Search
Close this search box.
الكلمة:١
إن مشكلة البعض أن الشيطان يلقنه فكرة باطلة، وهي: أنه يعمل هذا العمل، لأجل أن يكتسب الثمار.. فإذا لم يكتسب الثمار، يترك العمل.. والحل: أنه من اليوم الأول نعرف أن الخطة تحتاج إلى أمد بعيد، وإلى مواصلة..
الكلمة:٢
إن الشيطان له تفاعل باطني لا يمكن إنكاره أبداً!..ً الشيطان ذلك الموجود الذي لا نراه على الأقل في هذه الحياة الدنيا، لأنه في عالم البرزخ والقيامة من الممكن أن نعطى عيوناً برزخيةً ونرى الشيطان..
الكلمة:٣
إن الإنسان لم يحسب حساب الشيطان، فالمشكلة في {إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لاَ تَرَوْنَهُمْ}، وهذه معركة غير متكافئة!.. أحدنا يدخل عملاً جديداً، ويبقى فيه لسنوات فيصبح خبيراً في عمله، فكيف بذلك الموجود الذي حاول أن يُغري بني آدم من زمانِ آدم إلى يومنا هذا؟.. تصوروا كم من الخبرة لدى هذا الموجود العنيد؟!.. فكيف إذا أُضيف إلى ذلك الانتقام الشخصي، حالة من العداء، {إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا}..
الكلمة:٤
إن الشيطان حقيقة راهنة، ولولا أن الله -عز وجل- ذكره في القرآن الكريم، لما صدقنا بوجوده.. مثله كتلك الموجودات اللامرئية، والتي نخافها ونتقيها لنأمن خطرها، مثل: الجراثيم، والإشعاعات النووية، والأشعة الكونية الضارة.
الكلمة:٥
إن الشيطان هو من ألد أعداء الإنسان، لأنه منذ خلق آدم بدأت شقاوته، ولحقته اللعنة الأبدية من الله -تعالى- والملائكة والأنبياء والمرسلين والناس أجمعين، بعد أن كان من أعبد العبَّاد!.. فهو في مقابل هذا الحرمان العظيم، توعد بالانتقام المروع من بني آدم؛ أضف إلى أن هنالك عدم تكافؤ في المواجهة.. وعليه، لا شك في كونه عدوا متميزا ومتمكنا.
الكلمة:٦
إن الحقيقة المرّة أن الشيطان أقسم بعزة الرحمن، حيث قال: {فَبِعِزَّتِكَ لَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ}.. ومن المعلوم أنه قد يكون غافلاً عن الإنسان، لكن بمجرد أن يميل لأي عمل صالح، تراه يقف في وجهه ليحول دون ذلك، بل قد يكتفي حتى بعدم تمام هذا العمل.. ومن الملفت أنه لو كان هذا القسم جزافياً، لوجدنا آية تنقض قوله في القرآن الكريم، أو ليس هذا القسم مخيفاً؟!..
الكلمة:٧
إن العداء الشيطاني لبني آدم عداء متأصل وقديم، فهو الخبير بكل منافذ النفس التي قد تخفى حتى على صاحبها.. ومن الواضح أن كيده خفي في كثير من الحالات.. أضف إلى أنه يتربص بنا في كل مواطن الضعف، إذ يرانا من حيث لا نراه.
الكلمة:٨
إن الشيطان يده مفتوحة في النفوس، ولهذا نقرأ في سورة الناس: {الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ}.. وكما أن الشيطان يوسوس، فإن رب العالمين أيضاً يلهم ويلقي في الروع: {إِنَّهُمْ فِتْيَةٌ آمَنُوا بِرَبِّهِمْ وَزِدْنَاهُمْ هُدًى * وَرَبَطْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ}.. فإذن، إن رب العالمين أيضاً يتدخل في القلب!..
