Search
Close this search box.
الكلمة:١
إن على الإنسان أن يعوّد نفسه على المناجاة القلبية؛ بأن يذكر الله في نفسه أينما كان، وفي أي حال؛ محققاً مضمون هذه الآية الكريمة: {الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَىَ جُنُوبِهِمْ}..
الكلمة:٢
إن من المحطات التي يحتاج فيها المؤمن إلى مراقبة مضاعفة، وإلى تأمل شديد: لحظات ومجالس الغفلة عن ذكر الله عز وجل.. فالإنسان أحيانا يمكنه أن يجنب نفسه هذه المجالس، فإذا رأى الجو لاهيا ساهيا؛ يخرج باختياره.. ولكن -بعض الأوقات- يبتلى الإنسان بحرج اجتماعي، فلا يمكنه الخروج بسهولة.. عندئذ المؤمن المراقب يحتاج إلى جو مضاعف من الذكر والالتفات القلبي.
الكلمة:٣
طوبى لمن كان في عملهِ، فتذكر عظمة الله -عزَ وجل- فجرت دموعه خشيةً منه!.. هذه الدموع لها هيبة الأنبياء وغيرهم، (ذكر الله خاليا، ففاضت عينا).
الكلمة:٤
لماذا لا نختم عملنا اليومي بذكر الله عز وجل؟.. ذلك الذكر الذي وصل إلينا من خلال مولاتنا فاطمة الزهراء (ع)، عند الصلاة وقبل النوم، لماذا لا نحول ثلث العمر إلى بركة؟..
الكلمة:٥
إن الليل فرصة جيدة للعمل.. البعض -مع الأسف- يتخذ جوف الليل محطة بلون واحد، بينما الليل هو عبارة عن مائدة إلهية متنوعة، يأخذ منها الإنسان ما يشاء على مزاجه، لا يجبر نفسه على شيء معين.. فبضاعة رب العالمين ثمينة.
الكلمة:٦
كم من الخسارة حقا أن يكون الإنسان فارغا معافى، ولا يكلف نفسه ذكر مولاه، وهو الذي سيذكره في ملأ خير من ملأه!.. وكم هي الساعات الضائعة في حياتنا انتظارا لأمر، أو سياقة لدابة، أو تقلبا على فراش!.. أوَ لا يشملنا قوله (ص): (أكسل الناس: عبد صحيح فارغ، لا يذكر الله بشفة ولا لسان).
الكلمة:٧
نحن مشكلتنا هذه الحالة الزئبقية في التعامل والسلوك: الإقبال وإلادبار، ومع الأسف فإن الإدبار هو سيد الموقف، والسمة الغالبة.. بينما علي (ع) -في دعاء كميل- يدعونا أن نطلب من الله عز وجل، أن يمنّ علينا الدوام في طاعته وذكره، حيث يقول: (أَنْ تَجْعَلَ أَوْقاتِي مِنَ اللّيْلِ وَالنَّهارِ بَذِكْرِكَ مَعْمُورَةً، وَبِخِدْمَتِكَ مَوْصُولَةً ..).. فلماذا لا نحاول ملء أوقات الفراغ بالذكر الإلهي والتوجه القلبي، حتى تصبح الحياة واحة من واحات متصلة؟!.. نحن نلاحظ أن البعض يعيش صحراء قاحلة، والبعض يمتلك واحات متوسطة متباعدة.. ولكن الأفضل من هذا وذاك، هو أن يعيش الإنسان -حالة الذكر الدائم- في بساتين متصلة.. ومن هنا، فإن رب العالمين وزع الفريضة في أوقاتها المتنوعة الخمسة، من أجل أن نملأ الوقت بين كل فريضة وفريضة، بما يناسبه من الذكر في أزمنة الفترات والغفلات.
الكلمة:٨
إن من موجبات سلب الالتذاذ المعنوي؛ التوغل في الالتذاذ المادي، والمبالغة فيه.. لذا عند ممارسة الالتذاذ المادي في أي مجال كان، المؤمن يحاول أن يمزجها بذكر الله عز وجل: بالتسمية، والتحميد، والاستغفار بعدها؛ لأنه انقطاع عن الله عز وجل.. ولا بأس أن يعود الإنسان مرة أخرى، من خلال التدبر والتأمل، والاستغفار بقيام الليل، أن يعوض ذلك.