Search
Close this search box.
جابر الاشتر
/
تفريج الكرب
كل ليلة نخرج صدقة بنية الصدقة عن كل متوفى
في ذلك اليوم وتلك الليلة من أموات المسلمين
ولو مية فلس ولو ريال
ومن فرج عن مؤمن كربة فرج الله عنه.....
وأي كربة أشد من أول ليلة في القبر
خدمة المصطفى
/
قصة بعنوان : يا ليتها كانت كبيرة
يا ليتها كانت كبيرة :
يحكى أن محتضراً ينازع سكرات الموت، وإذا به يقول : يا ليتها كانت كبيرة، وبعد برهة قال : يا ليتها كانت جديدة، ومرة ثالثة قال : يا ليتها كانت طويلة.
وسبحان الله الذي يحيي العظام وهي رميم، فقد وهب له الحياة، وأخذت صحته تتحسّن، وبعد أن عوفي سئل عن هذه الكلمات.
قال : شاهدت النار، وليس بيني وبينها حاجز إلا رغيف كنت قد تصدّقت به، فتمنيت أن يكون الرغيف كبيراً ليحجبني عنها، وأيضاً قد كنت تصدّقت بعباء ة فيها ثقوب، فجيء بها ستراً بيني وبين النار، فتمنيت أنها كانت جديدة، حتى لا أرى النار من الثقوب، وأيضاً : كلّفني مؤمن قضاء حاجة فمشيت معه في حاجته، وابتعدت عني النار بمقدار المسافة التي مشيتها، فتمنيت أنها كانت أطول من ذلك.
المهدويه
/
بلاغة بهلول
حكي ان بهلول دخل على أبي حنيفة وهو على المنبر فسمعه يقول ان الامام الصادق (ع) يزعم ان للناس افعالا تصدر منهم بالاختيار وهذا كذب لانه لا فعل لافعال العباد الا من الله, وزعم أن أبليس يعذب بالنار وهو مخلوق من النار والجنس لا يعذب بجنسه, وزعم ان الله موجود ولا يجوز عليه الرؤيا وهذا كذب لأن كل موجود مرئي.
فلما سمع البهلول كلامه عمد الى مدره (عباره عن طين ليس فيه رمل) وشج بها رأس ابي حنيفه فسال الدم من رأسه فجاء أبو حنيفه الى هارون الرشيد شاكيا فأحضر هارون الرشيد البهلول فسأله لماذا فعلت هذا بامام المسلمين؟
فقال البهلول :- سله عن هذا, ألم يقل ان الافعال كلها من الله فحسب قوله ان الله هو الذي شجه وليس انا, وقال ايضا ان الجنس لا يعذب بجنسه فلماذا تألم حين رميته بالطين الذي اصله التراب وهو من التراب, وقال ايضا ان ان كل ما هو موجود مرئي فسله عن الالم الذي حصل له هل هو مرئي؟
وهكذا استطاع بهلول ان يكشف زيف ادعاء ابو حنيفه ببلاغته
أم رقية
/
اللهم اجعل أعمالنا خالصة ً لوجهك الكريم
اللهم طهر قلبي من النفاق وعملي من الرياء ولساني من الكذب وعيني من الخيانة
السلام عليكم
قصة رااائعة أحببت أن أشارككم بها وأهديكم إياها
قصة و عبرة
كان في البلدة رجل اسمه أبو نصر الصياد يعيش مع زوجته وابنه في فقر مدقع، و ذات يوم وبينما هو يمشي مهموماً مغموماً على زوجته وابنه الذيْن كانا يبكيان من الجوع مرّ على أحد علماء المسلمين وهو أحمد بن مسكين وقال له : أنا متعب مهموم.
فقال له : اتبعني إلى البحر.
ذهبا إلى البحر، فقال له الشيخ : صلّ ركعتين ثم قل : بسم الله.
فقال بسم الله ثم رمى الشبكة فخرجتْ بسمكة عظيمة!
قال له : بعْها واشتر طعاماً لأهلك، فذهب وباعها في السوق واشترى فطيرتين إحداهما باللحم وأخرى بالحلوى، قرر أن يذهب ليطعم الشيخ منها فذهب إليه و أعطاه فطيرة!
فقال له الشيخ : لو أطعمنا أنفسنا هذا ما خرجت السمكة!
أي أن الشيخ كان يفعل الخير للخير، ولم يكن ينتظر له ثمناً، ثم ردّ الفطيرة إلى الرجل و قال له : خذها أنت وعيالك.
و في الطريق إلى بيته قابل امرأة تبكي من الجوع و معها طفلها وقد أخذا ينظران إلى الفطيرتين في يده!
فقال في نفسه : هذه المرأة و ابنها مثل زوجتي و ابني يتضوّران جوعاً فماذا أفعل؟ نظر إلى عيني المرأة فلم يحتمل رؤية الدموع فيها، فقال لها : خذي هاتين الفطيرتين.
ابتهج وجهها و ابتسم ابنها فرحاً و عاد الرجل يحمل الهمّ و الغم فكيف سيطعم امرأته وابنه؟
و بينما هو يسير مهموماً سمع رجلاً ينادي : من يدلّ على أبي نصر الصياد؟
فدلّه الناس على الرجل فقال له : إن أباك كان قد أقرضني مالاً منذ عشرين سنة ثم مات و لم أستدل عليه، خذ يا بني هذه الثلاثين ألف درهم مال أبيك!
يقول أبو نصر الصياد : أصبحتُ من أغنى الناس و صارت لديّ بيوت و تجارة و صرتُ أتصدق بالألف درهم في المرة الواحدة لأشكر الله.
و مرت الأيام و أنا أُكثر من الصدقات حتى أعجبتني نفسي! و في ليلة من الليالي رأيتُ في المنام أن الميزان قد وضع و نادى مناد : أبو نصر الصياد هلمّ لوزن حسناتك وسيئاتك.
وُضعتْ حسناتي في كفة و سيئاتي في الكفة الأخرى، فرجحتْ كفة السيئات! فقلتُ : أين الأموال التي تصدقتُ بها؟
وضعتْ الأموال فإذا تحت كل ألف درهم إعجاب نفس كأنها لفافة من القطن لا تساوي شيئاً، و رجحتْ كفة السيئات! أخذتُ أبكي و أقول : كيف النجاة؟
فإذا بالمنادي يقول هل بقي له من شيء؟
فأسمعُ المَلَك يقول : نعم بقيت له فطيرتان فتوضع الفطيرتان في كفة الحسنات فتهبط كفة الحسنات حتى تتساوى مع كفة السيئات.
فخفتُ فإذا بالمنادي يقول : هل بقي له من شيء؟
فأسمعُ الملك يقول : بقي له شيء.
فقلت : ما هو؟
فقيل له : دموع المرأة حين أُعطيتْ لها الفطيرتان!
وضعتْ الدموع فإذا بها كحجر ثقيل فثقلتْ كفة الحسنات.
فرحتُ عندها كثيراً فإذا المنادي يقول : هل بقي له من شيء؟
فقيل : نعم ابتسامة الطفل الصغير حين أعطيتْ له الفطيرتان.
فإذا بكفة الحسنات ترجح كثيراً.
و أسمع المنادي يقول : لقد نجا لقد نجا.
استيقظتُ من نومي وأنا أقول : لو أطعمنا أنفسنا هذا لما خرجتْ السمكة!
اشراقة :
خفّفوا من دموع المحتاجين ارسموا البسمة على وجوه الأطفال أكثروا من فعل الخيرات و لكن اجعلوا أعمالكم دائماً خالصة لوجهه تعالى.

أسعد الله صباحكم، وكل أوقاتكم بذكر الله وطاعته ورضاااه
حسنين هاني حسن
/
الشيخ الأنصاري والحبل الغليظ
الشيخ الأنصاري والحبل الغليظ
ورد في أحوال الشيخ الأنصاري (قدس سره) أنه كان ذات يوم في مجلسه، فقال أحد الفضلاء : " أني رأيت عنك مناما، الا أني أخجل من روايته ".
فأجابه الشيخ : " لاعليك، قل ما رأيت ".
قال :" رأيت أمس الشيطان في المنام ومعه حبال مختلفة، فمنها الدقيق ومنها الغليظ، فسألته : لمن هذا الحبل الغليظ؟ فقال : هذا لأستاذك الشيخ الأنصاري، فهو يحتاج الى جهد كبير حتى أتمكن من جره! فأمس أوقعته في الشرك بعد جهد جهيد، وتمكنت من جره الى السوق، الا أنه عاد وقطع الحبل وهرب!
وأستدرك الرجل الفاضل : ولست أدري أن كان هذا من حقيقة أم هو مجرد أضغاث أحلام! "
فتبسم الشيخ وقال :" لقد صدق الملعون! فبالأمس زارنا ضيوف من النساء، فطلب مني لأن أحضر لهن شيئا من الفاكهة، ولم يكن لدي مال أدفعه ثمنا للفاكهة فأخذت مالا كقرض من حساب الصلاة والصوم على أن أعيده الى مكانه بعد أن يتوفر المال لدي، وقصدت السوق، وما أن وقفت أمام باب أحدى المحلات، حتى عدت الى نفسي وقلت : " ربما وافاك الأجل يا مرتضى! فأنى لك أن تضمن بقائك حيا حتى تسدد دينك؟!"
فعدت وأرجعت المال الى مكانه وذلك هو معنى الحبل الغليظ!
قال الفاضل الذي روى الرؤيا بعد ذلك للشيخ الأنصاري : " سألت الشيطان مشيرا الى الحبال التي معه : أيها حبلي؟ فنظر الي بأستخفاف وقال : أنت لاتحتاج الى حبل! يكفيك صوت واحد مني، صورة واحدة أو صدى أغنية حتى تسرع ألي، فلا قدرة لك على مقاومتي!
al-hassan
/
من أغرب وأصعب الابيات للمتنبي :
من أغرب وأصعب الابيات للمتنبي :
أَلَمٌ أَلَمَّ أَلَمْ أُلِمَّ بِدَائِهِ *** إِنْ آنَ آنٌ آنَ آنُ أَوَانِهِ
التفسير هو :
- (أَلَمٌ) (أَلَمَّ) (أَلَمْ) (أُلِمْ) (بِدَائِه)...
بمعنى
(وجعُ) (أحاط بي) (لم) (أعلم) (بمرضه)
- (إنْ) (آَنَّ) (آنٌ) (آنَ) (آنُ) (شِفَائِه)
بمعنى
(اذا) (توجع) (صاحب الألم) (حان) (وقت) (شفائه)!
نورسلمان
/
قصة تقطع القلوب
قصّة تُقطّع القلوب الفاطميّة المُنكسرة :
حدَّثَ أحد علماء النجف الأشرف بأنّه رأى يوماً في عالم الرؤيا جنازة يحملها أربعة أشخاص، وجاؤوا بها إلى حرم الإمام علي بن ابي طالب عليه السلام، وطلبوا منه أن يُصلّي عليه، فصلّى عليها ثم طافوا بها حول ضريح الإمام عليه السلام.. ثُمّ خرجوا بالجنازة إلى الصحن الشريف، ودفنوا الميّت في أحد الأروقة المحيطة بالحرم ثم خرجوا.
وبعد لحظات إذا به يرى ملائكة غلاظ شداد معهم سلاسل من حديد جاؤوا إلى القبر، وأخرجوا هذا الميِّت من القبر، وغلّوه بالحديد، وأخذوا يجرّونه إلى خارج حرم الإمام عليه السلام الى أن وصلوا به إلى قرب الباب نحو خارج الصحن الشريف.
وإذا بالميّت بعد ما أراد منهم أن يتركوه لم يتركوه، فالتفت الى ورائه، وقال : يا علي ماذا أجيب القاضي؟
وإذا بصوت من داخل الحرم صوت الامام عليه السلام ينادي، ارجعوه، اتركوه! فتركوه ورجع الى القبر، ودخل فيه، وانسد باب القبر!
فتعجّب هذا العالم من هذه الرؤيا وما هو تفسيرها، فمضى ينتظر تفسير هذه الرؤيا، فجاء في اليوم الثاني إلى الحرم وإذا به يرى جنازة بكامل المواصفات التي رآها في عالم الرؤيا، أدخلوها الى الحرم وجاؤوا إليه، وطلبوا منه أن يُصلّي عليه، فجاء وصلّى على الجنازة، وذهبوا به يطوفون حول الضريح المقدس، ثم خرجوا به من الحرم إلى حيث القبر الذي رآه في عالم الرؤيا، فعرف أن رؤياه صادقة، وتنطبق في عالم الواقع فعلا!
فلما دفنوا الميت طلب من حمالة الجنازة - وهم أربعة - ان يجعلوا غدائهم في بيته، فلبّوا طلبه وذهبوا معه الى داره. وبعد ان تناولوا الغذاء سألهم عن الميّت، وعن إيمانه وما كان يعمل وما يعرفوه..
فقالوا : يا مولانا نحن جميعا لصوص وسراق، وهذا الميّت هو كبيرنا والمسؤول عنا، وقد ذهبنا يوم من الأيام الى مجلس كان يخطب فيه قاضي البلد، فكان القاضي يتحدث للمستمعين إلى ان نال من شخصية فاطمة الزهراء عليها السلام وأخذ يشتمها، فغضب هذا الميّت أشدّ الغضب، ثم أشار الينا بأن نخرج من المجلس، فالتفت الينا، وقال لا بُدّ وأن تأتوا بهذا القاضي هذه الليلة إليّ لأنتقم منه، لأنه نال من ابنة رسول الله (صلى الله عليه وآله).
فذهبنا ليلا وبطريقة خاصة أخذنا القاضي من بيته وجئنا به اليه، فأخذ يشدّ عليه بالكلام، ثم أمر أن نربطه بالحبال، فأخذ سكينة وضرب القاضي بها حتى قضى عليه ودفنه في بستان بيته، ثم بعد ذلك مرض مرضا شديدا وتوفي أثر ذلك, وجئنا به اليوم كما ترى لدفنه.
فقال العالم : سلام الله على الزهراء! هذه كرامة لها! فكان هذا يقصد بأنه : يا علي إذا اجتمعت أنا والقاضي في يوم القيامة، وأخذونا جميعا إلى النار، فما هو جوابي إذا قال لي : لماذا جاؤوا بك إلى النار؟
أم رقية
/
إن رحلت فلن أعود
سأرحل وستندمون لغيابي!
في أحد الأيام اجتمع : المال والعلم والشرف، ودار بين الثلاثة الحوار التالي :
قال المال : إن سحري على الناس عظيم، وبريقي يجذب الكبير والصغير، بي تفرج الأزمات، وفي غيابي تحل التعاسة والنكبات!
قال العلم : إنني أتعامل مع العقول، وأعالج الأمور بالحكمة والمنطق والقوانين المدروسة! إنني في صراع مستمر من أجل الإنسان، ضد أعداء الإنسانية : الجهل والفقر والمرض!
وقال الشرف : أما أنا فثمني غالٍ ِولا أباع ولا أشترى! من حرص علي شرفته، ومن فرط بي حطمته وأذللته!
وعندما أراد الثلاثة الانصراف، تساء لوا : كيف نتلاقى؟ وأين؟
قال المال : إن أردتم زيارتي فابحثوا عني في ذلك القصر العظيم!
وقال العلم : أما أنا فابحثوا عني في تلك الجامعة، ومجالس الحكماء!
وبقي الشرف صامتا! فسأله زملاؤه : لما لا تتكلم؟ وأين نجدك؟
فقال : أما أنا فإني إن ذهبت فلن أعود!
** وهكذا إن بعض الناس أصبح لا يهمهم الشرف، ولكن بعضهم يتمسكون به ويحافظون عليه، لأنهم يدركون انه إذا ضاع فلن يعود!
هدى العقيلي
/
حلم الشيخ الأنصاري
نقل أحد أسباط الشيخ الأنصاري (قُدِّس سره) بالواسطة : أنه شوهد رجل وقد طرح بنفسه على قبر الشيخ الأنصاري وكان يبكي بكاء ً شديداً. وعندما سئل عن سبب بكائه؟
قال : أوعز إليّ جماعة أن أقتل الشيخ، فاستجبت لطلبهم وأخذت سيفي، وذهبت إلى منزل الشيخ، وكان الوقت منتصف الليل، فلمّا دخلت عليه غرفته، وجدته على سجادته في حالة الصلاة، فلمّا جلس رفعت السيف بيدي لأضربه، فامتنعت يدي عن الحركة، ولم أتمكن من القيام، فبقيت على هذه الحال حتى فرغ من صلاته، وبدون أن يرجع بطرفه إليّ قال :
إلهي! ما الذي عملته حتى أن فلان وفلان ـ وصرح بأسمائهم ـ قد أرسلوا فلانا ـ وصرح باسمي ـ ليقتلني، إلهي! قد غفرت لهم فاغفر لهم.
وفي ذلك الوقت التمست منه وطلبت العفو، فقال لي : لا ترفع صوتك حتى لا يفهم أحد، إذهب إلى منزلك، وتعال لي عند الصباح.
فخرجت من عنده، وقد استغرقت في الفكر حتى الصباح، وعند الصباح فكرت وقلت في نفسي : أأذهب أم لا أذهب؟ وما الذي يحدث لي في حالة امتناعي عن الذهاب؟
وأخيراً تملكت الجرأة وذهبت، فرأيت الناس حوله في المسجد، فتقدمت إليه وسلمت عليه فأعطاني كيساً من المال في الخفاء وقال لي : إذهب وتكسّب به، ومن بركة هذا المبلغ أني أصبحت اليوم أحد تجار السوق، وكل ما عندي هو من بركة صاحب هذا القبر.
حسنين هاني حسن
/
اعتذار السيد البروجردي
اعتذار السيد البروجردي
كان المرحوم السيّد البروجردي رحمه الله, وكان انذاك متزعما الحوزة العلمية في مدينة قم المقدّسة بعد رحيل مؤسّسها المرحوم الشيخ عبدالكريم الحائري وهذه القصّة التي وقعت إبان مرجعيته العامّة للشيعة مدوّنة في تاريخه، ونُقلت عنه كثيراً، ومن الذين نقلوها مراراً السيد مصطفي الخونساري رحمه الله، الذي كان ملازماً له.
كان السيد يدرّس الأصول في مسجد عشق علي عصراً، وفي أحد الأيّام وبينما السيد يلقي الدرس من على المنبر وجّه أحد التلاميذ الحاضرين إشكالاً على
الموضوع الذي كان يطرحه السيّد، فأجاب السيّد على الإشكال، ولكن التلميذ استشكل مرّة أخرى، وأجاب السيّد أيضاً، ولكنه احتدّ هذه المرّة في كلامه بعض الشيء، فسكت التلميذ.
عندما جاء ني خادم السيّد البروجردي وقال لي : يطلب منك السيّد أن تحضر عنده الآن. أسرعت الى السيّد، فرأيت التأثّر بادياً عليه، وكان واقفاً عند باب مكتبته متعجّلاً قدومي ؛ فقال لي : لقد صدرت حدّة في كلامي مع ذلك التلميذ الذي استشكل عليّ اليوم، وأريد منك أن تأخذني إليه قبل أن أصلّي المغرب والعشاء لأعتذر منه، فلم يكن ما قد صدر منّي تجاهه صحيحاً.
وكان رحمه الله كبير السنّ لا يستطيع المشي بسهولة، فركبت معه العربة وانطلقنا إلى بيت الشيخ الذي ما إن سمع طرق الباب حتى أسرع إلى فتحه ورحّب بالسيّد كثيراً. كيف لا وقد كان طالباً بين يديه، والسيّد يومذاك كان مرجعاً عامّاً للشيعة، وكان الشيخ من مقلّديه.
عندما دخل السيّد أمسك بيد الشيخ وهمّ بتقبيلها لولا أنّ الشيخ سحب يده بقوّة ممتنعاً!!
قال السيّد البروجردي : اعذرني علي شدّتي في الكلام معك أمس، فما كان ينبغي لي أن أفعل ذلك!
فقال له الشيخ : أنت سيّدنا ومولانا ومرجع المسلمين وأنا أحدهم، وتوجّهك هذا إليّ يعدّ فضلاً منك عليّ. ولكن السيّد البروجردي كرّر قوله بطلب العفو والصفح.
*** الاعتذار لا يعني انك على خطأ، ولكنه يعني بأنك تقدر العلاقة التي تجمعك بالآخرين.
حسنين هاني حسن
/
لا أشتري خبالي بمالي
كان جعفر الطيار (عليه السلام) من اوائل الصحابة الذي آمنوا برسالة النبي محمد (صلى الله عليه وآله) وقد كان في الجاهلية حنفيا حتى جاء الاسلام فاسلم من فوره، سأله أحد القوم في الجاهلية ((ياجعفر لم لا نراك تكذب او تزني او تشرب الخمر كما نفعل))
فقال عليه السلام ((اني رأيت انه من كذب مرة كذب مرات، ومن طرق باب الناس طرقت بابه، واني لا اشتري خبالي بمالي))
المثال الطيب
/
زيارة عاشوراء واثارها العجيبة القصة ٦
من السيد المرحوم اية الله النجفي القوجاني
قال رحمه الله بعدما قرات زيارة عاشوراء مرتين في اصفهان في كل مرة اقراها لمدة اربعين يوما لقضاء حوائجي ومطالبي المشروعة وحصلت فعلا على مرادي بحمد الله اعتقدت بهذه الزيارة ولذلك بعد وصولي الى مدينة النجف الاشرف شرعت في اول جمعة فيها بقرائتها وكان الغرض في هذه المرة هو لظهور دولة امام العصر سلام الله عليه وان اذا تقبل الله مني انال الشهادة او الرئاسة وكلاهما نور على نور ولست انا ممن عشق ملاهي الدنيا وشغلته قذارتها فانا عاشق لمولاي صاحب الامر عليه السلام وقد تحررت من قيود العالمين.
وكنت اقرا هذه الزيارة في كل جمعة في النجف الاشرف في كربلاء او في كربلاء وحتى في الطريق فكنت في السنة الواحدة اقراها اربعين جمعة.
اشهد الله على سر قلبي اني احب حجة العصر شديدا واسال الله ان يوفقني لخدمته ويريني الغرة الحميدة.
المثال الطيب
/
زيارة عاشوراء واثارها العجيبة القصة الخا
من المرحوم اية الله النجفي القوجاني
كتب العالم الجليل والمتقي المرحوم اية الله النجفي القوجاني رحمة الله عليه الذي كان من الطلبة البارزين للشيخ الخراساني في مذكراته ضمن خواطره في المدة التي قضاها في اصفهان والتي استمرت اربع سنوات من سنة ١٣١٤ هجرية الى ١٣١٨ هجرية : بعد ان جئت الى مدينة اصفهان ذات ليلة، رأيت في المنام وجه الموت على هيئة حيوان بحجم (نعجة) تبلغ من العمر عاما واحدا معها ثلاثة او اربعة من صغارها كانت تسير وراء ها في الهواء وفي اثناء سيرها مرت فوق منزلنا بقوجان ووقفت احدى النعاج فوق حائط منزلنا.
فكتبت الى ابي ليرسل رسالة يشرح لي فيها حالته لاني قلق عليه فما ان ارسلت الرسالة واذا برسالة من ابي يقول فيها بان زوجته قد توفيت.
وكتب ايضا : انه قبل عشر سنوات من هذه اقترض مبلغ اثني عشر تومان لتسديد نفقات سفره لزيارة العتبات المقدسة ولكن بسبب (الربا) وصل القرض الى ثمانين تومان وكل ما كان يملك ابي لم يصل الى هذا المقدار فصممت ان اقرا زيارة عاشوراء ولمدة اربعين يوما وعلى سطح مسجد السلطان الصفوي وطلبت ثلاث حاجات :
الاولى : اداء قرض والدي.
الثانية : طلب المغفرة.
الثالثة : الزيادة في العلم والاجتهاد.
كنت ابدا بالقراء ة قبل الظهر واتمها قبل ان يزول الظهر وتستغرق قراء تها ساعتين فلما تمت الاربعين يوما وبعد شهر تقريبا كتب لي الوالد : بان الامام موسى بن جعفر عليه السلام ادى قرضي فكتبت له : لا الامام الحسين عليه السلام اداه، وكلهم نور واحد.
ولما رايت سرعة تاثير الزيارة لقضاء الحاجة في الامور الصعبة واطمان قلبي على تاثيرها في قضاء الحوائج عزمت في ايام شهر المحرم الحرام وصفر ان اقرا الزيارة لمدة اربعين يوما لحاجة اهم فكنت اصعد على سطح مسجد السلطان باهتمام كثير واحتياط تام مراعيا استقبال القبلة والكون تحت السماء وبعد مضي الايام وختم الاربعين رايت في المنام مبشرا يقول وصلت الى مرادك وفي صباحه عرض في قلبي وجد خاص فانشات هذه الابيات : (كتبها بالفارسية وكتبتها بالعربية فقط للترجمة)
ولى زمن الضيق وتجلى الارتياح
وشجرة الصبر القوية اعطت الثمر
كن كالكرة واخضع وارتض
فظلمة الليل تذهب اذا ظهر القمر
المثال الطيب
/
التاثر لعدم قراء ة زيارة عاشوراء في كل يو
التاثر لعدم قراء ة زيارة عاشوراء في كل يوم
نقل العالم الجليل الشيخ عبدالهادي الحائري المازندراني, عن ابيه المرحوم الملا ابي الحسن قال : رايت الحاج ميرزا علي النقي الطباطبائي بعد مماته في عالم الرؤيا وقلت له : هل لك امنية؟ قال : واحدة وهي لماذا لم اقرا زيارة عاشوراء كل يوم اثناء حياتي؟.
وكانت من اداب ورسوم السيد قراء ته الزيارة العشرة الاولى من محرم الحرام فقط ولم يقراها في باقي ايام السنة ولهذا كان متاسفا لتركه بقية ايام السنة.
المثال الطيب
/
زيارة عاشوراء وآثارها العجيبة القصة ٣
زيارة عاشوراء وزيادة الرزق
قال العالم الجليل والزاهد العابد الشيخ عبد الجواد الحائري المازندراني : جاء شخص الى حضرة شيخ الطائفة : الشيخ زين العابدين المازندراني قدس الله سره العالي يشكو اليه ضيق المعاش فقال له الشيخ : اذهب الى ضريح الامام الحسين عليه السلام واقرا زيارة عاشوراء فسيأتيك رزقك واذا لم ياتك ارجع اليّ فساعطيك ما تحتاج اليه (قوله ارجع الي ّ انما باعتبار اطمئنانه التام بان حاجته ستنقضي بمجرد ادائه لمراسيم الزيارة) وبعد فترة من الزمن التقيت به فسالته عن حاله فقال : عندما كنت مشغولا بقراء ة زيارة عاشوراء في حرم الامام ابي الاحرار عليه السلام جاء ني رجل واعطاني مبلغا من المال ففتحت امامي ابوب الرزق.
المثال الطيب
/
زيارة عاشوراء وآثارها العجيبة
رفع المشاكل الصعبة
كتب المرحوم دستغيب رحمه الله حضرت عند السيد فريد احد العلماء الساكنين في طهران وناقل القصة الاولى قال :
عندما واجهت مشكلة صعبة تذكرت قول المرحوم اية الله ميرزا محمد تقي الشيرازي، فبدات بقراء ة زيارة عاشوراء من اول شهر محرم الحرام، وبشكل خارق للعادة جاء ني الفرج.
المثال الطيب
/
زيارة عاشوراء ورفع مرض الوباء
زيارة عاشوراء ورفع مرض الوباء
قال المرحوم آية الله الحاج الشيخ عبد الكريم الحائري اليزدي اعلى الله مقامه :
عندما كنت مشغولا بدراسة العلوم الدينية في سامراء اصيب اهل تلك المدينة بمرض الوباء وكان في كل يوم يموت عدد كثير منهم وذات يوم عندما كنت في بيت استاذي المرحوم السيد محمد الفشاركي (اعلى الله مقامه الشريف) وكان هناك عدد من اهل العلم جاء فجاة المرحوم اقا محمد تقي الشيرازي وكان من حيث المقام العلمي بدرجة المرحوم اية الله الفشاركي وبدا الكلام عن الوباء والطاعون وان كل الناس معرضون لخطر الموت.
فقال اية الله المرحوم الفشاركي اذا اصدرت حكما هل ينفذ؟ ثم قال : هل تعتقدون بأني مجتهد جامع للشرائط؟ فقال الجالسون : نعم, فقال : اني آمر شيعة سامراء بأن يلتزموا بقراء ة زيارة عاشوراء لمدة عشرة ايام ويهدون ثوابها الى روح نرجس خاتون الطاهرة والدة الامام الحجة بن الامام الحسن العسكري عجل الله تعالى فرجه الشريف ويجعلونها شافعة لنا لدى ولدها لان يشفع لامته عند ربه واني اضمن لكل من يلتزم بقراء ة هذه الزيارة ان لا يصاب بهذا الوباء.
قال : ما ان اصدر هذا الحكم ولان الظرف مخيف وخطر اجمع الشيعة المقيمون في سامراء على اطاعة الحكم وقراء ة الزيارة وبعد قراء ة الزيارة فعلا توقفت الاصابة بينما كان كل يوم يموت عدد كثير من ابناء العامة (السنة) ومن شدة خجلهم يدفنون موتاهم في الليل (لعن الله الشاك في ال بيت محمد).
وقد سال بعض العامة الشيعة عن سبب توقف الوفيات فيهم, فقالوا : قرأنا زيارة عاشوراء فاشتغلوا بقراء ة هذه الزيارة المباركة ورفع الله البلاء عنهم ايضا.
وجاء بعض من العامة الى حضرة الامام الهادي عليه السلام والامام العسكري عليه السلام وقالوا : (انا نسلم عليكما مثل ما يسلم الشيعة وبهذه الطريقة رفع البلاء والمرض عن كل اهل سامراء).
ثائرس
/
ثمان اعجبني
سأل عالم تلميذه : منذ متى صحبتني؟
فقال التلميذ : منذ ٣٣ سنة.
فقال العالم : فماذا تعلمت مني في هذه الفترة؟!
قال التلميذ : ثمان مسائل.
قال العالم : إنا لله وإنا إليه راجعون ذهب عمري معك، ولم تتعلم إلا ثمان مسائل!
قال التلميذ : يا أستاذ لم أتعلم غيرها، ولا أحب أن أكذب!
فقال الأستاذ : هات ما عندك لأسمع!
قال التلميذ :
الأولى :
أني نظرت إلى الخلق فرأيت كل واحد يحب محبوبا، فإذا ذهب إلى القبر فارقه محبوبه، فجعلت الحسنات محبوبي، فإذا دخلت القبر دخلت معي.
الثانية :
أني نظرت إلى قول الله تعالى : (وأما من خاف مقام ربه ونهى النفس عن الهوى فإن الجنة هي المأوى) فأجهدت نفسي في دفع الهوى، حتى استقرت على طاعة الله.
الثالثة :
أني نظرت إلى هذا الخلق فرأيت أن كل من معه شيء له قيمة، حفظه حتى لا يضيع، فنظرت إلى قول الله تعالى : (ما عندكم ينفذ وما عند الله باق) فكلما وقع في يدي شيء ذو قيمة، وجهته لله ليحفظه عنده.
الرابعة :
أني نظرت إلى الخلق فرأيت كل يتباهى بماله أو حسبه أو نسبه، ثم نظرت إلى قول الله تعالى : (إن أكرمكم عند الله أتقاكم) فعملت في التقوى، حتى أكون عند الله كريما.
الخامسة :
أني نظرت في الخلق وهم يطعن بعضهم في بعض، ويلعن بعضهم بعضا، وأصل هذا كله الحسد، ثم نظرت إلى قول الله عز وجل : (نحن قسمنا بينهم معيشتهم في الحياة الدنيا) فتركت الحسد، واجتنبت الناس، وعلمت أن القسمة من عند الله، فتركت الحسد عني.
السادسة :
أني نظرت إلى الخلق يعادي بعضهم بعضا، ويبغي بعضهم على بعض، ويقاتل بعضهم بعضا، ونظرت إلى قول الله عز وجل : (إن الشيطان لكم عدو فاتخذوه عدوا) فتركت عداوة الخلق، وتفرغت لعداوة الشيطان وحده.
السابعة :
أني نظرت إلى الخلق فرأيت كل واحد منهم يكابد نفسه، ويذلها في طلب الرزق، حتى أنه قد يدخل فيما لا يحل له، ونظرت إلى قول الله عز وجل : (وما من دابة في الأرض إلا على الله رزقها) فعلمت أني واحد من هذه الدواب، فاشتغلت بما لله علي، وتركت ما لي عنده.
الثامنة :
أني نظرت إلى الخلق فرأيت كل مخلوق منهم متوكل على مخلوق مثله، هذا على ماله، وهذا على ضيعته، وهذا على صحته، وهذا على مركزه. ونظرت إلى قول الله تعالى : (ومن يتوكل على الله فهو حسبه) فتركت التوكل على الخلق، واجتهدت في التوكل على الله.
مرج البحرين
/
النملة والضفدع
قيل ان نملة سقطت في بئر وهناك في قعر البئر وجدت ضفدعا فجرى بينهما الحوار الاتي :
قال الضفدع من اين اتيت؟
قالت النملة منالعإلم الخارجي!
قال الضفدع وما هو العالم الخارجي؟
قالت النملة عالم واسع.. واسع.. جدا
ولم لم يكن الضفدع بقادر على تصور سعة العالم الخارجي قفز من هذا الطرف في البئر الى الطرف الاخر وقال : هذا هو واسع لهذه الدرجة
فضحكت النملة ولم تعقب لانه. لانه ادركت ان الضفدع يعي العالم الخارجي من خلال محيطه الذي يعيش فيه فلا يمكنه. ان يتصور. ان هناك عالم اوسع من. عإلمه.
هدى العقيلي
/
آينشتاين والسائق
سئم العالم ألبرت آينشتاين صاحب النظرية النسبية من تقديم المحاضرات بعد أن تكاثرت عليه الدعوات من الجامعات والجمعيات العلمية وذات يوم وبينما كان في طريقه إلى محاضرة, قال له سائق سيارته :
أعلم يا سيدي أنك مللت تقديم المحاضرات وتلقي الأسئلة فما قولك في أن أنوب عنك في محاضرة اليوم خاصة أن شعري منكوش ومنتّف مثل شعرك وبيني وبينك شبه ليس بالقليل
ولأنني استمعت إلى العشرات من محاضراتك فإن لدي فكرة لا بأس بها عن النظرية النسبية
فأعجب آينشتاين بالفكرة وتبادلا الملابس فوصلا إلى قاعة المحاضرة حيث وقف السائق على المنصة وجلس آينشتاين الذي كان يرتدي زي السائق في الصفوف الخلفية وسارت المحاضرة على ما يرام, إلى أن وقف بروفيسور متنطع وطرح سؤالا من الوزن الثقيل وهو يحس بأنه سيحرج به آينشتاين, هنا ابتسم السائق وقال للبروفيسور :
سؤالك هذا ساذج إلى درجة أنني سأكلف سائقي الذي يجلس في الصفوف الخلفية بالرد عليه وبالطبع فقد قدم السائق ردا جعل البروفيسور يتضاء ل خجلا.
يامهدي ادرکني
/
بلاغه الامير
حلموا فما ساء َت لهم شيم *** سمحوا فما شحّت لهم منن
سلموا فلا زلّت لهم قــــدمُ *** رشدوا فلا ضلّت لهم سنن
الابيات السابقة جزء من قصيدة للامام علي عليه السلام ولها ميزة عجيبه الا وهي :
ان الابيات، ابيات مدح وثناء، ولكن اذا قرأتها بالمقلوب كلمة كلمة، أي تبتدئ من قافية الشطر الثاني من البيت الاول وتنتهي باول كلمة بالشطر الاول من البيت الاول، فإن النتيجة تكون ابيات هجائية موزونة ومقفّاة، ومحكمة ايضاً بالذم وليس المدح!
نور
/
أفضل دواء للعين
قالت لي أختي : استمري بالنظر الى اللون الاخضر، من أشجار ومناظر.. أي شيء أخضر لتحافظي على قوة نظرك!
وفعلا حاولت ان اطبق والتزم بنصيحة أختي، فكنت جالسة في سيارة واراقب المكان من حولي، حتى انني طول الطريق بقيت محدقة على ملصق على نافذة السيارة لونه اخضر، وفجأة ظهرت امامنا سيارة مكتوب عليها من الخلف :
(أفضل دواء للعين : البكاء على الحسين)
عندها اندهشت، وكان شعوري مزدوج بين الفرح والبكاء! فرحت لأن الله نبهني على هذا الشيء!.. وبكيت خجلا من مولاي الامام الحسين (ع)!..
قال الامام الكاظم (عليه السلام): (ما من شيء تراه عينيك الا وفيه موعظة).
مجهول
/
كيف كان أيام صباه؟
من عرف الخطيب الحسيني البكّاء الشيخ أحمد الكافي رحمه الله، عرف مدى حبه لأهل البيت عليهم السلام، وخاصة لسيد الشهداء الإمام المظلوم الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.
يقول معلمه سماحة حجة الإسلام السيد حسن مؤمن زاده :
لما كنت أدرس في مدرسة (ملّي) في مدينة مشهد تلاميذ المرحلة الابتدائية، كان من بينهم الشيخ الكافي أيام صباه، وبينما ينطلق التلاميذ ساعة الفسحة والاستراحة إلى ساحة اللعب والترفيه، كان هذا الصبي (الشيخ الكافي) يأتي عندي ويعطيني (ريالين) - من النقد الإيراني - ويقول : إرث أبا عبد الله الحسين عليه السلام، فأنا أرثيه وهو يبكي بكاء شديداً.
وكان لم يبلغ الخامسة عشر من عمره، حتى اشتهر بصوته الحزين في قرائته لدعاء كميل ليالي كل جمعة، في حرم الإمام الرضا عليه السلام.
كميله صياح
/
خدمة زوار الامام الحسين عليه السلام
خَدَمَة زوّار الحسين فصار قبرها حديقة
كان رجل في كربلاء اسمه عبد الرضا وكان يعمل حفّاراً للقبور في الروضة الحسينية المطهرة وكان رجلاً متديناً وملتزماً.
جاء وا إليه ذات يوم بامرأة من إحدى القرى في أطراف كربلاء وطلبوا منه أن يدفنها. وكان من المعمول عند دفن المرأة أن يقوم أحد من محارمها بإنزالها في القبر ولكن هذه المرأة لم يكن لديها من المحارم سوى ولد صغير وكان لا يستطيع فعل ذلك، فطلبوا من عبد الرضا أن يفعل ذلك.
في ذلك الزمان كان السرداب تحت الروضة الحسينية المطهرة خالياً ومهيّأً لدفن الأموات، فلم تكن عملية دفن الميت في هذا المكان تستغرق أكثر من عشر دقائق. فدخل عبد الرضا إلى السرداب ليدفن المرأة والناس ينتظرون فلم يخرج، فانتظروه لفترة أخرى فلم يخرج أيضاً، فنادوه ولكنهم لم يسمعوا جواباً. فدخلوا السرداب فوجدوا عبد الرضا ملقى على الأرض وهو مغمى عليه. فأخرجوه وبعد أن سكبوا الماء على وجهه أفاق وسأل عن ابن المرأة المتوفاة. وعندما جاء الولد سأله عبد الرضا : هل كان لأمّك ارتباط خاص بمولانا سيد الشهداء سلام الله عليه؟
قال الولد : لا أظن، ولكن أمّي كانت ملتزمة بالواجبات وكانت تزور الإمام الحسين سلام الله عليه اسبوعياً وكان تواظب أيضاً على باقي الزيارات الخاصة بالإمام سلام الله عليه في المناسبات. ولدينا بستان صغير ورؤوس من الغنم وكانت أمّي تبيع محصول هذا البستان والحليب واللبن لنرتزق بها، ولكنها في ليالي الجمع كانت تقوم بتوزيع محصول البستان والحليب واللبن مجاناً على زوّار مولانا سيد الشهداء سلام الله عليه.
قال عبد الرضا : عندما دخلت القبر لأنزل المرأة فيه جهدت كثيراً في أن لا تلامس يدي جسد المرأة وأقوم بإنزالها من خلال مسك أطراف الكفن وفي هذه الأثناء وجدت نفسي في حديقة كبيرة جداً ومليئة بالخضار وبالفاكهة وبطيور جميلة ورأيت فيها شخصاً أظن أنه مولانا الإمام الحسين سلام الله عليه. فمن دهشتي أغمي عليّ وسقطت على الأرض.
اياد درويش حسن
/
زيارة الامام الحسين عليه السلام
الإمام الحسين يخرج زائره من النار
رغم أن الإمام الحسين سلام الله عليه ليس محتاجاً لنا ولزيارتنا، وأن الآلاف من الملائكة مقيمون على مرقده الطاهر، ولكنه سلام الله عليه يحثّنا أيضاً على زيارته ولا يتوقّع من محبّيه أن يجفوه مهما كانت الظروف والأحوال.
فقد روى كثير من العلماء في كتبهم عن محمد بن داود بن عُقبة أنه قال : كان لي جار يُعرف بعليّ بن محمد قال : كنت أزور الحسين سلام الله عليه في كل شهر ثم علت سني وضعف جسمي، فانقطعت عن الحسين سلام الله عليه مدة.
ثم إني خرجت في زيارتي إيّاه ماشياً فوصلت في أيام فسلّمت وصلّيت ركعتي الزيارة ونمت، فرأيت الحسين سلام الله عليه قد خرج من القبر وقال لي : يا عليّ، جفوتني وكنت لي برّاً؟!
فقلت : يا سيدي ضعف جسمي وقصرت خطاي ووقع لي أنها آخر سنّي فأتيتك في أيّام، وقد روي عنك شيء أحبّ أن أسمعه منك.
فقال سلام الله عليه : قل.
فقلت : روي عنك (من زارني في حياتي زرته بعد وفاته).
قال سلام الله عليه : نعم قلت ذلك، وإن وجدته في النار أخرجته
حيدر الوائلي
/
عندما تذكرت الامام الحسين (ع)
اتصل بي أحد الزبائن وطلب مني ان ازيل له شجرة ميتة عالقة على نخلة في حديقته بيته, ذهبت الى بيته ورأيت العمل المطلوب مني، واعطيته سعري، وهو 250 دولار وفرح بهذا السعر, احضرت عدتي وادواتي وملأت صندوق التبريد بما لذ وطاب من عصائر وفواكه، ففصل الصيف حار جدا، ناهيك عن العمل الشاق, كان امر ازاله الشجرة في غاية الصعوبة، فهي من النوع الشوكي العالق على نخلة، هي ايضا مليئة بالاشواك..
وما ان ابتدأت بالقطع حتى ضربتني الاشواك من كل صوب في جسمي، وبدأ التراب يسقط علي والعرق يصب مني في جو صيفي حار, ارتسمت على وجهي علامات الغضب، وابتدأت اتشاجر مع أدوات القطع ومع نفسي، واصرخ من شدة احباطي وندمي على قبولي بهذا العمل, أنظر الى ملابسي المتربة، والدم يسيل من بعض مناطق جسمي يمتزج بالعرق..
كان الرجل صاحب البيت ينظر الي بشفقة وتعاطف، وهو يدرك مشقة العمل, قال لي الرجل : استرح قليلاّ!.. ففعلت وعدت الى سيارتي وانا في ذروة التعب والعطش, وما ان فتحت صندوق الثلج بسيارتي حتى ارتسمت في ذهني صورة ابا عبد الله وهو يطلب الماء, نظرت واذا بالالوان الزاهية داخل صندوق الثلج من عصير الرمان الى عصير البرتقال الى الماء البارد، والثلج يحيط بهم، وقطرات الندى على القناني فبكيت! ولست أدري ان كنت بكيت على عطش الحسين، ام على احباطي في هذا العمل الشاق!.. ابتدأت صور كربلاء ترتسم في ذهني كفلم سينمائي، وقناني الماء البارد بيدي، والدموع تنهال من عيني وابتدأت بالاسئلة لنفسي :
اين انت يا حيدر من الام كربلاء؟! وهل هذه الاشواك اقسى من السهام التي اصابت جسد الحسين؟! ثم انك يا حيدر ستنهي هذا العمل بعد ساعة وتأخذ اجرك وترجع للبيت تغسل وترتاح! أنظر يا حيدر لصندوق الثلج وتذكر ان ابا عبد الله كان يطلب الماء ولا يجده!
وكثيرة هي الاسئلة والمقارنة، وفجأة ارتسمت ابتسامة على وجهي لادراكي ببساطة هذا العمل، حملت ادواتي وعدت لانهاء العمل ثانية، وبداخلي صور السهام التي أصابت الامام الحسين، وما ان باشرت بالعمل ونفس الاشواك تنغرس بجسمي، الا ان هذه المرة ومع كل شوكة ابتسم وكأني لا أحس بالالم!
تعجبت وقلت هي نفس الاشواك ونفس الشجرة، ونفس المكان والزمان، فما الذي حصل!.. وما هي الا نصف ساعة لارى ان العمل انتهى، والشجرة قطعت واصبح المنظر جميل جدا.
الرجل صاحب البيت قال لي : لم أكن اتوقع انك ستنهي العمل بهذه السرعة، وكثيرون رفضوا هذا العمل قبلك أو اعطوني سعر عال جدا!.. فما الذي حدث وقد انهيت العمل بنصف ساعة؟!..
فقلت له : اني تذكرت قصة رجل، فساعدتني قصته بانهاء العمل بهذه السرعة!
ya moaood
/
في مرآى الظهيرة
في مرأى الظهيرة
خرجت إلى باحة المنزل، في وقت كانت الشمس فيه تحتضن الأرض بشوق كبير، فعمدت إلى الجلوس تحت خيوط شبه الظلال، والذي نزرته جدران ذو أنفاس ملتهبة.
وفي تلك اللحظات لم يكن يطرق أبواب مسامعي سوى حفيف، تعزفه أوراق لشجرة كبيرة، قد عايشت أفراحنا وأحزاننا، منذ أن قُرِر لها أن تسكن جارة لنا. وصوت آخر تنشده زقزقة ساكنيها.
رحت أتجول، راكباً ناظري ؛ لتجوبا في طرقات كل ما حولي، متمتعا بمنظر رائع، لوحته السماء الزرقاء، عناصره الخضراء المتمثلة بأعالي الأشجار البعيدة.
في تلك اللحظات مررت عيناي على أرضية الباحة، وبينما كنت كذلك إذ استوقفني مشهد، لثلاثة عصافير ظمأى، قد رزقت بما يغني عن ظمأها، من غير أن تحتسب.
تلك قطرات متلألئة، يزفها أنبوب ماء، قد أصيب بعيب مفاجئ. كان مكان رزقها قريبا جدا جدا من مستقرها.
لم أجدها بذلت جهدا كبيرا، بالحصول على مبتغاها، مقارنة لو لم يكن ذلك الحدث، والذي نعتبره حدثا بسيطا في منظورنا. سبحانه من رزاق.
الذي جذبني، وجعلني أكثر دهشة، شعور بالتقصير، بمقابلة من يرزقني بنعم لا تحصى. تلك هي صورتها الرائعة ـ وهي تنعم بما أعطيت. تلك الطريقة التي تعبر عن مدى الشكر والامتنان لواهب النعم. يتجسد جمال صورتها، عندما تضع مناقيرها الصغيرة في الماء، وسرعان ما أشاهدها، وقد رفعت رأسها لتقديم الشكر لله، عن كل ذرة ماء، قد لامست تلك المناقير، وتعمد لفعل ذلك حتى تتمكن من أخذ الكثير الكثير، في لحظاتها الآنية والمستقبلية ((لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ))
كم جميل منظرها ذلك، راكعة تحمد، رافعة تشكر. كأني ألتمس في حالتها هذه، تأدية للصلاة الواجبة والمستحبة، في آن واحد.
رجعت إلى نفسي، موبخاً إياها عن لئيم بخلها، في تقديم الشكر، لمن يرزقها بلا فتور ولا انقطاع.
ام احمد
/
أحبك أمي
كان هناك عرب يسكنون الصحراء طلبا للمرعى لمواشيهم، ومن عادة العرب التنقل من مكان الى مكان حسب ما يوجد العشب والكلأ والماء، وكان من بين هؤلاء العرب رجل له أم كبيرة في السن وهو وحيدها، وهذه الأم تفقد ذاكرتها في أغلب الأوقات، نظرا لكبر سنها، فكانت تهذي بولدها فلا تريده يفارقها، وكان هذارتها يضايق ولدها منها ومن تصرفها معه، وأنه يحط من قدره عند قومه، هكذا كان نظره القاصر!
وفي أحد الأيام أراد عربه ان يرحلوا لمكان آخر، فقال لزوجته : اذا هممنا غدا للرحيل، اتركي امي بمكانها، واتركي عندها زادا وماء حتى يأتي من يأخذها ويخلصنا منها أو تموت!
فقالت زوجته : أبشر سوف انفذ أوامرك!
هم العرب من الغد ومن بينهم هذا الرجل.. تركت الزوجة ام زوجها بمكانها كما أراد زوجها، ولكنها فعلت أمرا عجبا، لقد تركت ولدهما معها مع الزاد والماء، وكان لهما طفل في السنة الأولى من عمره وهو بكرهما، وكان والده يحبه حبا عظيما، فإذا استراح في الشق طلبه من زوجته ليلاعبه ويداعبه.
سار العرب وفي منتصف النهار نزلوا يرتاحون وترتاح مواشيهم للأكل والرعي، حيث إنهم من طلوع الشمس وهم يسيرون.
جلس كل مع اسرته ومواشيه، فطلب هذا الرجل ابنه كالعادة ليتسلى معه.
فقالت زوجته : تركته مع امك، لا نريده!
قال : ماذا؟ وهو يصيح بها!
قالت : لأنه سوف يرميك بالصحراء كما رميت امك!
فنزلت هذه الكلمة عليه كالصاعقة، فلم يرد على زوجته بكلمة واحدة، لأنه رأى أنه أخطأ فيما فعل مع امه.
أسرج فرسه وعاد لمكانهم مسرعا، عساه يدرك ولده وأمه قبل أن تفترسهما السباع، لأن من عادة السباع والوحوش الكاسرة إذا تركت العرب منازلها تخلفهم في أمكنتهم، فتجد بقايا أطعمة وجيف مواش نافقة فتأكلها.
وصل الرجل الى المكان وإذا أمه تضم ولده الى صدرها مخرجة رأسه للتنفس، وحولها الذئاب تدور تريد الولد لتأكله، والأم ترميها بالحجارة، لتبتعد عن ولده.
وعندما رأى الرجل ما يجري لأمه مع الذئاب، قتل عددا منها ببندقيته وهرب الباقي، حمل أمه وولده بعدما قبل رأس امه عدة قبلات، وهو يبكي ندما على فعلته، وعاد بها الى قومه، فصار من بعدها بارا بأمه لا تفارق عينه عينها.
وزاد غلاء الزوجة عند زوجها، وصار اذا شدت العرب لمكان آخر، يكون اول ما يحمل على الجمل امه، ويسير خلفها على فرسه.
*** قطع حبلك السري لحظة خروجك للدنيا وبقي أثره في جسدك
ليذكرك دائما بإنسانة عظيمة كانت تغذيك من جسدها!
سراجي
/
من طرائف العلماء
* جلس نيوتن يوما بجوار احدى السيدات في مأدبة عشاء اقيمت تكريما له, وفجاة سألتة السيدة : قل لي يا مستر نيوتن, كيف استطعت ان تصل الى اكتشافك هذا؟..
وقال العالم الكبير في هدوء المسالة في غاية البساطة : لقد كنت اقضي جانبا من وقتي كل يوم افكر في هذه الظاهرة الغريبة التي تدفع الاشياء الى السقوط على الارض.. ان التفكير وحده يا سيدتي هو الذي هداني في النهاية الى هذا الاكتشاف.
وقالت السيدة : ولكنني اقضي ساعات طويلة من يومي افكر وافكر وبالرغم من ذلك لم استطع ان اكتشف شيئاً..
وقال نيوتن يسألها : وفيم كنت تفكرين يا سيدتي؟..
قالت : في زوجي الذي هجرني, وانفصل عني بالطلاق!..
نيوتن : وهل كنت تفكرين في زوجك بعد الطلاق ام قبله؟..
قالت : بعد طلاقنا طبعا!..
وهنا نظر اليها العالم الكبير وقال : لو ان تفكيرك في زوجك يا سيدتي كان قبل الطلاق, لاستطعت ان تكتشفي انت قانوناً للجاذبية من نوع اخــر!
**********
* سقراط
عندما سأله طالب عن الزواج قال سقراط : طبعاً تزوج!.. لأنك لو رزقت بامرأة طيبة أصبحت سعيداً، ولو رزقت بامرأة شقية ستصبح فيلسوفاً!..
- ألم تكن زوجة سقراط طيبة؟..
- لو كانت كذلك، لما أصبح فيلسوفا!.. إذا كانت نصيحته من واقع تجربة!..
- نعم! لقد أخذت زوجته بالصراخ عليه يوماً، وعندما لم يعرها انتباه، قذفته بالماء!.. فقال لها ببرود : ما زلت ترعدين وتبرقين حتى أمطرتِ!..
**********
* بيكاسو
ذات ليلة عاد الرسام المشهور بيكاسو الى بيته ومعه احد الاصدقاء، فوجد الاثاث مبعثرا والادراج محطمة، وجميع الدلائل تشير الى ان اللصوص اقتحموا البيت في غياب صاحبه وسرقوه. وعندما عرف بيكاسو ما هي المسروقات، ظهر عليه الضيق والغضب الشديد.
سأله صديقه : هل سرقوا شيئا مهما؟..
اجاب الفنان : كلا لم يسرقوا غير اغطية الفراش!..
فقال الصديق يسأل في دهشه : اذن لماذا انت غاضب؟!..
اجاب بيكاسو وهو يحس بكبريائه وقد جرح : يغضبني ان هـولاء الاغبياء لم يسرقوا شيئا من لوحاتي!..
**********
* اسكندر ديماس
ذهب كاتب شاب الى الروائي الفرنسي المشهور اسكندر ديماس مؤلف رواية الفرسان الثلاثة وغيرها، وعرض عليه أن يتعاونا معا في كتابه احدى القصص. وفي الحال اجابه (ديماس) في سخريه وكبرياء : كيــــــف يمكن ان يتعاون حصان وحمار في جر عربة واحدة!..
على الفور رد عليه الشاب : هـذه اهانة يا سيدي!.. كيف تسمح لنفسك ان تصفني بانني حصان!..
**********
* اغاثا كريستي
عندما سئلت الكاتبة الانجليزية اغاثا كريستي : لماذا تزوجت واحدا من رجال الاثار؟..
قالت : لاني كلما كبرت ازددت قيمة عنده!..
**********
* اينشتاين
كان أينشتاين لا يستغني أبدا عن نظارته، وذهب ذات مرة إلى أحد المطاعم، واكتشف هناك أن نظارته ليست معه. فلما أتاه (الجرسون) بقائمة الطعام ليقرأها ويختار منها ما يريد، طلب منه أينشتين أن يقرأها له. فاعتذر الجرسون قائلا : إنني آسف يا سيدي، فأنا أمّي جاهل مثلك!..
**********
* مارك توين
كان الكاتب الأمريكي (مارك توين) مغرما بالراحة، حتى أنه كان يمارس الكتابة والقراء ة وهو نائم في سريره، وقلما كان يخرج من غرفة نومه. وذات يوم جاء أحد الصحفيين لمقابلته، وعندما أخبرته زوجته بذلك قال لها : دعيه يدخل!.. غير أن الزوجة اعترضت قائلة : هذا لا يليق!.. هل ستدعه يقف بينما أنت نائم في الفراش؟!.. فأجابها (مارك توين): عندك حق، هذا لا يليق اطلبي من الخادمة أن تعد له فراشا آخر!
hoda allah
/
المحبة والثروة والنجاح!
خرجت امرأة من منزلها، فرأت ثلاثة شيوخ لهم لحى بيضاء طويلة، وكانوا جالسين في فناء منزلها، لم تعرفهم، وقالت : لا أظنني اعرفكم، ولكن لابد أنكم جوعى! أرجوكم تفضلوا بالدخول لتأكلوا.. سألوها : هل رب البيت موجود؟ فأجابت : لا، إنه بالخارج.. فردوا : إذن لا يمكننا الدخول..
وفي المساء وعندما عاد زوجها أخبرته بما حصل!.. قال لها : اذهبي إليهم، واطلبي منهم أن يدخلوا، فخرجت المرأة، وطلبت إليهم أن يدخلوا، فأجابوا : نحن لا ندخل المنزل مجتمعين، فسألتهم : لماذا؟..
فأوضح لها أحدهم قائلا : هذا اسمه (الثروة) وهو يومئ نحو أحد أصدقائه، وهذا (النجاح) وهو يومئ نحو الآخر، وأنا (المحبة)، والآن ادخلي وتناقشي مع زوجك من منا تريدان أن يدخل منزلكم!..
دخلت المرأة وأخبرت زوجها ما قيل، فغمرت السعادة زوجها وقال : يا له من شيء حسن، وطالما كان الأمر على هذا النحو فلندعو (الثروة)!.. دعيه يدخل ويملأ منزلنا بالثراء!.. فخالفته زوجته قائلة : عزيزي، لم لا ندعو (النجاح)؟..
كل ذلك كان على مسمع من زوجة ابنهم، وهي في أحد زوايا المنزل، فأسرعت باقتراحها قائلة : أليس من الأجدر أن ندعو (المحبة)، فمنزلنا حينها سيمتلئ بالحب؟.. فقال الزوج : دعونا نأخذ بنصيحة زوجة ابننا!.. اخرجي وادعي (المحبة) ليحل ضيفا علينا!..
خرجت المرأة وسألت الشيوخ الثلاثة : أيكم (المحبة)؟ أرجو أن يتفضل بالدخول ليكون ضيفنا!.. نهض (المحبة) وبدأ بالمشي نحو المنزل، فنهض الاثنان الآخران وتبعاه!.
فاندهشت المرأة وسألت كلا من (الثروة) و (النجاح) قائلة : لقد دعوت (المحبة) فقط، فلماذا تدخلان معه؟!..
فرد الشيخان : لو كنت دعوت (الثروة) أو (النجاح) لظل الاثنان الباقيان خارجا، ولكن كونك دعوت (المحبة)، فأينما يذهب نذهب معه!..
*** أينما توجد المحبة، يوجد الثراء والنجاح، ويوجد كل ما هو جميل!..
hoda allah
/
قصة الفتاة ومحطة القطار
بسمة أمل : قصة الفتاة ومحطة القطار
في محطة القطار كانت سيدة في انتظار ركوب القطار، وفي أثناء انتظارها على مقعد على رصيف المحطة شعرت بالجوع، فقامت بشراء بعض البسكويت والشكولاتة، ووضعتهم في حقيبة بجانبها على المقعد..
وكان بجانبها فتاة على نفس المقعد، بدأت تأكل وتمد يدها في كيس الحلويات الخاص بالسيدة، وتأخذ من الكيس وتأكل، وتبتسم للسيدة..
الأمر الذي أصاب السيدة بالعصبية الشديدة، وكانت تحاول أن تكتم غيظها، ولكن الفتاة استمرت في مد يدها والأكل، وكانت تبتسم بمنتهي التلقائية!..
وكانت السيدة غير مصدقة لما يحدث، وتريد أن تقول لها ما هذا التصرف!.. ولكنها بصعوبة امتصت غضبها.. وعندما وصلت الفتاة لأخر قطعة بسكويت قامت بتقسيمها نصفين نصف لها وتركت الآخر للسيدة..
جن جنون السيدة وتركت المكان، وهي تتلفظ بألفاظ غاضبة من هذه الفتاة وأخذت تردد : أين الأخلاق، وأين الذوق، وما هذه التصرفات!..
وفي أثناء موجة الغضب التي انتابتها، وعندما ركبت القطار واستقرت في مقعدها.. فتحت حقيبتها لتأخذ النظارة، وكانت المفاجأة!.. حيث وجدت المأكولات الخاصة بها كما هي في حقيبتها، وما كانت تأكل منه هي كانت المأكولات الخاصة بالفتاة، وكانت الفتاة تبتسم لها، لأنها تشاركها في مأكولاتها!..
*** فهل من الممكن ألا نتسرع في الحكم على الناس وتصرفاتهم، ولا ندخل في خناقات ومشاكل، ونخسر من حولنا من الأصدقاء والجيران، قبل التحقق من ملابسات المحيطة بالموضوع، فلنهدأ قليلاً ولنصبر لنضمن بسمة أمل في حياتنا!
احمد جاسم
/
من قضاء الامام علي عليه السلام
سأل ابو بكر نصرانيان : ما الفرق بين الحب والبغض ومعدنهما واحد؟ وما الفرق بين الحفظ والنسيان ومعدنهما واحد؟ وما الفرق بين الرؤيا الصادقة والرؤيا الكاذبة ومعدنهما واحد؟
فأشار إلى عمر، فلما سألاه أشار إلى علي عليه السلام، فلما سألاه عن الحب والبغض قال : إن الله تعالى خلق الارواح قبل الاجساد بألفي عام، فأسكنها الهواء، فما تعارف هناك ائتلف ههنا، وما تناكر هناك اختلف ههنا.
ثم سألاه عن الحفظ والنسيان فقال : إن الله تعالى خلق ابن آدم وجعل لقلبه غاشية، فمهما مر بالقلب والغاشية منفتحة حفظ وأحصى، ومهما مر بالقلب والغاشية منطبقة لم يحفظ ولم يحص.
ثم سألاه عن الرؤية الصادقة والرؤية الكاذبة فقال عليه السلام : إن الله تعالى خلق الروح وجعل لها سلطانا فسلطانها النفس، فإذا نام العبد خرج الروح وبقي سلطانه، فيمر به جيل من الملائكة وجبل من الجن فمهما كان من الرؤيا الصادقة فمن الملائكة، ومهما كان من الرؤيا الكاذبة فمن الجن، فأسلما عن يديه، وقتلا معه يوم صفين.
خادمة للحسين
/
ذكاء وسرعة بديهة وحنكة وحكمة
تفكير قمة في الإبداع!
في امتحان الفيزياء في جامعة كوبنهاكن بالدانمارك جاء أحد أسئلة الامتحان كالتالي : كيف تحدد ارتفاع ناطحة سحاب باستخدام الباروميتر (جهاز قياس الضغط الجوي)؟
الإجابة الصحيحة : بقياس الفرق بين الضغط الجوي على سطح الأرض وعلى سطح ناطحة السحاب.
إحدى الإجابات استفزت أستاذ الفيزياء، وجعلته يقرر رسوب صاحب الإجابة بدون قراء ة باقي إجاباته على الأسئلة الأخرى.
الإجابة المستفزة هي : أربط الباروميتر بحبل طويل، وأدلي الخيط من أعلى ناطحة السحاب، حتى يمس الباروميتر الأرض، ثم أقيس طول الخيط.
غضب أستاذ المادة، لأن الطالب قاس له ارتفاع الناطحة بأسلوب بدائي ليس له علاقة بالباروميتر أو بالفيزياء.
تظلم الطالب مؤكداً أن إجابته صحيحة ١٠٠ % وحسب قوانين الجامعة عُين خبير للبت في القضية.
أفاد تقرير الحَكم بأن إجابة الطالب صحيحة، لكنها لا تدل على معرفته بمادة الفيزياء. وتقرر إعطاء الطالب فرصة أخرى، لإثبات معرفته العلمية، ثم طَرح علـيه الحَكم نفس السؤال شفهياً.
فكّر الطالب قليلا وقال : لدي إجابات كثيرة لقياس ارتفاع الناطحة، ولا أدري أيها أختار.
فقال الحَكم : هات كل ما عندك.
فأجاب الطالب : يمكن إلقاء الباروميتر من أعلى ناطحة السحاب على الأرض، ويقاس الزمن الذي يستغرقه الباروميتر حتى يصل إلى الأرض، وبالتالي يمكن حساب ارتفاع الناطحة، باستخدام قانون الجاذبية الأرضية.
إذا كانت الشمس مشرقة، يمكن قياس طول ظل الباروميتر وطول ظل ناطحة السحاب، فنعرف ارتفاع الناطحة من قانون التناسب بين الطولين وبين الظلين.
إذا أردنا حلاً سريعاً يريح عقولنا، فإن أفضل طريقة لقياس ارتفاع الناطحة باستخدام الباروميتر هي أن نقول لحارس الناطحة : سأعطيك هذا الباروميتر الجديد هدية، إذا قلت لي كم يبلغ ارتفاع هذه الناطحة؟
أما إذا أردنا تعقيد الأمور فسنحسب ارتفاع الناطحة بواسطة الفرق بين الضغط الجوي على سطح الأرض وأعلى ناطحة السحاب، باستخدام الباروميتر.
كان الحَكم ينتظر الإجابة الرابعة التي تدل على فهم الطالب لمادة الفيزياء، بينما الطالب يعتقد أن الإجابة الرابعة هي أسوأ الإجابات، لأنها أصعبها وأكثرها تعقيداً.
بقي أن نقول أن اسم هذا الطالب هو العالم نيلز بور، وهو لم ينجح فقط في مادة الفيزياء، بل إنه الدانمركي الوحيد الذي حاز على جائزة نوبل في الفيزياء
*** إيّاك والغضب وإيّاك والاستعجال باتخاذ القرار!.. عن أمير المؤمنين علـيه السلام قوله : (بئسَ القَرِينُ الغَضَبُ! يُبدِي المَعـايبَ، وَيُدنِي الشَّرَّ، وَيُباعِدُ الخَيرَ).
خادمة للحسين
/
لا تنتظر شكراً من أحد
لا تنتظر شكراً من أحد
كان هناك رجل جالس على الشاطئ يرقب الموج الهادر، ويستمتع بأشعة الشمس الحارقة، وإذا به يلمح طفلاً يصارع الموج في يأس، وبسرعة ألقى بنفسه في أحضان اليم قاصدًا ذلك الطفل المسكين، أخذ في الاقتراب منه، ولسانه يلهج بالدعاء ألا تسبقه موجة عاتية تحصد هذا الجسد الهزيل.
وعندما وصل إلى الطفل، جاء ه من الخلف، وأمسك بتلابيبه، وجره معه إلى الشاطئ، وارتمى على الرمال في تعب، وصدره يعلو ويهبط في سرعة، وقد أحس بوخز في صدره جراء هذا السباق المفاجئ.
جرى الطفل بعيدًا غير مصدق نجاته، وبقى الرجل ساكنًا على الرمال، يحاول جمع شتات نفسه.
وما هي إلا لحظات إلا و لمح الرجل بطرف عينيه الطفل الذي أنقذه قادمًا، ومعه سيدة، لا شكَّ أنها أمه قد أتت لتشكره، وبالفعل توقفت السيدة، وسألته : أأنت الذي أنقذت طفلي من الغرق؟
فقال لها في تواضع : نعم سيدتي.
فقالت له : إذن أين الساعة التي كانت في معصمه؟!
لا داعي لوصف حالة الذهول والإحباط التي انتابت الرجل، ولا داعي كذلك بالتنبؤ بأنه لن يسدي معروفًا لأحد بعد اليوم.
*** لا تنتظر الشكر على خير فعلته ؛ فتصاب بخيبة أمل وإحباط.
الأفضل أن تطلب بعملك وجه الله، فإذا شكرك الناس ؛ فقد رفعوا عن أنفسهم إثم كتمانه، وإذا جحدوك، ولم يروا جميل صنعك ؛ فعند الله ما هو ير وأبقى، ولقد عرف لك الله حسن فعالك، فما يضيرك إن جحدك الناس.
خادمة للحسين
/
فنجان قهوة من على الحائط
فنجان قهوة من على الحائط
يقول أحد الأشخاص : في مدينة البندقية الإيطالية، وفي ناحية من نواحيها النائية، بينما كنا نحتسي قهوتنا في أحد المطاعم جلس إلى جانبنا شخص وقال للنادل : اثنان قهوة من فضلك، واحد منهما على الحائط!
فأحضر النادل له فنجان قهوة وشربه، لكنه دفع ثمن فنجانين. وعندما خرج الرجـل قام النـادل بتثبيت ورقة علـى الحائط مكتوب فيها : فنجان قهوة واحد!
وبعده دخل شخصان، وطلبا ثلاث فناجين قهوة، واحد منهم على الحائط. فأحضر النادل لهما فنجانين فشرباهما، ودفعا ثمن ثلاث فناجين وخرجا! وقام النادل بتثبيت ورقة على الحائط مرة أخرى، مكتوبٌ فيها فنجان قهوة واحد.
وفي أحد الأيام كنا في نفس المطعم دخل شخص يبدو علـيه الفقر، فقال للنادل : فنجان قهوة من على الحائط! أحضر له النادل فنجـان قهوة فشربه، وخرج من غير أن يدفع ثمنه! ثـم ذهب النادل إلى الحائط وأنزل منه واحدة من الأوراق المعلقـة، ورماها في سلة المهملات..
تأثرنا كثيراً بهذا التصرف الرائع من سكان هذه المدينة، والتي تعكس
واحدة من أرقى أنواع التعاون الإنساني!.. فما أجمل أن نجد من يفكر بأن هناك أناس لا يملكون ثمن الطعام والشراب!.. ونرى النادل يقوم بدور الوسيط، بينهما بسعادة بالغة وبوجـه طلق باسم، ونرى المحتاج يدخل المقهى وبدون أن يسأل هل لي بـفنجان قهـوة بالمجان، فـبنظرة منـه للحائط يعرف أن بإمكانه أن يطلب من دون أن يعرف من تبرع به!
*** كَم نحتاج لـمثل هذا الحائط في حياتنا!
على رجب على
/
موقف جميل
مر شاب برجل فقير (متسول)، فتوقف عنده ليقدم له إحسانا، ولكن لما وضع يده في جيوبه، وجد أنه قد نسي المحفظة، فاعتذر إلى الفقير قائلا : معذرة يا ابي!.. لقد نسيت نقودي بالمنزل، وإن شاء الله ستكون النقود معي عند عودتي.
فرد عليه الفقير قائلا : عفواً يا ابني، لقد أعطيتني أكثر من الجميع!..
فدهش الفتي وقال : لكني يا أبي لم اعطك شيئا!..
فقال له : أنك حين اعتذرت لي، قلت لي يا ابي، وهذه الكلمة لم اسمعها من أحد، وهي اغلى كلمة عندي!..
*** الكلمة الطيبة صدقة.
على رجب على
/
الحجاب
ذكاء معلمة
قامت معلمة في إحدى المدارس بعمل درس نموذجي للطالبات عن الحجاب وفوائدة للمرأة، فعندما أتت الحصة المقررة لعمل هذا الدرس، قامت بتوزيع مجموعة من الحلوى على الطالبات، وهي على نوعين : بعضها كان بغلاف المصنع له، والبعض الآخر بدون الغلاف.
وبعد أن وزعت جميع هذه الحلوى على الطالبات، وجدت أن جميع الطالبات قد أخذوا الحلوى ذات غلاف المصنع.
ثم قالت المعلمة : للطالبات لماذا لم تأخذن الحلوى التي ليس لها غلاف؟..
فكان الجواب بكل تأكيد هو : لأن الحلوى التي ليس لها غلاف قد تكون مجرثمة أو وسخة، وبالتالي تضرنا!..
فقالت المعلمة : هذه الحلوى مثلكن، والغلاف مثل الحجاب، فعندما يأتي الرجل ليتزوج سوف يبحث عن الصالح المفيد، مثل الحلوى المغلف!
نور الأمير(ع)
/
عظمة الامير (ع)
قام احد حكام الدول (وهو من مذهب اهل السنة) بدعوة رجل شيعي الى مجلسه، فلما جاء الرجل قال له الحاكم : اسألك سؤالا ويجب عليك الجواب!..
فقال الرجل : سل!..
قال الحاكم : لم تفضلون علي بن ابي طالب على باقي الصحابة، وبالأخص (الخلفاء الثلاثة)؟ اريد جوابا حكيما ومقنعا!..
ظل الرجل حائرا، يفكر في جواب، فطلب من الله (عز وجل) ان يلهمه حسن الكلام، وقد كان الاعلام يصور الحادثة..
وبينما الجميع في انتظار الجواب، قام الرجل فقال : اليّ بأربعة اقداح فارغة، وبعض الوحل! فاستغربوا من طلبه، لكنهم نفذوه، وجاؤوه بما يريد، فقام بتوسيخ ثلاثة اقداح بالوحل، وترك واحدا نظيفا! ثم قام بغسلهم، وكرر هذا الفعل مرتين وثلاث، الى ان اصبحت كل الأقداح نظيفة.. والكل ينظر إليه مستغربين مما يفعله!
هنا قام الرجل بسؤال الحاكم : لو قدم لك الماء بهذه الاقداح الأربعة فأي قدح ستأخذ؟!
قال الحاكم ومن دون تردد : بلا ادنى شك سآخذ القدح التي لم تتلوث!
فقال الرجل : هكذا نحن مع الامام علي (ع)، فهو لم يلوث قلبه بعبادة الأوثان، ولم يسجد لصنم قط.. اما الصحابة، فقد تلوث قلبهم بالشرك قبل الإسلام!
فتعجب الحاكم من جوابه، وأيده على كلامه!.. وهكذا سدده الله تعالى لفعل الصواب!..
حسن لعيبي رسن الحريشاوي
/
اول من قال
اول من قال : (ما كل بيضاء شحمة، ولا كل سوداء تمرة): قيس بن ثعلبة.
أول من قال : (الحديث ذو شجون) أي يستذكر به غيره : طبه بن آد بن طابخة بن إلياس.
أول من قال : (الدال على الخير كفاعله): اللجيج بن شنيف اليربوعى.
أول من قال : (انصر أخاك ظالما أو مظلوما): جندب بن العنبر بن عمرو بن تميم.
أول من قال : (إن غدا لناظره قريب): قراد بن اخدع.
أول من قال : (تجوع الحرة ولا تأكل بثدييها): الحارث بن سليل الاسدى.
أول من قال : (زر غبا تزدد حبا): معاذ بن صرم الخزاعى.
