Search
Close this search box.
الكلمة:١
إن أصحاب العمل، وأصحاب العبادة والسعي، وأصحاب الجهد والجهاد، هؤلاء يُخافُ عليهم من الشيطان؛ لأن هناك مادة يمكن أن يستثمرها الشيطان بخلاف الخالي من كل كمال..
الكلمة:٢
إن الإنسان في بعض الأوقات، يركن إلى ماضيه.. فيشغله الشيطان بالماضي المشرق، ليلهيه عن الحال وعن المستقبل، ويقول له: أنت كنت كذا وكذا.. وبالتالي، فإنه يرى لنفسه رصيداً كبيراً..
الكلمة:٣
نحذر الإنسان العابد الذي لا عقل له، من الوقوع في خطر الانحراف القاتل في يوم من الأيام..
الكلمة:٤
إن الله -عز وجل- هو الذي يحول بين الشيطان وبين قلوب عباده، فإذا أراد أن يخذل عبده رفع تلك الحماية.. فعندئذ يأتي الشيطان، ويعشعش في وجوده..
الكلمة:٥
إن الإنسان الذي له شيطان قرين، وهذا الاقتران في الذات، وفي الباطن.. هل هذا الإنسان تنفعه المساجد، والمجالس؟.. وهل تنفعه المواعظ؟.. وهل تنفعه الثقافة العامة، والكتاب؟.. وهل تنفعه العبادة؟.. إذا كان من الداخل لا هوية له، فماذا ينفعه الوجود الخارجي؟!..
الكلمة:٦
إن الشيطان في كل يوم ينصب للمؤمن فخا، وتجاوز هذا الفخ يحتاج إلى معاملة جديدة في كل يوم.. ولهذا، فإن المؤمن لا ينفك عن الصراع اليومي..
الكلمة:٧
إن الشيطان جعل للمؤمن طعماً في فخ، وفخ المؤمن إنما هي الدنيا بمتعها وشهواتها.. وهذه الأشواك النابتة لا تجعل المؤمن يستلقي على الأرض ويتثاقل، فكلما أراد أن ينسى الله -عز وجل- وإذا بصفعة من عالم الغيب: في بدنه، أو في ماله، أو أهله، أو أمنه، أو سلامته..
الكلمة:٨
إذا دخل الإنسان الحصانة الإلهية، فإن الشيطان لا يتجرأ أن يطمع فيه..
الكلمة:٩
إن المرأة المؤمنة العاملة، التي تعمل في مجال الحوزة العلمية، أو في مجال الجامعة؛ نشراً للهدى.. بمقدار ما تفتح القلوب المنغلقة عن الهدى الإلهي، فإن الشيطان بنفس النسبة يستثمر طاقاته، وجهوده في تحريف هذه المسيرة..
الكلمة:١٠
إن إثارة البغضاء والعداء بين المؤمنين، سلاح الشيطان الفعال في تفتيت العمل الاجتماعي، وهدم الأبنية العريقة الإسلامية والاجتماعية.. وكذلك إثارة سوء الظن، وإثارة النظرة، والحسد، والحقد.. إن التعامل مع المؤمن لا يكون في الخارج، إنما مع الصورة الذهنية المغتسلة!.. لأنه لم يتم الاطلاع على ذات ذلك المؤمن، فهو بنفسه محجوب عن ذاته، ولم يصل إليها!.. الإنسان المؤمن عليه أن يكون سباقاً في الدفع بالحسنى، {ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ}..
الكلمة:١١
إن عصرنا هذا أسوأ عصر في تاريخ البشرية، من حيث الإغراءات والسهام الشيطانية.. وعليه، لا بد من أن نقف موقفاً متأملا في هذا العصر، وما فيه من صور الإغراء..
الكلمة:١٢
إن الإنسان كلما كثرت مكاسبه، كلما اجتمعت عليه الشياطين للانتقام منه..
الكلمة:١٣
إن التي ترفع شعار محاربة الشياطين، وتتسلح بسلاح العلم، لتفتح القلوب المُغلقة، ولتبطل كيد الشيطان.. هذه المؤمنة هي في مرمى الشياطين، فالشيطان سينصب لها ألف فخ..
الكلمة:١٤
علينا أن نعلم بأن الشيطان متربص بكل من يريد أن يخرج من دائرة الهدى.. فالشيطان إذا رأى حركة هداية في فرد، فإنه بما له من الخبرة العريقة في هذا المجال في إغواء بني آدم، سيعمل عمله في اصطياد فرائسه..
الكلمة:١٥
إن الشيطان له همّ وهو أن يضع يده على الحوزات العلمية، وعلى البلاد المقدسة!.. ومن هنا فإن الذي يتصدى للعمل الاجتماعي، لابد أن يحسب حساب أن الشيطان يخصه بالكيد..
الكلمة:١٦
إن الشيطان الرجيم من همومه الكبرى بالنسبة للإنسان المؤمن، أن يسيطر على وضعه العائلي، ومن هنا فإنه يسعى جهده بما أمكن أن يدخل إلى الجو العائلي، ويهدم العش -لا قدر الله-، أو يربكه..
