Search
Close this search box.
الكلمة:١
لماذا لا نفكر أن نعمم ضيافة شهر رمضان طوال العام؟.. فنقول: (يا رب، أضفتني في هذا الشهر المبارك: وجعلت نفسي تسبيحاً، ونومي عبادةً، ودعائي مستجاباً.. أنا بعد شهر رمضان، إلى أين أذهب؟!.. لماذا لا تبقي لي هذه الضيافة من شعبان ِ إلى شهرِ شوال؟!.. أبقني في ضيافتك)!..
الكلمة:٢
إن من المهم جدا أن نعيد تقييم أنفسنا من جديد، عندما يمر علينا موسم عبادي: كشهر رمضان ومحرم، لنرى ما هي العطاءات التي خرجنا منها؟.. وهل أنها كانت متناسبة مع قوة عطاء الموسم؟.. وهل أننا حافظنا على تلك العطاءات؟.. وما هو الاستثمار الأفضل لها بعد انتهاء الموسم؟.. فإن الكثير يعيش حالة الارتياح لما كان فيه، دون أن يكون قلقا لما سيكون عليه!.. والشيطان -كما اعتدنا عليه- حريص على مصادرة مكتسبات المؤمن في أول منعطف في حياته.. فهل نحن حذرون من ذلك؟..
الكلمة:٣
إن الاعتماد على الأجواء المهيئة: الأجواء الدينية، والأسر المحافظة؛ هذا لا يغني، إذا لم يكن هناك سعي حثيث من العبد نفسه، في استغلال هذه الأجواء.
الكلمة:٤
إن الإنسان في بعض الأوقات، يرى لنفسه رصيداً كبيراً، بمثابة التاجر الذي ينظر إلي حساباته المصرفية، فيرى رصيداً هائلاً، فيتقاعس عن العمل.. وهو لا يعلم أن هذا الرصيد سيصادر إن لم يستمر في سعيه.. وهذا هو الشيطان في المرصاد، لمصادرة الجهود الماضية، والتقدم العلمي والعملي، فيما مضى من أيام حياتنا.
الكلمة:٥
علينا أن نضاعف الهمة، ونضاعف الجهد؛ كي نقترب من الدرجة التي من الممكن أن نصلَ إليها.. فالإنسان من الممكن لو راقب نفسه، وبذل جهداً مضاعفاً، أن يصل إلى مرتبة أفضل مما هو فيها الآن.. فالعبد يوم القيامة ينظر إلى المراتب العالية، التي كانَ بالإمكان أن يصل إليها ولم يصل!.. عندئذ كم ستكون الحسرة في قلبه!..
الكلمة:٦
بالنسبة إلى ذكر الله -عز وجل- فإن القلب والفكر في عالم الرؤى، يعتقد بوجود صورة جميلة في هذا الوجود.. هذه الصورة الجميلة، هي مبدأ كل جمال في عالم الطبيعة والأنفس، فهذه اليد التي نقشت هذه الصور الجميلة، هو نفسه الذي نقف بين يديه في الصلاة ونناجيه.
الكلمة:٧
إنه من الملاحظ من خلال النظر في مجمل الشريعة، أن الله -عز وجل- يريد للمؤمن أن يكون ذاكراً له في كل حركة وفي كل سكنة.. إذ لا تخلو حركة من حركات الحياة: من قص الظفر، إلى حلق الشعر، إلى دخول الحمام، إلى الخروج من الحمام، إلى دخول المساجد وغير ذلك؛ إلا وهنالك ذكر مأثور في هذه الحالة، وكأن الله -عز وجل- يريد أن يقول: لا تنس ذكري في كل حال!..
الكلمة:٨
إن الليل النموذجي، هو ذلك الليل الذي لا ينقطع فيه المؤمن عن ذكر الله..
الكلمة:٩
إن المصالحات الموسمية: في موسم الحج نصالح رب العالمين، ثم نعود إلى واقعنا، وفي ليالي القدر، وفي شهري محرم وصفر؛ هذه المصالحات لا تغني شيئاً.. فالإنسان الذي يصالح ربه، ثم يقوم بخلاف المصالحة، هذا في معرض الختم على القلب لا قدر الله.. لذا على الذين يصممون في هذه الليالي على تغيير مجرى حياتهم، أن يثبتوا على ذلك..
الكلمة:١٠
رحم الله العلامة صاحب تفسير الميزان، يقول: الحالات الروحية الجيدة بمثابة الضيف، إن أكرمته بقي، وإلا ارتحل.. هذه الحالة الروحية الإيجابية، حاول أن تكرمها بأن تبقى معها إلى أن تذهب هي، إذا هي ذهبت أنت لست مؤاخذا..
الكلمة:١١
إن القلب إذا انقطع، على الإنسان أن يصله بالله -عز وجل- من خلال التضرع والمناجاة.. حتى لا يصاب هذا القلب بالضمور ثم الشلل، وبعد الشلل هنالك الموت، وبعده يختم على القلب وتغلق منافذه!..
