Search
Close this search box.
الكلمة:١
إن الدرس العملي من الاتجاه إلى القبلة: أن تكون لنا وجهة واحدة في الحياة، فعزمة من عزمات الملوك، ونعاهد ربنا بأن نقول: يا رب أمرك الأمر، ونهيك النهي.. فالذي يُبقي في حياته حراماً واحداً، فقد جعل لبيته بوابة، لا باب لها.. تدخل منها الشياطين في كل آن..
الكلمة:٢
إن من يخاف ضررا عليه بالمعوذتين صباحا ومساء، وبقصد الالتجاء؛ لا مجرد لقلقة لسان.. فهل يحق للشيطان أن يوسوس دائما، والله -عز وجل- ليس له الحق أن يبطل ما يوسوس به الشيطان، وهو أرأف بالناس؟!..
الكلمة:٣
إن هنالك بشارة لجميع المؤمنين، وهي أن الشياطين والأجنة، لا تصل إلى أعضاء بدن الإنسان.. فالشياطين والجن لو كان لهم سلطة على الأبدان، لذكر ذلك القرآن الكريم، فمن منا يدّعي أن الشيطان دفعه إلى المعصية دفعا؟!.. فإذن، إن الأمر سهل ما دامت القضية وسوسة، فالذي يلتفت إلى منافذ قلبه، ينجو من هذا الشر.
الكلمة:٤
هل نحن نعيش في حياتنا حالة الخوف من شيء؟.. أم أننا نائمون لا نكاد نجد عدواً في هذه الحياة؟.. أليس القرآن الكريم يأمرنا أن نتخذ من الشيطان عدواً: {إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا}؟.. هل عشنا حقيقة هذه العداوة؟.. هل عشنا حقيقة هذه المعركة غير المتناسبة؟..
الكلمة:٥
إن الذي يخاف من الجن، أو العين، أو السحر؛ فإن الشريعة جعلت معوذات في القرآن الكريم من أجل أن تقيه مما يخاف منه.. ولكن يجب أن يكون التعوذ بتوجه، كأن يقوم الإنسان في جوف الليل، ويغتسل ويصلي ركعتين لله عز وجل، ثم يستعذ بالله.. أما عندما يأخذ الإنسان السبحة، ويسبح ألف مرة من دون توجه، فإنه من الطبيعي أن لا يحصل على أثر؛ لأنه لم يذكر ولم يستعذ بالله..
الكلمة:٦
إن البحث عن الأعداء المتربصين بنا الدوائر، لمن الأبحاث الإستراتيجية التي تستحق الدراسة والالتفات!.. فإن طبيعة المعارك تستلزم معرفة مواقع العدو وطرق كيده، ونحن في صراعنا مع دواعي الشر، لابد وأن نلتفت إلى كيد أعدى الأعداء؛ ألا وهو الشيطان الذي يرانا ولا نراه، مع خبرته العريقة في إغواء بني آدم، بل محاولته الدائبة حتى مع الأنبياء والمرسلين (ع).
الكلمة:٧
استعيذوا من الشيطان دائماً، ولقنوا موتاكم الشهادتين.. فالشيطان يحوم حول ابن آدم ساعة موته، لينتزع منه ما يمكن انتزاعه.. واسألوا الله الثبات لكم، وللمؤمنين والمؤمنات.
الكلمة:٨
إن همَّ الشيطان الأول، هو أن يحرف المؤمن عمليا: في مقام العمل، يزين له الهوى.. في مناجاة الشاكين يقول الإمام (ع): (إلهي، أشكو إليك عدواً يضلني)!.. إن الشيطان هو الذي يحبب للإنسان الهوى، وهذه المقولة مخيفة!.. إن الشيطان ليس شغله أن يأخذ بيد الإنسان ويجره إلى الحرام، فلو كان كذلك لما صار هناك عقوبة، قال رسول الله صلى الله عليه وآله: (وضع عن أمتي ما أكرهوا عليه، وما لم يطيقوا، وما أخطئوا)، فالإكراه يرفع التكليف.. وبما أن القلب هو أمير مملكة الوجود، فإنه إذا صار عنده بناء معين، حبب إليه الحرام، والجسم تابع.. ولهذا فإن مشكلة أهل الهوى هي أنه يعشق الحرام، وعندما يعشق الحرام، فإن وجوده كله في طريق ذلك المنكر.
الكلمة:٩
إذا بلغ الإنسان مبلغاً من القرب إلى الله عز وجل، عليه أن يلتفت إلى شيء مهم، وهو أن الشياطين تحاول الانتقام منه.. فإذا كان على مستوى المواجهة في صد الشياطين، فإنها تحوم حول من يقربهم منه، مثل: الأولاد، أو الأصدقاء، أو الزوجة، أو الأرحام، وتحاول أن تثير الجو عليه.. فالإنسان لا يكتفي بالحماية الذاتية، وإنما عليه أن يفكر في أنه كيف يحتمي من أذى الغير.
الكلمة:١٠
إن الشيطان ضعيف قياساً إلى الجهة التي نركن إليها ونلتجئ بها، وهو رب العالمين الذي خلقه وخلقنا جميعاً.. إذ أنه من المعلوم إذا كان الإنسان في دار السلطان وبجواره، فهو يأمن من كيد الأعداء، فلا يعطيه بالاً، ويجده ضعيفاً، أمام قوة من اعتصم ولاذ به.
الكلمة:١١
إن الكشف عن الحيل الشيطانية من الأمور المهمة جداً.. أي أن يقشر الإنسان ظاهر القضية، ويصل إلى اللب الشيطاني.. إن من أخوف آيات القرآن هذه الآية: {قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالًا * الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا}.. إنسان يتعب ويكدح سنين طوال، ثم بعدها يتبين أنه في طريق أعوج فكرياً، أو سلوكياً، وأنه كان عقلاً للشيطان من دون أن يشعر!.. وعليه، فإنه يلزم أن يكون الإنسان فطناً لبقاً في ترتيب سلم الأولوية من حيث الأهم فالمهم، بألا ينشغل بالجانب العبادي على حساب الاهتمام بالواجبات الأخرى: سواء كان قضاء لحاجة مؤمن، أو تفريج لكربة مكروب، أو إغاثة لملهوف، أو القيام بالأمور العائلية.. وأيضاً الابتعاد عن كل ما يوجب له الوهن في طريقه إلى الله تعالى، من جميع المفاسد، والرذائل الأخلاقية المحبطة للعمل.