أول من قال : (أهلا ومرحبا)= سيف بن ذي يزن الحميرى.
أول من قال : (هلم جرا): عائذ بن يزيد اليشكرى.
أول من قال : (لبيك اللهم لبيك): الملائكة.
أول من قال : (سبحان الله): سيدنا جبريل عليه السلام.
أول من قال : (أن العالم أصبح قرية): الفيلسوف الكندي / مارشال ماكلوهان.
أول من قال : (رب أخ لك لم تلده أمك): هو لقمان بن عباد.
أول من قال : (سبحان ربي الأعلى): إسرافيل عليه السلام.
أول من قال : (إنَّ الْعَصَا مِنَ الْعُصَيَّة): ِ الأفْعَى الْجُرْهُمي.
اول من قال : (من استرعى الذئب ظلم): اكثم بن صيفي.
أول مَنْ قال : (إنَّ الْبَيْعَ مُرْتَخَصٌ وَغَالٍ): أُحَيْحَة ُ بن الجُلاَح الأوْسِيُّ سيد يثرب.
اول من قال : (الحمد لله لا شريك له.. من لم يقلها فنفسه ظَلما): الجعدي
أول من قال : (خَالِفْ تذْكَرْ): الحُطَيئة.
أول من قال : (رب أخ لك لم تلده أمك): لقمان بن عباد.
أول من قال : (خَلاَ لَكِ الْجَوُّ فَبِيضِي وَاصْفِرِي): طَرَفَة بن العبد الشاعر. وذلك أنه كان مع عمه في سَفَر وهو صبي، فنزلوا على ماء، فذهب طَرَفة بفُخَيخ له، فنصبه للقَنَابر، وبقي عامة يومه فلم يَصِدْ شيئاً، ثم حمل فخه ورجع إلى عمه، وتحملوا من ذلك المكان، فرأى القنابر يَلْقطْنَ ما نثر لهن من الحبِّ فقال :
يا لك من قنبَرَة ٍ بمَعْمَرِ... خَلاَ لَكِ الجوُّ فَبِيضِي وَاصْفِرِي
يضرب في الحاجة يتمكن منها صاحبها.
أول من قال : (رَأْسٌ بِرَأْسٍ وَزِيَادَة ِخَمسِمائَة): الفرزدق. في بعض الحروب وكان صاحب الجيش قال : مَنْ جاء ني برأسٍ فله خمسمائة درهم، فبرز وجل وقتل رجلا من العَدُو، فأعطاه خمسمائة درهم، ثم برز ثانية فقُتِل فبكى أهلُه عليه، فقال الفرزدق : أما تَرضَوْن أن يكون رأسٌ برأسٍ وزيادة خمسمائة. فذهبت مثلا.
أول من قال : (رُبَّ ساعٍ لِقاعِدٍ): النابغة الذبياني. وكان وفَدَ إلى النعمان بن المنذر وفودٌ من العرب، فيهم رجل من بني عَبْس يقال له شقيق، فمات عنده، فلما حبا النعمانُ الوفودَ بعث إلى أهل شقيق بمثل حِباء الوَفْد، فقال النابغة حين بلغهُ ذلك : ربَّ ساعٍ لقاعد.
أول مَنْ قال : (رُبَّ قَوْلٍ يُبْقِى وَسْماً): أعرابي. وكان رَثَّ الحال، فقال له رجل : يا أعرابي واللّه ما يسرني أن أبيتَ لك ضيفاً!.. قال الأعرابي : فواللّه لو بتَّ ضيفاً لي، لأصبحت أبْطَنَ من أمك، قبل أن تلدك بساعة!.. إنا إذا أخْصَبْنا، فنحن آكَلُ للمأدوم، وأعطى للمحروم، ولَرُبَّ قول يبقى وَسْما، قد رَدَّه منا فعال تَحْسِم ذما. فذهبت من قوله مثلا.
أول من قال : (أَسَاء سَمْعاً فأَساء إجَابَة): سُهَيل بن عَمْرو أخو بني عامر بن لؤي. وكان تزوج صفية بنت أبي جهل بن هشام، فولدت له أنَسَ بن سُهْيل، فخرج معه ذات يوم، وقد خرج وَجْهُه يريد الْتَحَى، ِ فوقفا بحَزَوَّرَة مكة، فأقبل الأخنس ابن شَرِيق الثقفي فقال : مَنْ هذا؟ قال سهيل : ابني قال الأخنس : حَيَّاكَ اللّه يا فتى. قال : لا واللّه ما أمي في البيت، انطلَقَتْ إلى أم حنظلة تَطْحَنُ دقيقاً. فقال أبوه : أساء سَمْعاً فأساء إجَابة. فأرسلها مثلا فلما رجَعا قال أبوه : فَضَحَني ابنُكَ اليوم عند الأخنس، قال كذا وكذا!.. فقالت الأم : إنما ابني صبي قال سهيل : (أشْبَهَ امرؤٌ بعضَ بَزِّه) فأرسلها مثلا.
أول من قال : (اسْعَ بِجَدَّكَ لاَ بِكَدِّكَ): حاتم بن عميرة الهَمْدَاني. وكان بَعَثَ ابنيه الحِسْلَ وعاجنة إلى تجارة، فلقي الحِسْلَ قومٌ من بني أسد، فأخذوا ماله وأسروه، وسار عاجنة أياما، ثم وقع على مالٍ في طريقه من قبل أن يبلغ موضع مَتْجَره، فأخذه ورجع.
أول من قال : (أَشْبَهُ مِنَ الماء ِبِالماء): أعرابي وذكر رجلا فقال : واللّه لولا شَوَار به المُحِيطة بفمه، ما دَعَتْه أمهُ باسمه، ولهو أشْبَه بالنساء من الماء بالماء. فذهبت مثلا.
أول من قَال : (فِي النُّصْحِ لَسْعُ العَقَارِبِ): عُبَيْد بن ضيربة النَّمَرِي. وذلك أنه سَمِعَ رجلاً يَقَعُ في السلطان فَقَال : ويحك إنك غُفْل لم تَسِمْكَ التَّجَارِب، وفي النصح لَسْعُ العقارب، وكأنني بالضاحكِ إليك باكياً عليك. فذهب قوله مَثَلاً.
أولُ مَنْ قَال : (كلُّ شَاة بِرِجْلِهَا مُعَلَّقَة) - (لَيْسَ الخَبرُ كالمُعَايَنَة): ِ قَال المفضل : يروى أن رسول الله (ص) قاله، وكذلك قوله : (مات حَتْفَ أنفِهِ)، و (يا خَيْلَ الله ارْكَبِى).
أول من قال : (أكْثِرْ مِنَ الصَّدِيقِ فإنك على العدُوِّ قادِر): فيما ذكر الكلبي - أبْجَرُ بن جابر العِجْلِيُ.
أول مَنْ قَال : (لَيْسَ لِرَجُلٍ لُدِغَ مِنْ جُحْرٍ مَرَّتَيْنِ): عُذْرٌ الحارث بن خَزَاز. وكان من قَيْس بن ثعْلَبة، وكان أَخْطَبَ بَكْرى ٍّ بالبصرة، فخطب الناس لما قتل يزيد بن المهلب، فحمد الله وأثنى عليه ثم قَال : أيها النَّاسُ إن الفتنة تُقْبِلُ بشُبْهة، وتُدْبر ببَيَان، وليس لرجل لُدِغَ من جُحْر مرتين عذر، فاتقوا عَصَائبَ تأتيكم من قبل الشام، كالدِّلاَء قد انقطعت أوذامها ثم نزل. فروَى الناس خطبته وصار قوله مَثَلاً.
أولُ من قَال : (لاَ يأبى الكَرَامة إلاَّ حِمَارٌ) قَال المفضل قال ذلك أميرُ المؤمنين علي (ع)، وذلك أنه دخل عليه رجلان فرمى أحدهما بوِسَادتين، فقعَدَ أحدُهما على الوِسَادة ولم يقعد الآخَر، فَقَال علي : اقْعُد على الوِسَادة، لا يأبى الكرامة إلا حمار، فقعد الرجل على الوسادة.
أول من قَالَ : (المَوْتُ دُونَ الجَمَلِ المُجَلّلَ): عبدُ الرحمن بن عَتَّاب بن أَسِيد بن أبي العاص بن أمية، وكان يقاتل يوم الجمل ويرتجز :
وَاْلمَوتُ دُونَ الَجَمَلِ الْمُجَلَلِ
أول من قال مصطلح : (العالم الثالث): هو نهرو.
أوّل من قال : (إن الأرض تدور حول الشمس)، أَرِيْستَارْكُوس السَامُوسي، فَلَكِيٌّ يونانيّ، عاش في القرن الثالث قبل الميلاد. ولا يُعلم كيف برّر هذا الزعم. ولم تصلنا كتاباته في هذا الموضوع، ولكن فكرته اقتبسها أرخميدس، عالم الرياضيات اليوناني. وفي الرسالة التي بقيت لأريستاركوس، في أحجام ومسافات الشمس والقمر، لم يقل شيئًا عن نظريته لحركة الأرض.
أول من قال : (أما بعد): قس بن ساعدة.
أول من قال : (مرحباً وأهلاً): سيف بن ذي يزن، قالها لعبد المطلب جد الرسول.
أول من قال : (ان الماء يتكون من أكسجين وهيدروجين): هنري كافندش.
أول من قال : (الوقاية خير من العلاج): لويس باستير.
أول من قال : (بكروية الأرض): ماجــــلان.
أول من قال : (لا إله إلا الله الواحد القهار): نـــــوح عليه السلام.
أول من قال : (البينة على من ادعى، واليمين على من أنكر): داود عليه السلام.
أول من قال : (القريض والرجز): يعرب بن قحطان.
اول من قال : (بأن الماء الملوث ينقل الجراثيم): ابن سينا.
اول من قال : (حمي الوطيس) الرسول محمد (ص).
اول من قال : (بأن المادة مؤلفة من جسيمات منفصلة) هو : لوكيبوس الميليتي، في القرن الخامس ق. م
أول من قال : (سمن كلبك يأكللك): هو حازم بن المنذر.
أول من قال : (لا سيف إلاّ ذو الفقار ولا فتى إلا علي): جبرائيل عليه السلام يوم معركة أحد، وسمعه المسلمون كافة.
نور الأمير(ع)
/
شاب ينادي على بيع والدته!
كان شاب على منصة حفل عرسه جالسا برفقة زوجته، فجأة قام الشاب وقال : ايها الحضور من يشتري أمي؟!..
وصار يكرر سؤاله : من يشتري أمي؟!.. والحضور ينظرون له بدهشة واستغراب، مما جعلهم لا يستطيعون اجابته..
فعندما رأى انه لا أحد يجيب، قال : لا احد يشتري أمي، اذن، انا سأشتري أمي، فقام بحملها على ظهره، ورمى الخاتم بوجه زوجته، وأخذ أمه، وترك الكل في استغراب من فعله وراح مغادرا الحفل!..
ولا أحد يعرف سبب هذا الفعل، فسأله والد الزوجة عن فعله، فقال الشاب : ان ابنتك قد قالت لي : اخرج امك من الحفل، فإن وجودها لا يروق لي ويزعجني، ومنظرها مخجل!.. ان مثل هذه الزوجة تجلب لي غضب الله، لا رضاه ونقمته لا نعمته!..
وبعد عدة ايام من انتشار الحادثة بين سكان منطقته، جاء ه رجل قال له :
هل انت الذي فعل كذا وكذا؟.. قال : نعم, انا هو.. قال له الرجل : قد زوجتك ابنتي، بلا نقد وبلا تكاليف.
*** نعم ما فعله الشاب!.. قال تعالى : (وقضى ربك الا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين احسانا).
طيف المحبة
/
قصة راقت لي
كان هناك إمبراطوراً في اليابان، يقوم بإلقاء قطعة نقدية قبل كل حرب يخوضها، فإن جاء ت صورة يقول للجنود : سننتصر، وإن جاء ت كتابة يقول لهم : سنتعرض للهزيمة.
لكن الملفت في الأمر أن هذا الرجل لم يكن حظه يوماً كتابة، بل كانت دوماً القطعة تأتي على الصورة، وكان الجنود يقاتلون بحماس حتى ينتصروا.
مرت السنوات وهو يحقق الانتصار تلو الأخر، حتى تقدم به العمر فجاء ت لحظاته الأخيرة وهو يحتضر، فدخل عليه ابنه الذي سيكون إمبراطوراً من بعده وقال له : يا أبي، أريد منك تلك القطعة النقدية، لأواصل وأحقق الانتصارات.
فأخرج الإمبراطور القطعة من جيبه، فأعطاه إياها فنظر الابن الوجه الأول فكان صورة، وعندما قلبه تعرض لصدمة كبيرة، فقد كان الوجه الأخر صورة أيضا!..
وقال لوالده : أنت خدعت الناس طوال هذه السنوات!.. ماذا أقول لهم الآن!.. أبي البطل مخادع؟!..
فرد الإمبراطور قائلا : لم أخدع أحدا.. هذه هي الحياة، عندما تخوض معركة يكون لك خياران : الخيار الأول : الانتصار، والخيار الثاني : الانتصــار!.. الهزيمة تتحقق اذا فكرت بها، والنصر يتحقق اذا وثقت به!
*** لذلك : لا نتغلب على هموم الحياة بالحظ، ولكن بالثقـة بالله وارادة النفـس.
طيف المحبة
/
قصة قصيرة
قصة قصيرة وعبرة كبيرة
ثار فلاح على صديقه وقذفه بكلمة جارحة، ولما عاد إلى منزله هدأت أعصابه، وبدأ يفكر باتزان : كيف خرجت هذه الكلمة من فمي؟!.. ينبغي أن أقوم وأعتذر لصديقي!..
فعاد الفلاح إلى صديقه، وفي خجل شديد قال له : أسف، فقد خرجت هذه الكلمة عفوا مني، اغفر لي!..
قَبِلَ الصديق اعتذاره، لكن عاد الفلاح ونفسه مُرة، كيف تخرج مثل هذه الكلمة من فمه، ولم يسترح قلبه لما فعله، فالتقي بحكيم القرية واعترف بما ارتكبه، قائلا له : أريد أن تستريح نفسي، فإني غير مصدق أن هذه الكلمة خرجت من فمي.
قال له الحكيم : إن أردت أن تستريح املأ جعبتك بريش الطيور، واعبر على كل بيوت القرية، وضع ريشة أمام كل منزل.
في طاعة كاملة نفذ الفلاح ما قيل له، ثم عاد إلى الحكيم متهللا، فقد أطاع!..
الرجل الحكيم طلب منه طلبا جديدا : اذهب اجمع الريش من أمام الأبواب.
عاد الفلاح ليجمع الريش، فوجد الرياح قد حملت الريش، ولم يجد إلا القليل جدا أمام الأبواب، فعاد حزينا!..
عندئذ قال له العجوز الحكيم : كل كلمة تنطق بها، أشبه بريشة تضعها أمام بيت أخيك. ما أسهل أن تفعل هذا؟!.. لكن ما أصعب أن ترد الكلمات إلى فمك، لتحسب نفسك كأن لم تنطق بها!
*** كثيراً ما نخطأ في حق الآخرين، وكثيراً ما يخطئون في حقنا.. ولكن متى نعتذر؟.. كيف نعتذر؟.. أحيانا لا يكفي الاعتذار!..
خادم الحجة(عج)
/
بهلول في المقهى
بهلول في المقهى
بهلول رائع في كل تصرفاته، والتي تنم عن حكمة وثقافة وإبداع، ودائما يجعل الطرف الآخر هو من يوقع نفسه بنفسه, هذه المرة كانت لبهلول هذه القصة.
دخل بهلول في احدى المقاهي، وهي مكتظة بالجالسين، واغلبهم شباب، وكانت لها واجهة عريضة على الشارع العام، بحيث انها تطل على المارة, جلس بهلول خلف شابين، بحيث اصبح ظهره بظهر الشابين، وكان بيد احدهم مفكرته الخاصة، وبدأ الشابين بالحديث فيما بينهم.
مرت من امامهم امرأة محجبة تمشي على استحياء وهي ممسكة بعباء تها بشكل محكم، وخلف المرأة بنتين من غير حجاب.
فقال الاول : ارى ان المرأة في بلدنا لا زالت تعاني من التخلف.
الثاني : ما هو دليلك على ذلك؟
الأول : ان الحجاب اصبح موضة قديمة، ونحن نعيش الان عصر التطور والحضارة، وأصبحت المرأة تقتحم شتى ميادين الحياة.
الثاني : بالفعل لا زالت المرأة تعيش العهود الماضية.
استمع البهلول لحديثهم، ولكنه لم يرد عليهم, وبدأ الشابان في موضوع آخر، فتعمد بهلول الى ان يجعل اذنه بالقرب من افواههم، بطريقة توحي على التجسس، فاستغرب الشابان من هذه الحركة الغريبة.
فقال الاول : اخي لماذا تمد راسك بيننا؟
بهلول : عفوا لأستمع الى حديثكم!
الثاني : وما هذا الفضول من جنابكم؟!
بهلول : عفوا لماذا الفضول؟!
الاول : عندما تريد ان تستمع لخصوصيتنا ماذا يسمى؟
بهلول : هل من الممكن ان اطلع على مفكرتك هذه؟!
الأول : عجبا عليك, لا نرضى ان تتجسس علينا، والآن تريد مفكرتي الخاصة لتطلع عليها ما أمرك؟!
بهلول : نحن الان في عصر التطور والحرية، فلماذا تمنعني من الاطلاع على خصوصياتك؟!
الثاني : لم ار رجلا احمق مثلك!
بهلول : بربكما هل ان المرأة التي ترتدي الحجاب لتخفي زينتها من خصوصيتها، ام من خصوصيتكم؟!.. فإذا كانت بضع كلمات منطوقة او مكتوبة، نرفض اطلاع الغير عليها، فهل من المنطق ان نطلب من المرأة ان تطلعك على خصوصيتها؟!
انذهل الشابان واخرّسا، وأكمل حديثه بهلول : وللعلم لو قبلت انت ان اطلع على خصوصياتك لا يحاسبك الله، ولو قبلت المرأة ان تطّلع على خصوصيتها سيحاسبها الله، فأيهما احق بالنقد انتما، ام المرأة المحجبة؟
طيف المحبة
/
قصة أعجبتني
قصة أعجبتني
فتاة صغيرة لا يتجاوز عمرها الست سنوات، بائعة مناديل ورقية، تسير حاملة بضاعتها على ذراعها الصغير. فمرت على سيدة تبكي، توقفت أمامها لحظة تتأملها، فرفعت السيدة بصرها للفتاة والدموع تغرق وجهها،
فما كان من هذه الطفلة إلا أن أعطت للسيدة مناديل من بضاعتها،
ومعها ابتسامة من أعماق قلبها المفعم بالبراء ة، وانصرفت عنها، حتى قبل أن تتمكن السيدة من إعطائها ثمن علبة المناديل.
وبعد خطوات استدارت الصغيرة ملوحة للسيدة بيدها الصغيرة، وما زالت ابتسامتها الرائعة تتجلى على وجهها الطفولي.
عادت السيدة الباكية إلى إطراقها، ثم أخرجت هاتفها الجوال، وأرسلت رسالة : آسفة، حقك علي!.. وصلت هذه الرسالة إلى زوجها الجالس في المطعم مهموم حزين، فلما قرأها ابتسم، وما كان منه إلا أنه أعطى (الجرسون) خمسين جنيهاً، مع أن حساب فاتورته خمس جنيهات فقط!..
عندها فرح هذا العامل البسيط بهذا الرزق، الذي لم يكن ينتظره، فخرج من المطعم، ذهب إلى سيدة فقيرة تفترش ناصية الشارع تبيع حلوى، فاشترى منها بجنيه، وترك لها عشرة جنيهات صدقة، وانصرف عنها سعيداً مبتسما..
تجمدت نظرات العجوز على الجنيهات، فقامت بوجه مشرق، وقلب يرقص فرحاً، ولملمت فرشتها وبضاعتها المتواضعة، وذهبت للجزار تشتري منه قطعاً من اللحم، ورجعت إلى بيتها لكي تطبخ طعاماً شهياً، وتنتظر عودة حفيدتها، وكل ما لها من الدنيا. جهزت الطعام وعلى وجهها نفس الابتسامة التي كانت السبب في أنها ستتناول اللحم، لحظات وانفتح الباب ودخل البيت الصغيرة بائعة المناديل متهللة الوجه، وابتسامة رائعة تنير وجهها الجميل الطفولي البريء.
*** لو رسمت بسمة على وجهك، فسترى الدنيا مشرقة.
*** أحسن إلى الناس بأنواع الإحسان ينشرح صدرك.
عبد ابق
/
حكم ووصايا
قال الا سكندر لاصحابه : ان مت ووضعتموني في التابوت، اخرجوا يداي منه.
قالوا : ياملك الملوك لماذا؟..
قال : ليعلم الناس اني بعد هذا الملك، خرجت خالي اليدين!
خادمة للحسين
/
الاعلان والأعمى
جلس رجل أعمى على إحدى عتبات عمارة، واضعا قبعته بين قدميه، وبجانبه لوحة مكتوب عليها : أنا أعمى أرجوكم ساعدوني!
فمر رجل إعلانات بالأعمى، ووقف ليرى أن قبعته لا تحوي سوى قروش قليلة، فوضع المزيد فيها. ودون أن يستأذن الأعمى أخذ لوحته، وكتب عليها عبارة أخرى، وأعادها مكانها ومضى في طريقه.
لاحظ الأعمى أن قبعته قد امتلأت بالقروش والأوراق النقدية، فعرف أن شيئا قد تغير، وأدرك أن ما سمعه من الكتابة هو ذلك التغيير، فسأل أحد المارة عما هو مكتوب عليها فكانت الآتي : نحن في فصل الربيع، لكنني لا أستطيع رؤية جماله!
** غير وسائلك عندما لا تسير الأمور كما يجب!
طيف المحبة
/
اصلح عيوبك
انتقل رجل مع زوجته الى منزل جديد، وفي صبيحة اليوم الأول، وبينما كانا يتناولان وجبة الافطار، قالت الزوجة مشيرة من خلف زجاج النافذة المطلة على الحديقة المشتركة بينهما وبين جيرانهما : انظر يا عزيزي، إن غسيل جارتنا ليس نظيفا كما ينبغي، لابد أنها تشتري مسحوقا رخيصا!..
ثم دأبت الزوجة على إلقاء نفس التعليق، في كل مرة ترى جارتها تنشر الغسيل!..
وبعد شهر اندهشت الزوجة عندما رأت الغسيل نظيفا، على حبال جارتها، فقالت لزوجها : انظر، أخيرا تعلمت جارتنا كيف تغسل!..
فأجاب الزوج : عزيزتي، لقد نهضت مبكرا هذا الصباح، ونظفت زجاج النافذة التي تنظرين منها!..
** أصلح عيوبك قبل أن تنظر لعيوب الآخرين!.. الانسان يرى القشة فى عين أخيه، ولا يرى الخشبة فى عينه!
طيف المحبة
/
قصة أعجبتني
في يوم من الأيام كان هناك رجل ثري جداً، قرر أن يصطحب ابنه في رحلة إلى بلدة فقيرة، وكان هدفه من الرحلة أن يريه كيف يعيش الفقراء!
أمضى الأب وابنه أياماً وليال، في مزرعة تعيش فيها أسرة فقيرة..
وفي طريق العودة من الرحلة، سأل الأب ابنه : كيف كانت الرحلة؟
قال الابن : كانت الرحلة ممتازة!
قال الأب : هل رأيت كيف يعيش الفقراء؟
قال الابن : نعم.
قال الأب : أخبرني ما تعلمت من تلك الرحلة؟
قال الابن : لقد رأيت أننا نملك كلباً واحداً، وهؤلاء الفقراء يملكون أربعة!
كما أننا نمتلك بركة ماء في وسط الحديقة، أما هؤلاء الفقراء فلديهم جدول يمر من أمام بيوتهم!
لقد جلبنا الفوانيس لنضيء حديقتنا، وهم لديهم النجوم تتلألأ في السماء!
باحة بيتنا تنتهي عند الحديقة الأمامية، ولهم امتداد الأفق!
لدينا مساحة صغيرة نعيش عليها، وعندهم مساحات تتجاوز تلك الحقول!
لدينا خدم يقومون على خدمتنا، وهم يقومون بخدمة بعضهم البعض!
نحن نشتري طعامنا، وهم يأكلون ما يزرعون!
نحن نملك جدراناً عالية لكي تحمينا، وهم يملكون أصدقاء يحمونهم!
كان والد الطفل صامتاً، عندها أردف الابن قائلاً : شكراً لك يا أبي لأنك أريتني كيف أننا فقراء!
طيف المحبة
/
الطفل والخريطة
الطفل والخريطة
بينما كان الوالد يتصفح إحدى المجلات ومأخوذا بقراء ة أحدِ المقالات، كان ابنُه الصغير يأتي إليه من وقتٍ لآخر، حاملاً بيدِه خريطة العالمِ، ليسألَه عن مواقع البلدان، فكانَ الوالد يطلبُ من ابنه أن يتركه للحظات، لكي يركّز على قراء ة المقال حتى النهاية، لكنْ من دونِ جدوى!..
حتى ثار غضب الوالد على ابنه، فأمسك بالخارطة ومزّقَها!.. عندها أخذ الولد يصرخ عالياً، ويجهش بالبكاء، حتى تعثّر على الوالد قراء ة المقال..
ففكر الوالدُ بمكيدة يرضي بها الولد، فقال له : إن استطعتَ أن تعيد الخريطة إلى ما كانت عليه سابقا، سوف أقول لك وأشرحُ كلَّ البلدان التي تسألني عنها.
ظناً منهُ أنه يستحيل عليه إعادة تركيبِ الخريطة كما كانت، وهكذا يكون لديه متسع من الوقت الكافي يطالع المقال براحة.
بعد عدة دقائق قليلة، فاجأ الولد والده وهُو يحمِل الخريطة من جديد قائلا : هيا بابا، قل لي أين تقعُ هذه البلدان؟..
تعجّب الوالد من ابنه وقال له : يا بنى، قل لي كيف استطعت بهذه السرعة إعادة الخريطة إلى ما كانت قبلاً؟!..
أجابَ الولد ضاحكا : بابا، على الجهة ِ الأخرى من الخريطة صورة ُ إنسان، أصلحت الإنسان فصلح العالم!..
خادمة ام البنين
/
لاتجعلو للشيطان عليكم سبيلا
رجل استيقظ مبكرا ليصلي صلاة الفجر في المسجد، لبس وتوضأ وذهب الى المسجد، وفي منتصف الطريق تعثر ووقع وتوسخت ملابسه، قام ورجع إلى بيته وغير ملابسه وتوضأ وذهب ليصلي، وفي نفس المكان تعثر ووقع واتسخت ملابسه، قام ورجع إلى بيته وغير ملابسه وتوضأ وخرج من البيت، لقي شخص معه مصباح سأله : من أنت؟.. قال انا رأيتك وقعت مرتين، وقلت أنور لك الطريق إلى المسجد.. ونور له الطريق للمسجد، وعند باب المسجد قال له : ادخل لنصلي.. رفض الدخول، وكرر طلبه لكنه رفض وبشدة الدخول للصلاة، فسأله : لماذا لا تحب ان تصلي؟.. قال له : انا الشيطان، انا اوقعتك المرة الاولى لكي ترجع الى البيت ولا تصلي بالمسجد ولكنك رجعت، ولما رجعت الى بيتك غفر الله لك ذنوبك، ولما اوقعتك المرة الثانية ورجعت الى البيت غفر الله لأهل بيتك، وفي المرة الثالثة خفت ان اوقعك فيغفر الله لأهل قريتك!..
فلا تجعلوا للشيطان عليكم سبيلا!
د.نور
/
مما راق لي ونقلته
يحكى ان رجلا عجوزا كان جالس مع ابن له يبلغ من العمر ٢٥ سنة في القطار، وبدا الكثير من البهجة والفضول على وجه الشاب الذي كان يجلس قرب النافذة..
اخرج يده من النافذة وشعر بمرور الهواء فصرخ قائلا : ابي انظر، جميع الاشجار تسير ورائنا!.. فتبسم الرجل العجوز متماشيا مع فرحة ابنه..
وكان يجلس بجانبهم زوجان، ويستمعون الى ما يدور من حديث بين الاب وابنه، وشعروا بقليل من الاحراج، فكيف يتصرف شاب في هذا العمر كالطفل؟..
فجاة صرخ الشاب مرة اخرى : ابي، انها تمطر والماء لمس يدي!.. انظر يا ابي!..
وفي هذه اللحظة لم يستطع الزوجان السكوت، وسالوا الرجل : لماذا لا تقوم بزيارة الطبيب والحصول على علاج لابنك؟..
هنا قال الرجل العجوز : اننا قادمون من المستشفى، حيث ان ابني اصبح بصيرا لأول مرة في حياته!..
طيف المحبة
/
كرم الله تعالى
رجل عمره تسعين عاما، عانى من مشكلة مياه في العين، ولم يتمكن من الرؤية لعدة ايام.
وبعد ازدياد الالم والمعاناة، زار طبيب وأقترح عليه ان يعمل عملية، فوافق الرجل على الفور للتخلص من الالم.
بعد نجاح العملية حضر الدكتور الى المريض، واعطاه بعض الادوية، وكتب له الخروج مع فاتورة المستشفى.
وعندما نظر لها الرجل، بدأ في البكاء، فقال له الطبيب : اذا كانت الفاتورة باهظة السعر عليك، من الممكن ان نعمل لك تخفيض يناسبك.
قال الرجل : ليس هذا ما يبكيني. ما يبكيني هو ان الله اعطاني نعمة البصر تسعين عاما، ولم يرسل لي فاتورة مقابل ذلك.
كم انت كريم يا الله على عبادك!.. ولا ندرك نعمك الا بعد ما نفقدها!..
طيف المحبة
/
ولو كنت فظاً غليظ القلب لانفضو من حولك
دخل لص بيت مالك بن دينار رحمه الله، فبحث عن شيء يسرقه فلم يجد، ثم نظر فإذا بمالك يصلي، فعندها سلم مالك، ونظر إلى اللص فقال : جئت تسأل عن متاع الدنيا فلم تجد فهل لك في الآخرة من متاع؟!.. فاستجاب اللص وجلس وهو يتعجب من الرجل!.. فبدأ مالك يعظ فيه، حتى بكى، وذهبا معاً إلى الصلاة. وفي المسجد تعجب الناس من أمرهما : أكبر عالم مع أكبر لص، أيعقل هذا!.. فسألوا مالكاً، فقال لهم : جـــــاء ليسرقنـــــــا، فسرقنـــــا قلبـــــــه!..
طيف المحبة
/
ماذا لو لم تفتح...؟
ماذا لو لم تفتح...؟
أوصلت الأم ابنتها ذات العشرة أعوام إلى منزل جدتها لحين عودتها من عملها، فاستقبلت الجدة حفيدتها بوابل من القبلات الحارة والأحضان الدافئة.. ولكن سرعان ما شعرت الجدة بالضجر من كثرة ثرثرة تلك الطفلة، بالرغم من محاولاتها العديدة لإقناعها بالتقليل من الكلام!.. فقررت الجدة التطرق إلى حل هذه المشكلة بطريقة أخرى!..
قامت الجدة وأحضرت معدات الصيد، وأمسكت بيد حفيدتها ودعتها للذهاب إلى بحيرة الحديقة - التي تقع بالقرب من منزلها - ووضعت الجدة الطعم في سنارة الصيد، وألقت بها في البحيرة، وبعد فترة وجيزة أخرجت الجدة السنارة بمساعدة الحفيدة، ووجدتا أول سمكة يصطادانها، ففرحت الطفلة بهذا النجاح الرائع وابتسمت الجدة لفرح حفيدتها، ولكنما يدور في عقل الجدة كان شيئا آخر بعيداً عن صيدالسمك!..
فبادرت حفيدتها بسؤال : برأيك يا صغيرتي كيف استطعنا صيد السمكة؟..
فقالت : لقد ألقينا لها الطعم يا جدتي فأكلته، وحينئذ تمكنا من اصطيادها.
قالت الجدة : أحسنت!.. ماذا لو لم تفتح السمكة فمها؟!..
قالت : لم تتمكن من أكل الطعم يا جدتي، وبالتالي لن نستطيع اصطيادها.
قالت الجدة : يا لك من فتاة ذكية!.. أتعلمين أنكِ تشبهين تلك السمكة الصغيرة؟!..
قالت لها : وكيف ذلك يا جدتي؟!..
قالت الجدة : نعم يا صغيرتي، فالسمكة التي تبقي فمها مغلقا لن يصيدها أحد، أما التي تفتح فمها فهي السمكة التي يستطيع الناس اصطيادها بسهولة ؛ لذلك يا ابنتي أغلقي فمك ؛ لأن الكثير من الناس يتمنى أن يتصيد أخطائك.
** وأنتم احذروا أن تكونوا أسماكاً سهلة الصيد، لذوي النفوس المريضة!..
طالبه الشفاعه
/
زياره عاشوراء
عن الثّقة الأمين الحاج محمّد عليّ اليزدي قال : كان في يزد رجل صالح فاضل مشتغل بنفسه ومواظب لعمارة رمسه، يبيت في اللّيالي بمقبرة خارج بلدة يزد تُعرف بالمزار، وفيها جملة من الصّلحاء، وكان له جار نشأ معه من صغر سنّه عند المُعلّم وغيره إلى أن صار عشّاراً، وكان كذلك إلى أن مات ودفن في تلك المقبرة قريباً من المحلّ الَّذي كان يبيت فيه الرّجل الصّالح المذكور.
فرآه بعد موته بأقلّ من شهر، في المنام في زيّ حسن، وعليه نضرة النّعيم، فتقدّم إليه وقال له : إني عالم بمبدئك ومنتهاك وباطنك وظاهرك، ولم تكن ممّن يحتمل في حقّه حسن الباطن، ولم يكن عملك مقتضياً إلا العذاب والنكال، فبم نلت هذا المقام؟!..
قال : نعم الأمر كما قلت، كنت مقيماً في أشدّ العذاب من يوم وفاتي إلى أمس، وقد توفّيت فيه زوجة الأستاذ أشرف الحدّاد، ودفنت في هذا المكان - وأشار إلى طرف بينه وبينه قريب من مائة ذراع - وفي ليلة دفنها زارها أبو عبد الله (ع) ثلاث مرّات، وفي المرّة الثّالثة أمر برفع العذاب عن هذه المقبرة، فصرت في نعمة وسعة، وخفض عيش ودعة.
فانتبه متحيّراً، ولم تكن له معرفة بالحدّاد ومحلّه، فطلبه في سُوق الحدّادين فوجده، فقال له : ألك زوجة؟..
قال : نعم توفّيت بالأمس، ودفنتها في المكان الفلاني، وذكر الموضع الَّذي أشار إليه.
قال : فهل زارت أبا عبد الله (ع)؟.. قال : لا.
قال : فهل كانت تذكر مصائبه؟.. قال : لا.
قال : فهل كان لها مجلس تذكر فيه مصائبه؟.. قال : لا.
فقال الرّجل : وما تريد من السّؤال؟.. فقصّ عليه رؤياه.
فقال : إنها كانت مواظبة على زيارة عاشوراء.
** ومن السيرة والتجارب العلمائية أن المداومة عليها أربعين يوما، فيها قضاء للحوائج.
طيف المحبة
/
قلدناكم الدعاء و الزيارة ؟..
ما هي قيمة قلدناكم الدعاء والزيارة؟..
ذهب أربعة أشخاص من بلدهم في سفر، قاصدين زيارة الإمام الرضا (ع) وبينما هم في الطريق، إذ بدأ التعب يسير في أنحاء جسمهم، حتى أنهم أصبحوا غير قادرين على متابعة الطريق، فقرروا العودة إلى ديارهم، لكن أحدهم قرر الاستمرار في السير إلى تلك البقعة الطاهرة.
فقال له أصدقاؤه الثلاثة : (قلدناك الدعاء والزيارة) ثم عادوا من حيث أتوا، أما هو فقد أكمل طريقه، إلى أن وصل أرض طوس وزار الإمام الرضا عليه السلام.
وبينما هو في الحضرة المباركة إذ هوّمت عيناه بالنوم، فرأى الإمام الرضا عليه السلام يوزع أقراصا من الخبز على زوار حضرته.
فقيل للإمام (ع): دعنا نوزع مولانا بدلا عنك، فلم يقبل بذلك الإمام - روحي له الفداء - لأنهم ضيوف عنده.
فلما جاء دور هذا الرجل، أعطاه الإمام (ع) أربعة أقراص.
فقال الرجل : لم مولاي أعطيتني أربعة، بيّد أنك أعطيت الباقين واحدًا؟!..
فأجابه الإمام (ع): قرص لك والباقي لأصحابك.
** إذن، (قلدناكم الدعاء والزيارة) كلمة تقال لقاصدي زيارة القباب المقدسة، لكنها لا تذهب هباء!.
مرتضى الساعدي
/
مكافاة الزهراء عليها السلام
يقول الراوي : أحد العلماء الكبار المجتهدين - من منطقة كاشان - رآه الناس في أحد الأيّام يركض حافياً في الشارع بلا عمامة، يوم الحادي عشر من محرّم، ثمّ مضى إلى صاحب قطيع أغنام، وقال له : اين العمّال لديك؟.. فبدأ العمّال يأتون واحداً تلو الآخر، والمرجع ينظر إليهم ويقول ليس هذا، ليس هذا!.. ثمّ قال : هذا هو!..
فرأيناه فجأة رمى بنفسه على قدمي ذاك الشاب وبدأ يقبلهما!..
فقال الشاب : مولاي ماذا تفعل نحن من نقبّل قدميك!..
فقال له المرجع : رأيت في البارحة وأنا نائم بعد انتهاء المجلس في الحسينية الزهراء والحسين عليهما السلام، الإمام الحسين معه دفتر وقلم ويسجّل كل من يخدم في المجلس الذي يسقي الماء, الذي يوزّع المحارم والذي يشغّل الصوتيات..
يقول المرجع : كل هؤلاء كان سيد الشهداء يسجّل أسمائهم، ولكن لمّا تقدّم سيد الشهداء (عليه السلام) نحوك نادت الزهراء (عليها السلام): بنيّ حسين هذا الشخص لا تسجّل اسمه، اتركه أنا أكافئه مباشرة!.. ثم رأيت الزّهراء (عليها اسلام) هي تجازيك!.. وأنا جئت إليك أقبّل قدميك، وأسألك ماذا فعلت حتّى كافئتك فاطمة (عليها السلام) مباشرة!..
فبكى الشاب وقال : البارحة كان يوم عاشوراء قلت لصاحب الأغنام : اعفني من العمل يوم العاشر, هذا يوم العزاء, يوم البكاء, يوم مواساة قلب الزهراء (عليها السلام)!..
قال لي صاحب الأغنام : كلا!..
قلت له : اعفني يوم العاشر، وأعمل ثلاثة أيّام بدلاً من هذا اليوم!..
فلم يقبل صاحب الأغنام!.. خرجت عندها مع الأغنام وأنا أبكي، كيف حرمت من سماع المصرع يوم العاشر!.. ثم بدأت أضرب على رأسي وأقول للزهراء، إذا تركت عملي أولادي يموتون من الجوع، وبدأت أنشد هذه الأبيات بحرقة :
أفاطم لو خلت الحسين مجدّلا وقد مات عطشاناً بشطّ فراتِ
إذاً للطمت الخدّ عنده وأجريت دمع العين في الوجنات
صوت الحق
/
مانعة الغيبة
اشتكى أحد الأولياء الصالحين للخضر عليه السلام يوماً من كثرة الغيبة بين الناس، وأنه كلما ينصحهم بالإقلاع عنها، ويقول لهم إنها من الكبائر، فإنهم لا يكترثون بكلامه، ولا يقلعون من تلك الخصلة المذمومة.
فقال له الخضر عليه السلام : اذا دخلت مجلسا من مجالسهم ورأيتهم يغتابون بما تحب أن ينتهوا عنه ؛ فقل : (بسم الله الرحمن الرحيم، وصلى الله على محمد وآل محمد)، فإن الله تعالى سيوكل عليهم ملكاً ينهاهم عن ارتكاب هذا العمل القبيح، ويحول دونهم كلما هموا به).
ثم قال الخضر عليه السلام : إذا قال الإنسان حين خروجه من مجلس ما : بسم الله الرحمن الرحيم، وصلى الله على محمد وآل محمد ؛ فإن الله تعالى يبعث فيهم ملكا ينهاهم عن اغتيابه.
** (من كتاب الصلوات مفتاح حل المشكلات)
طارق الحداد..
/
الصدقة تدفع البلاء وتجلب الرزق
جاء صبي يسأل موسى أن يدعو له ليغنيه الله، فسأله موسى هل تريد أن يغنيك الله فى أول ثلاثين سنة من عمرك، أم فى آخره ثلاثين؟.. فاحتار الصبي وأخذ يفكر ويفاضل بين الاختيارين، ثم استقر اختياره على أن يكون الغنى في أول ثلاثين من عمره. وكان سبب اختياره أنه أراد أن يسعد بالمال في شبابه، كما أنه لا يضمن أن يعيش إلى الستين من العمر، ولكنه نسي ما تحمله الشيخوخة من ضعف وهزال ومرض.
ودعا موسى ربه، فاستجاب على أن يغنيه فى أول ثلاثين عاما من عمره، وهكذا أصبح الصبي غنيا، وصب الله عليه من الرزق الوفير، وصار الصبى رجلا.
وكان يفتح أبواب الرزق لغيره من الناس، فكان يساعد الناس ليس فقط بالمال، بل كان يساعدهم فى إنشاء تجارتهم وصناعاتهم وزراعاتهم، ويزوج غير القادرين، ويعطي الأيتام والمحتاجين..
ومرت الأعوام، ولم تتغير أحوال الرجل، بل ازداد غنى على غناه. فاتجه موسى إلى الله يسأله بأن الأعوام الثلاثين الأولى قد انقضت، فأجاب الله تعالى : وجدت عبدي يفتح ابواب رزقى لعبادي، فاستحيت أن أقفل باب رزقي عليه.
خادمة للحسين
/
حفظ وصية أمه فنجاه الله
اجتمع بعض رفقائي وأجمعوا أمرهم على السفر لدولة مجاورة.. ليس للدعوة ولا لنشر الخير، وإنما لعيش بعض الوقت في المحرمات التي لم يجدوها متاحة في هذا البلد الطيب المحافظ وأجبتهم للسفر..
ذهبت لوالدتي وأخبرتها بالخبر، قالت لي : ماذا تريد من السفر؟.. فأجبتها بإجابة عائمة لا تفي بغرضها، فكررت السؤال بحزم..
فقلت : نتسلى وننظر في لطائف السياحة وعجائب المدن، ونعيش شيئا من غرائب الأسفار..
قالت لي : يا ولدي أنا لا أحب أن أرد لك طلبا كما عهدتني، إلا أنك تعدني يا ولدي، وتعاهدني عهدا والله سبحانه هو الشاهد، عاهدني بالله يا ولدي : ألا تقترب إلى الحرام..
فعاهدتها بالله العظيم، ألا أقترب منكرا، مع أن هدف الرحلة الرئيس المنكر بعينه من شرب وزنا وغيرها..
حزمنا الأمتعة وسافرنا، وتهيأ لنا من المنكرات العجب هناك، لدرجة أن زملائي رفضوا ان يسكنوا في غرفة واحدة، بل آثر كل منهم العيش في غرفة مستقلة، حتى يحلو له ما يشاء بدون رقيب ولا حسيب، ولا شك أن الله يعلم السر وأخفى ويطلع ويسمع ويرى سبحانه..
وبالفعل جلسنا كل شاب منا في غرفة، وتواصوا من الفندق على المنكر، وتفانيا منه في تقديم الفساد في أجمل صورة أرسل لكل غرفة فتاة (مغرية)، مقابل مبالغ رمزية يسيرة، لا تكلف شيئا مقارنة بالميزانية المتواضعة..
وتم استقبال الرسائل وجاء تني فتاة إلى غرفتي الخاصة، وحاولت إغرائي بكل ما تملك، لا تتخيل حركاتها وكلماتها وغنجها الشديد.. وكنت شابا يافعا تفور مني دوافع الشهوة، وأنجذب لمغريات الزمان، يكسو ذلك ضعف إيمان وقلة دين، وهذا حال منهم في سني..
فلما كاد الشيطان ان يبلغ مني مبلغه، ولم يكن بيني وبين (الخبيثة) شيء يذكر، حتى إذا أردت القيام وعزمت على النهوض لها، وقد غطى علي حينها الشهوة، تذكرت العهد والوعد الذي أبرمته بيني وبين والدتي، ألا أقرب منكرا ولا آتي فاحشة، فعجبت كيف انصدت نفسي والتفت خاطري فانصرفت رغبتي مباشرة، وقرع قلبي قارع فانتهيت مباشرة..
وحدث هنا ما لم يكن في الحسبان، فلما استغربت هذا الفعل، وتعجبت من هذا الصنيع، قلت لها : أنا لا أريد أن أفعل معك المنكر، لأني للأسف يا حبيبتي مصاب بالإيدز!..
فقالت لي : لا بأس.. وما المشكلة؟.. وأنا كذلك مصابة بالإيدز! فكادت قواي أن تنهار ولم تعد قدماي تقوى على حملي!.. أنا نجوت ولكن زملائي!..
قمت لأحذر زملائي ولكني وجدت كل منهم قد تمتع (كما ظن) بهذه الحسناء، ولم يعلم أن اوصاله سيقطعها الإيدز قريبا!.. خسروا الدنيا والآخرة، ورحمة الله فوق كل اعتبار!..
وانا حفظني الله رغم اني مقصر عموما، وذلك لأني حفظت العهد لوالدتي، فكما حفظت لوالدتي العهد حفظني الله مني العرض، بل حفظني من كل سوء!..
خادمة للحسين
/
إمرأة تكشف لزوجها سر دفنته ٦٠ عاما
امرأة تكشف لزوجها سراً دفنته ٦٠ عاماً
ستون عاماً على زواجهما، كانا خلالها يتصارحان حول كل شيء، ويسعدان بقضاء كل الوقت في الكلام او خدمة أحدهما الآخر، لكن امراً واحداً فقط بقي في سر الكتمان..
ظلا متزوجين ستين سنة، كانا خلالها يتصارحان حول كل شيء، ويسعدان بقضاء كل الوقت في الكلام او خدمة أحدهما الآخر، ولم تكن بينهما أسرار، ولكن الزوجة العجوز كانت تحتفظ بصندوق فوق أحد الرفوف، وحذرت زوجها مرارا من فتحه او سؤالها عن محتواه، ولأن الزوج كان يحترم رغبات زوجته فإنه لم يأبه بأمر الصندوق، الى ان كان يوم أنهك فيه المرض الزوجة، وقال الطبيب ان أيامها باتت معدودة، وبدأ الزوج الحزين يتأهب لمرحلة الترمل، ويضع حاجيات زوجته في حقائب ليحتفظ بها كذكريات.
ثم وقعت عينه على الصندوق، فحمله وتوجه به الى السرير حيث ترقد زوجته المريضة، التي ما أن رأت الصندوق حتى ابتسمت في حزن وقالت له : لا بأس.. بإمكانك فتح الصندوق.. فتح الرجل الصندوق، ووجد بداخله دميتين من القماش، وإبر النسج المعروفة بالكروشيه، وتحت كل ذلك مبلغ ٢٥ ألف دولار، فسألها عن تلك الأشياء.
فقالت العجوز هامسة : عندما تزوجتك أبلغتني جدتي ان سر الزواج الناجح يكمن في تفادي الجدل والناقر والنقير.. ونصحتني بأنه كلما غضبت منك، أكتم غضبي وأقوم بصنع دمية من القماش مستخدمة الإبر.. هنا كاد الرجل ان يشرق بدموعه : دميتان فقط؟ يعني لم تغضب مني طوال ستين سنة سوى مرتين؟
ورغم حزنه على كون زوجته في فراش الموت، فقد أحس بالسعادة لأنه فهم انه لم يغضبها سوى مرتين.
ثم سألها : حسنا، عرفنا سر الدميتين، ولكن ماذا عن الخمسة والعشرين ألف دولار؟ أجابته زوجته : هذا هو المبلغ الذي جمعته من بيع الدمى!
خادمة للحسين
/
يقول خيرا
يُحكى أن أحد الصالحين كان كلما يصاب بشيء أو يبتُليَ بأمر، يقول خيراً.
وذات ليلة جاء ذئب فأكل ديكاً له, فقيل له، فقال : خيراً!..
ثم ضُربَ في هذه الليلة كلبه المُكلف بالحراسة فمات، فقيل له, فقال : خيراً!..
ثم نهق حماره فمات, فقال : خيراً إن شاء الله!..
فضاق أهله بكلامه ذرعاً، ونزل بهم في تلك الليلة عرب أغاروا عليهم، فقتلوا كُلَ من بالمنطقة، ولم ينجُ إلا هو وأهل بيته. لأن الذين أغاروا استدلوا على الناس الذين قتلوهم بصياح الديكة ونباح الكلاب ونهيق الحمير, وهو قد مات له كل ذلك، فكان هلاك هذه الأشياء خيراً وسبباً لنجاته من القتل، فسبحان المدبر الحكيم!..
خادمة للحسين
/
غاندي
يُحكى أن غاندي كان يجري للحاق بقطار، وقد بدأ القطار بالسير، وعند صعوده القطار سقطت إحدى فردتي حذائه، فما كان منه إلا خلع الفردة الثانية ورماها بجوار الفردة الاولى على سكة القطار.
فتعجب اصدقاؤه وسألوه : ما حملك على ما فعلت؟!.. لماذا رميت فردة الحذاء الأخرى؟..
فقال غاندي بكل حكمة : أحببت للفقير الذي يجد الحذاء أن يجد فردتين، فيستطيع الانتفاع بهما، فلو وجد فردة واحدة فلن تفيده، وان ظلت هذه الفردة معى فلن تفيدني.
-------
موقف لغاندي يرسم صورة انسانية بعيدة المدى : لا انانية تحدها، ولا حبا للتملك يصدها، ولا حتى المحن توقفها.. إذا فاتك شيء فقد يذهب إلى غيرك، ويحمل له السعادة، فلتفرح لفرحه، ولا تحزن على ما فاتك، فهل يعيد الحزن ما فقدت؟.. كم هو جميل أن نحول المحن التي تعترض حياتنا إلى منح وعطاء، وننظر إلى القسم المملوء من الكأس لا الفارغ منه!
خادمة للحسين
/
شيخ التلال
شيخ التلال
القصة أن شيخاً كان يعيش فوق تل من التلال، ويملك جواداً وحيداً محبباً إليه، ففر جواده وجاء إليه جيرانه يواسونه لهذا الحظ العاثر، فأجابهم بلا حزن : وما أدراكم أنه حظٌ عاثر؟..
وبعد أيام قليلة عاد إليه الجواد، مصطحباً معه عدداً من الخيول البريّة، فجاء إليه جيرانه يهنئونه على هذا الحظ السعيد، فأجابهم بلا تهلل : وما أدراكم أنه حظٌ سعيد؟..
ولم تمض أيام حتى كان ابنه الشاب يدرب أحد هذه الخيول البرية، فسقط من فوقه، وكسرت ساقه، وجاؤوا للشيخ يواسونه في هذا الحظ السيء، فأجابهم بلا هلع : وما أدراكم أنه حظ سيء؟..
وبعد أسابيع قليلة أعلنت الحرب، وجند شباب القرية، وأعفت ابن الشيخ من القتال لكسر ساقه، فمات في الحرب شبابٌ كثر.
وهكذا ظل الحظ العاثر يمهد لحظ سعيد، والحظ السعيد يمهد لحظ عاثر الى ما لا نهاية في القصة، وليست في القصة فقط بل وفي الحياة لحد بعيد.
فأهل الحكمة لا يغالون في الحزن على شيء فاتهم، لأنهم لا يعرفون على وجهة اليقين إن كان فواته شرا خالص، أم خير خفي أراد الله به أن يجنبهم ضرراً أكبر، ولا يغالون أيضاً في الابتهاج لنفس السبب، ويشكرون الله دائماً على كل ما أعطاهم، ويفرحون باعتدال، ويحزنون على ما فاتهم بصبر وتجمل.
وهؤلاء هم السعداء!.. فإن السعيد هو الشخص القادر على تطبيق مفهوم (الرضى بالقضاء والقدر)، ويتقبل الاقدار بمرونة وإيمان، فلا يفرح الإنسان لمجرد أن حظه سعيد، فقد تكون السعادة طريقا للشقاء، والعكس بالعكس.
خادمة للحسين
/
البطة والثور
كانت البطة تتحدث مع الثور، فقالت له : ليتني أستطيع بلوغ أعلى هذه الصخرة!.. فأجابها الثور : ولم لا؟!.. يمكنني أن أضع لكِ بعض الروث، حتى تساعدك على الصعود!..
وهكذا في اليوم الأول، سكب الثور روثه بجوار الصخرة، فتمكنت البطة من بلوغ ثلثها. وفي اليوم الثاني كذلك، حثا الثور روثه في نفس المكان، فاستطاعت البطة الوصول لثلثي الصخرة. وفي اليوم الثالث كانت كومة الروث قد حاذت قمة الصخرة، وسارعت البطة للصعود، وما إن وضعت قدمها على قمة الصخرة، حتى شاهدها صيادٌ فأرداها.
** مغزى القصة :
يمكن للقذارة أن تصعد بك إلى الأعلى، ولكنها لن تبقيك طويلاً هناك.
جمال الروح
/
إذا أردت أن يطيعك الآخرون
إذا أردت أن يطيعك الآخرون ففكر بعقولهم
أصدر أحد ملوك فرنسا قرارا يمنع فيه النساء من لبس الذهب والحلي والزينة، فكان لهذا القرار ردة فعل كبيرة، وامتنعت النساء فيها عن الطاعة، وبدأ التذمر والتسخط على هذا القرار، وضجت المدينة وتعالت أصوات الاحتجاجات، وبالغت النساء في لبس الزينة والذهب وأنواع الحلي..
فاضطرب الملك واحتار ماذا سيفعل، فأمر بعمل اجتماع طارئ لمستشاريه، فحضر المستشارون وبدأ النقاش.
فقال أحدهم : أقترح التراجع عن القرار للمصلحة العامة.
ثم قال آخر : كلا إن التراجع مؤشر ضعف، ودليل خوف، ويجب أن نظهر لهم قوتنا.
وانقسم المستشارون إلى مؤيد ومعارض..
فقال الملك : مهلاً مهلاً.. احضروا لي حكيم المدينة.
فلما حضر الحكيم وطرح عليه المشكلة، قال له : أيها الملك لن يطيعك الناس إذا كنت تفكر فيما تريد أنت، لا فيما يريدون هم.
فقال له الملك : وما العمل؟.. أأتراجع إذن؟..
قال : لا، ولكن أصدر قرارا بمنع لبس الذهب والحلي والزينة، لأن الجميلات لا حاجة لهن إلى التجمل. ثم أصدر استثناء يسمح للنساء القبيحات وكبيرات السن بلبس الزينة والذهب، لحاجتهن إلى ستر قبحهن ودمامة وجوههن.
فأصدر الملك القرار..
وما هي إلا سويعات، حتى خلعت النساء الزينة، وأخذت كل واحدة منهن تنظر لنفسها على أنها جميلة، لا تحتاج إلى الزينة والحلي.
فقال الحكيم للملك : الآن فقط يطيعك الناس، عندما تفكر بعقولهم، وتدرك اهتماماتهم، وتطل من نوافذ شعورهم.
إن صياغة الكلمات فن، نحتاج إلى إتقانه، وعلم نحتاج إلى تعلمه في خطابنا الدعوي والتربوي والتعليمي.
لندعو إلى ما نريد، من خلال : ربط المطلوب منهم بالمرغوب لهم، ومراعاة المرفوض عندهم قبل طرح المفروض عليهم، وأن نشعر المتلقي بمدى الفائدة الشخصية التي سيجنيها، من خلال إتباع كلامنا أو الامتناع عنه، ولا شيء يخترق القلوب : كلطف العبارة، وبذل الابتسامة، ولين الخطاب، وسلامة القصد.
خادمة للحسين
/
مِكْيَالُك يُكَالُ لك بِه !
رجل فقير زوجته تصنع الزبدة، وهو يبيعها في المدينة لإحدى البقالات. وكانت الزوجة تعمل الزبدة على شكل كرة وزنها كيلو، وهو يبيعها على صاحب البقالة ويشتري بثمنها حاجات البيت.
وفي أحد الأيام شك صاحب المحل بالوزن، فقام بوزن كل كرة من كرات الزبدة، فوجدها (900) جرام، فغضب من الفقير.
وعندما حضر الفقير في اليوم التالي، قابله بغضب وقال له : لن أشتري منك ؛ لأنك تبيعني الزبدة على أنها كيلو، ولكنها أقل من الكيلو بمئة جرام!..
وحينها حزن الفقير ونكس رأسه، ثم قال : نحن يا سيدي لا نملك ميزاناً، ولكني اشتريت منك كيلو من السكر، وجَعلتُه لي مثقالا ؛ كي أزن به الزبدة!..
----
تيقن : أن مِكْيَالُك يُكَالُ لك بِه!
خادمة للحسين
/
دائما هناك شيء نجهله
يحكى أن رجلاً عجوزاً كان جالسا مع ابن له، يبلغ من العمر ٢٥ سنة في القطار.. وبدا على وجه الشاب الكثير من البهجة والفضول، وكان يجلس بجانب النافذة، فأخرج يديه من النافذة، وشعر بمرور الهواء وصرخ : أبي انظر جميع الأشجار تسير وراء نا!.. فتبسم الرجل العجوز متماشياً مع فرحة ابنه..
وكان يجلس بجانبهم زوجان، ويستمعون إلى ما يدور من حديث بين الأب وابنه، وشعروا بقليل من الإحراج، فكيف يتصرف شاب في عمر ٢٥ سنة كالطفل؟!..
فجأة صرخ الشاب مرة أخرى : أبي، انظر إلى البركة، وما فيها من حيوانات!.. انظر الغيوم تسير مع القطار!.. واستمر تعجب الزوجين من حديث الشاب مرة أخرى!..
ثم بدأ هطول الامطار، وقطرات الماء تتساقط على يد الشاب الذي امتلأ وجهه بالسعادة، وصرخ مرة أخرى : أبي إنها تمطر، والماء لمس يدي، انظر يا أبي!.. ـ
وفي هذه اللحظة لم يستطع الزوجان السكوت، وسألوا الرجل العجوز : لماذا لا تقوم بزيارة الطبيب، والحصول على علاج لابنك؟
هنا قال الرجل العجوز : إننا قادمون من المستشفى، حيث أن ابني قد أصبح بصيراً لأول مرة في حياته.
-------
لا تحكم على الآخرين من وجهة نظرك المجردة!.. دائما هناك شيء نجهله!..
خادمة للحسين
/
قصه فيها عبره
رجل استيقظ مبكرا ليصلى صلاة الفجر في المسجد، فلبس وتوضأ وذهب
إلى المسجد، وفي منتصف الطريق تعثر ووقع وتوسخت ملابسه، فقام ورجع إلى بيته وغير ملابسه، وتوضأ وذهب ليصلي، ولكنه مرة أخرى في نفس المكان تعثر ووقع وتوسخت ملابسه، فرجع إلى بيته وغير ملابسه وتوضأ وخرج من البيت.
فلقي شخص معه مصباح فسأله : من أنت؟..
فقال : أنا رأيتك وقعت مرتين، فقلت أنور لك الطريق إلى المسجد..
ونور له الطريق، وعند المسجد قال له : ادخل لنصلى، لكنه رفض الدخول للصلاة..
فسأله : لماذا لا تحب أن تصلى؟!..
قال له : أنا الشيطان، لقد اوقعتك المرة الأولى، لكي ترجع البيت ولا تصلى بالمسجد، ولكنك رجعت ولما رجعت إلى البيت غفر الله لك ذنوبك ؛ ولما أوقعتك المرة الثانية ورجعت إلى البيت غفر الله لأهل بيتك ؛ وفي المرة الثالثه خفت إن أوقعك فيغفر الله لأهل قريتك!..
فلا تجعلوا للشيطان عليكم سبيلا!..
خادمة للحسين
/
سر في غرفة النوم
ســر في غرفة النوم
قبل حوالي ثلاث سنوات زرت صديقة من أعز صديقاتي بعد زواجها بفترة في منزلها المتواضع، وكانت شقة صغيرة قريبة من بيت أهل زوجها، وانقطعت الزيارات بيني وبينها، وظل التواصل الهاتفي أحدثها عن إخباري وهي كذلك..
وكنت أعرف أن أمورهم في تحسن، وأن زوجها بدأ في بعض الأعمال التجارية، حتى سنحت لي الفرصة لزيارتها مرة أخرى، لكن هذه المرة في منزلها الجديد بأحد أرقى أحياء العاصمة!.. وحقيقة منذ وطأت قدمي بيتها وأنا أقول : ما شاء الله تبارك الله!.. بصراحة تفاجأت بمنزل راقي جداً وأثاث فخم لا يشتريه إلا ذوي القدرات المالية العالية!.. وأنا لا أقول هذا الكلام تنقيص من قدر صديقتي وزوجها، ولكن لعلمي السابق بإمكانياتهما المادية!..
وبعد جلوسي عندها وتجاذب أطراف الحديث، دفعني الفضول بعد أن دعيت لها بالبركة لسؤالي لها عن سر هذا التحول المادي الكبير!.. فقالت لي : سبحان الله، والله إني كنت أنوي أفتح هذا الموضوع معك!.. أنا وزوجي قررنا من أكثر من سنتين أننا نضع حصالة فلوس في غرفة النوم، على التسريحة، وكل يوم نقوم من النوم أول شيء نعمله نضع أي مبلغ في الحصالة، كي نكون مثل الذين ذكرهم الرسول (ص): (ما من يوم تطلع فيه الشمس إلا وملكان يناديان : اللهم أعطي منفقا خلفا، وأعطي ممسكا تلفا).. ويقوم زوجي أسبوعيا بفتح الحصالة، ووضع ما بها في جيبه الأيمن دون معرفة المبلغ، ثم يتصدق بها بعد صلاة الجمعة من كل أسبوع.
وهذه النصيحة نقلها زوجي من الانترنت قبل أن يطبقها، والله إننا من يوم بدأنا نطبقها ونحن بخير، وتفتحت لزوجي أبواب الرزق من كل مكان!.. وصدق الله العلي العظيم حيث قال في كتابه الكريم : (مَّن ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللّهَ قَرْضًا حَسَنًا فَيُضَاعِفَهُ لَهُ أَضْعَافًا كَثِيرَة ًوَاللّهُ يَقْبِضُ وَيَبْسُطُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ).. وهذا الذي ترينه والله إني ما كنت أحلم به ولا أتخيله!.. لكن الله اذا أعطى أدهش، فلا حدود لعطائه والحمد لله والشكر، (ما نقص مال من صدقة).
زكريا نجم عبدالله
/
الثقة
يحكى أن فتاة صغيرة مع والدها العجــوز كــانا يعبــران جســــرا..
خــاف الأب الحـنون على ابنته من الســقوط، لذلك قال لها :
حبيبتي، أمســكي بيدي جــيدا، حتى لا تقعـــين في النهر!..
أجـــابت ابنتـــــه دون تردد : لا يا أبي, أمسك أنت بيدي!..
رد الأب باســــتغراب : وهل هـــــناك فرق؟!..
كـان جواب الفتــــاة سـريعا أيضا : لو أمسكــتُ أنا بيدك، قد لا أستطــيع التماسك، ومن الممكــن أن تنفلت يدي فأسـقط.. لكـن لو أمسكـتَ أنت بيدي، فأنت لن تدعها تنفلت منك أبدا!..
-----
عندما تثـق بمن تحــب أكــثر من ثقتك بنفسك، وتطــمئن على وضع حــياتك بين يديهــم، أكــثر من اطمئنانك لوضـع حياتك بين يديك ؛ عندها أمسك بيد من تحــب، قبل أن تنتظــر منهم أن يمسكــوا بيدك.
غدير محمد علي حسين
/
فطرة التوحيد
في إحدى مدارس الجنوب، أراد الأستاذ يستغل براء ة التلاميذ وعقولهم النامية، ليرسخ فيها المفاهيم الشيوعية الجاحدة لله عز وجل.. فكان مما ذكره أنه لا وجود لله، بحجة أننا لا نستطيع أن نراه، فكل شيء لا نراه فهو غير موجود.
فنهض أحد التلاميذ أمام المدرس، وقال بجرأة : أيها الطلاب، إن هذا الأستاذ مجنون!.. فاستنكر عليه الأستاذ ذلك، فرد عليه التلميذ الذكي قائلا : بما أننا لا نرى عقلك، إذن فأنت لا عقل لك، وبالتالي فأنت مجنون!..
المستضعفة
/
الحب الإلهي
يحكى أن حاكما تزوج من سيدة، وكانت بينهما علاقة وثيقة، وكان الحاكم شديد الحب لزوجته، ويحضر لها كل ما تطلبه.
وفي ذات يوم، جاء خبر للحاكم أنه يأتي شيء للمدينة يهدد حياتك، وقد سمعت زوجته الخبر، وطلبت منه أن تحتفظ بذلك الشيء. وعلى الرغم من خطورة طلبها، لكن الحاكم نفذ لها الأمر.
وفي ذات يوم، دخل الحاكم على زوجته، فوجد أنها قامت بخيانته، فغضب الحاكم، وأرسل في طلب والدتها، لكي تتحدث معها، لكنها لم تصغي إلى كلام والدتها.. فقرر الحاكم وضعها على لوح من الخشب، يحتوي على مسامير، تحت أشعة الشمس الحارقة، وكل يوم يطلب منها أن تتخلى عن ذلك الحبيب، لكنها ترفض، بل كانت تطلب منه أن يخلصها من ظلم زوجها!.. اشتد غضب الحاكم، فأمر بإسقاط صخرة كبيرة من قمة الجبل على رأسها، لكنها حتى في تلك اللحظة كانت تلهج بذكر ذلك الحبيب حتى فارقت الحياة.
------
ثمرة الحكاية :
عجيب أمر هذه السيدة التي لم تتخل عن ذلك الحبيب!.. إن هذه السيدة هي إحدى سيدات أهل الجنة، وهي (آسيا بنت مزاحم) والحبيب هو الله عز وجل، والزوج الظالم هو فرعون، حيث دخل عليها فوجد أنها تناجي الله عز وجل.
فهذا هو الحب الإلهي، فالمحب يتحمل كل ما يجري عليه مقابل هذا الحبيب، وليس أي حبيب!.. أما الذي جرى على الإمام الحسين (صلوات الله عليه) لا يوصف، حيث رأى الجميع أحبابه وأنصاره، قتلى أمامه، ورأى حرق الخيام، وفرار النساء والأطفال، وهو يلتقط أنفاسه الأخيرة ويقول : (تركت الخلق طرا في هواك، وأيتمت العيال لكي أراك).
عاشقه اهل البيت
/
الدنيا الجميله، لكن؟
قصة فتاة أحبها الجميع.. لكن من تزوجها؟
يحكى ان فتى قال لأبيه اريد الزواج من فتاة رأيتها, وقد أعجبني جمالها وسحر عيونها.. رد عليه وهو فرح ومسرور وقال : اين هذه الفتاة حتى أخطبها لك يا بني؟..
فلما ذهبا، ورأى الأب هذه الفتاة أعجب بها، وقال لابنه : اسمع يا بني هذه الفتاة ليست من مستواك، وانت لا تصلح لها، هذه يستحقها رجل له خبرة في الحياة، وتعتمد عليه مثلي!..
اندهش الولد من كلام أبيه وقال له : كلا!.. بل انا سأتزوجها يا أبي، وليس أنت!..
تخاصما، وذهبا لمركز الشرطة، ليحل لهما المشكلة، وعندما قصا للضابط قصتهما، قال لهم : احضرا الفتاة لكي نسألها من تريد الولد أم الاب؟..
ولما رآها الضابط، وانبهر من حسنها وفتنته قال لهم : هذه لا تصلح لكما، بل تصلح لشخص مرموق في البلد مثلي!..
وتخاصم الثلاثة، وذهبوا إلى الوزير، وعندما رآها الوزير : قال هذه لا يتزوجها إلا الوزراء مثلي!..
وأيضا تخاصموا عليها، حتى وصل الأمر الى أمير البلدة، وعندما حضروا قال : انا سأحل لكم المشكلة، أحضروا الفتاة فلما رآها الامير قال هذه : لا يتزوجها إلا أمير مثلي!..
وتجادلوا جميعا!.. ثم قالت الفتاة انا عندي الحل!..
سوف اركض وانتم تركضون خلفي، والذي يمسكني اولا، فأنا من نصيبه ويتزوجني!..
وفعلا ركضت وركض الخمسة خلفها : الشاب والاب، والضابط والوزير والامير..
وفجأه وهم يركضون خلفها، سقط الخمسة في حفرة عميقة, ثم نظرت إليهم الفتاة من أعلى وقالت : هل عرفتم من انا؟.. انا الدنيا!.. انا التي يجري خلفي جميع الناس، ويتسابقون للحصول علي، ويلهون عن دينهم في اللحاق بي، حتى يقعوا في القبر، ولن يفوزوا بي!..
عاشقه اهل البيت
/
قصه طائر
هذا الطائر يدعى بالقبّرة، أو القنبرة، وهو طائر يسبح الله بلعن مبغضي آل محمد، نهى أهل البيت عن سبه وعن اللعب به، وحتى إن القذلة التي فوق رأسه لها قصة ندعوكم تستمعون إليها من الإمام الرضا عليه السلام مع غيرها من الروايات :
قال الإمام الرضا عليه السلام : قال علي بن الحسين عليه السلام القنزعة (الخصلة من الشعر على الرأس) التي على رأس القنبرة من مسحة سليمان بن داوود، وذلك أن الذكر أراد أن يسفد انثاه (ينزو عليها) فامتنعت عليه.. فقال لها : لا تمتنعي، فما اريد إلا أن يخرج الله عز وجل مني نسمة تذكر به، فأجابته إلى ما طلب.
فلما أرادت أن تبيض، قال لها : أين تريدين أن تبيضي؟.. فقالت له : لا أدري انحيه عن الطريق.. قال لها : إني خائف أن يمر بك مار الطريق، ولكني أرى لك أن تبيضي قرب الطريق، فمن يراك قربه توهم أنك تعرضين للقط الحَب من الطريق، فأجابته إلى ذلك وباضت. وحضنت (ضمت البيض تحت جناحيها) حتى أشرفت على النقاب (أي شق البيض عن الفراخ) فبينما هما كذلك، إذ طلع سليمان بن داوود عليه السلام في جنوده والطير تظله
فقالت له : هذا سليمان قد طلع علينا في جنوده، ولا آمن أن يحطمنا ويحطم بيضنا (بقصد أن اجتماع الناس للنظر إلى شوكته وزينته وغرائب أمره فيحطموننا)
فقال لها : إن سليمان عليه السلام لرجل رحيم بنا، فهل عندك شيء هيئته لفراخك إذا نقبن؟.. قالت : نعم جرادة خبأتها منك، أنتظر بها فراخي إذا نقبن، فهل عندك أنت شيء؟.. قال : نعم عندي تمرة خبأتها منكِ لفراخي..
قالت : فخذ أنتَ تمرتك، وآخذ أنا جرادتي، ونعرض لسليمان عليه السلام فنهديهما له، فإنه رجل يحب الهدية، فأخذ التمرة في منقاره، وأخذت هي الجرادة في رجليها، ثم تعرضا لسليمان عليه السلام، فلما رآهما وهو على عرشه، بسط يديه لهما، فأقبلا فوقع الذكر على اليمين، ووقعت الانثى على اليسار، وسألهما عن حالهما فأخبراه، فقبل هديتهما، وجنـّب جنده عنهما، وعن بيضهما، ومسح على رأسهما، ودعا لهما بالبركة، فحدثت القنزعة على رأسهما، من مسحة سليمان عليه السلام.
وقال الإمام الرضا عليه السلام أيضاً (عن أبيه، عن جده عليهما السلام): لا تأكلوا القنبرة، ولا تسبوها، ولا تعطوها الصبيان يلعبون بها، فإنها كثيرة التسبيح لله تعالى، وتسبيحها : لعن الله مبغضي آل محمد عليه السلام.
وقال الإمام الرضا أيضاً : كان علي بن الحسين (السجاد) عليه السلام يقول : ما أزرع الزرع لطلب الفضل فيه، وما أزرعه إلا ليناله المعتر وذو الحاجة، وتناله القنبرة منه خاصة من الطير.
ام جعفر
/
كن حكيما في الرد على السفهاء
كن حكيما في الرد على السفهاء
ذهب رجل ليحلق شعره عند الحلاق كالمعتاد، وبمجرد أن جلس عند الحلاق بدأ الحديث يتفرع بهم ويتشعب حتى وصل لنقطة وجود الله..
فقال الحلاق : هل تعلم يا سيدي، إنني لا يمكنني أن أصدق أن هناك إلهاً كما تقول!
الرجل : وكيف ذلك؟!
فرد الحلاق قائلا : بمجرد أن تخرج للشارع، ستدرك أنه لا يوجد إله!.. أخبرني إن كان يوجد إله حقا كما تقول، لماذا يوجد المرضي والأطفال المشردة وغيرهم؟!.. إن كان موجوداً حقاً، لماذا يكون هناك الألم والمعاناة التي في الأرض!.. لا أتصور إنه علي أن أحب إلهاً، يسمح بمثل هذه الأشياء!..
توقف الرجل للحظة ولم يرد، وفضل أن يصمت عن هذه المناقشة، لكنه بمجرد أن أنتهى من الحلاقة، وخرج إلى الشارع رأى رجلاً شعره طويل وقذر، ولحيته مبعثرة، ويبدو عليه أنه لم يحلق شعره منذ فترة طويلة، فعاد الرجل إلى الحلاق، وناداه ليرى هذا الرجل، ثم قال : لا أظن أنه يوجد حلاقين في هذه المدينة!..
