الصلاة في جو الضوضاء

إن الصلاة في المكان الذي يغلب فيه الضوضاء جائزة شرعا، ولكن من الطبيعي أن تكون فاقدة لأدنى درجات الإقبال والخشوع، ولذا لا يمكن أن تكون ناهية عن الفحشاء والمنكر، وكم من القبيح أن يقيم الإنسان أفضل الطاعات في أسوأ الأجواء!.. ولقد كان السلف من الأبرار ينصحون بإعداد مكان صغير في المنزل، ليس فيه ما يشغل من الأصوات والمتاع الدنيوي، حرصا على تحقق التركيز في العبادة.
إن من المناسب أن نستذكر هذه الحقيقة المخزية، وهي: إن أحدنا لو صلى صلاته الساهية لمخلوق مثله، ما قبلها منه، فكيف إذا صلاها لمالك الملك والملكوت، الذي لا يقبل إلا ما كان لائقا بوجهه الكريم؟!.. إن الصلوات اليومية تعتبر قمة الجدية في الحياة، لأنها حديث مع الخالق، ولكنها أشبه ما تكون بالحديث مع المعدوم!.