Search
Close this search box.
  • ThePlus Audio
Layer-5-1.png
نص المحاضرة (النسخة الأولية)

أعوذ بالله من الشیطان الرجیم
بسم الله الرحمن الرحیم
وأفضل الصلاة وأتم السلام علی أشرف الخلق وسید المرسلین محمد المصطفی وآله الطیبین الطاهرین
حدیثنا في هذا الیوم المبارك استعداد حول استقبال الشهر الکریم لئلا نفاجئ الشهر من دون استعداد الانسان عندما یسافر هذه الایام وفي کل الایام قبل أن یذهب یُعد العدة للسفر، هذا هو الامر الطبیعي في سفرتنا في دار؛ انتقال من مدینة إلی مدینة والانتقال من الدنیا إلی الآخرة هذا السفر الموحش هذا السفر الذي یبتدئ لئلا ینتهي ایضا هذا یحتاج إلی استعداد، شهر رمضان المبارك بما فیه من لیلة القدر هذه فرصة من فرص التکامل؛ رب العالمین یعلم نحن بني آدم کم نتکاسل في أمر الآخرة کم نتقاعس في أمر الآخرة ولهذا لابد أن یکون هناك تعویض لئلا نخرج من هذه الدنیا بالخسارة العظمی! الذي یصوم شهر رمضان بعنوان ترك الأکل والشرب ترك المفطرات هذا الانسان لا یصل إلی ملکوت الصیام من الآن حاول مع نفسك من الآن برمج نفسك لتدخل الشهر الکریم وأنت علی أتم الاستعدا، خیر ما یُبین ما ینبقي أن نکون علیه ما یُبین لنا خارطة الطریق کما یقال هذه الایام هذه الخطبة النبویة المباركة من غرر کلام النبي الأعظم صلی الله علیه وآله وسلم فيما یختص بالشهر الکریم، انفاسکم فیه تسبیح ونومکم فیه عبادة وعملکم فیه مقبول.
الآن لماذا النفس تسبیح في شهر رمضان؟ اُرید أن أستفید فائدة مهمة من کلام النبي الأعظم لماذا نومك عبادة لماذا نفسك تسبیح؟ لأنك في ضیافة الله عزوجل! لو صرت في ضیافة الله عزوجل طوال العام لو قمت بهذا العمل جعلت نفسك ببن یدي الله عزوجل طوال العام عندئذ نومك في غیر شهر رمضان ایضا عبادة، أو فهمت ما اُرید أن أقول؟ الصائم في شهر رمضان نومه عبادة نفسه تسبیح لأنك ضیف اذا وصلت إلی مقام الضیافة الالهیة صرت عبداً مخلصاً رأيت نفسك بین یدي الله عزوجل في کل التقلبات أنت عندئذ في خارج الشهر ایضا نومك عبادة ونفسك تسبیح، هذا الانسان یأتي یوم القیامة هذا الانسان حقیقتاً ما هو رصیده؟ کم تنفست في دار الدنیا هذا النفس الذي هواء یدخل ویخرج!؟ ولکن ولي الله عزوجل یصل إلی هذه الدرجة صعود النفس وخروج النفس هذه عبادة ویا لها من عباده، اذاً انفاسکم فیه تسبیح ونومکم فیه عبادة؛ ثم قال النبي کلمة هذه الکلمة اخواني مخیفة جداً؛ الشقي من حُرم غفران الله في هذا الشهر! بعض الناس یصوم الشهر الکریم ولکنه لا یصل إلی مقام الرضوان الالهي والمغفرة الالهیة، هذا بمثابة انسان دخل النهر دخل البحر ورجع عطشاناً اذاً من أراد أن یصوم صوماً الهیاً صوماً ملکوتیاً لابد أن یصل إلی ملکوت الصیام امتناعك عن الطعام والشراب لا یوصلك إلی هذا المقام، اذاً اخواني في اول لیلة من لیالي الشهر الکریم سل الله عزوجل أن یفتح علیك هذا الاُفق.
