Search
Close this search box.
الكلمة:١
يقول تعالى في كتابه الكريم: {الم * ذَلِكَ الْكِتَابُ لاَ رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ} إلى آخر الآيات المباركة.. فالملاحظ هنا أن القرآن الكريم هداية، والهداية هي عملية ذهنية وإدراكية، بمعنى نقل الإنسان من المجهول إلى المعلوم.
الكلمة:٢
إن القرآن هداية شأنية، فمن شأن القرآن أن يهدي؛ ولكن هذه الهداية الشأنية لا تتحقق فعلاً وواقعاً، إلا للذين استعدوا لقبول هذه الهداية.. فالقرآن هدى، ولكن لمن يبحث عن الهدى: في الصحراء القاحلة، وفي جوف الليل.. هناك دليل يدّعي بأنه سوف يخرجك من الظلمات إلى النور، فالذي لا يعترف بهذا الدليل، أو يعترف بأنه دليل، ولكن لا يعطيه وزناً، ولا يعطيه أهمية، هل يخرجه من الظلمات إلى النور؟.. لا، لن يخرجه أبدا، ولا يُتوقع منه أن يأخذ بيد هذا الإنسان الذي لا يعترف بوجوده، أو يعترف بوجوده؛ ولكن ليس في مقام الأخذ بدلالته.
الكلمة:٣
إن القرآن الكريم هدى، لا بما هو معلومات مطوية بين الدفتين، ولا بما هو نظريات يعرفها المفسرون.. كم من الذين يتلون القرآن، والقرآن يلعنهم!.. وكم هم الذين يفسرون القرآن بما لا يخطر على الأفهام، وهم بعيدون كل البعد عن معاني القرآن الكريم!.. فإذن، إن القرآن الكريم يقول بأنني هدى، ودليل، ومنقذ، ومُخرج من الظلمات إلى النور؛ ولكن للمتقين!..
الكلمة:٤
إن الاستغلال التجاري للشفاء بالقرآن والتعويذات، عمل قد يسيء إلى القرآن، ويحوله من كتاب هداية، إلى كتاب يراد به صرف الناس عن وسائل التداوي المتعارفة، التي أمر الله تعالى بها، من جهة الأخذ بعالم الأسباب.. إلا أن ذلك ليس من باب العلة التامة، بل أنه من المقتضيات التي لابد وأن يقترن معها مقتضيات أخرى، بالإضافة إلى ارتفاع الموانع التي لا نحيط بها علما.. أضف إلى أن القطع بالتأثير، وفي أيام معينة، وبطريقة خاصة -من قبل المتاجرين بها- ليس من الأمور التي تستند إلى دليل، لا من كتاب ولا من سنة.
الكلمة:٥
إن القرآن الكريم هو ذلك الكتاب الإلهي، الذي يحمل أفضل صورة إلهية، يمكن أن يصور به كتاب من الكتب، {لا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَلا مِنْ خَلْفِهِ تَنزِيلٌ مِّنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ}.. ومن هنا يجب علينا جميعاً، أن نتعلم كيف ندخل لكنوز القرآن الكريم.