Search
Close this search box.
الكلمة:١
إن وصية علي (ع) بالقرآن الكريم، لم تنحصر بالتلاوة المجردة، ولا بالتبجح بالصوت الحسن، أو زخرفة المصاحف، وطباعتها ونشرها…؛ وإنما بالعمل بما جاء في كتاب الله عز وجل.
الكلمة:٢
إن مسألة البسملة، من الأمور التي هي من سمات الإنسان؛ المتعبد الموحد لله عز وجل.. وقد جاء في الحديث الشريف عن النبي (ص) أنه قال: (كل أمرٍ ذي بال، لم يُذكر بسم الله فيه.. فهو أبتر)؛ أي ناقص، لأن هذا العمل لا صلة له بالله عز وجل.. والإنسان المؤمن عندما يقوم بأي عمل من الأعمال، فإنه يقول: أبدأ هذا العمل ببسم الله.. فيربطه بالله ولو إدعاءً، ولو تقولاً.. والله -عز وجل- يرضى منه بذلك.
الكلمة:٣
لو نظرنا بنظرة متفحصة، نجد أن أهل البيت -وهم السلسلة التي أكد عليها النبي: الكتاب، والعترة- أكدوا على أن البسملة واجبة.. فما بال المسلمين يتركون أمرا، أمره دائر بين الجواز، والاستحباب، والوجوب؟.. إذ أن هناك من يقول: بأنه جائز.. وهناك من يقول: بأنه مستحب.. وهناك من يقول: بأنه واجب.. فلماذا هذا التعمد في ترك هذه الآية، التي عبر عنها الإمام الصادق، والإمام الباقر عليهم السلام، بأنها من أعظم آيات القرآن الكريم؟!..
الكلمة:٤
على الأقل نعامل السور معاملة الأمور ذي البال، فلا نبدأ السورة إلا ببسم الله.. ولهذا نلاحظ حتى في عرف المسلمين الأوائل، أن سورة البراءة تميزت بأنه لا بسملة فيها.. فمعنى ذلك أن في ارتكازهم كانت البسملة جزءاً من كل سورة، وعندما وصلوا إلى سورة براءة، قالوا: بأن هذه السورة لا تحتمل البسملة.. لماذا؟.. لأن هذه السورة مفتتحة بالبراءة، والبراءة لا تتناسب مع الرحمة الإلهية الخاصة، والعامة.. ولهذا فإن هذه السورة كانت الوحيدة في القرآن الكريم، مما حذفت منها البسملة.
الكلمة:٥
إن المؤمن لا ينفك في حياته من التزود الدائم من آيات القرآن الكريم، والذي لا صلة له بالقرآن، وسنة النبي وآله؛ هذا إنسان من الممكن أن يبتلى في الحياة بحالة من التخبط الفكري، والغموض في مجال فهم العقيدة.. والكثيرون طوال التاريخ انحرفوا عن الطريق لا تعمداً، وإنما لعدم فهمهم الطريق الصحيح للسير إلى الله تعالى.. وهذا الذي يفسر لنا وجود الطبقات والفئات المنحرفة الكثيرة في حياة الأمة الإسلامية، ممن خرجوا على إمام زمانهم، واتخذوا طرقاً للوصول إلى الله عز وجل، ولكنها طرق منحرفة: فيها رهبانية، وعزوف عن حركة الحياة، وإهمال للأمور الاجتماعية؛ كل ذلك من آثار عدم اتخاذ القرآن الكريم منهجاً في الحياة.
الكلمة:٦
لا بأس أن نجمع بين أدب الظاهر والباطن، بين أدب التلاوة وأدب التدبر.. شريعتنا هي شريعة الظاهر والباطن: في نفس الوقت الذي جعل القلب هو المقياس والمعيار {يَوْمَ لا يَنفَعُ مَالٌ وَلا بَنُونَ * إِلاَّ مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ}؛ فإن المسلم مأمور بالوضوء، وبالغسل، والتيمم؛ هذه الحركات الظاهرية لا بد منها!..
الكلمة:٧
إن المؤمن عندما يسمع ويقرأ آية من كتاب الله -عز وجل- يقول: أنا المعني هنا!.. ولهذا الأولياء والصالحون عندما يصلون إلى {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا}، يقولون: (لبيك اللهم لبيك)!.. أنت الآن تحدثني بهذا الخطاب، وكفى بهذا الخطاب تكريماً للعبد!..
الكلمة:٨
أليس من غرائب الأمور، ومما يثير العجب، أن الأمة في بلاد الغرب أو الشرق، تجتمع على قانون وضعي، كتبه مشرع في زاوية بيته في ليلة من الليالي؟!.. ذلك المشرع الغربي أو العلماني، كتب تشريعاً، ثم أُمضي من جهة القضاء في ذلك البلد؛ وإذا بهذا القانون يُحترم من قبل الجميع، وكأنه وحي منزل!.. ونحن -المسلمين- يأتينا الحكم الشرعي، وهو صريح في القرآن الكريم، ومع ذلك في مقام العمل لا نجد هذه الحالة من الانصياع والتعبد لما ذكره القرآن الكريم في هذا المجال!..