Search
Close this search box.
الكلمة:١
إن نسيان الله عزّ وجلّ، سوف يدعو الإنسان إلى نسيان نفسه بترك المراقبة.. الإنسان الذي لا يراقب نفسه، قد نسي نفسه.. ولهذا، فإن الإنسان المصلي الذي يصلي بقلب غافل، هو إنسان نسي نفسه..
الكلمة:٢
إن نسيان الله عز وجل: إما هو فسقٌ خفي، أو مقدمة لفسق جليّ..
الكلمة:٣
إن الغفلة عن الله -عز وجل- هي من أكثر الأمور حرقة لباطن الإنسان..
الكلمة:٤
إن البعض تعتريه حالة من التثاقل في الذكر، لدرجة أن البعض قد يقطع خيط السبحة.. بينما البعض الآخر من أولياء الله الصالحين، فإن الذكر له كالهواء، فهو يتنفس من خلاله..
الكلمة:٥
إن من الأمراض الشائعة والتي من الممكن القول بأنه لا يخلو منها فرد، ألا وهي حالة التبرم والضيق، وعدم الإحساس بالانبساط النفسي، ومن الطبيعي أن تنعكس هذه الحالة حتى على البدن.. ومن هنا يشير القرآن إلى هذه الحقيقة من خلال التعبير بـ{يَصَّعَّدُ فِي السَّمَاء}؛ أي أنه كلما ارتفعنا في طبقات الجو العليا؛ كلما صعبت علينا عملية التنفس.. وعليه، فإن الأزمة لا تكون سببا لفوات المنافع الأخروية فحسب!.. بل سببا لمعيشة الضنك التي تنتظر المعرضين عن ذكر الله تعالى..
الكلمة:٦
إن الذي يعرض عن ربه، لا يجد وليا ولا نصيرا، لقوله تعالى: {ثُمَّ لا يَجِدُونَ وَلِيًّا وَلا نَصِيرًا * سُنَّةَ اللَّهِ الَّتِي قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلُ وَلَن تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلا}.. فيعيش عالم الوحدة والعزلة القاتلة.. فالله -تعالى- هو خير ذاكر وجليس، وماذا وجد من فقده، وماذا فقد من وجده؟..
الكلمة:٧
إن من السنن الإلهية في عالم الأرواح: أن الذي يعرض عن ذكر الله تعالى، فإنه سيبتلى بمعيشة الضنك والضيق، لقوله تعالى: {وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى}، فتراه: متبرما كئيبا، لا يرى أملا مشرقا في الحياة.. ومن المعلوم أن لذائذ الحياة بالنسبة إليه، أشبه بمخدر ينسيه ما هو فيه من الانقطاع عن مصدر السعادة في الحياة.. وتشتد المصيبة عنده، عندما يتقدم في العمر، إذ لا تشغله لذائذ الدنيا، ولم يتعرف على لذة الآخرة.
الكلمة:٨
إن الإعراض عن الذكر كما يتحقق بالعناد والعصيان، وتحدي رب العالمين؛ فإنه يتحقق أيضا بالإدبار الاختياري بعد الإقبال.. وهذه قاعدة معروفة في طريق السالكين إلى الله تعالى: وهي أن من لا يعرف قدر الإقبال الممنوح له -سواء بمجاهدة، أو بلا مجاهدة- فإنه سيحرم ذلك فترة من الزمن؛ عقوبة له.
الكلمة:٩
إن الإنسان الذي يعرض عن الله -عز وجل- القانون هو هذا {وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى}، الذي يعرض عن ذكر الله -عز وجل- يصبح من مصاديق أصحاب المعيشة الضنك.. ومعيشة الضنك أن الإنسان لا يأنس بشيء، ويتململ من كل شيء.
الكلمة:١٠
الذين هم بعيدون عن مواطن الذكر والطاعة، هؤلاء مشكلاتهم كثيرة؛ لأنهم أعرضوا عن الذكر.. والارتياح من صفات القلب..
