنّف كتاب الرجال للصادق (عليه السلام) عدّدهم فيه.

وكان حفص بن غياث ٢ إذا حدّث عنه قال: حدّثني خير الجعافر جعفر بن محمّد، وكان عليّ بن غراب يقول: حدّثني الصادق جعفر بن محمّد.

قال أبو نعيم في حلیة الأولیاء: إنّ جعفر الصادق (عليه السلام) حدّث عنه من الأئمّة والأعلام: مالك بن أنس، وشعبة بن الحجّاج، وسفيان الثوري، وابن جريح، وعبد الله بن عمرو، وروح بن القاسم، وسفيان بن عيينة، وسليمان بن بلال، وإسماعيل بن جعفر، وحاتم بن إسماعيل، وعبد العزيز بن المختار، ووهيب بن خالد، وإبراهيم بن طهمان في آخرين، قال: وأخرج عنه مسلم في صحيحه محتجّاً بحديثه. وقال غيره: روى عنه: مالك، والشافعي، والحسن بن صالح، وأبو أيّوب السختياني، وعمر بن دينار، وأحمد بن حنبل، وقال مالك بن أنس: ما رأت عين ولا سمعت أذن ولا خطر على قلب بشر، أفضل من جعفر الصادق فضلاً وعلماً وعبادة وورعاً.

المصدر الأصلي: مناقب آل أبي طالب
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٤٧
، ص٢٧-٢٨
(١) أحمد بن محمّد بن سعید (م٣٣٣ه‍): یعرف بابن عقدة، كوفي زیدي، كان عَلَماً في الأخبار والأحادیث، وعارفاً بالرجال، صنّف كتباً كثیرة، منها كتاب الرجال في من روی عن الصادق (عليه السلام). راجع: رجال النجاشي، ص٩٤.
(٢) حفص بن غیاث (م١٩٤ه‍): أصله من كوفة، ولي القضاء لهارون في البغداد ثم الكوفة. راجع: رجال النجاشي، ص١٣٤.
الحديث: ١٧
/
ترتيب جواهر البحار: ٢٩٨٦

جاء أبو حنيفة إليه ليسمع منه، وخرج الصادق (عليه السلام) يتوكّأ على عصاً، فقال له أبو حنيفة: يا بن رسول الله، ما بلغت من السنّ ما تحتاج معه إلى العصا، قال (عليه السلام): هو كذلك، ولكنّها عصا رسول الله (صلى الله عليه وآله) أردت التبرّك بها، فوثب أبو حنيفة إليه وقال له: أقبّلها يا بن رسول الله؟ فحسر الصادق (عليه السلام) عن ذراعه وقال له: والله، لقد علمت أنّ هذا بشر رسول الله (صلى الله عليه وآله)، وأنّ هذا من شعره، فما قبّلته وتقبّل عصاً.

المصدر الأصلي: مناقب آل أبي طالب
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٤٧
، ص٢٨
الحديث: ١٨
/
ترتيب جواهر البحار: ٢٩٨٧

كان إبراهيم بن أدهم ١ ومالك بن دينار ٢ من غلمانه، ودخل إليه سفيان الثوري يوماً فسمع منه كلاماً أعجبه، فقال: هذا _ والله _ يا بن رسول الله، الجوهر فقال (عليه السلام) له: بل هذا خير من الجوهر، وهل الجوهر إلّا حجر؟

المصدر الأصلي: مناقب آل أبي طالب
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٤٧
، ص٢٩
(١) إبراهیم بن أدهم (م ١٦١ه‍): من كبار الصوفیة والزهّاد. راجع: الأعلام، ج١، ص٣١.
(٢) مالك بن دینار (م١٣٣ه‍): كان من الزهّاد في زمانه. راجع: طبقات الصوفية، ج١، ص٤١٢.
الحديث: ١٩
/
ترتيب جواهر البحار: ٢٩٨٨

دخل عليه سفيان الثوري فقال (عليه السلام): أنت رجل مطلوب، وللسلطان علينا عيون، فاخرج عنّا غير مطرود.

المصدر الأصلي: مناقب آل أبي طالب
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٤٧
، ص٢٩
الحديث: ٢۰
/
ترتيب جواهر البحار: ٢٩٨٩

قال صالح بن الأسود: سمعت جعفر بن محمّد (عليه السلام) يقول: سلوني قبل أن تفقدوني، فإنّه لا يحدّثكم أحد بعدي بمثل حديثي.

المصدر الأصلي: كشف الغمّة
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٤٧
، ص٣٣
الحديث: ٢١
/
ترتيب جواهر البحار: ٢٩٩٠

قال عبد الله بن النجاشي ١ : كنت في حلقة عبد الله بن الحسن ٢ فقال: يا بن النجاشي، اتّقوا الله، ما عندنا إلّا ما عند الناس، فدخلت على الصادق (عليه السلام) فأخبرته بقوله، فقال: والله، إنّ فينا من ينكت في قلبه، وينقر في أذنه، وتصافحه الملائكة، فقلت: اليوم، أو كان قبل اليوم؟ فقال (عليه السلام): اليوم _ والله _ يا بن النجاشي.

المصدر الأصلي: كشف الغمّة
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٤٧
، ص٣٤
(١) عبد الله بن النجاشي: وهو جدّ النجاشي صاحب الرجال، ولي الأهواز من قبل المنصور، وللإمام الصادق (عليه السلام) رسالة إلیه. راجع: أعيان الشيعة، ج٨، ص٨٧.
(٢) عبد الله بن الحسن بن الحسن بن عليّ ابن أبي طالب (م١٤٥ه‍): وكان أمّه فاطمة بنت الحسین بن عليّ بن أبی طالب (عليه السلام)، كان وجیهاً عند عمر بن عبد العزیز ثمّ عند السفّاح، فلمّا انتقل الأمر إلی المنصور حبسه عدّة سنوات من أجل ابنيه محمّد وإبراهيم الذين كانا قد خرجا علی الدولة العبّاسیة، فمات سجّيناً في الكوفة. راجع: الأعلام، ج٤، ص٧٨.
الحديث: ٢٢
/
ترتيب جواهر البحار: ٢٩٩١

قال جریر بن مرازم: قلت للصادق (عليه السلام) إنّي أريد العمرة، فأوصني، فقال: اتّق الله ولا تعجّل، فقلت: أوصني، فلم يزدني على هذا، فخرجت من عنده من المدينة، فلقيني رجل شامي يريد مكّة فصحبني، وكان معي سفرة، فأخرجتها وأخرج سفرته وجعلنا نأكل، فذكر أهل البصرة فشتمهم، ثمّ ذكر أهل الكوفة فشتمهم، ثمّ ذكر الصادق (عليه السلام) فوقع فيه، فأردت أن أرفع يدي فأهشم أنفه وأحدّث نفسي بقتله أحياناً، فجعلت أتذكّر قوله: اتّق الله، ولا تعجّل، وأنا أسمع شتمه، فلم أعد ما أمرني.

المصدر الأصلي: كشف الغمّة
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٤٧
، ص٣٤
الحديث: ٢٣
/
ترتيب جواهر البحار: ٢٩٩٢

قال محمّد بن زید الشحّام: رآني الصادق (عليه السلام) وأنا أصلّي، فأرسل إليّ ودعاني، فقال (عليه السلام) لي: من أين أنت؟ قلت: من مواليك، قال (عليه السلام): فأيّ موالي؟ قلت: من الكوفة، فقال (عليه السلام): من تعرف من الكوفة؟ قلت: بشير النبّال، وشجرة، قال (عليه السلام): وكيف صنيعتهما إليك؟ قلت: وما أحسن صنيعتهما إليّ! قال (عليه السلام): خير المسلمين من وصل وأعان ونفع، ما بتّ ليلة قطّ _ والله _ وفي مالي حقّ يسألنيه، ثمّ قال (عليه السلام): أيّ شيء معكم من النفقة؟ قلت: عندي مائتا درهم، قال (عليه السلام): أرنيها، فأتيته بها، فزادني فيها ثلاثين درهماً ودينارين، ثمّ قال (عليه السلام): تعشّ عندي، فجئت فتعشّيت عنده، فلمّا كان من القابلة لم أذهب إليه، فأرسل إليّ فدعاني من غده، فقال (عليه السلام): ما لك لم تأتني البارحة؟ قد شفقت عليّ، قلت: لم يجئني رسولك؛ فقال (عليه السلام): أنا رسول نفسي إليك ما دمت مقيماً في هذه البلدة، أيّ شيء تشتهي من الطعام؟ قلت: اللبن، فاشترى من أجلي شاة لبوناً، فقلت له: علّمني دعاء، قال (عليه السلام): اكتب:

بسم الله الرحمن الرحيم، يا من أرجوه لكلّ خير، وآمن سخطه عند كلّ عثرة، يا من يعطي الكثير بالقليل، ويا من أعطى من سأله تحنّناً منه ورحمة، يا من أعطى من لم يسأله ولم يعرفه، صلّ على محمّد وأهل بيته، وأعطني بمسألتك خير الدنيا وجميع خير الآخرة، فإنّه غير منقوص ما أعطيت، وزدني من سعة فضلك، يا كريم.

ثمّ رفع يديه فقال: يا ذا المنّ والطول، يا ذا الجلال والإكرام، يا ذا النعماء والجود، ارحم شيبتي من النار، ثمّ وضع يديه على لحيته ولم يرفعهما إلّا وقد امتلأ ظهر كفّيه دموعاً.

المصدر الأصلي: معرفة الرجال
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٤٧
، ص٣٦
الحديث: ٢٤
/
ترتيب جواهر البحار: ٢٩٩٣

كان الصادق (عليه السلام) إذا أعتم ١ وذهب من الليل شطره، أخذ جراباً فيه خبز ولحم والدراهم، فحمله على عنقه، ثمّ ذهب إلى أهل الحاجة من أهل المدينة، فقسّمه فيهم ولا يعرفونه، فلمّا مضى الصادق (عليه السلام) فقدوا ذلك، فعلموا أنّه كان الصادق (عليه السلام).

المصدر الأصلي: الكافي
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٤٧
، ص٣٨
(١) «أَعْتَمَ»: دخل في العَتَمَة. النهاية في غريب الحديث والأثر، ج٣، ص١٨١.
الحديث: ٢٥
/
ترتيب جواهر البحار: ٢٩٩٤

قال الصادق (عليه السلام) لمحمّد ابنه: كم فضل معك من تلك النفقة؟ قال: أربعون ديناراً، قال (عليه السلام): أخرج وتصدّق بها، قال: إنّه لم يبق معي غيرها، قال (عليه السلام): تصدّق بها، فإنّ الله عزّ وجلّ يخلفها، أ ما علمت أنّ لكلّ شيء مفتاحاً؟ ومفتاح الرزق الصدقة، فتصدّق بها، ففعل، فما لبث الصادق (عليه السلام) إلّا عشرة، حتّى جاءه من موضع أربعة آلاف دينار، فقال (عليه السلام): يا بنيّ، أعطينا لله أربعين ديناراً، فأعطانا الله أربعة آلاف دينار.