في هذا الشهر الکریم النبي الأکرم یشیر إلی هذه الحقیقة العظمی علی تحسین الخُلق، نحن عندما نقول فلان حسن الأخلاق یعني انسان بشوش هذا خطأ في الفهم، البشاشة عنصر من عناصر حُسن الخُلق الانسان الذي یرید أن یُحسن خُلقه یعني یحسن باطنه الذي یرید أن یکون حسن الاخلاق یعني ذلك الانسان الذي یزیل من باطنه کل الملکات الخبیثه؛ حاول في ایام حیاتك في محطات التأمل والتدبر في حجة في عمرة في زیارة في الشهر الکریم أن تجتث جذور الخُلق السيء قد تکون کریماً ولکن تکون سریع الغضب قد تکون حلیماً ولکن تحمل في قلبك الحقد قد تکون مسامحاً ولکنك متکبر في الباطن وهکذا المؤمن یحاول أن یصل إلی هذا المقام مقام تنقية الباطن من الملکات الخبیثة.
اُذکر نفسي واخواني هذا المثلث الذي دائما نرکز علیه الترکیز علی بعض النقاط مفتاح للوصول إلی الدرجات العلیاء البعض منا مرتاح من نفسه لم؟ یقول انا انسان غیر عاصٍ انا انسان لا أعصي الله عزوجل بالعین واللسان والاُذن والجوارح هذه درجة طیبة ولکنك لم تصل إلی أعلی درجات الکمال ماذا نصنع بعد ذلك؟ مرحلة تنقیة البواطن الملکات؛ صحیح عینك لا تزیق صحیح اُذنك لا تسمع الباطل ولکن هذه الملکات الباطنیة نقها لا تُبقي ملکة من الملکات الا وقد نقیتها.
وأخیراً عالم الذهن اذا وصلت إلی مرحلة لا تفکر الا فيما ترید؛ مرة أخری اُکرر هذه الجملة؛ لو وصلت إلی مرحلة لسانك بیدك رجلك بیدك هذا طیب قلبك بیدك مشاعرك بیدك هذا طیب وأخیراً فکرك بيدك، تريد أن تسيء الفهم ترید أن تسيء التقییم ترید ان تسيء النظر الأمر بیدك تقول الله اکبر بالصلاة زمام فکرك بيدك لا تفکر الا في ما ترید! البعض منا یرید أن يقرأ القرآن ذهنه یذهب یمیناً وشمالاً ولکن الولي الکامل اذا أراد أن يقرأ کتاباً اذا أراد أن يقرأ القرآن مثلا ذهنه بیده؛ هذا الانسان کم یستمتع في حیاته! هذا الانسان کم یترقی في حیاته اذاً من امتلك ذهنه وباطنه وجوارحه هذا الانسان قد وصل إلی مقام الفوز الأعظم.
البعض في اوائل الشهر الکریم لا یُتقن العمل علی أمل لیالي القدر ولکن اخواني اخواتي ثق بأن لکل واحد منا منحة في شهر رمضان؛ هذه المنحة قد تُعطی في اول لیلة وقد تُعطی في آخر لیله، حاول أن تصل إلی نقطة من نقاط التحلیق في الشهر الکریم في لیلة من اللیالي قد تصل إلی مرحلة انکسار القلب تجري دمعتك تعیش حالة الخجل والوجل من الله عزوجل تتذکر سنةً کاملة السنة الماضیة کم کنت فیها من الغافلین کم سهوت کم لهوت کم تکلمت الاباطیل کم زاغ بصرك؟ في ليلة من ليالي الشهر الکریم تذکر سنة کاملة بما فیها بسلبیاتها بعیوبها بأخطائها وقل یارب العفو وأنت في منتهی الخجل والوجل من رب العزة والجلال، اذا وصلت إلی هذه النقطة المبارکة فقد حُزت علی لیلة القدر وأنت خارج لیلة القدر واما في لیلة القدر فالأمر أعظم؛ هنیئاً لمن جعل شهر رمضان في هذا العام خیر شهر رمضان مر علیه سل الله عزوجل أن یعطیك هذه المنحة.

إلهي بحق اولیائك وبحق الصالحین من عبادك أنزل علینا انواع رحمتك وبرکاتك اللهم بصرنا سبیلنا اللهم اجعلنا من عبادك الذین اخترتهم لنفسك واصطفیتهم لمناجاتك أبلغ سلامنا في هذا الیوم وفي کل یوم إلی امام زماننا وأردد الینا منه السلام بلغ أرواح المؤمنین والمؤمنات ثواب الفاتحة مع الصلوات.

Layer-5.png

ملاحظة: هذا النص تنزيل لصوت محاضرة الشيخ حبيب الكاظمي فقط، ولم يمر بمرحلة التنقيح واستخراج المصادر بعد.