الكلمة:١٧
إن الشيطان بالمرصاد لبني آدم.. ومن أساليب الشيطان أنه يتصرف في الوجود الذهني..
الكلمة:١٨
إن الشيطان سلطانه في النفس، وأما في الخارج فلا سلطان له..
الكلمة:١٩
إن الشيطان له طريقتان: تارة يقضي على كلِ فردٍ بطلقة مناسبة له، ومرة يبحث عن مصادر التغذية، فيحاول القضاء عليها..
الكلمة:٢٠
إن الإنسان المؤمن لا يرى الشيطان {إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لاَ تَرَوْنَهُمْ}.. ولكن الشياطين لها أدوات تخدير، وفي بعض المناسبات تزيد من جرعتها.. فهو ينظر إلى المؤمن في الليالي المباركة، ليشغله بشيء: بهمٍ شاغلٍ، أو بعملٍ يصده عن ذكر الله عز وجل..
الكلمة:٢١
إن العاطفة والرقة جانب حسن؛ ولكن -مع الأسف- الشيطان يحاول أن يسيء الاستفادة من هذا المجال، فيحاول أن يخلق جواً من المشاكسة والتوتر بين الزوجين.. ومن الأمور التي تحقق له حالة من حالات السرور القصوى، فيرتفع ويباهي أبالسته -كما في مضمون الروايات-، فيما لو فرق بين مؤمن ومؤمنة..
الكلمة:٢٢
فلنحذر كيد الشيطان في كل مرحلة من مراحل الحياة، لئلا نقع في فخه.. وإلا فإن الشيطان لا يهمه استقامة المؤمن طوال حياته، إذ يكفي أن يرى انحرافه في اللحظات الأخيرة من عمره.. والأمور بالخواتيم..
الكلمة:٢٣
إن أحد العلماء يقول: البعض من مسرفي المال، والبعض من مسرفي النور.. يُعطى النور في الحج، ويُعطى النور في مشاهد أهل البيت (ع)، ويُعطى النور في مجالس أهل البيت (ع).. ولكن -مع الأسف- الشيطان يسلب منه هذا النور وهو على باب المأتم..
الكلمة:٢٤
إن الإنسان عندما يتشهد، فهو يقول: إلهي!.. إني لست عابداً لأي معبودٍ سواك.. ومن أسوأ أنواع المعبود، معبود الهوى.. فالإنسان لن ينجو من مخالب الشيطان، إلا من خلال الإرادة الصارمة.
الكلمة:٢٥
إن الشيطان لا يلتذ بقلع الشجرة اليابسة التي لا ثمرة فيها، إنما إذا رأى براعم متفتحة، وزهورا صغيرة في الشجرة، يتركها حتى تتحول إلى ثمرة صغيرة، فإذا أصبحت ثمرة قابلة للاستفادة، قلع الشجرة من جذورها، وله خبرة في هذا المجال.. وبالتالي، فإن الإنسان كلما نضجت ثماره الباطنية، تحوم الشياطين حوله، تحوم وتحوم إلى أن تسقطه في فخها..
الكلمة:٢٦
لا شك أن من مصاديق الخلوة مع الأجنبية -هذه الأيام-، هي الخلوة مع الكمبيوتر.. الخلوة مع الكمبيوتر من مصاديق: (إلا كان الشيطان ثالثهما).. صحيح لا يوجد امرأة بالفعل، ولكن يوجد امرأة مخفية، وإن كان بنحو الصورة، فهذه الصورة مقدمة للواقع..
الكلمة:٢٧
إن الشيطان غير مستعجل، فهو بدلاً من أن يقطع شجرة طرية، ينتظر ليشتد عودها وتؤتي ثمارها، عندئذٍ يستذوق قطع هذه الشجرة.. ولهذا نرى بعض الانحرافات الكبرى في هذا الطريق..
الكلمة:٢٨
إن النفس الإنسانية روح معقدة تتجاذبها الأكوان: فالشياطين تحول دون وصول الكلمة الطيبة المؤثرة، وكذلك التركيبة الاجتماعية، وأصدقاء السوء، والتجاذب الاجتماعي.. فلا يتوقع أن يتكلم الإنسان بالكلمة، وإذا بهذه الكلمة تفعل فعل السحر في النفوس..
الكلمة:٢٩
إن مسألة مواجهة كيد الشيطان من أعقد مسائل المواجهة، وذلك لأن هذا العدو اللدود، يجمع بين (خاءات) ثلاث: الخفاء، والخبث، والخبرة.. فمن ناحية: يرانا هو وقبيله من حيث لا نراه، ولنتصور معركة أحد طرفيها: جيش مدرب لا يمكن رؤيته، أوَ هل يمكن للخصم أن يقاوم ذلك الجيش لحظة واحدة؟.. ومن ناحية أخرى: يعيش حالة الحسد المتأصل لبني آدم الذي كانت خلقة أبيهم آدم (ع) مصادفة لأول أيام شقائه، ومن هنا أضمر الحقد الدفين لاستئصال الجنس البشري، وسوقه إلى الهاوية.. ومن ناحية أخرى: له تلك الخبرة العريقة في عملية الإغواء، والتي شملت محاولات التعرض لمسيرة الأنبياء والمرسلين (ع) وإن باءت بالفشل بالنسبة لهم.. ولكن ما حالنا نحن الضعفاء والمساكين؟..