المصدر الأصلي: الكافي
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٤٧
، ص٣٨
الحديث: ٢٦
/
ترتيب جواهر البحار: ٢٩٩٥

قال الصادق (عليه السلام): ما توسّل إليّ أحد بوسيلة ولا تذرّع بذريعة أقرب له إلى ما يريده منّي من رجل سلف إليه منّي يد أتبعتها أختها وأحسنت ربّها، فإنّي رأيت منع الأواخر يقطع لسان شكر الأوائل، ولا سخت نفسي بردّ بكر الحوائج، وقد قال الشاعر:

وإذا بليت ببذل وجهك سائلاً
فابذله للمتكرّم المفضال

إنّ الجواد إذا حباك بموعد
أعطاكه سلساً بغير مطال

وإذا السؤال مع النوال قرنته
رجح السؤال وخفّ كلّ نوال

بيــان:
وأحسنت ربّها، أي تربيتها بعدم المنع بعد ذلك العطاء، فإنّ منع النعم للأواخر يقطع لسان شكر المنعم عليه على النعم الأوائل، ولمّا ذكر أنّه يحبّ إتّباع النعمة بالنعمة، بيّن أنّه لا يردّ بكر الحوائج أيضاً، أي الحاجة الأولى التي لم يسأل السائل قبلها؛ و«السلس» _ ككتف: السهل اللين المنقاد. (ص٣٩)
المصدر الأصلي: الكافي
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٤٧
الحديث: ٢٧
/
ترتيب جواهر البحار: ٢٩٩٦

قال عبد الله بن سلیمان الصیرفي: كنت عند الصادق (عليه السلام) فقدّم إلينا طعاماً فيه شواء وأشياء بعده، ثمّ جاء بقصعة من أرزّ، فأكلت معه فقال (عليه السلام): كل، قلت: قد أكلت، قال (عليه السلام): كل، فإنّه يعتبر حبّ الرجل لأخيه بانبساطه في طعامه، ثمّ حاز لي حوزاً بإصبعه من القصعة، فقال (عليه السلام) لي: لتأكلنّ ذا بعد ما أكلت، فأكلته.

المصدر الأصلي: الكافي
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٤٧
، ص٤۰
الحديث: ٢٨
/
ترتيب جواهر البحار: ٢٩٩٧

قال أبو الربیع: دعا الصادق (عليه السلام) بطعام، فأتي بهريسة، فقال (عليه السلام) لنا: ادنوا وكلوا، فأقبل القوم يقصرون، فقال (عليه السلام): كلوا، فإنّما تستبين مودّة الرجل لأخيه في أكله؛ فأقبلنا نغصّ أنفسنا كما يغصّ الإبل.

المصدر الأصلي: الكافي
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٤٧
، ص٤۰
الحديث: ٢٩
/
ترتيب جواهر البحار: ٢٩٩٨

قال أبو حمزة: كنّا عند الصادق (عليه السلام) جماعة فدعا بطعام ما لنا عهد بمثله لذاذة وطيباً، وأوتينا بتمر ننظر فيه إلى وجوهنا من صفائه وحسنه، فقال رجل: لتسألنّ عن هذا النعيم الذي نعّمتم به عند ابن رسول الله (صلى الله عليه وآله)، فقال الصادق (عليه السلام): الله أكرم وأجلّ من أن يطعمكم طعاماً فيسوّغكموه ثمّ يسألكم عنه، ولكن يسألكم عمّا أنعم عليكم بمحمّد وآل محمّد (عليهم السلام).

المصدر الأصلي: الكافي
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٤٧
، ص٤۰-٤١
الحديث: ٣۰
/
ترتيب جواهر البحار: ٢٩٩٩

كان عند الصادق (عليه السلام) ضيفاً، فقام يوماً في بعض الحوائج، فنهاه عن ذلك وقام بنفسه إلى تلك الحاجة، وقال (عليه السلام): نهى رسول الله (صلى الله عليه وآله) عن أن يستخدم الضيف.

المصدر الأصلي: الكافي
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٤٧
، ص٤١
الحديث: ٣١
/
ترتيب جواهر البحار: ٣٠٠٠

قال زرارة: رأيت داية موسى الكاظم (عليه السلام) تلقمه الأرزّ وتضربه عليه، فغمّني ما رأيته، فلمّا دخلت على الصادق (عليه السلام) قال لي: أحسبك غمّك الذي رأيت من داية موسى (عليه السلام)؟ فقلت له: نعم، جعلت فداك، فقال (عليه السلام) لي: نعم الطعام الأرزّ، يوسّع الأمعاء، ويقطع البواسير، وإنّا لنغبط أهل العراق بأكلهم الأرزّ والبسر، فإنّهما يوسّعان الأمعاء، ويقطعان البواسير.

المصدر الأصلي: الكافي
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٤٧
، ص٤٢
الحديث: ٣٢
/
ترتيب جواهر البحار: ٣٠٠١

دخل الصادق (عليه السلام) الحمّام، فقال له صاحب الحمّام: أخلّيه لك؟ فقال (عليه السلام): لا حاجة لي في ذلك، المؤمن أخفّ من ذلك.

المصدر الأصلي: الكافي
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٤٧
، ص٤٧
الحديث: ٣٣
/
ترتيب جواهر البحار: ٣٠٠٢

قال قتیبة الأعشی: أتيت الصادق (عليه السلام) أعود ابناً له، فوجدته على الباب، فإذا هو مهتمّ حزين فقلت: جعلت فداك، كيف الصبيّ؟ فقال (عليه السلام): والله، إنّه لما به، ثمّ دخل فمكث ساعة ثمّ خرج إلينا وقد أسفر وجهه، وذهب التغيّر والحزن، فطمعت أن يكون قد صلح الصبيّ، فقلت: كيف الصبيّ؟ جعلت فداك، فقال (عليه السلام): لقد مضى لسبيله، فقلت: جعلت فداك، لقد كنت وهو حيّ مهتمّاً حزيناً، وقد رأيت حالك الساعة وقد مات غير تلك الحال، فكيف هذا؟ فقال (عليه السلام): إنّا أهل بيت إنّما نجزع قبل المصيبة، فإذا وقع أمر الله رضينا بقضائه، وسلّمنا لأمره ١ .

المصدر الأصلي: الكافي
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٤٧
، ص٤٩
(١) ليس المراد بالجزع هنا ما يساوق الخروج عن جادّة الاعتدال، وما يوحيه من عدم الرضا بقضاء الله تعالی وقدره، وإنّما المراد بذلك التأثّر الطبعي بفقد الولد، وهي صفة إنسانية محمودة، فمقتضى الجمع بين عصمة المعصوم (عليه السلام) ودعوته إلى عدم الجزع في روايات أخرى، أن يقال: بأنّ هذا الجزع ليس ممّا لا يليق بمقامه. والشاهد على ذلك وصف الراوي للإمام (عليه السلام) بما لا ينطبق عليه الجزع المتعارف عند عوامّ الناس، كقوله عنه (عليه السلام): «مهتمّاً حزيناً» أو «وقد رأيت حالك الساعة وقد مات غير تلك الحال» فليس في هذه التعابير ما يدلّ على الخروج من حال التسليم والرضا المناسب لشأن المعصوم.
الحديث: ٣٤
/
ترتيب جواهر البحار: ٣٠٠٣

قال الصادق (عليه السلام): كان بيني وبين رجل قسمة أرض، وكان الرجل صاحب نجوم، وكان يتوخّى ساعة السعود فيخرج فيها وأخرج أنا في ساعة النحوس، فاقتسمنا فخرج لي خير القسمين، فضرب الرجل بيده اليمنى على اليسرى، ثمّ قال: ما رأيت كاليوم قطّ، قلت: ويك، أ لا أخبرك ذاك؟ قال: إنّي صاحب نجوم أخرجتك في ساعة النحوس، فخرجت أنا في ساعة السعود، ثمّ قسّمنا، فخرج لك خير القسمين.

فقلت: أ لا أحدّثك بحديث حدّثني به أبي (عليه السلام)؟ قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): من سرّه أن يدفع الله عنه نحس يومه، فليفتتح يومه بصدقة يذهب الله بها عنه نحس يومه، ومن أحبّ أن يذهب الله عنه نحس ليلته فليفتتح ليلته بصدقة، يدفع الله عنه نحس ليلته، فقلت: إنّي افتتحت خروجي بصدقة، فهذا خير لك من علم النجوم.

المصدر الأصلي: الكافي
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٤٧
، ص٥٢-٥٣
الحديث: ٣٥
/
ترتيب جواهر البحار: ٣٠٠٤

إنّ الصادق (عليه السلام) كان يتصدّق بالسكّر، فقيل له: أ تتصدّق بالسكّر؟ فقال (عليه السلام): نعم، إنّه ليس شيء أحبّ إليّ منه، فأنا أحبّ أن أتصدّق بأحبّ الأشياء إليّ.

المصدر الأصلي: الكافي
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٤٧
، ص٥٣
الحديث: ٣٦
/
ترتيب جواهر البحار: ٣٠٠٥

كان الصادق (عليه السلام) مريضاً مدنفاً، فأمر فأخرج إلى مسجد رسول الله (صلى الله عليه وآله)، فكان فيه حتّى أصبح ليلة ثلاث وعشرين من شهر رمضان.

المصدر الأصلي: الأمالي للطوسي
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٤٧
، ص٥٣
الحديث: ٣٧
/
ترتيب جواهر البحار: ٣٠٠٦

قال الصادق (عليه السلام): مرّ بي أبي وأنا بالطواف، وأنا حدث وقد اجتهدت في العبادة، فرآني وأنا أتصابّ عرقاً، فقال (عليه السلام) لي: يا جعفر، يا بنيّ، إنّ الله إذا أحبّ عبداً أدخله الجنّة، ورضي منه باليسير.

المصدر الأصلي: الكافي
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٤٧
، ص٥٥
الحديث: ٣٨
/
ترتيب جواهر البحار: ٣٠٠٧

قال عبد الأعلی مولی آل سام: استقبلت الصادق (عليه السلام) في بعض طرق المدينة في يوم صائف شديد الحرّ، فقلت: جعلت فداك، حالك عند الله عزّ وجلّ وقرابتك من رسول الله (صلى الله عليه وآله) وأنت تجهد نفسك في مثل هذا اليوم، فقال (عليه السلام): يا عبد الأعلى، خرجت في طلب الرزق لأستغني عن مثلك.

المصدر الأصلي: الكافي
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٤٧
، ص٥٥-٥٦
الحديث: ٣٩
/
ترتيب جواهر البحار: ٣٠٠٨

بعث الصادق (عليه السلام) غلاماً له في حاجة فأبطأ، فخرج الصادق (عليه السلام) على أثره لمّا أبطأ، فوجده نائماً فجلس عند رأسه يروّحه حتّى انتبه، فلمّا انتبه قال له الصادق (عليه السلام): يا فلان، والله، ما ذلك لك، تنام الليل والنهار، لك الليل ولنا منك النهار.

