Search
Close this search box.
الكلمة:١
إن من مصائب التعامل مع شبكة الإنترنت، هو الانجرار للمواقع التي تلهب نار الفتنة في النفوس، من دون وجود ما يخمد تلك النار.. فالإثارة متحققة في أوجها، بينما الإشباع الحلال يكاد يكون معدوماً.. فما هي النتيجة غير الكبت، والاندفاع نحو الحرام بكل صوره؟.. وفي السياق نفسه نتساءل: ما الداعي لتضييع لحظات العمر في المحادثة، التي لا تخلو في حالات كثيرة إما من: اللغو، أو مقدمات الانجرار إلى الحديث الشهوي المحرم؟..
الكلمة:٢
يبدو كلما تتقدم الأيام، تزداد خدمة الإنترنت.. ولعل ضعف شبكة الإنترنت؛ رحمة للبعض، حتى لا يتشاغل كثيراً.. ولكن هذا الغزو الثقافي وصلنا، ويوم عن يوم تزداد شبكات الإنترنت سرعة ودقة وإغراءً.. فليس الحل هو بالمقاطعة، وإنما الحل هو بضبط هذه الأمور، وبمراقبة الأجهزة، ووضعها في مكان عام؛ وتوجيه الأحداث: بتجنب مشاهدة، أو تصفح البرامج والصور المخلة بالآداب.
الكلمة:٣
لقد جعل التقدم التكنولوجي هذا العصر -في مجال الإعلام، وتطور وسائل الاتصال، من الإنترنت، والقنوات الفضائية، وغيرها- عصر حوار الحضارات، بل صراع الحضارات!.. حيث نرى أن خصوصيات وأسرار المدارس الفكرية والدينية المختلفة، قد طرحت على بساط البحث والنقاش للجميع، ولم يعد يخفى منها شيء على الباحثين.. وفي خضم هذه المناظرات الثقافية، نرى من الضروري جدا وضع قواعد علمية وعملية، ليكون أي حوار ثقافي حوارا ً بناء: له أهدافه، وآدابه.. وليس جدالا ً فارغاً، مضيعا للوقت والجهد.
الكلمة:٤
إن البعض يعيش حالة من السذاجة والبساطة في التفكير، فيفتح عقله لكل ما يبث في وسائل الإعلام هذه الأيام.. والحال أن الكثيرين ممن يتصدون لمثل هذا الأمر، ينطلقون من منطلق تجاري بحت، فلا يهمهم تزوير التاريخ، ما دام يدر عليهم دريهمات فانية.. والقرآن الكريم أراد بهذه الآية تحذيرنا اليوم من الأبواق المنطلقة من صدور الفاسقين حيث قال: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَن تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ}.. أو ليس المؤمن كيساً فطناً، عالما بزمانه، لا تهجم عليه اللوابس؟!..
الكلمة:٥
إن الفتاة سابقاً إذا أرادت أن تتعرف على شابٍ، فإن الأمر كان شبه مستحيل، إذ أن القضية تحتاج إلى مقدمات طويلة، وإلى بيئة معينة لا توجد في بيئة المسلمين، وفي البيئة الشرقية.. ولكن هذه الأيام، ومع وجود أدوات الاتصال الحديثة، صار بإمكان البنت أن تتصل بمن تريد، وبما تريد، وكيفما تريد.. ومن هنا نعرف المشاكل المترتبة المعروفة هذه الأيام على المحادثات والمصادقات.. ومع الأسف طبيعة الفتاة أنها طبيعة ميالة إلى الحديث العاطفي، وبعض الشباب هذه الأيام، من واقع الخبرة والمهارة، يتفنن في اصطياد الفرائس بكلمة واحدة.. ومن هنا نلاحظ بأن هذه المشكلة هذه الأيام، من المشاكل التي أوقعت الكثيرات في أزمة خانقة، ولطالما دمرت البيوت من هذه الزاوية الحرجة.