Search
Close this search box.
الكلمة:١
إن من اللازم للإنسان إذا أراد أن يستفيد من كلام الله عز وجل، مراجعة ما ورد عن أهل البيت (ع) في تفسير القرآن الكريم..
الكلمة:٢
إن هناك اختلافا في تفسير مقطعات السور، هذه الظاهرة القرآنية الفريدة والملفتة حقاًً!.. الأمر الأول الذي يُلفت النظر، هو كأن القرآن يريد أن يُخاطب جماعة معينة، فما عدا الحروف المقطعة، فإن الخطاب للجميع.. لكن القرآن يريد أن يتحدث مع صنف خاص، هم الذين عُبر عنهم في الرواية المعروفة: (إنما يعرف القرآن من خوطب به)، إذن هذه الأمور أسرارٌ متروكة لأهلها.. وكأن الله -عز وجل- أراد أن يُكرم جزءاً من خلقه؛ ألا وهم النبي والمعصومون من عترته (ع) بهذه الرموز القرآنية.
الكلمة:٣
إن القرآن يعرفه من خوطب به؛ أي الذين خصهم الله بلطفه وعنايته، وعلى رأسهم النبي صلوات الله عليه، ومن بعد ذلك أهل بيته (ع) الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا.. ولكن هذا لا ينافي أبدا أن نتأمل نحن أيضا في هذه المائدة الربانية.. فصلة الإنسان بالقرآن الكريم، صلة مستمرة إلى ساعة الموت.. من منا لا يحب أن يملأ وقت فراغه بالتدبر والتأمل في كتاب الله عز وجل؟.. فخير ما نتدبر به، هو القرآن الكريم!..
الكلمة:٤
إن التفسير عمل تخصصي، والمفسرون هم الذين لهم الحقّ في تفسير القرآن الكريم؛ إلا أنّ هذا لا ينافي أبداً أن يكون للمؤمن تأملّه الخاص في هذا المجال.. عند تلاوة القرآن الكريم ليحاولْ أن يستنبط ما يأتي في باله من المعاني، ثم يراجع التفسير.. ولا مانع أبدا من أن يلهم ربّ العالمين عبداً من عباده تفسير آية بما لم يخطر ببال مفسر.
الكلمة:٥
لا ينبغي على المنصف إغفال دور قادة أهل البيت (ع) في تفسير مفردات الشريعة، فإن أهل البيت أدرى بما في البيت!.. فلماذا يهمل تفسير الإمام الصادق (ع)؟.. والحال أنه صاحب مدرسة علمية عريقة عميقة، تخرج منها الآلاف، ومنهم أبو حنيفة الذي كان يقول: (لولا السنتان، لهلك النعمان).. أوَ لا يكفي في هذا المجال قول الصادق المصدق: (حديثي حديث أبي، وحديث أبي حديث جدي، وحديث جدي حديث الحسين، وحديث الحسين حديث الحسن، وحديث الحسن حديث أمير المؤمنين -عليه السلام-، وحديث أمير المؤمنين حديث رسول الله -صلى الله عليه وآله-، وحديث رسول الله قول الله عز وجل).. أوَ هل توجد سلسلة -لضمان الاستناد إلى الشريعة- أقوى من هذه السلسلة؟!..
الكلمة:٦
إن على الإنسان أن لا ييأس من روح الله -عزّ وجلّ- وليحاولْ أن يتلّمس بنفسه.. وهنا لابد أن نقرر حقيقة، وهو أنه علينا أن نجتنب تفسير القرآن الكريم بالرأي، هذه نقطة خطيرة أن يقول إنسان: أنّ ربّ العالمين يريد من الآية كذا وكذا بنحو القطع.. دائماً في تفسير القرآن الكريم، نحاول أن نجعل الكلام هكذا: “ومن الممكن أن يستفاد من هذه الآية”.. أما أن نجزم بالتفسير، فهذه نقطة ينبغي التوقف عندها.