المصدر الأصلي: الكافي
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٤٧
، ص٥٦
الحديث: ٤۰
/
ترتيب جواهر البحار: ٣٠٠٩

قال محمّد بن عذافر: أعطى الصادق (عليه السلام) أبي ألفاً وسبعمائة دينار، فقال (عليه السلام) له: اتّجر لي بها، ثمّ قال: أما إنّه ليس لي رغبة في ربحها _ وإن كان الربح مرغوباً فيه _ ولكنّي أحببت أن يراني الله عزّ وجلّ متعرّضاً لفوائده، فربحت له فيه مائة دينار، ثمّ لقيته فقلت له: قد ربحت لك فيها مائة دينار، ففرح الصادق (عليه السلام) بذلك فرحاً شديداً، ثمّ قال لي: أثبتها في رأس مالي.

فمات أبي والمال عنده، فأرسل إليّ الصادق (عليه السلام) وكتب: عافانا الله وإيّاك، إنّ لي عند أبي محمّد ألفاً وثمان مائة دينار، أعطيته يتّجر بها فادفعها إلى عمر بن يزيد، فنظرت في كتاب أبي، فإذا فيه: لأبي موسى عندي ألف وسبعمائة دينار، واتّجر له فيها مائة دينار؛ عبد الله بن سنان، وعمر بن يزيد يعرفانه.

المصدر الأصلي: الكافي
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٤٧
، ص٥٦
الحديث: ٤١
/
ترتيب جواهر البحار: ٣٠١٠

قال شعیب: تكارينا للصادق (عليه السلام) قوماً يعملون في بستان له، وكان أجلهم إلى العصر، فلمّا فرغوا قال (عليه السلام) لمعتّب: أعطهم أجورهم قبل أن يجفّ عرقهم.

المصدر الأصلي: الكافي
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٤٧
، ص٥٧
الحديث: ٤٢
/
ترتيب جواهر البحار: ٣٠١١

قال أبو حنيفة سائق الحاجّ‏: مرّ بنا المفضّل وأنا وختني نتشاجر في ميراث، فوقف علينا ساعة، ثمّ قال لنا: تعالوا إلى المنزل، فأتيناه، فأصلح بيننا بأربعمائة درهم، فدفعها إلينا من عنده، حتّى إذا استوثق كلّ واحد منّا من صاحبه، قال: أما إنّها ليست من مالي، ولكنّ الصادق (عليه السلام) أمرني _ إذا تنازع رجلان من أصحابنا في شيء _ أن أصلح بينهما، وأفتديهما من ماله، فهذا من مال الصادق (عليه السلام).

المصدر الأصلي: الكافي
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٤٧
، ص٥٧-٥٨
الحديث: ٤٣
/
ترتيب جواهر البحار: ٣٠١٢

روي أنّ مولانا الصادق (عليه السلام) كان يتلو القرآن في صلاته، فغشي عليه، فلمّا أفاق سئل ما الذي أوجب ما انتهت حاله إليه؟ فقال (عليه السلام) ما معناه: ما زلت أكرّر آيات القرآن حتّى بلغت إلى حال كأنّني سمعتها مشافهة ممّن أنزلها.

المصدر الأصلي: فلاح السائل
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٤٧
، ص٥٨
الحديث: ٤٤
/
ترتيب جواهر البحار: ٣٠١٣

قال الرضا (عليه السلام): إنّ رجلاً أتى الصادق (عليه السلام) شبيهاً بالمستنصح له، فقال له: يا أبا عبد الله، كيف صرت اتّخذت الأموال قطعاً متفرّقة، ولو كانت في موضع واحد كان أيسر لمؤونتها، وأعظم لمنفعتها؟ فقال الصادق (عليه السلام): اتّخذتها متفرّقة، فإن أصاب هذا المال شيء سلم هذا، والصرّة تجمع هذا كلّه.

المصدر الأصلي: الكافي
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٤٧
، ص٥٨
الحديث: ٤٥
/
ترتيب جواهر البحار: ٣٠١٤

قال مرازم بن حكیم: شهدت الصادق (عليه السلام) وهو يحاسب وكيلاً له، والوكيل يكثر أن يقول: والله، ما خنت، فقال له الصادق (عليه السلام): يا هذا، خيانتك وتضييعك عليّ مالي سواء، إلّا أنّ الخيانة شرّها عليك.

المصدر الأصلي: الكافي
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٤٧
، ص٦۰
الحديث: ٤٦
/
ترتيب جواهر البحار: ٣٠١٥

كان الصادق (عليه السلام) يبسط رداءه وفيه صرر الدنانير، فيقول للرسول: اذهب بها إلى فلان وفلان _ من أهل بيته _ وقل لهم: هذه بعث بها إليكم من العراق، فيذهب بها الرسول إليهم فيقول ما قال، فيقولون: أمّا أنت فجزاك الله خيراً بصلتك قرابة رسول الله (صلى الله عليه وآله)، وأمّا جعفر فحكم الله بيننا وبينه، قال: فيخرّ الصادق (عليه السلام) ساجداً ويقول: اللّهمّ أذلّ رقبتي لولد أبي.

المصدر الأصلي: تنبيه الخاطر
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٤٧
، ص٦۰
الحديث: ٤٧
/
ترتيب جواهر البحار: ٣٠١٦

قال الثوري لجعفر بن محمّد (عليه السلام): يا ابن رسول الله، اعتزلت الناس؟ فقال: يا سفيان، فسد الزمان، وتغيّر الإخوان، فرأيت الانفراد أسكن للفؤاد ١ ، ثمّ قال:

ذهب الوفاء ذهاب أمس الذاهب
والناس بين مخاتل وموارب

يفشون بينهم المودّة والصفا
وقلوبهم محشوّة بعقارب

المصدر الأصلي: العدد القویّة
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٤٧
، ص٦۰-٦١
(١) ليس المراد بالاعتزال هنا ما يوجب ترك التكليف، فإنّ الأئمّة (عليهم السلام) كجدّهم (صلى الله عليه وآله) بعثوا لاستنقاذ الخلق من الجهالة وحيرة الضلالة، وإنّما يحسن هذا الاعتزال منه _ لو تحقّق _ إذا لم يكن للإمام أيّ تأثير في مخالطته للناس، وهو ما يفيده قوله (عليه السلام) «فسد الزمان، وتغيّر الإخوان» فصار حاله إجمالاً في تلك المرحلة، كحال أبيه أمير المؤمنين (عليه السلام) بعد وفاة الرسول (صلى الله عليه وآله) حيث اعتزل الخلق، لعدم إقبال الناس عليه، بل تنحّيهم عنه كما يشهد به التاريخ، طبعاً إلّا القليل ممّن عصمهم الله تعالی، فلم يترك الإمام (عليه السلام) معاشرتهم كسلمان وأبي ذرّ. وعليه فلا تكون الرواية مستمسكاً لمن يريد اعتزال الناس على كلّ حال، فراراً من التكليف، أو طلباً للراحة بالخلاص من أذى الخلق.
الحديث: ٤٨
/
ترتيب جواهر البحار: ٣٠١٧

دخل علي الصادق (عليه السلام) رجل من أهل خراسان وعنده المعلّى بن خنيس فقال: يا بن رسول الله، أنا من مواليكم أهل البيت، وبيني وبينكم شقّة بعيدة وقد قلّ ذات يدي، ولا أقدر أن أتوجّه إلى أهلي إلّا أن تعينني، فنظر الصادق (عليه السلام) يميناً وشمالاً وقال: أ لا تسمعون ما يقول أخوكم؟ إنّما المعروف ابتداء، فأمّا ما أعطيت بعد ما سأل فإنّما هو مكافأة لما بذل لك من ماء وجهه.

فيبيت ليلته متأرّقاً ١ متململاً بين اليأس والرجاء لا يدري أين يتوجّه بحاجته، فيعزم على القصد إليك، فأتاك وقلبه يجبّ ٢ وفرائصه ترتعد، وقد نزل دمه في وجهه، وبعد هذا فلا يدري أ ينصرف من عندك بكآبة ٣ الردّ، أم بسرور النجح؟ فإن أعطيته رأيت أنّك قد وصلته، وقد قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): والذي فلق الحبّة وبرأ النسمة وبعثني بالحقّ نبيّاً، لما يتجشّم ٤ من مسألته إيّاك أعظم ممّا ناله من معروفك.

فجمعوا للخراساني خمسة آلاف درهم، ودفعوها إليه.

المصدر الأصلي: قضاء الحقوق
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٤٧
، ص٦١-٦٢
(١) «الأَرَق»: السَهَر وذهاب النوم باللیل. راجع: لسان العرب، ج١۰، ص٤.
(٢) «يَجُبُّ»: یقطع. لسان العرب، ج١، ص٢٤٩.
(٣) «الكَآبَة»: الغَمُّ، وسوء الحال، والانكسار من حزن. تاج العروس، ج٢، ص٣٤٧.
(٤) «یَتَجَشّم»: یَتَكلّف. راجع: النهاية في غريب الحديث والأثر، ج١، ص٢٧٤.
الحديث: ٤٩
/
ترتيب جواهر البحار: ٣٠١٨

حمل إلى الصادق (عليه السلام) مال من خراسان مع رجلين من أصحابه، لم يزالا يتفقّدان المال حتّى مرّا بالريّ، فرفع إليهما رجل من أصحابهما كيساً فيه ألفا درهم، فجعلا يتفقّدان في كلّ يوم الكيس حتّى دنيا من المدينة، فقال أحدهما لصاحبه: تعال، حتّى ننظر ما حال المال؟ فنظرا فإذا المال على حاله ما خلا كيس الرازي، فقال أحدهما لصاحبه: ﴿اللَّهُ المُستَعَانُ﴾، ما نقول الساعة للصادق (عليه السلام)؟ فقال أحدهما: إنّه كريم، وأنا أرجو أن يكون علم ما نقول عنده.

فلمّا دخلا المدينة قصدا إليه، فسلّما إليه المال، فقال (عليه السلام) لهما: أين كيس الرازي؟ فأخبراه بالقصّة، فقال لهما: إن رأيتما الكيس تعرفانه؟ قالا: نعم، قال (عليه السلام): يا جارية، عليّ بكيس كذا وكذا، فأخرجت الكيس فرفعه الصادق (عليه السلام) إليهما فقال: أ تعرفانه؟ قالا: هو ذاك، قال (عليه السلام): إنّي احتجت في جوف الليل إلى مال، فوجّهت رجلاً من الجنّ من شيعتنا فأتاني بهذا الكيس من متاعكما.