فقال الحلاق : وكيف هذا!.. أنا الحلاق، وأنا موجود هنا الآن!..
فقال الرجل : لا!.. لو كان هناك حلاقين، لما رأيت مثل هذا الرجل الطويل الشعر هناك!..
فقال الحلاق : آه!.. إن بعضهم لا يأتون لي، فيكونون سيئي المنظر مثل هذا الرجل!..
فصاح الرجل : هذه هي النقطة التي بيننا يا رجل!.. إن الناس عندما لا يأتون لله تعالى، يصبحون بهذا الشكل الذي جعلك تقول بأنه لا يوجد إله.. لكنه موجود، ولا يحتاج منا سوى أن نذهب إليه، لنرى أثر ذلك في هذا العالم، فيجب أن نكون حكماء في الرد على السفهاء!..
ayat
/
قصص شعبية : قمر الزمان
يُحْكَى أنَّ الملك الذي كان يحب الأذكياء، ويقرِّبهم إليه دائماً، ويسعد بمجالستهم واختبارهم بأسئلته الذكيَّة، كان في أحد الصباحات يتنزَّه مع وزيره في حديقة القصر الواسعة، فمرَّا ببحيرة رائعة، تزيِّنها تماثيل أسود، يخرج الماء العذبُ من أفواهها، بطريقة مُعْجِبَة وساحرة.
شعر الملكُ بالعطش، وطلب من الوزير أن يسقيه شربة ماء، فتناول الوزير طاسة فضية كانت على كانت على الحافة، وملأها، ثم سقى الملك، وأعاد الطاسة إلى مكانها.
نظر الملك إلى الطاسة بعد أن استقرَّت في مكانها، ثم التفت إلى الوزير، وقال : أيّها الوزير! لقد تكلَّمتِ الطاسة، فماذا قالت؟!
وجمَ الوزيرُ، وكسا التعجُّبُ ملامِحَهُ، ولم يدرِ بماذا يجيب. فالطَّاسة جماد، ولا يمكن لها أن تتكلم، ولكن هل يجرؤ على قول هذا للملك؟!
ولمَّا طال صمتُ الوزير ووجومُهُ، صاح به الملك : أُمْهِلُكَ ثلاثة أيام لتأتيني بما تفوَّهت بهِ الطاسة، وإلاَّ نالكَ منِّي عقابٌ قاسٍ!
عاد الوزير إلى بيته مهموماً حزيناً، ثم دخل غرفته، وأغلق على نفسه بابها، وراح يفكِّر ويفكِّر، ولكنه لم يهتدِ إلى حلٍّ أو جوابٍ مقنعٍ، وراح يتساء ل : ترى ماذا يقصد الملك بسؤاله؟.. هناك جوابٌ، ولا شك يدور في خلده، ولكن ما هو؟!..
طالت خلوة الوزير في غرفته، فقلقت عليهِ ابنته الوحيدة (قمر الزمان)، فاقتربت من باب الغرفة، ونقرت عليه بلطف، ثم استأذنت بالدخول، فأذن لها.
قالت (قمر الزمان) لأبيها : مضى عليكَ يومان وأنتَ معتكفٌ في غرفتكَ، وأرى الهمَّ واضحاً على وجهكَ، فماذا جرى يا أبي؟!
قال الوزير : حدثَ أمرٌ جَلَلٌ يا ابنتي!.. لقد طرح عليَّ الملكُ سؤالاً صعباً ومستحيلاً، وامهلني ثلاثة أيام لأجيبه عليه، وإلاَّ عاقبني عقاباً قاسياً!
قالت (قمر الزمان): وما هو السؤال يا ابي؟
قال الوزير : سَقَيْتُهُ الماء في طاسة، ولمَّا أعدتُ الطَّاسة إلى مكانها، قال لي : لقد تكلَّمتِ الطَّاسة، فماذا قالت؟
ضحكتْ (قمر الزمان)، وقالت : إنَّه سؤالٌ ذكيٌّ، وجوابُهُ يجب أن يكون ذكيَّاً أيضاً!
صاح الوزير بلهفة : وهل تعرفينَ الجوابَ يا ابنتي؟
قالت (قمر الزمان): طبعاً.. فالطاَّسة قالتْ : صبرتُ على النَّار، وطَرْقِ المطارِقِ، وبعدها وصلتُ إلى المباسِمِ، وما مِنْ ظالمٍ إلاَّ سَيُبْلَى بِأظْلَم!
وعلى الفور، لبس الوزير ثيابه، وقصد مجلس الملك، ثم نقل إليه الجواب كما قالته له ابنته.
أُعجِبَ الملك بالجواب الذي كان أذكى من السؤال، ولكنَّه شكَّ في أن يكون الوزير هو الذي اهتدى إليه.
وفي صباح اليوم التالي، فاجأ الملكُ الوزيرَ قائلاً : أيُّها الوزير! أريدك أن تأتي إلى مجلسي غداً لا راكِباً ولا ماشياً!.. وإن فشلتَ، فإن عقابكَ سيكون قاسياً، وقاسياً جدَّاً!
صعق الوزير للطلب المُعْجِزِ، وانصرف من مجلس الملكِ مهموماً، وعندما وصل إلى بيته، استنجدَ بابنته (قمر الزمان)، وحدَّثها عن طلب الملكِ، وطلبَ منها الحل.
ابتسمت (قمر الزمان)، وقالت لأبيها : وهذا أيضاً حَلُّهُ هَيِّنٌ يا أبي!
وفي صباح اليوم التالي، أَحْضَرَتْ (قمرُ الزمان) لأبيها دابَّة صغيرة، فركب عليها، وذهب إلى قصر الملكِ، وهو راكب على الدَّابة، وقدماه على الأرض.
ذهلَ الملكُ لِحُسْنِ تصرُّفِ الوزيرِ ودَهاء حَلِّهِ، فأدناهُ منهُ، وهمسَ له : قُلْ لِي مَنْ يقولُ لكَ ذلكَ، ولكَ الأمان!
قال الوزير : إنَّها ابنتي (قمر الزمان) يا مولاي!
قال الملك : أحضِرها لي في الحال!
ولما مثلت (قمر الزمان) بين يديِّ الملك، أعجبه جمالها، ولكنَّ ذلكَ لم يثنهِ عن اختبارها في سؤالٍ مُعْجِزٍ، تكون الإجابة عليهِ مستحيلة.
قال الملك : سأتزوَّجكِ الليلة يا قمر الزمان، وأريدكِ أن تحملي منِّي في الفورِ، وأن تَلِدِي الليلة ولداً يكبرُ في ساعات، ويغدو في الصباحِ ملِكاً يجلس على عرشي!
ابتسمت (قمر الزمان)، وقالت : أمركَ يا مولاي!.. واقتربت من النافذة المطلَّة على جزء كبير من الحديقة لا زرع فيه، ثمَّ التفتتْ إلى الملكِ، وقالت : أريدُكَ يا مولايَ أن تحرثَ هذه الأرض الليلة، وتزرعها الليلة، وتقطف الزرع الليلة، وآكل من ثمارها في الصَّبح!
ذهل الملكُ، ونهض صائحا : هذا غير معقول!..
قالت (قمر الزمان): كيف تريدني إذن أن أُنْجِبَ لكَ ولداً الليلة، ويكبر في ساعات، ويغدو في الصباح ملكاً؟!
سُرَّ الملكُ من جواب (قمر الزمان)، ثمَّ عقد قِرانه عليها، وأصبحت ملكة إلى جواره، وعاشا معاً حياة هانئة سعيدة.
منة الله
/
الاستاذ وطلبته
يحكى أنه كان هناك استاذ رياضيات، معروف عنه بحسن الطباع ورجاحة العقل، والحكمة والمعرفة بأمور ومقتضيات الحياة، وكان طلبته يحبونه جدا ويحترمونه أشد الاحترام.. وفي نهاية آخر سنة من الخدمة في مجال التدريس، قرر ان يعمل حفلة لتقاعده، ويدعو اليها جميع طلبته الذين بقوا على تواصل معه.. وفي يوم الحفلة قدموا جميعا فرحين برؤية استاذهم المحبوب، مباركين له انقضاء ٣٥ سنة من التدريس، فرحين بمناسبة تقاعده..
ولكنه اراد اختبارهم، ليعلم ان كان افادهم بشيء في الحياة، كما يقولون ام لا.. فماذا فعل؟.. أحضر أنواع لا تعد من الفناجين فمنها : الجميل، ومنها المذهب، ومنها الفاخر، ومنها الكبير، ومنها البسيط، وأخرى صغيرة مختلفة عن بعضها، وطلب منهم ان يختار كل واحد فنجانا خاص به، ويسكب فيه القهوة، وسيقيمهم بعد ذلك... فبدأ جميعهم باختيار الاكواب الفاخرة صاحبة النقوش الجميلة والألوان البراقة، تاركين الاكواب البسيطة والصغيرة.
وبعد ان سكبوا جميعهم القهوة فيما اختاروه من فناجين، جلسوا كي ينتظروا ماذا سيقول استاذهم.. نظر الاستاذ الى جميع الاكواب بيد طلبته، وضحك عاليا، فاستغربوا وتساء لوا عن سبب ضحكه، فأجابهم : يبدوا انني لم أفيدكم بشيء في الحياة!.. فكما ارى لقد أضعت ٣٥ سنة من غير فائدة!..
فسألوه لماذا؟.. فأجابهم : ان القهوة التي سكبتموها والتي ستشربوها في الاخير هي ذات القهوة، فلماذا اخترتم الفناجين المزخرفة والتي لن تضيف على قهوتكم طعما، ولن تنفعكم بشيء!..
فلو تخيلتم ان القهوة هي حياتكم، وان الفناجين هي وظائفكم المرموقة وأموالكم وشركاتكم.. لعلمتم ان هذه الامور لن تزيد شيئا على الحياة، سوى مظهرٌ براق، فالحياة هي الحياة نفسها!.. إذن لماذا استهوتكم المظاهر، واخترتم اغلى الاكواب، مع العلم ان القهوة هي واحده؟!..
منة الله
/
نبي الله والنملة
قرأت في احدى الكتب المختصة بقصص وأخبار النبيين قصة قصيرة جدا، ولكن اعجبتني :
في إحدى الايام كان نبي الله سليمان (عليه السلام) جالسا على حافة النهر، متأملا سربا من النمل، ومما جذب نظره نملة تحمل حبة قمح، تخلفت عن السرب، واتجهت نحو ماء النهر، ووقفت هناك.. فأخذ يتأملها، وإذا بضفدع يخرج من النهر، فيمد لسانه فتدخل النملة الى جوف فم الضفدع دون خوف، ثم يطبق الضفدع فمه ويغوص في الماء.. فتعجب نبي الله بما رأى.. وبعد برهة من الوقت يخرج الضفدع الى اليابسة ويفتح فمه، وتخرج النملة ذاتها من غير حبة القمح!..
فسألها نبي الله سليمان (عليه السلام) قائلا : اين ذهبت؟.. وماذا فعلت بحبة القمح ايتها النمله؟.. ان أمرك لعجيب!.. فأجابته قائلة : ان الله خلق نملة عمياء تعيش في جوف صخرة في عمق النهر، وهيأ لها اسباب العيش، ووكلني انا وهذه الضفدعة في اطعامها، فأنا اجلب الغذاء، وهي توصلني لها، وهكذا افعل كل يوم.
سراجي
/
المرأة والأحدب
المرأة والأحدب
(من الأدب المترجم)
يحكى أنه كان هناك امرأة تصنع الخبز لأسرتها كل يوم، وكانت يوميا تصنع رغيف خبز إضافيا لأي عابر سبيل جائع، وتضع الرغيف الإضافي على شرفة النافذة لأي مار ليأخذه. وفي كل يوم يمر رجل فقير أحدب ويأخذ الرغيف، وبدلا من إظهار امتنانه لأهل البيت كان يدمدم بالقول : (الشر الذي تقدمه يبقى معك، والخير الذي تقدمه يعود إليك!)..
كل يوم كان الأحدب يمر فيه ويأخذ رغيف الخبز ويدمدم بنفس الكلمات : (الشر الذي تقدمه يبقى معك، والخير الذي تقدمه يعود إليك!).. بدأت المرأة بالشعور بالضيق، لعدم إظهار الرجل للعرفان بالجميل والمعروف الذي تصنعه، وأخذت تحدث نفسها قائلة : (كل يوم يمر هذا الأحدب، ويردد جملته الغامضة وينصرف، ترى ماذا يقصد؟!)..
في يوم ما أضمرت في نفسها أمرا وقررت : (سوف أتخلص من هذا الأحدب!).. فقامت بإضافة بعض السمّ إلى رغيف الخبز الذي صنعته له، وكانت على وشك وضعه على النافذة، لكن بدأت يداها في الارتجاف : (ما هذا الذي أفعله؟!).. قالت لنفسها فورا وهي تلقي بالرغيف ليحترق في النار، ثم قامت بصنع رغيف خبز آخر ووضعته على النافذة. وكما هي العادة جاء الأحدب، وأخذ الرغيف وهو يدمدم : (الشر الذي تقدمه يبقى معك، والخير الذي تقدمه يعود إليك!).. وانصرف إلى سبيله، وهو غير مدرك للصراع المستعر في عقل المرأة.
كل يوم كانت المرأة تصنع فيه الخبز، كانت تقوم بالدعاء لولدها الذي غاب بعيدا وطويلا، بحثا عن مستقبله ولشهور عديدة لم تصلها أي أنباء عنه، وكانت دائمة الدعاء بعودته لها سالما، في ذلك اليوم الذي تخلصت فيه من رغيف الخبز المسموم، دُق باب البيت مساء، وحينما فتحته وجدت - لدهشتها - ابنها واقفا بالباب!.. كان شاحبا متعبا وملابسه شبه ممزقة، وكان جائعا ومرهقا وبمجرد رؤيته لأمه قال : (إنها لمعجزة وجودي هنا، على مسافة أميال من هنا كنت مجهدا ومتعبا وأشعر بالإعياء لدرجة الانهيار في الطريق، وكدت أن أموت لولا مرور رجل أحدب بي رجوته أن يعطيني أي طعام معه، وكان الرجل طيبا بالقدر الذي أعطاني فيه رغيف خبز كامل لآكله!.. وأثناء إعطاء ه لي قال : إن هذا هو طعامه كل يوم، واليوم سيعطيه لي، لأن حاجتي أكبر كثيرا من حاجته).
بمجرد أن سمعت الأم هذا الكلام، شحبت وظهر الرعب على وجهها، واتكأت على الباب، وتذكرت الرغيف المسموم الذي صنعته اليوم صباحا!.. لو لم تقم بالتخلص منه في النار، لكان ولدها هو الذي أكله ولكان قد فقد حياته!..
لحظتها أدركت معنى كلام الأحدب : (الشر الذي تقدمه يبقى معك، والخير الذي تقدمه يعود إليك!)..
*** المغزى من القصة :
افعل الخير ولا تتوقف عن فعله حتى ولو لم يتم تقديره وقتها، لأنه في يوم من الأيام وحتى لو لم يكن في هذا العالم ولكنه بالتأكيد في العالم الأخر سوف يتم مجازاتك عن أفعالك الجيدة التي قمت بها في هذا العالم.
سراجي
/
عادات وتقاليد غريبة
عادات وتقاليد غريبة
* ضرب و زفاف
في إحدى قبائل الصومال هذا الشعب الأفريقي الفقير، ماذا يفعل الزوج أثناء حفل زفافة؟!.. إنه يقوم بضرب عروسه ضربا مبرحا أمام الحضور (ومن ضمنهم أهل العروس) وهذا الضرب يكون كي تعترف العروس برجولة زوجها وبأنه سيكون السيد المسؤول والآمر والناهي في بيته.
* الأجراس اللعينة
الهند هذا البلد الممتد الواسع العجيب بتضاريسه وشعوبه ودياناته وعاداته وتقاليده.. ثمة تقاليد وعادات في الهند يعجز القلم عن عدها وحصرها. في إحدى القبائل الهندية وبالتحديد قبيلة (ناجا) تجبر المرأة على وضع أجراس صغيرة على أطراف الثياب التي تلبسها.. لماذا يا ترى؟!.. حتى ينكشف أمرها عندما تتوقف عن العمل، والويل لها إذا خلعت الأجراس من ثيابها، ورآها زوجها!.. والويل ثم الويل لها إذا توقفت الأجراس عن الرنين!.. فهذا يعني التوقف عن العمل!.. فإن عذابها سيكون شديدا!.. ولكن بعض النساء كن يأخذن وقتا من الراحة، ويجلسن وهن يحركن الأجراس بأيديهن.
* النيران المشتعلة
من منا لا يذكر راوندا هذا البلد الذي فقد مليونا من أهله في الحرب الأهلية عام 1994م، في هذا البلد الأفريقي الحزين الخاوي على عروشه ما زالت النار موقدة في قصره الملكي منذ مئتي عام، وحتى يومنا هذا لم تنطفئ قط، إذ يقوم على خدمة هذه النار والتناوب على إشعالها العديد من الخدم والموظفين ورجال الدين.
* مختبر بدائي
ما تزال قضية معرفة نوع الجنين تشغل الكثيرين من الناس، وما زالت تشغل الطب والأطباء أيضا. وهذا الاهتمام من قبل الناس ليس جديدا، بل إنه يشغل بالهم منذ بدايات الخليقة. أما المصريون القدامى (الفراعنة) فهم أول من عرف وسيلة يحدد خلالها نوع الجنين، وهو في بطن أمه، ولكن كيف؟!.. كان هذا أكثر من خمسة آلاف عام قبل اختراع الأجهزة الالكترونية والشاشات التلفازية (التر اساوند) وغيرها، وكان ذلك بطريقة بسيطة وهي :
أن تتبول المرأة الحامل في إناء ين منفصلين، يضعون في إناء حفنة قمح، وفي الآخر حفنة شعير، وتتم عملية متابعة الإناء ين أياما عدة، فإذا نبت الشعير أولا يكون المولود ذكرا، وإذا نبت القمح أولا يكون المولود أنثى!.. هل هذا الكلام صحيح؟!.. نعم, وقد أكد العلماء صحة هذه التجربة مئة بالمئة، وما زالت بعض القبائل العربية تستعمل هذه الطريقة في الكشف عن نوع الجنين وحتى يومنا هذا. (سبحان الله!)
* سمك للتعذيب
الشعب البورمي على عكس بقية الشعوب في العالم!.. فالشعوب تتلذذ وهي تأكل الأسماك، أما الشعب البورمي فإنه يحلو له أن يرى الأسماك وهي تتلذذ بلحم الإنسان، فإذا أرادوا تعذيب شخص أو قتله رموه في بركة بها أسماك مفترسة، كي تأكله وهم يراقبونه عن بعد!..
* الموت الحائر
في غينيا عادات غريبة في التخلص من جثث الموتى، والغريب لديهم أن كل مجموعة عمرية لها طريقة للتخلص من جثثها!.. فإذا مات طفل لديهم، وضعوه في سلة، ثم يعلقونه بسلته هذه، في سقف البيت إلى أن يتلاشى. أما بالنسبة لموت الرجل وطريقة تأبينه، فإنهم يغطونه بسعف النخيل، ويشعلون النيران قريبا منه، حتى يجف جفافا دون أن يحتر، ق وتستمر هذه العملية أسبوعين أو ثلاثة أسابيع. أما بالنسبة للشيوخ، فإنهم يدفنونهم في الأرض بشكل عادي، ولكن بشرط أن يكون الشيخ لا أولاد له ولا امرأة، وإلا وضعوه بجانب النيران!
* كيف السبيل
في مقاطعة التبت الصينية (ولأهل الصين عادات غاية في الغرابة والعجب) في تلك المقاطعة المذكورة إذا أراد شاب الزواج من فتاة فإن أهلها يضعونها فوق شجرة عالية، ويقفون حول الشجرة حاملين العصي، لماذا؟!.. يقولون للعريس : إذا أردت الفتاة زوجة لك، فنحن نمنعك من الاقتراب منها، وإذا كنت جدير بها، فما عليك إلا أن تصل إلى أعلى الشجرة وتخلصها، وعندها تكون حقا رجلا قويا قادرا على حمايتها. تبدأ المعركة بينه وبينهم، فإذا نجح في الوصول إليها بعد ضرب شديد مؤلم، كانت له زوجة عن جدارة واستحقاق، أما إذا لم ينجح فما عليه إلا أن يجر أذيال الخيبة، ليبحث عن زوجة أخرى ومغامرة جديدة!..
* مهرها الذباب
وفي الصين أيضا وفي بعض القبائل الفقيرة والتي فيها أعداد كبيرة من البشر، ولكي يقللوا من الزواج وأعداد الأطفال الذين يكلفونهم الطعام واللباس والمأوى، وضعوا مهرا جديدا غريبا على العريس : (إذا أردت أن تتزوج ابنتنا، ويوافق الحاكم على ذلك، أحضر اثنين كيلو غراما من الذباب، حتى نحافظ على سلامة البيئة!) فيقوم الشاب هو وأهله بجمع الذباب من أماكن النفايات، أو أن يلصق الحلوى على جذوع الأشجار ليتصيد الذباب!.. إنها معركة طويلة!..
* تعويضات غريبة
في انجولا إذا توفيت المرأة أثناء الولادة، فإن أهلها يفرضون على الزوج دفع تعويض كبير مقابل ذلك، لأنهم يظنون أنه هو السبب في هذه الوفاة. ولكن ماذا لو لم يستطع الزوج دفع التعويضات؟!.. إنهم يجعلونه عبدا لأهل الزوجة، حتى يتم دفع التعويضات كاملة!..
* عيون الدجاج
قبيلة (مياد) قبيلة صينية لها عادة غريبة في الزواج، حيث يقوم أهل العروسين بذبح دجاجة، وبعد طبخها ينظرون إلى عيون الدجاجة : فإذا كانت العينان متشابهتين، فهذا يعني أن الزواج سيكون موفقا.. وإذا لم تكن العينان متشابهتين، فإن الزواج سيكون فاشلا، ويلغى مشروع الزواج تماما!..
* أقدام على الوسائد
ظلت أوروبا في العصور الوسطى تظن أن الذي يتعب في الجسم هو الأقدام.. ولذلك كانوا يقومون بوضع أقدامهم على الوسائد عند النوم، بدلا من رؤوسهم، وبالتالي فإن الأقدام هي الأحق بالراحة، أما الرأس فلا يتعب، ويبقى مرميا على الأرض!..
* مسك اللحى
لكل شعب طريقته في تقديم التحية، وبعض القبائل الهندية تقوم بمسك لحى بعضهم بعضا عند التحية!..
* صفع الوجه
في (اوكرانيا) عيد اسمه عيد المساخر، وميزة عيد المساخر هذا أن الاحتفال به يكون بصفع الوجوه!.. يقف الرجلان ويبدآن بصفع بعضهما بعضا، على مرأى من الناس ومسمع!.. وقد تستمر هذه المزحة الخفيفة ساعات طويلة!.. أما دور الجمهور فهو التصفيق والتصفير والتشجيع والهتافات!.. والصفع في (اوكرانيا) لا يقتصر على عيد المساخر فقط، وإنما هي عادة منتشرة بين الفلاحين هناك بشكل كبير!..
* هدايا
في جزيرة (ميلاتريا) إذا أراد شخص أن يهدي هدية لشخص آخر، فإنه يضعها بين قدميه ولا يسلمها باليد، وبعد فترة يتناول الشخص هديته ويذهب بها.
* تحية
سكان استراليا الأصليين إذا أرادوا تحية بعضهم بعضا، فإنهم يقومون بإخراج ألسنتهم أمام بعض.
* تحية بالقدم
في جزر الفلبين يرفع الشخص الذي يؤدي التحية رجله بوجه الشخص المحيا، ويمرغها في وجهه!.. وهذه أغرب تحية معروفه بين الشعوب!..
* عروس تايلاند
في (فطاني) بتايلاند تتكفل العروس بكل شيء ؛ بدء اً من ملابس الزواج لها ولعريسها، وحتى تجهيز منزل الزوجية!..
* تسعين يوم
وفي (جاوة) بإندونيسيا تستضيف العروس عريسها تسعين يوما، هي شهر العسل في بيت والدها، ولا يُسمح للعريس بالعمل في أي شيء خلالها، عليه فقط أن يعيش مع عروسه ولا يفكر إلا في إسعادها.
سراجي
/
قاعدة شاحنة النفايات
قاعدة شاحنة النفايات
ركبت التاكسي ذات يوم متجهاً للمطار. بينما كان السائق ملتزما بمساره الصحيح، قفزت سيارة من موقف السيارات بشكل مفاجئ أمامنا. ضغط السائق بقوة على الفرامل، لتنزلق السيارة وتتوقف قبل إنشات قليلة من الاصطدام. أدار سائق السيارة الأخرى رأسه نحونا وانطلق بالصراخ تجاهنا، لكن سائق التاكسي ابتسم ولوح له بود. استغربت فعله جداً وسألته : لماذا فعلت ذلك؟ هذا الرجل كاد يرسلنا للمستشفى برعونته. هنا لقنني السائق درساً، أصبحت أسميه فيما بعد : قاعدة شاحنة النفايات :
قال : كثير من الناس مثل شاحنة النفايات، تدور في الأنحاء محملة بأكوام النفايات، التخلف, الإحباط، الجهل, الغضب، وخيبة الأمل، وعندما تتراكم هذه النفايات داخلهم، يحتاجون إلى إفراغها في مكان ما، في بعض الأحيان يحدث أن يفرغوها عليك. لا تأخذ الأمر بشكل شخصي، فقد تصادف أنك كنت تمر لحظة إفراغها، فقط ابتسم، لوح لهم، وتمن أن يصبحوا بخير، ثم انطلق في طريقك. احذر أن تأخذ نفاياتهم تلك، وتلقيها على أشخاص آخرين في العمل، أو في البيت أو في الطريق!..
في النهاية، الأشخاص الناجحون لا يدعون شاحنات النفايات تستهلك يومهم، فالحياة أقصر من أن نضيعها في الشعور بالأسف على أفعال ارتكبناها في لحظة غضب، لذلك، اشكر من يعاملونك بلطف، وادع لمن يسيئون إليك.
وتذكر دائماً : حياتك محكومة ١٠ % بما تفعله، و ٩٠ % بكيفية تقبلك لما يجري حولك.
طيف المحبة
/
كن ملكا على نفسك!!
كن ملكا على نفسك
كان هناك رجل طاعن في السن، يشتكي من الألم والإجهاد في نهاية كل يوم..
سألهُ صديقه : ولماذا كل هذا الألم الذي تشكو منه؟!..
فأجابه الرجل : يوجد عندي بازان يجب علي كل يوم أن أروضهما، وأرنبان يلزم أن أحرسهما من الجري خارجا، وصقران علي أن أقودهما وأدربهما، وحية علي أن أحاصرها، وأسد علي أن أحفظه دائما مقيدا في قفص حديدي، ومريض علي أن أعتني به واخدمهُ.
قال الصديق : ما هذا كله، لابد أنك تمزح؟!.. لأنه حقا لا يمكن أن يوجد إنسان يراعي كل هذه الأشياء مرة واحدة!..
قال الشيخ : إنني لا أمزح، ولكن ما أقوله لك هو الحقيقة المحزنة، وانظر كيف :
أما البازان فهما عيناي، وعلي أن أروضهما عن النظر إلى ما لا يحل النظر إليه، باجتهاد ونشاط.
وأما الأرنبين فهما قدماي، وعلي أن أحرسهما وأحفظهما من السير في طرق الخطيئة والرذيلة والحرام.
وأما الصقرين فهما يداي، وعلي أن أدربهما على العمل، حتى تمداني بما أحتاج، ربما يحتاجها الآخرون من إخواني.
وأما الحية فهي لساني، وعلي أن أحاصره وألجمه باستمرار، حتى لا ينطق بكلام معيب أو مشين يحاسبني الله عليه.
وأما الأسد فهو قلبي، الذي لوحده لي معه حربٌ مستمرة، وعلي أن أحفظه دائما مقيدا، كي لا تخرج منه أمور شريرة.
وأما الرجل المريض فهو جسدي كلهُ، الذي يحتاج دائما إلى يقظتي، وعنايتي، وانتباهي.
وهكذا فإن هذا العمل اليومي، يستنفذ عافيتي وطاقتي!.
*** ومضة :
كن عظيما بضبطك نفسك، واحفظها من الوقوع في مزالق الحرام والرذائل، حتى لا تهوي إلى سوء العقبى!
جعفر
/
ذر الرماد بالعيون
مواطن بلجيكي دأب طوال ٢٠عاماً على عبور الحدود نحو ألمانيا بشكل يومي على دراجته الهوائية، حاملا على ظهره حقيبة مملوء ة بالتراب، وكان رجال الحدود الألمان على يقين أنه يهّرب شيئاً ما، ولكنهم في كل مرة لا يجدون معه غير التراب!..
السر الحقيقي لم يكشف إلا بعد وفاة السيد ديستان، حين وجدت في مذكراته الجملة التالية : (حتى زوجتي لم تعلم أنني بنيت ثروتي على تهريب الدراجات إلى ألمانيا)!.
أما عنصر الذكاء هنا، فهو : (ذر الرماد في العيون، وتحويل أنظار الناس عن هدفك الحقيقي!).
ayat
/
عن اليتيم.....
قال تعالى : {رَبِّ لَا تَذَرْنِي فَرْداً وَأَنتَ خَيْرُ الْوَارِثِينَ} الأنبياء ٨٩
امرأة ميتة تخبر زوجها بوفاة ابنها اليتيم!!
القصة بدأت منذ ساعة ولادة هذا الطفل, ففي يوم ولادته توفيت أمه وتركته وحيداً، احتار والده في تربيته، فأخذه لخالته ليعيش بين أبنائها، فهو مشغول في أعماله صباح مساء..
تزوج الأب بعد سبعة أشهر من وفاة زوجته، وأتى بولده ليعيش معه.. وبعد مضي ثلاث سنوات وأشهر أنجبت له الزوجة الجديدة طفلين بنت وولد..
كانت زوجة الأب لا تهتم بالصغير الذي لم يتجاوز الرابعة من عمره، فكانت توكل أمره إلى الخادمة لتهتم به، إضافة إلى أعمالها في البيت من غسل ونظافة وكنس وكوي..
وفي يوم شديد البرودة دعت الزوجة أهلها للعشاء، واهتمت بهم وبأبنائها، وأهملت الصغير الذي لم يكن له غير الله حتى الخادمة التي انشغلت بالمأدبة ونسيت الصغير!..
إلتم شمل أهلها عندها، ودخلوا في أحاديثهم، حتى جاء موعد العشاء، فأخذ ينظر إلى الأطعمة المنوعة وكله شوق أن تمتد يداه إلى الحلوى أو المعجنات ليأكل منها ويطفئ جوعه!.. فما كان من زوجة أبيه إلا أن أعطته بعض الأرز في صحن، وقالت له صارخة : اذهب وكل عشائك في الساحة (ساحة البيت)!..
أخذ صحنه وهو مكسور القلب حزين النفس، وخرج به وهم انهمكوا بالعشاء، ونسوا أن هذا طفل صغير محتاج لحبهم ورحمتهم!..
جلس الطفل في البرد القارس، يأكل الأرز، ومن شدة البرد انكمش خلف أحد الأبواب يأكل ما قدم له، ولم يسأل عنه أحد أو أين ذهب، ونسوا وصية رسول الله صلى الله عليه واله وسلم باليتيم!.. والخادمة انشغلت في الأعمال المنزلية، ونام الطفل في مكانه في ذاك الجو البارد!..
خرج أهل الزوجة بعد أن استأنسوا وأكلوا، وبعد ذلك أمرت زوجة الأب الخادمة أن تنظف البيت، وآوت إلى فراشها ولم تكلف نفسها حتى السؤال عن الصغير!..
عاد زوجها من عمله وسألها عن ولده، فقالت : مع الخادمة، وهي لا تدري هل هو معها أم لا؟!..
فنام الأب، وفي نومه حلم بزوجته الأولى، تقول له : انتبه للولد!.. فاستيقظ مذعوراً، وسأل زوجته عن الولد، فطمأنته أنه مع الخادمة، ولم تكلف نفسها أن تتأكد!..
نام مرة أخرى، وحلم بزوجته، تقول له : انتبه للولد!.. فاستيقظ مذعوراً مرة أخرى، وسأل زوجته عن الولد، فقالت له أنت تكبر الأمور، وهذا حلم، والولد بخير!..
واكتفى بكلامها!.. فعاد إلى النوم، وحلم بزوجته الأولى تقول له : (خلاص الولد جاني!)..
فاستيقظ مرعوبا، وأخذ يبحث عن الولد عند الخادمة فلم يجده، وعندها جن جنونه، وصار يركض في البيت هنا وهناك حتى وجد الصغير، ولكنه كان قد فارق الحياة!..
لقد تكوم على نفسه وأزرق جسمه، وقد فارق الحياة وبجانبه صحن الأرز وقد أكل بعضه..
هذه القصة حقيقية وليس من نسج الخيال!
ayat
/
عن الصبر
من أروع القصص الحقيقية
قصة قصّها الأستاذ الدكتور خالد الجبير استشاري جراحة القلب والشرايين في محاضرته (أسباب ٌٌ منسية)
يقول الدكتور : -
في أحد الأيام أجريت عملية جراحية لطفل عمره سنتان ونصف وكان ذلك اليوم هو يوم الثلاثاء، و في يوم الأربعاء كان الطفل في حيوية و عافية يوم الخميس الساعة ١١ : ١٥ولا أنسى هذا الوقت
- للصدمة التي وقعت - إذ بأحد الممرضات تخبرني بأن قلب و تنفس الطفل قد توقفا عن العمل ؛ فذهبت إلى الطفل مسرعا ً وقمت بعملية تدليك للقلب استمرت ٤٥ دقيقة وطول هذه الفترة لم يكن قلبه يعمل، وبعدها كتب الله لهذا القلب أن يعمل فحمدنا الله تعالى.
ثم ذهبت لأخبر أهله بحالته و كما تعلمون كم هو صعب أن تخبر أهل المريض بحالته إذا كانت سيئة وهذا من أصعب ما يتعرض له الطبيب ولكنه ضروري، فسألت عن والد الطفل فلم أجده لكني وجدت أمه فقلت لها إن سبب توقف قلب ولدك عن العمل هو نتيجة نزيف في الحنجرة ولا ندري ما هو سببه و أتوقع أن دماغه قد مات
فماذا تتوقعون أنها قالت؟
هل صرخت؟ هل صاحت؟ هل قالت أنت السبب؟
لم تقل شيئا من هذا كله بل قالت الحمد لله ثم تركتني وذهبت.
بعد ١٠ أيام بدأ الطفل في التحرك فحمدنا الله تعالى واستبشرنا خيرا ً بأن حالة الدماغ معقولة، بعد ١٢يوم يتوقف قلبه مرة أخرى بسبب هذا النزيف ؛ فأخذنا في تدليكه لمدة ٤٥ دقيقة ولم يتحرك قلبه قلت لأمه هذه المرة لا أمل على ما أعتقد، فقالت الحمد لله
اللهم إن كان في شفائه خيرا ً فاشفه يا رب.
و بحمد الله عاد القلب للعمل ولكن تكرر توقف قلب هذا الطفل بعد ذلك
٦ مرات إلى أن تمكن أخصائيٌ القصبة الهوائية بأمر الله أن يوقف النزيف و يعود قلبه للعمل.
ومر ت الآن ٣ أشهر ونصف و الطفل في الإنعاش لا يتحرك ثم ما أن بدأ بالحركة وإذا به يصاب بخراج ٍ وصديد عجيب غريب عظيم في رأسه لم أرى مثله، فقلنا للأم بأن ولدك ميت لا محالة، فإن كان قد نجا من توقف قلبه المتكرر فلن ينجو من هذا الخراج، فقالت الحمد لله ثم تركتني و ذهبت. بعد ذلك قمنا بتحويل الحالة فورا إلى جراحي المخ و الأعصاب وتولوا معالجة الصبي ثم بعد ثلاثة أسابيع بفضل الله شفي الطفل من هذا الخراج، لكنه لا يتحرك.
و بعد أسبوعين يصاب بتسمم عجيب في الدم وتصل حرارته إلى ٤١, ٢ درجة مئوية فقلت للأم : إن دماغ ابنك في خطر شديد لا أمل في نجاته فقالت بصبر و يقين الحمد لله، اللهم إن كان في شفائه
خيرا ً فاشفه. بعد أن أخبرت أم هذا الطفل بحالة ولدها الذي كان يرقد على السرير رقم ٥ ذهبت للمريض على السرير رقم٦ لمعاينته وإذا بأم هذا المريض تبكي و تصيح وتقول يا دكتور يا دكتور
الحقني يا دكتور حرارة الولد ٣٧, ٦ درجة راح يموت راح يموت فقلت لها متعجبا ً : شوفي أم هذا الطفل الراقد على السرير رقم ٥ حرارة ولدها ٤١ درجة وزيادة وهي صابرة و تحمد الله، فقالت أم المريض صاحب السرير رقم ٦ عن أم هذا الطفل :
(هذه المرأة مو صاحية ولا واعية) ؛ فتذكرت حديث المصطفى صلى الله عليه وسلم الجميل العظيم (طوبى للغرباء) مجرد كلمتين، لكنهما كلمتان تهزان أمة
لم أرى في حياتي طوال عملي لمدة ٢٣ سنة في المستشفيات مثل هذه الأخت الصابرة إلا إثنين فقط.
بعد ذلك بفترة توقفت الكلى فقلنا لأم الطفل : لا أمل هذه المرة لن ينجو فقالت بصبر وتوكل على الله تعالى الحمد لله وتركتني ككل مرة وذهبت.
دخلنا الآن في الأسبوع الأ خير من الشهر الرابع وقد شفي الولد بحمد الله من التسمم، ثم ما أن دخلنا الشهر الخامس إلا ويصاب الطفل بمرض عجيب لم أره في حياتي، التهاب شديد في الغشاء البلوري حول الصدر وقد شمل عظام الصدر و كل المناطق حولها مما اضطرني إلى أن أفتح صدره واضطرُ أن أجعل القلب مكشوفا، بحيث إذا بدلنا الغيارات ترى القلب ينبض أمامك.
عندما وصلت حالت الطفل لهذه المرحلة، قلت للأم : خلاص هذا لايمكن علاجه بالمرة لا أمل لقد تفاقم وضعه ؛ فقالت الحمد لله كدأبها ولم تقل شيئا آخر
مضى الآن علينا ستة أشهر و نصف وخرج الطفل من الإنعاش
لا يتكلم لا يرى لا يسمع لا يتحرك لا يضحك و صدره مفتوح ويمكن أن ترى قلبه ينبض أمامك، والأم هي التي تساعد في تبديل الغيارات صابرة ومحتسبة.
هل تعلمون ما حدث بعد ذلك؟
وقبل أن أخبركم، ما تتوقعون من نجاة طفل مر بكل هذه المخاطر و الآلام والأمراض، وما ذا تتوقعون من هذه الأم الصابرة أن تفعل و ولدها أمامها عل شفير القبر، و لا تملك من أمرها الا الدعاء والتضرع لله تعالى.
هل تعلمون ما حدث بعد شهرين ونصف للطفل الذي يمكن أن ترى قلبه ينبض أمامك؟
لقد شفي الصبي تماما برحمة الله عزوجل جزاء ً لهذه الأم الصالحة، وهو الآن يسابق أمه على رجليه كأن شيئا ً لم يصبه وقد عاد كما كان صحيحا معافى ً.
لم تنته القصة بعد ما أبكاني ليس هذا، ما أبكاني هو القادم :
بعد خروج الطفل من المستشفى بسنة و نصف، يخبرني أحد الإخوة في قسم العمليات بأن رجلا ً وزوجته ومعهم ولدين، يريدون رؤيتك، فقلت من هم؟ فقال بأنه لا يعرفهم.
فذهبت لرؤيتهم وإذا بهم والد ووالدة الطفل الذي أجريت له العمليات السابقة عمره الآن ٥ سنوات مثل الوردة في صحة وعافية كأن لم يكن به شيء ومعهم أيضا مولود عمره ٤أشهر..
فرحبت بهم وسألت الأب ممازحا ًعن هذا المولود الجديد الذي تحمله أمه هل هو رقم ١٣ أو ١٤ من الأولاد؟
فنظر إلي بابتسامة عجيبة (كأنه يقول لي : والله يا دكتور إنك مسكين)
ثم قال لي بعد هذه الابتسامة : إن هذا هو الولد الثاني وأن الولد الأول الذي أجريت له العمليات السابقة هو أول ولد يأتينا بعد ١٧ عاما من العقم وبعد أن رزقنا به، أصيب بهذه الأمراض التي تعرفها.
لم أتمالك نفسي وامتلأت عيوني بالدموع وسحبت الرجل لا إراديا ً من يده ثم أدخلته في غرفة عندي وسألته عن زوجته، قلت له من هي زوجتك هذه التي تصبر كل هذا الصبر على طفلها الذي أتاها بعد ١٧ عاما من العقم؟ لا بد أن قلبها ليس بورا ً بل هو خصبٌُُُ بالإيمان بالله تعالى.
هل تعلمون ماذا قال؟
أنصتوا معي يا أخواني و يا أخواتي وخاصة يا أيها الأخوات الفاضلات فيكفيكن فخرا ً في هذا الزمان أن تكون هذه المسلمة من بني جلدتكن.
لقد قال :
أنا متزوج من هذه المرأة منذ ١٩ عاما وطول هذه المدة لم تترك قيام الليل إلا بعذر شرعي، وما شهدت عليها غيبة ولا نميمة ولا كذب، واذا خرجتُ من المنزل أو رجعتُ إليه تفتح لي الباب وتدعو لي وتستقبلني وترحب بي وتقوم بأعمالها بكل حب ورعاية وأخلاق وحنان.
ويكمل الرجل حديثه ويقول : يا دكتور لا استطيع بكل هذه الأخلاق و الحنان الذي تعاملني به زوجتي أن أفتح عيني فيها حياء ً منها وخجلا ً ؛ فقلت له : ومثلها يستحق ذلك بالفعل منك
انتهى كلام الدكتورخالد الجبير حفظه الله..
------------ --------- --------- --------- --------- ------
يقول الله تعالى :
وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْء ٍ مِّنَ الْ خَوفْ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الأَمَوَالِ وَالأنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ (١٥٥) الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَة ٌ قَالُواْ إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ (١٥٦) أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَرَحْمَة ٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ (١٥٧) - سورة البقرة
و يقول عليه الصلاة والسلام :
)) ما يصيب ُ المسلم َ من نصب ٍ ولا وصبٍ ولا هم ٍ ولاحزن ٍ ولا أذى ً ولا غم ٍ، حتى الشوكة يشاكها إلا كفر الله بها خطاياه))
ayat
/
قول الحقيقة
هذه قصة يحكيها ضابط عراقي يقول : كان هناك رجل يعمل جزاراً كل يوم يأخذ الماشية ويذبحها، وكل يوم على هذه الحال. وفي يوم من الأيام رأى امرأة في الشارع مطعونة بسكين، فنزل من سيارته ليساعدها، وأخرج السكين منها، ثم أتى الناس ورأوه فاتهموه أنه هو الذي قتلها. وجاء ت الشرطة لتحقق معه، فأخذ يحلف لهم بالله أنه ليس الذي قتلها، لكنهم لم يصدقوه، فأخذوه ووضعوه في السجن، وأخذوا يحققون معه شهرين..
ولما حان وقت الإعدام، قال لهم : أريد أن تسمعوا مني هذا الكلام قبل أن تعدموني!.. لقد كنت أعمل في القوارب قبل أن أصبح جزاراً، أذهب بالناس في نهر الفرات من الضفة إلى الضفة الثانية، وفي أحد الأيام عندما كنت أوصل الناس ركبت امرأة جميلة قد أعجبتني، فذهبت لبيتها لأخطبها، لكنها رفضتني، وبعد ذلك بسنة ركبت معي نفس المرأة ومعها طفل صغير وكان ولدها, فحاولت أن أمكن نفسي منها، لكنها صدتني، وحاولت مراراً وتكراراً، ولكنها كانت تصدني في كل مرة، فهددتها بطفلها إذا لم تمكنيني من نفسكِ سأرميه في النهر، ووضعت رأسه في النهر وهو يصيح بأعلى صوته، لكنها ازدادت تمسكاً، وظللت واضع رأسه في الماء حتى انقطع صوته، فرميت به في النهر، وقتلت أمه، ثم بعت القارب، وعملت جزاراً, وها أنا ألقى جزائي، أما القاتل الحقيقي فابحثوا عنه!..
ayat
/
الامانة
ذهبت مدرسة للبنات في رحلة بالحافلة إلى مواقع أثرية، فنزلوا، وأخذت كل واحدة منها ترسم أو تكتب وتصور. وذهبت إحدى الفتيات في مكان بعيد عن الآخرين، فجاء وقت الرحيل وركبت البنات الحافلة. فلما سمعت تلك البنت صوت الحافلة، ألقت كل ما بيدها، وراحت تركض خلفها وتصرخ، ولكنهم لم ينتبهوا لها، فابتعدت الحافلة.
ثم أخذت تسير وهي خائفة، ولما حل الليل وسمعت صوت الذئاب ازدادت خوفاً، ثم رأت كوخاً صغيراً، ففرحت وذهبت إليه وكان يسكنه شاب، فقالت له قصتها, ثم قال لها : حسناً نامي اليوم عندي وفي الصباح أذهب بك إلى المكان الذي جئت منه لتأخذك الحافلة، أنتِ نامي على السرير، وأنا سأنام على الأرض.
وكانت خائفة جداً، فقد رأته كل مرة يقرأ كتاباً، ثم يذهب ويطفئ الشمعة بأصبعه، وهكذا حتى احترقت أصابعه الخمسة، وظنت أنه من الجن.
وفي الصباح ذهب بها، وأخذتها الحافلة، فلما عادت إلى البيت، حكت لأبيها كل القصة. ومن فضول الأب ذهب إلى الشاب حتى يعرف لماذا كان يفعل ذلك!.. فذهب إليه، ورأى أصابعه الخمسة ملفوفة بقطع قماش.
فسأله الأب : ماذا حصل لأصابعك؟
فقال الشاب : بالأمس حضرت إلي فتاة تائهة، ونامت عندي، وكان الشيطان كل مرة يأتيني، فأقرأ كتاباً لعل الشيطان يذهب عني، لكنه لم يذهب، فأحرق إصبعي لأتذكر عذاب جهنم، ثم أعود للنوم، فيأتيني الشيطان مرة أخرى، وفعلت ذلك حتى احترقت أصابعي الخمسة.
فقال له الأب : تعال معي إلى البيت. فلما وصلا إلى البيت أحضر ابنته، وقال : هل تعرف هذه الفتاة؟
فقال الشاب : نعم, هذه التي نامت عندي بالأمس!
فقال الأب : هي زوجة لك, فانظروا كيف أبدل الله هذا الشاب الحرام بالحلال!
بنت الكاظمين-ام طه
/
الثقه بالله
كان هناك زوجين ربط بينهما حب عميق و صداقة قوية، كل منهما لا يجد راحته إلا بقرب الآخر، إلا أنهما مختلفين تماماً في الطباع، فالرجل هادئ ولا يغضب في أصعب الظروف، وعلى العكس زوجته حادة وتغضب لأقل الأمور..
وذات يوم سافرا معاً في رحلة بحرية، أمضت السفينة عدة أيام في البحر وبعدها ثارت عاصفة كادت أن تودي بالسفينة، فالرياح مضادة والأمواج هائجة.. امتلأت السفينة بالمياه وانتشر الذعر والخوف بين كل الركاب، حتى قائد السفينة لم يخف على الركاب أنهم في خطر، وأن فرصة النجاة تحتاج إلى معجزة من الله..
لم تتمالك الزوجة أعصابها فأخذت تصرخ، لا تعلم ماذا تصنع، وذهبت مسرعه نحو زوجها، لعلها تجد حل للنجاة من هذا الموت، وقد كان جميع الركاب في حالة من الهياج، ولكنها فوجئت الزوج كعادته جالساً هادئاً، فازدادت غضباً واتّهمتهُ بالبرود واللامبالاة..
نظر إليها الزوج، وبوجه عابس وعين غاضبة استل خنجره ووضعه على صدرها، وقال لها بكل جدية وبصوت حاد : ألا تخافين من الخنجر؟
نظرت إليه وقالت : لا
فقال لها : لماذا؟
فقالت : لأنه ممسوك في يد من أثق به وأحبه؟
فابتسم وقال لها : هكذا أنا، كذلك هذه الأمواج الهائجة ممسوكة بيد من أثق به وأحبه، فلماذا الخوف إن كان هو المسيطر على كل الأمور؟
ازهار خليفه
/
احتجاجاته بهلول مع هارون
حكي أنه قال هارون لبهلول : أتحب أن تكون خليفة؟
فقال : لا، وذلك إني رأيت موت ثلاثة خلفاء، ولم ير الخليفة موت بهلولين!
سأله هارون أيضا : أبو بكر وعمر خير أم علي عليه السلام؟
فقال : واحد بإزاء الاثنين لا يجوز!.. ولكن علي والعباس، خير من أبي بكر وعمر!..
ودخل بهلول على هارون وعنده عليان، فكلمهما الرشيد، فأغلظا له في القول، وأمر بالنطع والسيف.
فقال عليان : كنا مجنونين فصرنا ثلاثة!.. فضحك هارون وعفا عنهما.
اسير هوى النفس
/
السعاده الحقيقية
السعادة الحقيقية
يُحكى أنه كان هناك ملياردير أمريكي في أواخر الستينات من عمره بدأ من الصفر وبنى ثرواته الهائلة من التجارة وإدارة الأعمال، كدح لسنين طويلة ليلاً ونهاراً.. وبعد كل هذه السنين من الجهد والتخطيط والسهر يرى أنه قد حان الأوان للراحة والدعة، فهو يتنقل من بلد إلى أخرى يستمتع بالمناظر الخلابة والجو الصافي النقي البديع..
وفي ذات يوم كان يجلس على كرسيه الوثير في الفناء الواسع، أمام أحد منازله الفاخرة على أكبر أنهار المكسيك. ولفت نظره وجود صياد مكسيكي بسيط الحال منهمك في الصيد، فنظر رجل الأعمال الأمريكي إلى حال ذلك الصياد، فوجد مركب صيد قديم متهالك وأدوات صيد بدائية، كما رأى بجانبه كمية غير كثيرة من السمك، ولما رأى الصياد يجمع أدواته ويهم بالانصراف، تعجب ودعا الصياد ليتحدث إليه، فلما جاء إليه سأله : كم تحتاج من الوقت لاصطياد مثل هذه الكمية من السمك؟
قال الصياد : أحياناً دقائق قليلة، وأحياناً يصل الأمر إلى ساعتين يا سيدي.
فسأله الملياردير : فقط؟!..
أماء الصياد برأسه إيجابياً، وهو يتساء ل في نفسه : لمَ يهتم هذا الثري بمثلي؟!..
فعاد وسأله الملياردير : ولماذا لا تقضي وقتاً أطول إذاً في الصيد، فتصطاد كميات أكثر وتكسب المزيد من الأموال؟!
فأجاب الصياد : ما أصطاده يكفيني وزوجتي وأبنائي، وحينما أريد شراء شيئاً أستزيد من الصيد لأشتريه.
فتعجب الملياردير وسأله : بهذه البساطة؟!
قال الصياد بهدوء : نعم.. أنام ما يكفيني من الوقت، أصحو نشيطاً، أصطاد ما يكفي حاجتي أعود لأنام القيلولة في النهار، أصحو لأهتم بصغاري وزوجتي، وفي الليل أحياناً أتجول مع الأصدقاء في القرية ونجلس ونتسامر في الليل.. يا سيدي أنا حياتي مليئة، ولا أحب أن يطغى عليها العمل!
هز الملياردير العجوز رأسه في عدم اقتناع ثم قال له : سوف أسدي لك نصيحة غالية، فأنا رجل منحته سنين عمره الطويلة خبرات كبيرة :
أولاً : يجب أن تفرغ غالب يومك في الصيد، حتى تتضاعف كمية ما تصطاده، وبالتالي يتضاعف ربحك.
ثانياً : بعد فترة الادخار ومع تقدمك المادي تشتري مركباً أكبر وأحدث، ليساعدك في الوقت فتجني ارباحاً أكبر.
ثالثاً : يمكنك بعد ذلك بفترة ومع ادخار أرباحك أن تشتري عدة قوارب للصيد.
رابعاً : ستجد نفسك وبعد فترة ليست كبيرة صاحب أسطول بحري كبير للصيد، وبدلاً من قضاء الوقت والجهد في بيع السمك مباشرة للناس، ستستريح ببيعك فقط للموزعين.
وأخيراً : وبعد كل هذا النجاح ستستطيع وبكل سهولة أن تُنشئ مصانع التعليب الخاصة بك، والتي يمكنك بها التحكم في إنتاجك من الأسماك وكميات التوزيع أيضاً.
وهكذا.. من نجاح إلى آخر حتى تصبح مليونيراً أو مليارديراً كبيراً مثلي يُشار إليه بالبنان! هذه هي السعادة الحقيقية يا رجل!
صمت الصياد لثوانٍ، ثم سأل الملياردير العجوز : ولكن سيدي.. كم أحتاج من الوقت لتحقيق مثل ذلك؟!
ضحك الملياردير وقال : هذا يرجع إلى مدى مهارتك وحنكتك في التعامل مع الحياة!.. ولكني أرى أنه ما بين ١٥ إلى ٢٠ عاماً فقط!
عقد الصياد حاجبيه وهو يسأل : وماذا بعد؟!
لمعت عينا الملياردير وهو يقول : تملك ملايين الدولارات أيها الرجل!
نظر الصياد إلى الرجل ثم عاد وسأله : وماذا بعد؟!
نظر الملياردير إلى الصياد بتعجب وأجاب : تترك التجارة والشقاء لأبناء ك، وتستمتع بما بقي لك من العمر، تسترخي في منازل فاخرة في أجمل بقاع الأرض، تستمتع مع زوجتك وأبناء ك وأحفادك، تنام القيلولة التي أردت، وتلعب مع أحفادك، تفعل كل ما تريد يا رجل!
فابتسم الصياد وهو يقول في هدوء : هل تريد مني أن أقضي ما يقرب من ٢٠ عاماً من عمري كادحاً في عمل متواصل، لا أرى أبنائي وزوجتي إلا قليلاً، لا أستمتع بوقتي ولا بصحتي ولا حتى بأموالي، كل ذلك أضحي به لأصل في النهاية إلى (ما أنا عليه أصلاً)؟!
ثم أكمل في حماس : إن كانت السعادة الحقيقية كما قلتَ أنت في الاسترخاء وراحة البال والوجود في وسط الزوجة والأبناء والاستمتاع برفقة الأهل والأصدقاء، فأنا الآن أعيش هذه السعادة الحقيقة، ولا أجد سبباً يجعلني أرجئها ٢٠ عاماً!
اسير هوى النفس
/
سر السعادة
سر السعادة
كان أحد الشباب شغوفاً لأن يعرف سر السعادة, فسأل كثيراً من الناس إلى أن نصحه أحدهم بزيارة قرية معينة في الصين بها رجل حكيم طاعن في السن، سيدلك على سر السعادة. وبدون إضاعة أي وقت استقل أول طائرة متوجهة إلى الصين، حيث كان شديد الحماس للوقوف على سر السعادة، ولما وصل أخيراً إلى تلك القرية وقال في نفسه : الآن سأكتشف السر الذي كنت أبحث عنه لمدة طويلة!..
ووصل إلى بيت الحكيم الصيني وطرق الباب، ففتحت له سيدة كبيرة في السن ورحبت به أخذته إلى الصالون وطلبت منه الانتظار، وطال إهمال صاحب البيت له.. وأخيراً ظهر الرجل الحكيم بمظهره البسيط وملابسه المتواضعة جداً، وجلس بوقار إلى جانب الشاب، وسأله وعلى وجهه ابتسامة عما إذا كان يرغب في أن يتناول قليلاً من الشاي.
وكان الشاب في تلك اللحظة على وشك الانفجار قائلاً في نفسه : لقد تركني هذا الرجل العجوز أكثر من ثلاث ساعات بمفردي، وأخيراً حينما ظهر لم يعطني أي مبرر لتأخيره ولم يعتذر عن ذلك, والآن يسألني بكل بساطة عما إذا كنت أرغب في تناول الشاي!..
وبينما كان الشاب منهمكاً في التفكير في ذلك، كان غضبه يزداد، حتى سأله الرجل مرة أخرى بهدوء عما إذا كان يريد أن يتناول قليلاً من الشاي!.. فرد عليه الشاب بعصبية قائلاً : نعم أريد أن أتناول الشاي!.. فطلب له كوباً من الشاي، وجلس بهدوء إلى جانبه. ولما حضر الشاي سأل الرجل ضيفه : هل تريد أن أملأ لك كوباً من الشاي... فرد عليه الشاي بالإيجاب.. فصب الحكيم الشاي في الكوب إلى أن امتلأ إلى آخره، وبدأ الشاي يسيل خارج الكوب، وما زال هو مستمراً في صب الشاي إلى أن نهض الشاب واقفاً وانفجر في الرجل الحكيم قائلاً : ألا ترى أن الكوب قد امتلأ إلى آخره، وأن الشاي قد سال خارجه وملأ المكان؟...
فرد عليه الحكيم وقال بابتسامة هادئة : أنا مسرور لأنك استطعت أن تقوم بالملاحظة أخيراً!.. ثم أردف قائلاً وقد نهض من مكانه : لقد انتهت المقابلة!..
فصرخ الشاب في وجهه قائلاً : ماذا تقول؟ لقد سافرت كل هذه المسافة وتركتني في انتظارك أكثر من ثلاث ساعات وملأت كل المكان بالشاي وسال على الأرض, والآن تقول لي أن المقابلة قد انتهت!.. هل أنت تمزح معي؟!..
فقال الرجل الحكيم : اسمع يا بني, يجب أن تحضر لي مرة أخرى عندما يكون كوبك خاليا!..
فسأله الشاب عما يقصده بذلك, فرد عليه الحكيم الصيني قائلاً : عندما يكون الكوب مملوء اً بالشاي، فلا يمكن أن يستوعب أكثر من ذلك, وبناء عليه إذا استمررت في أن تصب فيه أكثر مما يمكنه أن يستوعب، فإنك ستتلف الكثير من الأشياء حولك, وهذا أيضاً ينطبق عليك فإنك عندما استمررت في غضبك أصبح كوبك مملوء اً إلى آخره، وأخذت تصب فيه أكثر إلى أن زاد غضبك، وأصبحت عصبياً أكثر من اللازم, والنتيجة هنا أيضاً عبارة عن خسارة كبيرة!..
وبعد ذلك أوصله إلى الباب وقال له : إذا أردت أن تكون سعيداً يا بني، فتعلم كيف تتحكم في شعورك وتقديراتك, وتأكد دائماً أن يكون كوبك خالياً، فهذا هو مفتاح السعادة!
زينة البياتي
/
ابيات شعرية
هذه أبيات من الشعر لكن فيها من العجب العجاب حيث أنها تقرأ بشكل أفقي وعمودي، وهي للإمام علي (عليه السلام)
ألوم صديقي وهذا محال
صديقي أحبه كلام يقال
وهذا كلام بليغ الجمال
محال يقال الجمال خيال
الكربلائي
/
قداسة عدد خمسة
قداسة عدد خمسة
اعلم أنّ عدد خمسة من الأعداد المقدّسة، وخامس حروف الأبجد يرسم بهذا النحو (ه) تارة ً ليشير إلى دائرة الوجود، واُخرى بهذا النحو (هـ) ليشير به إلى دائرة الوجود ودائرة القوس النزولي والصعودي، كما في قوله : (يَتَـنَزَّلُ الأمْرُ).
فالأمر وهو الوجود في الحقائق الروحانية والجسمانية في القوس النزولي والصعودي، والحركة التكوينية إنّما تدلّ على هذين القوسين.
والحضرات الكلية خمسة : اللاهوت، والجبروت (عالم العقول)، والملكوت (عالم الأرواح)، والناسوت (الدنيا)، والكون الجامع وهو الإنسان الكامل.
والقيامات خمسة : وذلك في كلّ ساعة وآن، أوّلها : الموت الطبيعي كما ورد إذا مات المرء قامت قيامته، والموت الاختياري كما ورد موتوا قبل أن تموتوا، ويوم الآخرة يوم المعاد، والفناء في الله والبقاء به كما يحصل للعرفاء الخلّص من الأنبياء والأولياء ويسمّى بالقيامة الكبرى.
والعروش خمسة : عرش الحياة، وعرش الهويّة، وعرش الرحمانية، والعرش العظيم، والعرش الكريم، والعرش المجيد.
والقلوب خمسة : القلب النفسي، والقلب الحقيقي، والقلب القابل للتجلّي الباطني، والقلب المسخّر بين الوجوب والإمكان، والقلب الأحدي الجمعي.
ولسان الحمد (الذكر) خمسة : حقيقة الذكر وهو تجلّي الذات للذات بالذات باسم المتكلّم، حتّى يظهر الصفات الكمالية كما شهد الله بذلك لذاته، وأنّه لا معبود سواه، وذكر الملائكة المقرّبين، وذكر ملائكة السماء والنفوس الناطقة المجرّدة، وذكر ملائكة الأرض والنفوس المنطبعة، وذكر الأبدان والأعضاء.
ومفاتح الغيب خمسة : وهم أصحاب الكساء الخمسة، المصطفى، والمرتضى، وابناهما، وفاطمة (عليهم السلام).
لي خمسة ٌ اُطفي بهم *** حرّ الجحيم الحاطمة
المصطفى والمرتضى *** وابناهما والفاطمة
والصلوات الواجبة اليومية خمسة : صلاة الصبح، والظهر، والعصر، والمغرب والعشاء.
ومقامات النفس خمسة : الظاهر، والباطن، والقلب، والروح، والسرّ. وقد ورد : (إلهي نوّر ظاهري بالطاعة، وباطني بالمحبّة، وقلبي بالمعرفة، وروحي بالمشاهدة، وسرّي بوصلك يا أكرم الأكرمين).
الكربلائي
/
الأعمال خمسة وعشرون
الأعمال خمسة وعشرون :
خمسة منها بالقضاء والقدر : الزوجة والولد والمال والملك والحياة.
وخمسة منها بالكسب والاجتهاد، وهي : العلم والكتابة والفروسة ودخول الجنّة أو النار.
وخمسة منها بالطبع : المداراة والوفاء والتواضع والسخاء والصدق.
وخمسة منها بالعادة : المشي في الطريق، والأكل، والنوم، والجماع، والبول المفرط.
وخمسة منها بالإرث : الجمال، وطيب الخلق، وعلوّ الهمّة، والتكبّر والرياء.
===========
الخطّ والحظّ
قال الشاعر :
لا تحسبوا أنّ حسن الخطّ ينفعني *** ولا سماحة كفَّي حاتم الطائي
وإنّما أنا محتاجٌ لواحدة *** لنقل نقطة خاء الخطّ للطاء ِ
===========
العوالم أربعة
قيل : العوالم أربعة :
عالم الشهود، وهو عالم الجسم والجسمانيات وما يدرك بالحواسّ.
وعالم الغيب، وهو عالم المجرّدات والعقول الروحانية والملائكة.
وعالم الملكوت، وهو ينقسم إلى : أعلى الذي لا يتعلّق بالمخلوقات كالعلم والقدرة والحياة، وأدنى الذي يتعلّق بالمخلوقات كالخالقية والرازقية.
وعالم الجبروت، وهو عالم الذات المقدّسة المحجوب عن العقول حتّى الأنبياء.
وقيل : هناك عالم يسمّى (ها هو)، يشير إليه (قُلْ هُوَ اللهُ أحَدٌ).
===========
من الأدب
قال أرسطا طاليس :
إذا دخلتم على الكرام، فعليكم بتخفيف الكلام، وتقليل الطعام، وتعجيل القيام.
وخير ميراث هو الأدب، ومن ساء أدبه فقد ضيّع نسبه وحسبه.
الكربلائي
/
طرائف
يقال أن طالب في مدرسة ما رسب في مادة التعبير وعندما سُئل المدرس عن سبب رسوبه في هذه المادة قال : والله يا أخوان إن الطالب لا يركز بشكل جيد ففي كل مرة نعطيه موضوعاً ليكتب عنه, يخرج عن الموضوع.
فقالوا أعطنا عينات عن مواضيع التعبير التي كتب عنها الطالب فقال المدرس مثلاً قلنا له اكتب موضوعاً عن فصل الربيع
فكتب : فصل الربيع من أجمل الفصول في السنة تكثر فيه المراعي الخضراء مما يتيح للجمل أن يشبع من تلك المراعي والجمل حيوان بري يصبر على الجوع والعطش ويستطيع المشي على الرمل بكل سهولة ويسر ويُربي البدو الجمل فهو سفينة الصحراء فينقل متاعهم ويساعدهم على الترحال من منطقة لأخرى.. والجمل حيوان أليف.. إلخ
ويستمر الطالب في التغزل بالجمل وينسى الموضوع الرئيسي. فقال المدرسون قد يكون قرب موضوع الربيع من الجمل وارتباطه بالرعي هو الذي جعل الطالب يخرج عن الموضوع. فقال المدرس : لا، خذوا على سبيل المثال هذا الموضوع الذي طلبنا من التلميذ أن يكتب عنه : الصناعات والتقنية الحديثة في اليابان
فكتب الطالب : تشتهر اليابان بالعديد من الصناعات ومنها السيارات. لكن البدو في تنقلاتهم يعتمدون على الجمل. والجمل حيوان بري يصبر على الجوع والعطش ويستطيع المشي على الرمل بكل سهولة ويسر. ويربي البدو الجمل فهو سفينة الصحراء فينقل متاعهم ويساعدهم على الترحال من منطقة لأخرى والجمل حيوان أليف.. إلخ.
قال المدرسون هل هناك موضوع آخر؟ فقال المدرس : كل موضوع يبدأ في الكتابة فيه نصف سطر فقط ثم ينتهي لصفحات عن الجمل فمثلاً اعطيناه موضوعاً عن الحاسب الآلي
فكتب : الحاسب الآلي جهاز مفيد يكثر في المدن ولا يوجد عند البدو لأن البدو لديهم الجمل والجمل حيوان بري ويربي البدو الجمل لينقل متاعهم والجمل حيوان أليف.. إلخ.
وعندما حاصروا الطالب بضرورة التركيز, تقدم بشكوى للوزير طالباَ منه التدخل في الأمر
كتب الطالب للوزير : أقدم لمعاليكم تظلمي هذا وفيه أشتكي مدرس مادة التعبير لأنني صبرت عليه صبر الجمل، والجمل حيوان بري يصبر على الجوع والعطش ويربي البدو الجمل فهو سفينة الصحراء فينقل متاعهم ويساعدهم على الترحال والجمل حيوان اليف وأمل من سعادتكم النظر في تظلمي هذا وظلم المدرس لي مثلما ظُلم الجمل في عصرنا هذا بأكل كبدته في الفطور في جميع الوزارات والدوائر الحكومية ولكم مني خالص العرفان.
محمد العلوي
/
عشت لحظاتها
أصابتني مصيبة، وطال بي الأمر سنتين أو يزيد، فتفاعلت معها تفاعلا شديدا، وضقت لما نزل بي ذرعا، وعين الأمل تجول أفق العالم المادي، فلم تجد ما يبشر بانفراج الأزمة..
وذات يوم تفاقم الأمر علي، حتى توترت أعصابي، وضاقت نفسي، وخفت أن أقع على الأرض من هول التعقيد، وإذا بصوت الأذان يصدح في آفاق مدينة النجف، فبادرت إلى صلاة الظهر بعد التأخير.. وما إن كبرت للإحرام حتى بدأت أشعر بأن التوتر والضيق بدأ يتسرب من نفسي، بشكل سريع جدا، فارتحت جدا..
بعدها ذكرت ما كتب أرباب السيرة عن حياة الإمام الصادق (ع)، أنه كان إذا دهمه خطب فزع إلى الصلاة. فلنجعل من الصلاة علاجا لمصيباتنا، ونتوسل إلى الله بمحمد وآل محمد، ليكفينا ما أهمنا.
خلدون
/
نحن عندنا كل النساء ملكات
ناقش أحد الانجليز الدكتور المسلم راتب النابلسي
وقال له : لماذا لا تسلم المرأة عندكم على الرجال كلهم؟
قال له الدكتور راتب : عندكم هل يستطيع أي شخص السلام على الملكة في بريطانيا؟
قال له : هناك قانون يحدد سبع أصناف من الناس يجيز لهم القانون ذلك.
فقال الدكتور النابلسي : ونحن عندنا أصناف محددين تماما يجوز لهم ذلك.
إنكم تفعلون ذلك احتراما وإجلالا للملكة، نحن عندنا كل النساء ملكات مثل الملكة عندكم
خادمة للحسين
/
تجمع ريش الطيور او تمسك لسانك
اجمع ريش الطيور أو أمسك لسانك
ثار فلاح على صديقه وقذفه بكلمة جارحة، وما إن عاد إلى منزله وهدأت أعصابه حتى بدأ يفكر باتزان : كيف خرجت هذه الكلمة من فمي؟!.. سأقوم وأعتذر لصديقي!..
بالفعل عاد الفلاح إلى صديقه، وفي خجل شديد، قال له : أنا آسف فقد خرجت هذه الكلمة عفوا مني، اغفر لي!.. فتقبل الصديق اعتذاره.
لكن الفلاح لم يسترح قلبه لما فعله، فالتقى بشيخ القرية، قائلا له : أريد يا شيخي أن تستريح نفسي، فإني غير مصدق أن هذه الكلمة خرجت من فمي!..
قال له الشيخ : إن أردت أن تستريح املأ جعبتك بريش الطيور، واعبر على كل بيوت القرية، وضع ريشة أمام كل منزل!..
في طاعة كاملة نفذ الفلاح ما قيل له، ثم عاد إلى شيخه متهللاً!..
فقال له الشيخ : الآن اذهب اجمع الريش من أمام الأبواب!..
عاد الفلاح ليجمع الريش، فوجد الرياح قد حملت الريش، ولم يجد إلا القليل جدا أمام الأبواب فعاد حزينا!..
عندئذ قال له الشيخ : كل كلمة تنطق بها أشبه بريشه تضعها أمام بيت أخيك!.. ما أسهل أن تفعل هذا!.. لكن ما أصعب أن ترد الكلمات إلى فمك!.. إذن عليك أن تجمع ريش الطيور، أو تمسك لسانك!..
ابو المصطفى احمد
/
كن مفيدا ولو لديك عيوب
كن مفيدا ولو لديك عيوب..
كان هناك حمال ماء في الهند لديه دلوان كبيران وكل واحد منهما معلق على طرف السارية التي اعتاد حملها على رقبته وأكتافه. كان أحد الدلوان مثقوب بينما كان الآخر في حالة ممتازة ويوصل الحصة الكاملة من الماء في نهاية الطريق الطويلة من النهر إلى منزل السيد، فيما لم يوصل الدلو المثقوب إلى نصف كمية المياه التي توضع فيه عند النهر.
استمر هذا الحال لعامين كاملين ظل الحمال ينقل خلالهما حمولة دلو ونصف من الماء يومياً إلى منزل سيده. كان الدلو الممتاز فخوراً بإنجازاته، لكن الدلو الآخر المسكين كان يشعر بالعار من العيب الذي فيه، وحزيناً لكونه لم يكن قادراً على إنجاز إلى نصف ما يفترض به أن ينجز.
وبعد عامين مما رآه ذلك الدلو فشل موجع، تحدث إلى حمال الماء ذات يوم عند النهر. " أنا خجل من نفسي وأريد أن أعتذر لك." فسأله الحمال عن سبب ذلك قائلاً : " وما الذي يخجلك؟"
الدلو : " لم أقدر خلال العامين الماضيين إلا على إيصال نصف حمولتي بسبب ذلك الثقب على جانبي والذي سبب تسرب الماء إلى الخارج طوال طريق العودة إلى منزل سيدك. كان عليك أن تقوم بكل هذا العمل بسبب الشقوق، ولم تحصل على القيمة الكاملة من جهودك."
شعر حمال الماء بالأسى تجاه الدلو القديم المثقوب، وقال له : " بينما نحن في طريق العودة إلى منزل سيدي، أريدك أن تلاحظ الأزهار الجميلة على طول الطريق."
وبالفعل عندما صعد إلى الهضبة، لاحظ الدلو المثقوب أزهار عباد الشمس والأزهار البرية الجميلة على جانب الطريق وأبهجه ذلك قليلاً. لكنه في نهاية الأمر ظل يشعر بالاستياء لأنه سرب نصف حمولته من الماء جانباً واعتذر إلى الحمال مجدداً عن إخفاقه.
فقال الحمال للدلو : " هل لاحظت أن الأزهار كانت على جانبك من الطريق فقط، ولم يكن هناك أزهار على جانب الدلو الآخر؟ ذلك لأني كنت دائماً على علم بالشق الذي لديك وقد استفدت منه. لقد زرعت بدور الأزهار على جانبك من الطريق وكنت تسقيها في كل يوم عند عودتنا من النهر. لقد كنت قادراً على قطف تلك الأزهار الجميلة لعامين لأزين مائدة سيدي. ولولا أنك كذلك، لما حظي سيدي بذلك الجمال في منزله."
الحكمة : كل منا لديه شقوقه وتصدعاته الخاصة والفريدة. كل منا دلو في هذا العالم ولا شيء يضيع. قد تفكر كذلك الدلو المثقوب وتظن أنك غير فعال وعديم الجدوى في بعض المجالات في حياتك، لكن تلك التصدعات يمكن أن تتحول إلى أمور عظيمة في مجالات أخرى.
