مغبة التطرف والتهتك

أعوذ بالله من الشیطان الرجیم
بسم الله الرحمن الرحیم
وأفضل الصلاة وأتم السلام علی أشرف الخلق وسید المرسلین محمد المصطفی وآله الطیبین الطاهرین
السلام علیکم اخواني اخواتي جمیعا ورحمة الله وبرکاته

الناس في تعاملهم مع احکام الشریعة علی قسمین قسم لا یبالي بأحکام الشریعة في مقابل الوسواسیین هناك اللا اُبالیین! انسان مثلا یری نجاسة علی بدنه یخرج منه دم من جرح أو غیره لا یبالي بالتطهیر ثم یتوضئ یصلي ایاما طبعا بهذه النجاسة بالبدن المتنجس ولما یقال له یا فلان أنت جسمك کان نجسا متنجساً لا یبالي هذا الانسان مادا تقول عنه؟ هذا صلاته باطلة لأنه صلی في نجاسة وهو یعلم بهذه النجاسه، اذاً قسم من الناس لا ابالیین في حلاله في حرامه یری زوجته مثلا علی حرام لا ینهاها عن المنکر تخرج سافرة متزینة وکأنها لم تعمل شیئاً، ولکن اذا خالفت له امراً بجلب ماء أو طعام قد یطلقها أخیراً احکام الله تحت قدمیه واوامره فوق رأس الجمیع، ولکن في مقابل هؤلاء من ضیقوا علی انفسهم في مقابل اللا ابالي المتشدد یعبر عنه هذه الایام بالمتطرف ذلك الانسان الذي یعقد الامور علی نفسه کثیرا، رب العالمین في کلمة جامعة یقول یرید الله بکم الیسر ولا یرید بکم العسر! التکالیف الکبیرة کالصیام مرفوعة عن المریض الصلاة بالوضوء مرفوعة عن الذي لا یمکنه الطهارة المائیة الجهاد علی عظمته مرفوع عن المریض وهکذا اذاً رب العالمین یرید بنا الیسر، طبعا هذا المعنی ینبقي أن نلتفت الیه في تربیة اولادنا، ولد تدعوه للصلاة في اول الوقت یقول انا الآن لا مزاج عندي انا الآن عندي ما عندي من التعب أئذن لي في أن اُأخر الصلاة ساعة ساعتین بعض الآباء یعالم تارك الصلاة في اول الوقت کتارك الصلاة اساساً یعنف علیه یزجره والحال بأنه ترك مستحباً لا ینبقي أن نعاملهم هذه المعاملة حتی النائم توقظ النائم للصلاة لا یستیقظ في نوم عمیق هذا الانسان رب العالمین رفع عنه القلم وبعض الناس لا یرفع القلم عن النائم! علی کل حال الدین دین یسر! النبي صلی الله علیه وآله وسلم یقول یسروا ولا تعسروا وسکنوا ولا تنفروا ولهذا ورد من آداب صلاة الجماعة علی امام الجماعة أن لا یکون منفراً بطول صلاته، بعض الناس یأم الجماعة ولا يصلي بأضعفهم بعض الناس یحرمون من الصلاة جماعة لطول صلاة الامام الجماعة هذا لیس من الحنیفیة السمحه! النبي صلی الله علیه وآله وسلم رأى رجلا یبدوا کان یصلي کثیرا رآه النبي صلی الله علیه وآله وسلم فترآه ببصره ساعة یعني اخد یحدق فیه مدة من الزمن ثم قال احدهم یا رسول الله هذا اکثر اهل المدینة صلاةً هذا انسان معروف في اوساطنا بکثرة الصلاه! النبي ما قال هنیئا له أو کونوا مثله بارك الله؛ قال لا تُسمعه فتهلکه یعني أنت بکلامك هذا قد تشجعه یبدوا هذا الانسان ما کان مرضیاً عند رسول الله صلی الله علیه وآله لعله یکثر من الصلاة علی حساب الرزق مثلا علی حساب الاهتمام بأهله ثم قال إن الله انما اراد بهذه الامة الیسر ولا یرید بهم العسر! ولهذا اخواني قاعدة أخیرة في ختام الحدیث هناك قاعدة تقول هکذا اذا اقبلت أي القلوب فأحملوها علی النوافل انسان الآن مقبل صلي النافلة واذا ادبرت علیکم بالفرائض لا تنفر الی نفسك النافله، احدهم کان یقول کنت اقرأ ذکراً یبدوا ما کان مقبلاً الزم نفسه بختمة بذکر ثقیل وأخیرا قطع السبحة رأى هذه السبحة ثقیلة علیه وما ذنبها أنت الآن لست بمقبل لماذا ترهق نفسك هذا الذکر الثقیل بدعوة اکمال الختمة مثلا بعض الناس یقرأ السورة الزم نفسه بجزء صباحا أو مساءاً وهو متثاقل مریض عنده صداع المهم یرید اکمال الجزء لا یکن هم احدکم آخر السورة أو ما یقرب من هذا المضمون! یقرأ الصفحة ثم یتصفح کم صفحة باقیة علی ختام الجزء؟ یعني یارب انا اقرأ كتابك وانا کاره له هذا لسان الحال المؤمن لیس هکذا.
وأخيرا الروایة المعروفة إن الله لم یبعثني بالرهبانیة وإن خیر الدین عند الله الحنیفیة السمحه، وبشارة للذین لهم ذوات طیبة انتهی الکلام ولکم کما یقال فذلکة نافعه: إن الله اذا احب عبداً عبد لا یعصي ربه یطیع ربه له شيء من الخیر رضي عنه بالقلیل لو صلی الفرائض یدخل الجنه، إن الله اذا احب عبداً رضي منه أو عنه بالقلیل من العمل هنیئا لمن کان بهذه المثابه.

اللهم اجعل عواقب امورنا خیرا اللهم احشرنا مع امام زماننا اللهم أرضه عنا بما شئت ابلغه سلامنا في هذه الساعة وفي کل ساعة والفاتحة مع الصلوات.