تأملات في سورة النصر 2

أعوذ بالله من الشیطان الرجیم
بسم الله الرحمن الرحیم
وأفضل الصلاة وأتم السلام علی أشرف الخلق وسید المرسلین محمد المصطفی وآله الطیبین الطاهرین
السلام علیکم اخواني اخواتي جمیعا ورحمة الله وبرکاته
لازلنا علی مائدة سورة النصر التي وردت لبیان نعمة من نعم الله عزوجل علی نبیه الأعظم قلنا فتح مکة فتح الفتوح، في معرکة بدر المسلمون ما قضوا علی جذور الفتنة ولکن جاء النصر الإلهي في فتح مکه، اولا الآیة ماذا تقول؟ اذا جاء نصر الله والفتح ورأیت الناس یدخلون في دین الله أفواجا فسبح بحمد ربك وأستغفره، الإستغفار في مقام المعصیة؛ عندما تدخل السوق تقول ایها المسلمون أستغفروا ربکم أبغض البلاد إلی الله اسواقها وأحب إلی الله مساجدها، المهم المقام مقام النصر الغلبة والمجاهدة لماذا القرآن الکریم یدعوا المسلمین إلی التذکر التسبیح والحمد والإستغفار؟ الجواب طبیعة الفاتحین عادة هکذا عندما یدخلون الفاتحون إلی بلدة یعیثون في الأرض فساداً، الذي یفتح البلاد اذا لم یکن مؤمناً یُهلك الحرث والنسل یعتدي علی الأعراض یسرق الأموال! ولهذا القرآن الکریم یرید أن ینبه المسلمین بعد سنوات من البُعد من مکة الآن رجعتم إلیها اُذکروا الله عزوجل لا تتعدوا الحدود ولهذا شعارهم تغیر البعض کان ینادي الیوم یوم الملحمة؛ الملحمة يعني یوم الانتقام فجاء النداء من النبي لعل هکذا من النبي الیوم یوم المرحمة إذهبوا فأنتم الطلقاء، والقرآن الکریم في آیة أخری یذکر هذا المعنی یا ایها الذین آمنوا اذا لقیتم فئةً فأثبتوا وأذکروا الله کثیراً لعلکم تُفلحون؛ ولهذا صلوات علی امیرالمؤمنین ویعسوب الدین واقعا هذا الامام الهمام ما علمنا قدره یقول ما ترکت قیام اللیل حتی في لیلة الهریر (في تلك الغزوة الموحشة) المعرکة إستمرت في اللیل کان احدهم یهر علی الآخر کما یقال قتال مباشر إمتلئت الساحة دماً وامیرالمؤمنین یأخذ زاویة أو اثناء القتال لا أدری؛ یصلي صلاة اللیل اذاً ذکر الله عزوجل راجح في المعارك لئن الانسان قد نسی ذکر ربه.
فسبح بحمد ربك؛ توقف عند هذه النقطة لئن هذا ینفعنا في الرکوع والسجود سبحان ربي الأعلی وبحمده سبحان ربي العظیم وبحمده وفي سورة النصر فسبح بحمد ربك؛ الآن نسبح نقول سبحان الله ننزههُ من کل نقص ولکن کیف نسبحه بحمده؟ الحمد مقولة مستقلة عن التسبیح ما العلاقة بینهما؟ تأملوا جیداً عندما ترکع وتسجد لعل أحدنا طوال العمر ما تأمل في السجود وفي الرکوع! التسبیح بحمده سبحان ربي الأعلی وبحمده فیها معاني؛ المعنی الاول: اُسبح ربي بحمده یعني ماذا؟ اُنزهه بذکر صفات الکمال فیه؛ أنت عندما تقول ربي عالم یعني غیر جاهل قادر غیر ضعیف غیر عاجز غني غیر فقیر إلی آخره، اذاً مرة ننزهُ الله عزوجل بوصف سلبي نقول غیر عاجز ومرة بوصف ایجابي نقول رب العالمین قوي مقتدر؛ اذاً نسبح الله بحمده بمدحه هذا اولا، فسبح بحمد ربك یقال ایضا المعنی الثاني مع حمده یعني إجمع بین التسبیح والتحمد.
وثالثا تخرج من المسجد إلی المنزل یقال لك أين کنت؟ تقول صلیت بحمدالله یعني صلاتي کان بتوفیف من الله عزوجل اذاً تسبیحنا لله عزوجل بنعمة من الله عزوجل ولهذا نحمده.
سئوال وجواب؛ في هذه السورة ایضاً خطاب للنبي فسبح بحمد ربك وأستغفره طلب الاستغفار من النبي ومن الأمة ایضا واتفاقا الآیة فیها خطاب مباشر للنبي ما قال وأستغفروه، یا رسول الله استغفر إنه کان توابا؛ یأتي هذا المعنی النبي کیف یستغفر وهو المعصوم من کل ذنب لیغفر لك الله ما تقدم من ذنبك وما تأخر؟ في القرآن الکریم آیات متعددة في هذا السیاق لابد أن نعلم الجواب قد نُسئل؛ الجواب الاول النبي صلی الله علیه وآله وسلم یُمثل الامة یعني عندما یطلب رب العالمین من النبي أن یستغفر بما أنه علی رأس هذه الامة؛ یأتي وفد من الوفود ولهذا الوفد رئیس أنت تکلم رئیس الوفد الآن تهدیداً أو تطمیعاً المراد به البقیة هذا اولا، وثانیا هناك بحث في الکلام في العقائد ترک الأولی لا یضر بالعصمة؛ نبي الله آدم ما کانت الشجرة محرمة علیه لا تقربا هذه الشجرة هذا هو الأفضل لا أنه الاقتراب منه حرام اذاً ترك الأولی لا ینافي العصمة.
وثالثا النبي والوصي والأنبیاء عموماً حالات؛ لي مع الله حالات لا یسعها ملك مقرب ولا نبي مرسل النبي حالته في المعراج غیر حالته مع جفاة الجاهلیة! اذاً التنزل من مرتبة اعلی إلی مرتبة عالیه هذا التنزل ایضا یوجب الاستغفار، اللیلة جئت إلی المسجد صلیت جماعة بشرائطها ولکن البارحة صلیت بتوجه أکثر یحق لك الليل بعد الصلاة أن تستغفر الله عزوجل لأنك تنزلت قلیلا عن درجتك في البارحة.
کلمة أخيرة فسبح بحمد ربك وأستغفره إنه کان توابا؛ ما الفرق بین الاستغفار والتوبة؟ الاستغفار طلب العفو من الله عزوجل التائب هو الذي عاد إلی الله عزوجل ولهذا من عاد إلی الله عزوجل لا یرتکب الذنب ثانیة؛ المستغفر من الممکن أن یعود إلی الذنب الیوم أذنب وأستغفر وغدا أذنب وأستغفر اما التائب الذي رجع إلی الله لزوجل قلبه اا یطاوعه أن یعصیه تاب الله علیهم لیتوبوا.

اللهم اجعلنا من المستغفرین لك أبلغ سلامنا إلی امام زماننا وأردد الینا منه السلام بلغ أروح المؤمنین والمؤمنات ثواب الفاتحة مع الصلوات.