المصدر الأصلي: بصائر الدرجات
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٤٧
، ص٦٥
الحديث: ٥۰
/
ترتيب جواهر البحار: ٣٠١٩

قال ابن سنان: كنّا بالمدينة حين بعث داود بن عليّ إلى المعلّى بن خنيس فقتله، فجلس الصادق (عليه السلام) فلم يأته شهراً، فبعث إليه أن ائتني، فأبى أن يأتيه، فبعث إليه خمس نفر من الحرس، فقال: ائتوني به، فإن أبى فائتوني به أو برأسه، فدخلوا عليه وهو يصلّي ونحن نصلّي معه الزوال، فقالوا: أجب داود بن عليّ، قال (عليه السلام): فإن لم أجب؟ قال: أمرنا أن نأتيه برأسك، فقال (عليه السلام): وما أظنّكم تقتلون ابن رسول الله (صلى الله عليه وآله)، قالوا: ما ندري ما تقول، وما نعرف إلّا الطاعة، قال (عليه السلام): انصرفوا، فإنّه خير لكم في دنياكم وآخرتكم؛ قالوا: والله، لا ننصرف حتّى نذهب بك معنا أو نذهب برأسك.

فلمّا علم أنّ القوم لا يذهبون إلّا بذهاب رأسه وخاف على نفسه، قالوا: رأيناه قد رفع يديه فوضعهما على منكبيه، ثمّ بسطهما، ثمّ دعا بسبّابته، فسمعناه يقول: الساعة الساعة، فسمعنا صراخاً عالياً فقالوا له: قم، فقال لهم: أما إنّ صاحبكم قد مات، وهذا الصراخ عليه، فابعثوا رجلاً منكم، فإن لم يكن هذا الصراخ عليه، قمت معكم. فبعثوا رجلاً منهم، فما لبث أن أقبل فقال: يا هؤلاء، قد مات صاحبكم، وهذا الصراخ عليه، فانصرفوا، فقلت له: جعلنا الله فداك، ما كان حاله؟ قال (عليه السلام): قتل مولاي المعلّى بن خنيس، فلم آته منذ شهر فبعث إليّ أن آتيه، فلمّا أن كان الساعة لم آته، فبعث إليّ ليضرب عنقي، فدعوت الله باسمه الأعظم، فبعث الله إليه ملكاً بحربة فطعنه في مذاكيره فقتله، فقلت له: فرفع اليدين ما هو؟ قال: الابتهال، فقلت: فوضع يديك وجمعها؟ فقال (عليه السلام): التضرّع، قلت: ورفع الإصبع قال (عليه السلام): البصبصة.

المصدر الأصلي: بصائر الدرجات
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٤٧
، ص٦٦-٦٧
الحديث: ٥١
/
ترتيب جواهر البحار: ٣٠٢٠

قال عمر بن يزيد: كنت عند الصادق (عليه السلام) ليلة من الليالي، ولم يكن عنده أحد غيري، فمدّ رجله في حجري، فقال (عليه السلام): اغمزها يا عمر، قال: فغمزت رجله، فنظرت إلى اضطراب في عضلة ساقيه، فأردت أن أسأله إلى من الأمر من بعده؟ فأشار إليّ، فقال (عليه السلام): لا تسألني في هذه الليلة عن شيء، فإنّي لست أجيبك.

المصدر الأصلي: بصائر الدرجات
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٤٧
، ص٦٧
الحديث: ٥٢
/
ترتيب جواهر البحار: ٣٠٢١

قال عمر بن یزید: كنت عند الصادق (عليه السلام) وهو وجع فولّاني ظهره، ووجهه إلى الحائط، فقلت في نفسي: ما أدري ما يصيبه في مرضه؟ وما سألته عن الإمام بعده، فأنا أفكّر في ذلك إذ حوّل وجهه إليّ، فقال (عليه السلام): إنّ الأمر ليس كما تظنّ، ليس عليّ من وجعي هذا بأس.

المصدر الأصلي: بصائر الدرجات
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٤٧
، ص٧۰
الحديث: ٥٣
/
ترتيب جواهر البحار: ٣٠٢٢

قال الحسين بن موسى الحنّاط‏: خرجت أنا وجميل بن درّاج وعائذ الأحمسي حاجّين، وكان يقول عائذ لنا: إنّ لي حاجة إلى الصادق (عليه السلام) أريد أن أسأله عنها، فدخلنا عليه، فلمّا جلسنا قال (عليه السلام) لنا مبتدئاً: من أتى الله بما افترض عليه، لم يسأله عمّا سوى ذلك، فغمزنا عائذ، فلمّا قمنا قلنا: ما حاجتك؟ قال: الذي سمعنا منه، إنّي رجل لا أطيق القيام بالليل، فخفت أن أكون مأثوماً مأخوذاً به فأهلك.

المصدر الأصلي: بصائر الدرجات
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٤٧
، ص٧۰
الحديث: ٥٤
/
ترتيب جواهر البحار: ٣٠٢٣

قال عبد الله النجاشي‏: أصابت جبّة لي من نضح بول شككت فيه، فغمرتها ماء في ليلة باردة، فلمّا دخلت على الصادق (عليه السلام) ابتدأني فقال: إنّ الفرو إذا غسلته بالماء فسد.

المصدر الأصلي: بصائر الدرجات
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٤٧
، ص٧١
الحديث: ٥٥
/
ترتيب جواهر البحار: ٣٠٢٤

قال مهزم: كنّا نزولاً بالمدينة، وكانت جارية لصاحب المنزل تعجبني، وإنّي أتيت الباب فاستفتحت ففتحت لي الجارية، فغمزت ثديها، فلمّا كان من الغد دخلت على الصادق (عليه السلام) فقال: يا مهزم، أين كان أقصى أثرك اليوم؟ فقلت له: ما برحت المسجد، فقال: أ ما تعلم أنّ أمرنا هذا لا ينال إلّا بالورع؟

المصدر الأصلي: بصائر الدرجات
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٤٧
، ص٧١
الحديث: ٥٦
/
ترتيب جواهر البحار: ٣٠٢٥

قدم رجل من أهل الكوفة إلى خراسان، فدعا الناس إلى ولاية جعفر بن محمّد (عليه السلام)، ففرقة أطاعت وأجابت، وفرقة جحدت وأنكرت، وفرقة ورعت ووقفت، فخرج من كلّ فرقة رجل، فدخلوا على الصادق (عليه السلام) قال: فكان المتكلّم منهم الذي ورع ووقف، وقد كان مع بعض القوم جارية، فخلا بها الرجل ووقع عليها.

فلمّا دخلنا على الصادق (عليه السلام) _ وكان هو المتكلّم _ فقال له: أصلحك الله، قدم علينا رجل من أهل الكوفة فدعا الناس إلى طاعتك وولايتك، فأجاب قوم، وأنكر قوم، وورع قوم ووقفوا، قال (عليه السلام): فمن أيّ الثلاث أنت؟ قال: أنا من الفرقة التي ورعت ووقفت، قال (عليه السلام): فأين كان ورعك ليلة كذا وكذا؟ قال: فارتاب الرجل.

المصدر الأصلي: بصائر الدرجات
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٤٧
، ص٧٢-٧٣
الحديث: ٥٧
/
ترتيب جواهر البحار: ٣٠٢٦

قال عمّار السجستاني‏: كان عبد الله النجاشي منقطعاً إلى عبد الله بن الحسن يقول بالزيدية، فقضي أنّي خرجت وهو إلى مكّة، فذهب هذا إلى عبد الله بن الحسن، وجئت أنا إلى الصادق (عليه السلام)، قال: فلقيني بعد فقال: استأذن لي على صاحبك، قلت للصادق (عليه السلام): إنّه سألني الإذن له عليك، فقال (عليه السلام): ائذن له.

فدخل عليه فسأله، فقال له الصادق (عليه السلام): ما دعاك إلى ما صنعت؟ تذكر يوم كذا، يوم مررت على باب قوم، فسال عليك ميزاب من الدار، فسألتهم فقالوا: إنّه قذر، فطرحت نفسك في النهر مع ثيابك وعليك مصبّغة، فاجتمعوا عليك الصبيان، يضحكونك ويضحكون منك؟ قال عمّار: فالتفت الرجل إليّ فقال: ما دعاك أن تخبر بخبري الصادق (عليه السلام)؟ قلت: لا، والله، ما أخبرته، هو ذا قدامي يسمع كلامي، قال عمّار: فلمّا خرجنا قال لي: يا عمّار، هذا صاحبي دون غيره.

المصدر الأصلي: بصائر الدرجات
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٤٧
، ص٧٣
الحديث: ٥٨
/
ترتيب جواهر البحار: ٣٠٢٧

بعث معي رجل بألف درهم، فقال: إنّي أحبّ أن أعرف فضل الصادق (عليه السلام) على أهل بيته، قال: خذ خمسة دراهم ستّوقة اجعلها في الدراهم، وخذ من الدراهم خمسة فصرها في لبنة قميصك، فإنّك ستعرف فضله، فأتيت بها الصادق (عليه السلام)، فنشرها وأخذ الخمسة، فقال (عليه السلام): هاك خمستك، وهات خمستنا.

المصدر الأصلي: بصائر الدرجات
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٤٧
، ص٧٣-٧٤
الحديث: ٥٩
/
ترتيب جواهر البحار: ٣٠٢٨

جاء رجل إلى الصادق (عليه السلام) وكان له أخ جارودي ١ ، فقال له الصادق (عليه السلام): كيف أخوك؟ قال: جعلت فداك، خلّفته صالحاً، قال (عليه السلام): وكيف هو؟ قلت: هو مرضيّ في جميع حالاته، وعنده خير، إلّا أنّه لا يقول بكم، قال (عليه السلام): وما يمنعه؟ قلت: جعلت فداك، يتورّع من ذلك، فقال (عليه السلام) لي: إذا رجعت إليه، فقل له: أين كان ورعك ليلة نهر بلخ أن تتورّع؟

قال: فانصرفت إلى منزله، فقلت لأخي: ما كانت قصّتك ليلة نهر بلخ؟ أ تتورّع من أن تقول بإمامة جعفر (عليه السلام)، ولا تتورّع من ليلة نهر بلخ؟ قال: ومن أخبرك؟ قلت: إنّ الصادق (عليه السلام) سألني فأخبرت أنّك لا تقول به تورّعاً، فقال (عليه السلام) لي: قل له: أين كان ورعك ليلة نهر بلخ؟ فقال: يا أخي، أشهد أنّه كذا _ كلمة لا يجوز أن تذكر _ قلت: ويحك، اتّق الله، كلّ ذا، ليس هو هكذا، فقال: ما علمه؟ والله، ما علم به أحد من خلق الله إلّا أنا والجارية وربّ العالمين، قلت: وما كانت قصّتك؟

قال: خرجت من وراء النهر وقد فرغت من تجارتي، وأنا أريد بلخ، فصحبني رجل معه جارية له حسناء، حتّى عبرنا نهر بلخ، فأتيناه ليلاً، فقال الرجل مولى الجارية: إمّا أحفظ عليك وتقدم أنت وتطلب لنا شيئاً، وتقتبس ناراً، أو تحفظ عليّ وأذهب أنا، فقلت: أنا أحفظ عليك، واذهب أنت، فذهب الرجل وكنّا إلى جانب غيضة ٢ ، فأخذت الجارية فأدخلتها الغيضة وواقعتها، وانصرفت إلى موضعي، ثمّ أتى مولاها فاضطجعنا حتّى قدمنا العراق، فما علم به أحد ولم أزل به حتّى سكن، ثمّ قال به.