الكلمة:٣٠
إن القرآن الكريم يحذر من خطوات الشيطان.. إذ أنه لخبرته ودهائه، لا يجر الإنسان إلى المعصية بضربه واحدة -لعلمه بعدم الانقياد له في المحرمات الكبيرة- ولكن بخطوات مدروسة، يجعل العبد يتورط بها، منتقلا من معصية إلى معصية.. ومثاله التطبيقي في عالم هوى النساء: هو الابتداء بالنظرة، ثم الابتسامة، والسلام، والكلام، والموعد، واللقاء حيث الارتماء في أحضان الشيطان المنتقم، وإن كان ظاهره هو الارتماء في أحضان بنات الهوى!.. إن للشياطين على الأرض مواطن تجول فيها وتصول، ومنها: الأسواق، وبلاد الكفر، ومواطن غلبة المعاصي كاختلاط الجنسين.. وعليه، فإنه ينبغي للمؤمن أن يتدرع بأقوى الأسلحة قبل النزول إلى تلك المواطن، لئلا تطمع فيه الشياطين.. وليعلم أن من تلك المواطن: مجالس الغافلين المسترسلين في الباطل الذين قال عنهم القرآن الكريم: {…. وَإِمَّا يُنسِيَنَّكَ الشَّيْطَانُ فَلاَ تَقْعُدْ بَعْدَ الذِّكْرَى مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ}..
الكلمة:٣١
ان للشيطان الرجيم مداخل في نفوس بني آدم، وهو يعلم جيداً الطرق التي يتصيده من خلالها، ليبدأ الوسوسة له بالأمور الدنيوية، ليصرفه عن العبادة، وليشغله عن ذكر الله.. فهو العدو اللدود، لذا ينبغي التعوذ من شره ومن وسوسته.
الكلمة:٣٢
إن الشيطان يوسوس للإنسان في اليقظة وفي المنام.. فالشيطان يصور للإنسان في منامه ما يفزعه؛ لأن الشيطان يحب إحزان المؤمنين كما قال الله تعالى: {إِنَّمَا النَّجْوَى مِنَ الشَّيْطَانِ لِيَحْزُنَ الَّذِينَ آمَنُوا وَلَيْسَ بِضَارِّهِمْ شَيْئًا إِلاَّ بِإِذْنِ اللَّهِ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ}.
الكلمة:٣٣
إن الشيطان يضع خمسين فخاً، حتى يوقع الإنسان في يومٍ ما.. ويا لها من مهلكةٍ قاسية، بعد استقامة سنوات، وإذا بالإنسان يختم حياتهُ بعاقبةٍ غيرِ حميدة!..
الكلمة:٣٤
إن من الكيد الإبليسي، أن لا يدع الإنسان يستخرج الكنوز التي في باطنه.. فكلنا لدينا هذه القابليات، ولكن من حيل إبليس، أن يحول بيننا وبين استخراج هذه الكنوز.
الكلمة:٣٥
إن العرفان والسير والسلوك، كل ذلك يتلخص في هذه النقطة: أن نعيش حالة العداوة.. من الضروري للإنسان أن يعيش هذا الهاجس.. والشيطان له سفيره في الباطن، والسفير هو الهوى والشهوات.. فإذن، إن لهذا العدو الذي يريد أن ينتقم منا، موطئ قدم في أنفسنا.. فهلا تنبهنا لذلك؟..
الكلمة:٣٦
إن العاطفة الجياشة إذا لم تصب في مرحلة تحويل الأفكار إلى حركة في الجوارح، فإن الشيطان يدخل، ويأتي ليحول البكاء على سيد الشهداء (ع) -هذا البكاء الذي هو في عداد البكاء من خشية الله –عز وجل- في رفع العبد إلى أعلى الدرجات، هذا البكاء الإلهي، هذا البكاء الرسالي- إلى أداة من أدوات التخدير.
الكلمة:٣٧
إن آفة العجب والشعور بالكمال -الزائف- من أقبح الوسائل والحيل النفسية، التي يوسوس بها الشيطان للناس بشكل عام، وللمؤمنين بشكل خاص، ليبعدهم عن طريق الهدى، وليتوهموا أنهم يقومون بالأعمال العبادية على أكمل وجه.. وبذا يضعف هاجس الخوف عندهم، من عدم قبول تلك الأعمال.. وبالتالي يفقدون التفاعل معها.