الكلمة:١١
إن بعض الغافلين عن ذكر الله، والمبعدين عن ساحة رضاه عز وجل، يرون في قلة الكلام نوعاً من التبرم الباطني والتقوقع الروحي.. لذا فإنهم يرون في كثرة الكلام لذة ومتعة، غافلين عن بعض الأضرار الناجمة من كثرة الكلام، والتي أشارت إلى هذه الحقيقة بعض الأحاديث الواردة عن أهل البيت (عليهم السلام)، والتي مضمونها: (إذا وجدت قساوة في قلبك، وحريمة في رزقك، وسقماً في بدنك.. فانظر لعلك تكلمت فيما لا يعنيك).. لذا فمن المستحسن، ومن باب أولى بالمؤمن أن يترك كثرة الكلام، وأن يترك الخوض في بعض الأمور التي لا تعنيه؛ ليحفظ لسانه من أذى نفسه، وأذى الناس من حوله.. وليكون هادفاً في كلامه، وفي تصرفاته، وأفعاله.
الكلمة:١٢
إن الإنسان السالك من الطبيعي أن تعتريه حالات التذبذب بين القبض والبسط؛ وفقاً لعوامل معينة: كالزمانية والمكانية، أو الصحية والنفسية، وغيره.. خلافاً للإنسان الملازم للسكون، الذي يعيش حالة من القبض المتصل، فيكون في نفور تام من التوجه العبادي.. ويقال: بأن الذي تعتريه حالة القبض بعد البسط، يعيش حالة الاختناق الشديد، كما يقول القرآن الكريم بالنسبة للمشركين: {كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي السَّمَاء}؛ لأنه افتقد حالة الأنس والاطمئنان بذكر الله تعالى، وبالتالي، فهو يعيش حالة من الاضطراب والضيق.
الكلمة:١٣
إن في عالم الطب هناك عمليات جراحية، تسمى بجراحة القلب المفتوح.. وفي عالم القلب الباطني لله أيضاً عمليات جراحة: المفتوحة تارة، والعملية غير المفتوحة تارة أخرى.. أي أن لله -عز وجل- أيضاً عمليات في القلب الباطن: هنالك قلوب رب العالمين يتدخل في تغيير صماماتها، وفي علاجها علاجا جذريا.. هذه الأيام يعالج الأطباء القلب الميت بالصدمات الكهربائية، حتى يعود إلى نبضه السابق.. وقلب المؤمن في بعض الحالات، قد يبتلى بهذه الحالة من الموت.. وعلامة موت القلب، أنه لا يتفاعل مع عالم الغيب.. يصل العبد بعد مرحلة من مراحل الإدبار، أن هذا القلب يموت فلا يلتذ بذكر الله عز وجل.. هذا القلب قلب ميت، والقلب الميت تارة يستغفر، فيربح جائزة.. وهناك قلوب ختم الله عليها {لَهُمْ قُلُوبٌ لاَّ يَفْقَهُونَ بِهَا}، هذا الوجود لا قلب فيه.. لو اجتمع أنبياء الله على أن يحيوا هذا الإنسان، لا تنفع شفاعتهم {وَسَوَاء عَلَيْهِمْ أَأَنذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنذِرْهُمْ لاَ يُؤْمِنُونَ}؛ حتى كلام النبي (ص) لا يؤثر في وجودهم {سَوَاء عَلَيْهِمْ أَسْتَغْفَرْتَ لَهُمْ أَمْ لَمْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ لَن يَغْفِرَ اللَّهُ لَهُمْ}.
الكلمة:١٤
إنّ حالات التذبذب في الإقبال على الحق المتعال، بحسب الزمان والمكان والبيئة، أمرٌ معهودٌ ومتعارفٌ في حياة العباد.. والمهم في الأمر أن لا يتنـزل العبد إلى ما دون المستوى المتعارف، حيث حالة الإعراض عن الذكر بل النفور منه.