وحججت من قابل فأدخلته إليه، فأخبره بالقصّة، فقال (عليه السلام): تستغفر الله ولا تعود، واستقامت طريقته.

بيــان:
قوله: «إنّه كذا» لعلّه نسبه (عليه السلام) إلى السحر والكهانة قوله: «كلّ ذا»، أي أ تظنّ به وتنسب إليه كلّ ذا، ويحتمل أن يكون نسبه (عليه السلام) إلى الربوبية، فقال: تقول فيه وتغلو كلّ ذا.
المصدر الأصلي: بصائر الدرجات
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٤٧
، ص٧٥-٧٦
(١) «الجارودیة»: فرقة من الزیدیة هم أتباع أبي الجارود زیاد بن المنذر، جعلوا الإمامة بعد أمير المؤمنين (عليه السلام) في الحسن بن عليّ (عليه السلام) ثمّ فى الحسين (عليه السلام)، ثمّ هي شورى بين أولادهما، فمن خرج منهم مستحقّاً للإمامة فهو الإمام. راجع: فرق الشيعة،ص٢١.
(٢) «الغَيْضَة»: ما یجتمع فیه الماء فينبت فيه الشجر الكثیر. لسان العرب، ج٧، ص٢۰٢.
الحديث: ٦۰
/
ترتيب جواهر البحار: ٣٠٢٩

قال أبو بصير: قدم إلينا رجل من أهل الشام فعرضت عليه هذا الأمر فقبله، فدخلت عليه وهو في سكرات الموت، فقال لي: يا أبا بصير، قد قبلت ما قلت لي، فكيف لي بالجنّة؟ فقلت: أنا ضامن لك على الصادق (عليه السلام) بالجنّة، فمات، فدخلت على الصادق (عليه السلام) فابتدأني، فقال لي: قد وفي لصاحبك بالجنّة.

المصدر الأصلي: بصائر الدرجات
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٤٧
، ص٧٦
الحديث: ٦١
/
ترتيب جواهر البحار: ٣٠٣٠

قال أبو بصير: قال الصادق (عليه السلام): يا أبا محمّد، ما فعل أبو حمزة ١ ؟ قال: جعلت فداك، خلّفته صالحاً، فقال (عليه السلام): إذا رجعت إليه فاقرئه السلام، وأعلمه أنّه يموت يوم كذا وكذا من شهر كذا وكذا، قال أبو بصير: جعلت فداك، لقد كان فيه أنس وكان لكم شيعة، قال (عليه السلام): صدقت يا أبا محمّد، ما عندنا خير له، قلت: جعلت فداك، شيعتكم؟ قال (عليه السلام): نعم، إذا خاف الله وراقبه، وتوقّى الذنوب، فإذا فعل ذلك كان معنا في درجتنا. قال أبو بصير: فرجعت، فما لبث أبو حمزة حتّى هلك تلك الساعة في ذلك اليوم.

المصدر الأصلي: بصائر الدرجات
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٤٧
، ص٧٨
(١) والظاهر أنّه هو «أبوحمزة الثمالي» مع أنّ المشهور أنّ الثمالي مات سنة مائة وخمسین بعد وفاة الصادق (عليه السلام). راجع: رجال النجاشي، ص١١٥.
الحديث: ٦٢
/
ترتيب جواهر البحار: ٣٠٣١

قال ميسّر‏: قال الصادق (عليه السلام): يا ميسّر، لقد زيد في عمرك، فأيّ شئ تعمل؟ قال: كنت أجيراً وأنا غلام بخمسة دراهم، فكنت أجريها على خالي.

المصدر الأصلي: بصائر الدرجات
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٤٧
، ص٧٨
الحديث: ٦٣
/
ترتيب جواهر البحار: ٣٠٣٢

قال أبو بصير: حججت مع الصادق (عليه السلام)، فلمّا كنّا في الطواف قلت له: جعلت فداك، يا بن رسول الله، يغفر الله لهذا الخلق؟ فقال (عليه السلام): يا أبا بصير، إنّ أكثر من ترى قردة وخنازير، قلت له: أرنيهم، فتكلّم بكلمات ثمّ أمرّ يده على بصري فرأيتهم قردة وخنازير، فهالني ذلك، ثمّ أمرّ يده على بصري فرأيتهم كما كانوا في المرّة الأولى، ثمّ قال (عليه السلام): يا أبا محمّد، أنتم في الجنّة تحبرون، وبين أطباق النار تطلبون فلا توجدون، والله، لا يجتمع في النار منكم ثلاثة، لا، والله، ولا اثنان، لا، والله، ولا واحد ١.

المصدر الأصلي: بصائر الدرجات
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٤٧
، ص٧٩
(١) مثل هذا التصرّف البرزخي معهود في حياة المعصومين (عليهم السلام)، فيكشفون الغطاء عن الجوارح الحسّيّة ليرى صاحبها ما وراء الحسّ من الصور البرزخية، ففي رواية يخاطب رسول الله (صلى الله عليه وآله) بعض أصحابه بقوله: «لولا تمريج في قلوبكم، وتكثير في كلامكم، لرأيتم ما أرى، ولسمعتم ما أسمع»، ومرّة أخرى يخاطبهم: «لو بقيتم على تلك الحالة لصافحتكم الملائكة» وأمّا أن لا يكون في النار حتّى واحد من شيعتهم، فقد يكون المراد بهم أمثال أبي بصير من خالص أصحابه، وإلّا فإنّ البناء على تطهير العاصي ولو بالنار قبل دخول الجنّة، إلّا أن يقال: بأنّ الموالي لهم، يجري عليه ممحّصات الذنوب في دار الدنيا، وساعة الموت، والبرزخ، والقيامة بما لا يبقى معه ذنب يعذّب عليه بدخول النار.
الحديث: ٦٤
/
ترتيب جواهر البحار: ٣٠٣٣

قال جميل بن درّاج‏: كنت عند الصادق (عليه السلام) فدخلت عليه امرأة، فذكرت أنّها تركت ابنها بالملحفة على وجهه ميّتاً، قال (عليه السلام) لها: لعلّه لم يمت، فقومي، فاذهبي إلى بيتك واغتسلي وصلّي ركعتين، وادعي وقولي: «يا من وهبه لي ولم يك شيئاً، جدّد لي هبته» ثمّ حرّكيه ولا تخبري بذلك أحداً، قال: ففعلت فجاءت فحرّكته، فإذا هو قد بكى.

المصدر الأصلي: بصائر الدرجات
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٤٧
، ص٧٩-٨۰
الحديث: ٦٥
/
ترتيب جواهر البحار: ٣٠٣٤

دخل علي الصادق (عليه السلام) قوم من أهل خراسان، فقال الصادق (عليه السلام) ابتداء من غير مسألة: من جمع مالاً من مهاوش ١ أذهبه الله في نهابر ٢ ، فقالوا: جعلنا فداك، لا نفهم هذا الكلام، فقال (عليه السلام): «از باد آيد بدم بشود».

المصدر الأصلي: مناقب آل أبي طالب، بصائر الدرجات
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٤٧
، ص٨٤
(١) «المَهاوِش»: كلّ مالٍ يُصاب من غير حِلِّه ولا يُدرى ما وجهه كالغصب والسَرقة ونحو ذلك. لسان العرب، ج٦، ص٣٦٦.
(٢) «النَّهَابِرِ»: المهالك. النهاية في غريب الحديث والأثر، ج٥، ص١٣٣.
الحديث: ٦٦
/
ترتيب جواهر البحار: ٣٠٣٥

كنّا في حائط للصادق (عليه السلام) ونفر معي، فصاحت العصافير، فقال (عليه السلام): أ تدري ما تقول؟ فقلنا: جعلنا الله فداك، لا ندري ما تقول؛ قال (عليه السلام): تقول: اللّهمّ إنّا خلق من خلقك، لا بدّ لنا من رزقك، فأطعمنا واسقنا.

المصدر الأصلي: بصائر الدرجات
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٤٧
، ص٨٦
الحديث: ٦٧
/
ترتيب جواهر البحار: ٣٠٣٦

كان مع الصادق (عليه السلام) أبو عبد الله البلخي في سفر، فقال (عليه السلام) له: انظر هل ترى ههنا جبّاً ١ ؟ فنظر البلخي يمنة ويسرة ثمّ انصرف، فقال: ما رأيت شيئاً، قال (عليه السلام): بلى، انظر، فعاد أيضاً ثمّ رجع إليه، ثمّ قال (عليه السلام) بأعلى صوته: ألا يا أيّها الجبّ الزاخر السامع المطيع لربّه، اسقنا ممّا جعل الله فيك، فنبع منه أعذب ماء وأطيبه وأرقّه وأحلاه، فقال له البلخي: جعلت فداك، سنّة فيكم كسنّة موسى.

المصدر الأصلي: بصائر الدرجات
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٤٧
، ص٩٣
(١) «الجُبُّ»: البِئر. لسان العرب، ج١، ص٢٥۰.
الحديث: ٦٨
/
ترتيب جواهر البحار: ٣٠٣٧

قال الحسين بن أبي العلاء قال: كنت عند الصادق (عليه السلام) إذ جاءه رجل أو مولىً له، يشكو زوجته وسوء خلقها، قال (عليه السلام): فائتني بها، فقال (عليه السلام) لها: ما لزوجك؟ قالت: فعل الله به وفعل، فقال (عليه السلام) لها: إن ثبتّ على هذا لم تعيشي إلّا ثلاثة أيّام، قالت: ما أبالي أن لا أراه أبداً، فقال (عليه السلام) له: خذ بيد زوجتك، فليس بينك وبينها إلّا ثلاثة أيّام، فلمّا كان اليوم الثالث، دخل عليه الرجل فقال (عليه السلام): ما فعلت زوجتك؟ قال: قد _ والله _ دفنتها الساعة، قلت: ما كان حالها؟ قال: كانت متعدّية فبتر الله عمرها، وأراحه منها.

المصدر الأصلي: مناقب آل أبي طالب، الخرائج والجرائح
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٤٧
، ص٩٧
الحديث: ٦٩
/
ترتيب جواهر البحار: ٣٠٣٨

روي أن داود بن عليّ ١ قتل المعلّى بن خنيس، فقال له الصادق (عليه السلام): قتلت قيّمي في مالي وعيالي ثمّ قال: لأدعونّ الله عليك، قال داود: اصنع ما شئت، فلمّا جنّ الليل، قال (عليه السلام): اللّهمّ ارمه بسهم من سهامك تنفلق به قلبه، فأصبح وقد مات داود، فقال (عليه السلام) لقد مات على دين أبي لهب، وقد دعوت الله فأجاب فيه الدعوة، وبعث إليه ملكاً معه مرزبة من حديد، فضربه ضربة فما كانت إلّا صيحة، فسألنا الخدم قالوا: صاح في فراشه، فدنونا منه فإذا هو ميّت.