الكلمة:٣٨
إن من طرق الشيطان لإبقاء الإنسان في أوحال المنكر، إلقاء حالة اليأس في نفس ذلك الإنسان.. فالشيطان يلقّن الإنسان: بأنك لا تستحق الرحمة الإلهية، فقد أمضيت عمراً في المعصية، فأكمل الطريق، ولا سبيل لك إلى العودة!.. إن هذا الكلام خلاف منطق الإسلام.. فهل هناك تاريخ أشد سواداً من الجاهلية؟!.. فقد كان الإنسان في الجاهلية مشركاً عابد وثنٍ، ويئد البنت، ويشرب الخمر، ويغير على قومه، ويزني… الخ.. ومن المعلوم أن الذين قاتلوا في بدر وأُحد وحنين، هم هؤلاء الذين عاشوا مآسي الجاهلية.
الكلمة:٣٩
إن الإنسان عندما يتذكر بأنّ الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم في العروق، فإنه سيعيش حالة من الذهول والخوف الشديدين.. لأن الدم -كما هو معلوم- يصل إلى كل جزء من أجزاء الوجود الإنساني، وإلا فإن ذلك العضو يموت.. فالشيطان ينفذ في العواطف والأفكار والسلوك كذلك، أي مثل الدم الذي يجري في كل عضو، حتى في الهواجس والميول الباطنية.
الكلمة:٤٠
أحدهم قد يقرأ العرفان النظري والعملي؛ ولكنه لن يتقدم خطوة حتى تكتمل عنده الصورة!.. هذا هو الشيطان الذي جاءه ليؤخره ويبقيه في الخطوة الأولى إلى آخر عمره!.. فهو يريد المزيد حتى يضع رجله على الطريق، والذي يفكر بهذا المنطق؛ فإنه لن يصل إلى شيء، شعارنا دائماً وأبداً: (من عمل بما علم؛ رزقه الله علم ما لا يعلم)..
الكلمة:٤١
إن الشيطان من العقبات الكبرى في حياة البشرية.. فالإنسان الذي يكثر ويكثف ويقوي من موجبات الحركة إلى الله -عزَّ وجلّ-، من دون إبطال كيد الشيطان؛ فهذا بمثابة إنسان يريد أن يحرق خشبة في منتهى الرطوبة، بل في أعماق البحر.. فهل يمكن للإنسان أن يحرق شيئاً في أعماق البحر؟!..
الكلمة:٤٢
إن من فخوخ الشيطان لتثبيط حركة العبد نحو الله -عزّ وجلّ- إعطاءه حالة من حالات الوهم، وهي أنّ هنالك مستقبلا طويلا للتغيير.. لذا علينا أن نتذكر دائماً عملية تصرف الدنيا، قم واغتنم الفرصة بين العدمين: عدم ما قبل الولادة، وعدم ما بعد الموت.. هناك فرصة منحصرة في هذه الأيام، فالأيام محدودة في هذه الدنيا.
الكلمة:٤٣
إن الشيطان يدعو البعض فيستجيب له، ولكن عندما يسمع الإنسان كلام الشيطان فترة من عمره؛ فإنه يصل إلى درجة يصبح له سلطان على الإنسان، {إِنَّمَا سُلْطَانُهُ عَلَى الَّذِينَ يَتَوَلَّوْنَهُ وَالَّذِينَ هُم بِهِ مُشْرِكُونَ}، يتولونه في مقام العمل..
الكلمة:٤٤
إن النسيان الذي هو رافد من روافد الغفلة، يأتي من الشيطان كما في قوله تعالى: {وَمَا أَنسَانِيهُ إِلاَّ الشَّيْطَانُ أَنْ أَذْكُرَهُ} ومن الواضح أن نسيان بعض الأمور قد تفوّت على الإنسان كثيرا من المنافع.. إلا أن الأعظم من ذلك، هو حينما يقرر الخالق أن يصرف العبد عن آياته، فيلقي عليه الإدبار، ويختم على قلبه وبصره.. ومن المعلوم أن الغفلة التي يوجبها الشيطان، من الممكن الخروج عنها بالتوبة، ولكن الله -تعالى- لا يختم على القلب إلا بعد بلوغه أعلى درجات القسوة، وفقدان قابلية الهداية، وهي مرحلة مخيفة حقا، لا بد من أن نستجير بالله -تعالى- منها.
الكلمة:٤٥
كما أن الله -تعالى- يتجلى للعبد، فيكون: عينه التي يبصر بها، ويده التي يبطش بها، وأذنه التي يسمع بها -كما في رواية قرب النوافل، المعروفة في كتب المسلمين- كذلك الشيطان، فإنه بعد مرحلة متقدمة من الإغواء، والسيطرة على بني آدم، يتحول إلى أداة لتلقين الضحية ما يريده في عالم الأفكار والشهوات.. ولهذا يحذرنا القرآن الكريم من أولياء الشيطان، وذلك لأن الشياطين يوحون لهم زخرف القول لمجادلة المؤمنين.. ومن هنا نعتقد أن المدارس الهدامة في التأريخ، كـ: الماسونية، والشيوعية، والبهائية، تطبيق لما ذكرناه آنفا، وذلك لسرعة انتشارها بشكل غير طبيعي في كثير من الأحيان، رغم وضوح بطلان أسسها.