الكلمة:٩
إن همَّ الشيطان وقدرته، هو أن يوسوس للإنسان؛ ولهذا فإن الناس في عرصات القيامة، يرفعون دعوى جماعية على الشيطان ويلقون اللوم عليه.. ولكن الشيطان أيضاً يوم القيامة يدافع عن نفسه بذكاء ولباقة {وَقَالَ الشَّيْطَانُ لَمَّا قُضِيَ الأَمْرُ إِنَّ اللَّهَ وَعَدَكُمْ وَعْدَ الْحَقِّ وَوَعَدتُّكُمْ فَأَخْلَفْتُكُمْ وَمَا كَانَ لِيَ عَلَيْكُم مِّن سُلْطَانٍ إِلاَّ أَن دَعَوْتُكُمْ فَاسْتَجَبْتُمْ لِي فَلاَ تَلُومُونِي وَلُومُواْ أَنفُسَكُم مَّا أَنَاْ بِمُصْرِخِكُمْ وَمَا أَنتُمْ بِمُصْرِخِيَّ إِنِّي كَفَرْتُ بِمَا أَشْرَكْتُمُونِ مِن قَبْلُ إِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ}؛ أي أنا لم أفعل شيئاً، أنا فقط وسوست في صدوركم، وأنتم أكملتم المشوار باختياركم، فليس هناك أي إجبار في البين.
الكلمة:١٠
لو أن الله -تعالى- خيّر الشيطان وقال له: أنت لك سبيل: إما على عقائد المؤمن، أو على أفعاله.. فلو دار الأمر بين الانحراف العقائدي، والانحراف في السلوك الجنسي وما شابه، فإن الشيطان يقدم الانحراف العقائدي.. إذ من الأفضل له أن يكون في حوزته إنسان منحرف عقائدياً، فإن هذا عنده أهم من الانحراف الجنسي وما شابه.. لأن هذا المنحرف عقائدياً سوف يرتكب ما يرتكب، نظراً لبذور الانحراف فيه، ولو أدى الأمر إلى إنكار المبدأ والمعاد.
الكلمة:١١
إن التفكير قسم منه سوداوي خيالي، والشيطان له صولات وجولات في نفس الإنسان.. فلو كان هناك محل تجاري فيه جواهر مثلاً، وليس لهذا المحل أبواب، عندئذ الكل يدخل إلى ذلك المحل؛ فهل يبقى شيء في ذلك المكان؟.. كذلك قلب الإنسان محل مفتوح، وفي داخل القلب جوهرة الإيمان، والاطمئنان، والرضا بقضاء الله وقدره.. ولكن الشيطان يده مفتوحة، فرب العالمين سمح لإبليس أن يعمل ما يشاء في عالم الوسوسة، لا في عالم الأبدان.. في عالم الخارج الشيطان ليس له الحق أن يدفع الإنسان بيده إلى محل القمار -مثلاً- ولكن يوسوس له.. لهذا في يوم القيامة يبرئ نفسه قائلاً: {…إِنَّ اللَّهَ وَعَدَكُمْ وَعْدَ الْحَقِّ وَوَعَدتُّكُمْ فَأَخْلَفْتُكُمْ وَمَا كَانَ لِيَ عَلَيْكُم مِّن سُلْطَانٍ إِلاَّ أَن دَعَوْتُكُمْ فَاسْتَجَبْتُمْ لِي فَلاَ تَلُومُونِي وَلُومُواْ أَنفُسَكُم..}.
الكلمة:١٢
إن الحوارية الموجودة في القرآن الكريم بين الشيطان وآدم، كاشفة على أنه كان في مطلع المواجهة.. ثم أن تشكل الشيطان أمر غير مستبعد، نحن نلاحظ في التأريخ كيف كان يتجسد للأنبياء، ومنهم نبينا الأكرم (ص)، حيث تجسد في دار الندوة تارة، وأخرى في معركة بدر.. أي أن للشيطان القدرة على أن يكيّف نفسه، ويظهر في مظاهر عديدة.