ابو المصطفى احمد
/
تغيير العالم
تغيير العالم
كان هناك ملك يحكم دولة مزدهرة. وذات يوم خرج في رحلة إلى مناطق بعيدة من دولته. وعند عودته إلى قصره، اشتكى من ألم شديد في قدميه لأنها كانت المرة الأولى التي يذهب فيها إلى منطقة بعيدة إلى ذلك الحد، وقد كانت الطريق التي مشى عليها وعرة ومليئة بالحجارة.
عندها أمر شعبه بأن يفرشوا كافة الطرق التي في الدولة بأكملها بالجلد. ولا شك أن هذا سيتطلب الآلاف من جلود البقر وسيكلف الدولة أموالاً طائلة.
ثم تجرأ خادم حكيم من حاشيته ليقول للملك : " لماذا عليك أن تنفق ذلك المبلغ غير الضروري من المال؟ لماذا لا تأخذ قطعة صغيرة من الجلد وتغطي بها قدميك؟"
تفاجأ الملك حينها، لكنه وافق لاحقاً على ذلك الاقتراح بأن يأمر بصنع حذاء لقدميه.. فشعر بالراحة ولم يدفع كل تلك التكاليف.
الحكمة : لا تحاول تغيير العالم وكل شيء من حولك كي يناسبك، بل غير من نفسك فقد يكون العيب فيك أنت وليس في من حولك.
ثامر الإبراهيمي
/
حكاية
حدثني صديقي السيد عودة البطاط الكاتب إنه في دراسته الحوزوية في النجف الأشرف كان معهم الشيخ بهجت (قدس سره الشريف) في ستينات القرن الماضي، في يوم اعترض الشيخ على مسألة طرحها الأستاذ، وبعد يومين أتى الأستاذ وانحنى لتقبيل يد الشيخ، معترفا له بصحة اعتراضه وأمام الطلبة، فغاب بعد ذلك الشيخ عن حضور الدرس، ولما سأل الطلبة عنه، قال : لا أريد أن يصيبني الغرور!!
خادم السراج
/
الولد والوالد
الولد : أبي.. أتلهف للإطلاع على الملكوت!
الوالد : كلا يا بني.. فليس لنا سبيل لنرقى إلى عالم الملكوت إلى من خلال أرواحنا, وهي ترقى إليه عن طريق الإيمان والعمل الصالح, أتعلم إن عالم الملكوت الذي شغل ذهنك ووجدانك تستطيع روح الإنسان أن تسعه؟!
الولد : وكيف هذا؟
الوالد : بالإيمان العظيم, والأخلاق الرفيعة.
خادم السراج
/
قصة الأرمد
ذات يوم, نزل اليقين الكامل على قلب رجل بعينه رمد, ولما جيء به إلى الطبيب, وأُزيح الرمد عن عينيه, سأله الطبيب في سبيل التأكد :
* ماذا ترى؟..
- لا أرى إلا الله..
* ماذا ترى؟..
- لا أرى سوى الله..
* ماذا ترى؟..
لا أرى غير الله!
* فقال الطبيب : لماذا؟!..
- قال : لأن كل شيء أراه إنما موجود بذات الله, ولذا لا أجد في الصورة الواقعة على عيني غير الله.
غيث
/
الانقطاع الفكري
ربما لا تتناسب حكايتي الصغيرة مع هذا العنوان، لكني استفدت منها كثيراً :
في أحد الأيام كنتُ راجعاً من السوق مشياً على الأقدام، وكنت أحمل ولدي، وقد أجهدني حمله، حيث أحسست بألم في عضلات يدي، فمشيت مسرعاً راغباً في الوصول سريعاً لكي أرتاح.
وقبل مسافة من البيت جاء ني اتصال عن طريق النقال من أحد الأصدقاء، فتكلمنا بموضوع معين، وأصغيت لصديقي جيداً. وبعد الانتهاء من الاتصال، رأيت نفسي أني قد نسيت الألم الذي سببه لي حمل ولدي، وكان هذا نتيجة الإنشداد الفكري للموضوع الذي تكلمت فيه مع صديقي.
فتذكرت الرواية التي تقول إن بعضهم كان ينزع السهام من جسد الإمام علي (عليه السلام) وهو يصلي. وقد كنت دائماً لا أتخيل حالة الإمام وهو بهذه الحالة، لكن بعد قصتي القصيرة أيقنت بذلك، حيث كان عليه السلام مشدودا فكرياً لربه.
فهل هناك أدنى شد فكري، وهل يوجد نوع من أنواع السفر الملكوتي (أدنى سفر) في صلواتنا اليومية تأسياً بإمامنا؟!.
مجموعة الرحيق المختوم
/
أم صالحة لولد صالح
أم صالحة لولد صالح
رأت في المنام والدة الشيخ مرتضى الأنصاري، أن الإمام الصادق (ع) أهدى لها قرآناً مُذهّباً.. وكان تفسير هذه الرؤيا، أن الله سيرزقها ولداً عالماً، يروّج لأحكام الله، ويبلّغ لفقه أهل البيت (ع)، الذي أحياه الإمام الصادق (ع). وهكذا أصبح ولدها الشيخ الأنصاري، المرجع الأعلى للطائفة الشيعية في العالم.
ورد أنه بعد عودته من كل درس، كان يمر على منزل والدته ليلقي عليها السلام والتحية، يجلس عندها ويتحدث لها عن التاريخ الإسلامي والدين، ويلاطفها بالقصص الفكاهية ذات المعاني الهادفة، حتى يدخل السرور على قلب أمّه، التي عانت في حياتها كثيراً.
وذات يوم خاطبها مازحاً، وهو يذكّرها أيام الزمان : هل تذكرين يا أماه يوم كنت أدرس المقدمات (العلوم الابتدائية الدينية)، كنتِ ترسليني لشراء حاجيات للطبخ وأنا أؤجل ذلك إلى انتهائي من دروسي، وأنتِ تغضبين عليّ وتقولين : أنا بلا خلف.. فهل لا تزالين اليوم بلا خلف يا أمّاه؟!..
فترد عليه أمّه العجوز وهي مازحة أيضاً : أجل.. اليوم كذلك، أنا بلا معين!.. لأنك في تلك الأيام لم تكن تحضر حاجيات البيت، واليوم صرت شيئا في هذه الدنيا، تحتاط في إعطائنا من بيت مال المسلمين، فلا زلت تجعلنا في ضيق!..
وهذه الأم تحملت طول عمرها صعوبات الفقر.. وذات مرة فتحت لسان عتابها على ولدها المرجع الكبير قائلة : كم هي الأموال التي تبعثها إليك الشيعة من أطراف البلاد الإسلامية؟.. فلماذا لا تساعد بها أخاك منصور؟!.. إنّه محتاج ولا يكفيه ما بيده، أعطه قدر حاجته!..
فنهض الشيخ مرتضى الأنصاري، وقدّم إليها مفتاح الغرفة التي كان يحفظ فيها أموال المسلمين وهو يقول لها : أي مقدار تريدين خذيه لابنك، ولكنّك مسؤولة أمام الله يوم القيامة!..
كان الشيخ يعرف كيف يعالج عاطفة أمّه المؤمنة، التي كانت تتألم من الفقر، وتفكر عاطفياً لولدها منصور. ولقد استفاد الشيخ من شعورها الديني، من دون أن يجرح قلبها الحنون.
لذلك حصل الشيخ على الموقف الذي كان يتوقعه من أمّه التقية النقية، والتي قالت له : أبداً لن أرمي بنفسي في مهالك يوم القيامة، من أجل رفاه أيام لولدي، هيهات ذلك!.
فائق الحداد
/
معيار الجمال
عندما يصف البعض شخصا ما، فيقولون إنه (جميل)، يتبادر إلى الأذهان أنه حسن الوجه. والواقع أن هذا المصطلح خاطئ في هذا الوصف، فقد يكون مصطلح (وسيم الوجه)، أصح من (جميل) في هذا التعبير، وذلك لسببين :
الأول : هو أن الجمال هو حقيقة باقية غير زائلة، مهما مرت عليها السنين والأعوام. أما الوسامة، فإنها زائلة، مهما طال بها الزمن.
والثاني : هو أن الجمال صفه تكاملية، يتكامل بها المضمون مع الظاهر. فلو فرضنا أن هنالك وعاء ين أحدهما مصنوع من الذهب ويحتوي في داخله خلا أو حنظلا، أما الوعاء الأخر فمصنوع من النحاس، ويحتوي في داخله عسلا أو لبنا ؛ فأيهما بنظرك أجمل : الوعاء الذهبي، أم النحاسي؟.. من البديهي أن الوعاء الذهبي أجمل من النحاسي من حيث المظهر الخارجي، والوعاء النحاسي أجمل من حيث المحتوى. ولكن بشكل مطلق نعتبر الوعاء النحاسي هو الأجمل، لأن حاجتنا إلى محتواه، أكثر من حاجتنا إلى محتوى الوعاء الأخر.
وهذا المضمون يذكرني ببيت شعر لشاعرنا العربي الكبير أبو الطيب المتنبي :
وما الحسن في وجه الفتى شرفا *** له إذا لم يكن في خلقه والخلائق
ومن المناسب ذكر هذه الحكاية الطريفة :
جاء رجل لحضور مأدبة طعام، كان مدعوا لها من قبل أحد الوجهاء في المدينة، وكان مرتديا ملابس العمل الاعتيادية، فمنعه أحد الواقفين على الباب من الدخول إلى الدار، فقال لهم : (إني مدعو من قبل صاحب الدار لحضور هذه المأدبة) فقال له : (إن هذه المأدبة أعدت لوجهاء المدينة فقط، وليس للعامة من الناس).
فذهب الرجل إلى بيته، وعاد لابسا ملابس أنيقة وفاخرة، فرحب به الرجل الواقف على الباب، وسمح له بالدخول، وتلقى الرجل من الحاضرين والمدعوين ترحيبا وحفاوة كبيرتين.
وعندما جلس الجميع على المائدة لتناول الطعام، قام الرجل بوضع الطعام في كم قميصه، وقال : (كل يا كمي.. كل يا كمي!)
فضحك الحضور لتصرفه هذا، وقالوا له : (ما الذي تصنع يا رجل؟!)
فأجابهم : (لقد حضرت إلى المأدبة بملابس العمل الرثة، فلم يسمحوا لي بالدخول، ولم ألق ترحيبا من أحد.. ولكن عندما غيرت ملابسي وارتديت ملابس فاخرة، سمحوا لي بالدخول، ورحب بي الجميع، واحترموني. فلهذا أعتقد أن المدعو لهذه الوليمة، هو قميصي، وليس أنا، وهو الأولى بتناول الطعام مني!). فخجل صاحب الدار والمدعوين، مما حصل معه.
فنستدل من ذلك : أن معايير حكمنا على الآخرين، يجب أن لا تأخذ الجانب السطحي فقط دون الجوهر ؛ لأن المظاهر الخارجية غالبا ما تكون خداعة، وتخفي في جوفها عكس ما تظهر.
العبد العاصي
/
إيّاك وتحقير المؤمن
إيّاك وتحقير المؤمن
قال العالم التقي الحاج الشيخ محمد باقر شيخ الإسلام رحمة اللَّه تعالى عليه :
كان من عادتي مصافحة من يجلس عن يميني وشمالي، بعد الانتهاء من صلاة الجماعة.
وفي أحد الأيام عندما انتهيت من الصلاة وراء المرحوم الميرزا الشيرازي أعلى اللَّه مقامه التفتّ وصافحت الرجل الذي كان جالساً إلى يميني، وكان واحداً من أهل العلم الأجلاّء. بينما كان يجلس عن شمالي رجل قرويِّ استصغرت قدره ولم أصافحه.
ثم ما لبثت أن لمتُ نفسي على تصورها الضال ذاك وقلت لها : ربما يكون هذا الرجل المستهان به في نظرك، محترماً وعزيزاً عند اللَّه!!
ثم التفت إليه على الفور وصافحته بكل أدب، وإذا بي أشمُّ منه رائحة مسك عجيب لا يشبه المسك الدنيويّ، فغمرتني حالة من البهجة الشديدة والفرح الغامر، فسألته احتياطاً : هل معك مسك؟
قال : لا أنا لم أحمل معي مسكاً على الإطلاق.
فأيقنت حينئذٍ أنها من الروائح الروحانية والمعنوية، وأيقنت أيضاً أنه رجل روحاني جليل القدر.
ومنذ ذلك اليوم عاهدت نفسي أن لا أنظر أبداً إلى مؤمن نظرة احتقار.
سراجي
/
الحظ العاثر والحظ السعيد
يُحكى أن شيخاً كان يعيش فوق تل من التلال، ويملك جواداً وحيداً محبباً إليه. ففر جواده، وجاء إليه جيرانه يواسونه لهذا الحظ العاثر، فأجابهم بلا حزن : وما أدراكم أنه حظٌ عاثر؟
وبعد أيام قليلة عاد إليه الجواد، مصطحباً معه عدداً من الخيول البريّة. فجاء إليه جيرانه يهنئونه على هذا الحظ السعيد، فأجابهم بلا تهلل : وما أدراكم أنه حظٌ سعيد؟
ولم تمض أيام حتى كان ابنه الشاب يدرب أحد هذه الخيول البرية، فسقط من فوقه وكسرت ساقه، وجاء وا للشيخ يواسونه في هذا الحظ السيئ، فأجابهم بلا هلع : وما أدراكم أنه حظ سيء؟
وبعد أسابيع قليلة أعلنت الحرب، وجند شباب القرية وأعفت ابن الشيخ من القتال لكسر ساقه، فمات في الحرب شبابٌ كثر.
وهكذا ظل الحظ العاثر يمهد لحظ سعيد، والحظ السعيد يمهد لحظ عاثر إلى ما لا نهاية في القصة. وليست في القصة فقط، بل وفي الحياة لحد بعيد.
أهل الحكمة لا يغالون في الحزن على شيء فاتهم، لأنهم لا يعرفون على وجهة اليقين إن كان فواته شراً خالص، أم خير خفي أراد الله به أن يجنبهم ضرراً أكبر، ولا يغالون أيضاً في الابتهاج لنفس السبب، ويشكرون الله دائماً على كل ما أعطاهم، ويفرحون باعتدال، ويحزنون على ما فاتهم بصبر وتجمل.
لا يفرح الإنسان لمجرد أن حظه سعيد، فقد تكون السعادة طريقًا للشقاء، والعكس بالعكس.
إن السعيد هو الشخص القادر على تطبيق مفهوم الرضى بالقضاء والقدر، ويتقبل الأقدار بمرونة وإيمان. فهؤلاء هم السعداء حقاً.
سراجي
/
ألغاز رائعة
(١) ما هو الشيء الذي لا يمشي إلا بالضرب؟
(٢) هو له رأس ولا عين له، وهي لها عين ولا رأس لها ؛ فما هما؟
(٣) ما هو الشيء الذي إذا أخذنا منه، ازداد وكبر؟
(٤) له أسنان ولا يعض ؛ فما هو؟
(٥) ما هو البليون؟
(٦) عائلة مؤلفة من ست بنات وأخ لكل منهن ؛ فكم عدد أفراد العائلة؟
(٧) يتحرك دائما حواليك، لكنك لا تراه ؛ فما هو؟
(٨) ما هو الشيء الذي يوجد في القرن مرة، وفي الدقيقة مرتين، ولا يوجد في الساعة؟
(٩) يسمع بلا أذن، ويتكلم بلا لسان ؛ فما هو؟
(١٠) ما هو البيت الذي ليس فيه أبواب ولا نوافذ؟
(١١) ما هو الشيء الذي إذا غليته جمد؟
(١٢) واحدة حلوة ومغرورة، تلبس مئة تنورة ؛ فمن هي؟
(١٣) عمتك أخت أبوك، فمن يكون خال ابنها؟
(١٤) ما هو الشيء الذي يرفع أثقال ولا يقدر يرفع مسمار؟
(١٥) ابن أمك وابن أبيك، وليس بأختك ولا بأخيك ؛ فمن يكون؟
(١٦) ما هي الشجرة التي ليس لها ظل، وليس لها ثمار؟
(١٧) أنا ابن الماء، فإن تركوني في الماء مت ؛ فمن أنا؟
(١٨) إننا أربعة إخوة، لنا رأس واحد ؛ فمن نحن؟
(١٩) من هو الخال الوحيد لأولاد عمتك؟
(٢٠) ما هو الشيء الذي يمشي ويقف، وليس له أرجـل؟
(٢١) أخت خالك وليست خالتك ؛ من تكون؟
(٢٢) ما هو الشيء الذي اسمه على لونه؟
(٢٣) كلي ثقوب ومع ذلك أحفظ الماء ؛ فمن أكون؟
(٢٤) له أوراق وما هو بنبات، له جلد وما هو بحيوان، وعلم وما هو بإنسان ؛ من هو؟
(٢٥) ما هو الشيء الذي يقرصك ولا تراه؟
(٢٦) رقم إذا ضرب في الرقم الذي يليه، كان حاصل الضرب يساوي ناتج جمعهما + ١١؟
(٢٧) رقم إذا ضرب في الرقم الذي يليه، كان حاصل الضرب يساوي ناتج جمعهما + ١٩؟
(٢٨) أسير بلا رجلين، ولا أدخل إلا بالإذنين ؛ فمن أنا؟
(٢٩) ما هو الشيء الذي لا يتكلم، وإذا أكل صدق، وإذا جاع كذب؟
(٣٠) ما هو الشيء الذي ليس له بداية ولا نهاية؟
(٣١) ما هو الشيء الذي إذا لمسته صاح؟
(٣٢) حامل ومحمول، نصف ناشف، ونصف مبلول ؛ فمن أكون؟
(٣٣) أرى كل شيء من دون عيون ؛ فمن أكون؟
(٣٤) كلمة تتكون من ثمانية حروف، ولكنها تجمع كل الحروف ؛ فما هي؟
(٣٥) قطعنا خرطوم الفيل ؛ فماذا يكون؟
(٣٦) ما هو الشيء الذي لا يؤكل في الليل أبدا؟
(٣٧) ما هي المدينة التي لا يطحن فيها الطحين، ولا يموت فيها ميت؟
(٣٨) ما هو الشيء الذي تراه في الليل ثلاث مرات، وفي النهار مرة واحدة؟
(٣٩) ما هو الشيء الذي لك، ويستخدمه الناس من دون إذنك؟
(٤٠) متى تستطيع وضع الماء في الغربال؟
(٤١) إذا كان سعيد على يمين سمير، وجابر على يمين سعيد ؛ فمن يكون في الوسط؟
(٤٢) درب بلا إسفلت لا حدود لها، في ليالي الصيف يزداد ضياؤها وجمالها، وكأنها في النهار لا وجود لها ؛ فما اسمها؟
(٤٣) يتسع لمئات الألوف، ولا يتسع للطير المنتوف؟
(٤٤) ما هو الشيء الذي يقول الصدق دوما، ولكنه إذا جاع كذب؟
(٤٥) ما هو البنك الذي لا يتعامل بالدم؟
(٤٦) شيء موجود في السماء، إذا أضفت إليه حرفا أصبح في الأرض؟
(٤٧) إنسان وزوجته، لا هو من بني آدم، ولا هي من بنات حواء؟
*******
الحلول :
(١) المسمار.
(٢) الدبوس والإبرة.
(٣) الحفرة.
(٤) المشط.
(٥) ألف مليون.
(٦) سبعة أشخاص.
(٧) الهواء.
(٨) حرف القاف.
(٩) التلفون.
(١٠) بيت الشعر.
(١١) البيض.
(١٢) الخس.
(١٣) أبوك.
(١٤) البحر.
(١٥) أنت.
(١٦) شجرة العائلة.
(١٧) الثلج.
(١٨) أرجل المنضدة.
(١٩) والدك.
(٢٠) الساعة.
(٢١) أمك.
(٢٢) البيضة.
(٢٣) الإسفنج.
(٢٤) الكتاب.
(٢٥) الجوع.
(٢٦) أربعة وخمسة.
(٢٧) خمسة وستة.
(٢٨) الصوت.
(٢٩) الساعة.
(٣٠) الدائرة.
(٣١) الجرس.
(٣٢) السفينة.
(٣٣) المرآة.
(٣٤) أبجدية.
(٣٥) يكون دم.
(٣٦) الغذاء أو الفطور.
(٣٧) كل المدن.
(٣٨) حرف اللام.
(٣٩) اسمك.
(٤٠) عندما يتجمد.
(٤١) سعيد.
(٤٢) درب التبانة.
(٤٣) خلية النحل.
(٤٤) الساعة.
(٤٥) بنك الدم.
(٤٦) نجم، منجم.
(٤٧) آدم وحواء.
سراجي
/
الإسلام ومصافحة النساء
ناقش أحد الانجليز الدكتور راتب النابلسي
وقال له : لماذا لا تسلم المرأة عندكم على الرجال كلهم؟
قال له الدكتور راتب : عندكم هل يستطيع أي شخص السلام على الملكة في بريطانيا؟
قال له : هناك قانون يحدد سبع أصناف من الناس يجيز لهم القانون ذلك.
فقال الدكتور النابلسي : ونحن عندنا أصناف محددين تماما يجوز لهم ذلك.
إنكم تفعلون ذلك احتراما وإجلالا للملكة، نحن عندنا كل النساء ملكات مثل الملكة عندكم.
سامر المولى
/
الملكة الجائعة
عثر علماء التنقيب والآثار - يوماً - على صندوق بالقرب من ساحل النيل، وعندما فتحوه وجدوا فيه جثماناً محفوظاً بالمومياء وسط كمية كبيرة من المجوهرات، وعندما حققوا في الأمر عرفوا أنه يعود لملكة من ملكات مصر وقد حنط بالمومياء بعد موتها، وقد عثر علماء الآثار على لوحة بين المجوهرات مكتوب عليها :
(هذه وصيتي، فليعلم من يجد جنازتي بعد موتي أنني كنت ملكة لمصر، واثناء فترة حكمي حصل جفاف ومجاعة شديدة في البلد وبلغ الأمر انني - وأنا ملكة البلاد - كنت مستعدة لاعطاء كل مجوهراتي لمن يعطيني رغيفاً من الخبز أتقوت به لكن ذلك لم يتسن لي كي لا أقع فريسة الموت ولكني لم أنجح من الوقوع في فراش الموت).
فليقرأ الجميع هذه السطور ليعتبروا ويتعظوا ويدركوا أنه ما لم يشأ الله - تبارك وتعالى - فليس باستطاعة أي شيء أن يسد حاجة الإنسان ويغنيه، وانك يا بن آدم لن تستطيع أن تحقق شيئاً من دون إرادة الله حتى وإن توافرت لديك كل وسائل الراحة والأدوات المنزلية والمعاشية
سراجي
/
لطائف وطرائف في الزواج
- ذاق سقراط الأمرين في حياته الزوجية ؛ ومع ذلك فقد قال في أواخر أيامه ناصحا مجموعة من الشباب : يجب أن يتزوج الشاب على كل حال، فإذا رزق زوجة حكيمة مخلصة، غدا سعيدا.. وإذا منحته الأقدار زوجة مشاكسة، أضحى فيلسوفا مثلي!.
- كان لسقراط زوجة قاسية، فكانت تسبه وتقذفه بالماء القذر في وسط تلاميذه، فكان لا يزيد عن أن يقول : امرأتي كالسماء، ترعد أولا، وتمطر ثانيا!.
- المرأة الصالحة كالتاج المرصع بالذهب، كلما رآها الرجل قرت عيناه.
- لا تخطب المرأة لحسنها ؛ ولكن لحصنها ؛ فإن اجتمع الحسن والحصن فذاك هو الجمال المطلق.
- الزوجة الصالحة، والصحة الجيدة ؛ هما أفضل كنوز الرجل.
- الزواج ميدان واسع للجهاد.
- الزواج هو الشيء الوحيد الذي ينقل المرأة من عالم الخيال إلى عالم الواقع.
- الزواج هو الشفاء لكل أمراض المراهقة.
- الزواج ليس نظاما فاشلا ؛ ولكن بعض الأزواج هم الفاشلون.
- من تزوج امرأة على عجل، ندم على مهل.
- الحياة الزوجية شركة، يقوم فيها الرجل بالتدبير، والمرأة بالتبذير.
- الذي يدع امرأته تحكمه، لا هو رجل ولا هو امرأة، إنه لا شيء.
- الأنوثة عجز دائم، يستوجب الرعاية أبدا.
- رغبة الزوجة إن كانت رغبة مادية وجب تحقيقها بقدر الإمكان، وإن كانت رغبة نفسية وجب تحقيقها حتى الإشباع.
- الزواج تأمين ضد الطيش في سن الشباب، والوحدة في عهد الرجولة، والمرض في أيام الشيخوخة.. أما أقساط هذا التأمين، فهم الأطفال الذين نشقى في تربيتهم وتعليمهم.
- اليابانيون يقولون في أمثالهم : الزواج حصن، يتمنى الذين يقيمون بداخله الخروج منه، ويتمنى من بخارجه الدخول فيه!.
فلم هذا؟!.. أعتقد أن الزوجة مسؤولة أولا وأخيرا عن نتيجة الزواج.. فهي تستطيع بذكائها ووفائها أن تجعله فردوسا، وتستطيع بغبائها وغدرها أن تجعله جحيما!.. فالزواج قبر، والقبركما قال رسول الله (ص)- إما روضة من رياض الجنة، وإما حفرة من حفر النار!.
- القاعدة لاختيار الزوجة هي : أن يختار الرجل الفتاة التي لو كانت قد خلقت رجلا لاختاره صديقا له.
والواقع، أن أسعد الأزواج هم الذين كانت نساؤهم لا زوجات فحسب ؛ بل زوجات وصديقات معا.
- إذا اتخذتها امرأة لك، فكن لها أبا وأما وأخا ؛ لأن التي تترك أباها وأمها وأخوتها وتتبعك ؛ لحق لها أن ترى فيك رأفة الأب، وحنو الأم، ورفق الأخ.
- إنه إذا كان الزوج وفيا مخلصا عطوفا رقيقا، فإن حبه يظهر في وجه زوجته الباسم المشرق السعيد.
- إن اللذة الكبرى للمرأة هي : أن تحمل وتلد، وتكون أما، وملكة على بيت وأسرة، ومنشئة لجيل جديد تربيه وترعاه، وزوجة لحبيب تؤنسه ويؤنسها، وتتمتع بعشرته وحنانه، وحبه واحترامه.
- كتب الكاتبون عن مواصفات الزوجة سلبا وإيجابا، فقالوا :
الزوجة الجاهلة : لا تفهم عنك.
والمتعلمة أكثر منك : لا تفهم عنها.
والمساوية لك في الثقافة : أن تزيد عنها برجولتك، وهي تزيد عنك بغرورها. والرجولة تستوجب التحكم، والغرور يستلزم التمرد، وبين التحكم والتمرد يولد شقاء الأسرة. فمن الخير أن تكون أكثر ثقافة من زوجتك، لتفتأ حدة الغرور بسلطان العلم.
- سر السعادة الزوجية : أن يقوم البيت على محبة الله وطاعته. فطاعة الله لها أثر كبير في الألفة والمحبة بين الزوجين.
والمعصية لها أثر عجيب في كثرة المشاكل والخلاف وعدم الوفاق بين الزوجين.
ويكفي في هذا قول الحق عز وجل : (وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم ويعفو عن كثير).
- الزواج : عقل، وعاطفة.
عقل : يُسَيِّرُ أمور الحياة بحكمة.
وعاطفة : تخفف من لهيب شمسها الحارقة.
فلا يمكن أن يكون عقلا وحده، أو عاطفة وحدها ؛ بل الاثنان معا.
- قال أكثم بن صيفي : " لا يفتتنكم جمال النساء عن صراحة النسب ؛ فإن المناكح الكريمة مدرجة الشرف ".
وقال الشاعر :
وأول خبث الماء خبث ترابه *** وأول خبث القوم خبث المناكح
وقال أبو عمرو بن العلاء : سمعت أحد العرب يقول : لا أتزوج امرأة حتى أنظر إلى ولدي منها. قيل له : كيف ذاك؟! قال : أنظر إلى أبيها وأمها ؛ فإنها تجر بأحدهما.
وقال رجل لبنيه : قد أحسنت إليكم صغارا وكبارا وقبل أن تولدوا. قالوا : وكيف أحسنت إلينا قبل أن نولد؟!! فأجاب : اخترت لكم من الأمهات من لا تُسبون بها.
سراجي
/
سر البرتقالة
سر البرتقالة
كان هناك طفل صغير أراه والده زجاجة عصير صغيرة، وبداخلها ثمرة برتقال كبيرة.
تعجب الطفل كيف دخلت هذه البرتقالة، داخل هذه الزجاجة الصغيرة؟!.. وأخذ يحاول إخراجها من الزجاجة، ولكنه لم ينجح.
فسأل والده : كيف دخلت هذه البرتقالة الكبيرة في تلك الزجاجة ذاترالفوهة الضيقة؟!..
فأخذه والده إلى حديقة المنزل، وجاء بزجاجة فارغة، وربطها بغصن شجرة برتقال حديثة الثمار، ثم أدخل في الزجاجة إحدى الثمار الصغيرة جدا، وتركها ومرت الأيام، فإذا بالبرتقالة تكبر وتكبر حتى استعصى خروجها من الزجاجة.
وحينها عرف الطفل السر، وزال عنه التعجب..
وقال له والده :
يا بني سوف يصادفك الكثير من الناس، وبالرغم من ذكائهم وثقافتهم ومراكزهم إلا أنهم قد يسلكوا طرقا لا تتفق مع مراكزهم ومستوى تعليمهم، ويمارسون عادات ذميمة لا تناسب أخلاق وقيم مجتمعهم.. لأن تلك العادات غرست في نفوسهم منذ الصغر، فنمت وكبرت فيهم، وتعذر تخلصهم منها، مثلما يتعذر إخراج البرتقالة الكبيرة من فوهة الزجاجة الصغيرة.
وأيضا هناك أشخاص يضحون بمبادئهم وقيمهم وأخلاقهم، من أجل الوصول إلى أهداف لا أخلاقية.. وهنا تكمن الكارثة، في أن يضحي الإنسان بقيم نبيلة دائمة، من أجل متعه حياتية زائلة!.
سراجي
/
اعتذار ذكي
اعتذار ذكي
يروى في بعض الأخبار أن ملكا من الملوك أمر أن يصنع له طعام، وأحضر قوما من خاصته.
فلما مدت السفرة أقبل خادم ومعه صحن طعام، ولما قرب من الملك هابه، فعثر ووقع من المرق على طرف ثوب الملك، فأمر الملك بدق عنقه.. فلما رأى الخادم ذلك، صب الصحن كله على رأس الملك!..
فقال له : ويحك، ماذا فعلت؟!..
فقال الخادم : أيها الملك، إنما فعلت هذا خوفا على عرضك، وغيرة عليك، لئلا يقول الناس قتله في ذنب صغير، وينسبوك إلى الجرم والجور، فصنعت هذا الذنب العظيم، لتعذر في قتلي، وترفع عنك الملامة!..
وهنا أطرق الملك رأسه وفكر مليا، ثم رفعه وقال : ما أقبح الفعل وأحسن
الاعتذار!.. لقد وهبنا قبيح فعلك وعظيم ذنبك، إلى حسن اعتذارك، فاذهب فأنت حر لوجه الله!.
سراجي
/
المسكين والأعرابي
سأل مسكين أعرابيا أن يعطيه حاجة، فقال : ليس عندي ما أعطيه للغير، فالذي عندي أنا أحق الناس به.
فقال السائل : أين الذين يؤثرون على أنفسهم؟!..
فقال الأعرابي : ذهبوا مع الذين لا يسألون الناس إلحافا!.
سراجي
/
أخشى أن تدركه الخشية
كان رجل في دار بأجرة، وكان خشب السقف قديما باليا، فكان يتفرقع كثيرا..
فلما جاء صاحب الدار يطلبه الأجرة، قال له : أصلح هذا السقف فإنه يتفرقع!..
قال : لا تخف ولا بأس عليك، فإنه يسبح الله!..
فقال له : أخشى أن تدركه الخشية فيسجد!.
سراجي
/
خير الأشياء
قيل لحكيم : أي الأشياء خير للمرء؟..
قال : عقل يعيش به.
قيل : فإن لم يكن؟..
قال : فإخوان يسترون عليه.
قيل : فإن لم يكن؟..
قال : فمال يتحبب به إلى الناس.
قيل : فإن لم يكن؟..
قال : فأدب يتحلى به.
قيل : فإن لم يكن؟..
قال : فصمت يسلم به.
قيل : فإن لم يكن؟..
قال : فموت يريح منه العباد والبلاد!.
سراجي
/
الإجابة حسب السؤال !
سأل هشام بن عمر فتى أعرابيا عن عمره، فدار بينهما الحوار التالي :
هشام : كم تعد يا فتى؟..
الفتى : أعد من واحد إلى ألف وأكثر.
هشام : لم أرد هذا، بل أردت كم لك من السنين؟!..
الفتى : السنون كلها لله عز وجل، وليس لي منها شيء.
هشام : قصدت أسألك ما سنك؟!..
الفتى : سني من عظم.
هشام : يا بني، إنما أقصد ابن كم أنت؟!..
الفتى : ابن اثنين، طبعا أب وأم.
هشام : يا إلهي، إنما أردت أن أسألك كم عمرك؟!..
الفتى : الأعمار بيد الله، لا يعلمها إلا هو.
هشام : ويلك يا فتى، لقد حيرتني ماذا أقول؟!..
الفتى : قل كم مضى من عمرك؟!.
سراجي
/
اسم الذئـــب
اسم الذئـــب
روى الجــاحظ أن رجــلا اسمه أبو علقمــة قال : إن الـذئب الذي أكــــل يوسف (ع) كـــان اسمه رجحــون.
فقيل له : ولكن الذئب لـم يــأكل يوسف!..
فقـــال : إذن، هــو اسم الــذئب الــذي لــم يأكـــل يوسف (ع)!.
سراجي
/
سؤال ؟
سؤال؟
سأل رجل بحارا : أين مات أبوك؟..
قال : في البحر.
فقال : وجدك؟..
قال : في البحر.
فصرخ الرجل مستغربا : وتركب البحر بعد هذا؟!..
وهنا رد البحار بالسؤال : ـ وأين مات أبوك؟..
قال : على فراشه.
فقال : وجدك؟..
فأجاب : على فراشه.
فقال البحار : وتنام على الفراش بعد هذا؟!.
سراجي
/
أنت الراكب.. وأنا الماشي
أنت الراكب.. وأنا الماشي
خرج إبراهيم ابن ادهم إلى الحج ماشيا، فرآه رجل على ناقته..
فقال له : إلى أين يا إبراهيم؟..
قال : أريد الحج.
قال : أين الراحلة، فإن الطريق طويلة؟..
فقال : لي مراكب كثيرة، لا تراها!..
قال : ما هي؟!..
قال : إذا نزلت بي مصيبة، ركبت مركب الصبر.
وإذا نزلت بي نعمة، ركبت مركب الشكر.
وإذا نزل بي القضاء، ركبت مركب الرضا.
فقال له الرجل : سر على بركة الله، فأنت الراكب وأنا الماشي.
سراجي
/
من صور البر
من صور البر
قيل لزين العابدين : إنك أبر الناس بأمك، فلماذا لا تأكل معها في طبق واحد؟..
فقال : إني والله أخاف أن تسبق يدي يدها إلى ما تسبق عيناها إليه، فأكون قد عققتها.
سراجي
/
علوت بقدر علمي
علوت بقدر علمي
سئل أحد العلماء - وهو على المنبر - عن مسألة، فقال : الله أعلم، لا أدري..
فقيل له : هذا المنبر لا يرقاه الجهلاء!..
فقال : إنما علوت بقدر علمي، ولو علوت بقدر جهلي لبلغت السماء!.
سراجي
/
أبو علقمة والطبيب
أبو علقمة والطبيب
دخل أبو علقمة النحوي على طبيب فقال له : أمتع الله بك، إني أكلت من لحوم هذه الجوازل، فطسئت طسأة، فأصابني وجع ما بين الوابلة إلى دأية العنق، فلم يزل يربو وينمو حتى خالط الخلب والشراسيف، فهل عندك دواء لي؟..
فقال الطبيب : نعم، خذ خربقا وشلفقا وشربقا، فزهزقه وزقزقه واغسله واشربه!..
قال أبو علقمة : ما فهمت ما قلت!..
قال الطبيب : ولا أنا فهمت ما قلت!.
سراجي
/
غيرة محمودة
غيرة محمودة
اختصمت امرأة مع زوجها إلى القاضي " عام ٢٨٦ هـ " فادعت على زوجها بصداق قيمته ٥٠٠ دينار.. قالت : ما سلّمه لي. فأنكر الرجل ذلك، فجاء ت ببينة تشهد لها بالصداق.
فقال الشهود : نريد أن تكشف لنا عن وجهها، حتى نعلم أنها الزوجة أم لا - والنظر هنا مباح للضرورة - ولكن الزوج عندما رأى إصرارهم على رؤية وجه زوجته رفض ذلك، وقال : هي صادقة فيما تدعيه! فأقر بما ادعته صيانة لوجه زوجته من أن ينظر إليه حتى شهود المحكمة.
فلما عرفت المرأة أنه أقر بما ادعته عليه، صيانة لوجهها قالت : هو في حل من صداقي عليه في الدنيا والآخرة.
سراجي
/
يطفيء السراج لئلا يتحرج السائل
يطفيء السراج لئلا يتحرج السائل
روي عن سعيد بن العاص أنه كان يطعم الناس في رمضان، فتخلف عنده ذات ليلة شاب من قريش بعدما تفرق الناس..
فقال له سعيد : أحسب أن الذي خلفك حاجة؟..
قال : نعم : أصلح الله الأمير.
فأطفأ سعيد الشمعة، ثم قال ما حاجتك؟..
قال : تكتب لي إلى أمير المؤمنين أن عليّ دينا، واحتاج إلى مسكن.
قال : كم دينك؟..
قال ألفا دينار، وذكر ثمن المسكن.
فقال سعيد : خذها منا، ونكفيك مؤونة السفر.
فكان الناس يقولون : إن إطفاء الشمعة أحسن من إعطائه المال، لئلا يرى في وجهه ذل المسألة.
سراجي
/
أحسن الدروس
أحسن الدروس
دخل الحسن والحسين (ع) المسجد، فوجدا شيخا يتوضأ فلا يحسن الوضوء، فأرادا أن يرشداه إلى الطريقة الصحيحة في الوضوء، ولكنهما خشيا أن يشعراه بجهله فيؤذيا شعوره، فاتفقا على رأي : حيث اقتربا من الرجل، وقال كل منهما لأخيه إنه أحسن وأكمل منه وضوء ا.. فلما رأى الرجل وضوء هما، رجع إلى نفسه وأدرك ما كان يقع فيه من الخطأ، فقال لهما : أحسنتما في وضوئكما، كما أحسنتما في إرشادي، فبارك الله فيكما.. وأعاد الرجل وضوء ه.
سراجي
/
تخرب.. ويموت صاحبها
تخرب.. ويموت صاحبها
قال عون بن عبد الله : بنى ملك ممن كان قبلكم مدينة، فتفوق في بنائها، ثم صنع طعاما ودعا الناس إليه، وأقعد على أبوابها أناسا يسألون كل من خرج :
هل رأيتم عيبا؟.. فيقولون : لا..
حتى جاء في آخر الناس قوم فقراء، وعليهم ثياب بالية غليظة، فسألوهم :
هل رأيتم عيبا؟.. فقالوا : نعم عيبين.. فأدخلوهم على الملك..
فقال : هل رأيتم عيبا؟..
فقالوا : عيبين..
قال : وما هما؟ قالوا : تخرب، ويموت صاحبها.
قال : فهل تعلمون دارا لا تخرب ولا يموت صاحبها؟..
قالوا : نعم دار الآخرة، فدعوه، فاستجاب لهم وانخلع من ملكه وتركه وتعبد معهم.
سراجي
/
خمس بخمس
خمس بخمس
عن سعيد بن مسلمة قال : بينما امرأة عند عائشة إذ قالت بايعت رسول الله (ص) على : أن لا أشرك بالله شيئا، ولا أسرق، ولا أزني، ولا أقتل ولدي، ولا آتي ببهتان أفتريه من بين يدي ورجلي، ولا أعصي في معروف، فوفيت لربي ووفى لي ربي، فوالله لا يعذبني الله.
فأتاها في المنام ملك، فقال لها : كلا، إنك تتبرجين، وزينتك تبدين، وخيرك تمنعين، وجارك تؤذين، وزوجك تعصين.. ثم وضع أصابعه الخمس على وجهها، وقال : خمس بخمس، ولو زدتِ زدناك.. فأصبحت وأثر الأصابع في وجهها.
سراجي
/
الحق أكبر منه
الحق أكبر منه
دخل إياس بن معاوية الشام وهو غلام، فخاصم شيخا كبيرا إلى القاضي، وتقدم عليه..
فقال له القاضي : أتتقدم شيخاً كبيرا؟!..
فقال إياس : الحق أكبر منه!..
فقال : اسكت!..
فقال : فمن ينطق بحجتي إذا لم أتكلم؟!..
فقال : لا أظنك تقول حقاً حتى تقوم!..
فقال : لا إله إلا الله.
سراجي
/
علام الهم؟!
علام الهم؟!
رأى إبراهيم بن الأدهم رجلا مهموما..
فقال له : أيها الرجل : أيجري في هذا الكون شيء لا يريده الله؟.. فقال : لا.
فقال : أينقص من رزقك شيء قدره الله؟.. فقال : لا.
فقال : أينقص من أجلك لحظة كتبها الله في عمرك؟.. قال : لا.
قال إبراهيم : فعلام الهم إذن؟!.
سراجي
/
أتدري لم وليت؟!
أتدري لم وليت؟
استعمل الخليفة المنصور رجلا على خرسان، فأتته امرأة في حاجة فلم تر عنده ما يفيدها ولا قضى حاجتها.
فقالت له قبل أن تنصرف : أتدري لم ولاك الخليفة؟..
قال : لا!..
قالت : لينظر، هل يستقيم أمر خرسان بلا وال أم لا؟
سراجي
/
فانظر أنت بأيهم تقتدي!
حُكي أن أحد القضاة في مدينة مرو بخراسان أراد أن يزوج ابنته، فشاور مجوسياً..
فقال له المجوسي : يستفتونك الناس وأنت تستفتيني؟!..
فقال : لابد أن تشير علي!..
فقال له : إن رئيسنا كسرى كان يختار المال، ورئيس النصارى قيصر كان يختار الجمال، وجاهلية العرب كانت تختار الحسب والنسب، ونبيكم محمد كان يختار الدين. فانظر أنت بأيهم تقتدي!.
سامر المولى
/
من أنباء البرزخ
كان المرحوم المحدّث القمي الشيخ عباس صاحب كتاب (مفاتيح الجنان) من خيار علماء الشيعة وزهّادهم، وكان قد نذر حياته كلّها في سبيل خدمة الإسلام والمسلمين، وما من بيت من بيوت الشيعة اليوم إلا وفيه أثر من آثار مؤلفات الشيخ القمي (رحمة الله عليه) عادة.
توفّي هذا الرجل العظيم في النجف الأشرف ودفن إلى جوار أمير المؤمنين (سلام الله عليه). وبما أن عالم البرزخ عالم له أهميّة كبيرة وخطر عظيم بالنسبة إلى الإنسان الذي ينتقل من هذه الدنيا الفانية إليه، فهو لا يستغني عن الاستئناس بما يبعث إليه ذووه من الخيرات والمبرّات. والقصة التالية ـ التي نقلت عن نجل الشيخ وهو فضيلة الشيخ ميرزا علي محدّث زاده الذي توفي مؤخّراً ـ تؤيّد ذلك، إنه قال :
لما توفّي والدنا المرحوم الحاج الشيخ عباس القمي، وفرغنا من دفنه ومن مراسم التعزية والفاتحة إلى روحه فكّرنا في عمل الخيرات له، وحيث كان والدنا يعيش حياة زهيدة، لم يترك من بعده من أموال الدنيا قليلاً ولا كثيراً ـ وهكذا يكون دأب الصلحاء والعلماء والربانيّين ـ لذلك اتّفقتُ أنا وأخي على أن نسبل الماء ونسقي به زوّار الإمام أمير المؤمنين (ع) في ليالي الجمعة، وذلك بأن نملأ كوزاً لنا في صباح يوم الخميس بالماء ونجعله في مكان بارد حتى يبرد الماء، وفي المساء نأتي به بارداً ونسقيه الزائرين العطاشا بثواب والدنا (رحمه الله).
وقررنا تقسيم هذا العمل بيننا, بأن أعمله مرّة أنا في ليلة الجمعة الأولى مثلاً ويعمله هو في ليلة الجمعة الثانية وهكذا، وفي ليلة من ليالي الجمعة التي كانت القسمة فيها لأخي، وكان عليه أن يسقي الزائرين حسب القرار، رأيتُ في المنام والدنا المرحوم وهو يتلظّى عطشاً، وكان من شدّة عطشه يستغيث ويقول : العطش العطش، فتذكّرتُ وأنا في النوم أن والدنا في عالم البرزخ وأنا نسقي زوّار الإمام أمير المؤمنين (ع) ماء ً بثوابه، ولذلك قلت له : يا والدي، ألم يصلك الماء الذي نسبله على الزائرين بثوابك؟
قال : نعم، ولكن هذه الليلة لا.
استيقظتُ من النوم على أثر فزعي من مشهد والدي وشدّة عطشه وأسرعتُ إلى مأوى أخي فأيقظته من نومه وقصصتُ عليه رؤياي التي رأيتها عن والدنا وسألته عن قيامه بما تقرّر بيننا من تسبيل الماء.
فأجاب متعجّباً وهو يقول : الله أكبر، نعم لقد صدق والدنا حيث قال, ولكن هذه الليلة لا فإني نسيتُ تسبيل الماء في هذه الليلة، ثم قام وأسرع إلى الكوز وأخذه واتجّه به إلى صحن الإمام أمير المؤمنين (ع) وأخذ يسقي زوّار الإمام (ع) من مائه حتى نفذ الماء.
قلنا
نعم، إنّ هذه القصّة وما شابهها دليل على شدّة ما يحتاجه الإنسان من الخيرات والمبرّات في عالم البرزخ مهما كان ذلك الإنسان صالحاً، كما وتدلّ أيضاً على لزوم عمل الخيرات والمبرّات المادية أيضاً مضافاً إلى عمل الخيرات والمبّرات المعنوية، يعني أن الإنسان هناك محتاج إلى من يبعث له ثواب قراء ة القرآن والزيارة والبكاء على الإمام الحسين (ع) وثواب إقامة المجالس والشعائر الحسينية، وإطعام الجائعين، وسقي الظامئين، وتكفّل اليتامى والمساكين، وسدّ عوز المعوزين، وسدّ الفراغ الفكري وخاصّة لدى الشباب المسلم بنشر الكتب الثقافية والأخلاقية التي رويت عن الرسول (ص) وأهل بيته الطاهرين (ع) الذين جعلهم الله تعالى أسوة لنا وقدوة في سيرتهم وأخلاقهم وتعاملهم مع الحياة، فقهاً وسياسة واجتماعاً واقتصاداً وما إلى ذلك وإهداء ثوابه إلى أمواتنا، فإنهم بأمسّ الحاجة إليها.
حتى إنه نقل عن ملك مات، فرآه ذووه في المنام وهو يلتمسهم ويستجديهم فعل الخيرات والمبرّات ويقول لهم : أرأيتم كلبكم الذي يحرس لكم بيتكم كم هو بحاجة إلى ما تقدّمون له من عظام؟ فإني أشدّ احتياجاً منه إلى ما تبعثونه إليّ، وذلك لأن الكلب إذا حُرم منكم، استطاع أن يسدّ حاجته من غيركم، ولكني لو حرمتُ من خيراتكم ومبرّاتكم لي، فإني لا أستطيع تحصيلها من غيركم. إذن فما أحوجني إليكم وإلى ما تبعثون إليّ من صدقاتكم وخيراتكم ومبرّاتكم؟
منقول
سامر المولى
/
حكاية النسر
يُحكى أن نسرا كان يعيش في إحدى الجبال، ويضع عشه على قمة إحدى الأشجار، وكان عش النسر يحتوي على أربع بيضات.. ثم حدث أن هز زلزال عنيف الأرض، فسقطت بيضة من عش النسر، وتدحرجت إلى أن استقرت في قن للدجاج..
وظنت الدجاجات بأن عليها أن تحمي وتعتني ببيضة النسر هذه، وتطوعت دجاجة كبيرة في السن للعناية بالبيضة إلى أن تفقس..
وفي أحد الأيام فقست البيضة، وخرج منها نسر صغير جميل، ولكن هذا النسر بدأ يتربى على أنه دجاجة، وأصبح يعرف أنه ليس إلا دجاجة..
وفي أحد الأيام وفيما كان يلعب في ساحة قن الدجاج، شاهد مجموعة من النسور تحلق عالياً في السماء، فتمنى هذا النسر أن لو يستطيع التحليق عاليا مثل هؤلاء النسور، لكنه قوبل بضحكات الاستهزاء من الدجاج قائلين له : ما أنت سوى دجاجة، ولن تستطيع التحليق عالياً مثل النسور!.. وبعدها توقف النسر عن حلم التحليق في الأعالي، وآلمه اليأس، ولم يلبث أن مات بعد أن عاش حياة طويلة مثل الدجاج.
-------------
إنك إن ركنت إلى واقعك السلبي، تصبح أسيراً وفقاً لما تؤمن به.. فإذا كنت نسراً، وتحلم لكي تحلق عالياً في سماء النجاح، فتابع أحلامك، ولا تستمع لكلمات الدجاج الخاذلين لطموحك ممن حولك!.. حيث أن القدرة والطاقة على تحقيق ذلك، متواجدتين لديك بعد مشيئة الله سبحانه وتعالى..
واعلم بأن نظرتك الشخصية لذاتك وطموحك، هما اللذان يحددان نجاحك من فشلك.. لذا فاسع أن تصقل نفسك، وأن ترفع من احترامك ونظرتك لذاتك، فهي السبيل لنجاحك، ورافق من يقوي عزيمتك.
سراجي
/
أقوال جميلة
- الابتسامة : طابع بريد مزخرف، تضعه المرأة على ظرف مختوم، لتوهم الرجل أن بداخله رسالة حب.
- البخيل : رجل ينتحر جوعا، ليقتل ورثته بالتخمة.
- البنوك : هي المؤسسات التي لا تقرض المال، إلا للذين ليسوا في حاجة إليه.
- البخيل : رجل ينتحر جوعا، ليقتل ورثته بالتخمة.
- البنوك : هي المؤسسات التي لا تقرض المال، إلا للذين ليسوا في حاجة إليه.
- الحمار : حيوان كريم يمنح اسمه وصفاته لكثير من الآدميين بلا مقابل.
- الرأسمالية : الكارثة التي نسخط عليها عندما تصيب الناس، ونرحب بها إذا أصابتنا نحن.
- الزواج : معاهدة تتيح للمرأة احتلال منزل الزوج، على أن يدفع هو كل متطلبات الاحتلال.
- الزوج المثالي : يفتح عينيه قبل الزواج، ويغمضها قليلا بعده.
- الغرور : نوع من المرض يصيب المرء، فيثير اشمئزاز كل من حوله ما عداه هو.
- الكذبة : كرة من الثلج تتضاعف كلما تدحرجت.
- المديون : الرجل الذي اخترع كلمة غدا.
- المليونير : هو الرجل الوحيد الذي يساعد موته على حل أزمات الكثير من أقاربه.
سامر المولى
/
سحر آية الكرسي
يقال إنه كان ساحر في الهند هندوسي معروف بقوة سحره، وكان متفق مع أحد تجار العقارات بأنه كلما أُعجب التاجر بمسكن طلب من الساحر عمل سحر لساكني المنزل، لكي يهربوا منه..
وصدفة أُعجب التاجر بمنزل، وطلب من الساحر إخلائه بسرعة، حتى يشتري البيت بسعر قليل.. ومارس الساحر كل أنواع سحره، ولم يخرج صاحب المنزل.. لذلك قرر الساحر الذهاب بنفسه لصاحب المنزل، وكان يعتقد أن صاحب المنزل ساحر أقوى منه..
فصارحه بالحقيقة، وسأله : كيف أنه لم يؤثر السحر فيه؟!..
فقال له صاحب المنزل : وتكون على ديني؟..
قال : نعم..
قال : وتترك عملك؟..
قال : نعم..
فقال له : إني كل يوم أقرأ آية الكرسي على نفسي وأطفالي، وهذا هو سحري..
فأسلم الساحر، وغير اسمه من جابور إلى محمد.
سامر المولى
/
الوزيـر والكلاب
يحكى أنه كان هناك ملكا يأمر بتجويع عشرة كلاب، لكي يحبس كل وزير يخطئ معها في السجن.. واتفق أن أحد الوزراء أعطى رأيا خاطئا، فأمر برميه للكلاب..
فقال له الوزير : أنا خدمتك عشر سنوات وتعمل بي هكذا!..
فطلب الوزير من الملك أن يمهله عشرة أيام..
فقال له الملك : لك ذلك..
فذهب الوزير إلى حارس الكلاب، فقال له : أريد أن اخدم الكلاب فقط لمدة عشرة أيام.
فقال له الحارس : وماذا ستستفيد؟!..
فقال له الوزير : سوف أخبرك بالأمر لاحقا!..
فقال له الحارس : لك ذلك!..
فقام الوزير بالاعتناء بالكلاب وإطعامهم وتغسيلهم، وتوفير كل شيء لها..
وبعد مرور عشرة أيام، جاء تنفيذ الحكم بالوزير، وزج به في السجن مع الكلاب.. والملك ينظر إليه والحاشية، فاستغرب الملك مما رآه، وهو أن الكلاب جاء ت تتودد له تحت قدميه!..
فقال له الملك : ماذا فعلت للكلاب؟!..
فقال له الوزير : خدمت هذه الكلاب عشرة أيام، فلم تنس الكلاب هذه الخدمة، وأنت خدمتك عشر سنوات فنسيت كل ذلك!..
فطأطأ الملك رأسه، وأمر بالعفو عنه.
سراجي
/
لم يجاوب على أسئلة الامتحان ونجح!!
لم يجاوب على أسئلة الامتحان ونجح!!
قصة طريفة حدثت أثناء فترة الامتحانات لأحد معلمي اللغة العربية، واسمه بشير.. فبعد انتهاء مادة البلاغة، قام الأستاذ بشير بتصحيح أوراق الإجابة، وكعادته ما أن يمسك الورقة حتى يبدأ بتصحيح إجابة السؤال الأول ومن ثم السؤال الثاني وهكذا..
وفي بعض الأحيان يلحظ أن بعض الطلاب يترك سؤالا أو سؤالين بدون إجابة وهو أمر معتاد، إلا أن ما أثار استغرابه ودهشته ورقة إجابة أحد الطلاب تركها خالية، لم يجب فيها على أي سؤال، ووضع بدل الإجابة القصيدة التالية التي نظمها خلال فترة الامتحان :
أبـشـيـر قل لي ما العمل... واليأس قد غلب الأملْ
قـيـل امـتـحان بلاغـة... فحسبته حــان الأجلْ
وفزعت من صوت المراقب.... إن تنحـنح أو سعـلْ
و أخذ يجول بين صفوفنـا... ويصول صـولات البطلْ
أبشير مـهـلاً يـا أخـي... مــا كل مسـألة تحلْ
فـمـن الـبـلاغة نـافع... ومن البــلاغة ما قتلْ
قـد كـنـت أبـلد طـالب... وأنــا و ربي لم أزلْ
فـإذا أتـتـك إجـــابتي... فيها السؤال بدون حلْ
دعها وصحح غيرهــــا... والصفر ضعه على عجلْ
فما كان من الأستاذ بشير سوى إعطائه درجة النجاح في مادة البلاغة.. لأن الهدف الذي يسعى لتحقيقه من خلال تدريسه لمادة البلاغة، متوفر في هذا الطالب الذي استطاع نظم هذه القصيدة الطريفة والبديعة!!.
سامر المولى
/
رجل ادعى العمى خمسة عشر عاما
رجل ادعى العمى خمسة عشر عاما
ترك رجل زوجته وأولاده من أجل وطنه، قاصدا أرض معركة تدور رحاها على أطراف البلاد, وبعد انتهاء الحرب وأثناء طريق العودة أخبر الرجل أن زوجته مرضت بالجدري في غيابه، فتشوه وجهها كثيرا جراء ذلك.
تلقى الرجل الخبر بصمتٍ وحزنٍ عميقين شديدين.. وفي اليوم التالي شاهده رفاقه مغمض العينين، فرثوا لحاله وعلموا حينها أنه لم يعد يبصر.. ورافقوه إلى منزله, وأكمل بعد ذلك حياته مع زوجته وأولاده بشكل طبيعي.
وبعد ما يقارب خمسة عشر سنة توفيت زوجته، وحينها تفاجأ كل من حولهُ بأنه عاد مبصرا بشكل طبيعي.. وأدركوا أنه أغمض عينيه طيلة تلك الفترة، كي لا يجرح مشاعر زوجته عند رؤيته لها..
تلك الإغماضة لم تكن من أجل الوقوف على صورة جميلة للزوجة، وبالتالي تثبيتها في الذاكرة، والاتكاء عليها كلما لزم الأمر, لكنها من المحافظة على سلامة العلاقة الزوجية، حتى لو كلف ذلك أن نعمي عيوننا لفترة طويلة، خاصة بعد نقصان عنصر الجمال المادي، ذاكَ المعبر المفروض إلى الجمال الروحي.
*********
ربما تكون تلك القصة من النوادر أو حتى من نسج الخيال، لكن هل منا من أغمضَ عينه قليلاً عن عيوب الآخرين وأخطائهم، كي لا يجرح مشاعرهم؟..
هناك أنشودة قديمة تقول : أحص البركات التي أعطاها الله لك، واكتبها واحدة واحدة، وستجد نفسك أكثر سعادة مما قبل..
إننا ننسى أن نشكر الله، لأننا لا نتأمل في البركات، ولا نحسب ما لدينا، ولأننا نرى المتاعب فنتذمر، ولا نرى البركات.
قال أحدهم : إننا نشكو لأن الله جعل تحت الورود أشواكا.. وكان الأجدر بنا أن نشكره، لأنه جعل فوق الشوك وردا!.
ويقول آخر : تألمت كثيراً عندما وجدت نفسي حافي القدمين.. ولكنني شكرت الله بالأكثر، حينما وجدت آخر ليس له قدمين!.
سراجي
/
إذا لم تكن فأرا فلا تكن بقرة !
إذا لم تكن فأرا فلا تكن بقرة
كان اللعاب يسيل من فم الفأر، وهو يتجسس على صاحب المزرعة وزوجته وهما يفتحان صندوقا أنيقا، ويمنِّي نفسه بأكله شهية، لأنه حسب أن الصندوق يحوي طعاما.. ولكن فكه سقط حتى لامس بطنه، بعد أن رآهما يخرجان مصيدة للفئران من الصندوق..
واندفع الفأر كالمجنون في أرجاء المزرعة، وهو يصيح : لقد جاؤوا بمصيدة الفئران يا ويلنا!..
هنا صاحت الدجاجة محتجة : اسمع يا فرفور المصيدة هذه مشكلتك أنت، فلا تزعجنا بصياحك وعويلك!..
فتوجه الفأر إلى الخروف : الحذر، الحذر ففي البيت مصيدة!..
فابتسم الخروف وقال : يا جبان يا رعديد، لماذا تمارس السرقة والتخريب، طالما أنك تخشى العواقب؟!..
ثم إنك المقصود بالمصيدة، فلا توجع رؤوسنا بصراخك!.. وأنصحك بالكف عن سرقة الطعام، وقرض الحبال والأخشاب!..
هنا لم يجد الفأر مناصا من الاستنجاد بالبقرة التي قالت له باستخفاف :
يا خراشي!.. في بيتنا مصيدة!.. يبدو أنهم يريدون اصطياد الأبقار بها!.. هل أطلب اللجوء السياسي في حديقة الحيوان؟!..
وجد الفأر المسكين أنه لا فائدة من استنجاده بالغير، وقرر أن يتدبر أمر نفسه، وواصل التجسس على المزارع حتى عرف موضع المصيدة، ونام بعدها قرير العين بعد أن قرر الابتعاد عن مكمن الخطر.
وفجأة شق سكون الليل صوت المصيدة، وهي تنطبق على فريسة وهرع الفأر إلى حيث المصيدة، ليرى ثعبانا يتلوى بعد أن أمسكت المصيدة بذيله..
ثم جاء ت زوجة المزارع وبسبب الظلام حسبت أن الفأر " راح فيها " وأمسكت بالمصيدة، فعضها الثعبان..
فذهب بها زوجها على الفور إلى المستشفى، حيث تلقت إسعافات أولية، وعادت إلى البيت وهي تعاني من ارتفاع في درجة الحرارة.
وبالطبع، فإن الشخص المسموم بحاجة إلى سوائل، ويستحسن أن يتناول الشوربة.. وهكذا قام المزارع بذبح الدجاجة، وصنع منها حساء لزوجته المحمومة.
وتدفق الأهل والجيران لتفقد أحوالها، فكان لابد من ذبح الخروف لإطعامهم.
ولكن الزوجة المسكينة توفيت بعد صراع مع السموم، دام عدة أيام.. وجاء المعزون بالمئات، واضطر المزارع إلى ذبح بقرته لتوفير الطعام لهم.
أذكرك بأن الحيوان الوحيد الذي بقي على قيد الحياة، هو الفأر الذي كان مستهدفا بالمصيدة، وكان الوحيد الذي استشعر الخطر، ثم فكر في أمر من يحسبون أنهم بعيدون عن المصيدة، وأن " الشر بره وبعيد " وهم لا يستشعرون الخطر، بل يستخفون بمخاوف الفأر الذي يعرف بالغريزة والتجربة، أن ضحايا المصيدة قد يكونون أكثر مما تتصورون.
:: في الختام تذكر ::
حتى لو كـانت المشكـلة التي تحدث قريباً منك لا تعنيـك، فلا تستخف بهـا!.. لأن من الممكن أن تؤثر عليك نتائجها لاحقـا.. ومن الأولى أن تقف مع صديقك عند الحاجة، وكأنها مشاكلك!.
بنت السادة
/
فن الرد
يعتبر الجواب المسكت فن من الفنون، وقيمته في فوريته وسرعته، فهو يأتي كالقذيفة، يسد فم السفيه.. وفيما يلي أمثلة على الجواب المسكت :
ركبت سيدة بدينة جداً الأتوبيس، فصاح أحد الراكبين متهكماً : لم أعلم أن هذه السيارة مخصصة للفيلة!..
فردت عليه السيدة بهدوء : لا يا سيدي، هذه السيارة كسفينة نوح، تركبها الفيلة والحمير أيضا!.
*************
قال كاتب مغرور للشهير برناردشو : أنا أفضل منك، فإنك تكتب بحثا عن المال، وأنا أكتب بحثا عن الشرف..
فقال له برناردشو على الفور : صدقت، كل منا يبحث عما ينقصه!.
*************
وسأل ثقيل بشار بن برد قائلا : ما أعمى الله رجلا إلا عوضه، فبماذا عوضك؟..
فقال بشار : بأن لا أرى أمثالك!.
*************
قالت نجمة انجليزية للأديب الفرنسي هنري جانسون : إنه لأمر مزعج، فأنا لا أتمكن من إبقاء أظافري نظيفة في باريس!..
فقال على الفور : لأنك تحكين نفسك كثيرا!.
*************
تزوج أعمى امرأة فقالت : لو رأيت بياضي وحسني، لعجبت!..
فقال : لو كنت كما تقولين لما تَرَكَكِ المبصرون لي!.
--------- ------
ويروى أن رجلا قال لامرأته : ما خلق الله أحب إلي منك!..
فقالت : ولا أبغض إلي منك!..
فقال : الحمد لله الذي أولاني ما أحب، وابتلاك بما تكرهين!.
*************
تشدقت امرأة أمام صوفي، بكثرة المعجبين بها، وأنهم يزعجونها..
فقال الصوفي : لكم هو سهل إبعادهم أيتها العزيزة!.. ما عليك سوى أن تتكلمي!..
*************
قال رجل لبرناردشو : أليس الطباخ أنفع للأمة، من الشاعر أو الأديب؟..
فقال : الكلاب تعتقد ذلك!.
ام نور
/
فضة خادمة الزهراء عليها السلام
قال عبد الله بن المبارك : خرجت حاجّاً إلى بيت الله الحرام، وزيارة قبر نبيه محمدٍ عليه وعلى آله الصلاة والسلام.
فبينما أنا في بعض الطريق إذ أنا بسَوَادٍ، فتمَيَّزْتُ ذاك فإذا هي عجوز
عليها درع ٌ من صوف.
فقلت : السلام عليك ورحمة الله وبركاته.
فقالت : {سلامٌ قولاً من ربّ ٍ اللهُ فلا هاديَ له}.
فقلت لها : أين تريدين؟
قالت : {سبحان الذي أسرى بعبده ليلاً من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى}.
فقلت لها : أنت منذ كم في هذا الموضع
قالت : {ثلاث ليالٍ سويّاً}.
فقلت : ما أرى معك طعامًا تأكلين،
قالت : {هو يطعمني ويسقين}.
فقلت : فبأي شيء تتوضئين؟
قالت : {فإن لم تجدوا ماء ً طيباً}.
فقلت لها : إن معي طعامًا، فهل لك في الأكل؟
قالت : {ثم أتموا الصيام إلى الليل}.
فقلت : ليس هذا شهر رمضان.
فقالت : {ومن تطوعَ خيرًا فإن اللهَ شاكرٌ عليم}.
فقلت : قد أبيحَ لنا الإفطار في السفر.
فقالت : {وأن تصوموا خير لكم إن كنتم تعلمون}.
فقلت : لم لا تكلمينني مثلما أكلمك؟
قالت : {ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد}.
فقلت : فمن أي الناس أنتِ؟
قالت : {ولا تقفُ ما ليس لك به علم إن السمعَ والبصرَ والفؤادَ كل أولئك كان عنه مسؤولا}.
فقلت : قد أخطأتُ فاجعليني في حِلٍ.
قالت : {لا تثريبَ عليكم اليوم يغفر الله لكم}.
فقلت : فهل لكِ أن أحملك على ناقتي هذه فتدركي القافلة؟
فقالت : {وما تفعلوا من خير يعلمه الله}.
فأنختُ ناقتي..
فقالت : {قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم}.
فغضضتُ بصري عنها وقلت لها اركبي،
فلما أرادت أن تركب نفرَت الناقة فمزقت ثيابها..
فقالت : {وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم}.
فقلت لها : اصبري حتى أَعقِلها..
فقالت : {ففهمناها سليمان}.
فعقلتُ الناقة..
وقلت لها : اركبي.
فلما ركبت قالت : {سبحان الذي سخر لنا هذا وما كنا له مقرنين وإنا إلى ربنا لمنقلبون}.
فأخذتُ بزمام الناقة وجعلت أسرع وأصيح..
فقالت : {واقصد في مشيك واغضض من صوتك}.
فجعلتُ أمشي رويدًا رويدًا وأترنم بالشعر
فقالت : {فاقرؤوا ما تيسر من القرآن}.
فقلت لها : لقد أوتيتِ خيرًا كثيرا
فقالت : {وما يذكر إلا أولوا الألباب}.
فلما مشيتُ بها قليلاً..
قلتُ : ألكِ زوج؟
قالت : {يا أيها الذين آمنوا لا تسألوا عن أشياء إن تبد لكم تسؤكم}.
فسكتُّ ولم أكلمها حتى أدركت بها القافلة،
فقلت لها : هذه القافلة، فمن لك فيها؟
فقالت : {المال والبنون زينة الحياة الدنيا}.
فعلمتُ أن لها أولادًا..
فقلت : وما شأنهم في الحج؟
قالت : {وعلامات وبالنجم يهتدون}.
فعلمتُ أنهم أدلاء الركب.
فقصدتُ بها القباب والعمارات
فقلت : هذه القباب، فمن لك فيها؟
قالت : {واتخذ الله إبراهيم خليلا}،
{وكلم الله موسى تكليما}،
{يا يحيى خذ الكتاب بقوة}.
فناديتُ : يا إبراهيم، يا موسى، يا يحيى.
قالت : {فابعثوا أحدكم بورقكم هذه إلى المدينة فلينظر أيها أزكى طعامًا فليأتكم برزق منه}.
فمضى أحدهم فاشترى طعامًا فقدمه بين يديّ..
فقالت : {كلوا واشربوا هنيئـًا بما أسلفتم في الأيام الخالية}.
فقلتُ : الآن طعامكم عليّ حرام حتى تخبروني بأمرها.
فقالوا : هذه أمّـنا فضة منذ أربعين سنة لم تتكلم إلا بالقرآن مخافة أن تزلَّ فيسخط عليها الرحمن، فسبحان القادر على ما يشاء.
فقلتُ : {ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم}.
إذا كانت هذه المرأة الجليلة هي متربية في كنف الزهراء، فكيف بأم أبيها وعلمها وورعها.. لنتأمل في دين وعلو وسمو أهل البيت (ع).
سراجي
/
علام الهم
علام الهم
مر إبراهيم بن أدهم على رجل ينطق وجهه بالهم والحزن..
فقال له إبراهيم : يا هذا إني أسالك عن ثلاثة فأجبني؟..
فقال له الرجل : نعم.
فقال له إبراهيم : أيجري في هذا الكون شيء لا يريده الله تعالى؟..
فقال لا.
قال : أينقص من أجلك لحظة كتبها الله لك في الحياة؟..
قال : لا.
قال : أينقص رزقك شيء قدره الله تعالى.
قال : لا.
قال إبراهيم : فعلام الهم؟!.
سراجي
/
عبارات طريفة ٧
عبارات جميلة
الحظ : عكاز الفاشل، وسلاح المنتصر.
الصبر : أسلوب مهذب من التحمل، يمنع المظلوم أو المتضرر من الشكوى.
القراء ة : مفتاح سحري، يفتح لك خزائن الكنوز في كل مكان.
الزمن : قطار سريع من المستحيل توقفه.
الاستسلام : ضعف يؤدي إلى المذلة.
الضمير : إشارة حمراء توقف الإنسان أمام نفسه، ليصدق معها ولو لحظات.
الأم : هي المخلوق الوحيد الذي نجده أمامنا في الحياة، صادقة الابتسامة، رقيقة الغضب.
الساعة : حكيم يصرخ بنا، ويقفز أمامنا كل ثانية، ونحن ننظر إليه بنفوس محملة بالنعاس.
الوداع : كلمة لابد منها، ولكن ما أسهل قولها، وما أصعب سماعها.
سراجي
/
عبارات طريفة ٦
عبارات جميلة وصريحة جدا
- القبر : المأزق الوحيد الذي لم يتمكن أحد حتى الآن أن يخرج منه.
- الصديق : شخص لا يفيدك, ومع ذلك تستمتع بوجوده.
- التجربة : فنّ يجعلك قادرا على وقف الكلمة, بعد أن تصل إلى طرف لسانك.
- الرجل المغرور : ديك يظن أن الشمس لم تشرق إلا لتسمع صوته.
- الإنسان : مخلوق يولد باكيا, ويعيش شاكيا.
- الدبلوماسي : رجل يستطيع أن يقطع رقبة خصمه, دون أن يستخدم السكين.
- الزوج المحترم : هو الذي يذكر عيد ميلاد زوجته, ولكنه ينسى عمرها.
- الحب : مرض أخشى ما يخشاه المصاب به أن يشفى منه.
- الهواء : طعام تقدمه السماء مجانا لكل الفقراء.
- السعادة : إحساس يأتيك كلما كنت مشغولا عن الإحساس بالتعاسة.
- العاقل : إنسان لا يسعى إلى نيل السعادة, بل يسعى إلى تجنب الشقاء.
- المتشائم : شخص يخير بين شّرين، فيختار الشرين.
- الغرور : مسكن يخفف آلام المغفلين.
- السعادة : عطر لا تستطيع أن تنشره في الناس, دون أن يعلق بك قطرات منه.
- التجاعيد : توقيع الزمان على الوجوه ليثبت مروره عليها.
- الفتاة : إنسان يصرخ إذا رأى فأرا, ويبتسم إذا رأى ذئبا.
- آدم : الشخص الوحيد الذي لم يقلد أحدا.
- الزمن : لص ظريف يسرق شبابنا.
- خاتم الزواج أغلى خواتم الدنيا : لأنه يكلف صاحبه أقساطا شهرية طوال الحياة.
- البسمة الدافئة : لغة اللطف العالمية.
- الفضولي : إنسان يحدثك عن الآخرين.
- الرجل العظيم : إنسان يحمل بين ضلوعه قلب طفل.
- الثقيل : إنسان يحدثك عن نفسه.
- اللبق : إنسان يحدثك عن نفسك.
- الرجل الشهم : هو الذي يحمي المرأة الضعيفة من كل رجل, إلا من نفسه.
- العناق : حصار شخصين لا يريدان الهرب.
- الدلال : نفط تسكبه المرأة على نار الرجل.
- الغيرة : صداقة امرأة لامرأة أخرى.
- الإتيكيت : صوت لا تحدثه وأنت تشرب الماء.
- الطيور : موسيقى الطبيعة.
- الأزهار : أفكار تنبتها الأرض.
- الحب : الأنانية في صورة تضحية.
- الضحكة : أعظم سلاح تكافح به الحياة.
- الصدق : كتاب نادر, لا يطبع منه إلا نسخة واحدة فقط.
- الأمل : أحلام البائسين.
- الحب الخالد : حب المرء لنفسه.
- الغيرة : مجهر يكبر الأشياء الصغيرة.
- الزواج : الاقتناع بحلاوة الحرية داخل قفص.
- معهد التجميل : مكان تحصل فيه المرأة على وجه من الطين.
- إلخ : علامة تستخدم لجعل الآخرين يعتقدون بأنك تعرف أكثر مما تعرف.
- الضمير : صوت صغير يهمس في أذنك، ليريك كم أنت صغير.
- الشخص الصريح : هو الذي يقول كل ما يخطر له, دون أن يفكر فيه.