الكلمة:٤٦
إن الذين استثناهم القرآن الكريم من كيد الشيطان الرجيم، هم المخلَصون (بفتح اللام)، ومعنى ذلك أن المخلِصون (بكسر اللام) هم على خطر عظيم.. والطبقة الأولى هم الذين اجتذبهم الرحمن، لوجود قابليات فيهم أهلتهم لدخول دائرة الجذب الإلهي، وإلا فأين قدرات الإنسان الضعيف، وأين القمم العالية التي دونها العقبات والأهوال الكبار؟!.. فيا ترى هل فكرنا في أننا مجذوبون، أم مهملون؟ّ!..
الكلمة:٤٧
إن من الغريب وصف القرآن لكيد الشيطان بأنه ضعيف، والحال أنه ركب ظهور أغلب الخلق، فكيف يكون ذلك؟!.. فمن الممكن أن يكون الجواب عن ذلك هو: أن ضعفه باعتبار قوة من نلتجئ إليه، حيث أن الشيطان عبد من عبيد الله -تعالى- ناصيته بيد ربه، وهو القادر على دفع شره؛ لأنه مع عظم شقاوته لم يخرج عن سلطان حكومة رب العالمين.. أضف إلى أن كيده ضعيف أيضا من جهة أن سياسته هو التزيين في الأرض، فإذا اكتشف الإنسان زيف إغوائه وسرابية وسوسته؛ فإنه لا سلطان له عليه.
الكلمة:٤٨
إن من مكائد الشيطان، حث العبد على الاستغراق في غفلته، بدعوى أنه قد فات الأوان للحوق بقطار الفائزين.. والحال أن إيقاف الخسارة ربح في حد نفسه!.. فلا ينبغي الاستسلام لحالة الإحباط، حينما يجد العبد نفسه تائها في وديان سحيقة بعيدة جدا عن الجادة.. لأن هنالك حركات انقلابية كبرى في مجال النفوس طوال التاريخ تمت في ليلة، بل في ساعة واحدة، وسيرة التائبين، خير شاهد على ذلك!..
الكلمة:٤٩
إن الملاحظ في إعلام اليوم، إذا ما أراد أن ينفر من جهة أو دولة ما: أنه يكثف جهوده في كل الاتجاهات، ليصل إلى هدفه في تلقين وترسيخ العداوة في قلوب الناس؛ ألا يكفي إعلام رب العالمين الذي أمرنا في كتابه قائلاً: {إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا}؟.. وكلمة (الاتخاذ) في اللغة، تعني تلقين النفس عداوة الشيطان صباحاً ومساءً.
الكلمة:٥٠
إن المؤمن يتعلم من الأخطاء السابقة، عن رسول الله (ص): (كل بني آدم خطاء، وخير الخطائين التوابون).. فالمؤمن -كما تشبه بعض الراويات- كالسنبلة (القلب المؤمن كالسنبلة: يميل تارة، ويستقيم أخرى)؛ بمعنى قد أنه تمر عليه عاصفة شيطانية، فيميل يميناً وشمالاً، ولكنه يعود مبصراً طريق الهدى، كما قال تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَواْ إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِّنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُواْ فَإِذَا هُم مُّبْصِرُونَ}.. إن هذه الآية تبعث على الأمل، وتؤكد على أن الشيطان مع كل ما أوتي من القوى؛ فإنه ضعيف، قال تعالى: {إن كيد الشيطان كان ضعيفا}.
الكلمة:٥١
إن المخلَص هو ذلك الذي مشى في درب الإخلاص، وكدح وتعب، وبكى في جوف الليل، وعمل في النهار.. فإذا هو أثبت صدقه، عندئذ يرشح لأن يكون في زمرة المخلَصين، وبعدها فلتجتمع عليه وحوش الأرض، بل شياطين الإنس والجن، هيهات لهم أن يقتحموا قلعة رب العالمين!..
الكلمة:٥٢
- إن من الموانع المهمة في طريق المؤمن: وقوف الشيطان في طريق بني آدم.. فهو حاقد، ويغلي حسداً ضد كل من يحاول الخروج عن سلطانه، ويتمرد عليه.. إذ كيف هو عصى وتمرد على رب العالمين، وهذا الإنسان يكون خاضعا متذللا مطيعا!.. بلا شك إن الشياطين من أنبغ الوجودات، ولها خبرتها العريضة في الإغواء منذ خلقة آدم (ع)، فهي بدلاً من إغواء الناس البسطاء، تركز الجهد على العناصر المؤثرة في الأمة.