المصدر الأصلي: الخرائج والجرائح
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٤٧
، ص٩٧-٩٨
(١) داود بن عليّ بن عبد الله بن العبّاس بن عبد المطّلب (م ١٣٣ه‍): ولّاه أبو العبّاس السفّاح مكّة والمدينة، ومات بها، أدرك من الدولة العبّاسیة ثمانیة أشهر. راجع: الطبقات الكبرى، ج٥، ص٣٨٢.
الحديث: ٧۰
/
ترتيب جواهر البحار: ٣٠٣٩

كان یتغدّى الصادق (عليه السلام) فقال لغلامه: انطلق وائتنا بماء زمزم، فانطلق الغلام، فما لبث أن جاء وليس معه ماء، فقال: إنّ غلاماً من غلمان زمزم منعني الماء، وقال: تريد لإله العراق، فتغيّر لون الصادق (عليه السلام) ورفع يده عن الطعام، وتحرّكت شفتاه، ثمّ قال للغلام: ارجع، فجئنا بالماء، ثمّ أكل فلم يلبث أن جاء الغلام بالماء، وهو متغيّر اللون، فقال: ما وراك؟ قال: سقط ذلك الغلام في بئر زمزم، فتقطع وهم يخرجونه، فحمد الله عليه.

المصدر الأصلي: الخرائج والجرائح
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٤٧
، ص٩٨
الحديث: ٧١
/
ترتيب جواهر البحار: ٣٠٤٠

قال داود بن كثير الرقّي: دخلت على الصادق (عليه السلام) فدخل عليه موسى ابنه وهو ينتفض، فقال له الصادق (عليه السلام): كيف أصبحت؟ قال (عليه السلام): أصبحت في كنف الله، متقلّباً في نعم الله، أشتهي عنقود عنب حرشي ورمّانة. قلت: سبحان الله، هذا الشتاء؟ فقال (عليه السلام): يا داود، إنّ الله قادر على كلّ شيء، أدخل البستان فإذا شجرة عليها عنقود من عنب حرشي ورمّانة، فقلت: آمنت بسرّكم وعلانيتكم، فقطعتها وأخرجتها إلى موسى (عليه السلام)، فقعد يأكل فقال: يا داود، والله، لهذا فضل من رزق قديم، خصّ الله به مريم بنت عمران من الأفق الأعلى.

المصدر الأصلي: الخرائج والجرائح، مناقب آل أبي طالب ١
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٤٧
، ص١۰۰
(١) لم نقف علی الروایة فی المناقب ولكنّها في الخرائج مع اختلاف یسیر. راجع: الخرائج والجرائح، ج٢، ص٦١٧.
الحديث: ٧٢
/
ترتيب جواهر البحار: ٣٠٤١

روي أنّ عبد الرحمن بن الحجّاج قال: كنت مع الصادق (عليه السلام) بين مكّة والمدينة، وهو على بغلة وأنا على حمار، وليس معنا أحد، فقلت: يا سيّدي، ما علامة الإمام؟ قال (عليه السلام): يا عبد الرحمن، لو قال لهذا الجبل: سر، لسار، فنظرت _ والله _ إلى الجبل يسير، فنظر إليه فقال (عليه السلام): إنّي لم أعنك.

المصدر الأصلي: الخرائج والجرائح
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٤٧
، ص١۰١
الحديث: ٧٣
/
ترتيب جواهر البحار: ٣٠٤٢

قال أبو بصير: قال الصادق (عليه السلام): اكتم عليّ ما أقول لك في المعلّى بن خنيس، قلت: أفعل، قال (عليه السلام): أما إنّه ما كان ينال درجته إلّا بما ينال من داود بن عليّ، قلت: وما الذي يصيبه من داود بن عليّ؟ قال (عليه السلام): يدعو به فيضرب عنقه ويصلبه، قلت: متى ذلك؟ قال (عليه السلام): من قابل.

فلمّا كان من قابل ولّي داود المدينة، فقصد قتل المعلّى، فدعاه وسأله عن أصحاب الصادق (عليه السلام)، وسأله أن يكتبهم له، فقال: ما أعرف من أصحابه أحداً، وإنّما أنا رجل أختلف في حوائجه، قال: تكتمني، أما إنّك إن كتمتني قتلتك، فقال له المعلّى: أ بالقتل تهدّدني؟ لو كانوا تحت قدميّ ما رفعت قدميّ، فقتله وصلبه كما قال (عليه السلام).

المصدر الأصلي: مناقب آل أبي طالب، الخرائج والجرائح
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٤٧
، ص١۰٩-١١۰
الحديث: ٧٤
/
ترتيب جواهر البحار: ٣٠٤٣

روي أنّ رجلاً دخل على الصادق (عليه السلام) وشكا إليه فاقته، فقال (عليه السلام): طب نفساً، فإنّ الله يسهّل الأمر، فخرج الرجل فلقي في طريقه همياناً فيه سبعمائة دينار، فأخذ منه ثلاثين ديناراً، وانصرف إلى الصادق (عليه السلام) وحدّثه بما وجد، فقال (عليه السلام)له: اخرج وناد عليه سنة، لعلّك تظفر بصاحبه، فخرج الرجل وقال: لا أنادي في الأسواق، وفي مجمع الناس، وخرج إلى سكّة في آخر البلد وقال: من ضاع له شيء؟ فإذا رجل قال: ذهب منّي سبعمائة دينار في كذا، قال: معي ذلك، فلمّا رآه وكان معه ميزان فوزنها، فكان كما كان لم تنقص، فأخذ منها سبعين ديناراً وأعطاها الرجل، فأخذها وخرج إلى الصادق (عليه السلام)، فلمّا رآه تبسّم وقال: يا هذه، هاتي الصرّة، فأتي بها، فقال: هذا ثلاثون، وقد أخذت سبعين من الرجل، وسبعون حلالاً خير من سبعمائة حرام.

المصدر الأصلي: الخرائج والجرائح
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٤٧
، ص١١٧
الحديث: ٧٥
/
ترتيب جواهر البحار: ٣٠٤٤

قال داود بن كثیر الرقّي: كنت عند الصادق (عليه السلام) فدخلت عليه حبابة الوالبية، وكانت خيّرة، فسألته عن مسائل في الحلال والحرام، فتعجّبنا من حسن تلك المسائل، إذ قال لنا: أ رأيتم مسائل أحسن من مسائل حبابة الوالبية؟ فقلنا: جعلنا فداك، لقد وقّرت ذلك في عيوننا وقلوبنا، فسالت دموعها، فقال الصادق (عليه السلام): ما لي أرى عينيك قد سالتا؟ قالت: يا بن رسول الله، داء قد ظهر بي من الأدواء الخبيثة التي كانت تصيب الأنبياء والأولياء (عليهم السلام)، وإنّ قرابتي وأهل بيتي يقولون قد أصابتها الخبيثة، ولو كان صاحبها كما قالت مفروض الطاعة لدعا لها، فكان الله تعالی يذهب عنها، وأنا _ والله _ سررت بذلك، وعلمت أنّه تمحيص وكفّارات، وأنّه داء الصالحين، فقال لها الصادق (عليه السلام): وقد قالوا ذلك قد أصابتك الخبيثة؟ قالت: نعم، يا بن رسول الله.

قال: فحرّك الصادق (عليه السلام) شفتيه بشيء ما أدري أيّ دعاء كان، فقال (عليه السلام): ادخلي دار النساء حتّى تنظرين إلى جسدك، فدخلت فكشفت عن ثيابها، ثمّ قامت ولم يبق في صدرها ولا في جسدها شيء، فقال (عليه السلام): اذهبي الآن إليهم، وقولي لهم: هذا الذي يتقرّب إلى الله بإمامته.

المصدر الأصلي: طبّ الأئمّة (عليهم السلام)
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٤٧
، ص١٢١-١٢٢
الحديث: ٧٦
/
ترتيب جواهر البحار: ٣٠٤٥

كان الصادق (عليه السلام) تحت الميزاب ومعه جماعة إذ جاءه شيخ فسلّم، ثمّ قال: يا بن رسول الله، إنّي لأحبّكم أهل البيت، وأبرأ من عدوّكم، وإنّي بليت ببلاء شديد، وقد أتيت البيت متعوّذاً به ممّا أجد، ثمّ بكى وأكبّ على الصادق (عليه السلام) يقبّل رأسه ورجليه، وجعل الصادق (عليه السلام) يتنحّى عنه، فرحمه وبكى، ثمّ قال (عليه السلام): هذا أخوكم وقد أتاكم متعوّذاً بكم، فارفعوا أيديكم.

فرفع الصادق (عليه السلام) يديه ورفعنا أيدينا، ثمّ قال (عليه السلام): «اللّهمّ، إنّك خلقت هذه النفس من طينة أخلصتها، وجعلت منها أولياءك، وأولياء أوليائك، وإن شئت أن تنحّي عنها الآفات فعلت، اللّهمّ، وقد تعوّذنا ببيتك الحرام الذي يأمن به كلّ شيء، وقد تعوّذ بنا، وأنا أسألك يا من احتجب بنوره عن خلقه، أسألك بمحمّد وعليّ وفاطمة والحسن والحسين (عليهم السلام)، يا غاية كلّ محزون وملهوف ومكروب ومضطرّ مبتلىً، أن تؤمنه بأماننا ممّا يجد، وأن تمحو من طينته ما قدّر عليها من البلاء، وأن تفرّج كربته يا أرحم الراحمين».

فلمّا فرغ من الدعاء انطلق الرجل، فلمّا بلغ باب المسجد رجع وبكى، ثمّ قال: ﴿اللَّهُ أَعلَمُ حَيثُ يَجعَلُ رِسَالَتَهُ﴾ والله، ما بلغت باب المسجد وبي ممّا أجد قليل ولا كثير، ثمّ ولّی.

المصدر الأصلي: الدعوات
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٤٧
، ص١٢٢
الحديث: ٧٧
/
ترتيب جواهر البحار: ٣٠٤٦

قال مغيث للصادق (عليه السلام) _ ورآه يضحك في بيته _: جعلت فداك، لست أدري بأيّهما أنا أشدّ سروراً، بجلوسك في بيتي أو لضحكك؟ قال (عليه السلام): إنّه هدر الحمام الذكر على الأنثى، فقال: «أنت سكني وعرسي، والجالس على الفراش أحبّ إليّ منك»، فضحكت من قوله.