- الرجل الناجح : هو الذي يرتكب أخطاء ه في وقت لا يراه فيه أحد.
- الواجب : هو الشيء الذي نتوقع أن يؤديه نحونا الآخرون.
- الثناء : زهرة زكيه الشذى, حتى لو كانت صناعي.
- المرحوم : إنسان محظوظ، ينسى الناس سيئاته, وينسبون إليه حسناتٍ كان مجردا منها في حياته.
- العام : فترة مكونة من ثلاثمئة وخمس وستين خيبة أمل.
- قلب المرأة : فندق كبير عامر بالقادمين والمودعين.
- الجمال : توقيع الله تعالى على مخلوقاته.
- الإنسان : الحيوان الوحيد الذي يمكن سلخه أكثر من مرة.
سراجي
/
عبارات طريفة ٥
تعاريف صريحة
- الانتقام : أن تعض كلبا لأنه عضك!.
- رفع الأثقال : يمارسها الأقوياء في الملعب، ويتمرس عليها الفقراء في الحياة!.
- الاقتصاد : تحرم نفسك من الضروريات، حتى يستمتع ورثتك بالكماليات!.
- الهدية : عملية لجس نبض الذمة!.
- الحمار : حيوان كريم، يعطي اسمه وصفاته لبعض الناس بدون مقابل!.
- النفاق : أداة من أدوات النصب، لا يعترف بها أهل اللغة!.
- المقهى : مكان يجتمع فيه صديقين، ليغتابا صديق ثالث!.
- القاموس : وضعه العلماء، ليعتمد عليه الجهلاء، ويبقوا على جهلهم!.
- المحفظة : بطاقة تعارف، يدل حجمها على حجم صاحبها!.
- الثقافة : الذي يبقى بعد ما تنسى كل شيء!.
- النكتة : تضحكنا إذا وقعت لغيرنا، وتزعلنا إذا وقعت لنا!.
- الأسرار : تبوح بها للآخرين، ليستغلوها ضدك عند اللزوم!.
- التشريح : العملية الجراحية الوحيدة التي يضمن الطبيب نجاحها!.
- المسرح : تدفع فيه الكثير، لرؤية أشخاص لا يدفعون فلس واحد ليروك!.
- الحرب الباردة : ابتسامة امرأة لامرأة أخرى!.
- البلاغة : بواسطتها تستطيع أن تتكلم كثيرا، دون أن تقول شيئا!.
- التواضع : الخلق الوحيد الذي لا يستطيع صاحبه أن يفاخر به!.
- النقود : يكسبها الكادحين، ويقرضها المرابين، ويلمها المغفلين، ويحلم بها المفلسين، ويستغلها الأذكياء، ويبعثرها الأغبياء!.
- غرفة المستشفى : مكان يذهب إليه بعض أصدقاء المريض، للتحدث مع أصدقاء آخرين للمريض!.
سراجي
/
لله في خلقه شؤون !.
لله في خلقه شؤون!.
يقول عالم أحياء أمريكي :
إن هناك طبيب شاهد في طريقه كلبا مصابا بكسر إحدى قوائمه، فحمله إلى عيادته البيطرية وقام بمعالجته، وبعد أن تماثل للشفاء أطلق الطبيب سراح الكلب.. وبعد فترة من الزمن، سمع الطبيب نباح كلب عند باب عيادته.. فلما فتح الباب، وجد الكلب الذي عالجه، ومعه كلب آخر مصاب.. فيا سبحان الله من الذي ألهمه وعلمه هذا!.. إنه الله تعالى!.
**********
يقول عالم الأحياء الأمريكي :
كان هناك قط لصاحب بيت يقدم له الطعام كل يوم.. ولكن هذا القط لم يكتف بالطعام الذي يقدمه له صاحب البيت، فأخذ يسرق من البيت الطعام، فأخذ صاحب البيت يراقب القط، فتبين أنه كان يقدم الطعام الذي يسرقه لقط آخر أعمى..
لا إله إلا الله!.. كيف كان هذا القط يتكفل بإطعام قط كفيف!.. إنها قدرة الله عز وجل!..
فاقرأ قول الله تعالى : (وما من دابة في الأرض إلا على الله رزقها)
سبحان الله وبحمده، عدد خلقه، ورضا نفسه، وزنة عرشه، ومداد كلماته!.
**********
وهذا موقف حدث بالعراق يحكيه شاب عراقي قائلا :
عندنا نؤمن بشي اسمه حية البيت (الحية أي أفعى).. وحية البيت التي تعيش في البيت لا تؤذي.. في أحد البيوت الريفية، كان لأفعى صغار تحت كوم من التبن.. وعندما أرادت المرأة العجوز صاحبة البيت رفع التبن، وجدت صغار الأفعى.. فما كان منها إلا أن حملت الصغار إلى مكان قريب آمن..
وعندما عادت الأفعى ولم تجد صغارها جن جنونها، واتجهت صوب إناء كبير فيه الحليب، وقامت بفرز سمها من أنيابها في الإناء..
وبعد أن بحثت ووجدت صغارها في مكان قريب، عادت ورمت نفسها في الحليب ثم خرجت منه، واتجهت إلى رماد التنور وأخذت تتقلب به ليلتصق الرماد بجسمها، ثم عادت ودخلت في إناء الحليب لكي تعيبه ولا يستخدمه أهل البيت.. وقد كانت المرأة العجوز تراقب هذا المنظر العجيب من بعيد.
ولله في خلقه شؤون!.
سراجي
/
عبارات طريفة ٤
عبارات جميلة لمبدعين مجانين
* اينشتاين :
كان يكره النظام في حياته.. ويقال أنه غادر مختبره يوما، وعلق على الباب عبارة : غير موجود الآن، وسأعود بعد قليل.. وعندما عاد لمكتبه، قرأ العبارة، وقال : حسنا، سأعود إليه بعد قليل!.
* تولستوي :
صاحب روايتي (الحرب والسلام) و (آنا كارنينا) أنفق أمواله على الترف، وفي نهاية عمره قام بتوزيع أمواله وأراضيه على المزارعين والفقراء.
* فولتير :
لا يكتب إلا إذا وضع مجموعة من أقلام الرصاص أمامه.. وبعد الانتهاء من الكتابة، كان يحطم الأقلام ويضعها تحت وسادته وينام!.
* بلزاك :
كان إذا سار بشارع، فإنه يسجل أرقام المنازل في ورقة، ثم يجمع الأرقام، فإذا كان المجموع مضاعفا للرقم (3)، ينتابه فرح شديد، وإذا لم يكن المجموع كذلك، فإنه لا يسير به مرة أخرى!.
* توماس اديسون :
صاحب آلاف الاختراعات، ومنها المصباح المتوهج، لقد كان مصابا بضعف الذاكرة، لدرجة أنه قد ينسى اسمه أحيانا.
* لينين :
كان شخصية شاذة ومعقدة، عابس وكالح الوجه، يعيش في بساطة وخشونة، ويرفض الجلوس على كرسي مريح، أو أن توضع الزهور على مكتبه.. وكان يكره الموسيقى، لأنه كان يعتقد أنها تورث الرحمة.. ويعتبر العداوة كامنة في النفوس، لهذا كان يحذر من التربيت على رؤوس الناس!.. ومن غرائبه أيضا، أنه كان يحتفظ بساعته متأخرة ربع ساعة!.
* آرتر شوبنهاور :
وهو أحد الفلاسفة والمفكرين, كان مصابا بِجنون العظمة، وعقدة الاضطهاد، ويعتقد أنه ملاحق بِاستمرار، وأن هناك مؤامرات تحاك ضده لتقتله.. وكان يقارن نفسه بِالمسيح، ويعتبر أنه مبعوث لهداية البشر، وأنه رجل الحقيقة الواحدة في العالم!.. كما كان يرفض السكن في الطابق الثاني أو الثالث ؛ خشية أن يحصل حريق فلا يستطيع القفز.. وكان يحمل مسدسا، يضع يده عليه كلما سمع صوتا ؛ لأنه هناك قادما لاغتياله!.
* فرانز كافكا :
كان يفرض على نفسه عادات غريبة، منها أنه لا يستحم إلا بالماء المثلج.. وكان يعاقب جسده كثيرا.
* تشارلز ديكنز :
كاتب روائي انجليزي، كان يحمل معه بوصلة ؛ لأنه لا ينام إلا ورأسه باتجاه الشمال!.
* " أناتول فرانس " - و العهدة على الراوي - " جان جاك رسّو "
دعي إلى وليمة يوم الأحد، فذهب يوم السبت ولبث ينتظر متعجبا من تأخر الغداء!.. ولبثت ربة الدار تنظر متعجبة من هذه الزيارة المفاجئة، ثم لم يرضَ أن يصدق أنه يوم السبت!.
* الجاحظ :
نسي كنيته، وطفق يسأل عنها حتى جاء ه ابن حلال بالبشارة بلقياها، فقال له : أنت أبو عثمان!.
* نيوتن :
قد كانت في داره قطة، كلما أغلق عليه بابه، وقعد إلى كتبه ومباحثه، أقبلت تخرمش الباب، وتخشخش بأظفارها، فتشغله عن عمله حتى يقوم فيفتح لها الباب.
فلما طال عليه الأمر، كدَّ ذهنه، وأطال بحثه، فاهتدى إلى المخلَص : ففتح في أسفل الباب فتحة تمر منها، فاستراح بذلك من شرها.. ثم ولد لها ثلاث قطيطات، ففتح لكل واحد منها فتحة!..
لم يستطع هذا العقل الكبير الذي وسع قانون الجاذبية، أن يتسع لحقيقة صغيرة :
هي أن الفتحة تكفي الأم و أولادها!.
************
لا تنعت أحدا بالجنون.. فإن التصرفات الغريبة دليل على العبقرية، وليس الجنون.. وقد انشغل العلماء بالعلم، حتى نسوا كل شيء آخر، فما عاد بمقدورهم التعامل وفهم الحياة.
فكر من جديد مع اكتشافك للعلماء العباقرة المجانين!.
سراجي
/
عبارات طريفة ٣
بعض ما قيل في الزواج من أفواه المشاهير
- نابليون : الذي يدع امرأته تحكمه، لا هو رجل ولا هو امرأة، إنه لا شيء.
- برناردشو : المرأة ظل الرجل عليها أن تتبعه، لا أن تقوده.
- كابو : أذكى الأزواج وألطفهم معشرا، هو الذي ينادي زوجته مهما بلغ بها العمر : يا صغيرتي.
- شكسبير : لا تطلب الفتاة من الدنيا إلا زوجا، فإذا جاء طلبت منه كل شيء.
الزوج كالمصور، يريد من زوجته أن تبتسم.
- بارناردشو : تقلق المرأة على المستقبل حتى تجد زوجا، ولا يقلق الرجل على المستقبل إلا بعد أن يجد زوجته.
- ستيفنسون : الزواج كالحياة : كلاهما ميدان للقتال، لا فراش وثير مزين بباقات الورد.
- بيكر ستاف : إننا نتزوج لنسعد الآخرين، لا لنسعد أنفسنا.
- برنارد شو : مهمة المرأة الزواج بأسرع ما تمكنها الظروف، أما مهمة الرجل فهي التلكؤ طالما مكنته الظروف.
- ديفيد بيسونيت : قرأت أخيرا : أن الحب هو أمر مرده إلى الكيمياء، هذا لا بد أن يكون السبب في أن زوجتي تعتبرني من النفايات السامة.
- هيمانت جوشي : بعد الزواج يصبح الزوج والزوجة كوجهي عملة، لا يستطيعان مواجهة بعضهما، ومع ذلك يبقيان معا.
- سقراط : عليك السعي طلبا للزواج بشتى الطرق، فإن حصلت على زوجة جيدة فستصبح سعيدا، وإن حصلت على زوجة رديئة فستصبح فيلسوفا.
- دوماس : النساء يلهمننا أشياء عظيمة، ويمنعننا في ذات الوقت عن تحقيقها.
- باتريك موراي : أصابني سوء الحظ مع كلتا الزوجتين، الأولى تركتني بينما الثانية لم تفعل.
- رودني دانقرفيلد : كنت وزوجتي سعداء لعشرين سنة، ثم التقينا.
- ميلتون بيرل : الزوجة الجيدة هي التي دوما تسامح زوجها، عندما تكون هي المخطئة.
سراجي
/
عبارات طريفة ٢
فروق بين الرجل والمرأة!
- الرجل يتمنى السعادة، ولكن المرأة تصنعها!.
- الحياء والصمت أجمل زينات المرأة.
- المرأة تعجب بالعبقري ولكنها لا تحبه، فهي تعلم انه لا يحب إلا نفسه!.
- الرجال يصنعون الأعمال، والنساء يصنعن الرجال!.
- كل عقل الرجل لا يساوي عاطفة من عواطف المرأة!.
- ليست كل جميلة نقية طاهرة، ولكن كل نقية طاهرة جميلة!.
- دموع المرأة خطباء صامتون!.
- عندما تسمو عاطفة الحب عند المرأة، تصبح حنانا!.
- المرأة تحيا لتسعد بالحب, والرجل يحب ليسعد بالحياة!.
- وجه المرأة مرآة صافية, لما يدور في أعماقها!.
- المرأة لا تحب إلا الأطفال، وتحب زوجها إذا كان كذلك!.
- المرأة نحلة تطعم الرجل عسلها شهرا، لتعاقبه باللسع طول العمر!.
- المرأة كالدنيا، إذا أحببتها أهملتك، وإذا أهملتها أحبتك!.
- دمعة واحدة من امرأة جميلة، تكفي لأن تدحض براهين الرجل كلها!.
- إذا أحبتك المرأة أعطتك الدنيا، وإذا كرهتك جعلتها جحيما!.
- الرجل يرضى بالقليل ويحلم بالكثير، والمرأة لا ترضى بالكثير وتحلم بالقليل!.
- تنفق المرأة عشر سنوات لتغيير عادات الرجل، ثم تشكو من أنه رجل آخر غير الذي تزوجته!.
- إن الله جعل النساء جميلات، ولكن الشيطان يجعلهن مثارا للفتنة!.
- كلما كسبت المرأة مساحات من التحرر، ازداد قصر ثوبها!.
- المرأة إذا أحبت كانت ملاكا كريما، فإذا دبت الغيرة في قلبها تبدلت!.
سراجي
/
عبارات طريفة ١
عبارات جميلة ومضحكة لكنها صحيحة!..
- يستطيع الإنسان أن يحيا على الجمال، ولكنه يموت من أجله!.
- امرأة تضيع عشرين عاما لتحول ابنها إلى رجل، وامرأة أخرى تجعله أحمقا في عشرين دقيقة!.
- تفضل المرأة أن يموت الرجل فيها أولا، وأن يموت منها بعد ذلك!.
- المرأة كائن جغرافي يحاول دائما إخفاء تاريخه!.
- إن هذه الفتاه كالموت، إن عرفتها فلن تعرف بعدها!.
- أقبح الأشياء أن يصبح كل شيء في الدنيا جميلا!.
- الزواج ليس قسمه ونصيب، إنه قسمه وضرب!.
- الضحكات هي فترات قصيرة لتجف الدموع!.
- الكتاب صديق وفي حقا، ولكن عيبه أنه يشتري بالمال!.
- النثر همسة محب، أما الشعر فتنهيدة عاشق!.
- لو كانت أبيات الشعراء من الحجارة، لوجد كل منا مسكنا صالحا فوق أرض بلاده!.
- لماذا يدفع الرجل دائما للمرأة؟!.. يدفع كرامته حينما يغازلها، وراحته عندما يفكر فيها، وأعصابه عندما يحبها، ونقوده عندما يخطبها، ونقوده وغذائه واسمه عندما يتزوجها، حتى عندما يموت يدفع لها معاشه!.
- للقط سبع أرواح، وللمرأة أرواح سبعه قطط!.
- الحياة أقوي من السيف، بدليل أننا أحياء إلى الآن!.
- شيء واحد لا يشتري بالمال، وهو الفقر!.
بنت علي ع
/
حكمة لبهلول
كان الملوك يحضرون مجلسهم العام بعد حضور الناس، لكي يقوم الناس بجماعتهم لتعظيمهم ولا يقومون لأحد، وفي يوم كان مع الداخلين بهلول العاقل، وكان ملك زمانه والخليفة الظاهري هارون الرشيد.
ولما دخل هارون وقبل جلوسه على كرسييه، قام بهلول وجلس على كرس الملك قبله، وبقي هارون واقف، فأخذ الحرس بهلول و بدؤوا يجلدونه ويضربوه ويركلوه أمام الملك والناس.
فأخذ بهلول بالبكاء بالعويل والصياح العالي والصراخ، وبعد فترة من الضرب والجلد والركل، أمر هارون الرشيد بالكف عنه.
وقال له هارون : هل أوجعك الضرب والجلد؟..
قال بهلول : لا!!.
فقال له هارون : إذن، لماذا هذا البكاء والعويل والصياح والصراخ، إذا لم يوجعك الضرب؟!..
قال بهلول : بكيت عليك، و أعولت على حالك، ولم أبكي على نفسي!..
فقال هارون : وكيف والضرب والجلد وقع عليك، والبكاء والصراخ صدر منك؟!..
فقال بهلول : أنا جلست على هذا الكرسي أقل من دقيقة، فنالني من الضرب من الجند والحرس ما قد رأيت، ولولا لم تأمرهم بالكف عني لما كفوا.. وأنت جالس على هذا الكرسي سنين، فكم ستحصل عليه من الضرب والجلد من جند الله تعالى وملائكته وحرس جهنم ولا يكف عنك، فلذا شغلني حالك عن حالي وبكيت عليك.
فيقال : استحسنه الحاضرون، وأعتبر كلام بهلول حكمة علمية وعملية، مع ما فيه من موقف طريف ونادر وعجيب، ويدل على الذكاء والفطنة في الوعظ، ولكن بتصرف يحسب أوله من الجنون والبساطة.
بنت علي ع
/
هل انت كهذا الاعرابي
بينما النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - في الطواف إذ سمع أعرابياً يقول : يا كريم!..
فقال النبي (ص) خلفه : يا كريم!..
فمضى الأعرابي إلى جهة الميزاب، وقال : يا كريم!..
فقال النبي (ص) خلفه : يا كريم!..
فالتفت الأعرابي إلى النبي (ص) وقال : يا صبيح الوجه, يا رشيق القد, أتهزأ بي لكوني أعرابياً؟
والله لولا صباحة وجهك ورشاقة قدك، لشكوتك إلى حبيبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم..
فتبسم النبي وقال : أما تعرف نبيك يا أخا العرب؟
قال الأعرابي : لا
قال النبي : فما إيمانك به؟
قال : آمنت بنبوته ولم أره، وصدقت برسالته ولم ألقه..
قال النبي : يا أعرابي, اعلم أني نبيك في الدنيا وشفيعك في الآخرة..
فأقبل الأعرابي يقبل يد النبي صلى الله عليه واله وسلم..
فقال النبي : مه يا أخا العرب!.. لا تفعل بي كما تفعل الأعاجم بملوكها, فإن الله سبحانه وتعالى بعثني لا متكبراً ولا متجبراً, بل بعثني بالحق بشيراً ونذيراً..
فهبط جبريل على النبي وقال له : يا محمد. السلام يقرئك السلام، ويخصك بالتحية والإكرام, ويقول لك : قل للأعرابي, لا يغرنه حلمنا ولا كرمنا, فغداً نحاسبه على القليل والكثير, والفتيل والقطمير..
فقال الأعرابي : أو يحاسبني ربي يا رسول الله؟..
قال : نعم يحاسبك إن شاء..
فقال الأعرابي : وعزته وجلاله, إن حاسبني لأحاسبنه!..
فقال النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - : وعلى ماذا تحاسب ربك يا أخا العرب؟..
قال الأعرابي : إن حاسبني ربي على ذنبي حاسبته على مغفرته, وإن حاسبني على معصيتي حاسبته على عفوه, وإن حاسبني على بخلي حاسبته على كرمه..
فبكى النبي حتى ابتلت لحيته، فهبط جبريل على النبي (ص)..
وقال : يا محمد, السلام يقرئك السلام, ويقول لك : يا محمد قلل من بكائك فقد ألهيت حملة العرش عن تسبيحهم، وقل لأخيك الأعرابي : لا يحاسبنا ولا نحاسبه فإنه رفيقك في الجنة.
سراجي
/
البحث عن المنجى!
أحد السجناء في عصر لويس الرابع عشر، كان محكوم عليه بالإعدام، وكان مسجونا في جناح قلعة، وهذا السجين لم يبق على موعد إعدامه سوى ليله واحدة.. ويروى عن لويس الرابع عشر، ابتكاره لحيل وتصرفات غريبة.. وفي تلك الليلة فوجئ السجين بباب الزنزانة يفتح، ولويس يدخل عليه مع حرسه ليقول له : أعطيك فرصة إن نجحت في استغلالها، فبإمكانك إن تنجو، هناك مخرج موجود في جناحك بدون حراسة، إن تمكنت من العثور عليه، يمكنك الخروج ؛ وإن لم تتمكن فإن الحراس سيأتون غدا مع شروق الشمس، لأخذك لحكم الإعدام.
غادر الحراس الزنزانة مع الإمبراطور، بعد أن فكوا سلاسله.. وبدأت المحاولات.. بدأ يفتش في الجناح الذي سجن فيه، والذي يحتوي على عده غرف وزوايا، ولاح له الأمل عندما اكتشف غطاء فتحة مغطاة بسجادة بالية على الأرض، وما إن فتحها حتى وجدها تؤدى إلى سلم ينزل إلى سرداب سفلي، ويليه درج أخر يصعد مرة أخرى، وظل يصعد إلى أن بدأ يحس بتسلل نسيم الهواء الخارجي، مما بث في نفسه الأمل إلى أن وجد نفسه في النهاية في برج القلعة الشاهق، والأرض لا يكاد يراها، فعاد أدراجه حزينا منهكا.
ولكنه واثق أن الامبراطور لا يخدعه، وبينما هو ملقى على الأرض، مهموم ومنهك، ضرب بقدمه الحائط، وإذا به يحس بالحجر الذي يضع عليه قدمه يتزحزح، فقفز وبدأ يختبر الحجر، فوجد بالإمكان تحريكه وما إن أزاحه، وإذا به يجد سردابا ضيقا لا يكاد يتسع للزحف، فبدأ يزحف، وبدأ يسمع صوت خرير مياه، وأحس بالأمل لعلمه إن القلعة تطل على نهر ؛ لكنه في النهاية وجد نافذة مغلقة بالحديد، أمكنه أن يرى النهر من خلالها.
عاد يختبر كل حجر وبقعة في السجن، ربما كان فيه مفتاح حجر آخر، لكن كل محاولاته ضاعت بلا سدى والليل يمضى، واستمر يحاول ويفتش، وفي كل مرة يكتشف أملا جديدا، فمرة ينتهي إلى نافذة حديدية، ومرة إلى سرداب طويل، ذو تعرجات لا نهاية لها، ليجد السرداب أعاده لنفس الزنزانة.. وهكذا ظل طوال الليل يلهث في محاولات، وبوادر أمل تلوح له مرة من هنا، ومرة من هناك، وكلها توحي له بالأمل في أول الأمر، لكنها في النهاية تبوء بالفشل.
وأخيرا انقضت ليلة السجين كلها، ولاحت له الشمس من خلال النافذة.. ووجد وجه الإمبراطور يطل عليه من الباب، ويقول له : أراك لا زلت هنا!..
قال السجين : كنت أتوقع أنك صادق معي، أيها الإمبراطور!..
قال له الإمبراطور : لقد كنت صادقا!..
سأله السجين : لم أترك بقعة في الجناح لم أحاول فيها، فأين المخرج؟!..
قال له الإمبراطور : لقد تركت لك باب الزنزانة مفتوحا وغير مغلق!.
ابو زين العابدين
/
وإن لم تع وتنتبه فلربما تحتاج الى حجر؟!
بينما كان أحد رجال الأعمال، يقود سيارته الجاكوار الجديدة، في إحدى الشوارع، ضُربت سيارته بحجر كبير من على الجانب الأيمن..
نزل ذلك الرجل من السيارة بسرعة، ليرى الضرر الذي لحق بسيارته، ومن هو الذي تجرأ على فعل ذلك.. وإذا به يرى ولدا يقف في زاوية الشارع، وتبدو عليه علامات الخوف والقلق..
اقترب الرجل من ذلك الولد، وهو يشتعل غضبا، فقبض عليه دافعا إياه إلى الحائط، وهو يقول له : يا لك من ولد غبي!.. لماذا ضربت سيارتي الجديدة بالحجر؟!.. هل تستطيع أنت وأبوك دفع ثمن إصلاحها؟!..
ابتدأت الدموع تنهمر من عيني ذلك الولد، وهو يقول : أنا آسف جدا يا سيدي!.. لكنني لم أدر ما العمل؟!.. فمنذ فترة طويلة وأنا أحاول لفت انتباه أي شخص كان، ولكن لم يقف أحد لمساعدتي..
ثم أشار بيده إلى الناحية الأخرى من الطريق، وإذ بولد مرمى على الأرض.. وتابع كلامه قائلا : إن الولد المرمي على الأرض هو أخي، فهو لا يستطيع المشي بتاتا، فهو مشلولا بكامله، فقد كنا نسير وهو جالسا في كرسي المقعدين، واختل توازن الكرسي، وإذا به يهوي في هذه الحفرة.. وأنا صغير، وليس بمقدوري أن أرفعه، مع إنني حاولت كثيرا.. أتوسل إليك يا سيدي، هل لك أن تساعدني على رفعه، فإنه في الحفرة منذ مدة على تلك الحال، وهو خائف جدا، ثم بعد ذلك افعل ما تريده بي!..
لم يستطع ذلك الرجل أن يمتلك عواطفه، فقام برفع ذلك الولد المشلول من الحفرة، وأجلسه في الكرسي، ثم أخذ منديل من جيبه، وابتدأ بتضميد جروح الولد المشلول، من جراء سقوطه في الحفرة..
وبعد انتهاء ه، قال له الولد : والآن، افعل بي ما تريده من أجل ما فعلته بالسيارة..
فأجابه الرجل : لا شيء يا بني!.. لا تأسف على السيارة، فلن أصلح سيارتي الجديدة، وسأبقي تلك الضربة تذكارا، عسى أن تكون تذكرة لي، ولا يضطر أحد غيرك بأن يرميني بحجر للفت انتباهي، فتبسم الولد فرحاً.
إننا نعيش في أيام، كثرت فيها الانشغالات والهموم، فالجميع يسعى لجمع المقتنيات، ظنا منهم بأنه كلما ازدادت مقتنياتهم، ازدادت سعادتهم أيضا.. بينما هم بذلك ينسون الله تعالى كليا..
إن الله يمهلنا بالرغم من غفلتنا، لعلنا ننتبه.. فينعم علينا بالمال والصحة والعلم، ولا نلتفت لنشكره.. يبعث لنا بإشارات، لكن ليس من مجيب.. فينبهنا الله بالمرض أحيانا، وبالأمور القاسية، لعلنا ننتبه ونعود لجادة الصواب..
ماذا ينتفع الإنسان لو ربح العالم كله، وخسر رحمة الله.. إن الإنسان يسعى لأمور كثيرة، فسياراتنا مؤمن عليها، وبيوتنا مؤمنة، وممتلكاتنا الثمينة لها تأمين.. لكن هل حياتنا مؤمنة؟.. فهل أنت منتبه؟.. هل تعي ما هو الهدف من الحياة الدنيا!.. إن شاء الله تكون واعيا، وإن لم تع فلربما تحتاج إلى حجر؟!.
موالية لحيدرة
/
قصة جميلة عن القران
لماذا نقرأ القرآن, إذا لم نكن نفهم مفرداته العربية جيدا؟
كان هناك عجوز أمريكي مسلم يعيش في مزرعة في جبال شرق كنتاكي مع حفيده الصغير، وكان الجد في كل صباح يستيقظ باكرا ويجلس على طاولة المطبخ، ويقرأ القرآن.
وكان حفيده الصغير يريد أن يصبح مثل جده، لهذا كان يحاول تقليده بكل طريقة ممكنة.
وفي أحد الأيام، سأل الحفيد جده قائلا : جدي، أنا أحاول أن أقرأ القرآن مثلك، لكنني لم أفهم كلماته, والذي أفهمه أنساه، وسرعان ما أغلق الكتاب.. فما هي الفائدة المرجاة من قراء ة القرآن؟!..
فقام الجد بهدوء ووضع الفحم في المدفأة، وقال : خذ سلة الفحم إلى النهر واملأها بالماء.
فقام الولد بعمل ما طلبه منه جده, ولكن كل الماء تسرب من السلة قبل أن يصل عائدا إلى المنزل.
فضحك الجد وقال : يجب عليك أن تكون أسرع في المرة القادمة!..
ثم بعثه مرة أخرى إلى النهر مع السلة أسرع, ولكن مرة أخرى السلة فرغت قبل وصوله المنزل.
وأخبر جده - وكان يتنفس لاهثا - أنه من المستحيل أن يحمل الماء بهذه السلة, وذهب ليحضر دلواً بدلا من السلة.
ولكن الرجل العجوز قال : أنا لا أريد دلوا من الماء, بل أريد سلة من الماء!.. أنت فقط لم تحاول بجهد كاف!.. ثم خرج ليشاهد الولد يحاول مرة أخرى.
وفي هذه الأثناء، أدرك الولد أنها مهمة مستحيلة, لكنه أراد أن يثبت لجده أنه حتى لو ركض بأسرع ما يستطيع, فالماء سوف يتسرب قبل أن يصل عائدا إلى المنزل.
فقام الولد برمى السلة في النهر وركض بسرعة وبجهد، ولكنه عندما وصل إلى البيت وجد أن السلة فارغة مرة ثالثة.
فقال وهو يلهث : انظر جدي إنها غير مجدية!..
فأجاب الجد : إذن أنت تظن أنها غير مجدية؟!.. انظر إلى السلة!..
فنظر الولد إلى السلة، وللمرة الأولى أدرك أن السلة مختلفة، فقد كانت سلة متسخة تنقل الفحم القديم، والآن أصبحت نظيفة من الداخل والخارج.
فأجابه الجد : بني، هذا ما يحصل عندما تقرأ القرآن.. فمن الممكن أن لا تفهم شيئا أو تتذكر أي شيء، ولكن عندما تقرأه مرة بعد مرة، فسوف تتغير داخليا وخارجيا، فهذا عمل الله تعالى في حياتنا.
سراجي
/
مدير صارم!!
مدير صارم!!
خلال المشي في المصنع لاحظ المدير شاباً مستنداً إلى الحائط ولا يفعل أي شيء, اقترب من الشاب وقال له بهدوء كم مكسبك؟ كان الشاب هادئاً ومتفاجئاً لأنه قد سئل سؤال شخصياً ثم أجاب : بالتقريب مكسبي ٢٠٠٠ شهرياً يا سيدي، لماذا؟
بدون إجابة المدير أخرج محفظته وأخرج ٢٠٠٠ دولار نقداً وأعطاها الشاب (بمثابة إنهاء الخدمة) ثم قال : أنا أدفع للناس هنا ليعملوا وليس للوقوف, والآن هذا راتبك الشهري مقدماً واخرج ولا تعد.
استدار الشاب وكان مسرعاً في الابتعاد عن الأنظار.
وبملاحظة القليل من الناظرين قال المدير بنبرة القوة :
هذا ينطبق على الكل في هذه الشركة... من لا يعمل ننهي عقده مباشرة ً.
اقترب من أحد المتفرجين وسأله من هذا الشاب الذي قمت أنا بطرده؟
فجاء ه الرد المفاجئ :
لقد كان رجل توصيل البيتزا يا سيدي!!!
سراجي
/
فكّر كما فكّر الحصان
فكّر كما فكّر الحصان
وقع حصان أحد المزارعين في بئر مياه عميقة ولكنها جافة، وأجهش الحيوان بالبكاء الشديد من الألم من أثر السقوط واستمر هكذا لعدة ساعات كان المزارع خلالها يبحث ويفكر كيف سيستعيد الحصان؟
ولم يستغرق الأمر طويلاً كي يُقنع نفسه بأن الحصان قد أصبح عجوزاً وأن تكلفة استخراجه تقترب من تكلفة شراء حصان آخر، هذا إلى جانب أن البئر جافة منذ زمن طويل وتحتاج إلى ردمها بأي شكل. وهكذا، نادى المزارع جيرانه وطلب منهم مساعدته في ردم البئر كي يحل مشكلتين في آن واحد ؛ (التخلص من البئر الجاف ودفن الحصان).
وبدأ الجميع بالمعاول والجواريف في جمع الأتربة والنفايات وإلقائها في البئر. في بادئ الأمر، أدرك الحصان حقيقة ما يجري حيث أخذ في الصهيل بصوت عال يملؤه الألم وطلب النجدة. وبعد قليل من الوقت اندهش الجميع لانقطاع صوت الحصان فجأة، وبعد عدد قليل من الجواريف، نظر المزارع إلى داخل البئر وقد صعق لما رآه، فقد وجد الحصان مشغولاً بهز ظهره! كلما سقطت عليه الأتربة فيرميها بدوره على الأرض ويرتفع هو بمقدار خطوة واحدة لأعلى. وهكذا استمر الحال، الكل يلقي الأوساخ إلى داخل البئر فتقع على ظهر الحصان فيهز ظهره فتسقط على الأرض حيث يرتفع خطوة بخطوة إلى أعلى. وبعد الفترة اللازمة لملء البئر، اقترب الحصان. من سطح الأرض حيث قفز قفزة بسيطة وصل بها إلى سطح الأرض بسلام.
وبالمثل، تلقي الحياة بأوجاعها وأثقالها عليك، فلكي تكون حصيفًا، عليك بمثل ما فعل الحصان حتى تتغلب عليها، فكل مشكلة تقابلنا هي بمثابة عقبة وحجر عثرة في طريق حياتنا، فلا تقلق، لقد تعلمت توًا كيف تنجو من أعمق آبار المشاكل بأن تنفض هذه المشاكل عن ظهرك وترتفع بذلك خطوة واحدة لأعلى.
يلخص لنا الحصان القواعد الستة للسعادة بعبارات محددة كالآتي :
١ - اجعل قلبك خالياً من الهموم.
٢ - اجعل عقلك خالياً من القلق.
٣ - عش حياتك ببساطة.
٤ - أكثر من العطاء وتوقع المصاعب.
٥ - توقع أن تأخذ القليل.
٦ - توكل على الله واطمئن لعدالته.
الحكمة من وراء هذه القصة :
كلما حاولت أن تنسى همومك، فهي لن تنساك وسوف تواصل إلقاء نفسها فوق ظهرك، ولكنك دوماً تستطيع أن تقفز عليها لتجعلها مقوية لك، وموجهة لك إلى دروب نجاحك.
سراجي
/
سائق التاكسي والدفتر
سائق التاكسي والدفتر
هذا اليوم طلبت سيارة تاكسي لأذهب لقضاء بعض الأعمال, عندما جاء السائق تأخرت قليلاً, وعندما أردت ركوب السيارة رأيت السائق يكتب في دفتر.
وصلت إلى الهدف, وبقي السائق ينتظرني, عندما رجعت وجدته أيضاً مشغولاً بالكتابة.
سألته : هل تكتب الشعر؟
قال : لا, بل أكتب ذنوبي.
وفتح بعض الصفحات, ونظرت في الدفتر وقرأ لي, فلان بن فلان.. غيبة, سب,..... الخ.
وهكذا يملأ صفحات هذا الدفتر.
سألته : ماذا تفعل بعد أن تكتب هذا الدفتر؟
قال : أسعى لطلب البراء ة منهم. فإن لم أستطع ذلك فعلى الأقل لا أعيد الذنب في حقهم.
ثم أضاف : حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا, انظر كيف ملأت هذا الدفتر بعناوين بعض الذنوب التي أتذكرها, فكيف بالذنوب التي لا أتذكرها وأحصاها الله تعالى.
هكذا تلقيت درساً من سائق التاكسي.
سراجي
/
اجعل السقف مناسباً
اجعل السقف مناسباً
جاء في حكم و قصص الصين القديمة أن ملكاً أراد أن يكافئ أحد مواطنيه فقال له (امتلك من الأرض كل المساحات التي تستطيع أن تقطعها سيراً على قدميك).
فرح الرجل وشرع يذرع الأرض مسرعاً ومهرولاً في جنون..
سار مسافة طويلة فتعب وفكّر أن يعود للملك ليمنحه المساحة التي قطعها..
ولكنه غير رأيه وقرر مواصلة السير ليحصل على المزيد..
سار مسافات أطول وأطول وفكّر في أن يعود للملك مكتفياً بما وصل إليه..
لكنه تردد مرة أخرى وقرر مواصلة السير ليحصل على المزيد والمزيد..
ظل الرجل يسير ويسير ولم يعد أبداً..
فقد ضل طريقه وضاع في الحياة..
ويقال إنه وقع صريعاً من جراء الإنهاك الشديد..
لم يمتلك شيئاً ولم يشعر بالاكتفاء والسعادة
لأنه لم يعرف حد الكــفاية أو (القناعة)
سراجي
/
سر السعادة
سر السعادة
يحكى أن أحد التجار أرسل ابنه لكي يتعلم لدى أحكم رجل في العالم..
مشى الفتى أربعين يوماً حتى وصل إلى قصر جميل على قمة جبل.. وفيه يسكن الحكيم الذي يسعى إليه..
وعندما وصل وجد في قصر الحكيم جمعاً كبيراً من الناس..
انتظر الشاب ساعتين لحين دوره..
أنصت الحكيم بانتباه إلى الشاب
ثم قال له : الوقت لا يتسع الآن. وطلب منه أن يقوم بجولة داخل القصر ويعود لمقابلته بعد ساعتين..
وأضاف الحكيم وهو يقدم للفتى ملعقة صغيرة فيها نقطتين من الزيت :
امسك بهذه الملعقة في يدك طوال جولتك, وحاذر أن ينسكب منها الزيت.
أخذ الفتى يصعد سلالم القصر ويهبط مثبتاً عينيه على الملعقة..
ثم رجع لمقابلة الحكيم الذي سأله :
هل رأيت السجاد الفارسي في غرفة الطعام؟.. الحديقة الجميلة؟.. وهل استوقفتك المجلدات الجميلة في مكتبتي؟
ارتبك الفتى واعترف له بأنه لم ير شيئاً..
فقد كان همه الأول ألا يسكب نقطتي الزيت من الملعقة..
فقال الحكيم : ارجع وتعرف على معالم القصر..
فلا يمكنك أن تعتمد على شخص لا يعرف البيت الذي يسكن فيه..
عاد الفتى يتجول في القصر منتبهاً إلى الروائع الفنية المعلقة على الجدران..
شاهد الحديقة والزهور الجميلة..
وعندما رجع إلى الحكيم قصّ عليه بالتفصيل ما رأى..
فسأله الحكيم : ولكن أين قطرتي الزيت اللتان عهدت بهما إليك؟
نظر الفتى إلى الملعقة فلاحظ أنهما انسكبتا
فقال له الحكيم : تلك هي النصيحة التي أستطيع أن أسديها إليك
سر السعادة هو أن ترى روائع الدنيا وتستمتع بها دون أن تسكب أبداً قطرتي الزيت.
فهم الفتى مغزى القصة فالسعادة هي حاصل ضرب التوازن بين الأشياء
وقطرتا الزيت هما الستر والصحة..
فهما التوليفة الناجحة ضد التعاسة.
سراجي
/
قصة جميلة عن التسامح
قصة جميلة عن التسامح
كان هناك صديقان يمشيان في الصحراء، وخلال الرحلة تجادل الصديقان، فضرب أحدهما الآخر على وجهه.. الرجل الذي ضُرب على وجهه تألم، ولكنه دون أن ينطق بكلمة واحدة كتب على الرمال : اليوم أعز أصدقائي ضربني على وجهي..
استمر الصديقان في مشيهما إلى أن وجدوا واحة، فقرروا أن يستحموا.. والرجل الذي ضُرب على وجهه، علقت قدمه في الرمال المتحركة، وبدأ في الغرق، ولكن صديقة أمسكه وأنقذه من الغرق.
وبعد أن نجا الصديق من الموت، قام و كتب على قطعة من الصخر : اليوم أعز أصدقائي أنقذ حياتي.
الصديق الذي ضرب صديقه، وأنقده من الموت سأله : لماذا في المرة الأولى عندما ضربتك كتبت على الرمال، والآن عندما أنقذتك كتبت على الصخرة؟!..
فأجاب صديقه : عندما يؤذينا أحد، علينا أن نكتب ما فعله على الرمال، حيث رياح التسامح يمكن لها أن تمحيها.. ولكن عندما يصنع أحد معنا معروفاً، فعلينا أن نكتب ما فعل معنا على الصخر، حيث لا يوجد أي نوع من الرياح يمكن أن يمحيها.
تعلموا أن تكتبوا آلامكم على الرمال، وأن تنحتوا المعروف على الصخر..
ما أجمل التسامح!.. فإنه من الأشياء التي تجعل الحياة جميلة قال تعالى : (ومن عفا وأصلح فأجره على الله)، وقال أيضا : (والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس).
ساجد صباح العسكري
/
اربع كلمات من اربع كتب
اختار العلماء أربع كلمات من أربع كتب :
من التوراة من قنع شبع.
ومن الإنجيل من اعتزل نجا.
ومن الزبور من سكت سلم.
ومن القرآن (ومن يعتصم بالله فقد هدي).
سراجي
/
من نوادر العرب فى الكرم
تراهن ثلاثة من الأجواد، فقال بعضهم : أجود الناس في عصرنا قيس بن سعد بن علقمة.. وقال آخر : أجود الناس عبد الله بن جعفر.. وقال آخر : أجود الناس عرابة الأوسي.. فتشاجروا في ذلك فأكثروا.. فقال لهم الناس : يمضي كل واحد منكم إلى صاحبه يسأله، حتى ننظر ما يعطيه، ونحكم على العيان.
فقام صاحب عبد الله بن جعفر، فصادفه في بعض أسفاره على راحلته، فقال يا بن عم رسول الله (ص): أنا بن سبيل منقطع أريد رفدك لأستعين به.. وكان قد وضع رجله على ظهر الدابة، فأخرج رجله، وقال : خذها بما عليها.. فأخذها فإذا عليها مطارف خز، وألفا دينار.
ومضى صاحب قيس بن سعد، فصادفه نائماً فقرع الباب، فخرجت له جارية فقالت : ما حاجتك فإنه نائم؟.. قال : ابن سبيل منقطع أتيت إليه يعينني على طريقي.. فقالت له الجارية : حاجتك أهون علي من إيقاظه.. ثم أخرجت له صرة فيها ثلاثمائة دينار، وقالت له : امض إلى معاطن الإبل، فاختر لك منها راحلة، فاركبها وامض راشداً.. فمضى الرجل، فأخذ المال والراحلة.
ولما استيقظ قيس من منامه، أخبرته الجارية بالخبر فأعتقها.
ومضى صاحب عرابة، فوجده قد عمي وقد خرج من منزله يريد المسجد، وهو يمشي بين عبدين، فقال : يا عرابة، ابن سبيل منقطع يريد رفدك.. فقال : واسوأتاه والله ما تركت الحقوق في بيت عرابة الدراهم الفرد، ولكن يا بن أخي خذ هذين العبدين.. فقال الرجل : ما كنت بالذي أقص جناحيك.. فقال : والله يا بن أخي لابد من ذلك، وإن لم تأخذهما فإنهما حران.. فنزع يديه من العبدين، ورجع إلى بيته، وهذا الجدار يلطمه، وهذا الجدار يصدمه، حتى أثر ذلك في وجهه.
فلما اجتمعوا، حكموا لصاحب (عرابة) بالجود.
بنت علي ع
/
هذا هو الطموح
في عام ١٩٨٩ ضرب زلزال مدمر أرمينيا، وكان من أقسى زلازل القرن العشرين وأودى بحياة أكثر من خمسة و عشرين ألف شخص خلال عدة دقائق، ولقد شلت المنطقة التي ضربها تماماً وتحولت إلى خرائب متراكمة، وعلى طرف تلك المنطقة كان يسكن فلاح مع زوجته، تخلخل منزله ولكنه لم يسقط، وبعد أن اطمأن على زوجته تركها بالمنزل وانطلق راكضاً نحو المدرسة الابتدائية التي يدرس فيها ابنه والواقعة في وسط البلدة المنكوبة، وعندما وصل وإذا به يشاهد مبنى المدرسة وقد تحول إلى حطام، لحظتها وقف مذهولاً واجماً، لكن وبعد أن تلقى الصدمة الأولى ما هي إلا لحظة أخرى وتذكر جملته التي كان يرددها دائماً لابنه ويقول له فيها : مهما كان (سأكون دائماً هناك إلى جانبك)، و بدأت الدموع تنهمر على وجنتيه، وما هي إلا لحظة ثالثة إلا وهو يستنهض قوة إرادته و يمسح الدموع بيديه ويركز تفكيره ونظره نحو كومة الأنقاض ليحدد موقع الفصل الدراسي لابنه وإذا به يتذكر أن الفصل كان يقع في الركن الخلفي ناحية اليمين من المبنى، و لم تمر غير لحظات إلا وهو ينطلق إلى هناك ويجثو على ركبتيه ويبدأ بالحفر، وسط يأس وذهول الآباء والناس العاجزين.
حاول أبوان أن يجراه بعيداً قائلين له : لقد فات الأوان، لقد ماتوا، فما كان منه إلا أن يقول لهما : هل ستساعدانني؟!، واستمر يحفر ويزيل الأحجارحجراً وراء حجر، ثم أتاه رجل إطفاء يريده أن يتوقف لأنه بفعله هذا قد يتسبب بإشعال حريق، فرفع رأسه قائلاً : هل ستساعدني؟!، واستمر في محاولاته، وأتاه رجال الشرطة يعتقدون أنه قد جن، وقالوا له : إنك بحفرك هذا قد تسبب خطراً وهدماً أكثر، فصرخ بالجميع قائلا : إما أن تساعدوني أو اتركوني، وفعلا تركوه، ويقال أنه استمر يحفر ويزيح الأحجار بدون كلل أو ملل بيديه النازفتين لمدة (٣٧ ساعة)، وبعد أن أزاح حجراًكبيراً بانت له فجوة يستطيع أن يدخل منها فصاح ينادي : (ارماند)، فأتاه صوت ابنه يقول : أنا هنا يا أبي، لقد قلت لزملائي، لا تخافوا فأبي سوف يأتي لينقذني وينقذكم لأنه وعدني أنه مهما كان سوف يكون إلى جانبي.
مات من التلاميذ ١٤، وخرج ٣٣ كان آخر من خرج منهم (ارماند)، ولو أن إنقاذهم تأخر عدة ساعات أخرى لماتوا جميعا، والذي ساعدهم على المكوث أن المبنى عندما انهار كان على شكل المثلث، نقل الوالد بعدها للمستشفى، وخرج بعد عدة أسابيع. والوالد اليوم متقاعد عن العمل يعيش مع زوجته وابنه المهندس، الذي أصبح هو الآن الذي يقول لوالده : مهما كان سأكون دائماً إلى جانبك...!
إن الرغبة والقدرة على تخطي الصعاب وتجاوز المحبطات والمثبطات، انما هي سمة الإداري الناجح، وعليه لا بد من التمسك برغباتنا وطموحاتنا حتى تكلل بالتطبيق العملي في أرض الواقع ولو بعد حين، فما من شيء في هذه الدنيا يكون لنا بين الكاف والنون، انما علينا العمل للوصول للغاية النبيلة التي نرنوا إليها، وكلما سمت غايتك عليك مضاعفة العمل وتقوية العزيمة والإرادة أكثر فأكثر.
فاديا محمد
/
الوضوء لعلاج الصداع وتخفيف الالام
أكد علماء صينيون أن الطريقة التي يتوضأ بها المسلمون، لها صلة وثيقة بعلم التدليك الصيني الذي يقومون فيه بالضغط فوق مناطق معينة من الجسد، تسمى نقاط العلاج، هذه الوسيلة تعيد توازن وسير الطاقة في مساراتها، وبالتالي تزيل أي خلل أو ركود في الطاقة.
وأثبت العلماء أن ما بين أصابع اليدين، نقاطا تعالج الصداع وتعتبر مسكنا طبيعيا لالتهاب الأعصاب الطرفية، وبالتالي فقد تبين أن عملية تخلل الماء لأصابع اليدين أثناء الوضوء، تمنع الإصابة بالصداع، كما أنها مسكن للألم الذي يصيب أطراف الأصابع، وهو يشبه المساج الصيني.
وأثبتوا أيضا أن عملية المضمضة، وهي إدخال الماء في الفم وتحريكه ثم إخراجه، تعد من التمارين المستخدمة للحفاظ على الوجه من التجاعيد.
علويه
/
حكمه الرجل العجوز
روي أن أحد الولاة كان يتجول ذات يوم في السوق القديم، متنكراً في زي تاجر..
وأثناء تجواله، وقع بصره على دكانٍ قديمٍ، ليس فيه شيء مما يغري بالشراء، كانت البقالة شبه خالية، وكان فيها رجل طاعن في السن، يجلس بارتخاء على مقعد قديم متهالك.. ولم يلفت نظر الوالي سوى بعض اللوحات التي تراكم عليها الغبار..
اقترب الوالي من الرجل المسن وحياه، ورد الرجل التحية بأحسن منها، وكان يغشاه هدوء غريب، وثقة بالنفس عجيبة..
وسأل الوالي الرجل : دخلت السوق لأشتري، فماذا عندك مما يباع؟!..
أجاب الرجل بهدوء وثقة : أهلا وسهلا.. عندنا أحسن وأثمن بضائع السوق!..
قال ذلك دون أن تبدر منه أية إشارة للمزح أو السخرية..
فما كان من الوالي إلا ابتسم ثم قال : هل أنت جاد فيما تقول؟!..
أجاب الرجل : نعم كل الجد، فبضائعي لا تقدر بثمن، أما بضائع السوق فإن لها ثمن محدد لا تتعداه!..
دهش الوالي وهو يسمع ذلك، ويرى هذه الثقة..
وصمت برهة وأخذ يقلب بصره في الدكان، ثم قال : ولكني لا أرى في دكانك شيئا للبيع!..
قال الرجل : أنا أبيع الحكمة.. وقد بعت منها الكثير، وانتفع بها الذين اشتروها!.. ولم يبق معي سوى لوحتين!..
قال الوالي : وهل تكسب من هذه التجارة!..
قال الرجل وقد ارتسمت على وجهه طيف ابتسامة : نعم يا سيدي.. فأنا أربح كثيراً، فلوحاتي غالية الثمن جداً!..
تقدم الوالي إلى إحدى اللوحتين ومسح عنها الغبار، فإذا مكتوباً فيها : (فكر قبل أن تعمل)..
تأمل الوالي العبارة طويلا، ثم التفت إلى الرجل وقال : بكم تبيع هذه اللوحة؟!..
قال الرجل بهدوء : عشرة آلاف دينار فقط!..
ضحك الوالي طويلا حتى اغرورقت عيناه، وبقي الشيخ ساكنا كأنه لم يقل شيئاً، وظل ينظر إلى اللوحة باعتزاز..
قال الوالي : عشرة آلاف دينار!.. هل أنت جاد؟!..
قال الشيخ : ولا نقاش في الثمن!
لم يجد الوالي في إصرار العجوز إلا ما يدعو للضحك والعجب..
وخمن في نفسه أن هذا العجوز مختل في عقله، فظل يسايره وأخذ يساومه على الثمن، فأوحى إليه أنه سيدفع في هذه اللوحة ألف دينار.. والرجل يرفض، فزاد ألفا ثم ثالثة ورابعة حتى وصل إلى التسعة آلاف دينار.. والعجوز ما زال مصرا على كلمته التي قالها، ضحك الوالي وقرر الانصراف، وهو يتوقع أن العجوز سيناديه إذا انصرف، ولكنه لاحظ أن العجوز لم يكترث لانصرافه، وعاد إلى كرسيه المتهالك فجلس عليه بهدوء..
وفيما كان الوالي يتجول في السوق فكر، لقد كان ينوي أن يفعل شيئاً تأباه المروء ة، فتذكر تلك الحكمة : (فكر قبل أن تعمل)؛ فتراجع عما كان ينوي القيام به، ووجد انشراحا لذلك..
وأخذ يفكر، وأدرك أنه انتفع بتلك الحكمة، ثم فكر فعلم أن هناك أشياء كثيرة، قد تفسد عليه حياته لو أنه قام بها دون أن يفكر..
ومن هنا وجد نفسه يهرول، باحثاً عن دكان العجوز في لهفة..
ولما وقف عليه قال : لقد قررت أن أشتري هذه اللوحة بالثمن الذي تحدده!..
لم يبتسم العجوز ونهض من على كرسيه بكل هدوء، وأمسك بخرقة ونفض بقية الغبار عن اللوحة، ثم ناولها الوالي، واستلم المبلغ كاملاً، وقبل أن ينصرف الوالي قال له الشيخ : بعتك هذه اللوحة بشرط!..
قال الوالي : وما هو الشرط؟..
قال : أن تكتب هذه الحكمة على باب بيتك، وعلى أكثر الأماكن في البيت،
وحتى على أدواتك التي تحتاجها عند الضرورة!
فكر الوالي قليلا ثم قال : موافق!
وذهب الوالي إلى قصره، وأمر بكتابة هذه الحكمة في أماكن كثيرة في القصر حتى على بعض ملابسه، وملابس نسائه، وكثير من أدواته!
وتوالت الأيام وتبعتها شهور، وحدث ذات يوم أن قرر قائد الجند أن يقتل الوالي، لينفرد بالولاية، واتفق مع حلاق الوالي الخاص، أغراه بألوان من الإغراء حتى وافق أن يكون في صفه، وفي دقائق سيتم ذبح الوالي!..
ولما توجه الحلاق إلى قصر الوالي، أدركه الارتباك، إذ كيف سيقتل الوالي؟!.. إنها مهمة صعبة وخطيرة، وقد يفشل ويطير رأسه!..
ولما وصل إلى باب القصر، رأى مكتوبا على البوابة : (فكر قبل أن تعمل)، وازداد ارتباكاً، وانتفض جسده، وداخله الخوف، ولكنه جمع نفسه ودخل.. وفي الممر الطويل، رأى العبارة ذاتها تتكرر عدة مرات هنا وهناك :
(فكر قبل أن تعمل) (فكر قبل أن تعمل) (فكر قبل أن تعمل)
وحتى حين قرر أن يطأطئ رأسه، فلا ينظر إلا إلى الأرض، رأى على البساط نفس العبارة تخرق عينيه!..
وزاد اضطرابا وقلقا وخوفا، فأسرع يمد خطواته ليدخل إلى الحجرة الكبيرة، وهناك رأى نفس العبارة تقابله وجهاً لوجه (فكر قبل أن تعمل)..
فانتفض جسده من جديد، وشعر أن العبارة ترن في أذنيه بقوة، لها صدى شديد!..
وعندما دخل الوالي، هاله أن يرى أن الثوب الذي يلبسه الوالي مكتوبا عليه :
(فكر قبل أن تعمل)..
شعر أنه هو المقصود بهذه العبارة، بل داخله شعور بأن الوالي ربما يعرف ما خطط له!..
وحين أتى الخادم بصندوق الحلاقة الخاص بالوالي، أفزعه أن يقرأ على الصندوق نفس العبارة : (فكر قبل أن تعمل)..
واضطربت يده وهو يعالج فتح الصندوق، وأخذ جبينه يتصبب عرقا، وبطرف عينه نظر إلى الوالي الجالس فرآه مبتسما هادئاً، مما زاد في اضطرابه وقلقه!..
فلما هم بوضع رغوة الصابون، لاحظ الوالي ارتعاشة يده، فأخذ يراقبه بحذر شديد، وتوجس، وأراد الحلاق أن يتفادى نظرات الوالي إليه، فصرف نظره إلى الحائط، فرأى اللوحة منتصبة أمامه (فكر قبل أن تعمل)..
فوجد نفسه يسقط منهارا بين يدي الوالي، وهو يبكي منتحبا، وشرح للوالي تفاصيل المؤامرة!..
وذكر له أثر هذه الحكمة التي كان يراها في كل مكان، مما جعله يعترف بما كان سيقوم به!..
ونهض الوالي، وأمر بالقبض على قائد الحرس وأعوانه، وعفا عن الحلاق..
وقف الوالي أمام تلك اللوحة، يمسح عنها ما سقط عليها من غبار، وينظر إليها بزهو، وفرح وانشراح، فاشتاق لمكافأة ذلك العجوز، وشراء حكمة أخرى منه!
لكنه حين ذهب إلى السوق، وجد الدكان مغلقاً، وأخبره الناس أن العجوز قد مات.
--------------
انتهت القصة.. ولكنها عندي لم تنته.. بل بدأت بشكل جديد، وفي صورة أخرى!..
سألت نفسي : لو أن أحدنا كتب هذه العبارة مثلا :
(الله يراك.. الله ينظر إليك.. الله قريب منك.. الله معك.. يسمعك ويحصي عليك..)
كتبها في عدة أماكن من البيت : على شاشة جهاز الكمبيوتر مثلاً، وعلى طاولة المكتب، وعلى الحائط الذي يواجهه إذا رفع رأسه من على شاشة الحاسوب،
وفوق التلفاز مباشرة يراها وهو يتابع ما في الشاشة، وعلى لوحة صغيرة يعلقها في واجهة سيارته، وفي أماكن متعددة من البيت، وفي مقر عمله..
(الله يراك.. الله ينظر إليك.. الله قريب منك.. الله معك.. يسمعك ويحصي عليك....)
بل لو أن هذه العبارة لكثرة ما فكر فيها، وأعاد النظر فيها، استقرت في عقله الباطن، وانتصبت في بؤبؤ عينيه، واحتلت الصدارة في بؤرة شعوره، وتردد صداها في عقله وقلبه، حيثما حملته قدماه، رآها تواجهه.. ونحو هذا..
أحسب أن شيئا مثل هذا لو نجح أحدنا فيه، سيجد له أثرا بالغا في حياته، واستقامة سلوكه، وانضباطاً في جوارحه، وسيغدو مباركا حيثما كان.
ها أنا أقدم لكم هذه الحكمة.. واطلب منكم أيها الأعزاء أن يقدم كل منكم حكمة جديدة لنا، نستفد منها في حياتنا التي طغتها المادية.
سراجي
/
الموهبة الضائعة
كان هناك رجلاً أنيقاً للغاية، يشهد له الجميع بالذوق والرقيّ في التعامل.
وذات يوم وقف ليشتري بعض الخضروات من المحل الموجود في واجهة منزله، أعطته البائعة العجوز أغراضه وتناولت منه ورقة من فئة العشرين دولاراً ووضعتها في كيس النقود.. لكنها لاحظت شيئا!!
لقد طبعت على يدها المبللة بعض الحبر، وعندما أعادت النظر إلى العشرين دولاراً التي تركها السيد الأنيق، وجدت أن يدها المبتلة قد محت بعض تفاصيلها، فراودتها الشكوك في صحة هذه الورقة ؛ لكن هل من المعقول أن يعطيها السيد المحترم نقوداً مزورة؟ هكذا قالت لنفسها في دهشة!
ولأن العشرين دولاراً ليست بالمبلغ الهين في ذاك الوقت ؛ فقد أرادت المرأة المرتبكة أن تتأكد من الأمر، فذهبت إلى الشرطة، التي لم تستطع أن تتأكد من حقيقة الورقة المالية، وقال أحدهم في دهشة : لو كانت مزيفة فهذا الرجل يستحق جائزة لبراعته!!.
وبدافع الفضول الممزوج بالشعور بالمسئولية، قرروا استخراج تصريح لتفتيش منزل الرجل. وفي مخبأ سري بالمنزل وجدوا بالفعل أدوات لتزوير الأوراق المالية، وثلاث لوحات كان قد رسمها هو وذيّلها بتوقيعه.
المدهش في الأمر أن هذا الرجل كان فنانا حقيقيا، كان مبدعا للغاية، وكان يرسم هذه النقود بيده، ولولا هذا الموقف البسيط جدا لما تمكن أحد من الشك فيه أبداً.
والمثير أن قصة هذا الرجل لم تنتهِ عند هذا الحد!
لقد قررت الشرطة مصادرة اللوحات، وبيعها في مزاد علني، وفعلاً بيعت اللوحات الثلاث بمبلغ ١٦٠٠٠ دولار ؛ حينها كاد الرجل أن يسقط مغشيا عليه من الذهول، إن رسم لوحة واحدة من هذه اللوحات يستغرق بالضبط نفس الوقت الذي يستغرقه في رسم ورقة نقدية من فئة عشرين دولاراً!
لقد كان هذا الرجل موهوباً بشكل يستحق الإشادة والإعجاب ؛ لكنه أضاع موهبته هباء، واشترى الذي هو أدنى بالذي هو خير.
وحينما سأل القاضي الرجل عن جرمه قال : إني أستحق ما يحدث لي ؛ لأنني ببساطة سرقت نفسي، قبل أن أسرق أي شخص آخر!
هذه القصة تجعلنا نقف مليّاً لنتدبر في أن كثيراً منا في الحقيقة يجنون على أنفسهم، ويسرقونها، ويجهضون طموحها، أكثر مما قد يفعله الأعداء والحاقدون!
وأننا كثيرا ما نوجّه أصابع النقد والاتهام فيما يحدث لنا نحو المجتمع والآباء والحياة بشكل عام ؛ بينما أنفسنا نحن من يجب أن نواجهها ونقف أمامها ملياً.
كم عبقري أتت على عبقريته دناء ة الهمة وخسة الطموح، وانتهت أحلامه عند حدود رغباته البسيطة التافهة؟!
كم منا يبيع حياته بعَرَض بسيط من الدنيا، ويتنازل عنها؟!
الكثير يفعلونها.. وبسهولة..
إن انعدام البصيرة لَبليّة يصعب فيها العزاء، وإهدار الطاقة التي وهبنا الله تعالى في محقّرات الأمور لَكارثة يصعب تداركها، والعمر - للأسف - يمضي، وتطوي الأيام بعضها بعضا..
فمن يا تُرى يستيقظ قبل فوات الأوان؟؟ من؟!!
بقعة ضوء :
أكثر الأكاذيب شيوعاً هي أكاذيبنا على أنفسنا.. أما الكذب على الآخرين فهو عادة استثنائية..
سراجي
/
من أقوال المشاهير عن الزواج
من أقوال المشاهير عن الزواج
قيل في الحب كثيرا، وقيل أيضا في الزواج الكثير.. واليكم بعض ما قيل في الزواج، من أفواه المشاهير :
- يقول نابليون : الذي يدع امرأته تحكمه، لا هو رجل ولا هو امرأة، إنه لاشيء!..
- يقول برناردشو : المرأة ظل الرجل، عليها أن تتبعه، لا أن تقوده!..
- يقول كابو : أذكى الأزواج وألطفهم معشرا، هو الذي ينادي زوجته مهما بلغ بها العمر يا صغيرتي!..
- يقول شكسبير : لا تطلب الفتاة من الدنيا إلا زوجا، فإذا جاء طلبت منه كل شي!..
الزوج كالمصور، يريد من زوجته أن تبتسم!..
- يقول بارناردشو : تقلق المرأة على المستقبل، حتى تجد زوجا.. ولا يقلق الرجل على المستقبل إلا بعد أن يجد زوجته!..
- ستيفنسون : الزواج كالحياة، كلاهما ميدان للقتال، لا فراش وثير مزين بباقات الورد!..
- بيكر ستاف : إننا نتزوج لنسعد الآخرين، لا لنسعد أنفسنا!..
- فولتير : الزواج هو المخاطرة الوحيدة، التي يقبل عليها الجبان!..
- اوسكار وايلد : رأيي في الزواج أن تتزوج كل النساء، وألا يتزوج جميع الرجال!..
- برنارد شو : مهمة المرأة، الزواج بأسرع ما تمكنها الظروف.. أما مهمة الرجل، فهي التلكؤ طالما مكنته الظروف!..
- ديفيد بيسونيت : قرأت أخيرا : أن الحب هو أمر مرده إلى الكيمياء.. هذا لابد أن يكون السبب في أن زوجتي تعتبرني من النفايات السامة!..
- هيمانت جوشي : بعد الزواج يصبح الزوج والزوجة كوجهي عملة، لا يستطيعان مواجهة بعضهما، ومع ذلك يبقيان معا!..
- سقراط : عليك السعي طلبا للزواج بشتى الطرق، فإن حصلت على زوجة جيدة، فستصبح سعيدا.. وإن حصلت على زوجة رديئة، فستصبح فيلسوفا!..
- دوماس : النساء يلهمننا أشياء عظيمة، ويمنعننا في ذات الوقت عن تحقيقها!..
- باتريك موراي : أصابني سوء الحظ مع كلتا الزوجتين!.. الأولى تركتني، بينما الثانية لم تفعل!..
- رودني دانقرفيلـد : كنت وزوجتي سعداء لعشرين سنـة، ثـم التقينا!..
- ميلتون بيرل : الزوجة الجيدة هي التي دوما تسامح زوجها، عندما تكون هي المخطئة.
سراجي
/
كلمات لاذعة وساخرة !
كلمات لاذعة وساخرة
الصداقة :
* ينبغي أخذ الناس بجرعات صغيرة جداً!.. (رالف والدو ايمرسون)
* لا تتحدثوا تماما بالسوء عن أصدقائي، فأنا قادر على ذلك مثلكم تماما!.. (ساشا غيتري)
* الصديق هو امرؤ، نستطيع دائما أن نعتمد عليه، لكي يعتمد علينا!.. (فرنسوي بيريه)
الصبا :
* الصبا شيء جميل، لا لأنه يتيح المجال لارتكاب الحماقات، بل لأنه يمنح الوقت لتعويضها!.. (جان برنار)
* العمر الذي نريده، يفسد العمر الذي نحن فيه!.. (دانيال دارك)
* الشبان يغترون بمستقبلهم، والشيوخ بماضيهم!.. (ديكولي)
الصحافة :
* فن حمل الشعب على الاعتقاد بعدل ما تجده الحكومة عدلا!.. (هاينريش فون كلايست)
* الصحافة مهنة يقضي فيها المرء نصف حياته في التحدث عما يجهل، والنصف الآخر في السكوت عما يعرف!.. (هنري بيرو)
الضحك :
* قل لي مما تضحك، أقل لك من أنت!.. (مارسيل بانيول)
* لا يعاقب المرء أبدا إذا أمات أحدا من الضحك!.. (مثل روسي)
الضمير :
* الضمير محكمة، تنقض أحكامها سريعا!.. (موريس دروون)
* لو كان معنا المال الكافي لشراء كل الضمائر بما تساوي، ولبيعها بعد ذلك بما تقدر نفسها به، لكان ذلك صفقة رائعة!.. (غافارني)
الطب :
* لنكن متفائلين!.. فالطب قد اكتشف من الأدوية، أكثر مما هناك من أمراض!.. (الفريد كابو)
* الطبيب يشفي المرض، ويقتل المريض!.. (فرنسيس بايكون)
* الطبيب : هو ذاك الذي يعيش من أمراض الذين يموتون بها!.. (تريبلا)
* الطبيب الذي يعنى بالمريض، أفلا يعني كذلك بالمرض نوعا ما؟!.. (ادولف دوديتو)
* أصحاء مرضى يجهلون ذلك!.. (جول رومان)
الطيش :
* ألك رأس؟.. للدبوس كذلك!.. (دجوناثان سويفت)
* عندما نتعب لكي نجد الحقيقة، فإن ذلك يكلفنا الاعتراف بأن الطائشين هم الحكماء الحقيقيون. (ارنست رينان)
الظهور :
* لطالما رأينا أناسا يصعدون إلى خشبة الإعدام.. إذ ليس لديهم وسيلة سواها، للتعالي فوق الآخرين!.. (اميل بونتيش)
* أن نبدو على ما نحن جريمة!.. أن نبدو على غير ما نحن نجاح!.. (مدام دو جيراردان)
سراجي
/
مصطلحات مفروضة على الواقع بواقع!..
مصطلحات مفروضة على الواقع بواقع
- العاقل : رجل يستشير زوجته، ويفعل عكس ما تقول!..
- الشوك : هو انتقام السمك بعد الوفاة!..
- التلفاز : أكبر دليل على حب الإنسان لتعذيب نفسه!..
- حديقة الحيوانات : هي المكان الذي تستطيع فيه الحيوانات على اختلاف أنواعها، الإقامة بهدوء، حتى يمكنها دراسة البشر عن قرب!..
- التقاليد : هي العادات التي يفرضها الأموات على الأحياء!..
- الأسرار : معلومات تبوح بها للآخرين، ليقوموا باستغلالها ضدك عند اللزوم!..
- الصمت : أروع حديث بين الأصدقاء!..
- الصدق : قارة لم تكتشف بعد!..
- التاجر البارع : هو من يتسع صدره لسخافات الزبائن, وجيبه لنقودهم!..
- البواب : هو الرجل الذي يفتح باب سيارتك بيد, ويساعدك في الصعود إليها باليد الأخرى, ويبقي له يد ثالثة لتناول البقشيش!..
- فترة الخطوبة : عملية استطلاع قبل إعلان الحرب!..
- الحرب الباردة : ابتسامة امرأة لامرأة أخرى!..
- أشعة الموت : هي تلك النظرة التي تلقيها المرأة على امرأة أخرى، ترتدي ثوبا شبيها بثوبها!..
- الشائعة : طائرة أسرع من الصوت!..
تلميذة أهل البيت عليهم السلام
/
قصة تجربة حكيم
الأنانية استثمار خاسر : تجربة حكيم
يُحكى أن مجموعة من الأنانيين اختلف أفرادها ذات مرة مع أفراد مجموعة أخرى من الإيثاريين، فراح الأنانيون يصرّون على أنهم أكثر غيرية واهتماماً ببعضهم من أفراد المجموعة الأخرى.
اقترح أحد أفراد المجموعة الثانية الاحتكام إلى حكيم المدينة الذي كان موضع تقدير واحترام من الجميع، فراقت الفكرة لإفراد المجموعتين وذهبوا يستفتونه في الأمر.
رحّب الحكيم بهم، وبعد أن استمع إلى دعواهم، أمر بإعداد وليمتين، واحدة لكل مجموعة، على أن يتناولوا الطعام في ركنين منعزلين، بحيث لا يرى أفراد المجموعتين بعضهم أثناء تناول الطعام.
قبل إحضار الطعام، أحضر الحكيم حزمة من العصي وطلب من أفراد كل مجموعة أن يمدّوا أذرعهم إلى الأمام.
امتثلوا لأمره.. فراح يضع عصاً بمحاذاة كل ذراع ممدودة، ويربطها ربطاً محكماً بخيط متين، بحيث لا يستطيع صاحب تلك الذارع أن يلويها نحو وجهه.
عند الانتهاء من ربط جميع الأذرع، أمر بإحضار الغداء وطلب من الجميع القيام إلى الطعام ليأخذ كل منهم نصيبه منه، وراح يتنقل جيئة وإياباً بين المجموعتين ليرى ما سيفعل أفراد كل منهما.
ما أن تحلـّق الأنانيون حول المائدة (أو السمّاط) حتى راح كل منهم يمد يديه فيأخذ بعض ما يشتهيه، ولأنه لم يستطع إيصاله مباشرة إلى فمه، كان يرفع كلتا يديه إلى فوق ويرمي الطعام فاتحاً فمه ليلتقط ما عسى أن يسقط فيه.. ثم يكرر المحاولة فيصيب بعض الطعام ويسقط البعض الآخر خارج فمه المفغور.
بدا ما يفعلونه طبيعياً بالنسبة لهم، لكن ليس للمضيف.
ثم تركهم وذهب إلى مجموعة الإيثاريين، فوجد كل واحد من أفرادها يمسك الطعام بيديه ويقرّبه من فم زميله الجالس قبالته، وبذلك تمكنوا من إطعام بعضهم بعضاً دون فقدان أي مقدار من الطعام، ودون أن تتلطخ وجوههم والثياب.
شبع الإيثاريون وشكروا مضيفهم على الوليمة، في الوقت الذي كان فيه الأنانيون لا يزالون يهوون بالطعام على وجوههم ومعداتهم تصرخ هل من مزيد؟!..
أصدر الحكيم قراره وطلب من الأنانيين أن يقتدوا بأفراد المجموعة الثانية.. لأن الأنانية خصلة ذميمة، بينما الإيثار مزاياه كريمة وفوائده جمة وعميمة.
ومما قيل في الإيثار والأنانية :
- لا يُدعى الإنسان أنانياً لأنه يهتم بنفسه فقط، بل لأنه لا يهتم بغيره.
- من يحيا ليخدم نفسه لا غير، يخدم العالم بموته.
- أرني شخصاً يمكنه الذهاب إلى الجنة بمفرده، وسأريكَ شخصاً لن تفتح له أبوابها.
- الإيثار عنوان السمو، وجوهر مكارم الأخلاق.
- الأكثر اهتماماً في الآخرين وخدمة لهم، هو الأسعد والأكثر توفيقاً ونجاحاً في الحياة.
- تتلاشى الفضائل في الأنانية، مثلما تتلاشى الأنهار في البحار.
- الأنانية هي أصل ومنبع كل الشرور الطبيعية والأدبية.
- كلما ساخت أنانية الإنسان في الحضيض، كلما ارتفعت نفسه وعظم قدره.
- الأنانية والسعادة لا تجتمعان.
- عندما يتساوى الكل في الأنانية، لا يختلف العاقل عن الأحمق، بل قد يكون أشد خطراً منه.
- ويزيدنا المتنبي من الشعر بيتاً بقوله :
أرى كلنا يبغي الحياة َ لنفسهِ *** حريصاً عليها مستهاماً بها صبّا
فحبُّ الجبانِ النفسَ أوردَهُ البقا *** وحبُّ الشجاعِ الحرصَ أوردهُ الحَربا
- ومسك الختام قول النبي - صلى الله وعليه وآله وسلم -: (لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه).