الكلمة:٥٣
إن الكثير من الناس قد تأخذهم الغفلة في هذه الدنيا، ولكنه عندما يستيقظ يوماً على واقعه المرير، ويجد نفسه على مزبلة نتنة قذرة، ترى الشيطان يعرض له ويكون له بالمرصاد ليحول دون المبتغى، قائلاً: أنه مالك أنت وهذا الطريق، فهذا شأن العلماء وأصحاب الحوزات!.. أبَعَد هذا العمر، وبعد أن اشتعل الرأس شيبا، تنشد تغييراً أو حضوراً للدرس!.. الفرصة قد ضاعت عليك، فدع الأمر للشباب ممن هم دونك!.. والحال بأن العمل على إيقاف الخسارة في أسرع ما يمكن، ربح في حد ذاته، كما هو الملحوظ عند بعض التجار الأذكياء.. فينبغي الحذر الشديد من الشيطان، الذي همه تثبيط الهمم والتثاقل إلى الأرض، فما أشد حرصه على الغواية والحول دون الخروج من سلطان الهوى!..
الكلمة:٥٤
إن هناك قسما من الناس يستصغر محقرات الذنوب.. والحال أن هذه المحقرات، تشكل سلسلة حلقات من الذنوب.. ولنعلم بأن هذه هي بغية الشيطان: أن يستدرج الإنسان بالذنوب واحدة بعد أخرى، ليألفها شيئاً فشيئاً.. وبالتالي، تصبح لديه ملكة احتراف الحرام.. مثلاً: النظرة المحرمة -التي هي سهم من سهام إبليس- فعلها في الإنسان كالمخدر الذي يطيح بالأسد الضرغام في عالم الصيد، بمعنى أنها تسلب منه الإرادة، وتجره إلى ارتكاب الكبائر.
الكلمة:٥٥
إن الإنسان في الجمع قد يناجي، وقد يتفاعل، وقد يعيش في أعماق وجوده شيئاً من إلفات النظر، ولو كان هاجساً.. والإنسان بأدنى هاجس، قد يظن أنه أصبح مرائياً، فيترك العبادة والمناجاة والبكاء بدعوى أن هذا رياء.. والحال أن هذا من خطوات الشيطان، ليمنع الإنسان من المناجاة، والبكاء بين يدي الله عز وجل.
الكلمة:٥٦
إن الإنسان قد يعلم عدوه أو لا يعلمه، ولكنه يراه في جبهات شتى، فيتحير في أي جبهة يحارب.. أما عندما يعرف عدوه، ويعلم الجبهات المحصورة للعدو، فبإمكانه أن يركز طاقاته، ويوجه سهامه إلى النقاط التي يخشى منها.. فالإنسان إذا حوّل تعامله مع أهله، وولده، وماله، إلى تعامل إسلامي شرعي؛ فقد أمن من كيد الشيطان.. لأن الشيطان يأتي من هذه الأبواب المعروفة: النساء، والبنين، والأموال.. فهذه ثلاثة أبواب رئيسية، إذا جعل الإنسان على كل باب رصيداً، ومحاسباً، ورقيباً؛ فبإمكانه أن يتجاوز هذه المراحل بنجاح.
الكلمة:٥٧
من منا ليست له شكوى على عدو، العدو قد يكون مؤمناً، وقد يكون كافراً؟.. على كل حال الإنسان لا يخلو من عدو، حتى إذا كان الإنسان محبوباً لدى الجميع: عند الفاسق والمؤمن، وهذا قلّ ما يتفق أن يكون مرضياً عند الكل.. وإذا كان مرضياً عند الكل، يبقى موجود واحد لا يرضى عنه بحال من الأحوال، ألا وهو الشيطان اللعين الرجيم.. فالإنسان إما أن يكون له عدو من البشر، أو عدو من الجن، وأغلبنا لديه أعداء من الإنس والجن.
الكلمة:٥٨
إن الخيرات لها درجات: هنالك خير دانٍ، وهنالك خير عالٍ.. فالشيطان إذا لم يمكنه أن يشغل الإنسان عن الخير، شغله بالخير الداني، مثلاً: هناك إنسان مؤمن مخير بين أن يطبع كتاباً مهماً يهدي الآلاف من الناس، ومخير بين أن يعطي مبلغاً لفقير يشتري به طعاماً أو دابة.. فشراء سيارة للمؤمن الفقير خير، وأيضا طباعة الكتاب الذي ينقذ الآلاف من الجُهّال والضالين خير.. هنا يحاول الشيطان أن يمنع الإنسان أولاً عن فعل الخير، وإذا لم يفلح شغله بالخير الذي هو أقل قيمة.. فهنيئاً لإنسان ألهمه ربه فعل الخير!..