المصدر الأصلي: مناقب آل أبي طالب
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٤٧
، ص١٢٤
الحديث: ٧٨
/
ترتيب جواهر البحار: ٣٠٤٧

قال الصادق (عليه السلام): يا شعيب ١ ، أحسن إلى نفسك، وصل قرابتك، وتعاهد إخوانك، ولا تستبدّ بالشيء فتقول: ذا لنفسي وعيالي، إنّ الذي خلقهم هو الذي يرزقهم، فقلت: نعى _ والله _ إليّ نفسي.

فرجع شعيب، فوالله، ما لبث إلّا شهراً حتّى مات.

المصدر الأصلي: مناقب آل أبي طالب
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٤٧
، ص١٢٦
(١) وهو شعیب بن میثم.
الحديث: ٧٩
/
ترتيب جواهر البحار: ٣٠٤٨

قال أبو بصير: دخلت المدينة وكانت معي جويرية لي فأصبت منها، ثمّ خرجت إلى الحمّام، فلقيت أصحابنا الشيعة وهم متوجّهون إلى الصادق (عليه السلام)، فخفت أن يسبقوني ويفوتني الدخول عليه، فمشيت معهم حتّى دخلت الدار معهم، فلمّا مثلت بين يدي الصادق (عليه السلام) نظر إليّ، ثمّ قال (عليه السلام): يا أبا بصير، أ ما علمت أنّ بيوت الأنبياء وأولاد الأنبياء، لا يدخلها الجنب؟ فاستحييت وقلت: يا بن رسول الله، إنّي لقيت أصحابنا، وخفت أن يفوتني الدخول معهم، ولن أعود إلى مثلها أبداً.

المصدر الأصلي: مناقب آل أبي طالب
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٤٧
، ص١٢٩
الحديث: ٨۰
/
ترتيب جواهر البحار: ٣٠٤٩

قال سدير الصيرفي: دخلت على الصادق (عليه السلام) وقد اجتمع إليّ ماله فأحببت دفعه إليه، وكنت حبست منه ديناراً، لكي أعلم أقاويل الناس، فوضعت المال بين يديه، فقال (عليه السلام) لي: يا سدير، خنتنا، ولم ترد بخيانتك إيّانا قطيعتنا، قلت: جعلت فداك، وما ذاك؟ قال (عليه السلام): أخذت شيئاً من حقّنا لتعلم كيف مذهبنا؟ قلت: صدقت _ جعلت فداك _ إنّما أردت أن أعلم قول أصحابي، فقال (عليه السلام) لي: أ ما علمت أنّ كلّ ما يحتاج إليه نعلمه، وعندنا ذلك؟ أ ما سمعت قول الله تعالی: ﴿وَكُلَّ شَيءٍ أحصَينَاهُ فِي إِمَامٍ مُبِينٍ﴾؟ اعلم أنّ علم الأنبياء محفوظ في علمنا، مجتمع عندنا، وعلمنا من علم الأنبياء، فأين يذهب بك؟ قلت: صدقت، جعلت فداك.

المصدر الأصلي: مناقب آل أبي طالب
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٤٧
، ص١٣۰-١٣١
الحديث: ٨١
/
ترتيب جواهر البحار: ٣٠٥٠

قال محمّد بن عبد الله بن الحسن ١ للصادق (عليه السلام): والله، إنّي لأعلم منك، وأسخى وأشجع.

فقال (عليه السلام) له: أمّا ما قلت: إنّك أعلم منّي، فقد أعتق جدّي وجدّك ألف نسمة من كدّ يده، فسمّهم لي، وإن أحببت أن أسمّيهم لك إلى آدم فعلت.

وأمّا ما قلت: إنّك أسخى منّي، فوالله، ما بتّ ليلة ولله عليّ حقّ يطالبني به.

وأمّا ما قلت: إنّك أشجع منّي، فكأنّي أرى رأسك وقد جيء به ووضع على جحر الزنابير، يسيل منه الدم إلى موضع كذا وكذا.

فحكى ذلك لأبيه، فقال: يا بنيّ، آجرني الله فيك، إنّ جعفراً أخبرني أنّك صاحب جحر الزنابير.

المصدر الأصلي: مناقب آل أبي طالب
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٤٧
، ص١٣١
(١) محمّد بن عبد الله بن الحسن بن الحسن بن عليّ بن أبي طالب(م١٤٥ه‍): المعروف بالنفس الزكـيّة، قام هو وأبوه علی الدولة العبّاسیة فبویع له، فقتله المنصور العبّاسي. راجع: الأعلام، ج٦، ص٢٢۰.
الحديث: ٨٢
/
ترتيب جواهر البحار: ٣٠٥١

استحال وجه يونس ١ إلى البياض فنظر الصادق (عليه السلام) إلى جبهته فصلّى ركعتين، ثمّ حمد الله وأثنى عليه، وصلّى على النبيّ (صلى الله عليه وآله)، ثمّ قال: «يا الله يا الله يا الله، يا رحمن يا رحمن يا رحمن، يا رحيم يا رحيم يا رحيم، يا أرحم الراحمين، يا سميع الدعوات، يا معطي الخيرات، صلّ على محمّد وعلى أهل بيته الطاهرين الطيّبين، واصرف عنّي شرّ الدنيا وشرّ الآخرة، وأذهب عنّي شرّ الدنيا وشرّ الآخرة، وأذهب عنّي ما بي، فقد غاظني ذلك وأحزنني». فوالله، ما خرجنا من المدينة حتّى تناثر عن وجهه مثل النخالة وذهب.

قال الحكم بن مسكين: ورأيت البياض بوجهه، ثمّ انصرف وليس في وجهه شيء.

المصدر الأصلي: مناقب آل أبي طالب
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٤٧
، ص١٣٣-١٣٤
(١) وهو یونس بن عمّار الصیرفي.
الحديث: ٨٣
/
ترتيب جواهر البحار: ٣٠٥٢

كان رجل من ملوك أهل الجبل، يأتي الصادق (عليه السلام) في حجّة كلّ سنة، فينزله الصادق (عليه السلام) في دار من دوره في المدينة، وطال حجّه ونزوله، فأعطى الصادق (عليه السلام) عشرة آلاف درهم ليشتري له داراً، وخرج إلى الحجّ، فلمّا انصرف قال: جعلت فداك، اشتريت لي الدار؟ قال (عليه السلام): نعم، وأتى بصكّ فيه: «بسم الله الرحمن الرحيم، هذا ما اشترى جعفر بن محمّد لفلان بن فلان الجبلي؛ اشترى له داراً في الفردوس: حدّها الأوّل رسول الله (صلى الله عليه وآله)، والحدّ الثاني أمير المؤمنين (عليه السلام)، والحدّ الثالث الحسن بن عليّ (عليه السلام)، والحدّ الرابع الحسين بن عليّ (عليه السلام).

فلمّا قرأ الرجل ذلك قال: قد رضيت _ جعلني الله فداك _ فقال الصادق (عليه السلام): إنّي أخذت ذلك المال، ففرّقته في ولد الحسن والحسين (عليهما السلام)، وأرجو أن يتقبّل الله ذلك، ويثيبك به الجنّة.

فانصرف الرجل إلى منزله وكان الصكّ معه، ثمّ اعتلّ علّة الموت، فلمّا حضرته الوفاة جمع أهله وحلّفهم أن يجعلوا الصكّ معه، ففعلوا ذلك، فلمّا أصبح القوم غدوا إلى قبره، فوجدوا الصكّ على ظهر القبر مكتوب عليه: «وفى لي _ والله _ جعفر بن محمّد (عليه السلام) بما قال».

المصدر الأصلي: الخرائج والجرائح، مناقب آل أبي طالب
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٤٧
، ص١٣٤
الحديث: ٨٤
/
ترتيب جواهر البحار: ٣٠٥٣

وجّه المنصور إلى واليه على الحرمين أن أحرق على جعفر بن محمّد داره، فألقى النار في دار الصادق (عليه السلام)، فأخذت النار في الباب والدهليز، فخرج الصادق (عليه السلام) يتخطّى النار ويمشي فيها ويقول: أنا ابن أعراق الثرى، أنا ابن إبراهيم خليل الله (عليه السلام).

بيــان:
رأيت في بعض الكتب أنّ أعراق الثرى كناية عن إسماعيل (عليه السلام)، ولعلّه إنّما كنّى عنه بذلك لأنّ أولاده انتشروا في البراري.
المصدر الأصلي: مناقب آل أبي طالب
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٤٧
، ص١٣٦
الحديث: ٨٥
/
ترتيب جواهر البحار: ٣٠٥٤

قال أبو بردة: دخلت على الصادق (عليه السلام) قال: ما فعل زيد ١ ؟ قلت: صلب في كناسة بني أسد، فبكى حتّى بكت النساء من خلف الستور، ثمّ قال (عليه السلام): أما والله، لقد بقي لهم عنده طلبة ما أخذوها منه. فكنت أتفكّر من قوله، حتّى رأيت جماعة قد أنزلوه يريدون أن يحرقوه، فقلت: هذه الطلبة التي قال لي.

 

المصدر الأصلي: مناقب آل أبي طالب
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٤٧
، ص١٣٧
(١) یعنی زید بن علیّ بن الحسین.
الحديث: ٨٦
/
ترتيب جواهر البحار: ٣٠٥٥

قال داود الرقّي: خرج أخوان لي يريدان المزار، فعطش أحدهما عطشاً شديداً حتّى سقط من الحمار، وسقط الآخر في يده، فصلّى ودعا الله ومحمّداً وأمير المؤمنين والأئمّة (عليهم السلام)، كان يدعو واحداً بعد واحد حتّى بلغ إلى آخرهم: جعفر بن محمّد (عليه السلام)، فلم يزل يدعوه ويلوذ به، فإذا هو برجل قد قام عليه وهو يقول: يا هذا، ما قصّتك؟ فذكر له حاله فناوله قطعة عود وقال: ضع هذا بين شفتيه، ففعل ذلك، فإذا هو قد فتح عينيه واستوى جالساً، ولا عطش به، فمضى حتّى زار القبر.

فلمّا انصرفا إلى الكوفة أتى صاحب الدعاء المدينة، فدخل على الصادق (عليه السلام)، فقال له: اجلس، ما حال أخيك؟ أين العود؟ فقال: يا سيّدي، إنّي لما أصبت بأخي اغتممت غمّاً شديداً، فلمّا ردّ الله عليه روحه نسيت العود من الفرح، فقال الصادق (عليه السلام): أما إنّه ساعة صرت إلى غمّ أخيك أتاني أخي الخضر، فبعثت إليك على يديه قطعة عود من شجرة طوبى، ثمّ التفت إلى خادم له، فقال (عليه السلام): عليّ بالسفط، فأتى به، ففتحه وأخرج منه قطعة العود بعينها، ثمّ أراها إيّاه حتّى عرفها ثمّ ردّها إلى السفط.