سراجي
/
نبذة مختصرة عن حياة السيد القاضي
السيد علي القاضي ذلك العالم الرباني الروحاني
ولادته ونشأته :
ولد السيد علي بن حسين القاضي الطباطبائي سنة ١٢٨٣ هجري قمري في مدينة تبريز.
بدا دراسة العلوم الأدبية والدينية منذ صباه على يد والده وآخرين.
وبعد بلوغه السادسة والعشرين من العمر، هاجر إلى النجف الأشرف، وتتلمذ فيها على يد أكابر علمائها، كالمامقاني والخراساني والشرابياني وحسين الخليلي, وقد حضر عند الأخير دروس تهذيب الأخلاق، وكان مشغوفا به ويكن له أعلى درجات الاحترام.
وبعد أن أنهى دراساته العلمية في الفقه والأصول، اتجه نحو تزكية نفسه بشكل كامل، برعاية ثلة من عرفاء عصره, وعلى رأسهم السيد مرتضى الكشميري الذي تتلمذ على يديه عشر سنوات، والسيد أحمد الكربلائي المعروف بواحد العين، الذي قضى معه سنوات عديدة في مناهج السلوك, والشيخ محمد البهاري, وكلاهما من تلاميذ حسين قلي الهمداني، الذي ينسب إليه مجموعة من عرفاء النجف الاشرف, وفي غضون عدة سنوات، طلب منه السيد أحمد الكربلائي أن يتولى معه تربية تلاميذه.
وطبعا السيد القاضي كان قد أمضى فترات طويلة قبل مجيئه إلى النجف الأشرف في تزكية نفسه..
وكان والده قد أمره في أوائل شبابه، أن يحضر عند أستاذ الأخلاق العارف إمام قلي النخجواني عدة ساعات في اليوم.
وكان أستاذه النخجواني هو الذي وضع حجر الأساس في البناء العرفاني لشخصية السيد القاضي.
وعندما هاجر إمام قلي إلى النجف الأشرف، سمح السيد حسين القاضي لولده بالهجرة أيضا إلى النجف الأشرف، وملازمة إمام قلي فيها.
كان السيد علي متزوجا من عدة نساء وله أولاد كثيرون, وكان في وضعه المادي فقير جدا, ومع ذلك فلم يكن يبدو عليه أي قلق لذلك, ولم تأخذ الحاجة المادية حيزا في تفكيره وهمه, بل كان تفكيره وهمه في عبادة الله عز وجل فقط, وكان يقول : الأفضل لي أن أبقى فقيرا، لأن في ذلك تحسن حالتي الروحية والمعنوية.. بينما تنقلب الحالة عند بعض آخر كاستاذي الشيخ محمد البهاري، فإن تحسن حالته الروحية مرتبط بتحسن حالته المادية, فكان يعمل بمهنة الصياغة، ووضعه المالي جيد جدا.
وكان فقره المدقع، موضع تعجب أصدقائه والمقربين إليه.. ومن صور فقره أنه لم يكن يمتلك في داره غير حصير من الخوص, وكان مع عياله يقضون أكثر أوقاتهم في الليل في ظلام دامس، لأنه لم يكن يمتلك مالا يشتري به نفطا قليلا يضعه في الفانوس.
ومن قصص فقره ما حكي عن العلامة الطباطبائي صاحب تفسير الميزان يقول :
اشتدت حاجتي إلى المال حاجة شديدة، فقررت الذهاب إلى أستاذي السيد القاضي، لكي أقترض منه مبلغا يسيرا ريثما يرسلوا لي المال من إيران.. وعندما جلست عنده، جاء أحد أولاده من الكوفة، وقال له : إن أمي قد وضعت مولودها، ونحن بحاجة إلى شيء من المال.. فمد السيد القاضي يده في جيبه، فلم يجد شيئا، فقال لولده : ليس عندي شيء من المال كما ترى.
فقال ولده : أعطني عدة سجائر لكي نعطيها كإكرامية للقابلة على الأقل.. فقال السيد القاضي : وليس عندي شيئا من ذلك أيضا.
يقول العلامة الطباطبائي : ومع ذلك فقد قضى السيد القاضي حياته بكل هدوء وطمأنينة، بنحو يثير الدهشة والاستغراب.
ومن صور فقره أن صاحب الدار التي كان يستأجرها السيد، رمى بأثاثه مرة في الشارع، لأنه لم يكن قادرا على دفع الإيجار, فأخذ عائلته وسكن في إحدى غرف مسجد الكوفة المعدة لاستقبال الزوار.
عبادته :
كان السيد القاضي يتخفى بعبادته عن الأعين، إلا في أداء الفرائض التي كان يأتي بها جماعة مع صفوة تلاميذه البالغين من السبعة إلى عشرة أشخاص في منزله، أو في إحدى غرف المدارس الدينية، ما تهيأ له ذلك..
وأما أعماله العبادية الأخرى، فقد كانت له غرفة في مسجد الكوفة يتعبد فيها, أو يذهب إلى مسجد السهلة, وكانت له علاقة شديدة بهذين المسجدين, كما كانت له غرفة صغيرة في مدرسة قوام يتعبد فيها بعد الساعة الثانية عشر ليلا، حينما تهدأ العيون ويغط الطلبة الساكنون في النوم, فيبدأ السيد القاضي مناجاته ودعاء ه وأذكاره وصلواته بصوته الجميل، الذي يأخذ بقلوب من يصغي إليه.
ويقول العلامة الطباطبائي صاحب تفسير الميزان : كانت هناك أيام يختفي فيها السيد عن الأنظار, ولم تكن عائلته أيضا تعلم بمحل إقامته, ومهما بحث عنه تلاميذه في البيت أو المساجد لا يجدون له أثرا, إلى أن يأتي فجأة ويزاول نشاطه التوجيهي والإرشادي بنحو طبيعي.
وكان برنامجه في شهر رمضان في العشرة الأولى والثانية، هو إقامة مجالس التعليم، والإرشاد لتلاميذه بعد أربع ساعات من الغروب, ويستمر هذا المجلس لمدة ساعتين, ثم يتفرغ للعبادة إلى الصباح.. وأما في العشرة الثالثة، فإنه كان يختفي عن الأنظار, ويتفرغ للعبادة في مكان لا يعلم به إلا الله, وقد استمر على هذا البرنامج إلى حين وفاته.
كان رحمه الله يتجنب الحضور في الاجتماعات العامة, وكان كثير الصمت, يحيي ليله بالتهجد والعبادة، ونهاره بالتفكير والمطالعة, وكان يزور المرقد الطاهر لمولى الموحدين عليه السلام بعد الساعة الثانية من الظهر، حيث يهرع الناس إلى بيوتهم بسبب الحر الشديد، ويبقى الحرم خاليا إلا من عدد قليل من الزوار.
وكانت له سجدات طويلة في كل يوم، لا يشغله عن الإتيان بها شاغل.. يقول السيد عبد الكريم الكشميري رحمه الله : كنت أزور أستاذنا السيد القاضي في داره بين الفينة والأخرى فأجده ساجدا, فانتظر طويلا لعله يرفع رأسه من السجود ولكن دون جدوى, فأخرج من الدار وهو لا يزال في سجوده.
وكان يواظب أيضا على قراء ة سور المسبحات قبل النوم, وهي السور التي تبتدئ بـ (سبح) و (يسبح) وهي خمسة : الحديد، والحشر، والصف، والجمعة، والتغابن.
وكان يواظب أيضا على زيارة مقبرة وادي السلام يوميا بين الطلوعين، وكانت زيارته تستغرق ساعتين إلى أربع ساعات، حيث يجلس صامتا في زاوية من الزوايا, وكان يصحبه أحيانا بعض التلاميذ الذين سرعان ما ينتابهم الضجر من هذا الصمت المحير، فيتركونه وحده ويذهبون.
أخلاقه :
لقد كان السيد القاضي صاحب خلق رفيع، قد هذب نفسه تهذيبا كاملا من رذائل الأخلاق، كالغرور والتكبر، وحب الرئاسة، والمدح، وحب الدنيا..., وتحلى بالصفات المحمودة كالتواضع والتذلل للمؤمنين، وحب الفقراء والضعفاء والمساكين ومساعدتهم، والكرم والشجاعة والرضا والقناعة...
وبالجملة فقد كان إنسانا قد تحرر من شهواته الحيوانية، وصار موجودا ملكوتيا، يعاين عالم الملكوت، وتنكشف له حقائق الوقائع والأحداث، ويرى حقيقة الأشخاص.
وكان يشتري حاجياته بنفسه، ويحملها إلى داره, فكان يشتري الخضار والفواكه التي لا يرغب فيها أحد ويحملها بطرف رداء ه ويجتاز بها الأسواق ذاهبا بها إلى بيته.. وعندما سئل عن سبب رغبته في شراء ما يزهد به الآخرون قال : إن البائع الفلاني مثلا فقير, وقد اشترى الناس منه الخضار والفاكهة الجيدة, وبقيت هذه لا مشتري لها وأنا أعلم انه سيرميها قبيل الظهر في المزبلة, وأنا أود مساعدته من غير أن يذهب ماء وجهه أو يتعلم على تناول الصدقة من الناس ويترك الكسب الحلال, فاشتريها منه, وفي نفس الوقت فإن هذه الخضار والفاكهة تؤدي نفس أثر الخضار والفاكهة الطازجة.
ومن قصص تواضعه ما نقله السيد عبد الكريم الكشميري يقول :
كنت في زيارته أحد الأيام فقدم لي تمرا, وقد طلب مني عدة مرات تناول شيئا منه، ولكني لم أفعل لعدم رغبتي في تناول هذا النوع من التمر, ثم عرف السيد رحمه الله إني أحب التمر (الديري), وعند خروجي من داره ذهب مسرعا إلى السوق ولحق بي أمام دارنا وهو يصيح بي, ثم أخرج بكفيه مقدارا من التمر الديري وأعطانيه.
وينقل نجله السيد محمد حسن القاضي عن والده يقول :
كنت أذهب مع والدي في صغري عند ذهابه للسوق, وكان له صديق يبيع الفحم يزوره في الشهر مرة على الأقل, فكان والدي يجلس معه داخل الدكان ويأمرنا أن نبقى خارجا خوفا من اتساخ ثيابنا بالفحم, وكانا يتحدثان ساعة يقوم في أثنائها صاحب الفحم فيبيع للناس ما يحتاجونه ثم يرجع إلى الجلوس إلى والدي, فيتناثر غبار الفحم على ثيابه, وعند خروج والدي تكون ملابسه البيضاء التي قد اعتاد ارتدائها قد اتسخت بالبقع السوداء, ومع ذلك كان يجوب بها الأسواق والشوارع والأزقة, وعند وصوله إلى دار زوجته أم حسين كانت تصرخ في وجهه على ذلك، فيأخذ بتهدئتها وتسكينها ويعدها بمعاونتها في غسلها وتنظيفها.
وكان الوفاء من سجاياه الأخلاقية الثابتة.. يقول الشيخ العارف محسن الملا يري رحمه الله :
كان والدي صديقا للسيد القاضي في النجف وملازما له, وعند وفاة والدي ذهبت إلى النجف الأشرف فجاء ني السيد القاضي وقال لي : إن والدك كان صديقا لي وكان أحدنا يحمل غذاء ه للآخر ويغسل ثيابه, ولا زال هذا الحق باق في ذمتي, وما دمت في النجف فاني أهيئ لك طعام الغداء يوميا وآتيك به, فكان يأتي بالطعام ونتناوله سوية, ويأخذ ثيابي ويغسلها في داره ثم يأتيني بها نظيفة.
كراماته :
ظهرت من السيد القاضي كرامات جمة نكتفي بالإشارة إلى بعضها مما تناقله كبار العلماء والفقهاء الموثوقين في الحوزة العلمية :
أولا : ما نقله السيد الخوئي يقول :
جمعني الشيخ محمد تقي بهجت أحد تلاميذ السيد القاضي مع أستاذه بسبب نقاش دار بيننا في مسالة علمية وانجر إلى عقد اللقاء في صحن أبي الفضل العباس عليه السلام في كربلاء, واستغرق اللقاء ساعة ونصف, ثم توطدت العلاقة بينهما, فطلب السيد الخوئي برنامجا للعمل من السيد القاضي, فأعطاه ذكرا يواظب عليه أربعين يوما..
يقول السيد الخوئي : وبعد ختم الأربعين حصلت لي مكاشفة لحياتي المستقبلية إلى لحظات الموت, فرأيت نفسي على المنبر وأنا أدرس الفقه والأصول, ثم رأيتها جالسا في الدار والناس يترددون علي ويستفتوني في المسائل الشرعية، ورأيت نفسي بعدها إماما لصلاة الجماعة, وحالات كثيرة مختلفة كمرأة أمامي حتى وصلت إلى مكان سمعت فيه صوتا من أعلى المنارة يقول : إنا لله وإنا إليه راجعون, انتقل إلى جوار ربه الكريم آية الله العظمى السيد أبو القاسم الخوئي, ثم انتهت تلك المكاشفة ورجعت إلى وضعي العادي.
ثانيا : ما نقله المحقق السيد عبد العزيز الطباطبائي أنه سمع السيد الخوئي يقول : إن النجوم قد تناثرت عند وفاة السيد علي القاضي..
يقول السيد عبد العزيز : فقلت : إن النجوم لا تتناثر لموت أحد..
فقال : إن هذا يقين عندي، ولا يمكن أن أتنازل عنه، لأني رأيته بأم عيني.
ثالثا : يقول آية الله الحسيني الهمداني صاحب تفسير (انوار درخشان) : دعاني العلامة الطباطبائي صاحب تفسير الميزان إلى وليمة، مع مجموعة من الشخصيات، منهم السيد الخوئي، والسيد الميلاني، والسيد صدر الدين الجزائري وآخرون, بمناسبة ولادة ولد ذكر له, وكان العلامة الطباطبائي لا يعيش له ولد ذكر, وقد ولدت له زوجته اثنين أو ثلاثة أولاد ماتوا بعد عدة أشهر من ولادتهم.
وقد تحدث العلامة الطباطبائي فقال : لقد زارنا قبل أيام السيد علي القاضي ولم أكن حينها في الدار, فجلس قليلا، ثم قال للعائلة عند خروجه : سيرزقكم الله تعالى في هذه الأيام ولدا ذكرا، سموه (عبد الباقي) ليبقى على قيد الحياة إن شاء الله, وقد ولد لي هذا الولد، وأسميته عبد الباقي.
السيد عقيل الصافي
/
بلاغة
بعث أمير المؤمنين - عليه السلام - رسالة إلى معاوية جاء فيها :
(غرك عزك، فصار قصار ذلك ذلك، فاخش فاحش فعلك، فعلّك تهدى بهدى!).
السيد عقيل الصافي
/
الفعل وليس القول
ينسب هذا الكلام إلى الإمام علي (عليه السلام):
ويل لمن فك فكه، وكف كفه!.. وطوبى لمن فك كفه، وكف فكه!..
سراجي
/
حياتنا في هذه القصة !..
حياتنا في هذه القصة!
في يوم من الأيام كان هناك رجلا مسافرا في رحله مع زوجته وأولاده، وفى الطريق قابل شخصا واقفا في الطريق..
فسأله : من أنت؟..
فقال : أنا المال..
فسأل الرجل زوجته وأولاده : هل ندعه يركب معنا؟..
فقالوا جميعا : نعم بالطبع فبالمال يمكننا أن نفعل أي شيء، وأن نمتلك أي شيء نريده!..
فركب معهم المال.. وسارت السيارة حتى قابل شخصا آخر..
فسأله الأب : من أنت؟..
فقال : أنا السلطة والمنصب..
فسأل الأب زوجته وأولاده هل ندعه يركب معنا؟..
فأجابوا جميعا بصوت واحد : نعم بالطبع فبالسلطة والمنصب، نستطيع أن نفعل أي شيء، وأن نمتلك أي شيء نريده!..
فركب معهم السلطة والمنصب.. وسارت السيارة تكمل رحلتها..
وهكذا قابل أشخاص كثيرين بكل شهوات وملذات ومتع الدنيا، حتى قابلوا شخصا..
فسأله الأب : من أنت؟..
فقال : أنا الدين..
فقال الأب والزوجة والأولاد في صوت واحد : ليس هذا وقته.. نحن نريد الدنيا ومتاعها، والدين سيحرمنا منها وسيقيدنا، وسنتعب في الالتزام بتعاليمه وحلال وحرام وصلاة وحجاب وصيام...، وسيشق ذلك علينا.. ولكن من الممكن أن نرجع إليك بعد أن نستمتع بالدنيا وما فيها!..
فتركوه وسارت السيارة تكمل رحلتها..
وفجأه وجدوا على الطريق نقطة تفتيش، وكلمة قف، ووجدوا رجلا يشير للأب أن ينزل ويترك السيارة..
فقال الرجل للأب : اٍنتهت الرحلة بالنسبة لك، وعليك أن تنزل وتذهب معي!..
فوجم الأب في ذهول ولم ينطق..
فقال له الرجل : أنا أفتش عن الدين.. هل معك الدين؟..
فقال الأب : لا.. لقد تركته على بعد مسافة قليلة.. فدعني أرجع وآتى به!..
فقال له الرجل : إٍنك لن تستطيع فعل هذا فالرحلة اٍنتهت والرجوع مستحيل!..
فقال الأب : ولكنني معي في السيارة المال والسلطة والمنصب والزوجة والأولاد و.. و.. و..
فقال له الرجل : إنهم لن يغنوا عنك من الله شيئا، وستترك كل هذا، وما كان لينفعك إلا الدين الذي تركته في الطريق!..
فسأله الأب : من أنت؟..
قال الرجل : أنا الموت الذي كنت غافلا عنه ولم تعمل حسابه!..
ونظر الأب للسيارة فوجد زوجته تقود السيارة بدلا منه، وبدأت السيارة تتحرك لتكمل رحلتها، وفيها الأولاد والمال والسلطة ولم ينزل معه أحد!..
------------
الرجل في القصة يعنى به ملك الموت، والسيارة هي الدنيا..
قال تعالى : {قل إن كان آبآؤكم و أبنآؤكم و اخوانكم و أزواجكم و عشيرتكم وأموال اقترفتموها وتجارة تخشون كسادها و مساكن ترضونها أحب إليكم من الله ورسوله و جهاد في سبيله فتربصوا حتى يأتي الله بأمره والله لا يهدى القوم الفاسقين}..
وقال الله تعالى : {كل نفس ذائقة الموت وإنما توفون أجوركم يوم القيامة فمن زحزح عن النار وأدخل الجنة فقد فاز وما الحياة الدنيا إلا متاع الغرور}.
سراجي
/
درس الفراشة
درس الفراشة
ذات يوم ظهرت فتحة في شرنقة، عالّقة على غصن.. وجلس رجل لساعات يحدق بالفراشة، وهي تجاهد في دفع جسمها من فتحة الشرنقة الصغيرة.. وفجأة توقفت الفراشة عن التقدم.. يبدو أنها تقدمت قدر استطاعتها، ولم تستطع أكثر من ذلك..
وحينها قرر الرجل مساعدة الفراشة، فأخذ مقصا وفتح الشرنقة.. فخرجت الفراشة بسهولة، لكن جسمها كان مشوها، وجناحيها منكمشان!..
ظل الرجل ينظر متوقعا في كل لحظة، أن تنفرد أجنحة الفراشة، وتكبر وتتسع.. وحينها فقط يستطيع جسمها الطيران، بمساعدة أجنحتها..
لكن لم يحدث أي من هذا.. في الحقيقة، لقد قضت الفراشة بقية حياتها تزحف، بجسم مشوّه وبجناحين منكمشين!.. ولم تنجح الفراشة في الطيران أبدا أبدا!..
لم يفهم الرجل بالرغم من طيبة قلبه ونواياه الصالحة، أن الشرنقة المضغوطة وصراع الفراشة للخروج منها، كانتا إبداع من خلق الله، لضغط سوائل معينة من الجسم إلى داخل أجنحتها، لتتمكن من الطيران بعد خروجها من الشرنقة..
إن حياتنا هكذا.. فأحيانا تكون الابتلاء ات هي الشيء الضروري لحياتنا.. فلو قدر الله لنا عبور حياتنا بدون ابتلاء وصعاب، لتسبب لنا ذلك بالإعاقة، ولما كنا أقوياء كما يمكننا أن نكون، ولما أمكننا الطيران أ بدا..
طلبت قوة، فمنحني الله مصاعب ومحن، لتصقلني وتربيني..
طلبت حكمة، فوهبني الله معضلات لأحلها..
طلبت رخاء، فأعطاني الله عقلا وقدرة، لأعمل وأنتج..
طلبت شجاعة، فوهبني الله عوائق وعقبات، لأتغلب عليها..
طلبت محبة، فأكرمني الله بأناس لديهم مشاكل، لكي أحبهم وأساعدهم..
طلبت امتيازات ورخاء و ثراء، فأعطاني الله فرص وإمكانيات سانحة..
لم أحصل على أي شيء مما طلبت، لكن حصلت على كل ما أحتاج!..
عش بالإيمان، عش بالأمل، عش بلا خوف، توكل على الله، واجه كل العقبات في حياتك، وبرهن لنفسك أنه يمكنك التغلب عليها.
سراجي
/
ملك لسنة واحدة فقط!
ملك لسنة واحدة فقط
منذ زمن طويل كانت هناك مدينة يحكمها ملك، وكان أهل هذه المدينة يختارون الملك بحيث يحكم فيهم سنة واحدة فقط، وبعد ذلك يرسل الملك إلى جزيرة بعيدة، حيث يكمل فيها بقية عمره، ويختار الناس ملك آخر غيره وهكذا..
أنهى أحد الملوك فترة الحكم الخاصة به، وألبسه الناس الملابس الغالية، وأركبوه فيلا كبيراً وأخذوا يطوفون به في أنحاء المدينة، قائلين له : وداعاً!.. وكانت هذه اللحظة من أصعب لحظات الحزن والألم على الملك، وجميع من كان قبله، ثم بعد ذلك وضعوه في السفينة، التي قامت بنقله إلى الجزيرة البعيدة، حيث يكمل فيها بقية عمره..
ورجعت السفينة إلى المدينة، وفي طريق العودة اكتشفوا إحدى السفن التي غرقت منذ وقت قريب، ورأوا شاباً متعلق بقطعة من الخشب عائمة على الماء، فأنقذوه وأخذوه إلى بلدتهم، وطلبوا منه أن يكون ملكاً عليهم لمدة سنة واحدة، ولكنه رفض في البداية ثم وافق بعد ذلك.. وأخبره الناس على التعليمات التي تسود هذه المدينة، وأنه بعد مرور ١٢ شهراً سوف يحمل إلى تلك الجزيرة، التي تركوا فيها ذاك الملك الأخير..
بعد ثلاث أيام من تولي الشاب للعرش في هذه المدينة، سأل الوزراء هل يمكن أن يرى هذه الجزيرة، حيث أرسل إليها جميع الملوك السابقين.. ووافق الوزراء، وأخذوه إلى الجزيرة، ورآها وقد غطت بالغابات الكثيفة، وسمع صوت الحيوانات الشريرة، وهي تنطلق في أنحاء الجزيرة.. نزل الملك إلى الجزيرة، وهناك وجد جثث الملوك السابقين ملقاة على الأرض.. وفهم الملك القصة، بأنه ما لبث أن ترك الملوك السابقون في الجزيرة، إلا وأتت إليهم الحيوانات المتوحشة، وسارعت بقتلهم والتهامهم..
عندئذ عاد الملك إلى مدينته وجمع ١٠٠ عامل أقوياء، وأخذهم إلى الجزيرة، وأمرهم بتنظيف الغابة، وإزالة جثث الحيوانات والملوك السابقين، وإزالة قطع الأشجار الصغيرة.. وكان يزور الجزيرة مرة في الشهر، ليطل على سير العمل، وكان العمل يتقدم بخطوات سريعة، فبعد مرور شهر واحد، أزيلت الحيوانات والعديد من الأشجار الكثيفة..
وعند مرور الشهر الثاني، كانت الجزيرة قد أصبحت نظيفة تماماً.. ثم أمر الملك العمال بزرع الحدائق في جميع أنحاء الجزيرة، وقام بتربية بعض الحيوانات المفيدة، مثل الدجاج والبط والماعز والبقر... إلخ.
ومع بداية الشهر الثالث، أمر العمال ببناء بيت كبير، ومرسى للسفن، وبمرور الوقت تحولت الجزيرة إلى مكان جميل.. وقد كان الملك ذكياً، فكان يلبس الملابس البسيطة، وينفق القليل على حياته في المدينة، في مقابل أنه كان يكرس أمواله التي وهبت له في إعمار هذه الجزيرة..
وبعد مرور ٩ أشهر، جمع الملك الوزراء قائلاً : أنه يعلم أن الذهاب للجزيرة يتم بعد مرور ١٢ شهر من بداية حكمه، ولكنه يود الذهاب إلى الجزيرة الآن!.. ولكن الوزراء رفضوا، قائلين : حسب التعليمات لابد أن تنتظر ٣ شهور أخرى، ثم بعد ذلك تذهب للجزيرة!..
مرت الثلاثة شهور، واكتملت السنة، وجاء دور الملك ليتنقل إلى الجزيرة، ألبسه الناس الثياب الفاخرة، ووضعوه على الفيل الكبير، قائلين له : وداعاً أيها الملك!..
ولكن الملك على غير عادة الملوك السابقين، كان يضحك ويبتسم، وسأله الناس عن ذلك، فأجاب : بأن الحكماء يقولون : عندما تولد طفلاً في هذه الدنيا تبكي، بينما جميع من حولك يضحكون.. فعش في هذه الدنيا، واعمل فيها ما ترى فيه عمارة لآخرتك، حتى لما يأتيك الموت تضحك، بينما جميع من حولك يبكون..
ولدتك أمك باكياً مستصرخا *** والناس حولك يضحكون سرورا
فاحرص لنفسك أن تكون إذا بكوا *** في يوم موتك ضاحكاً مسروراً
فبينما الملوك السابقين كانوا منشغلين بمتعة أنفسهم، أثناء فترة الملك والحكم، أن كنت مشغولاً بالتفكير في المستقبل، وخططت لذلك، وقمت بإصلاح وتعمير الجزيرة، وأصبحت جنة صغيرة، يمكن أن أعيش فيها بقية حياتي بسلام!..
------------
والدرس المأخوذ من هذه القصة الرمزية :
إن هذه الحياة الدنيا هي مزرعة للآخرة، ويجب علينا ألا نغمس أنفسنا في شهوات الدنيا، عازفين عن الآخرة، حتى ولو كنا ملوكا.. فيجب علينا أن نعيش حياة بسيطة، مثل رسولنا محمد - صلى الله عليه وعلى آله وسلم -، ونحفظ متعتنا إلى الآخرة.. ولا ننسى قول رسولنا الكريم - صلى الله عليه وآله -:
(لن تزول قدما عبد يوم القيامة، حتى يسأل عن أربع خصال : عن عمره فيما أفناه، وعن شبابه فيما أبلاه، وعن ماله من أين اكتسبه وفيما أنفقه، وعن علمه ماذا عمل فيه).. وصدق رسولنا الكريم، عندما قال : (كن في الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل).
اللهم!.. نسألك حسن الخاتمة، وسكن جنات الفردوس.
سراجي
/
غسيل الجدران
غسيل الجدران
انتقل رجل مع زوجته إلى منزل جديد.. وفي صبيحة اليوم الأول، وبينما هما يتناولان وجبة الإفطار، قالت الزوجة - مشيرة من خلف زجاج النافذة : المطلة على الحديقة المشتركة بينهما وبين جيرانهما -:
انظر يا عزيزي!.. إن غسيل جارتنا ليس نظيفا!.. لابد أنها تشتري مسحوقا رخيصا!..
ودأبت الزوجة على إلقاء نفس التعليق، في كل مرة ترى جارتها تنشر الغسيل..
وبعد شهر اندهشت الزوجة عندما رأت الغسيل نظيفا، على حبال جارتها، وقالت لزوجها :
انظر!.. لقد تعلمت أخيرا كيف تغسل!..
فأجاب الزوج : عزيزتي!.. لقد نهضت مبكرا هذا الصباح، ونظفت زجاج النافذة التي تنظرين منها!..
قد تكون أخطاء ك، هي التي تريك أعمال الناس خطأ.. فأصلح عيوبك، قبل أن تنتقد عيوب الآخرين!.. ولا تنس أن من راقب الناس مات هما!..
سراجي
/
براعة اللغة العربية
بيتان غريبان
* هذا البيت لا يتحرك اللسان بقراء ته:
آب همي وهم بي أحبابي *** همهم ما بهم وهمي ما بي
* وهذا البيت لا تتحرك بقراء ته الشفتان:
قطعنا على قطع القطا قطع ليلة *** سراعا على الخيل العتاق اللاحقي
* خطبه لأمير المؤمنين الإمام علي (ع) بدون نقط :
(الحمد لله الملك المحمود، المالك الودود مصور كل مولود، مآل كل مطرود ساطع المهاد وموطد الأوطاد ومرسل الأمطار، ومسهل الأوطار، وعالم الأسرار ومدركها، ومدمر الأملاك ومهلكها، ومكور الدهور ومكررها، ومورد الأمور ومصدرها.. عم سماحه، وكمل ركامه وهمل، وطاوع السؤال والأمل، أوسع الرمل وأرمل.. أحمده حمدا ممدودا، وأوحده كما وحد الأواه، وهو الله لا إله للأمم سواه، ولا صادع لما عدله وسواه، أرسل محمدا علما للإسلام، وإماما للحكام، ومسددا).
طارق الحداد
/
الايثار
قبل عدة أيام كنت جالسا أمام التلفاز والهدوء يسود البيت، فشاهدت منظرا أذهلني، وعاد بي إلى طفولتي، وذكرني بالحكايات الجميلة، التي يحكيها لنا والدي - رحمه الله - قبل النوم، وهذه القصة هي :
خرج ملك مع حرسه وحاشيته إلى البر، لغرض الصيد.. وقبيل الغروب بقليل، أخذ الملك يطارد فريسته بعناد لوحده.. وفي تلك الأثناء هبت ريح عاتية، حاملة معها الغبار، فحجبت الرؤية عنه، فتاه الملك في العراء، وبقي حرسه، وحاشيته يبحثون عنه في العراء.. حتى أدركهم الغروب، وحل الظلام ولكن دون جدوى.. فيأسوا ورجعوا إلى ديارهم، ليعاودوا البحث عن ملكهم في الصباح.
أما الملك عندما أدركه الظلام، ظل يبحث في تلك البيداء، عن مكان آمن يأوي إليه، ليقضي تلك الليلة، ويعود إلى دياره صباحا بسلام.. وبينما هو تائه في ذلك الظلام الدامس يائسا، فوق صهوة جواده، وإذا به يرى ضوء ا بعيدا، حاملا معه بصيص الأمل.. فاتجه بجواده نحو ذلك الضوء، فرأى كوخا صغيران فطرق الباب، فخرج إليه رجل..
فقال له : السلام عليك!..
فرد عليه الرجل : وعليك السلام!..
فقال الملك : ألك أن تقبلني ضيفا عندك هذه الليلة؟..
فقال الرجل : على الرحب والسعة.. أهلا وسهلا بك!..
فأخذه الرجل إلى الداخل، وسأله : لعلك جائع؟.. فقال : الملك أجل!..
فذهب الرجل، وكانت له شاة فذبحها، وأمر زوجته أن تصنع منها العشاء لضيفه.. وبينما تقوم الزوجة بتحضير العشاء، أخذ الرجلان يتبادلان أطراف الحديث، ولم يخبر الملك صاحب الدار بأنه ملك تلك البلاد.
سأل الملك ذلك الرجل، عن أحواله وكيفية معيشته في تلك الوهاد..
فقال الرجل : كان لي شاة أستعين بما تدر به من حليب، يكون سببا لمعيشتي، ومعيشة عيالي، ونبيع ما يفيض عن حاجتنا من ذلك الحليب، في سوق المدينة، لشراء بقية احتياجاتنا.
فسأله الملك : وأين تلك الشاة الآن؟..
فقال الرجل : لقد ذبحتها توا، لأقدم لك طعام العشاء..
فذهل الملك، وقال : أتقدم لي وسيلة معيشتك الوحيدة عشاء ا؟.. وكيف ستستعين على معيشتك بعد هذا اليوم؟!..
فرد الرجل : أنت ضيفي، وواجبي الأخلاقي يحتم علي ذلك، وحاشا لله - عز وجل - أن ينساني، وأنا متأكد بأن الله عزوجل سيعوضني بأفضل من ذلك كثيرا.. فهو الذي يرسل الأرزاق، حتى إلى الكائنات في أعماق البحار، حاشا له وهو الرزاق الكريم، أن ينسى عبده فوق البسيطة.
فاستحسن الملك رده، وأعجب به وبعمق إيمانه بالله عزوجل.
وبعد أن أتمت المرأة تحضير الطعام، جاء الرجل به لضيفه، فتناولا العشاء سوية، وأخذا يتحدثان بمختلف الأحاديث.. حتى صار موعد النوم، ونام ذلك الملك في ذلك الكوخ البسيط، ليلة هنيئة، لم ينم مثلها في قصره الرنان.
وعندما حل الصباح، قال الملك للرجل : كان بودي أن أبقى معك عدة أيام، ولكن يجب أن أعود إلى دياري، فإن أهلي قلقون علي الآن، ولا يعلمون ما حل بي، ولكن أسالك بالله أن تزورني عندما تذهب إلى المدينة، فإذا دخلت المدينة اسأل أي رجل عن (فلان الفلاني)، وقل له أن يدلك على بيتي، فإنه سيأتي بك إلى داري، لأني معروف في تلك المدينة..
فرد الرجل : سأفعل إن شاء الله.. فتوادعا.
وعندما عاد الملك إلى قصره، قص ما حل به لوزيره ومستشاره، الذي كان يتسم بالحكمة وسعة الأفق، وأخبر الوزير عن ذلك الرجل الكريم، البسيط بحاله، الكبير بإيمانه بالله.. فأعجب الوزير بذلك الرجل، أكثر مما أعجب به الملك.
وبعد عدة أيام، جاء الرجل إلى المدينة، وبعد أن قضى احتياجاته من سوق المدينة، سأل أحد السكان أن يدله على دار فلان الفلاني، فقال له : ما تريد من داره؟.. أتعلم من هذا الرجل؟.. قال له : كلا.. فقال له :
إنه ملك البلاد، وسآخذك إليه، إنه ملك طيب، وعادل.. فأخذه إلى قصر الملك، وقال للحرس : إن هذا الرجل يريد أن يقابل الملك.. فأخذه الحرس إلى البلاط لمقابلة الملك..
وحالما رآه الملك، نهض من مكانه، وترك حاشيته، واتجه إلى الرجل وأخذه بالأحضان، واستقبله
كما يستقبل الملوك والأمراء..
فقال له الرجل : لماذا لم تخبرني أنك الملك؟..
فابتسم الملك، وقال : أنا لا أحب التباهي، وأنا لذت بك كانسان عادي، وأنت قمت بضيافتي على أتم الوجه وأكثر.. ولقد نمت في كوخك المتواضع، نوما لم أنمه في هذا القصر الفاره.
وبعد أن قضى الرجل ثلاثة أيام في ضيافة الملك، قال الملك لوزيره الحكيم : إن الرجل يريد أن يعود إلى دياره، وأنا أريد أن أرد له الجميل، بأفضل مما فعله ذلك الرجل معي، فما الذي أصنعه معه؟.. وماذا تقترح علي أن أعطيه جزاء لما فعله معي؟..
فأجاب الوزير : إنك لن تستطيع أن تفعل ذلك، ولن تستطيع أن تجازيه كما فعل معك!..
فاندهش الملك، وقال : كيف ذلك؟.. لقد ذبح لي شاة واحدة، وأنا سأعطيه مئة شاة، وسأعطيه أرض زراعية من الأراضي التي تعود لي..
فأجاب الوزير : سيدي!.. إن ذلك الرجل لم يعطك مجرد شاة واحدة فقط، وإنما أعطاك كل ما يملك.. سيدي!.. إن ما فعله الرجل معك لم يكن كرما، وإنما كان إيثارا من عنده.. وهنالك فارق كبير بين الكرم والإيثار.. فالكرم هو أن تعطي الآخرين، ما يحتاجون إليه.. أما الإيثار هو أن تعطي الآخرين، ما تكون بأمس الحاجة إليه.. سيدي!.. أعطه مئة شاة وأرضا زراعية، فتكون بذلك معه كريما طيبا فحسب!.. وأما إذا أردت أن تكون ذا إيثار مثله، فيجب أن تعطيه كل ما تملك، كما أعطاك هو كل ما يملك..
أستحسن الملك رأي وزيره، وشكر الله عزوجل، وأعطى الرجل مئتي شاة، وأكثر من أرض زراعية من ملكه الخاص.
أعزائي!.. هل تعلمون ما هو الرابط بين ما شاهدت في التلفاز، وبين حكاية والدي رحمه الله؟..
إن الفضائية التي كنت أشاهدها، هي إحدى الفضائيات العراقية، التي كانت تنقل أحداث ومراسيم زيارة أربعينية سيدنا الحسين (ع).. لقد دهشت للأعداد الخيالية، التي كانت تسعى حول ضريح الإمام الحسين (ع)، وأخذني الفضول بهذا الموضوع.. وقلبت عدة فضائيات تتناول نقل هذا الحدث الكبير، فشاهدت في أخرى، أن هذه الجموع المليونية المتوافدة إلى كربلاء، كانت تأتي مشيا على الأقدام، قاطعة مئات الكيلومترات، من جميع مدن العراق، وحتى من بعض الدول الأخرى غير العراق، متحدية التعب والجوع والعطش والبرد والإرهاب.. وقد نصب الأهالي، الذين تقع بيوتهم في طريق الزوار، الخيام، لإيواء الزائرين ليلا، وتقديم وجبات الطعام لهم.
بالله عليكم!.. ما الذي دفع هؤلاء الناس إلى فعل ذلك، سوى علو شأن ا لإمام الحسين (ع)، عند الله عز وجل.. فالإمام (ع) جاد بأصحابه وبني عمومته وأخوته وأبنائه ونفسه الزكية، جاد بكل ما يملك لأجل إعلاء كلمة لا إله إلا الله عزوجل.. فكان ذلك أسمى درجات الإيثار، لأن الجود بالنفس أقصى غاية الجود.. فكان حقا على الله، بأن جعل قبره روضة من رياض الجنان، وجعل أفئدة من الناس تهوي إليه،
وجعله منارا للأحرار في هذا العالم.. ولم لا وهو سيد الشهداء، وسليل الشجرة المباركة التي يصفها القرآن الكريم، بأن أصلها ثابت وفرعها في السماء، تؤتي أكلها كل حين بإذن ربها..
فسلام عليك يا أبا عبد الله، يوم ولدت، ويوم استشهدت، ويوم تبعث حيا.
وأخيرا - أحبتي -: فعلا هي قصة الإيثار، التي أقامت الدنيا وما أقعدتها.
سراجي
/
كيف أقول لبيك؟
كيف أقول لبيك؟
روي عن مالك بن أنس أنه قال : كان جعفر بن محمد الصادق، كثير الحديث، طيب المجالسة، كثير الفوائد.. إذا قال، قال رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم -.. وإذا كان في حج، يخضر مرة ويصفر أخرى، حتى ينكره من يعرفه.. ولقد حججت معه سنة، فلما استقرت به راحلته عند الإحرام وهمّ بالتلبية انقطع الصوت في حلقه، وكاد يخرّ عن رحالته.. فقلت : يا ابن رسول الله، أوَ لابد لك أن تقول!.. قال : كيف أجرؤ أن أقول لبيك، وأخشى أن يقول عزّ وجل : لا لبيك ولا سعديك!.
* فائدة : قال الصادق - عليه السلام -: أوحى الله إلى موسى - عليه السلام - أن عبادي لم يتقربوا إليّ بشئ أحب إلي من ثلاث خصال.
قال موسى : يا رب وما هن؟..
قال تعالى : يا موسى الزهد في الدنيا، والورع عن معاصيّ، والبكاء من خشيتي.
قال موسى - عليه السلام -: يا رب ما لمن صنع ذا؟..
فأوحى الله تعالى إليه : أما الزاهدون في الدنيا، ففي الجنة.
وأما البكاؤون من خشيتي، ففي الرفيق الأعلى، لا يشاركهم فيه أحد غيرهم.
وأما الورعون عن معاصيّ، فإني أفتش الناس ولا أفتشهم.
سراجي
/
ما جلوسك ها هنا
ما جلوسك ها هنا
عن الفضيل قال : دخلت الكوفة وأنا أريد الحج إلى بيت الله الحرام، وإذا بهلول جالس بين قبرين قديمين، فقلت له : يا بهلول ما جلسوك ههنا؟!..
قال : يا فضيل أما ترى هذه العيون السائلة، والمحاسن البالية، والشعور المتمعطة، والجلود المتمزقة، والجماجم الخاوية، والعظام النخرة، لا يقاربون بالأنساب، ولا يتواصلون تواصل الأحباب.. وكيف يتواصلون، وقد طحنهم كلاكل البلاء، وأكلت لحومهم الجنادل في الثرى، قد خلت منهم المنازل، والقرى صارت عابسة بعد نظرتها، والعظام نخرة بعد قوتها، تجر عليهم الرياح بذيولها، وتعصّب عليهم السماء بسيولها!.. ثم أنه بكى وجعل يقول :
تناديك أجداث وهن صموت ** وأربابها تحت التراب خفوت
فيا جامع الدنيا حريصاً لغيره ** لمن تجمع الدنيا وأنت تموت
قال الفضيل : وإذا بهاتف يسمع كلامه ولا يرى شخصه وهو يقول :
ملّ الأحبة زيارتي فجفيت *** وسكنت في دار البلاء ونسيت
وكذلك ينسى كل من سكن الثرى *** وتملّه الزوار حين يموت
قال الفضيل : فوقع البهلول مغشياً عليه من الخوف من الله، فتركته وانصرفت.
* فائدة : قال تعالى : (أَلَم ْتَرَ إِلَى الَّذِينَ قِيلَ لَهُمْ كُفُّواْ أَيْدِيَكُمْ وَأَقِيمُواْ الصَّلاَة َ وَآتُواْ الزَّكَاة َ فَلَمَّا كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقِتَالُ إِذَا فَرِيقٌ مِّنْهُمْ يَخْشَوْنَ النَّاسَ كَخَشْيَة ِ اللّهِ أَوْ أَشَدَّ خَشْيَة ً وَقَالُواْ رَبَّنَا لِمَ كَتَبْتَ عَلَيْنَا الْقِتَالَ لَوْلا أَخَّرْتَنَا إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ قُلْ مَتَاعُ الدَّنْيَا قَلِيلٌ وَالآخِرَة ُ خَيْرٌ لِّمَنِ اتَّقَى وَلاَ تُظْلَمُونَ فَتِيلاً).
سراجي
/
الخادمة الخائفة
الخادمة الخائفة
عن الجنيد قال : بلغني عن بعض العلماء ببسطام أنه قال : كان لأبي يزيد البسطامي خادمة كثيرة الاجتهاد والبكاء، والخوف من الله، لا تنام الليل.. قال : فكانت ذات ليلة وقد أخذها النوم، فرأت في منامها ساحة المحشر والملائكة تسحب أصحاب الذنوب إلى جهنم، فاستيقظت وهي ترتعد وتبكي.. فأقسمت أن لا تنام ليلها.. ولما جنّ عليها الليل، سمع الناس بكاء ها، فعرفوا أن هذا البكاء للخادمة.. وعندما انقطع بكاء ها، دخلوا عليها فوجدوها وقد فارقت الحياة على المصلى.
* فائدة : قال تعالى : (إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ).
سراجي
/
ينطح رأسه بالحائط
ينطح رأسه بالحائط
قال خالد بن الصقر : كان حازم الحنفي إذا ذكر الله عنده وهو بجنب حائط، تأخذه مثل الرعدة من الخوف، ثم ينطح رأسه بالحائط حتى يُدميه.. ولقد رأيت رأسه مُعصباً بالخِرَق.. ورأيته عند سليم المقرئ، فأتى سليماً رجلٌ ليقرأ عليه، فقال له : انهض بنا إلى غير هذا المحل، فإن حازماً إلى جنب الحائط، لا يسمع القرآن فينطح الحائط برأسه، فأنا أخاف عليه من الموت!.
* فائدة : قال السجاد - عليه السلام - : (.... أدعوكَ يا ربِّ راهباً راغبا راجياً خائفا.. إذا رأيتُ مولاي ذنوبي فزعتُ!.. وإذا رأيتُ كرمك طمعتُ!.. فإن عفوتَ فخير راحم!.. وإن عذبتَ فغيرُ ظالم!)..
فاتتني قافلة المستغفرين
/
فاتتني قافلة المستغفرين
فاتتني قافلة المستغفرين
جاء في لآلئ الأخبار أن عدة من الطلبة ذهبوا إلى دار أستاذهم لينهلوا من عمله.. ولما حضروا رأوا الأستاذ في وضع لا يُحسد عليه من البكاء والنحيب.. فراحوا يسألونه ما الذي حدث يا أستاذ؟.. - منحك الله الصبر الجزيل على ما نزل بك -، ما الذي حصل؟.. هل مات لك أحد؟.. ومتى نذهب معك لدفنه؟.. ومتى سيقام العزاء على روحه؟..
فقال : ماذا أقول لكم!.. بالأمس غلبني النوم ولم أصحُ إلا على أذان الفجر، لقد فاتتني صلاة الليل!.. ففاتتني قافلة المستغفرين بالأسحار!.. لقد مسني الضر، حيث أقمت القضاء وفاتتني الأداء، فأي مصيبة أكثر من هذه!.. وما ذاك إلا لكثرة ذنوبي، وعدم خوفي من خالقي!.. وأخذ يبكي حتى سقط على الأرض مغشياً عليه.
* فائدة : قال رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم -: (إن ربي أخبرني فقال : وعزتي وجلالي، ما أدرك العاملون درك البكاء عندي شيئاً، وإني لأبني لهم - في الرفيق الأعلى - قصراً لا يشاركهم فيه غيرهم).
سراجي
/
أعز أصدقاء جنكيز خان كان صقره!
أعز أصدقاء جنكيز خان كان صقره!
كان لدى جنكيز خان صقرا، يلازم ذراعه، يخرج به ويطلقه على فريسته، ليطعم منها ويعطيه ما يكفيه.. وقد كان صقر جنكيز خان مثالاً للصديق الصادق، حتى وإن كان صامتاً.
ذات يوم خرج جنكيز خان يوماً في الخلاء لوحده، ولم يكن معه إلا صديقه الصقر.. وانقطع بهم المسير وعطشوا.. فأراد جنكيز أن يشرب الماء، ووجد ينبوعاً في أسفل جبل، فملأ كوبه.. وحينما أراد شرب الماء، جاء الصقر وانقض على الكوب ليسكبه!..
حاول مرة أخرى، ولكن الصقر مع اقتراب الكوب من فم جنكيز خان، كان يقترب ويضرب الكوب بجناحه، فيطير الكوب، وينسكب الماء!.. وتكررت الحالة للمرة الثالثة.. فاستشاط غضباً منه، وأخرج سيفه، وحينما اقترب الصقر ليسكب الماء، ضربه ضربة واحدة، فقطع رأسه ووقع الصقر صريعاً..
أحس جنكيز خان بالألم، لحظة وقوع السيف على رأس صاحبه، وتقطع قلبه لما رأى الصقر يسيل دمه!..
وقف للحظة، وصعد فوق الينبوع، فرأى بركة كبيرة يخرج من بين ثنايا صخرها منبع الينبوع، وفيها حية ٌ كبيرة ميتة وقد ملأت البركة بالسم!..
أدرك جنكيز خان أن صاحبه كان يريد منفعته، لكنه لم يدرك ذلك إلا بعد أن سبق السيف العذل، فأخذ صاحبه ولفه في خرقة.. وعاد جنكيز خان لحرسه وسلطته، وفي يده الصاحب بعد أن فارق الدنيا!..
وأمر حرسه بصنع صقر من ذهب، تمثالاً لصديقه، وينقش على جناحيه :
على أحدهما :
" صديقُك يبقى صديقَك، ولو فعل ما لا يعجبك ".
وعلى الجناح الآخر :
" كل فعل سببه الغضب، عاقبته الإخفاق ".
العبره
/
حب الشهوات في ست ساعات انتهت
كان هناك صياد سمك، جاد في عمله، كان يصيد في اليوم سمكة فتبقى في بيته ما شاء الله أن تبقى، حتى إذا انتهت ذهب إلى الشاطئ، ليصطاد سمكة أخرى.
وفي ذات يوم، وبينما كانت زوجة الصياد تقطع ما اصطاده زوجها، إذا بها ترى أمرا عجبا!.. رأت في داخل بطن تلك السمكة لؤلؤة!.. تعجبت!.. لؤلؤة في بطن سمكة؟!.. سبحان الله!..
نادت زوجها : زوجي!.. زوجي!.. انظر ماذا وجدت؟!.. إنها لؤلؤة في ببطن السمكة!..
فرح الزوج بهذه اللؤلؤة فرحا شديدا، وقال : يا لك من زوجة رائعة!.. أحضريها، علنا نقتات بها في يومنا هذا، ونأكل شيئا غير السمك!..
أخذ الصياد اللؤلؤة، وذهب بها إلى بائع اللؤلؤ الذي يسكن في المنزل المجاور، وأخبره بالقصة، فقال : أعطني أنظر إليها.. فلما نظر إذا بها يتعجب : يا الله!.. إنها لا تقدر بثمن!.. ولكنني لا أستطيع شراء ها!.. لو بعت دكاني، وبيت جاري وجار جاري، ما أحضرت لك ثمنها!.. لكن اذهب إلى شيخ الباعة في المدينة المجاورة، عله يستطيع أن يشتريها منك!.. وفقك الله!..
أخذ الرجل لؤلؤته، وذهب بها إلى البائع الكبير، في المدينة المجاورة، وعرض عليه القصة، فقال : دعني انظر إليها.. فكانت ردة فعله كسابقه، فقال والله يا أخي إن ما تملكه لا يقدر بثمن!.. لكني وجدت لك حلا، اذهب إلى والي هذه المدينة، فهو القادر على شراء مثل هذه اللؤلؤة!..
شكره الرجل على مساعدته وانطلق إلى الوالي..
وعند باب قصر الوالي، وقف ومعه كنزه الثمين، ينتظر الإذن له بالدخول..
ولما دخل عرض عليه القصة.. فرآها الوالي وأعجب لها وقال : إن مثل هذه اللآلئ، هو ما أبحث عنه، ولا أعرف كيف أقدر لك ثمنها!.. لكن سأسمح لك بدخول خزنتي الخاصة، ستبقى فيها لمدة ست ساعات، خذ منها ما تشاء، وهذا هو ثمن هذه اللؤلؤة!..
* سيدي!.. لو تجعلها ساعتين!.. فست ساعات كثير على صياد مثلي!..
* لا، فلتكن ست ساعات، خذ من الخزنة ما تشاء!..
دخل الرجل خزنة الوالي، وإذا به يرى منظرا مهولا، غرفة كبيرة جدا، مقسمة إلى ثلاث أقسام : قسم مليء بالجواهر والذهب واللآلئ.. وقسم به فراش وثير، لو نظر إليه نظرة نام من الراحة.. وقسم به جميع ما يشتهي من الأكل والشرب..
فأخذ الصياد يحدث نفسه :
ست ساعات؟.. إنها كثيرة فعلا على صياد بسيط الحال مثلي أنا؟..
ماذا سأفعل في ست ساعات؟!..
حسنا!.. سأبدأ بالطعام الموجود في القسم الثالث، سآكل حتى أملأ بطني، حتى أستزيد بالطاقة التي تمكنني من جمع أكبر قدر من الذهب!..
ذهب صاحبنا إلى القسم الثالث، وقضى ساعتين من المكافأة، يأكل ويأكل، حتى إذا انتهى ذهب إلى القسم الأول.. وفي طريقه إلى ذلك القسم، رأى ذلك الفراش الوثير، فحدث نفسه : الآن أكلت حتى شبعت، فمالي لا أستزيد بالنوم الذي يمنحني الطاقة، التي تمكنني من جمع أكبر قدر ممكن!.. هي فرصة لن تتكرر!.. فأي غباء يجعلني أضيعها!.. ذهب الصياد إلى الفراش، استلقى وغط في نوم عميق..
وبعد برهة من الزمن، وإذا بالمنادي ينادي : قم أيها الصياد، لقد انتهت المهلة!..
استيقظ مفزوعا، ماذا؟!..
وصار يتوسل، أرجوكم ما أخذت الفرصة الكافية!..
ولكن جاء ه الرد : ست ساعات وأنت في هذه الخزنة، والآن أفقت من غفلتك، وتريد الاستزادة من الجواهر!.. أما كان لك أن تشتغل بجمع كل هذه الجواهر، حتى تخرج إلى الخارج، فتشتري لك أفضل الطعام وأجوده، وتصنع لك أروع الفرش وأنعمها!.. لكنك أحمق غافل!.. لا تفكر إلا في المحيط الذي أنت فيه.. خذوه إلى الخارج!.. ولم ينفه ذاك الرجاء والصراخ : لا.. لا.. أرجوكم.. أرجوكم...
العبرة من هذه القصة :
أرأيت تلك الجوهرة؟!..
هي روحك أيها المخلوق الضعيف!.. إنها كنز لا يقدر بثمن!.. لكنك لا تعرف قدر ذلك الكنز!..
أرأيت تلك الخزنة؟!..
إنها الدنيا!.. أنظر إلى عظمتها، وانظر إلى استغلالنا لها!..
أما عن الجواهر، فهي الأعمال الصالحة..
وأما عن الفراش الوثير، فهو الغفلة.
وأما عن الطعام والشراب، فهي الشهوات.
عبد علي
/
تقديس رسائل الأب !
سافر أب إلى بلد بعيد، تاركا زوجته وأولاده الثلاثة، سافر سعيا وراء الرزق.. وكان أبناؤه يحبونه حبا جما، ويكنون له كل الاحترام.. أرسل الأب رسالته الأولى إلا أنهم لم يفتحوها ليقرؤوا ما بها، بل أخذ كل واحد منهم يُقبّل الرسالة، ويقول أنها من عند أغلى الأحباب.. وتأملوا الظرف من الخارج، ثم وضعوا الرسالة في علبة قطيفة.. وكانوا يخرجونها من حين لآخر، لينظفوها من التراب، ويعيدونها ثانية.. وهكذا فعلوا مع كل رسالة أرسلها أبوهم..
ومضت السنون، وعاد الأب ليجد أسرته لم يبق منهم إلا ابنا واحدا فقط، فسأله الأب : أين أمك؟!..
قال الابن : لقد أصابها مرض شديد, ولم يكن معنا مالا لننفق على علاجها فماتت.
قال الأب : لماذا؟.. ألم تفتحوا الرسالة الأولى، لقد أرسلت لكم فيها مبلغا كبيرا من المال!..
قال الابن : لا!..
فسأله أبوه : وأين أخوك؟!..
قال الابن : لقد تعرف على بعض رفاق السوء، وبعد موت أمي لم يجد من ينصحه ويُقومه، فذهب معهم.
تعجب الأب وقال : لماذا؟!.. ألم يقرأ الرسالة التي طلبت منه فيها، أن يبتعد عن رفقاء السوء، وأن يأتي إليّ؟!..
رد الابن قائلا : لا!..
قال الرجل : لا حول ولا قوة إلا بالله!.. وأين أختك؟!..
قال الابن : لقد تزوجت ذلك الشاب الذي أرسلت تستشيرك في زواجها منه، وهى تعيسة معه أشد تعاسة.
فقال الأب ثائرا : ألم تقرأ هي الأخرى الرسالة التي أخبرها فيها، بسوء سمعة وسلوك هذا الشاب، ورفضي لهذا الزواج؟!..
قال الابن : لا!.. لقد احتفظنا بتلك الرسائل، في هذه العلبة القطيفة، دائما نجملها ونقبلها، ولكنا لمن قرأها!..
تفكرت في شأن تلك الأسرة، وكيف تعست حياتها، لأنها لم تقرأ رسائل الأب إليها، ولم تنتفع بها, بل واكتفت بتقديسها والمحافظة، عليها دون العمل بما فيها.. ثم نظرت إلى المصحف، إلى القرآن الكريم، الموضوع داخل علبة قطيفة على المكتب.. يا ويحي!.. إنني أعامل رسالة الله ليّ، كما عامل هؤلاء الأبناء رسائل أبيهم!.. إنني أغلق المصحف واضعه في مكتبي، ولكنني لا أقرأه، ولا أنتفع بما فيه، وهو منهاج حياتي كلها!.. فاستغفرت ربي، وأخرجت المصحف، وعزمت على أن لا أهجره أبدا.
علي رزاق
/
هل أنت حارس أمين ....؟؟
هل أنت حارس أمين؟..
سؤال مطروح على الجميع... وإليكم تلك القصة، لنتعلم من خبرات الآخرين :
كان هناك رجلٌ شيخٌ طاعنٌ في السن، يبدو عليه الألم والإجهاد في نهاية ِ كل يوم..
سأله صديقه : ولماذا كل هذا الألم والإرهاق الذي يبدو عليك؟..
فأجابه الرجل الشيخ الطاعن :
يُوجد عندي : بازان (الباز نوع من الصقور حاد البصر)، يجب عليَّ كل يوم أن أروضهما, وأبرقعهما كي لا يجولا النظر فيفلتان.
وكذلك عندي : أرنبان، يلزم علي أن أحرسهما من الجري خارجاً.
وعندي : صقران، عليَّ أن أُقَوِّدهما وأدربهما، لكي يصيدا جيدا.
وعندي : ثعبان سام, عليَّ أن أحاصره, كي لا يلدغ أحد أو يلدغني.
وعندي : أسدُ، عليَّ أن أحفظه دائماً مُقيَّداً في قفصٍ حديدي, كي لا ينقض علي فيهلكني.
وعندي : مريضٌ، عليَّ أن أعتني به وأخدمه.
قال الصديق : ما هذا كله؟!.. لابد أنك تمزح!.. لأنه حقاً، لا يمكن أن يوجد إنسان يراعي كل هذه الحيوانات المفترسة والجامحة، مرة ً واحدة!..
قال له الشيخ الطاعن : إنني لا أمزح، ولكن ما أقوله لك هو الحقيقة المحزنة والهامة!..
إن البازين هما عيناي، وعليَّ أن أغضهما عن النظر إلى الحرام إلى ما لا يحل النظر إليه، باجتهادٍ ونشاط.
والأرنبين هما قدماي، وعليَّ أن أحرسهما وأحفظهما، من السير في طرقِ الخطيئة.
والصقرين هما يداي، وعليَّ أن أدربهما على العمل، حتى تمداني بما أحتاج من رزق حلال، وبما يحتاج إليه الآخرون من إخواني.
والثعبان هو لساني، وعليَّ أن أحاصره وألجمه باستمرار، حتى لا ينطق بكلامٍ معيبٍ مشين.
والأسد هو قلبي، الذي أنا معه في حربٌ مستمرة، وعليَّ أن أحفظه دائماً مقيدا، ً كي لا يميل ويهلكني.
أما الرجل المريض فهو جسدي كله، الذي يحتاج دائماً إلى يقظتي وعنايتي وانتباهي.
إن هذا العمل اليومي يستنفد طاقتي وجهدي ووقتي، فعلي أن أكون حارسا ً جيدا ً, لكي لا تنفلت مني هذه الحواس الجامحة فترديني قتيلا!.
عبد علي
/
هذا ما تعلمه الشيخ بهجت من السيد القاضي
هذا ما تعلمه الشيخ بهجت من السيد القاضي
يقول السيد محمد حسن نجل السيد علي القاضي (ره) قد اتفق أن حظيت في السنوات الأخيرة بزيارة الشيخ العالم العابد الزاهد الشيخ محمد تقي الرشتي المشتهر بـ (آقاي بهجت)، فقد غادر النجف الأشرف إلى قم المقدسة، واشتغل فيها بالتدريس والإرشاد، واتجهت إليه الانظار، وأصبح معتمد الطلبة في المسائل العلمية والأخلاقية والتهذيبية كذلك.
وله في صبيحة يوم الجمعة مجلس حافل يحضر هو المجلس ويجلس كأحدهم دون أن يميز لنفسه مكاناً معيناً. وللنظرة الأولى لم أعرفه، ولم يعرفني الآخر، لبعد العهد وتطاول السنين بيننا، ولا أنسى أنه كان يدرس الكفاية، ورسائل ومكاسب الشيخ الأنصاري في مدرسة السيد اليزدي، وكان ملازماً لمجلس الوالد قدس سره، قلت للنظرة الأولى لم يعرف أحدنا الآخر، غير أن أحد الخوان الذي كنت بصحبته قد عرفني إليه فأقبل علي متسائلاً ومتفقداً ومرحباً.
ولايفوتني أن اذكر أني لم ار أحداً تظهر عليه سمات الخضوع والخشوع اثناء قراء ة التعزية على أبي عبد الله (ع) مثل هذا الشيخ الجليل، مطرقاً برأسه إلى الأرض، خفيف العارضين بذكر الله تعالى، وقبل ان ينفض الجمع تقدم إليه أحد الجالسين فقال له : شيخنا علمنا شيئاً ننتفع به.
فرفع الشيخ رأسه - وهو منكمش على نفسه، غارق في تأملاته - وقال مجيباً : وهل استفدتم حقيقة من أعمال البر التي تعرفونها؟! فرد عليه السائل : وأي عمل بر تقصدون؟
أجاب : الصلاة، مثلاً إنكم وبحمد الله تصلون، فهل استفدتم روحياً ومعنوياً من هذه الصلاة التي هي عمود الدين، وفربان كل تقي؟! وهل وجدتم آثار في نفوسكم وأنتم تعيدونها في اليوم خمس مرّات؟! فإني أؤكد لكم من انكم إذا إجتزتم هذه المرحلة، واستعدت نفوسكم لقبول عمل آخر ينفعكم أكثر منها، فإن الله تعالى بلطفه يقيض لكم من يدلكم على المرحلة الثانية، ويرشدكم إليها وإلى المراحل التي تعقبها، فارجعوا إلى انفسكم لأداء الوظائف الملقاة على عاتكم على الوجه المطلوب ن فإن المراحل التي تليها قد تكفل بها غيركم، وانها ستصل حتماً وقطعاً، فأي واحد منا يعلرف أشياء كثيرة وتعلم، لكنه لم يعرف ولم يتعلم ولم يدر كيف يستفيد مما عرف وتعلم، فهذه أول خطوة في طريق الوصول على الغايات والدرجات العالية من الكمال والمعرفة.
ولما اردت الخروج قال لي : هكذا علمنا أستاذنا القاضي أيام كنا نتشرف بمحضره، ولم نفهم مغزى هذا الحديث إلا بعد طول مجاهدات ورياضات نفسية وتأملات عميقة، فأنت يجب عليك أن تبدأ الخطوة الأولى بصدق وصفاء لتسعد نفسك لتقبل الفيوضات والإشراقات.
أما الخطوة الثانية فإن كنت تجهلها فإن الله تعالى بلطفه وكرمه سيرسل إليك من يأخذ بيدك ويدلك ويعلمك، ثم تلا قوله تعالى : {والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا إن الله مع المحسنين}.
عبد علي
/
بين ملا مهدي النراقي والسيد بحر العلوم.
بين ملا مهدي النراقي والسيد بحر العلوم.
نقل آية الله الملا علي الهمداني : أن العالم الفاضل الملا مهدي النراقي عندما كتب كتابه " جامع السعادات " في الأخلاق، بعث عددا من النسخ إلى علماء النجف وللسيد محمد مهدي بحر العلوم، وبعد مدة ذهب الملا مهدي النراقي إلى النجف الأشرف فجاء علماء النجف لمقابلته، لكن السيد بحر العلوم لم يأت. وعدم مجيى ء عالم مثله صعب جدا عند الملا مهدي النراقي، وكان من الممكن قول كثير من الأشياء حول ذلك، لكن الملا النراقي قال : السيد لم يأت، نحن نذهب إليه.
وذهبوا، لكن بحر العلوم لم يعتن بذلك. وزاد الكلام حول أنه كيف أصبح؟..
وبعد مدة ١٥ يوما عاد الملا مهدي، وذهب للقاء بحر العلوم، ولكن بحر العلوم لم يعتن به ذاك الحين أيضا، وزاد الكلام حول الأمر.
وبعد أيام ذهب الملا مهدي ثالثة إلى بيت بحر العلوم، لكن في هذه المرة التقاه باحترام كبير، فاندهش الجميع، كيف أنه لم يأت لملاقاته، وذهب مرتين ولم يعتن به، والآن يعامله هكذا؟.
عندما خلى المكان، قال بحر العلوم للملا مهدي : في كل هذه المدة لم أذهب لملاقاتك ولم أعتن بك عندما جئت في المرتين السابقتين، وتصرفت بهذه الطريقة معكم، كنت أريد أن أرى إن كنت قد جمعت كتاب " جامع السعادات "، أم إنك عملت بما كتبته ودونته وزكيت نفسك وهذبت أخلاقك.. لكن الآن ثبت لي أنك قد هذبت نفسك.
ـــــــــ
المصدر : سر نجاح الحكماء، صادق حسن زاده.
عبد علي
/
إبداع الشعر
قصيدة شعرية عجيبة، نظمها إسماعيل بن أبي بكر المقري ـ رحمه الله ـ والعجيب فيها أنك عندما تقرأها من اليمين إلى اليسار تكون مدحاً، وعندما تقرأها من اليسار إلى اليمين تكون ذماً.
إليكم بعضا من هذه القصيدة :
من اليمين إلى اليسار... (في المدح) :
طلبوا الذي نالوا فما حُرمــــوا **** رُفعتْ فما حُطتْ لهـــم رُتبُ
وهَبوا ومـا تمّتْ لــهم خُلــــــقُ **** سلموا فما أودى بهـــم عطَبُ
جلبوا الذي نرضى فما كَسَدوا **** حُمدتْ لهم شيمُ فــمـــا كَسَبوا
من اليسار إلى اليمين... (في الذم) :
رُتب لهم حُطتْ فمــــا رُفعتْ **** حُرموا فما نالوا الـــــذي طلبُوا
عَطَب بهم أودى فمــــا سلموا **** خُلقٌ لهم تمّتْ ومـــــــــا وهبُوا
كَسَبوا فما شيمٌ لــــهم حُمــدتْ **** كَسَدوا فما نرضى الذي جَلبُوا
سراجي
/
أحسنت
أحسنت
دخل رجل على ابن شبرمة القاضي ليشهد في قضية. فقال له ابن شبرمة : لا أقبل شهادتك. قال : ولِمَ؟ قال : بلغني أن جارية ً غَنّت في مجلسٍ كنتَ فيه، فقلتَ لها : أحسنتِ! قال الرجل : قلتُ لها ذلك حين ابتدأت أو حين سكتتْ؟ قال : حين سكتت. قال : إنما استحسنتُ سكوتَها أيها القاضي. فَقبِلَ شهادته
سراجي
/
فما قُعُودُكُم هنـا ؟
فما قُعُودُكُم هنـا؟
وقف شحاذ على باب دارٍ وقال : تصدّقوا عليّ فإني جائع. قالوا : إلى الآن لم نخبز. قال : فكَفٌّ من الشعير. قالوا : ليس عندنا شعير. قال : فشربة ماء فإني عطشان. قالوا : ما أتانا السقّاء. قال : فَنَعْلٌ قديمٌ ألبسه. قالوا : ما في البيت نعل قديم. قال : يا أولاد الخنازير، فما قعودُكم هنا؟ قوموا واشحتوا معي!
سراجي
/
تجربة حكيم
تجربة حكيم
عاديت الرجال، فلم أر عدواً أعدى لي من نفسي، وعالجت الشجعان والسباع، فلم يغلبني إلا الصاحب السوء. وأكلت الطيب وتمتعت باللذات، فلم أر ألذ من العافية، وأكلت الصبر وشربت المر، فما رأيت أشد من الفقر. وصارعت الأقران، وبارزت الشجعان، فلم أر أغلب من المرأة السليطة، ورُميت بالسهام، ورُجمت بالحجارة، فلم أر أصعب من الكلام السوء، يخرج من فم مطالب بحق. وتصدقت بالأموال والذخائر، فلم أر صدقة أنفع من رد ذي ضالة إلى الهدى، وسررت بقرب الملوك وصلاتهم، فلم أر أحسن من البعد عنهم.
سراجي
/
بيـن أبي حيان التوحيدي ومـسكويه
بيـن أبي حيان التوحيدي ومـسكويه
قال لي مسـْكَوَيْه مرّة : أما ترى إلى خطأ صاحبنا الوزير ابن العميد؟ يـُعطي فلان ألف دينار ضـَربة ً واحدة؟! لقد أضاع هذا المال الخطير فيمن لا يستحق. فقلت له : أسألك عن شيء واحد، فاصدُق فإنه لا مـَدَبَّ للكذب بيني وبينك. لو غـَلـِط الوزير فيك بهذا العطاء، وبأضعافه وأضعاف أضعافه، أكنتَ تراه في نفسك مخطئـاً ومبذّراً ومفسداً أو جاهلاً بحق المال؟ أو كنتَ تقول ما أحسن ما فعل، وليتـَه أَرْبـَى عليه؟ إنما هو الحسد، أو شيء آخر من جنس الحسد، ما دفعك إلى قول ما قلت. وأنت تدّعي الحكمة وتكتب عن الأخلاق. فافطـِن لأمرك واطـّلـِعْ على سـِرِّك.
سراجي
/
الأسـد والخنزيـر
الأسـد والخنزيـر
لما حاصر أبو جعفر المنصورُ ابنَ هبيرة، قال : إن ابن هبيرة يُخَنْدِقُ على نفسه مثل النساء! فبلغ ذلك ابن هبيرة، فأرسل إلى المنصور : " أنت القائلُ كذا وكذا؟ فاخرج إليّ لتبارزني حتى ترى." فكتب إليه المنصور : " ما أجد لي ولك مثلاً في ذلك إلا كأسد لقى خنزيراً، فقال له الخنزير : بارِزْني! فقال الأسد : ما أنت لي بكفء، فإن نالني منك سوء كان ذلك عاراً عليّ وإن قتلتُك قَتَلْتُ خنزيراً فلم أحصل على حَمْد ولا في قتلي لك فخر. فقال له الخنزير : إن لم تبارزني لأعَرِّفَنَّ السباعَ أنك جَبُنْتَ عني. فقال الأسد : احتمالُ عارِ كَذِبِك أيسرُ من تلويث راحتي بدمك.
سراجي
/
المحبة دون كل شيء
المحبة دون كل شيء
قال الخليفة المنصور يوماً للربيع (حاجب المنصور): اذكر حاجتك. قال : يا أمير المؤمنين، حاجتي أن تحبّ الفضل ابني. فقال : ويحك! إن المحبة إنما تقع بأسباب. قال : يا أمير المؤمنين، قد أمكنك الله من إيقاع السبب. قال : وما ذاك؟ قال : تشمله بفضلك وإنعامك، فإنك إذا فعلتَ ذلك أحبّك، وإذا أحبّك أحببته. قال : ولكن لم اخترت له المحبة دون كل شيء؟ قال : لأنك إذا أحببته كبر عندك صغيرُ إحسانه، وصغر عندك كبير إساء ته.
سراجي
/
جـارية ابن السمـاك
جـارية ابن السمـاك
تكلم ابن السماك يوماً وجارية له تسمع. فلما دخل قال لها : كيف سمعت كلامي؟ قالت : ما أحسنه لولا أنك تكثِر ترْدادَه! قال : أُردِّده حتى يفهمَه من لم يفهمْه. قالت : إلى أن يَفهمَه من لم يَفهمْه يكون قد مَلـَّه مَن فهمَه.
سراجي
/
حـب الدّنيـا
حـب الدّنيـا
قال جعفر الخلدي : من أراد أن يستكتم سرّا له، فليستكتم رويم بن أحمد، فإنه كتم حب الدنيا أربعين سنة. فقيل له : كيف؟ قال : كان يتصوف أربعين سنة. ثم وُلـِّيَ بعد ذلك إسماعيل بن إسحاق قضاء بغداد، وكانت بينهما مودة وكيدة. فجذبه إليه، وجعله وكيلاً على بابه. فترك الصوفية والتصوف والتوكل، ولبس الخز والقصيب، وركب الحمير والبغال، وأكل الطيبات وبنى الدور. وإذا هو كان يكتم حب الدنيا حين كان عاجزاً عن أن يحوزها، فلما وجدها أظهر ما كان يكتم من حبها.
سراجي
/
عيوب إياس بن معاوية
عيوب إياس بن معاوية
قيل لإياس بن معاوية القاضي : إن فيك عيوبـًا : دمامة الشكل، وإعجابك بقولك، وعَجَلتك بالحُكم فقال : أما الدمامة فليس أمرُها إليّ. وأما الإعجاب بالقول، أفليس يعجبكم ما أقول؟ قالوا : نعم. قال : فأنا أحقّ بالإعجاب بقولي. وأما العجلة بالحكم، فكم هذه؟ ومدّ أصابع يده. قالوا : خمس. فقال : أَعْجَلـْتم بالجواب ولم تَعـُدُّوها إصبعـًا إصبعـًا. قالوا : كيف نعدّ ما نعلمه؟! فقال : وأنا، كيف أؤخر حُكم ما أعلمه؟!
سراجي
/
وشاية حاسد
وشاية حاسد
حقد شيخ أشيب على أحد المقربين من فخر الملك - فوشى به عنده في مقال رفعه، فوقـَّع فخر الملك على المقال بما يأتي : السعاية قبيحة وإن كانت صحيحة، فإن كنت أجريتها مجرى النصح. فخسرانك فيها أكثر من الربح، ومعاذ الله أن نقبل من مهتوك في مستور، ولولا أنك في خفارة شيبك لقابلتك بما يشبه مقالك، ويردع أمثالك، فاكتم هذا العيب واتق من يعلم الغيب، والسلام على من لا سلام عليه.