الكلمة:٥٩
إن البعض قد ينشغل بالجانب العرفاني، ويستغرق في الروحانيات، ويعيش حالات تحليقية.. وهنالك كثير من الوهم في هذا المجال، إذ أن هنالك ترابطاً شديداً بين عالم الوهم والخيال، والتصورات الكاذبة، إلى درجة الإحساس الحسي ببعض الأمور، وأحياناً يتوهم الإنسان أنه يرى شيئاً، أو يسمع شيئاً، أو يشم شيئاً إذا دخل في هذا العالم.. لأن الشياطين بالمرصاد، لمن يريد أن يصل إلى عالم القرب الإلهي.. فعامة الناس هم في الوديان، والشيطان يحتاج إلى كثيرِ جهدٍ في تحريك مسيرتهم.. إن الشياطين وضعت جلّ اهتمامها في حوزاتنا العلمية.. فمثلا: لو أن عدواً أراد أن يسمم أهل بلدٍ، فإنه بدلاً من أن يجعل السم في خزانات المياه في كل بيت من بيوت البلد، يكفي لأن يذهب إلى منبع الماء الكبير إلى النبع، ويسمم ذلك النبع وانتهى الأمر!.. إذا الشيطان أمكن أن يستولي على قلوب وعقول رجال الدين: نساءً، ورجالاً، تكون قد تمت الصفقة الكبرى بالنسبة له!..
الكلمة:٦٠
إن في مجال توظيف العلم هناك فرقاً بين أن يدعى الإنسان لوظيفة رسالية، وبين أن يبحث الإنسان بنفسه بحثاً حثيثاً ومصراً، لأن يجد مجالاً من مجالات العمل.. فالمؤمن أو المؤمنة لا ينتظر دعوة سامية من جهة معينة، بإغراءات نفسية، وعلمية، ومالية، وغير ذلك.. بل على أحدنا أن يكتشف هو بنفسه موارد العطاء في هذه الأمة، ولا شك أن الأمة في وضع يرثى له!.. ففي كل بيت هنالك محطة، وهنالك موضع قدم لشياطين الجن والإنس: فالفضائيات بما وراءها، والمواقع الإباحية والمنحرفة وما وراءها، والجو الحاكم في الأسواق، والمدارس، والجامعات، وغير ذلك.. فكل إنسان كان بإمكانه أن يكون وجوداً فاعلاً، ولم يقم بتكليفه في هذا المجال، فإنه سيحاسب يوم القيامة.. فالواجب الكفائي لو لم يؤد، فإن كل من هو في مظان الخدمة، سيحاسب يوم القيامة!..
الكلمة:٦١
إن الشياطين والأبالسة، يرون بأن أقصر الطرق للقضاء على جماعة، هو الوصول إلى هذه المخازن المائية.. والحوزات العلمية تمثل هذه المخازن، ورجال الدين وطالبات العلم هم النمير، وهم العلم، وهم الغدير الذي منه يستقي الناس.. فإذا أمكن للشيطان أن يبث سمومه، ويقضي على هذه الفئة.. فإنه يكون قد أنجز المهمة، وبالتالي طالبة العلم عندما تتحول من الجامعة للحوزة، ومن العمل للحوزة، ومن البيت للحوزة.. عليها أن تعلم أنها في مرمى الشياطين، فالشياطين تضاعف من جهودها من أجل إسقاطها في فخه.. وحقيقة {وَلَوْلاَ فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لاَتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلاَّ قَلِيلاً}.. {قَالَ فَبِعِزَّتِكَ لَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ * إِلاَّ عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ}، لم يستثن إلا المخلَصين، ونحن لم نصل إلى درجة المخلِصين، فضلاًَ عن درجة المخلَصين!.. درجة المخلَصين يحتاج إلى جهد جهيد، فكيف بالوصول إلى مرحلة المخلِصين؟!..
الكلمة:٦٢
إن المؤمن إذا عزم أن يكون عبداً صالحاً لله -عزّ وجلّ-، فالشيطان يثير مَن حوله، يرى حياته الزوجية مستقرة، وإذا بالزوجة أصبحت مشاكسة، لا تتحمل منه كلمة.. أول خطوة على العبد أن يقوم بها: أن يفتح الصحيفة السجادية، ويستعيذ بالله -عزّ وجلّ-.. عليه أن يعلم أنّ هنالك انتقاماً من إبليس، يريد أن يلقي القبض على أحد الضعيفين: إذا كان الزوج هو القوي، والزوجة هي الضعيفة؛ فإنه يعشش في قلبها.. فليقل: يا ربّ، إدفع كيد الشيطان عني، ولا تجعل للشيطان علينا سبيلاً.. وإذا كانت الزوجة هي القوية، الزوج في ليلة وضحاها يتغير، وتتغير مسيرته في الحياة: الذي كان قائماً في المسجد، يصبح مع شلة الفساد، ويذهب هنا وهناك!.. إنها الشياطين حريصة جداً على تغيير مسيرة العبد في هذه الحياة.
الكلمة:٦٣
إن الخلاف أيام الشباب يصير أقلّ في حالة المحبة والغرام، فالمزاج الشبابي مزاج قوي يتحمل.. بعض الخلافات مضحكة في سن متقدمة، رجل في سنّ السبعين والثمانين ويذهب للمحاكم ليطلّق زوجته في سنّ الستين، وهذا يفسر بأن الشيطان لا ييأس من الإنسان حتى في اللحظات الأخيرة.