المصدر الأصلي: مناقب آل أبي طالب
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٤٧
، ص١٣٨-١٣٩
الحديث: ٨٧
/
ترتيب جواهر البحار: ٣٠٥٦

قال أبو حازم عبد الغفّار بن الحسن: ‏ قدم إبراهيم بن أدهم الكوفة وأنا معه، وذلك على عهد المنصور، وقدمها جعفر بن محمّد العلوي، فخرج جعفر (عليه السلام) يريد الرجوع إلى المدينة، فشيّعه العلماء وأهل الفضل من أهل الكوفة، وكان فيمن شيّعه سفيان الثوري، وإبراهيم بن أدهم، فتقدّم المشيّعون له فإذا هم بأسد على الطريق، فقال لهم إبراهيم بن أدهم: قفوا حتّى يأتي جعفر (عليه السلام)، فننظر ما يصنع، فجاء جعفر (عليه السلام) فذكروا له الأسد، فأقبل حتّى دنا من الأسد فأخذ بأذنه فنحّاه عن الطريق، ثمّ أقبل عليهم، فقال (عليه السلام): أما إنّ الناس لو أطاعوا الله حقّ طاعته، لحملوا عليه أثقالهم.

المصدر الأصلي: مناقب آل أبي طالب
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٤٧
، ص١٣٩-١٤۰
الحديث: ٨٨
/
ترتيب جواهر البحار: ٣٠٥٧

دخل رجل من أهل خراسان على الصادق (عليه السلام)، فقال له: جعلت فداك، إنّ فلان بن فلان بعث معي بجارية، وأمرني أن أدفعها إليك، قال: لا حاجة لي فيها، وإنّا أهل بيت لا يدخل الدنس بيوتنا، فقال له الرجل: والله، جعلت فداك، لقد أخبرني أنّها مولّدة بيته، وأنّها ربيبته في حجره، قال (عليه السلام): إنّها قد فسدت عليه، قال: لا علم لي بهذا، فقال الصادق (عليه السلام): ولكنّي أعلم أنّ هذا هكذا.

المصدر الأصلي: مناقب آل أبي طالب
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٤٧
، ص١٤۰
الحديث: ٨٩
/
ترتيب جواهر البحار: ٣٠٥٨

قال مالك الجهني‏: إنّي يوماً عند الصادق (عليه السلام)، وأنا أحدّث نفسي بفضل الأئمّة من أهل البيت (عليهم السلام)، إذ أقبل عليّ الصادق (عليه السلام) فقال: يا مالك، أنتم _ والله _ شيعتنا حقّاً، لا ترى أنّك أفرطت في القول وفي فضلنا.

يا مالك، إنّه ليس يقدر على صفة الله وكنه قدرته وعظمته، ﴿وَلِلَّهِ المَثَلُ الأَعلَىَ﴾، وكذلك لا يقدر أحد أن يصف حقّ المؤمن ويقوم به كما أوجب الله له على أخيه المؤمن.

يا مالك، إنّ المؤمنين ليلتقيان فيصافح كلّ واحد منهما صاحبه، فلا يزال الله ناظراً إليهما بالمحبّة والمغفرة، وإنّ الذنوب لتتحاتّ عن وجوههما حتّى يفترقا، فمن يقدر على صفة من هو هكذا عند الله؟

المصدر الأصلي: كشف الغمّة
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٤٧
، ص١٤٤
الحديث: ٩۰
/
ترتيب جواهر البحار: ٣٠٥٩

قال بكر بن أبي بكر الحضرمي: حبس أبو جعفر ١ أبي، فخرجت إلى الصادق (عليه السلام) فأعلمته ذلك، فقال (عليه السلام): إنّي مشغول بابني إسماعيل، ولكن سأدعو له، فمكثت أيّاماً بالمدينة فأرسل إليّ أن ارحل، فإنّ الله قد كفاك أمر أبيك، فأمّا إسماعيل فقد أبى الله إلّا قبضه. فرحلت وأتيت مدينة، فصادفت أبا جعفر راكباً، فصحت إليه: أبي أبو بكر الحضرمي شيخ كبير، فقال: إنّ ابنه لا يحفظ لسانه، خلّوا سبيله.

المصدر الأصلي: كشف الغمّة
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٤٧
، ص١٤٥
(١) وهو المنصور العبّاسي.
الحديث: ٩١
/
ترتيب جواهر البحار: ٣٠٦٠

قال أبو بصير: كان لي جار يتّبع السلطان، فأصاب مالاً فاتّخذ قياناً، وكان يجمع الجموع ويشرب المسكر ويؤذيني، فشكوته إلى نفسه غير مرّة، فلم ينته، فلمّا ألححت عليه قال: يا هذا، أنا رجل مبتلىً، وأنت رجل معافىً، فلو عرّفتني لصاحبك رجوت أن يستنقذني الله بك، فوقع ذلك في قلبي.

فلمّا صرت إلى الصادق (عليه السلام) ذكرت له حاله، فقال (عليه السلام) لي: إذا رجعت إلى الكوفة، فإنّه سيأتيك فقل له: يقول لك جعفر بن محمّد: دع ما أنت عليه، وأضمن لك على الله الجنّة.

فلمّا رجعت إلى الكوفة، أتاني فيمن أتى فاحتبسته حتّى خلا منزلي، فقلت: يا هذا، إنّي ذكرتك للصادق (عليه السلام) فقال (عليه السلام): أقرئه السلام وقل له: يترك ما هو عليه، وأضمن له على الله الجنّة، فبكى ثمّ قال: الله، قال لك جعفر (عليه السلام) هذا؟ فحلفت له أنّه قال لي ما قلت لك، فقال لي: حسبك، ومضى.

فلمّا كان بعد أيّام بعث إليّ ودعاني، فإذا هو خلف باب داره عريان، فقال: يا أبا بصير، ما بقي في منزلي شيء إلّا وخرجت عنه، وأنا كما ترى، فمشيت إلى إخواني فجمعت له ما كسوته به، ثمّ لم يأت عليه إلّا أيّام يسيرة حتّى بعث إليّ أنّي عليل، فائتني، فجعلت أختلف إليه وأعالجه حتّى نزل به الموت، فكنت عنده جالساً وهو يجود بنفسه،
ثمّ غشي عليه غشية ثمّ أفاق، فقال: يا أبا بصير، قد وفى صاحبك لنا، ثمّ مات.

فحججت فأتيت الصادق (عليه السلام) فاستأذنت عليه، فلمّا دخلت قال مبتدئاً من داخل البيت وإحدى رجلي في الصحن والأخرى في دهليز داره: يا أبا بصير، قد وفينا لصاحبك.

بيــان:
«يتّبع السّلطان»: أي يوالي خليفة الجور، ويتولّى من قبله؛ و«القيان»: جمع «قينة» _ بالفتح _ وهي الأمة المغنّية. يؤذيني: أي بالغناء ونحوه؛ «مبتلى»، أي ممتحن بالأموال والمناصب مغرور بها، فتسلّط الشيطان عليّ فلا يمكنني تركها، أو أنّي مع تلك الأحوال لا أرجو المغفرة، فلذا لا أترك لذّاتي.
«الله» _ بالجرّ _ بتقدير حرف القسم؛ «حسبك»، أي هذا كاف لك فيما أردت من انتهائي عمّا كنت فيه؛ وفي النهاية: «يجود بنفسه»، أي يخرجها ويدفعها، كما يدفع الإنسان ماله يجود به، والجود: الكرم، يريد به أنّه كان في النزع وسياق الموت.
المصدر الأصلي: كشف الغمّة
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٤٧
، ص١٤٥-١٤٦
الحديث: ٩٢
/
ترتيب جواهر البحار: ٣٠٦١

قال مالك الجهني: كنّا بالمدينة حين أجليت الشيعة وصاروا فرقاً، فتنحّينا عن المدينة ناحية، ثمّ خلونا فجعلنا نذكر فضائلهم وما قالت الشيعة، إلى أن خطر ببالنا الربوبية، فما شعرنا بشيء إذا نحن بالصادق (عليه السلام) واقف على حمار، فلم ندر من أين جاء، فقال (عليه السلام): يا مالك، ويا خالد، متى أحدثتما الكلام في الربوبية؟ فقلنا: ما خطر ببالنا إلّا الساعة، فقال (عليه السلام): اعلما، أنّ لنا ربّاً يكلؤنا بالليل والنهار نعبده، يا مالك، ويا خالد، قولوا فينا ما شئتم، واجعلونا مخلوقين، فكرّرها علينا مراراً وهو واقف على حماره.

المصدر الأصلي: كشف الغمّة
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٤٧
، ص١٤٨
الحديث: ٩٣
/
ترتيب جواهر البحار: ٣٠٦٢

أتى إلى الصادق (عليه السلام) رجل، فقال: يا بن رسول الله، رأيت في منامي كأنّي خارج من مدينة الكوفة في موضع أعرفه وكأنّ شبحاً من خشب، أو رجلاً منحوتاً من خشب، على فرس من خشب، يلوّح بسيفه وأنا أشاهده فزعاً مرعوباً.

فقال (عليه السلام) له: أنت رجل تريد اغتيال رجل في معيشته، فاتّق الله الذي خلقك ثمّ يميتك، فقال الرجل: أشهد أنّك قد أوتيت علماً، واستنبطته من معدنه، أخبرك يا بن رسول الله، عمّا قد فسّرت لي، إنّ رجلاً من جيراني جاءني وعرض عليّ ضيعته، فهممت أن أملكها بوكس ١ كثير، لمّا عرفت أنّه ليس لها طالب غيري، فقال الصادق (عليه السلام): وصاحبك يتوالانا ويبرأ من عدوّنا؟ فقال: نعم، يا بن رسول الله، لو كان ناصبيّاً حلّ لي اغتياله؟ فقال (عليه السلام): أدّ الأمانة لمن ائتمنك وأراد منك النصيحة، ولو إلى قاتل الحسين (عليه السلام).

المصدر الأصلي: الكافي
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٤٧
، ص١٥٥
(١) «الوَكْس»: النقص. لسان العرب، ج٦، ص٢٥٧.
الحديث: ٩٤
/
ترتيب جواهر البحار: ٣٠٦٣

قال مسمع كردين البصري‏: كنت لا أزيد على أكلة بالليل والنهار، فربما استأذنت على الصادق (عليه السلام) وأجد المائدة قد رفعت، لعلّي لا أراها بين يديه، فإذا دخلت دعا بها فأصيب معه من الطعام، ولا أتأذّى بذلك، وإذا أعقبت بالطعام عند غيره لم أقدر على أن أقرّ ولم أنم من النفخة، فشكوت ذلك إليه، وأخبرته بأنّي إذا أكلت عنده لم أتأذّ به، فقال (عليه السلام): يا أبا سيّار ١ ، إنّك تأكل طعام قوم صالحين، تصافحهم الملائكة على فرشهم، قلت: ويظهرون لكم؟ فمسح يده على بعض صبيانه، فقال (عليه السلام): هم ألطف بصبياننا منّا بهم.

المصدر الأصلي: الكافي
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٤٧
، ص١٥٨
(١) وهي كنیة لمسمع كردین.