سراجي
/
السلحفاة والطفل
السلحفاة والطفل
يُحكى أن أحد الأطفال كان لديه سلحفاة يطعمها ويلعب معها. وفي إحدى ليالي الشتاء الباردة، جاء الطفل لسلحفاته العزيزة فوجدها قد دخلت في غلافها الصلب طلبا للدفء، فحاول أن يخرجها فأبت.. ضربها بالعصا فلم تأبه به.. صرخ فيها فزادت تمنعا..
فدخل عليه أبوه وهو غاضب حانق، فقال له : ماذا بك يا بني؟.. فحكى له مشكلته مع السلحفاة، فابتسم الأب وقال له : دعها وتعال معي!..
ثم أشعل الأب المدفأة، وجلس بجوارها هو والابن يتحدثان.. ورويدا رويدا، وإذ بالسلحفاة تقترب منهم طالبة الدفء.. فابتسم الأب لطفله وقال : يا بني الناس كالسلحفاة، إن أردتهم أن ينزلوا عند رأيك، فأدفئهم بعطفك، ولا تكرههم على فعل ما تريد بعصاك!..
وهذه إحدى أسرار الشخصيات الساحرة المؤثرة في الحياة، فهم يدفعون الناس إلى حبهم وتقديرهم، ومن ثم طاعتهم، عبر إعطائهم من دفء قلوبهم ومشاعرهم الكثير والكثير.
المثل الانجليزي يقول : (قد تستطيع أن تجبر الحصان أن يذهب للنهر، لكنك أبدأ لن تستطيع أن تجبره أن يشرب منه!).
كذلك البشر يا صديقي، يمكنك إرهابهم وإخافتهم بسطوة أو مُلك.. لكنك أبدأ لن تستطيع أن تسكن في قلوبهم، إلا بدفء مشاعرك، وصفاء قلبك، ونقاء روحك.. وها هو رسولنا - صلى الله عليه وآله وسلم - يخبر الطامح لكسب قلوب الناس بأهمية المشاعر والأحاسيس، فيقول : (إنكم لن تسعوا الناس بأموالكم، ولكن يسعهم منكم بسط الوجه وحسن الخلق).
إن قلبك هو المغناطيس الذي يجذب الناس.. فلا تدع بينه وبين قلب من تحب حائلاً!.. وتذكر أن الناس كالسلحفاة، تبحث عن الدفء!..
كاظم
/
يا لتدبير الرب!..
جاء ت امرأة إلى نبي الله داوود (عليه السلام)، قالت : يا نبي الله!.. أربك ظالم أم عادل؟!..
فقال داود : ويحك يا امرأة!.. هو العدل الذي لا يجور!.. ثم قال لها : ما قصتك؟..
قالت : أنا أرملة عندي ثلاث بنات أقوم عليهن من غزل يدي، فلما كان أمس شدّدت غزلي في خرقة حمراء وأردت أن أذهب إلى السوق لأبيعه وأبلّغ به أطفالي، فإذا أنا بطائر قد انقض عليّ وأخذ الخرقة والغزل وذهب، وبقيت حزينة لا أملك شيئاً أبلّغ به أطفالي.
فبينما المرأة مع داود (عليه السلام) في الكلام، إذا بالباب يطرق على داود، فأذن له بالدخول، وإذا بعشرة من التجار كل واحد بيده مائة دينار، فقالوا : يا نبي الله، أعطها لمستحقها.
فقال لهم داود (عليه السلام): ما كان سبب حملكم هذا المال؟..
قالوا : يا نبي الله، كنا في مركب فهاجت علينا الريح وأشرفنا على الغرق، فإذا بطائر قد ألقى علينا خرقة حمراء وفيها
غزل، فسدّدنا به عيب المركب، فهانت علينا الريح وانسد العيب، ونذرنا لله أن يتصدّق كل واحد منا بمائة دينار.. وهذا المال بين يديك، فتصدق به على من أردت!..
فالتفت داود - عليه السلام - إلى المرأة و قال لها : رب يتاجر لكِ في البر والبحر، وتجعلينه ظالمًا!.. وأعطاها الألف دينار، وقال : أنفقيها على أطفالك.
سراجي
/
نوادر٢
عرض أبو دلامة إلى يزيد بن مزيد، و هو قادم من الريّ، فأخذ بعنان فرسه و أنشد :
إنّي نذرت لإن رأيتك سالمـــــا *** بقُرى العراق وأنت ذو وفــــــــر
لتصلّيـنّ على النبـيّ محمّــــد *** ولتمــــلأنّ دراهمــا حجــــري
فقال له : أمّا الصّلاة على محمّد فصلّى الله على محمّد، وأمّا الدّراهم فإلى أن أرجع إن شاء الله. فقال له : لا تفرّقْ بينها لا فرّق الله بينك وبين محمّد في الجنّة!.. فاقترضها من أصحابه وصبّها في حجره حتّى أثقلته.
وكتب أبو دلامة إلى عيسى بن موسى، وهو والي الكوفة، رقعة فيها هذه البيات :
إذا جئتَ أميـــر َالمؤمنين فقل ســــلامٌ *** عليك ورحمة الله الرّحيــــــم
وأمّـــا بعـــــد ذاك فلـي غريــمٍ *** من الأعراب قبّـح من غريــــم
لَـــزومٌ مـــا علمــت ببــاب داري *** لزوم الكلب أصحاب الرّقيـــــم
لـه مــائة علـيّ ونصـف أخــــرى *** ونصـف النّصـف من صكّ قديــم
دراهم ما انتفـعـــت بهــــا ولكــن *** حبوْتُ بهــا شيــوخ بني تميـم
وروى علي بن العباس قال : سمعت الحسيني بن عمرو العنقري يقول :
دق رجل على أبي نعيم الفضل بن دكين الباب، فقال : من ذا؟
قال : أنا.
قال : من أنا؟
قال : رجل من ولد آدم.
فخرج إليه أبو نعيم، وقبّله، وقال : مرحباً وأهلاً، ما ظننت أنه بقي من هذا النسل أحد.
قال الحافظ محمد بن طاهر :
سمعت أبا إسحاق الحبال يقول : كنا يوماً نقرأ على شيخ، فقرأنا قوله عليه السلام : (لا يدخل الجنة قتات)، وكان في الجماعة رجل يبيع القت وهو علف الدواب فقام وبكى، وقال : أتوب إلى الله، فقيل له : ليس هو ذاك، لكنه النمام الذي ينقل الحديث من قوم إلى قوم يؤذيهم، قال : فسكن وطابت نفسه.
عن الأعمش قال : أتى رجل إلى الشعبي فقال : ما اسم امرأة إبليس؟.. فقال : ذلك عُرس ما شَهدِتُه!.
روى مجالد : أن رجلاً مغفلاً لقي الشعبيّ ومعه امرأة تمشي، فقال : أيُكما الشعبيّ؟ قال : هذه!..
السلام عليك يا قاضي الشياطين
حكي أن محمد بن محمد بن عبد الرحيم المعروف بالزغبي المتوفى سنة ٩٧٨هـ، دخل مرة على بعض القضاة بدمشق، فقال : السلام عليكم يا قاضي الشياطين!.. فغضب منه القاضي، فقال له : لا تغضب، واصبر حتى أبين لك!.. إذا كان لأحد عندي حق، فدفعته إليه، ولم أظلمه منه شيئاً.. أو كان لي عند أحد حق، فأعطاني حقي.. أترانا نجيء إليك؟..
حتى إذا أراد أحدنا أن يظلم الآخر، أو جحد شيئاً من حقه، أو استطال عليه، جئنا إليك.. فأنت لست بقاضي المحقين، وإنما أنت قاضي المبطلين والشياطين!.. فسري عن القاضي، وانبسط معه!..
سراجي
/
نوادر
النادرة الأولى : ابن سيرين والحسد
قال التابعي الجليل محمد بن سيرين :
ما حسدت أحدا على شيء من أمر الدنيا.. لأنه إن كان من أهل الجنة، فكيف أحسده على شيء من أمر الدنيا، وهو يصير إلى الجنة؟!.. وإن كان من أهل النار، فكيف أحسده على شيء من أمر الدنيا، وهو يصير إلى النار؟!..
النادرة الثانية : الأغنياء والعلماء
قيل لأحد الحكماء : الأغنياء أفضل أم العلماء؟..
قال : العلماء.
قيل له : فما بال العلماء يأتون أبواب الأغنياء، كثر مما يأتي الأغنياء أبواب العلماء؟..
قال : ذلك لمعرفة العلماء بفضل المال، وجهل الأغنياء بحق العلم.
النادرة الثالثة : أب يعظ ابنه
كان صالح اللخمي الدمشقي شاعرا وحكيما، وقد ذكر عنه أنه
وعظ ابنه مرة وقال :
يا بني، إذا مربك يوم وليلة، قد سلم فيهما دينك وجسمك ومالك، فأكثر الشكر لله تعالى.. فكم من مسلوب دينه، ومنزوع ملكه، ومهتوك ستره، ومقصوم ظهره، في ذلك اليوم، وأنت في عافية!..
النادرة الرابعة : بيتهم قبر
سمع صبي فقير، امرأة في جنازة تقول : يذهبون بك إلى بيت ٍ ذاهبون به إلى بيتنا!..
النادرة الخامسة : الحسنة والسيئة
قال عبد الله بن عباس :
إن للحسنة نوراً في القلب, وزينا في الوجه, وقوة في البدن، وسعة في الرزق, ومحبة في قلوب الناس..
وإن للسيئة ظلمة في القلب, وشينا ًفي الوجه, وضعفا في البدن, ونقصا في الرزق, وبغضا في قلوب الخلق.
النادرة السادسة : العاقل والقرائن الدالة عليه
قيل لبعض الحكماء : بماذا يُعرف عقل الرجل؟
فقال : بقلة سقطه في الكلام، وكثرة إصابته فيه.
فقيل له : وإن كان غائبا؟..
فقال : بإحدى ثلاث : إما برسوله، وإما بكتابه، وإما بهديته.. فإن رسوله قائم مقام نفسه.. وكتابه وصف نطق لسانه.. وهديته عنوان همته، فبقدر ما يكون فيها من نقص، يحكم على صاحبها.
النادرة السابعة : الأيام
الأيام خمسة :
يوم مفقود، وهو أمس.
ويوم مشهود، وهو يومك الذي أنت فيه.
ويوم مورود، وهو غدك.
ويوم موعود، وهو وآخر أيامك من الدنيا.
ويوم ممدود، وهو يوم القيامة.
النادرة الثامنة : لا تجادل المجنون
بعث الرشيد وزيره ثمامة إلى دار المجانين ليتفقد أحوالهم، فرأى شابا حسن الوجه يبدو وكأنه صحيح العقل، فأحب أن يكلمه, فقاطعه المجنون بقوله : أريد أن أسألك سؤالا، فقال الوزير : هات سؤالك!..
فقال الشاب : متى يجد النائم لذة النوم؟..
فقال الوزير : حين يستيقظ.
فقال الشاب : كيف يجد اللذة، وقد زال سببها؟!..
فقال الوزير : بل يجد اللذة قبل النوم.
فاعترضه الشاب بقوله : وكيف يجد اللذة بشيء، لم يذق طعمه بعد؟!..
فقال الوزير : بل يجدها حال النوم.
فرد عليه الشاب بقوله : إن النائم لا شعور له, فكيف تكون لذة بلا شعور؟!..
فبهت الوزير، ولم بجد جوابا, وانصرف وهو يقسم ألا يجادل مجنونا أبدا!..
النادرة التاسعة : وهذه نوادر أبو دلامة :
كان أبو دلامة بين يدي المنصور واقفا.
فقال له : سلني حاجتك!..
فقال أبو دلامة : كلب أتصيد به!..
قال : أعطوه كلبا!..
قال : ودابة أتصيد عليها!..
قال : أعطوه دابة!..
قال : وغلام يصيد بالكلب، ويقوده!..
قال : أعطوه غلاما!..
قال : وجارية تصلح لنا الصيد، وتطعمنا منه!..
قال : أعطوه جارية!..
قال : هؤلاء - يا أمير المؤمنين!- عبيدك، فلا بد من دار يسكنونها!..
قال : أعطوه دارا تجمعهم!...
قال : فإن لم تكن لهم ضيعة، فمن أين يعيشون؟..
قال : أعطيتك مئة جريب عامرة، ومئة جريب غامرة!...
قال : وما الغامرة؟..
قال : ما لا نبات فيه.
فقال : قد أقطعتك أنا - يا أمير المؤمنين!- خمسمئة ألف جريب غامرة، في فيافي بني أسد!..
فضحك، وقال : اجعلوها كلها عامرة!...
قال : فأذن لي أن أقبل يدك!...
قال : أما هذه فدعها!...
قال : والله، ما منعت عيالي شيئا، أقل ضررا عليهم منها!..
النادرة العاشرة : فطنة وذكاء
خرج الحجاج للصيد، ولما ابتعد عن جنده مر بأعرابي يرعى إبلاً..
فقال له الحجاج : كيف هي سيرة أميركم الحجاج؟..
فقال الأعرابي : غشُومٌ ظلومٌ، لا حياه الله، ولا بياه!..
فقال الحجاج : فلو شكوتموه إلى أمير المؤمنين؟..
فقال الأعرابي : هو أظلم منه وأغشم، عليه لعنة الله!..
فذهب الحجاج حتى وصل جنده، ثم قال لهم : هاتوا الأعرابي، وقيدوه معنا إلى القصر..
فأخذوه وحملوه, فلما ساروا، سأل الأعرابي الجند :
من هذا؟..
فقالوا له : الأمير الحجاج.
فعلم أنه قد أحيط به, فحرك دابته، حتى صار بالقرب من الحجاج...
فنادى الأعرابي : أيها الأمير!..
فقال الحجاج : ما تشاء يا أعرابي؟..
فقال الأعرابي : أحب أن يكون السر الذي بيني وبينك مكتوما!..
فتوقف الحجاج، وضحك من قوله كثيرا، ثم أخلى سبيله!..
سراجي
/
طرائف
مبادرات :
تزوج أعرابي على كبر سنه، فعوتب على مصير أولاده القادمين..
فقال : أبادرهم باليتم، قبل أن يبادروني بالعقوق!..
مراقبة لصيقة :
حضر إعرابي صفوة هشام بن عبد الملك، فبينما هو يأكل إذ تعلقت شعرة بلقمة الأعرابي..
فقال له هشام : عندك شعر في لقمتك، يا أعرابي!..
فقال : وإنك لتلاحظني ملاحظة من يرى الشعرة في لقمتي!.. والله لا أكلت عندك أبدا!..
وخرج وهو يقول :
والموت خير من زيارة باخل *** يلاحظ أطراف الأكل على عمد
مديح بما يشبه الذم :
حكى الأصمعي قال : كنت أسير في إحدى شوارع الكوفة، وإذا بأعرابي يحمل قطعة من القماش، فسألني أن أدله على خياط قريب، فأخذته إلى خياط يدعى (زيدا)، وكان أعوراً..
فقال الخياط : والله لأخيطنه خياطة ًً لا تدري أقباء هو أم دراج!..
فقال الأعرابي : والله لأقولن فيك شعرا، لا تدري أمدحٌ هو أم هجاء!..
فلما أتم الخياط الثوب، أخذه الأعرابي، ولم يعرف هل يلبسه على أنه قباء أو دراج!..
فقال في الخياط هذا الشعر : خاط لي زيد قباء *** ليت عينيه سواء
فلم يدرِ الخياط، أدعاء له، أم دعاء ٌ عليه!..
سرك في بير :
انفرد الحجاج يوما عن عسكره، فلقي أعرابياً، فقال : يا وجه العرب كيف الحجاج؟
فقال : الظالم الغاشم!..
فقال : فهل شكوته لعبد الملك؟..
فقال : لعنه الله، أظلم منه وأغشم!..
وأحاط به العسكر، فقال : أركبوا البدوي..
فسأل عنه، فقالوا : هو الحجاج.. فركض من الفرس خلفه، وقال : يا حجاج!.. قال : مالك!.. قال : السر الذي بيني وبينك لا يطلع عليه أحد!.. فضحك وخلاه.
سراجي
/
لولا فصاحتهم لضرب أعناقهم
لولا فصاحتهم لضرب أعناقهم
لما تولى الحجاج شؤون أرض العراق، أمر أحد مرؤوسيه أن يطوف بالليل، فمن وجده بعد العشاء ضرب عنقه.. فطاف ليلة، فوجد ثلاثة صبيان، فأحاط بهم وسألهم : من أنتم، حتى خالفتم الأمر؟!..
فقال الأول :
أنا ابن الذي دانت الرقاب له *** ما بين محزومها وهاشمها
تأتي إليه الرقاب صاغرة *** يأخذ من مالها ومن دمها
فأمسك عن قتله، وقال لعله من أقارب الأمير.
فقال الثاني :
أنا ابن الذي لا ينزل الدهر قدره *** وإن نزلت يوماً فسوف تعود
ترى الناس أفواجاً إلى ضوء ناره *** فمنهم قيام حولها وقعود
فتأخر عن قتله وقال : لعله من أشراف العرب الكرام.
وقال الثالث :
أنا ابن الذي خاض الصفوف بعزمه *** وقومها بالسيف حتى استقامت
ركاباه لا تنفك رجلاه منهما *** إذا الخيل في يوم الكريهة ولت
فترك قتله وقال : لعله من شجعان العرب.
فلما أصبح رفع أمرهم إلى الحجاج، وأحضرهم، وكشف عن حالهم، فإذا بالأول إبن حجام (حلاق)، والثاني ابن بائع فول، والثالث ابن حائك ثياب!..
فتعجب الحجاج من قصائدهم، وقال لجلسائه : علموا أولادكم الأدب، فلولا فصاحتهم، لضرب أعناقهم!..
ثم أطلقهم وأنشد :
كن ابن من شئت واكتسب أدبا *** يغنك محموده عن النسب
إن الفتى من قال هاأنذا *** ليس الفتى من يقول كان أبي
سراجي
/
الحب والزمن
الحب والزمن
في يوم من الأيام، كان هناك جزيرة يعيش فيها كل الأحاسيس : الحب، السعادة، الحزن، المعرفة وغيرها.
وفي يوم من الأيام، وصل لجميع الأحاسيس علم، بأن الجزيرة ستغرق في قلب المحيط.. جميع الأحاسيس بدأت في تجهيز القوارب للرحيل، ما عدا الحب الذي فضل أن يستمتع بجمال الجزيرة، حتى آخر لحظة.
وعندما بدأت الجزيرة في الهبوط لأخر جزء فيها، بدأ الحب في البحث عن من يساعده في هذه اللحظة..
مر به الغني بقارب كبير، فقال له : الحب يا غني، سآتي معك في قاربك!..
ولكن الغنى أجاب - معتذراً -: بأن قاربه مليء بالذهب والفضة، ولا توجد أي من الغرف الخالية.
قرر الحب أن يسأل الغرور، الذي كان يمر به في قارب غاية في الجمال، فقال له - وهو يبكي -: يا غرور!.. أرجوك ساعدني!.. ولكنة أيضا أعتذر بأن قال : أنت مبلل بالماء، وستفسد قاربي الجميل.
ثم وجد الحب الحزن يمر به، فقال له : أرجوك دعني أذهب معك!.. ولكن الحزن أجاب : آسف أرغب في أن أكون وحدي.
ظل الحب يبكي، وحينها رأى السعادة تمر به، قال لها - وهو يبكي -: أرجوك خذيني معك!.. ولكنها كانت في غمر سعادتها، ولم تسمع الحب وهو يناديها.
ظل الحب يبكي، وحينها سمع صوتا يقول له : تعال يا حب!.. أنا سآخذك معي!.. كان عجوزا، ولكن الحب شعر بالسعادة والنعمة، ولكنه نسي أن يسأله عن اسمه.. وعندما قارب على الوصول إلى الشاطئ، ذهب العجوز في طريقه.. وعندها أدرك الحب، كم هو مدين لهذا العجوز!..
نظر الحب للمعرفة، وسألها : من يكون هذا العجوز الذي ساعدني؟..
أجابت المعرفة : إنه الزمن.
فسأل الحب : ولكن لماذا الزمن ساعدني، في الوقت الذي لم يرغب أحد في مساعدتي؟..
ابتسمت المعرفة، وأجابت بكل حكمة وصدق : لأن الزمن هو الوحيد الذي يقدر كم هو عظيم الحب!..
راجي
/
لقمة الحلال
لقمة الحلال
لما سأل الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام) النبي (صلى الله عليه وآله) قال : ما أفضل الأعمال؟، قال : الورع عن محارم الله
كلما كان الإنسان متحفظا في مأكله و طعامه، كان نباته حسنا، و أعظم شيء يذكر في هذا المجال قصة المحقق الاردبيلي، فهو نتاج لقمة الحلال، و طهارة النطفة التي تعتبر أساساً لمخلوق جيد.
فقد جاء والده إلى قناة يملأ قربته ماء ً فرأى تفاحة تجري على الماء، فأخذها و أكلها، ولكنه وقف فجأة يفكر، كيف أكل التفاحة، و لم يستأذن من صاحبها، فأخذ يعاتب نفسه على هذا التصرف الذي لا ينبغي صدوره منه، و لذا فكر في أن يمشي باتجاه معاكس لجريان الماء، لعله يصل إلى صاحب التفاحة، فيسترضيه على أكله لها، مشى مسافة حتى وصل إلى مزرعة التفاح، فلقي صاحب المزرعة، و كان عليه سيماء الصالحين فقال له : إن تفاحة كانت تجري على الماء في القناة، فأخذتها، و أكلتها أرجوك أرض عني!
أجابه الرجل : كلا لن أرضى عنك.
قال : أعطيك ثمنها.
قال : لا
و بعد الإصرار و الإلحاح الشديدين وافق صاحب المزرعة، أن يرضَ عنه ولكن بشرط واحد!
قال الشاب : فما هو الشرط؟
أجاب الرجل : عندي ابنة عمياء، صماء، خرساء، مشلولة الأرجل، إذا وافقت أن تتزوجها أرضَ عنك وإلا فلا!
يقول (صلى الله عليه وآله) : لا يقدر رجل على حرام ثم يدعه ليس به إلاّ مخافة الله إلاّ أبدله الله في عاجل الدنيا قبل الآخرة
فلما رأى الشاب أنه لا سبيل إلى جلب رضاه إلا بالموافقة على هذا الشرط الصعب، دعاه إيمانه إلى الموافقة. و هو يندب حظه، و يسترجع (يسترجع : أي يقول إنا لله و إنا إليه راجعون) على هذا البلاء العظيم جراء تفاحة. مضت الأمور كما يريد أبو البنت، و قرأ العقد، و تزوج الشاب، و عند دخوله على عروسه فوجى ء بعروس ذات قامة ممشوقة، و هي في غاية الجمال، أنها مواصفات نقيضة للمواصفات التي ذكرها له أبوها. فخرج الشاب مسرعا (خشية حدوث خطأ في الزواج فتحدث له مشكلة أخرى) و إذا بالرجل ينتظره مبتسماً قال : خيراً إلى أين؟
قال الشاب : إن البنت التي ذكرت لي وصفها ليست هي العروس التي دخلت عليها؟!
أجابه الرجل : إنها هي. لأني حينما وجدتك جاداً في جلب رضاي لأكلك تفاحة خرجت عن حيازتي، و سقطت في الماء و أخذها الماء مسافة بعيدة و جئت تطلب الحل، علمت إنك الشاب الذي كنت انتظره منذ أمد لأزوجه ابنتي الصالحة هذه. و لقد قلت لك : إنها عمياء خرساء، فلأنها لم تنظر، ولم تكلم رجلا أجنبيا قط.
و قلت لك : إنها مشلولة، فلأنها لم تخرج من المنزل لتدور في الطرق، و إنها صماء، فلأنها لم تستمع إلى غيبة أو غناء، أليست هذه فتاة مؤمنة يستحقها شاب مثلك؟
فقد ورد عن النبي (صلى الله عليه وآله) : ترك لقمة الحرام أحب إلى الله من صلاة ألفي ركعة تطوعًا
و كان ثمار هذا الزواج المبارك ولادة إنسان اشتهر في ورعه و تقواه وقربه إلى الله و حبه للنبي (صلى الله عليه وآله) ومودته العميقة لأهل البيت (عليهم السلام) و عرف عنه كثرة ملاقاته لمولانا صاحب العصر و الزمان، و هو المقدس الجليل الشيخ أحمد الاردبيلي.
ولكي نعلم كيف صار الشيخ المقدس، هكذا لننظر إلى أمه ماذا تقول حينما سُئلت كيف صار ولدها الشيخ بهذا المقام؟ فأجابت : أني لم آكل في حياتي لقمة مشبوهة، و قبل إرضاع طفلي كنت مداومة على إسباغ الوضو ء، ولم انظر إلى رجل أجنبي بريبة قط، و سعيت في تربية طفلي أن أراعي النظافة و الطهارة، و أن يصاحب الأولاد الصالحين.
ونحن حينما نتأمل هذه الحادثة العظيمة نعرف كيف يكون أثر لقمة الحلال، و كيف يؤثر الاجتناب عن المحرمات، و ردع النفس عن الاقتحام في الشبهات و المحظورات. فقد ورد عن النبي (صلى الله عليه وآله) : ترك لقمة الحرام أحب إلى الله من صلاة ألفي ركعة تطوعًا، (عدة الداعي : ٦٥).
لما سأل الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام) النبي (صلى الله عليه وآله) قال : ما أفضل الأعمال؟، قال : الورع عن محارم الله، (بحار الأنوار ٤٢ : ١٩٠)، و يقول (صلى الله عليه وآله) : لا يقدر رجل على حرام ثم يدعه ليس به إلاّ مخافة الله إلاّ أبدله الله في عاجل الدنيا قبل الآخرة، (كنز العمال ١٥ : ٧٨٧).
fawzia - london
/
اعرف قدر كل شيء تملكه
في يوم من الأيام كان هناك رجل ثري جدا أخذ ابنه في رحلة إلى بلد فقير، ليري ابنه كيف يعيش الفقراء, لقد أمضوا أياما وليالي في مزرعة تعيش فيها أسرة فقير.
في طريق العودة من الرحلة سأل الأب ابنه : كيف كانت الرحلة؟
قال الابن : كانت الرحلة ممتازة.
قال الأب : هل رأيت كيف يعيش الفقراء؟
قال الابن : نعم.
قال الاب : إذا أخبرني ماذا تعلمت من هذه الرحلة؟
قال الابن : لقد رأيت أننا نملك كلبا واحدا، وهم (الفقراء) يملكون أربعة.
ونحن لدينا بركة ماء في وسط حديقتنا، وهم لديهم جدول ليس له نهاية.
لقد جلبنا الفوانيس لنضيء حديقتنا، وهم لديهم النجوم تتلألأ في السماء.
باحة بيتنا تنتهي عند الحديقة الأمامية، ولهم امتداد الأفق.
لدينا مساحة صغيرة نعيش عليها، وعندهم مساحات تتجاوز تلك الحقول.
لدينا خدم يقومون على خدمتنا، وهم يقومون بخدمة بعضهم البعض.
نحن نشتري طعامنا، وهم يأكلون ما يزرعون.
نحن نملك جدراناً عالية لكي تحمينا، وهم يملكون أصدقاء يحمونهم.
كان والد الطفل صامتا.. عندها أردف الطفل قائلا : شكرا لك يا أبي!.. لأنك أريتني كيف أننا فقراء!..
ألا تعتبرها نظرة رائعة؟..
تجعلك ممتنا، أن تشكر الله تعالى على كل ما أعطاك، بدلا من التفكير والقلق فيما لا تملك!..
اعرف قدر كل شيء تملكه!..
سراجي
/
قصة الكوخ
هبت عاصفة شديدة، على سفينة في عرض البحر، فأغرقتها.. ونجا بعض الركاب، منهم رجل أخذت الأمواج تتلاعب به، حتى ألقت به على شاطئ جزيرة مجهولة ومهجورة.
ما كاد الرجل يفيق من إغمائه ويلتقط أنفاسه، حتى سقط على ركبتيه، وطلب من الله المعونة والمساعدة، وسأله أن ينقذه من هذا الوضع الأليم.
مرت عدة أيام، كان الرجل يقتات خلالها من ثمار الشجر، وما يصطاده من أرانب، ويشرب من جدول مياه قريب، وينام في كوخ صغير، بناه من أعواد الشجر, ليحتمي فيه من برد الليل وحر النهار.
وذات يوم، أخذ الرجل يتجول حول كوخه قليلا، ريثما ينضج طعامه الموضوع على بعض أعواد الخشب المتقدة.. ولكنه عندما عاد، فوجئ بأن النار التهمت كل ما حولها.
فأخذ يصرخ : لماذا يا رب؟!.. حتى الكوخ احترق!.. لم يعد يتبقى لي شيء في هذه الدنيا!.. وأنا غريب في هذا المكان!.. والآن أيضاً يحترق الكوخ الذي أنام فيه!.. لماذا - يا رب - كل هذه المصائب تأتى على؟!..
ونام الرجل من الحزن، وهو جوعان.. ولكن في الصباح، كانت هناك مفاجأة في انتظاره!.. إذ وجد سفينة تقترب من الجزيرة، وتنزل منها قارباً صغيراً لإنقاذه.
أما الرجل فعندما صعد على سطح السفينة، أخذ يسألهم كيف وجدوا مكانه، فأجابوه :
لقد رأينا دخاناً، فعرفنا إن شخصاً ما، يطلب الإنقاذ!..
فسبحان من علِم بحاله، ورأى مكانه!..
سبحانه مدبر الأمور كلها، من حيث لا ندري ولا نعلم!..
إذا ساء ت ظروفك، فلا تخف.. فقط ثِق بأن الله تعالى له حكمة، في كل شيء يحدث لك، وأحسن الظن به.. وعندما يحترق كوخك، اعلم أن الله يسعى لإنقاذك.
fawzia - london
/
القدر المحتوم
القدر المحتوم
الواقعة الأولى :
قبل فترة قرأت كتاباً جميلاً، يدعى ألغاز العقل (أو Mysteries of the Mind)، تضمن قصة من أسبانيا تستحق الذكر.. فقد كان السيد " جايم كاستل " ينتظر ولادة طفله الأول، ولكنه بدأ يحلم قبل ولادته بثلاثة أشهر، بمن يخبره بأنه لن يرى ذلك الطفل أبداً.. ومع تكرار الحلم، أيقن أنه سيموت لا محالة.. فسارع بالتأمين على حياته، بمبلغ (٧) ملايين بزيستا، تدفع بعد موته لطفله الجديد. وبعد أسبوعين اصطدمت به سيارة منحرفة، فمات على الفور.. غير أن شركة التأمين، علمت بقضية الحلم من أحد الأقرباء، فرفضت دفع مبلغ التأمين، بحجة أن كاستل كان يعلم بأمر موته قبل وفاته.. وهكذا ظلت القضية عالقة في المحاكم بين أخذ ورد، حتى صرفت للطفل قبل عامين فقط!..
الواقعة الثانية :
هذه القصة ذكرتني بمثيل لها حدثت إبان الثورة الأمريكية.. فقد حلم الوزير المالي للمستعمرات الشرقية " روبرت موريس "، بأنه سيقتل بواسطة قذيفة مدفعية، أثناء زيارته لإحدى سفن البحرية في اليوم التالي. وقد أقلقه الحلم لدرجة فكر بإلغاء الزيارة.. إلا أنه عدل عن رأيه، وقرر اتخاذ " الاحتياطات " اللازمة، فأصدر أوامره إلى كابتن السفينة بأن لا تطلق مدافع التحية أبدا، حتى يعود إلى الشاطئ. كما حذره من حمل الجنود لأي أسلحة نارية، أو وجود أي بارود على ظهر السفينة. وفعلا انتهت الزيارة بسلام، واستقل موريس وأعوانه أحد القوارب نحو الشاطئ.. وفي تلك الأثناء، وبينما كان كابتن السفينة يراقب وصول القارب، وقفت ذبابة على أنفه، وحين رفع يده ليبعدها، ظن أحد الجنود أنها إشارة البدء بإطلاق مدافع التحية.. وهكذا أطلق الجندي قذيفة، انحرفت باتجاه القارب الذي يستقله موريس، فتسبب في موته، وهو يهم بالنزول للشاطئ.
(المصدر : The American Society Mag - أبريل ١٩٧٠)
الواقعة الثالثة :
أما قصتنا الثالثة فحادثة مشهورة وقعت في يوليو ١٩٠٠ حين وصل ملك إيطاليا (أمبرتو الأول) إلى مدينة مونزا، ليفتتح حفلاً رياضياً في اليوم التالي. وفي ليلة وصوله خرج سراً مع مساعده (دي كامب جن)، إلى أحد المطاعم لتناول الغداء. وكان المطعم مزدحما، بحيث قام صاحب المطعم بخدمتهما.. ولكن ما إن اقترب الرجل من طاولتهما حتى عقدت الدهشة ألسنة الرجال الثلاثة ؛ فقد كان صاحب المطعم يشبه الملك في كل شيء، في الملامح، والجسم، وحتى في الشنب الكبير!.. وسرعان ما نسي الملك أمر الطعام، ودخل في نقاش طويل مع الرجل (الذي يجهل هويته)، حول هذه المصادفة الغريبة. وكان كلما استطرد في الكلام، زادت دهشته من تشابه التفاصيل، فالرجل ولد في نفس المدينة، وفي نفس التاريخ (١٤ مايو ١٨٤٤)، وكان له نفس الاسم، وتزوج معه في نفس اليوم (٢٢ أبريل ١٨٦٨) من امرأتين لهما نفس الاسم (مارجريتا)، وكان لكليهما ابن بكر يدعى (فتيريو)، كما افتتح مطعمه في ذات اليوم الذي توج فيه الملك على إيطاليا!..
وما إن عاد صاحب المطعم لعمله، حتى قال الملك لمساعده : هذا الرجل سيفيدني في أشياء كثيرة، تأكد من حضوره حفل الافتتاح غداً!..
وفي اليوم التالي، تفقد الملك شبيهه، فلم يجده.. وحين سأل مساعده، بدا عليه الارتباك، وأخبره أن صاحب المطعم أصيب بطلق ناري خلال شجار، وقع في المطعم، فتوفي " قبل قليل ".. عندها ارتعد الملك، وشعر بغصة في حلقه، فالقتيل كان يسبقه دائما بساعات قليلة.. وعلى الفور نادى حرسه الخاص، وأغلق المكان، وحاول الهرب.. ولكن " محاولة الهرب " قربته من مجرم ثائر، أطلق عليه ثلاث رصاصات قاتلة، فكانت نهاية الملكية في إيطاليا!.
(المصدر : Mysteries Of Unexplain)
هذه القصص الثلاث، تثبت استحالة هرب المرء من قدره، مهما حاول، مصداقاً لقوله تعالى : أينما تكونوا يدركم الموت ولو كنتم في بروج مشيدة.. والعجيب أكثر أن من قدر لهم الإطلاع على تفاصيل وفاتهم، (من خلال الأحلام أو الرؤى مثلاً)، كثيرا ما ينتهون للموت بسبب " الاحتياطات " و " إجراء ات الحماية "، التي اتخذوها بأنفسهم.
سراجي
/
قصة أبي حسان الزيادي
قصة أبي حسان الزيادي
حدّث أبو حسان الزيادي قال : ألمت بي ضائقة ٌ بلغت الغاية، حتى ألحّ عليّ القصّاب والبقّال والخبّاز وسائر المعاملين ولم تبق لي حيلة لسداد الدين. فإني ليوما على هذا الحال، وأنا مفكر في الحيلة، إذ دخل عليّ الغلام فقال : رجل خراساني بالباب يستأذن. فقلت له : ائذن له. فدخل الخراساني فسلّم، ثم قال : ألست أبا حسان؟ قلت : نعم، فما حاجتُك؟ قال : أنا رجل غريب وأريد الحج، ومعي عشرة آلاف درهم، وأريد أن أودعها عندك إلى أن أقضي حجي وأرجع. فقلت : هاتها. فأحضرها وخرج بعد أن وزنها وخَتَمها. فلما خرج فككت الخاتم، ثم أحضرت المعاملين فقضيتُ كل ما كان له عليّ دين، واتسعتُ وأنفقتُ، وقلت : أضمن هذا المال للخراساني، وإلى أن يجيء يكون الله قد أتى بفرج من عنده. فلما أصبحتُ من غد ذلك اليوم، دخل إليّ الغلام فقال : الخراساني بالباب يستأذن. فقلت ائذن له. فدخل فقال : كنتُ عازما على ما أعلمتُك، ثم وَرَدَ عليّ الخبر بوفاة والدي، وقد عزمت على الرجوع إلى بلدي. فتأمر لي بالمال الذي أعطيتُك أمس! فَوَرَدَ عليّ أمرٌ لم يرد عليّ مثله قط، وتحيّرتُ فلم أدر بما أجيبه، وفكّرت : ماذا أقول للرجل؟ ثم قلت له : نعم، عافاك الله، ولكن منزلي هذا ليس بالحريز، ولما أخذتُ مالك أودعته في مكان آخر. فعُدْ إليّ في غدٍ لتأخذه. فانصرف، وبقيت متحيرا لا أدري ما أعمل. إن جَحَدْتُه وأنكرت أخذ المال كانت الفضيحة في الدنيا والآخرة. وأدركني الليل فلم يأخذني النوم ولا قدرت على الغمض لتفكيري في بكور الخرساني إليّ. فقمت إلى الغلام فقلت : أسرج البغلة. فقال : يامولاي، هذه العتمة ُ بعد، وما مضى من الليل شيء، فإلى أين تمضي؟ فرجعت إلى فراشي فإذا النوم ممتنع. فلم أزل أقوم إلى الغلام وهو يردّني إلى الفراش حتى فعلت ذلك ثلاث مرات وأنا لا يأخذني القرار. وطلع الفجر، وأسرج البغلة وركبت، وأنا لا أدري أين أتوجه. وطرحتُ عنان البغلة وأقبلتُ أفكر وهي تسير، حتى بلغتُ الجسر، فإذا البغلة تعدل إليه فتعبُرُه. قلت في نفسي إلى أين أعبر؟ وإلى أين أمضي؟ ولكن إن رجعتُ وجدتُ الخراساني على بابي. فلأدعها تمضي حيث شاء ت! ومضت البغلة، فلما عَبَرَتْ الجسر أخَذَتْ بي يُمْنَة ً ناحية دار المأمون، فلما قاربتْ دار المأمون والدنيا بعد مظلمة، إذا فارسٌ يقابلني، ثم إذا هو ينظر في وجهي، ثم يسير ويتركني، ثم يرجع إليّ ويقول : ألست بأبي حسان الزيادي؟ قلت : بلى. قال : الأمير الحسن بن سهل يطلبك. قلت في نفسي : وما يريد الحسن بن سهل مني؟ فسرت معه حتى صرنا إلى بابه، واستأذن لي عليه فدخلت فقال لي : أبا حسان! ما خبرك؟ ولم انقطعت عنا؟ ومضيتُ أعتذر فقال : دع هذا فإني أراك في لوثة أو في أمر عسير، فما هو؟ فشرحت له قصتي من أولها إلى أن لقيني الفارس وأدخلني عليه. فقال : لا يغُمُّك الله يا أبا حسان. قد فرّج الله عنك. هذه بدرة للخراساني في مكان بدرته، وبدرة أخرى لك تتسع بها، وإذا نَفَذَتْ أعْلِمْنا!
سراجي
/
جارية الفقـيـه الفــقـيـر
جارية الفقـيـه الفــقـيـر
كان في مجلس المروروذي الفقيه شابٌ أريب من المتفقّهة. وحدث أن غاب عن المجلس أياما فلما سأل عنه المروروذي أخبروه أنه مشغول بأمرٍ قطعه عن حضور مجلسه. فأحضره وسأله عن حاله، فذكر الشاب أنه كان قد اشترى جارية لنفسه، وأن النفقة قد انقطعت به وضاقت يده في تلك السنة لانقطاع الرزق عنه من بلده، و كان عليه دين لجماعة من التجار، فلم يجد سبيلا إلى قضائه غير أن يبيع الجارية. فلما باعها وتركت داره، تشوّق إليها واستوحش من بُعدها عنه، حتى لم يعد بمقدوره أن يشتغل بفقه أو بغيره من شدة تعلق قلبه بها. ثم ذكر أن ابن أبي حامد صاحب بيت المال هو الذي اشترى الجارية. فمضى المروروذي إلى ابن أبي حامد ومعه الشاب. فحين استأذن عليه أذن له في الحال وقام إلى المروروذي واستقبله وأكرمه غاية الإكرام. فلما سأله عن حاله وعما جاء له، أخبره المروروذي بخبر الشاب الفقيه وبيعه للجارية، وسأله أن يقبل الذي دفعه فيها ويرد الجارية على صاحبها. بيد أن ابن أبي حامد لم يكن عنده علم بأمر الجارية. فقد كانت امرأته اشترتها ولم تخبره بذلك. فاستأذن ضيفيه وقام فدخل على امرأته يسألها عن جارية اشتُريت في سوق النخاسين، وصادف أن امرأته كانت جالسة والجارية حاضرة وهم يصلحون وجهها وقد ألبسوها الثياب الحسان والحلي. فقالت : ياسيدي هذه هي الجارية التي تسأل عنها. فسرّ بذلك أعظم السرور لرغبته في قضاء حاجة المروروذي، وعاد إليه فقال : خفت ألا تكون الجارية في داري. وهي بحمد الله عندنا والأمر للشيخ أعزه الله فيها. ثم أمر بإحضار الجارية. فلما جاء ت تغير وجه الفتى تغيرا شديدا من فرط حبه لها. فقال له ابن أبي حامد : هذه جاريتك؟ قال : نعم. قال : فخذها بارك الله لك فيها. فدعا له المروروذي وشكره، وأخرج ثلاثة آلاف درهم، وهو الثمن الذي بيعت به الجارية، وسأله قبض المال فأبى ابن أبي حامد أن يأخذه. قال المروروذي : إنما جئناك نسألك ردّها ولم نقصد أخذها على هذا الوجه. فقال ابن أبي حامد : هذا رجل فقيه وقد باعها لأجل فقره وحاجته. ومتى استردّها وهو على فقره خيف عليه أن يبيعها ثانية إلى من لا يرضى أن يردّها عليه وقد وهبتُ للجارية ما عليها من الحلي والثياب، فإن احتاج إلى نفقة باع منها. فلما نهض المروروذي والفتى ليودعاه، قال ابن أبي حامد : أريد أن أسألها قبل انصرافها معكما عن شيء يا جارية، أيّما أحبّ إليك : نحن أو مولاك هذا؟ فقالت الجارية : يا سيدي، أما أنتم فإني أدعو الله أن يحسن جزاء كم على ما فعلتموه بي ووهبتموني إياه. وأما مولاي هذا فوالله لو أعطيتموني به الدنيا ما سلوت عنه ولو كان في ملكي وأنا فقيرة لا أجد عندي ما أقتات به، ما بعته بالرغائب العظيمة مثلما باعني.
سراجي
/
اخرج بالتي هي أحسن
اخرج بالتي هي أحسن
نزل أبو الأغر، وهو شيخ أعرابي من بني نهشل، ضيفا على بنت أختٍ له تسكن البصرة، وذلك في شهر رمضان. فخرج الناس إلى ضياعهم، وخرج النساء يصلِّين في المسجد، ولم يبقى في الدار غير الإماء وأبي الأغرّ. ودخل كلب من الطريق إلى الدار، ثم إلى حجرة فيها، فانصفق باب الحجرة ولم يتمكن من الخروج. وسمع الإماء ُ الحركة في الحجرة فَظَنَنَّ لصّا دخلها، فذهبت إحداهن إلى أبي الأغر فأخبرته، فأخذ عصا ووقف على باب الحجرة وقال : يا هذا إنك بي لعارف. أنت من لصوص بني مازن، وشربتَ نبيذًا حامضا خبيئا حتى إذا دارت الأقداح في رأسك مَنَّتْكَ نفسُك الأماني، فقلتَ : أَطْرُقُ دُورَ بني عمرو والرجال في ضياعهم والنساء يصلين في المسجد فأسرِقهن. سَوْء ة ً لك! والله ما يفعل هذا رجلٌ حر! وبِئْسَمَا مَنَّتْك نفسُك! فاخرج بالتي هي أحسن وأنا أعفو عنك وأسامحك وإلا دخلتُ بالعقوبة عليك. وأيم الله لتخرجنّ أو لأهتفن هَتْفَة ً فيجيء بنو عمرو بعدد الحصى، وتسأل عليك الرجال من ها هنا، وها هنا ولئن فعلتُ لتكوننَّ أشأم مولود في بني مازن. فلما رأى أنه لا يجيبه أخذ باللين فقال : أخرج بأبي أنت منصورا مستورا. إني والله ما أراك تعرفني، ولئن عرفتني لوثقت بقولي، واطمأننت إليّ. أنا أبو الأغر النهشلي، وأنا خالُ القوم وقُرّة أعينهم، لا يعصون لي رأيا، وأنا كفيلٌ بأن أحميك منهم وأن أدافع عنك. فاخرج وأنت في ذمتي، وعندي فطيرتان أهداهما إليّ ابن أختي البار، فخذ إحداهما حلالا من الله ورسوله، بل وأعطيك بعض الدراهم تستعين بها على قضاء حوائجك. وكان الكلبُ إذا سمع الكلام أطرق، فإذا سكت أبو الأغرّ وثب الكلب وتحرّك يريد الخروج. فلما لم يسمع أبو الأغرّ ردّا قال : يا ألأم الناس! أراني في وادٍ وأنت في آخر. والله لتخرجن أو لأدخلن عليك. فلما طال وقوفه جاء ت جارية ٌ وقالت لأبي الأغرّ : أعرابي جبان! والله لأدخلنَّ أنا عليه! ودفعت الباب، فوقع أبو الأغر على الأرض من فرط خوفه، وخرج الكلبُ مبادرا فهرب من الدار. واجتمعت الجواري حول أبي الأغرّ فقُلْن له : قم ويحك! فإنه كلب! فقام وهو يقول : الحمد لله الذي مسخه كلبا وكفى العربَ شرَّ القتال!
سراجي
/
ابن القاسم الأنبـاري
ابن القاسم الأنبـاري
كان محمد بن القاسم الأنباري من أعلم الناس بالنحو والأدب وأكثرهم حفظا له. وكان يُمْلِي مصنفاته في ناحية من المسجد و أبوه يُمْلي في ناحية أخرى. وكان يحفظ ثلاثمائة ألف بيت من الشعر. فإن أَمْلَى أملى من حفظه لا من كتاب، وكذا كانت عادته في كل ما يُكتب عنه من العلم. مرض مرّة فانزعج عليه أبوه انزعاجا شديدا. فلما قيل له في ذلك قال : وكيف لا أجزع لمرض من يحفظ جميع ما ترون ـ وأشار لهم إلى حجرة مملوء ة كتبًا! ورأى يوما في النخاسين جارية تُعرض حسنة كاملة الوصف. فوقعتْ في قلبه. ومضى إلى دار أمير المؤمنين الراضي فقال له : أين كنتَ إلى الساعة؟ فعرّفه. فأمر الخليفة أحد غلمانه فمضى فاشتراها وحملها إلى منزل ابن الأنباري. واشتغل قلب ابن الأنباري بالجارية، فقال للخادم : خذها وامض بها إلى النخّاس، فليس لها أن تشغل قلبي عن علمي. فأخذها الغلام، فقالت له : دعني أكلمه بحرفين. ودخلت على ابن الأنباري فقالت : أنت رجل لك عقل، وإذا أخرجتني إلى النخّاس ولم تبيّن لي ذنبي لم آمن أن يظنّ الناسُ بي ظنًا قبيحا. فعرِّفني ذنبي قبل أن تخرجني. فقال لها : مالك عندي عيب غير أنك شغلتني عن علمي. فقالت : هذا أسهل عندي. وبلغ أمير المؤمنين الخبر، فقال : لا أظن العلم في قلب أحد أحلى منه في صدر هذا الرجل. وكان ابن القسم الأنباري رحمة الله عليه مع علمه وحفظه متواضعًا. حكى أبو الحسن الدارقطني أنه حضره في مجلسين يوم جمعة، وجعل يُملي، فصحَّفَ اسما أورده في إسناد حديث (كان " حيان " فقال " حبان ") قال الدارقطني : فأعظمتُ أن يحمل عن مثله في فضله وجلالته وهْمٌ، وهبْتُه أن أنبِّهه إلى غلطة. فلما انقضى الإملاء تقدمت إلى صاحبه وذكرت له خطأ ابن الأنباري وعرّفته صواب القول فيه، وانصرفت. ثم حضرتُ الجمعة الثانية مجلسه، فقال ابن الأنباري لصاحبه : عرِّف جماعة الحاضرين أننا صحّفنا اسم " حبان " لمّا أملينا حديث كذا في الجمعة الماضية، ونبهنا ذلك الشّاب على الصواب وهو " حيان "، وعرِّف ذلك الشاب أننا رجعنا إلى الأصل فوجدناه كما قال.
سراجي
/
طـالـوت الفقـيه
طـالـوت الفقـيه
في أيام الحكم بن هشام، أمير الأندلس، ائتمر العلماء ليخلعوه، ثم جَيـَّشـُوا لقتاله. فأخذ الحكم في جمع الجنود، وهزم الثوار في وقعة هائلة شنيعة، وقبض على عدد من العلماء فضـُربت أعناقهم، ولاذ عدد آخر بالفرار. وكان ممن فرّ طالوت بن عبد الجبار المعافري. اختفى سنة عند يهوديّ، ثم خرج وقصد الوزير أبا البسـّام ليختفي عنده. فما كان من الوزير إلا أن توجـّه إلى الحكم بن هشام ليخبره بشأنه. قال : ما رأي الأمير في كبش سمين؟ فقال الحكم : ما الخبر؟ قال : طالوت عندي. فأمر الحكم بالقبض عليه وإحضاره من دار الوزير. فلما أُحضر قال له الحكم : يا طالوت، لو أن أباك أو ابنك مـَلـَك هذه الدار، أكنتَ فيها في الإكرام والبرّ على ما كنتُ أفعلُ معك؟ ألم أفعل كذا؟ ألم أَمـْشِ في جـِنازة امرأتك، ورجعت معك بعدها إلى دارك؟ أفما رضيتَ إلا بسفك دمي؟ فقال الفقيه في نفسه : لا أجد أنفعَ من الصدق. ثم قال : لقد أبغضتـُكَ لله فلم يـُجـْدِ ما صنعتَ معي لغير الله. فوجـَم الخليفة ساعة ثم قال : انصرف في حفظ الله، ولستُ بتاركٍ بـِرَّك. ولكن، أين ظـَفـِر بك الوزير أبو البسـّام؟ قال طالوت : أنا أَظـْفـَرْتـُه بنفسي. قصدتـُه لأختفي عنده. قال الحكم : فأين كنتَ قبل ذلك؟ قال : في دار يهوديّ أخفاني لله مدة سنة. فأطرق الخليفة مليـّا، ثم رفع رأسه إلى أبي البسـّام وقال : حفظه يهوديّ وستر عليه لمكانه من العلم والدين، وغدرتَ به أنت حين قصدك للاختفاء عندك. لا أرانا الله لك وجهـًا. ثم طرد الوزير، وزاد في إحسانه لليهودي.
سراجي
/
ضميـر ناقـد
ضميـر ناقـد
لما عزم الفتح بن خاقان الأندلسي على تصنيف كتاب " قلائد العقيان "، أرسل إلى كل واحد من أهل الأدب والشعر والبلاغة في الأندلس يعرّفُه عَزْمَه، ويسأله أن يرسل إليه شيئا من شعره ونثره ليذكره في كتابه وكان الأدباء يعرفون شَرَّه وبذاء ة لسانه ويخافونه، فأرسلوا إليه مع شعرهم أو نثرهم صُرَرَ الدنانير. فكلُّ من أَرْضَتْهُ صلته أحسن في كتابه وصفَه وصِفَته وأثنى على أدبه، وكل من تغافل عن بِرِّه هجاه وثَلَبهُ. وكان ابن الصائغ أحد أركان العلم والبيان، شديد العناية بعلم الأوائل وكانوا يشبِّهونه بالمغرب بابن سينا بالمشرق. فلما وصلتْه رسالة ابن خاقان تهاون بها ولم يعرها اهتماما لاحتقاره شأن صاحبها. فما كان من ابن خاقان إلا أن كتب عنه في " قلائد العقيان ": " وأما ابن الصائغ فهو رَمَدُ جَفْن الدين، وكَمَدُ نفوس المهتدين، فكر في أجرام الأفلاك و حدود الأقاليم، ورفض كتاب الله العليّ العظيم ونبذه وراء ظهره ثاني عِطْفِه، وأراد إبطال ما لا يأتيه الباطلُ من بين يديه ولا من خلفه، واقتصر على الهيئة، وأنكر أن تكون إلى الله الرجعة ُ والفيئة، مع مَنْشَأٍ ذميم ولؤم أصل وخيم، وصورة ٍ شوّهها الله وقبحها، وطَلْعَة ٍ إذا أبصرها الكلبُ نبحها." مع كلام طويل من هذا النوع. فلما بلغ ابن الصائغ ما كتبه عنه ابن خاقان، بادر فأرسل إليه مالا طائلا. وإذ ألّف ابن خاقان بعد ذلك كتابه " ذيل شعراء الأندلس "، افتتحه بذكر ابن الصائغ، وأثنى عليه فيه ثناء جميلا فقال : " أبو بكر بن الصائغ، بَدْرُ فَهْمٍ طالع، وبرهان علم قاطع، تَفَرَّحت بعِطرِه الأعصار، وتطيّبتْ بذكره الأمصار، مع نزاهة النفس وصَوْنها، وبُعْدِ الفساد من كَوْنها، والتحقيق الذي هو للإيمان بالله شقيق، والجِدُّ الذي يَخْلُقُ العُمرُ وهو مُسْتَجِدّ، قد جرى في كل ميدان فأحسن كل الإحسان، له أدبٌ يودّ عُطارِدُ أن يَلْتَحِفَه، يزيل من النفس حُزنَها وكَمَدَها.." مع كلام طويل من هذا النوع!
سراجي
/
تأديب أحمد بن طولون لولده
تأديب أحمد بن طولون لولده
قال عبد اللّه بن القاسم كاتب العباس بن أحمد بن طولون : بعث إليّ أحمد بن طولون بعد أن مضى من الليل نصفـُه، فوافيتـُه وأنا منه خائف مذعور. ودخل الحاجب بين يديّ وأنا في أثره، حتى أدخلني إلى بيت مظلم، فقال لي : سلـِّم على الأمير! فسلـَّمت. فقال لي ابن طولون من داخل البيت وهو في الظلام : لأي شيء يصلح هذا البيت؟ قلت : للفكر. قال : ولم؟ قلت : لأنه ليس فيه شيء يشغل الطرف بالنظر فيه. قال : أحسنت! امض إلى ابني العباس، فقل له : يقول لك الأمير اغدُ عليّ. وامنعه من أن يأكل شيئًا من الطعام إلى أن يجيئني فيأكل معي. فقلت : السمع والطاعة. وانصرفت، وفعلتُ ما أمرني به، ومنعته من أن يأكل شيئًا. وكان العباس قليل الصبر على الجوع، فرام أن يأكل شيئًا يسيرًا قبل ذهابه إلى أبيه، فمنعته. فركب إليه، وجلس بين يديه. وأطال أحمد بن طولون عمدًا، حتى علم أن العباس قد اشتدَّ جوعه. وأُحضرت مائدة ليس عليها إلا البوارد من البقول المطبوخة، فانهمك العباس في أكلها لشدَّة جوعه، حتى شبع من ذلك الطعام، وأبوه متوقف عن الانبساط في الأكل. فلما علم بأنه قد امتلأ من ذلك الطعام، أمرهم بنقل المائدة، وأُحضر كل لون طيـّب من الدجاج والبط والجدي والخروف، فانبسط أبوه في جميع ذلك فأكل، وأقبل يضع بين يدي ابنه منه، فلا يمكنه الأكل لشبعه. قال له أبوه : إنني أردت تأديبك في يومك هذا بما امتحنتك به. لا تـُلق بهمـَّتك على صغار الأمور بأن تسهـِّل على نفسك تناول يسيرها فيمنعك ذلك من كبارها، ولا تشتغل بما يقلّ قدرُه فلا يكون فيك فضلٌ لما يعظم قدرُه.
سراجي
/
الشَّعْبـِيّ وملك الروم
الشَّعْبـِيّ وملك الروم
كان الشعبي، نديم الخليفة عبد الملك بن مروان، كوفيا تابعيا جليل القدر، وافر العلم. حكى الشعبيّ قال : أنفذني عبد الملك بن مروان إلى ملك الروم. فلما وصلتُ إليه جعل لا يسألني عن شيء إلا أجبته. وكانت الرسل لا تُطيل الإقامة عنده، غير أنه استبقاني أياماً كثيرة، حتى استحثثتُ خروجي. فلما أردت الانصراف قال لي : من أهل بيت الخليفة أنت؟ قلت : لا، ولكني رجل من عامة العرب. فهمس لأصحابه بشيء، فدُفعتْ إليّ رقعة، وقال لي : إذا أدّيتَ الرسائل إلى الخليفة فأوصلْ إليه هذه الرقعة. فأديت الرسائل عند وصولي إلى عبد الملك، ونسيت الرقعة. فلما خرجت من قصره تذكّرتها، فرجعتُ فأوصلتُها إليه. فلما قرأها قال لي : أقال لك شيئاً قبل أن يدفعها إليك؟ قلت : نعم، قال لي : من أهل بيت الخليفة أنت؟ قلت لا، ولكني رجل من عامة العرب. ثم خرجت من عند عبد الملك، فلما بلغتُ الباب ردّني، فلما مثلت بين يديه قال لي : أتدري ما في الرقعة؟ قلت : لا. قال : اقرأها. فقرأتها، فإذا فيها : " عجبتُ من قوم فيهم مثل هذا كيف ملّكوا غيرَه!" فقلت له : والله لو علمتُ ما فيها ما حَمَلتُها، وإنما قال هذا لأنه لم يَرَك. قال عبد الملك : أفتدري لم كتبها؟ قلت : لا. قال : حسدني عليك، وأراد أن يُغريني بقتلك. فلما بلغت القصة مسامع ملك الروم قال : ما أردت إلا ما قال!
سراجي
/
صبر وحكمة
صبر وحكمة
حكى اليافعي عن أبي الحسن السراج قال : خرجت حاجاً إلى بيت الله الحرام فبينما أنا أطوف، وإذا بامرأة قد أضاء حسن وجهها، فقلت : والله ما رأيت كاليوم قط نضارة وحسناً مثل هذه المرأة، وما ذلك، إلا لقلة الهم والحزن، فسمعت ذلك القول مني. فقالت : كيف قلت هذا يا رجل؟ والله إني لوثيقة بالأحزان، مكلومة الفؤاد بالهموم والأشجان، فقلت لها : وكيف ذلك؟ قالت : ذبح زوجي شاة ضحـَّى بها، ولي ولدان صغيران يلعبان وعلى ثديي طفل يرضع، فقمت لأصنع طعاماً فقال ابني الكبير لأخيه الصغير : ألا أريك كيف صنع أبي بالشاة؟ قال : بلى، فأضجعه وذبحه وخرج هارباً نحو الجبل، فأكله الذئب، فانطلق أبوه في طلبه فأدركه العطش فمات، فوضعت الطفل وخرجت إلى الباب أنظر ما فعل أبوه، فدب الطفل إلى البرمة وهي على النار، فألقى يده فيها، وصبها على نفسه وهي تغلي، فانتثر لحمه على عظمه، فبلغ ذلك ابنة لي كانت عند زوجها. فرمت بنفسها على الأرض فوافقت أجلها. فأفردني الدهر من بينهم. فقلت لها : فكيف صبرك على هذه المصائب؟ فقالت : ما من أحد ميـّز الصبر والجزع إلا وجد بينهما منهاجاً متفاوتاً، فأما الصبر بحسن العلانية، فمحمود العاقبة. وأما الجزع فصاحبه غير مـُعوَّض. فقلت لها : لقد صبرت فأجملت ونعم عقبى الصابرين.
سراجي
/
فأيّ عذرٍ لك اليـوم ؟
فأيّ عذرٍ لك اليـوم؟
كان الخليفة المهدي قد أكره شريكـاً النـّخعي على أن يليَ القضاء بالكوفة، وبعث معه جماعة ً من الشـُّرط يحفظونه حتى لا يهرب. ثم طابت نفسُ شريك بالمنصب فصار يقعد للقضاء من نفسه دون شـُرط يحفظونه. فلما بلغ سفيانَ الثوري أن شريكـاً قعد من نفسه، جاء إليه. فلما رآه شريك قام إليه فعظـّمه وأكرمه. ثم قال : يا أبا عبد الله، هل من حاجة أقضيها لك؟ قال سفيان : نعم. مسألة. قال : أو ليس عندك من العلم ما يكفيك؟ قال : أحببتُ أن أذكـّرك بها. قال : قل. قال سفيان : ما تقول في امرأة جاء ت فجلست على باب رجل فاحتملها ففجر بها. لمن تحدُّ منهما؟ قال شريك : الرجلُ دونها لأنها مغصوبة. قال سفيان : فلما كان من الغد جاء ت فتزيـّنت وتبخـّرت وجلست على ذلك الباب، ففتح الرجل فرآها، فاحتملها ففجر بها. لمن تحدّ؟ قال : أحدّهما جميعـاً لأنها جاء ت من نفسها بعد ما علمت الخبر بالأمس. قال سفيان : وأنت، كان عذرك بالأمس أن الشرط يحفظونك، فأيّ عذر لك اليوم؟ قال : يا أبا عبد الله، أكلـّمك. قال : ما كان الله ليراني أكلـّمك حتى تتوب. ووثب خارجـاً فلم يكلمه حتى مات. وكان إذا ذكره قال : أي رجل كان لو لم يفسدوه!
سراجي
/
فطانة
فطانة
روى الحسن بن إدريس الحلواني قال : سمعت الإمام محمد بن إدريس الشافعي رضي الله عنه يقول : الشحم لا ينعقد مع الغم، ثم قال : وكان بعض ملوك الأرض قديماً، كثير الشحم لا ينتفع بنفسه، فجمع الأطباء وقال لهم : احتالوا بحيلة يخف بها لحمي هذا قليلاً، فما قدروا على شيء فجاء ه رجل عاقل متطبب، فقال له : عالجني ولك الغنى. قال : أصلح الله الملك، أنا طبيب منجم، فدعني حتى أنظر الليلة في طالعك، لأرى أي دواء يوافقك. فلما أصبح، قال له : أيها الملك، أعطني الأمان. فلما أمـَّنه قال : رأيت طالعك يدل على أنه لم يبق من عمرك غير شهر واحد، فإن اخترت عالجتك، وإن أردت أن تستوثق من ذلك، فاحبسني عندك، فإن كان لقولي حقيقة فحلّ عني، وإلا فاقتص مني، قال : فحبسه، ثم رفع الملاهي، واحتجب عن الناس، وخلا وحده مغتماً كئيباً حزيناً وكلما انسلخ يوم ازداد هماً وغماً وكمداً، حتى هزل وخف لحمه، وبعد ثمانية وعشرين يوماً بعث إليه وأخرجه، وقال : ما ترى؟ فقال : أعز الله الملك، أنا أهون على الله من علم الغيب، والله إني لا أعلم عمري، فكيف أعلم عمرك؟ ولكن لم يكن عندي دواء إلا الغم، فلم أقدر أجلب إليك الغم إلا بهذه الحيلة، فإن الغم يذيب الشحم، فأجازه على ذلك وأحسن إليه الإحسان كله، وذاق حلاوة الفرح، وانتفع بحياته الانتفاع كله.
سراجي
/
في هذه الدنيا مَن هو أجود منك
في هذه الدنيا مَن هو أجود منك
قال معن بن زائدة : لما انتقلت الدولة إلى بني العباس، جَدَّ المنصورُ في طلبي، وجعل لمن يحملني إليه مالاً. فاضطررت لشدّة الطلب إلى أن تعرّضت للشمس حتى لوحت وجهي، وخَفَّـفتُ عارضي، ولبست جبـّة صوف، وركبت جملاً، وخرجت متوجهًا إلى البادية لأقيم بها. فلما خرجتُ من باب حرب، وهو أحد أبواب بغداد، تبعني أَسود متقلـِّد بسيف، حتى إذا غبت عن الحرس، قبض على خطام الجمل فأناخه، وقبض على يدي. فقلت له : ما بك؟ فقال : أنت طلبة أمير المؤمنين. فقلت : ومن أنا حتى أُطلب. قال : أنت معن بن زائدة. فقلت له : يا هذا، اتّق اللّه، وأين أنا من معن؟ فقال : دع هذا، فواللّه إني لأَعـْرَفُ بك منك. فلما رأيت منه الجد، قلت له : هذا جوهر قد حملته معي بأضعاف ما جعله المنصور لمن يجيئه بي. فخذه ولا تكن سببًا في سفك دمي. قال : هاته. فأخرجته إليه، فنظر فيه ساعة وقال : صدقتَ في قيمته، ولستُ قابلَه حتى أسألك عن شيء، فإن صَدَقتني أطلقتك. فقلت : قل. قال : إن الناس قد وصفوك بالجود. فأخبرني : هل وهبتَ مالك كله قط؟ قلت : لا. قال : فنصفه؟ قلت : لا. قال : فثلثه؟ قلت : لا. حتى بلغ العُشر، فاستحييت وقلت : أظن أني فعلتُ هذا. قال : وما ذاك بعظيم. أما عني فرزقي من الخليفة كل شهر عشرون درهمًا. وهذا الجوهر قيمته ألوف الدنانير. وقد وهبتـُه لك، ووهبتك لنفسك ولجودك المأثور بين الناس، ولتعلم أن في هذه الدنيا من هو أجود منك. فلا تُعجبك نفسك، ولتحقر بعد هذا كلَّ جود فعلتَه، ولا تتوقَّف عن مكرمة. ثم رمى العقد في حِجري، وترك خطام الجمل، وولّى منصرفًا. فقلت : يا هذا، قد واللّه فضحتني، ولَسَفْكُ دمي أهونُ عليّ مما فعلتَ. فخذ ما دفعتُه لك فإني غنيّ عنه. فضحك وقال : أردتَ أن تكذبني في مقالي هذا؟ واللّه لا أخذتُه ولا آخذ لمعروف ثمنًا أبدًا. ومضى سبيله. فواللّه لقد طلبتُه بعد أن أمنت ووليت بلاد اليمن، وبذلت لمن يجيء به ما شاء، فما عرفتُ له خبرًا، وكأنّ الأرضَ ابتلعته.
سراجي
/
وفاء زوجة
وفاء زوجة
رجل من بني أسد قال : أضللت إبلاً لي، فخرجت في طلبهن، فهبطت وادياً، وإذا أنا بفتاة، أعشى نورُ وجهها نورَ بصري، فقالت لي : يا فتى، مالي أراك مولـَّها (ساهي القلب ذاهل العقل) فقلت : أضللت إبلاً لي فأنا في طلبها، فقالت : أفأدلك على من هي عنده وإن شاء أعطاكها؟ قلت : نعم، ولك أفضلهن، قالت : الذي أعطاكهن أخذها، وإن شاء ردهن، فسله عن طريق اليقين، لا من طريق الاختيار، فأعجبني ما رأيت من جمالها وحسن كمالها، فقلت : ألك بعل؟ قالت : قد كان، ودُعـِيَ فأجاب، فأعيد إلى ما خـُلق منه، قلت فما بالك في بعل تـُؤمن بوائقه (شروره) ولا تـُذم خلائقه؟ فرفعت رأسها وتنفست وقالت :
كنا كغصنيـن فـي أصـل غذاؤهمـا *** ماء الجداول فـي روضـات جنات
فاجتثّ خيرهمـا من جنـب صاحبه *** دهــر يكِــرُّ بترْحــات وفرْحــات
وكان عـاهدنـي إن خـاننـي زمـن *** ألاَّ يُضـاجـع أنثــى بعـد مثْـواتـي
وكـنت عاهدتــه إن خانـه زمـــن *** ألا أبــوء ببعـــل طـول مَحْيـاتـي
فلـم نـزل هكـذا والـوصل شـيمتنـا *** حـتى تـوفـى قريبـاً مـذ سِـنيـات
فاقبض عِنانك عمَّـن ليس يردعـه *** عـن الوفــاء خِـلاف بالتحيـــات
سراجي
/
هكذا تفعل الأمانة
هكذا تفعل الأمانة
قال أبو المظفر الوزير، عون الدين بن يحيى بن هبيرة : كان سبب ولايتي الوزارة، أنني ضاق ما بيدي، حتى فقدت القوت أياماً، فأشار عليّ بعض أهلي، أن أمضي إلى قبر معروف الكرخي رضي الله عنه، فأسأل الله تعالى عنده، فإن الدعاء عنده مستجاب، قال : فأتيت قبر معروف فصليت عنده، ودعوت ثم خرجت لأقصد بغداد، فمررت بعطفاء (محلة من محال بغداد) قال : فرأيت مسجداً مهجوراً، فدخلت لأصلي فيه ركعتين، وإذا أنا بمريض مقعد على بارية، فقعدت عند رأسه فقلت : ما تشتهي؟ قال : سفرجلة. قال : فخرجت إلى بقال هناك، فرهنت عنده مئزري على سفرجلتين وتفاحة، وأتيته بذلك، فأكل من السفرجلة ثم قال : أغلق باب المسجد فأغلقته فتنحى عن البارية وقال : احفر هاههنا، فحفرت وإذا بكوز، فقال : خذ هذا فأنت أحق به. فقلت : أما لك وارث؟ قال : لا، وإنما كان لي أخ وعهدي به بعيد، وبلغني أنه مات، ونحن من الرصافة. قال : فبينما هو يحدثني إذ قضى نحبه، فغسلته وكفنته ودفنته، ثم أخذت الكوز وفيه مقدار خمسمائة دينار، وأتيت إلى دجلة لأعبرها، وإذا ملاح في سفينه عتيقة، وعليه ثياب رثة، فقال : معي معي، فنزلت معه، وإذا به من أكثر الناس شبهاً بذلك الرجل، فقلت : من أين أنت؟ فقال : من الرصافة، ولي بنات، وأنا صعلوك، فقلت : فما لك أحد، قال : لا، كان لي أخ ولـّى منذ زمان ما أدري ما فعل الله به، فقلت : أبسط حجرك، فبسطه فصببت المال فيه فبهت، فحدثته الحديث فسألني أن آخذ نصفه فقلت لا والله ولا حبة، ثم صعدت إلى دار الخلافة وكتبت رقعة، فخرج عليها أشراف المخزن، ثم تدرجت إلى الوزارة.
سراجي
/
ما براهينـك ؟
ما براهينـك؟
حدّث ثمامة بن أشرس قال : شهدتُ مجلساً للمأمون وقد أُتِيَ برجل ادعى أنه إبراهيم الخليل. فقال له المأمون : ما سمعت بأجرأ على الله من هذا. قلت : إن رَأَى أمير المؤمنين أن يأذن لي في كلامه. قال : شأنك وإياه. قلت : يا هذا، إن إبراهيم عليه السلام كانت له براهين. قال : وما براهينه؟ قلت : أُضْرِمَتْ له النار وأُلقِيَ فيها فكانت عليه برداً وسلاماً. فنحن نُضْرِمُ لك ناراً ونطرحك فيها فإن كانت عليك برداً وسلاماً آمنّا بك وصدّقنَاك. قال : هات ما هو أَلْينُ من هذا. قلت : فبراهين موسى عليه السلام. قال : وما هي؟ قلت : ألقى العصا فإذا هي حية تسعى تَلْقَفُ ما يأفكون، وضرب بها البحر فانفلق، وبياض يده من غير سوء. قال : هذا أصعب. هات ما هو أَلْين. قلت : فبراهين عيسى عليه السلام. قال : وما براهينه؟ قلت : إحياء الموتى. قال : جئت بالطّامّة الكبرى! دعني من براهين هذا. قلت : فلا بدّ من براهين! قال : ما معي من هذا شيء. قلتُ لجبريل : " إنكم توجّهونني إلى شياطين فأعطوني حجة أذهب بها وإلا لم أذهب "، فغضب جبريل عليّ وقال : " اذهب أولاً فانظر ما يقول لك القوم "! فضحك المأمون وقال : هذا من الأنبياء التي تصلح للمنادمة!
سراجي
/
ابن أبيه
ابن أبيه
رُوي أن رجلاً بلغ من البخل غايته، حتى صار إماماً، وكان إذا وقع في يده درهم، خاطبه وناجاه فكان يقول : كم من أرض قطعت، وكم من كيس فارقت، وكم من خامل رفعت، وكم من رفيع أخملت، فالآن، استقر بك القرار، واطمأنت بك الدار، لك عندي ألا تـَعـْرى ولا تضحى، ثم يلقيه في كيسه ويقول له : اسكن اسكن على اسم الله، في مكان لا تهان ولا تـُذلُّ فيه، ولا تـُزعج منه. وألح أهله عليه مرة في إنفاق درهم، فدافعهم ما أمكن، ثم أخرج درهما، فبينما هو ذاهب، إذ رأى حوَّاء قد أرسل على نفسه أفعى لدرهم يأخذه، فقال في نفسه : أتـْلف شيئاً تـُبذل فيه النفس بأكلة أو شربة!! والله ما هذا إلا موعظة لي من الله، فرجع إلى بيته، ورد الدرهم إلى كيسه، فكان أهله منه في بلاء، وكانوا يتمنوْن له موتاً عاجلاً، فلما مات، وظنوا أنهم استراحوا منه، جاء ابنه، فاستولى على ماله وداره ثم سأل : ما كان أُدم أبي؟ فقال : كان يأتدِم بجبن عنده، قال : أرونيه، فإذا فيه حزُّ كالجدول، من أثر مسح اللقمة، فقال : ما هذه الحفرة؟ قالوا : كان لا يقطع الجبن، وإنما كان يمسح اللقمة على ظهره، فيـُحفر كما ترى، قال : بهذا أهلكني وأقعدني هذا المقعد، لو علمت ذلك ما صليت عليه يوم مات، قالوا : فكيف أنت تريد أن تصنع؟ قال : أضعها من بعيد، فأشير إليها باللقمة.