الكلمة:١٢
الإنسان الذي ينظر إلى قلبهِ فلا يرى فيهِ شيئاً إلا الله، هنيئاً له!.. إن الله -تعالى- يقول: (أيّما عبد اطلعت على قلبه، فرأيت الغالب عليه التمسك بذكري؛ توليت سياسته، وكنت جليسه ومحادثه وأنيسه)؛ أي جزاء الذي يفرغ قلبه من كُل شاغل سواه، ربُ العالمين يُصبح مربياً له.. نحنُ أهملنا هذهِ المراتب، وحرمنا هذهِ المراتب لسوءِ اختيارنا.
الكلمة:١٣
إنه لمن المناسب أن يحاول الإنسان قدر الإمكان أن يكون على طهور؛ لأن الحدث الذي يصيب الإنسان -بنوعيه الأصغر والأكبر- يوجب ظلمة باطنية، أضف إلى أن المحدث ممنوع من بعض الأمور التعبدية.. ومن المعلوم أن هذه الظلمة، ترتفع بالوضوء والغسل.. ومن هنا، فإن أولياء الله والعباد الصالحين، عندما يحدثون فإنهم يبادرون إلى الوضوء وإلى الغسل..
الكلمة:١٤
إن المصلي بمجرد أن يكبر ويدخل في الصلاة، فإن الله -تعالى- يعطيه نفحة إقبال.. ولكنه بانشغاله في أمور الدنيا يسقط في الدنيا، فيصرف الله -تعالى- وجهه عنه، ولو عند تكرر الإعراض.. والذي يتعود الصلاة الخاشعة، فإن عدم إلتفاتته إلى الدنيا، ليس قربة إلى الله -عز وجل- فحسب!.. بل أنه يخاف السقوط من عين الله تعالى، ولهذا فهو من المستحيل أن يلتفت إلى غير الله تعالى..
الكلمة:١٥
لو أتقن الإنسان الإتيان بالمحطات العبادية الخمسة: من الوقوف بين يدي الله -تعالى- بظاهرها وباطنها؛ فإنه يسهل عليه ملء الفراغات المتخللة بينها.. وبعبارة أخرى: يحاول من غشيه شيء من جلال الله تعالى، أن يعمل في سريان ذلك النور المكتسب، إلى الساعات المتخللة بين تلك المحطات.. وإذا بعد فترة من الزمان، تتحول حالة التذكر المتقطع إلى رتبة الملكة الثابتة، بحيث يكون الالتفات إلى غير مصدر النور، من موجبات الوحشة والكآبة.
الكلمة:١٦
إن الكثيرين يشتكون -وخاصة في غير الأشهر المباركة- من الجفاف الروحي الشديد، وانعدام فرص التوفيق، بحيث يمقت الإنسان نفسه في حالات كثيرة.. ولو رأى نفسه متمثلا في شخص آخر، لما تحمل مصاحبته، وذلك لما فيه من الصفات المنفرة.. أوَ ليس من العجب أن يصاحب الإنسان نفسا بين جنبيه، لا تحمل إلا القليل من المعاني الجميلة؟!.. إن تصور العيش مع هذه النفس بملكاتها الفاسدة -وذلك على مستوى أبد الآبدين- مما يثير في النفس مشاعر الرعب والكراهية!..
الكلمة:١٧
إذا لم يكن هناك رصيد باطني، فإن الحركة اللسانية لا قيمة لها، وهذا ما قيل أن لا أجر فيه.. ولكن الإنصاف أن نقول: أن الله -عز وجل- بلطفه وبرحمته، سوف يؤجر هذا الإنسان، مثلاً: إنسان يلهج بذكر الله ولو لساناً، يبدو أنه أقرب إلى الرحمة الإلهية من إنسان لا ينطق بشيء.. أضف إلى أنه بمجرد أن تلهج هذه الليلة بـ(لا إله إلا الله) أو الصلاة على النبي، من الممكن أن تقولها تسع وتسعين مرة وأنت لا تعني شيئاً، ولكنه لا يعقل في المائة والمائتين والألف مرة، أن لا تستحضر المعنى ولو لمرة واحدة.. فهذه المرة كافية بأن تجعلك في زمرة الحائزين -إن شاء الله تعالى- على ثواب هذا الذكر.
الكلمة:١٨
إن سياسة الشريعة، ألا تعمل عملاً يوجب الوهن في الدين.. ولهذا كل علماء الشريعة، يذكرون في صفات إمام الجماعة: العدالة، والتقوى، والبعض يقول: ومنها المروءة.. والمروءة هي ألا يعمل أعمالاً توجب له الوهن.. وهذه القاعدة مضطردة في هذا الأمر، إلا أن يقال: أن هناك عنواناً ثانوياً، علينا أن نعمل به بلغ ما بلغ؛ ولكن من الذي يقول: أن هذه مستثناة من القاعدة العامة، فهذه من ضمن الأمور الأخرى.. كل أمر إذا صار فيه سلبية معينة، هذه السلبية توجب انتفاء الأمر، وهذه من تلك.
الكلمة:١٩
يجب عدم الانشغال التام بالأمور الدنيوية، بل ينبغي القيام بها دون إفراط أو تفريط.. وكذلك تعويد النفس على الصبر على الملاذ.. قال الإمام الصادق (ع): (طلبت رقة القلب فوجدتها في الجوع والعطش).