الكلمة:٦٤
إن من أهم وظائف الشيطان في حياة الإنسان، أن يرسم للإنسان صوراً غير مطابقة للواقع {مِن شَرِّ الْوَسْوَاسِ الْخَنَّاسِ * الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ}.. ومن هنا هذا الوجود الذهني، إذا تحول إلى وجود مسه الشيطان ورسمه الشيطان، بدأت الخلافات الزوجية.. لذا، جاء الإسلام بقاعدة: الحمل على الأحسن.
الكلمة:٦٥
إن من مصاديق الخوف الذي لا مبرور له: الأوهام المتعلقة بالجن والمس، والأوهام المتعلقة بالمنامات، والأوهام التي يرسمها الشيطان بريشته الخبيرة، فأكبر الرسامين في العالم هو الشيطان، يرسم لك لوحة وما أقبحها من لوحة!.. ولهذا في الشريعة أنه إذا أحدنا أساء الظن بأحد، عليه أن يحمل عمله على الأحسن، وإن لم يجد له محملاً، وأراد أن يأخذ منه موقفاً.. فإن الإسلام يريد منه أن يكون في منتهى درجات الواقعية في التعامل مع الأمور.
الكلمة:٦٦
إن من طرق الشيطان لإبقاء الإنسان في أوحال المنكر، إلقاء حالة اليأس في نفس ذلك الإنسان.. فالشيطان يلقّن الإنسان: بأنك لا تستحق الرحمة الإلهية، فقد أمضيت عمراً في المعصية، فأكمل الطريق، ولا سبيل لك إلى العودة!.. إن هذا الكلام خلاف منطق الإسلام.. فهل هناك تاريخ أشد سواداً من الجاهلية؟!.. فقد كان الإنسان في الجاهلية مشركاً عابد وثنٍ، ويئد البنت، ويشرب الخمر، ويغير على قومه، ويزني… الخ.. ومن المعلوم أن الذين قاتلوا في بدر وأُحد وحنين، هم هؤلاء الذين عاشوا مآسي الجاهلية.
الكلمة:٦٧
عندما تنظر إلى إنسان غير معصوم، وغير عادل، وغير مراقب لنفسه، عليك أن تحتمل دائما أن شيطانا متلبثا خلفه.. إذ أن مساحة كبيرة من النشاط اليومي لبعض الناس هي من إلقاء الشيطان.. ومن المعروف بأن الشيطان يجري من ابن آدم -كما في الروايات- مجرى الدم في العروق، ولهذا على المؤمن ألا يكتفي بتحصين نفسه، وإنما عليه أن يجعل حواجز وقائية مع الغير.
الكلمة:٦٨
إنّ المنامات من منافذ الشيطان إلى قلب بني آدم، فالآية تقول: {إنّمَا النَجْوَى مِنَ الشَيّطان}.. وقد يكون المنام من مصاديق النجوى.. ولعل من أسباب نزول هذه الآية، أنّ الشيطان ينفُذ إلى قلب الإنسان وإلى تفكيره.. إذ أنه إذا لم يمكن أن يستولى عليه في حال اليقظة وفي حال الشعور، فله سبيل آخر وهو سبيل اللاشعور.
الكلمة:٦٩
إن الشيطان أخبر الخبراء في إغواء العباد، وهو العالم بنقاط ضعف كل عبد تفصيلاً، لأنه واكب حياة العبد من أولها إلى آخرها.. وعليه، فإنه ينبغي للعبد أن يكتشف نقاط ضعفه بنفسه، سواء في مجال الشهوة والغضب أو غيره، ليقطع الطريق على العدو، الذي أقسم بعزة الحق إلى إغواء الجميع إلا المخلَصين، وأين هم؟!..
الكلمة:٧٠
إن أسلوب الشيطان ضعيف في الغواية: فهو ينتهج طريق التزيين والتضليل، وإراءة الأمور بخلاف الواقع.. وهذا لا يعمل شيئاً مع إنسان على مستوى من النباهة، والبصيرة الإلهية في رؤية الأمور.. ولهذا نحن أمرنا أن ندعو بهذا الدعاء: (اللهم!.. أرنا الأشياء كما هي).
الكلمة:٧١
من المؤكد أن آدم (ع) كان يعرف على كل حال أن الشيطان وجود غير وجوده.. ولكنه لم يكتشف خبثه بعد، حيث كان على البراءة الفطرية، فلربما لم يرَ له معصية قبل ذلك وخاصة أنه أقسم، كما جاء في القرآن الكريم: {وَقَاسَمَهُمَا إِنِّي لَكُمَا لَمِنَ النَّاصِحِينَ}.. فلم يكن يخطر في بال آدم (ع) أن موجوداً يمكن أن يصل به الحد إلى الكذب في القسم.. ثم أنه معلوم أن آدم (ع) بعد أن التفت إلى خبث الشيطان، تاب إلى الله عز وجل، وأصبح من كبار البكّائين.