Search
Close this search box.
الكلمة:١
إن قضية الإنفاق مرتبطة بسلوكنا في الدنيا، فكلما ازداد الإنسان ذكراً للموت والآخرة، كلما زاد إنفاقاً.. فمن بركات ذكر الآخرة: السعي لزراعة الآخرة، لأن الدنيا مزرعة الآخرة.. فمن موجبات الحسرة القاتلة، أن لا يجعل الإنسان شيئاً من أمواله بعد موته لله تعالى..
الكلمة:٢
إن من صفات الله عز وجل، أنه هو المعطي.. فالله -سبحانه وتعالى- هو أوسع المعطين، يعطي من سأله، ويعطي من لم يسأله.. ولهذا فإن الإنسان الذي له خاصية العطاء والصدقات والإنفاق، فهو متشبه بأخلاق الله عز وجل، وأكثر الناس إنفاقاً أقربهم إلى هذه الصفة الإلهية.. فالبعض يقول: إن الإنفاق الواجب فيه أجر، ولكن الإنفاق المستحب بالإضافة إلى الأجر، فإن فيه بعض الدرجات الكمالية، التي لا تعطى إلا بالصدقة المستحبة.. ولكن لماذا؟.. الجواب: لأن الإنسان غير ملزم بدفع الصدقة، ولكنه مع ذلك يقتطع من كدّ يمينه ومن قوت عياله، لينفق ذلك في سبيل الله عز وجل.
الكلمة:٣
إن سد النواقص الاجتماعية، ليس محصوراً دائماً في بذل المال.. أو تعلم أن من أفضل صور الإنفاق المجاني؛ جبر الأنفس المنكسرة؟!..
الكلمة:٤
إن من الملفت حقا: أن يستنكف الإنسان من استثمار ثلث أمواله لما بعد الحياة الدنيا، فإن من صور منن الله على عباده، أن أذن لهم باصطحاب ثلث أموالهم -بالوصية- إلى عالم البرزخ والقيامة، وذلك بجرة قلم تسمى: (الوصية بالثلث).. ومن المعلوم أن عمل ابن آدم منقطع بموته إلا: بصدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له.
الكلمة:٥
إن من كواشف الإيمان المتأصل في سلوك الفرد: سهولة الإنفاق لديه من دون مجاهدة كبيرة، وذلك لما يراه من أنه مستخلف على المال، الذي جعله الله -تعالى- وديعة لديه إلى حين!.. فهل يا ترى يمن الإنسان على صاحب الأمانة حينما يردها إليه، وخاصة إذا كان صاحب الأمانة هو صاحب الفضل على من أودع تلك الأمانة عنده؟.. فالله -تعالى- مالك للعبد، وما يملكه العبد.. وعليه، فلا ينبغي أن يعيش العبد، أي شعور بالمنة على ربه، حينما يأمره بإنفاق جزء يسير من ماله؛ ليعود بالنفع إليه وإلى مجتمعه.
الكلمة:٦
نقترح على كل من يريد سهولة المساءلة يوم الحساب: أن لا يدع الحسابات المالية تتراكم عليه، ليحل عليه أكثر من حول من دون إخراج الحق الإلهي منه.. فإن الشيطان قد يحول بينه وبين ذلك، إذا كان المجموع المتراكم كثيرا يصعب على نفسه إخراجه.. ومن ناحية أخرى، فإننا نلفت النظر إلى أن المهم هو: احتساب ما هو المستحق وتحديده أولا، ولا يهم بعد ذلك عدم الإخراج إذا لم يكن مستطيعا.. فإن الشريعة سمحة سهلة، فيمكنه التقسيط في ذلك ليجمع بين خير الدنيا وخير الآخرة.. ولك أن تتصور جزاء من أقرض الله -تعالى- قرضا حسنا، ليكون ذلك غاية التلطف في دعوة العباد إليه، أومن الإنصاف مخالفة هذا الرب الودود؟..
الكلمة:٧
كم تنتاب الإنسان حالة الأسف، عندما يرى أنه يفوّت على نفسه مزية الوصية بالثلث، وهو ذلك الحق الذي جعله الله -تعالى- له، ليكون زادا له في عالم الانقطاع عن كل عمل!.. وعليه، فإن المؤمن الكيس الفطن لا يخرج من هذه الدنيا، إلا مساهما في بناء بيت من بيوت الرحمن: سواء في كله أو بعضه، ولو بمقدار لبنة واحدة.. فإن الله -عز وجل- شكور يشكر على القليل، ويجازي بالجليل، وقد ورد عن النبي (ص): (من بنى لله مسجدا، ولو كمفحص قطاة؛ بنى الله له بيتا في الجنة).. فهل نحن فاعلون؟..
الكلمة:٨
إن من صفات الله عز وجل، أنه هو المعطي.. فالله -سبحانه وتعالى- هو أوسع المعطين، يعطي من سأله، ويعطي من لم يسأله.. ولهذا فإن الإنسان الذي له خاصية العطاء والصدقات والإنفاق، فهو متشبه بأخلاق الله عز وجل، وأكثر الناس إنفاقاً أقربهم إلى هذه الصفة الإلهية.. فالبعض يقول: إن الإنفاق الواجب فيه أجر، ولكن الإنفاق المستحب بالإضافة إلى الأجر، فإن فيه بعض الدرجات الكمالية، التي لا تعطى إلا بالصدقة المستحبة.. ولكن لماذا؟.. الجواب: لأن الإنسان غير ملزم بدفع الصدقة، ولكنه مع ذلك يقتطع من كدّ يمينه ومن قوت عياله، لينفق ذلك في سبيل الله عز وجل.