سراجي
/
أبو حنيفة وتلميذه أبو يوسف
أبو حنيفة وتلميذه أبو يوسف
مرض أبو يوسف مرضًا شديدًا، فعاده أستاذه أبو حنيفة مرارًا. فلما صار إليه آخر مرة، رآه ثقيلاً، فاسترجع، ثم قال : لقد كنتُ أُؤَمّله بعدي للمسلمين، ولئن أُصيبَ الناسُ به ليموتَنّ علمٌ كثير. ثم رُزق أبو يوسف العافية، وخرج من العِلَّة. فلما أُخبِر بقول أبي حنيفة فيه، ارتفعت نفسُه، وانصرفت وجوه الناس إليه، فعقد لنفسه مجلسـًا في الفقه، وقصـَّر عن لُزوم مجلس أبي حنيفة. وسأل أبو حنيفة عنه فأُخبر أنه عقد لنفسه مجلسًا بعد أن بلغه كلام أستاذه فيه. فدعا أبو حنيفة رجلاً وقال له : صـِرْ إلى مجلس أبي يوسف، فقل له : ما تقول في رجل دفع إلى قَصَّار ثوبًا ليصبغه بدرهم، فصار إليه بعد أيام في طلب الثوب، فقال له القصار : ما لك عندي شيء، وأنكره. ثم إن صاحب الثوب رجع إليه، فدفع إليه الثوب مصبوغًا، أَلَه أجرُه؟ فإن قال أبو يوسف : له أجره، فقل له : أخطأت. وإن قال : لا أجرَ له فقل له : أخطأت! فصار الرجل إلى أبي يوسف وسأله، فقال أبو يوسف : له الأجرة. قال الرجل : أخطأت. ففكر ساعة، ثم قال : لا أجرة له. فقال له : أخطأت! فقام أبو يوسف من ساعته، فأتى أبا حنيفة. فقال له : ما جاء بك إلا مسألة ُ القصَّار. قال : أجل. فقال أبو حنيفة : سبحان اللّه! من قعد يُفتي الناس، وعقد مجلسًا يتكلم في دين اللّه، لا يُحسن أن يجيب في مسألة من الإجارات؟! فقال : يا أبا حنيفة، علِّمني. فقال : إنْ صبغه القصار بعدما غَصَبه فلا أجرة له، لأنه صبغ لنفسه، وإن كان صبغه قبل أن يغصبه، فله الأجرة، لأنه صبغه لصاحبه. ثم قال : مَن ظن أن يستغني عن التعلُّم فَلْيَبكِ على نفسه.
سراجي
/
بستـان الخليـفة
بستـان الخليـفة
لمّا قُبض على الخليفة العباسي القاهر وسُمِلت عيناه وأفضت الخلافة إلى الراضي، طولب القاهر بأمواله الكثيرة التي خبأها، فأنكر أن يكون عنده شيء. فأوذي وعُذِّب بأنواع من العذاب، وكل ذلك لا يزيده إلا إنكاراً. فأخذه الخليفة الراضي وقرّبه، وطالت مجالستُه إياه وإكرامه له، ولاطفه وأحسن إليه غاية الإحسان. وكان للقاهر بستان في بعض الحصون قد غرس فيه النّارنج، اشتبكت أشجاره ولاحت ثماره كالنجوم من أحمر وأصفر، وبين ذلك أنواع الرياحين والزهر، وأنواع الأطيار من الشَّحارير والببغاء مما قد جُلب إليه من الممالك والأمصار. وكان ذلك في غاية الحسن، وكان القاهر كثير الجلوس فيه. ثم إن الراضي رَفَق بالقاهر، وأعلمه بما هو فيه من حاجة إلى الأموال، وسأله أن يُسعِفه بما خبأه منها، وحلف له بالأيمان المؤكدة أنه لا يسعى في قتله ولا الإضرار به ولا بأحد من ولده. فقال له القاهر : ليس لي مال إلا في بستان النارنج. فصار الراضي معه إلى البستان، وسأله عن الموضع، فقال القاهر : قد ضاع بصري فلستُ أعرف موضعه. ولكن مُرْ بحفره فإنك تظهر على المكان. فحفر البستان، وقلع تلك الأشجار والغروس والأزهار، حتى لم يبق منه موضع إلا حفره، وبولغ من حفره فلم يجد شيئاً. فقال له الراضي : ما ههنا شيء مما ذكرتَ، فما الذي حملك على ما صنعت؟ فقال القاهر : إنما كانت حَسْرَتي على جلوسك في هذا البستان وتمتّعك به، وقد كان لَذَّتي من الدنيا، فتأسّفتُ على أن يتمتع به بعدي غيري.
سراجي
/
الشـَّحـّاذ
الشـَّحـّاذ
جلس أحمد بن طولون يومـاً في بعض بساتينه، وأحضر الطعام ومن يؤاكله من خاصته. فرأى من بعيد سائلاً في ثوب خـَلـَق، وحال سيئة، وهو جالس يتأمل البستان ومن فيه. فأخذ ابن طولون رغيفـاً، فجعل عليه دجاجة وشواء لحم وقطع فالوذج كبيرة، وغطـّاه برغيف آخر، ودفعه إلى بعض غلمانه وقال له : امض إلى هذا السائل فسلـّمه إياه. وأقبل يراقب الغلامَ في تسليمه الرغيف وما يكون من الرجل. فلم يزل يتأمل السائل ساعة، ثم أمر بإحضاره. فلما مـَثـَل بين يديه كلـّمه فأحسن الجواب ولم يضطرب من هيبته. فقال له ابن طولون : هات الرسائل التي معك. فاعترف له الرجل بأنه جاسوس، وأن الكتب معه ما أوصلها ليدبـّر أمره في إيصالها، فوكل به حتى مضى وأُحضرت الكتب. فقال أحدُ الخاصة لابن طولون : أيها الأمير، إن لم يكن هذا وَحـْيـاً فهو سحر. فقال : لا والله يا هذا، ما هو وحي ولا سحر، ولكنه قياس صحيح. رأيتُ هذا الرجل على ما هو عليه من سوء الحال فأشفقتُ عليه، وعلمتُ أن مثله لا يصل إلى مثل ما بين أيدينا من الطعام. فأردتُ أن أسـُرّه بما أرسلتـُه إليه، فما هشّ له ولا مدّ يدا إليه. فنفر قلبي منه وقلت : " هذا عينه ملأى وفي غنى عن هذا. هو جاسوس لا شك فيه ". فأحضرته أحادثه، فازداد إنكاري لأمره لقوّة قلبه واجتماع لبـّه، وأنه ليس عليه من شواهد الفقر ما يدل على فقره.
سراجي
/
حـج عنـه ملــك
حـج عنـه ملــك
كان عبد الله بن المبارك، صاحب أبي حنيفة رضي الله عنهما، يحج سنة، ويغزو أخرى، حدّث عن نفسه قال : لما كانت السنة التي أحج فيها، خرجت بخمسمائة دينار إلى موقف الجمال بالكوفة لأشتري جملاً، فرأيت امرأة على بعض الطريق تنتف ريش بطة، أحسبها ميتة، فتقدمت إليها وقلت : لـِمَ تفعلين هذا؟ فقالت : يا عبد الله، لا تسألني عما لا يعنيك، فوقع في خاطري من كلامها شيء، فألححت عليها فقالت : يا عبد الله، قد ألجأتني إلى كشف سري إليك. ثم قالت : يرحمك الله، أنا امرأة علوية، ولي أربع بنات، مات أبوهن من قريب، وهذا اليوم الرابع ما أكلن شيئاً، وقد حلت لنا الميتة، فأخذت هذه البطة أصلحها وأحملها إلى بناتي، فقلت في نفسي ويحك يا ابن المبارك، أين أنت من هذه؟ أبسطي حجرك، فصببت الدنانير في طرف إزارها، وهي مطرقة لا تلتفت، وقلت لها : عودي إلى بيتك، فاستعيني بهذه الدنانير على إصلاح شأنك، ونزع الله من قلبي شهوة الحج في هذا العام، ثم تجهزت إلى بلادي، وأقمت حتى حج الناس وعادوا، فخرجت أتلقى جيراني وأصحابي، فصار كل من أقول له : قبل الله حجتك، وشكر سعيك، يقول لي : وأنت قبل الله حجتك وسعيك، إنـّا قد اجتمعنا بك في مكان كذا وكذا، وأكثرَ الناس عليّ في القول، فبتُّ مفكراً في ذلك، فرأيت النبي صلى الله عليه وسلم في المنام، وهو يقول يا عبد الله لا تعجب فإنك أغثت ملهوفة من ولدي، فسألت الله أن يخلق على صورتك ملكاً يحج عنك.
سراجي
/
حكاية الإخشيد مع المُطَمِّع
حكاية الإخشيد مع المُطَمِّع
أمر الإخشيد بهدم المواخير ودور المقامرين والقبض عليهم. وأُدخِل عليه جماعة من المقامرين وعُرضوا عليه، وفيهم شيخ حسن الهيئة. فقال الإخشيد : وهذا الشيخ مقامر؟!! فقالوا له : هذا يُقال له " المُطَمِّع ". فقال الإخشيد : وما المُطَمِّع؟ قالوا : هو سبب رواج حال دار القمار، وذلك أن المقامر إذا خسر ما معه من مال، قال له المُطَمِّع : " العب على ردائك فلعلك تغلب "، فإذا ذهب رداؤه قال له : " العب على قميصك حتى تغلب به "، وهكذا حتى يبلغ نعليه، بل وربما اقترض له مالاً حتى يخسره. ولهذا الشيخ من صاحب دار القمار جراية يأخذها كل يوم لقاء صنعه هذا. فضحك الإخشيد وقال : يا شيخ، تُب إلى الله من هذا. فتاب الرجل، فأمر له الإخشيد بثوب ورداء وألف درهم وقال : يُجْرَى عليه في كل شهر عشرة دنانير. فدعا له الشيخ وشكره وخرج. فقال الإخشيد : رُدُّوه! فلما لحقوا به وردُّوه قال الإخشيد : خذوا منه ما أعطيناه، وأبطحوه، واضربوه ستمائة جلدة. ثم قال للشيخ : تطميعنا خير أم تطميعك؟
سراجي
/
حيلـة القاضـي
حيلـة القاضـي
كان جمال الدين بن العديم، قاضي حلب، عاقلاً عادلاً خبيراً بالأحكام. حدث أن ادّعى عنده مدّع على آخر بمبلغ. فلما أنكر المدّعى عليه، أخرج المدّعي وثيقة فيها إقرار " منصور بن أبي جرادة بتسلم المبلغ ". فأنكر المدعى عليه أن الاسم المذكور في الوثيقة (أبا جرادة) اسم أبيه. قال له القاضي ابن العديم : فما اسمك أنت؟ قال : منصور. قال : واسم أبيك؟ قال : هبة الله. فسكت عنه القاضي، وتشاغل بالحديث مع من كان عنده حتى طال ذلك، وكان جليسه يقرأ عليه في صحيح البخاري. ثم إذا بالقاضي يصيح فجأة : يا بن أبي جرادة! فأجابه المدّعى عليه مبادراً : مولاي! فقال له : ادفع لغريمك حقَّه.
سراجي
/
خبرُ الحجّام مع الحجّاج
خبرُ الحجّام مع الحجّاج
احتجم الحجـّاج ذات يوم، فلما ركـّب المحاجم على رقبته قال له : أُحبّ أيها الأمير أن تخبرني بخبرك مع ابن الأشعث وكيف عصا عليك فقال له : لهذا الحديث وقت آخر، وإذا فرغتَ من شأنك حدَّثتك. فأعاد الحجـّام مسألته وكرّرها، والحجـّاج يدفعه ويعده ويحلف له على الوفاء له. فلما فرغ ونزع المحاجم عنه وغسل الدم، أحضر الحجـّام وقال له. إنـّا وعدناك بأن نحدّثك حديث ابن الأشعث معنا، وحلفنا لك، ونحن محدِّثوك. ثم نادى : يا غلام، السِّياط! فأُتي بها. فأمر الحجاج بالحجام فجـُرِّد، وعـَلـَتـْه السياط، وأقبل الحجاج يقصّ عليه قصة ابن الأشعث بأطول حديث. فلما فرغ استوفى الحجامُ خمسمائة سوط، فكاد يتلف. ثم رفع الضرب وقال له : قد وفـَّينا لك بالوعد، وأيّ وقت أحببت أن تسأل خبرنا مع غير ابن الأشعث على هذا الشرط أجبناك!
سراجي
/
أحمد بن طولون والصيّاد
أحمد بن طولون والصيّاد
ركب أحمد بن طولون فاجتاز بشاطئ النيل فوجد عنده شيخًا صيادًا عليه ثوب خلق لا يواريه، ومعه صبي في مثل حاله من العُرْي وقد رمى الشبكة في البحر. فرثى لهما أحمد بن طولون، وقال لنسيم الخادم : يا نسيم، ادفع إلى هذا الصياد عشرين دينارًا. ثم رجع ابن طولون عن الجهة التي كان قصدها واجتاز بموضع الصياد فوجده ملقى على الأرض وقد فارق الدنيا والصبي يبكي ويصيح. فظن ابن طولون أن شخصًا قتله وأخذ الدنانير منه. فوقف بنفسه عليه وسأل الصبي عن خبره فقال الصبي : هذا الرجل ـ وأشار إلى نسيم الخادم ـ وضع في يد أبي شيئا ومضى، فلم يزل أبي يقلبه من يمينه إلى شماله ومن شماله إلى يمينه حتى سقط ميتًا. فقال ابن طولون لغلمانه : فتشوا الشيخ. ففتشوه فوجدوا الدنانير معه. وأراد ابن طولون الصبي على أن يقبض دنانير أبيه إليه فأبى، وقال : أخاف أن تقتلني كما قتلت أبي. فقال أحمد بن طولون لمن معه : الحق معه، فالغِنَى يحتاج إلى تدريج وإلا قَتَل صاحبَه.
سراجي
/
عقـل راجــح
عقـل راجــح
تحدث أحدهم، وكان يتلقى الأدب على " المبرد " فقال : خرجت ذات مساء بعد أن انتهى الدرس من بيت المبرد فرأيت إنساناً أشعث، في أسمال بالية، ولما أن كدت أتجاوزه، أومأ إليَّ وبادرني بقوله.. " أنت تلميذ المبرد، وإنني أعلم أنه عقب إلقاء درسه اليومي، يختتم حديثه ببيتين من الشعر... فماذا كانا اليوم؟ فقلت بسرعة لأتخلص منه. لقد ختم حديثه بهذين البيتين :
أعــار الغيـثَ نائلــه *** إذا مـا مــاؤه نَفِــدا
وإن أسـد شكـا جُبنـا *** أعـار فـؤاده الأسـدا
وما إن انتهيت، حتى أسرع هذا بقوله : لو أعار نائله للغيث، لأصبح بلا نائل، أي بخيل، ولو أعار الأسد فؤاده، لأصبح بلا فؤاد، فهل هذا مديح أم هجاء؟ فدهشت وقلت : " إذاً ماذا كان يقول؟" وكنت أريد إحراجه، فأجاب بعد تمعن وببطء :
علم الغيث الندى حتى إذا *** ما وعاه علم البأس الأسد
فـإذا الغيـث مقـرٌّ بالكرم *** وإذا الليــث مقـرٌّ بالجلــد
وتركني مشدوهاً ومشى.
سراجي
/
أتـدري مـا الدّرهـم ؟
أتـدري مـا الدّرهـم؟
قال سلم بن أبي المعافى : كان أبي شديد البخل. وكان إلى جنب داره مزرعة فيها قـِثـّاء. وقد حدث وأنا صبيّ أن جاء ني صـِبيان أقران لي، فطلبت من أبي أن يهب لي درهمـًا أشتري لهم به قثاء. فقال لي : أتعرف حال الدرهم؟ كان في حجر في جبل، فضـُرب بالمعاول حتى استـُخرج، ثم طـُحن، ثم أُدْخـِل القـِدْرَ وصـُبَّ عليه الماء، وجـُمع بالزئبق، ثم صـُفـّي من رَقّ، ثم أدخلَ النار فسـُبك، ثم أخرج فضـُرب، وكـُتب في أحد شـِقـَّيه : لا إله إلا الله، وفي الآخر : محمد رسول الله. ثم حـُمل إلى أمير المؤمنين، فأمر بإدخاله بيت ماله ووكـّل به من يحرسه... وأنت والله أقبح من قـِرد، هوّنت الدرهم وهو طابع الله في أرضه. هو ويحك عـُشر العشرة، والعشرة عـُشر المائة، والمائة عشر الألف، والألف عشر دِية المسلم.. ألا ترى كيف انتهى الدرهم الذي هوّنتـَه؟ وهـَل بيوت الأموال إلا درهم على درهم؟
سراجي
/
كـرم يزيد بـن المهلـّب
كـرم يزيد بـن المهلـّب
أجمع علماء التاريخ على أنه لم يكن في دولة بني أمية أكرم من بني المهلـّب ابن أبي صفرة، كما لم يكن في دولة بني العباس أكرم من البرامكة. ويُروَى عن يزيد بن المهلب أمير البصرة أنه طلب أثناء حجه حلاقـًا. فجاء فحلق رأسه. فأمر له يزيد بألف درهم. فتحيـّر الحلاق ودُهش، وقال : هذا الألف أمضي أشتري أمي من مالكها. فقال يزيد : أعطوه ألفـًا آخر. فقال : امرأتي طالق إن حلقتُ رأس أحد بعدك! فقال يزيد : أعطوه ألفين آخرين. وذكر الحافظ ابن عساكر أن يزيد بن المهلب لما هرب من الحجاج، اجتاز في طريقه بالشام على أبيات عرب. فقال يزيد لغلامه : اطلب لنا من هؤلاء لبنا. فأتاه بلبنٍ فشربه، ثم قال : أعطهم ألف درهم. فقال الغلام : إن هؤلاء لا يعرفونك. قال : لكني أعرف نفسي. أعطهم ألف درهم. فأعطاهم.
سراجي
/
فخر الدِّين الرازي وتلميذه العلويّ
فخر الدِّين الرازي وتلميذه العلويّ
حدّث النسّابة إسماعيل بن الحسين العلوي، قال : ورد فخر الدين الرازي إلى مَرْو. وكان من جلالة القدر، وعِظَم الذِّكر، وضخامة الهيبة، بحيث لا يُراجَع في كلامه، ولا يتنفّس أحد بين يديه. فتردّدتُ للقراء ة عليه. فقال لي يومًا : أُحبُّ أن تُصنِّفَ لي كتابًا لطيفًا في أنساب الطالبين لأنظر فيه وأحفظَه. فصنّفتُ له المصنَّف الفَخْري. فلما ناولته إياه، نزل عن مقعده وجلس على الحصير، وقال لي : اجلس على هذا المقعد! فأعظمتُ ذلك وأبيت، فانتهرني نهرة ً عظيمة مزعجة، وزعق عليّ وقال : اجلس حيث أقول لك! فتداخلني من هيبته ما لم أتمالك إلا أن جلست حيث أمرني. ثم أخذ يقرأ في كتابي وهو جالس بين يديّ، ويستفهمني عما استغلق عليه، إلى أن أنهاه قراء ة. فلما فرغ منه قال : اجلس الآن حيث شئت، فإن هذا عِلمٌ أنت أستاذي فيه، وأنا أستفيد منك وأُتلمذ لك. وليس من الأدب إلا أن يجلس التلميذ بين يدي الأستاذ.
سراجي
/
أتدري بماذا غفرتُ لك؟
أتدري بماذا غفرتُ لك؟
يروى أن بعض أصحاب الشبلي رآه في النوم بعد موته، فقال له : ماذا فعل الله بك؟ قال الشبلي : أوقفني الله بين يديه وقال : يا أبا بكر، أتدري بماذا غفرت لك؟ قلت : بصالح عملي؟ قال : لا. قلت : بإخلاصي في عبوديتي؟ قال : لا. قلت : بحجي وصومي وصلاتي؟ قال : لا. لم أغفر لك بذلك. قلت : بهجرتي إلى الصالحين و إدامة أسفاري في طلب العلوم؟ قال : لا. قلت : فهذه يا رب هي المنجيات التي كنت أعقد عليها خنصري وظني أنك تعفو عني وترحمني. قال : كل هذه لم أغفر لك بها. قلت : فَبِمَ يا رب؟ قال : أتذكر حين كنت تمشي في دروب بغداد، فوجدت هرة صغيرة قد أضعفها البرد، وهي تنزوي من جدار إلى جدار من شدة البرد والثلج، فأخذتها رحمة لها، وأدخلتها في فروٍ كان عليك وقاية لها؟ قلت : نعم! قال : برحمتك لتلك الهرة رحمتك.
سراجي
/
كُتُب المُبَشـِّر بن فاتـِك
كُتُب المُبَشـِّر بن فاتـِك
كان الأمير المبشر بن فاتك من أعيان أمراء مصر، وأفاضل علمائها، دائم الاشتغال، محبّ للاجتماع بالعلماء من أمثال ابن الهيثم وابن رضوان الطبيب. وقد اقتنى المبشـّر كتبًا كثيرة جدًا، فكان في أكثر أوقاته لا يفارقها، وليس له دأب إلا المطالعة والكتابة، ويرى أن ذلك أهم ما عنده. وكانت له زوجة كبيرة القدر أيضًا من أرباب الدولة. فلما توفـّى، رحمه الله، نهضت هي وجواريها إلى خزائن كتبه، وفي قلبها الحقد على الكتب لأنه كان يشتغل بها عنها، فجعلت تندبه، وفي أثناء ذلك ترمي الكتب في بركة ماء كبيرة في وسط الدار، وجواريها يساعدنها!
سراجي
/
زهـد وإيثــار
زهـد وإيثــار
بينما كان أمير المؤمنين علي عليه السلام، ماراً بسوق البصرة، وكان معه غلامه (قنبر)، فوقف أمام غلام يبيع أثواباً. فقال : يا غلام، عندك ثوبان بخمسة دراهم؟ فقال : نعم، فأعطى غلامه ثوباً بثلاثة دراهم، وأخذ لنفسه الثوب ذي الدرهمين. فقال له الغلام : خذ هذا أنت، فإنك تعلو المنبر وتخطب الناس. فقال له أمير المؤمنين : وأنت شاب، ولك بشرة الشباب، وأنا أستحي من ربي، أن أتفضل عليك، فإني سمعت رسول اللهِ صلى اللهُ عليه وسلم، يقول : " ألبسوهم مما تلبسون، وأطعموهم مما تأكلون ".
سراجي
/
شيرلـوك هولمـز العـرب
شيرلـوك هولمـز العـرب
نظر إياس بن معاوية، قاضي البصرة، يومـًا إلى رجل لم يره قط، فقال : هذا غريبٌ، من بلدة واسط، معلـّم كتـّاب، هرب له غلام. فلما وجدوا الأمر كذلك، سئل عن ذلك، فقال : رأيتُه يمشي ويلتفت في الأماكن والطرق، فعلمتُ أنه غريب. ورأيت على ثوبه حـُمرة تراب واسط، فعلمت من أهلها. ورأيته يمرّ بالصبيان فيسلـّم عليهم ولا يسلـّم على الرجال، فعلمت أنه معلم. ورأيته إذا مرّ بذي هيئة لم يلتفت إليه، وإذا مرّ بأسود ذي أسـْمال تأمـّله، فعلمت أنه يطلب عبدًا هاربـًا.
سراجي
/
تقـويم الكـلام
تقـويم الكـلام
كان بسجستان شيخ يتعاطى النّحو. فقال يومًا لابنه : إذا أردت أن تتكلم بشيء فاعرضه على عقلك، وفكّر فيه بجهدك حتى تقوّمه، ثم أخرج الكلمة مقوّمة. فبينما هما جالسان في بعض الأيام في الشتاء، والنار تتـّقد، وقعت شرارة في جُبـَّة خزّ كانت على الأب، وهو غافل والابن يراه. فسكت الابن ساعة يفكـِّر ثم قال : يا أبت، أريد أن أقول شيئًا، فتأذن لي فيه؟ قال أبوه : إنْ حقـّا فتكلم. قال : أراه حقـّا. فقال : قل. قال : إني أرى شيئًا أحمر. قال : وما هو؟ قال : شرارة وقعت في جُبـَّتك. فنظر الأب إلى جُبـَّته وقد احترق منها قطعة. فقال للابن : لِمَ لَمْ تُعْلِمْني سريعًا؟ قال : فكرت فيه كما أمرتني، ثم قـوَّمت الكلام وتكلمت فيه. فحلف أبوه بالطلاق أن لا يتكلم بالنحو أبدًا.
سراجي
/
أطباق الفستق
أطباق الفستق
شكا الحجاجُ إلى تياذوق الطبيب تعباً في معدته وكبده. فوصف له العبثَ بالفستق. فذكر الحجاجُ ذلك لجواريه، فلم يبق له جارية إلا قشرت له طبقاً عظيماً من الفستق وبعثت به إليه. وجلس الحجاج مع مسامريه، فأقبل يستفّ الفستق سفَّاً، فأصابه إسهال كاد يأتي على نفسه فشكا ذلك إلى تياذوق، فقال : إنما أمرتك أن تعبث بالفستق، وأردتُ بذلك الفستقَ الذي بقشره لتتولى أنت كسرَ الواحدة بعد الواحدة. ومصُّ قشر الفستق يُصلح معدة مثلك من الشباب الممرورين، وأكل بعض الفستق نفسه يصلح الكبد. وكان قصدي أنك إذا أكلت ما في الفستقة وحاولت كسر أخرى، لم يتم لك كسرها إلا وقد هضمت الفستقة التي قبلها. فأما ما فعلته أنت فليس بعجيب أن ينالك معه أكثر مما أنت فيه!
سراجي
/
لو صبـروا حتـى يرجـع
لو صبـروا حتـى يرجـع
دخل محمد بن واضح دار المأمون وخلفه أكثر من خمسمائة راكب، كلهم راغب إليه، وراهب منه، وهو إذ ذاك يلي أعمالاً من أعمال السـَّواد. فدعا به المأمون، فقال : يا أمير المؤمنين، أَعفـِني من عمل كذا وكذا، فإنه لا قوة لي عليه. فقال : قد أعفيتك. واستعفى من عمل آخر، وهو يظن أنه لا يـُعفيه، فأعفاه حتى خرج من كل عمل في يده في أقل من ساعة، فخرج وما في يده شيء من عمله. فقال المأمون لسالم الحوائجي : إذا خرج فانظر إلى موكبه، وأَحـْصِ من معه. وكان المأمون قد رآه من مـُستشرَف له حين أقبل. فخرج سالم وقد شاع الخبر بعزله عن عمله، فنظر فإذا هو لا يتبعه أحد إلا غلام له. فرجع إلى المأمون فأخبره. فقال : ويلهم! لو صبروا حتى يرجع إلى بيته كما خرج منه!
سراجي
/
تقلـّب الدنـيا
تقلـّب الدنـيا
من أعجب ما يُؤرّخ من تقلـّبات الدنيا بأهلها ما حكاه محمد بن غسـّان الهاشمي، قال : دخلتُ على والدتي في يوم عيد، فوجدتُ عندها امرأة في ثياب رثـّة. فقالت لي والدتي : أتعرف هذه؟ قلت : لا. قالت : هذه أمّ جفعر البرمكي رحمه الله. فأقبلتُ عليها بوجهي وأكرمتها، وتحادثنا زمانا، ثم قلت : يا أُمـّه، ما أعجب ما رأيتِ؟ فقالت : أتي عليّ يا بنيّ عيدٌ مثل هذا وعلى رأسي أربعمائة وصيفة، وإني لأعدُّ ابني عاقـّا لي. ولقد أتى عليّ يا بنيّ هذا العيد وما مُناي إلا جـِلـْدا شاتين، أفترش أحدَهما وألتحفُ الآخر. فدفعـَتُ إليها خمسمائة درهم، فكادت تموت فرحـًا بها.
سراجي
/
الشجرة
الشجرة
استودع رجلٌ رجلاً آخر مالاً، ثم طالبه به فأنكره. فخاصمه إلى إياس بن معاوية القاضي، وقال : دفعتُ إليه مالاً في الموضع الفلاني. قال إياس : فأيّ شيء كان في ذلك الموضع؟ قال : شجرة. قال : فانطلق إلى ذلك الموضع، وانظر إلى تلك الشجرة، فلعلّ الله يوضِّحُ لك هناك ما تُبَيِّنُ به حقَّك. أو لعلك دفنت مالك عند الشجرة ثم نسيتَ، فتتذكّر إذا رأيتَ الشجرة. فمضى. وقال إياس للمُطالَب بالمال : اجلس حتى يرجعَ صاحبُك. فجلس، وانشغل إياس عنه بالنظر في قضايا الناس، وهو ينظر إليه بين الحين والحين. ثم التفت إياس إليه فجأة وقال : تُرى هل بلغ صاحبك الآن موضع الشجرة؟ فأجاب الرجل : لا أظن، فهي بعيدة. فقال : يا عدوّ الله، هات المال فقد أقررتَ على نفسك!
سراجي
/
يرضيك هذا؟
يرضيك هذا؟
سار الملك محمد بن السلطان محمود إلى بغداد ليحصرها، ودار القتال على باب البلد فأمر الخليفة المقتفي فنودي ببغداد : كل من جُرح في القتال فله خمسة دنانير. فكان كل من جُرح يُوصَّلُ ذلك إليه وحضر أحد العامة عند الوزير مجروحًا، فقال له الوزير : هذا جرح صغير لا تستحق عليه شيئًا. فعاد الرجل إلى القتال، فضُرب في جوفه فخرجت أمعاؤه فعاد إلى الوزير، فقال له : يا مولانا الوزير، يُرضيك هذا؟! فضحك منه، وأمر له بِصِلة.
سراجي
/
حَجَـر الذّبـاب
حَجَـر الذّبـاب
حدّث رجل خراساني من بعض أصحاب الصّنعة، ممن كان يعرف بالأحجار الخواصيّة، قال : اجتزت ببائع في الطريق بمصر، فرأيت عنده حجرًا أعرفه، يكون وزنه خمسة دراهم، مليح المنظر. وكنت أعرف أن خاصيته في طرد الذباب، وكنت في طلبه منذ سنين كثيرة. فحين رأيته ساومته فيه، فاستام عليَّ به خمسة دراهم، فلم أماكسه ودفعتها إليه. فلما حصلت في يده، وحصل الحجر في يدي، أقبل يسخر مني ويقول : يجيء هؤلاء الحمير لا يدرون إيش يعطون، ولا إيش يأخذون! هذه الحصاة رأيتها منذ أيام مع صبي، فوهبت له دانق فضـّة وأخذتها، وقد اشتراها هذا الأحمق مني بخمسة دراهم! فرجعت إليه وقلت له : يجب أن أعرّفك أنك أنت الأحمق، لا أنا. قال : كيف؟ قلت : قم معي حتى أعرّفك ذلك. فأقمته ومضينا حتى اجتزنا ببائع يبيع التمر في قصعة، والذّباب محيط بها. فنحّيت الرجل بعيدًا من القصعة، وجعلت الحجر عليها، فحين استقرَّ عليها طار جميع الذباب وتركته ساعة وهي خالية من الذباب، ثم أخذت الحجر، فرجع الذباب. ثم رددته فصار وفعلت ذلك ثلاث مرات. ثم خبّأت الحجر، وقلت : يا أحمق، هذا حجر الذباب، وقد قدمت في طلبه من خراسان، يجعله الملوك عندنا على موائدهم فلا يقربها الذباب، ولا يحتاجون إلى مذبّة ولا إلى مروحة. واللّه لو لم تبعني إيـّاه إلا بخمسمائة دينار لاشتريته منك! فشهق شهقة قدّرت أنه تَلف، ثم أفاق منها بعد ساعة وافترقنا.
سراجي
/
حوار طريف
حوار طريف
حـُكي أن أعرابياً مرَّ بآخر فقال له : من أين أقبلت يا ابن عم؟ فقال : من الثـَّنية، قال : هل أتيتنا بخير؟ فقال : سل عما بدا لك. قال : كيف علمك بحيي؟ قال : أحسن العلم. قال : هل لك علم بكلبي نـَفاع. قال : حارس الحي؟ قال : فبأم عثمان. قال : ومن مثل أم عثمان؟ قال : فبعثمان؟ قال : وأبيك إنه جرو الأسد. قال : فبجملنا السقاء؟ قال : والله إن سنامه ليخرج من الغبيط. قال : فبالدار؟ قال : وأبيك إنها لخصيبة الجناب عامرة الفناء، ثم قام عنه ناحية وقعد يأكل ولا يدعوه، فمر كلب فصاح به، وقال : يا ابن العم أين هذا الكلب من نفاع. قال : يا أسفا على نفاع. مات. قال : وما أماته؟ قال : أكل من لحم الجمل السقاء فاغتص بعظم منه فمات. قال : إنا لله، أو قد مات الجمل، فما أماته؟ قال : عثر بقبر أم عثمان فانكسرت رجله. فقال : ويلك أماتت أم عثمان؟ قال : أي والله علمت أنه أماتها لأسف على عثمان. قال : ويلك أمات عثمان؟ قال : أي وعهد الله قد سقطت عليه الدار. فرمى الأعرابي بطعامه، وأخذ ينتف لحيته، ويقول إلى أين أذهب؟ فيقول الآخر : إلى النار، وجعل يلتقط الطعام ويأكله ويهزأ به ويضحك ويقول : لا أرغم الله إلا أنف اللئام.
سراجي
/
عظـــات
عظـــات
قال حكيم أديب، وناصح أمين : إِياك وصحبة الملوك، فإنك إن لازمتهم ملوك، وإن تركتهم أذلوك، يستعظمون في الثواب رد الجواب، ويستصغرون في العتاب ضرب الرقاب. وقيل لحكيم من الذي لا يخاف أحداً؟ فقال : الذي لا يخافه أحد، فمن عدل في حكمه، وكفَّ عن ظلمه، نصره الحق، وحسنت لديه النـُّعمى، وأقبلت عليه الدنيا، فتهنـَّى بالعيش، واستغنى عن الجيش، وملك القلوب، وأمن الحروب، وصارت طاعته فرضاً، وظلت رعيته جنداً، وإن أول العدل أن يبدأ الرجل بنفسه، فيلزمها كل خلة زكية، وخصلة رضية، في مذهب سديد، ومكسب حميد، ليسلم عاجلاً، ويسعد آجلاً. وأول الجور، أن يعمد إليها فيجنبها الخير، ويعوِّدها الشر، ويـُلبسها الآثام، ويغبغبها المدام، ليعظم وزرها، ويقبح ذكرها.
سراجي
/
ذكاء طبيب
ذكاء طبيب
كان الحكيم الأجلّ رشيد الدين أبو حليقة أوحد زمانه في صناعة الطب، وقد خدم الملك الكامل ثم ولده الملك الصالح أيوب، ثم ولده الملك المعظم تورانشاه. ومن نوادره أنه جاء ت إليه امرأة من الريف، ومعها ولدها، وهو شاب قد غلب عليه النحول والمرض. فشكت إليه حال ولدها، وأنها قد أعيت فيه من المداواة، وهو لا يزداد إلا سقاماً ونحولاً. فنظر رشيد الدين إليه، واستقرأ حاله، وجسّ نبضه. فبينما هو يجس نبضه قال لغلامه، (وكان الوقت بارداً): ادخل ناولني الفرجية حتى أجعلها عليّ. فتغير نبض الشاب عند قوله تغيراً كثيراً، وتغيرّ لونه. فحدس رشيد الدين أن يكون عاشقاً. ثم جسّ نبضه بعد ذلك فوجده قد سكن. وعندما خرج الغلام إليه وقال له : هذه الفرجية، جسّ نبضه فوجده قد تغير. فقال لوالدته : إن ابنك هذا عاشق، والتي يهواها اسمها فرجية. فقالت : إي والله يا مولاي! هو يحب واحدة اسمها فرجية. وتعجبت من قوله لها غاية التعجب، ومن اطلاعه على اسم المرأة من غير معرفة متقدمة له لذلك.
سراجي
/
ذكـاء أبـي العـلاء
ذكـاء أبـي العـلاء
كان أبو العلاء المعرّي في غاية الذكاء المفرط. ويذكرون عنه أنه مرّ في بعض أسفاره بمكان، فطأطأ رأسه. فلما سـُئل عن ذلك قال : أما هنا شجرة؟ قالوا : لا. ونظروا، فإذا أصل شجرة هناك في الموضع الذي طأطأ رأسه فيه، وقد قـُطعت. وكان قد اجتاز بها قديمـًا مرّة، فأمره من كان معه بطأطأة رأسه لما جازوا تحتها، فلما مرّ بها المرّة الثانية طأطأ رأسه خوفـًا من أن يصيبه شيء منها. وكان يومـًا عند الخليفة ببغداد، وكان الخليفة يكره المتنبي ويضع منه، وأبو العلاء يحب المتنبي ويرفع من قدره ويمدحه. فجرى ذكر المتنبي في ذلك المجلس، فذمـّه الخليفة. فقال أبو العلاء : لو لم يكن للمتنبي إلا قصيدته التي أوّلها : لك يا منازل في القلوب منازلُ.... لكفاه ذلك. فغضب الخليفة، وقال لمن في المجلس : أتدرون ما أراد هذا الكلب من ذكره لهذه القصيدة؟ أراد قول المتنبي فيها : وإذا أتتـكَ مـذمـّتي من ناقصٍ فهي الشـهادة لـي بأنـّي كاملُ وإلاّ فالمتنبي له قصائد أحسن من هذه، وإنما أراد هذا. ثم قال : أخرجوا عني هذا الكلب!
سراجي
/
الدِّيـن والعقـل
الدِّيـن والعقـل
كتب أحدُ الزائغين إلى الإمام الجليل أبي حامد الغزالي يقول إن المقصود من الدّعوة والداعي، ومن أحكام الشريعة والتكاليف الظاهرة والتعبّد بالفرائض هو حصولُ المعرفة، فإن حصلت المعرفة عند امرئ أمكنه الاستغناء عن ظواهر الشرع وعن مراعاة الوسائط. فكان جواب الغزالي : مَثَلُ المغتر بعقله والمنخدع بهذا الظن كمثل رجل بنى له أبوه قصرا على رأس جبل، ووضع له فيه سَدًّا من حشيش طيب الرائحة، وأكّد الوصيّة على ولده مرّة بعد أخرى ألاّ يُخْلى هذا القصر عن هذا الحشيش طول عمره، وقال له : إيّاك أن تسكن هذا القصر ساعة من ليل أو نهار إلا وهذا الحشيش فيه. فلما مات الأب، زرع الولد حول القصر أنواعا من الرَّياحين، وجلب من البرِّ والبحر أحمالا من العُود والعنبر والمِسْك، وجمع في حديقة قصره جميع ذلك، مع شجرات كثيرة من الرياحين الطيبة الرائحة. فانغمرت رائحة ُ الحشيش لما فاحت هذه الروائح. فقال الرجل : لا أشك أن والدي ما أوصاني بحفظ هذا الحشيش إلا لطيب رائحته. والآن قد استغنيتُ بهذه الرياحين عن رائحته، فلا فائدة فيه الآن. وهو يضيق علي المكان. ثم أمر بالحشيش فرُمِيَ من القصر. فلما خلا القصر من الحشيش ظهرت من بعض ثُقَبِ القصر حَيَّة ٌ هائلة، وضربته ضربة ً أشرف بها على الهلاك، فتنبّه حيث لم ينفعه التنبُّه، وفطن إلى أن الحشيش كان من خاصيته دَفْعُ هذه الحية المُهْلِكَة. وكان لأبيه في الوصية بالحشيش غرضان : أحدهما انتفاع الولد برائحته، وذلك قد أدركه الولد بعقله، والثاني أن تَرُّدَّ الرائحة ُ الحيات المهلكة، وذلك مما قَصَّرَتْ عن إدراكه بصيرة ُ الولد، فاغترّ الولد بما عنده من العلم، وظنّ أنه لا سرَّ وراء معلومه ومعقوله. قد وقع لأبي حنيفة مثلُ هذا الظن في الفقهيات، فقال : أوجب اللهُ في كل أربعين شاة ً شاة ً، وقصد به إزالة الفقر، والشاة ُ آلة ٌ في الإزالة فإذا حصلت الإزالة ُ بمال آخر غير الشاة فقد حصل تمامُ المقصود. فقال الشافعي : صدقتَ بقولك أن هذا مقصود، وأخطأت في حُكْمِك بأنه لا مقصودَ سواه، إذ كيف تأمن أن يُقال يوم القيامة : قد كان لنا سرٌّ آخر في إشراك الغنيِّ الفقير مع نفسه في جِنس ماله؟!
سراجي
/
الدّليل على قوة النفس
الدّليل على قوة النفس
مِمَّا يُكرَهُ للملوك المبالغة ُ في الميل إلى النّساء، والانهماك في محبّتهن، وقطع الزمان بالخلوة معهن. فأما مشاورتهن في الأمور فمجلبة ٌ للعجز، ومدْعاة إلى الفساد، ومَنْبهة على ضعف الرأي، اللهم إلا أن تكون مشاورتهن يراد بها مخالفتهن، كما قال عليه السلام : " شاوروهنّ وخالفوهن "! فإذا أشكل عليكم الصواب فشاوروهنّ، فإذا مِلْنَ إلى شيء فاعلموا أن الصواب في خلافه. وقد حَدَثَ أن عضدَ الدولة فَنّاخُسْرَوْ بن بُوَيْه شغفته امرأة من جواريه حباً، وغلب عليه، فاشتغل بها عن تدبير المملكة حتى ظهر الخلل في مملكته، فخلا به وزيرُه وقال له : أيها الملك، إن هذه الجارية قد شغلتك عن مصالح دولتك حتى لقد تطرّق النقص عليها من عدّة جهات. وما سبب ذلك إلا اشتغالك عن إصلاح دولتك بهذه المرأة. والصواب أن تتركها وتلتفت إلى إصلاح ما فسد. وبعد أيام جلس عضد الدولة على مُشْتَرَف له على دجلة، واستدعى الجارية فحضرت. فشاغلها ساعة حتى غفلت عن نفسها ثم دفعها إلى النهر فغرقت. وتفرّغ خاطرُه من حبها واشتغل بإصلاح أمور دولته. وقد نسب الناس هذا الفعل من عضد الدولة إلى قوة النفس حين قويتْ نفسه على قتل محبوبته. وأنا أستدلّ بهذا الفعل على ضعف نفس عضد الدولة لا على قوّتها، فلو أنه تركها حيّة ثم أعرض عنها لكان ذلك هو الدليل على قوّة نفسه.
سراجي
/
المنجم
المنجم
أتت امرأة مصرية الشيخ رزق الله النّحاس أحد المنجمين بمصر، وسألته أن يقرأ لها طالعها وأعطته درهماً أجراً له. فقاس ارتفاع الشمس وحقّق درجة الطالع والبيوت الاثني عشر ومراكز الكواكب، ورسم ذلك كله في تخت، وجعل يتكلّم على بيت بيت منها ويخبرها بطالعها وهي ساكتة واجمة. فوجم هو لوجومها وأدركه فتور فسكت. ثم عاود الكلام وقال : أرى فيما يتّصل بالمال أنك تفقدين جانباً من مالك عما قريب، فاحترسي. فقالت : الآن أصبت وصدقت، وقد كان والله ما ذكرتَ. قال : وهل ضاع لكِ شيء؟ قالت : نعم، الدرهم الذي أعطيتُك الآن إيّاه! وتركتْه وانصرفت.
سراجي
/
الحـُبّ والطعــام
الحـُبّ والطعــام
كان أبو الحارث حسين يـُظهرِ لجارية من المحبة أمرًا عظيمـًا. فدعتـْه وأخـّرت الطعام إلى أن ضاق، فقال : يا سيـّدتي، مالي لا أسمع للغداء ذِكـْرًا؟ فقالت : يا سبحان الله! أما يكفيك النظر إليّ وما ترغبه فيّ من أن تقول هذا! فقال : يا سيدتي، لو جلس جميل وبثينة من بكرة إلى هذا الوقت لا يأكلان طعامـًا لبصق كلُّ واحد منهما في وجه صاحبه!
سراجي
/
بـلاء أعظـم مـن بـلاء
بـلاء أعظـم مـن بـلاء
قدم رجل من بني عبس، وكان ضريراً محطوم الوجه، على الوليد بن عبد الملك، فسأله الوليد، عن سبب ذلك، فقال : بـِتُّ ليلة في بطن وادٍ ولا أعلم في الأرض عبـْسيا يزيد ماله على مالي، فطرقنا سيل، فذهب بما كان لي من أهل وإبل ومال وولد، إلا صبياً وبعيراً، فنفر البعير، والصبي معي، فوضعته واتبعت البعير، فما جاوزت ابني قليلاً، إلا ورأس الذئب في بطنه يفترسه، فتركته. واتبعت البعير فرمحني رمحة حطـَّم بها وجهي، وأذهب عيني، فأصبحت لا مال عندي ولا ولد، حتى بصري قد فقدته كما ترى، فقال الوليد : اذهبوا به إلى عروة بن الزبير، وكان قد أصابه بلاء متتابع، ليعلم أن في الناس من هو أعظم بلاء منه.
سراجي
/
وافَـقَ شَـنٌّ طَبَقَـة
وافَـقَ شَـنٌّ طَبَقَـة
كان رجلٌ من دهاة العرب وعقلائهم يقال له شَنٌّ. فقال : لأطوفَنَّ حتى أجد امرأة ً مثلي فأتزوجها. فبينما هو في بعض مسيره إذأوفقه رجلٌّ في الطريق. فسأله شن : أين تريد؟ فقال موضع كذا، (يريد القرية التي يقصد لها شن). فرافقه فلما أخذا في مسيرهما، قال له شن : أتحملني أم أحملك؟ فقال له الرجل : يا جاهل، أنا راكب وأنت راكب فكيف أحملك أو تحملني؟! فسكت عنه شن. وسارا، حتى إذا قربا من القرية، إذا هما بزرع قد استحصد فقال له شن : أترى هذا الزرع أُكل أم لا؟ فقال له الرجل : يا جاهل، ترى نبتًا مستحصدًا، فتقول أتراه أُكل أم لا؟! فسكت عنه شن. وسارا، حتى إذا دخلا القرية لقيتهما جنازة فقال شن : أترى صاحب هذا النّعْش حيًا أم ميتًا؟ فقال له الرجل : ما رأيتُ أجهل منك! ترى جنازة فتسأل عنها أمّيت صاحبها أم حيّ فمضى معه. وكانت للرجل ابنة يقال لها طَبَقَة ُ. فلما دخل عليها أبوها سألته عن ضيفه فأخبرها بمرافقته إياه، وشكا إليها جهله وحدثها بحديثه. فقالت : يا أبتِ، ما هذا بجاهل. أمّا قوله : أتحملني أم أحملك فأراد : أتحدثني أم أحدِّثك حتى نقطع طريقنا. وأما قوله : أترى هذا الزرع أُكل أم لا، فإنما أراد أباعه أهله فأكلوا ثمنه أم لا. وأما قوله : أترى صاحب هذا النّعْش حيا أم ميتا، فأراد هل ترك عَقِبًا يحيا بهم ذِكْرُه أم لا. فخرج الرجل فقعد مع شنّ، فحادثه ساعة، ثم قال له : أتحبّ أن أفسر لك ما سألتني عنه؟ قال : نعم. ففسره. فقال شنّ : ما هذا من كلامك، فأخبِرْني مَنْ صاحبه. فقال : ابنة لي. فخطبها إليه، فزوّجه إيّاها وحملها إلى أهله. فلما رأوهما قالوا : وافق شَنٌّ طبقة! فذهبت مثلاً.
سراجي
/
تقرأ شيئًا من القرآن ؟
تقرأ شيئًا من القرآن؟
قدّم رجل ابنًا له إلى القاضي فقال : أصلح الله القاضي، إن هذا ابني يشرب الخمر ولا يصلي. فقال له القاضي : ما تقول يا غلام فيما حكاه أبوك عنك؟ قال : يقول غير الصحيح. إني أصلي ولا أشرب الخمر. فقال أبوه : أصلح الله القاضي، أتكون صلاة بلا تلاوة؟ فقال القاضي : يا غلام، تقرأ شيئًا من القرآن؟ قال : نعم، وأجيد القراء ة. قال : اقرأ! فقال : بسم الله الرحمن الرحيم، علق القلبُ ربابًا بعدما شابت وشابا إنّ دين الله حق لا أرى فيه ارتيابا! قال أبوه : والله أيها القاضي ما تعلم هاتين الآيتين إلا البارحة، لأنه سرق مصحفًا من بعض جيراننا! فقال القاضي : قبّحكما الله! تقرآن كتاب الله ولا تعملان به!
سراجي
/
توجيه للمعلم
توجيه للمعلم
قال عمر بن عتبة لمعلم ولده : ليكن أول إصلاحك لولدي إصلاحك لنفسك، فإن عيونهم معقودة بعينك، فالحسن عندهم ما صنعت، والقبيح عندهم ما تركت، علـّمهم كتاب الله ولا تملهم فيه فيتركوه ولا تتركهم منه فيهجروه. روِّهم من الحديث أشرفه، ومن الشعر أعفه، ولا تنقلهم من علم إلى علم حتى يـُحكموه فإن ازدحام الكلام في القلب مشغلة للفهم، وعلمهم سنن الحكماء، وجنبهم محادثة النساء، ولا تتكل على عذر مني لك، فقد اتكلت على كفاية منك، قال الشاعر : وإن مــن أدبتـــه فــي الصبــا كالعودِ يُسقى الماء في غرسه حـتـى تــــراه مورقـاً نـاضــراً بعـد الـذي أبصـرت مـن يبسـه مـا تبلــغ الأعـداء مـن جاهـل مـا يبلــغ الجـاهـل مـن نفسـه.
سراجي
/
فما جوابك إلا السكوت
فما جوابك إلا السكوت
قال أبو الحسن المدائني : دخل محمد بن واسع على قُتيبة بن مسلم والي خُراسان في مِدْرعَة ِ صوف، فقال له : ما يَدْعُوك إلى لباس هذه؟ فسكت، فقال له قتيبة : أُكلِّمُك فلا تُجيبني؟ قال : أكرهُ أن أقول زُهْداً فأزكِّيَ نفسي، أو أقول فقراً فأشكو ربي، فما جوابك إلا السكوت.
سراجي
/
يعطي الجوز من لا أسنان له!
يعطي الجوز من لا أسنان له!
قال الحضرمي : أقمت مرة بقرطبة ولازمتُ سوق كتبها مدّة أترقـّب فيه وقوع كتاب كان لي بطلبه اعتناء، إلى أن وقع، وهو بخط فصيح وتفسير مليح. ففرحت به أشد الفرح، وجعلت أزيد في ثمنه فيرجع إليَّ : المنادي بالزيادة عليّ، إلى أن بلغ فوق حدّه. فقلت له : ما هذا؟ أرني من يزيد في هذا الكتاب حتى بلغه إلى ما لا يساوي. فأراني شخصـًا عليه لباس الرئاسة، فدنوت منه وقلت له : أعزّ اللّه سيدنا الفقيه، إن كان لك غرض في هذا الكتاب تركتـُه لك، فلقد بلغت به الزيادة بيننا فوق حدّه. فقال لي : لستُ بفقيه، ولا أدري فيه، ولكني أقمتُ خزانة كتب، واحتفلتُ فيها لأتجمـّل بها بين أعيان البلد، وبقي فيها موضع يسع هذا الكتاب. فلما رأيته حسن الخط، جيـّد التجليد، استحسنته، ولم أبال بما أزيد فيه، والحمد للّه على ما أنعم به من الرزق فهو كثير. فأحرجني وحملني على أن قلت : نعم، لا يكون الرزق كثيرًا إلا عند مثلك. يعطي الجوز من لا أسنان له! وأنا الذي أعلم ما في هذا الكتاب وأطلب الانتفاع به، تحول قلـّة ما بيدي بيني وبينه!
سراجي
/
وفاء إعرابي
وفاء إعرابي
حدّث قُتيبة بن مسلم قال : أُتِي الحجاج بن يوسف بقوم كانوا قد خرجوا عليه، فأمر بقتلهم وبقي منهم واحد، فأقيمت الصلاة، فقال لي الحجاج : ليكن عندك الليلة وتأتي به إلينا غداً لأقتله. فخرجتُ والرجل معي، فلما صرنا في الطريق قال الرجل لي : هل لك في خير؟ قلت : وما هو؟ قال : إن عندي ودائع للناس، وإن صاحبك لقاتلي، فهل لك أن تُخْلي سبيلي لأودّع أهلي وأعطي كلَّ ذي حق حقّه، وأوصي بما عليّ ولي، والله تعالى كفيل لي أن أرجع إليك بُكْرَة. فتعجّبتُ من قوله وضحكت، فأعاد عليّ القولَ وقال : يا هذا، الله كفيل أن أعود إليك. وما زال يلحّ إلى أن قلت : اذهب! فلما توارى عني كأنني انتبهت، فقلت : ما صنعتُ بنفسي؟! ثم أتيت أهلي فباتوا بأطول ليلة. فلما أصبحنا إذا برجل يقرع الباب، فخرجت فإذا به. فقلت : رجعتَ؟! قال : جعلتُ الله كفيلاً ولا أرجع! فانطلقت، فلما بصر بي الحجاج قال : أين الأسير؟ قلت : بالباب، أصلح الله الأمير. فأحضرتُه وقصصتُ على الحجاجِ القصة، فجعل يردّد نظره فيه، ثم قال : وهبتُه لك. فانصرفتُ به. فلما خرج من الدار قلت له : اذهب أين شئتَ. فرفع بصره إلى السماء وقال : اللهم لك الحمد. فما شكرني ولا قال لي أحسنتَ ولا أسأت. فلما انصرف قلت في نفسي : مجنونٌ ورب الكعبة! فلما كان في اليوم الثاني جاء ني وقال : يا هذا، جزاك الله عني أفضل الجزاء. والله ما ذهب عني أمس ما صنعتَ ولكني كرهتُ أن أشْرِكَ في حمد الله أحدا!
سراجي
/
رأس الديك
رأس الديك
قال دِعـْبل : كنا عند سهل بن هارون في زيارة وهو معروف بالبخل، فلم نبرح حتى كاد يموت من الجوع فقال : يا غلام آتنا غداء نا، فأتى بقصعة فيها ديك مطبوخ وتحته ثريد قليل، فتأمل الديك فرآه بغير رأس، فقال لغلامه : وأين الرأس؟ فقال : رميته، فقال : والله إني لأكره من أن يـُرمى برجله فكيف من يـَرمي برأسه ويحك، أما علمت أن الرأس رئيس الأعضاء، ومنه يصيح الديك، ولولا صوته ما أريد، وفيه عـُرْفـُه الذي يـُتـَبرك به، وعينه التي يـُضرب بها المثل في الصفاء، فيقال شراب كعين الديك، ولم نر عظما أهشَّ تحت الأسنان من عظم رأسه. وهبك ظننت أني لا آكله، أما قلت عنده من يأكله؟ انظر في أي مكان رميته فأئتني به، فقال الغلام : لا أعرف أين رميته، فقال : ولكني أعرف أين رميته، قد رميته في بطنك، الله حسبك.
سراجي
/
صلاح النفس
صلاح النفس
روي أن رجلاً أتى إبراهيم بن أدهم رضي الله عنه، فقال : يا أبا إسحق، إني مسرف على نفسي، فاعرض عليّ ما يكون لها زاجراً ومستنقذاً، قال : إن قبلت خمس خصال وقدرت عليها، لم تضرك المعصية، ولم توبقك لذة، قال : هات يا أبا إسحق. قال : أما الأولى فإذا أردت أن تعصي الله عز وجل فلا تأكل رزقه، قال : فمن أين آكل وكل ما في الأرض رزقه؟ قال : يا هذا، أفيحسن بك أن تأكل رزقه وتعصيه؟ قال : لا، هات الثانية، قال : وإذا أردت أن تعصيه فلا تسكن شيئاً من بلاده قال : هذه أعظم من الأولى يا هذا، إذا كان المشرق والمغرب وما بينهما له فأين أسكن؟ قال : يا هذا، أفيحسن بك أن تأكل رزقه وتسكن بلاده وتعصيه؟ قال : لا، هات الثالثة. قال : وإذا أردت أن تعصيه وأنت تحت رزقه وفي بلاده، فانظر موضعاً لا يراك فيه، فاعصه فيه، قال : يا إبراهيم، ما هذا وهو يطلع على ما في السرائر، قال : يا هذا أفيحسن بك أن تأكل رزقه وتسكن بلاده، وتعصيه وهو يراك ويعلم ما تجاهر به؟ قال : لا، هات الرابعة. قال : فإذا جاء ك ملك الموت لقبض روحك، فقل له : أخـّرني حتى أتوب توبة نصوحاً، وأعمل لله صالحاً، قال : لا يقبل مني، قال : يا هذا، فأنت إذا لم تقدر أن تدفع عنك الموت لتتوب، وتعلم أنه إذا جاء ك، لم يكن له تأخير، فكيف ترجو وجه الخلاص؟ قال : هات الخامسة. قال : إذا جاء ك الزبانية يوم القيامة، ليأخذوك إلى النار، فلا تذهب معهم، قال : إنهم يـَدَعـُوني ولا يقبلون مني، قال : فكيف ترجو النجاة إذن؟ قال له : يا إبراهيم حسبي حسبي، أنا أستغفر الله وأتوب إليه، وَلزِم العبادة حتى فارق الدنيا رحمه الله.
سراجي
/
كـلام من هـذا ؟
كـلام من هـذا؟
حكى الأصمعيّ قال : كنت أقرأ " والسارق والسارقة فاقطعوا أيديهما جزاء بما كسبا، نكالاً من الله، والله غفور رحيم "، وبجنبي أعرابي، فقال لي : كلام من هذا؟ فقلت : كلام الله. قال : أعدْ. فأعدتُ. فقال : ليس هذا كلام الله. فانتبهت، فقرأت : " والله عزيز حكيم ". فقال : أصبت، هذا كلام الله. فقلت : أتقرأ القرآن؟ قال : لا. فقلت : من أين علمت؟ قال : يا هذا، عزّ فحكم فقطع، ولو غفر ورحم لَمَا قطع!
سراجي
/
كم لك من السنين؟
كم لك من السنين؟
قال رجل لهشام بن عمرو القوطي : كم تَعُدّ؟ قال : من واحد إلى ألف ألف وأكثر. قال : لم أُرِدْ هذا. قال : فما أردتَ؟ قال : كم تَعُدُّ من السِّنّ؟ قال : اثنتين وثلاثين سِنَّة، ستة عشر من أعلى وستة عشر من أسفل. قال : لم أُرِد هذا. قال : فما أردت؟ قال : كم لك من السنين؟ قال : مالي منها شيء، كلها لله عزّ وجلّ. قال : فما سِنُّك؟ قال : عَظْم. قال : فابن كم أنت؟ قال : ابن اثنين، أبٍ وأم. قال : فكم أتى عليك؟ قال : لو أتى عليّ شيء ٌ لقتلني. قال : فكيف أقول؟ قال : قل كم مضى من عمرك؟
سراجي
/
لا تَقْرَبْنـي يا خائـن !..
لا تَقْرَبْنـي يا خائـن
استودع رجلٌ أحد التجار مالاً ثم خرج إلى مكة للحج. فلما رجع طلبه فَجَحَدَه. فأتى إياس بن معاوية القاضي فأخبره. فقال له إياس : كم تركتَ عنده؟ قال : خمسمائة دينار. قال إياس : أأخبرته أنك ستشكوه إليّ؟ قال : لا. قال : فانصرِفْ واكتُم أمرَك ثم عُدْ إليّ بعد يومين. ثم دعا إياسٌ التاجر، فقال له : قد حضر مال كثير أريد أن أستودعك إيّاه. أَفَحَصِينٌ منزلُك؟ قال : نعم. قال : فأعدّ موضعا للمال وقوماً يحملونه، وسيكون لك ثلاثة آلاف دينار مقابلَ حفظك إيّاه عاما أو بعض عام. ثم عاد الرجل الأول بعد يومين إلى إياس، فقال له القاضي : انطلق الآن إلى صاحبك فاطلب المال، فإن أعطاك فذاك، وإن جَحَدَك فقل له إني أخبر القاضي. فأتى الرجلُ التاجرَ فقال : أعطني مالي وإلا أتيتُ القاضي وأخبرتُه ما جرى. فدفع إليه ماله. فرجع الرجل إلى إياس فقال : قد أعطاني المال. ثم جاء التاجر ومعه رجال ليحملوا وديعة القاضي، فلما سأل عنها صاح بن إياس : لا تقربْني يا خائن!
سراجي
/
مظلومة !..
مظلومة
قال الشعبيّ : كنت مع شُريح القاضي حين جاء ته امرأة ٌ تخاصم رجلاً. فأرسلتْ عينيها وبكت بكاء ً مرّا فقلتُ لشُريح : يا أبا أمية، ما أظنّ هذه البائسة إلا مظلومة. فقال : يا شعبيّ، إن إخوة َ يوسف جاء وا أباهم عِشَاء ً يبكون.
سراجي
/
مَكـانَكم !
مَكـانَكم!
خرج إبراهيم بن أدهم وإبراهيم بن طهمان وسفيان الثوري إلى الطائف ومعهم سفرة فيها طعام. فوضعوها ليأكلوا، وإذا أعرابٌ بالقرب منهم. فأراد بن طهمان أن يدعوهم ليأكلوا معهم، فناداهم : يا إخوتاه، هلمّوا! فصاح بهم سفيان : مكانكم! ثم قال لابن طهمان : خذ من الطعام ما تطيب أنفسُنا بإعطائه لهم فاذهب به إليهم، فإني أخاف أن يجيئوا فيأكلوا من طعامنا أكثر مما نحبّ فتتغيّر نيّاتُنا ويذهب أجرُنا!
سراجي
/
من أنت !
من أنت
كان رجل من تجار أهل المدينة في المسجد يصلي في ليلة من شهر رمضان، إذ عَرَضَ له أمرٌ اضطره إلى العودة إلى منزله. فوجد بابه مفتوحاً، وإذا فتى مع ابنته يحدّثها. فلما سأله : من أنت؟ قال إنه من ولد ابن أبي عتيق. فأخذه بيده وذهب به إلى منزل ابن أبي عتيق، فدقّ الباب. فلما أشرف عليه قال : أردت أن أكلمك في أمر. فلما نزل إليه ابن أبي عتيق قال التاجر : وجدت هذا الفتى مع ابنتي في منزلي، فسألته فزعم أنه ابنك. فأخذ ابن أبي عتيق الفتى وضربه وشتمه، ثم شكر التاجر ودعا له وقال : لن يعود إلى شيء تكرهه أبداً إن شاء الله. فلما انصرف الرجل قال ابن أبي عتيق للفتى : من أنت، ويلك؟!
سراجي
/
مـن ذاقـَه لـَم يـُفـْلـِح
مـن ذاقـَه لـَم يـُفـْلـِح
دخل شريك النَّخَعِيّ على الخليفة المهدي يوماً، فقال المهدي له : لا بد أن تجيبني إلى خصلة من ثلاث خصال. قال : وما هنَّ يا أمير المؤمنين؟ قال : إما أن تلِيَ القضاء، أو تحدّث ولدي وتعلّمهم، أو تأكل عندي أكلة! ففكَّر ساعة ثم قال : الأكلة أخفّها على نفسي. فأجلسه المهدي، وتقدّم إلى الطبّاخ أن يُصلح له ألواناً من المخ المعقود بالسّكّر والعسل وغير ذلك. فلما فرغ شريك من الأكل، قال الطباخ : واللّه يا أمير المؤمنين، ليس يُفلح الشيخ بعد هذه الأكلة أبداً! وكان أن قَبل شريك بعد ذلك أن يحدّثهم، وأن يعلّم أولادهم، وأن يلي القضاء لهم!
سراجي
/
من علمك!
من علمك
زعموا أن أسداً وذئبـاً وثعلبـاً. خرجوا معـاً يتصيـّدون، فصادوا حماراً وظبيـاً وأرنبـاً. فقال الأسد للذئب : اقسم بيننا صيدنا. قال الذئب : الأمر سهل ؛ الحمار لك، والأرنب للثعلب، والظبي لي. فخبطه الأسد فأطار رأسه. ثم أقبل على الثعلب وقال : قاتله الله، ما أجهله بالقسمة. هات أنت. قال الثعلب : الأمر سهل ؛ الحمار لغدائك، والظبي لعشائك، والأرنب تتخلـّل به فيما بين ذلك. قال الأسد : ويحك! ما أقضاك! من علـّمك هذه القضية؟ قال : رأس الذئب الطائرة!
سراجي
/
أهنـأ عيــش
أهنـأ عيــش
حج عبد الله بن عباس بالناس، ونزل ذات يوم منزلاً، وطلب من غلمانه طعاماً فلم يجدوا شيئاً، فقال لهم : اذهبوا إلى هذه البرية، لعلكم تجدون راعياً أو خيمة فيها لبن أو خبز، فمضوا حتى وقفوا على عجوز في فناء خبائها، فسلموا عليها، وقالوا لها : أعندك طعام نبتاعه؟ قالت : أما للبيع فلا، ولكن عندي ما يكفيني أنا وأبنائي، فقالوا : وأين بنوك؟ قالت : في مرعى لهم، وهذا أوان أوبـَتهم، قالوا : وما أعددت لهم؟ قالت : خبزة تحت المـَلـَّة، قالوا : أوليس عندك شيء آخر؟ قالت : لا، قالوا : فجودي لنا بشطرها، قالت : أما الشطر فلا أجود به، وأما الكل، فخذوه، فقالوا : تمنعين النصف، وتجودين بالكل، قالت : نعم، لأن إعطاء الشطر نقيصة، وإعطاء الكل فضيلة، فأنا أمنع ما يضعني، وأمنح ما يرفعني ثم أعطتهم الخبز، ولم تسألهم من هم ؛ ولا من أين جاء وا؟ فرجعوا إلى ابن عباس وأخبروه بخبر هذه المرأة، فعجب منها وقال : احملوها إليَّ الساعة، فبادروا إليها، وقالوا لها : إن صاحبنا يريد أن يراك، فقالت : ومن صاحبكم؟ قالوا : عبد الله بن عباس، قالت : وأبيكم هذا هو الشرف الأعلى، وماذا يريد مني، قالوا : إكرامـَك ومكافأتك، فقالت : والله لو كان ما فعلته معروفاً، ما كنت لآخذ عنه بديلاً، فكيف وهو شيء يجب أن يشارك فيه الناس بعضهم بعضاً، وألحـُّوا عليها حتى ذهبوا بها، فلما وصلت إلى عبد الله سلمت عليه، فرد عليها السلام، وقرب مجلسها، وقال لها : ممن أنت يا خالة؟ قالت : من قبيلة بني كلب، قال : وكيف حالك؟ قالت : آكل الخبز المليل وأكتفي منه بالقليل، وأشرب الماء من عين صافية وأبيت ونفسي من الهموم خالية، فازداد منها استغراباً، وقال : لو جاء بنوك الآن وهم جياع، ما كنت تصنعين لهم؟ قالت : يا هذا لقد عظمت عندك خبزتي حتى أكثرت فيها الكلام، أشغل فكرك عن هذا فإنه يفسد المروء ة ويورث الخسة، فقال لغلمانه : أحضروا أولادها، فأحضروهم فقربهم إليه وقال : إني لم أطلبكم لمكروه، وإنما أحب مساعدتكم بمال، فقالوا : نحن في كفاف من الرزق، فوجـِّه مالك نحو من يستحقه، فقال : لا بد أن يكون لي عندكم شيء تذكروني به، وأمر لهم بعشرة آلاف درهم، وعشرين ناقة مع فحلها.
سراجي
/
أنحـس مركــوب
أنحـس مركــوب
اشترى رجل دابة من دميرة، فوجد بها عيوباً كثيرة، فحضر إلى القاضي يشكو البائع فقال : أيها القاضي، إني بحكمك راض. اشتريت من هذا الغريم دابة، ادعى فيها الصحة والسلامة، فوجدت بها عيوباً، أعقبتني ندامة. فقال القاضي ما عيوبها؟ فقال : كلها عيوب وذنوب، وهي أنحس مركوب، إن ركبتها رفست، وإن سقتها رقدت، وإن نزلت عنها شردت، حدباء جرباء. لا تقوم حتى تحمل على الخشب. ولا تنام حتى تكبل بالسلب. إن قربت من الجرار كسرتها. وإن دنت من الصغار رفستهم، وإن دار حولـَها أهل الدار كدمتهم. تمشي في سنة أقل من مسافة يوم، الويل لراكبها إن وثب عليه القوم. متى حملتها لا تنهض، تقرض حبلها، وتجفل من ظلها، ولا تعرف منزل أهلها. حرونة ملعونة مجنونة. تقلع الوتد، وتمرض الجسد، وتفتت الكبد، ولا تركن إلى أحد. واقعة الصدر، محلولة الظهر، عمشاء العينين. قصيرة الرجلين. مقلـَّعة الأضراس. كثيرة النعاس. مشيها قليل، وجسمها نحيل، وراكبها بين الأعزاء ذليل، تجفل من الهوى، وتعثر بالنوى، تحشر صاحبها في كل ضيق. وتنقطع به في الطريق، وتعض ركبة الرفيق. فإن قبلها فأكرم جانبه ولا تحوجني أن أضاربه. فضحك القاضي وحكم برَدّها.
سراجي
/
أهلـي .. أهلــي
أهلـي.. أهلــي
وفد أعرابي على كسرى أنو شروان، فسأله عن اسمه وصناعته، فأجابه، أنا الحارث بن كـِلدة، طبيب العرب، فقال كسرى : ما يصنع العرب بالطبيب، مع سوء أغذيتهم؟ قال : إن كان هذا حالهم، فهم أجدر بالطبيب، فقال : وكيف يعرفون من يسلمون إليه أمرهم، مع ما هم عليه من شدة الجهل، قال : إن الله عز وجل قسم العقول بين العباد، كما قسم الأرزاق، وأخذ القوم نصيبهم، ففيهم ما في غيرهم من جاهل وعالم، وعاجز وحازم وغير ذلك، فقال : ما هو المحمود من صفاتهم، قال : هو أكثر من أن يـُحصر، فإن لهم أنفساً سخية، وقلوباً جريـَّة، وعقولاً صحية، وأنساباً نقية، لغتهم أفصح اللغات، وأوسعها في التراكيب والكلمات، ألسنتهم طليقة، وعباراتهم رقيقة، يمرُق الكلام من أفواههم مروق السهام من أوتارهم، أعذب من الماء وألين من الهواء، يطعمون الطعام، ويواسون الأيتام، عزهم لا يرام، وجارهم لا يضام، فاستوى كسرى على كرسيه، وجرى ماء الحلم في وجهه، وقال لجلسائه مشيراً إلى ابن كلدة : إني وجدته راجحاً، ولقومه مادحاً، وبفضلهم ناطقاً، ولما يورده من لفظه صادقاً، وكذا العاقل، من أحكمته التجارب، ولا يكون حاطباً مع كل حاطب، ثم بشَّ في وجهه قائلاً، لله درك من عربي، لقد أعطيت علماً، وخـُصصت فطنة وفهماً، وأحسن صلته، وقضى جميع حوائجه.
سراجي
/
استـمرُّوا !
استـمرُّوا!
ضاع لرجلٍ ولدُ، فجاء وا بالنوائح ولطموا عليه، وبقوا على ذلك أياماً. فصعد أبوه يوماً غرفة ً بسطح البيت فرأى ولده جالساً في زاوية من زواياها. فصاح به : ولدي؟! أنت بالحياة ِ! ماذا تصنع هنا؟ أما ترى ما نحن فيه؟! قال الغلام : قد علمتُ وسمعت. ولكن هاهنا بيض قد قعدتُ مثلَ الدجاجة عليه، وما يمكنني أن أتركه حتى يفقس، فأنا أريد فُرَيخاتٍ لأني أحبّها! فأشرف أبوه من السطح على النوائح وصاح بهم : قد وجدتُ ابني حياً، ولكن لا تقطعوا اللّطمَ عليه. أُلطُموا كما كنتم!
سراجي
/
الحجّـاج في النـار
الحجّـاج في النـار
حَلَف رجلٌ بالطّلاق أن الحجّاج بن يوسف في النّار. فقيل له : " سَلْ عن يمينك وعمّا إذا كانت امرأتُك تجوزُ لك ". فأتى أيوب السِّخْتِيَاني الزّاهد، فأخبره. فقال له : لستُ أُفتى في هذا بشيء، يغفرُ الله لمن يشاء. فأتى شيخَ المعتزلة عمرو بن عُبيد، فأخبره ـ فقال : تمسَّك بامرأتِك، فإن الحجّاجَ إن لم يكن من أهل النار فليس يضُرُّكَ أن تَزْنِي!
سراجي
/
القط الأعمى
القـطّ الأعمـى
كان ابن بابشاذ في مصر إمام عصره في علم النحو. وكانت وظيفته أن ديوان الإنشاء لا يخرج منه كتاب حتى يُعرض عليه ويتأمله، فإن كان فيه خطأ من جهة النحو أو اللغة أصلحه. وكان له على هذه الوظيفة راتب من الخزانة يتناوله في كل شهر. ويُحكى أنه كان يومًا في سطح جامع مصر وهو يأكل شيئًا وعنده ناس. فحضرهم قط فرموا له لقمة، فأخذها في فيه وغاب عنهم ثم عاد إليهم. فرموا له شيئًا آخر، ففر كذلك، وتردّد مرارًا كثيرة وهم يرمون له وهو يأخذه ويغيب به ثم يعود من فَوْرِه حتى عجبوا منه، وعلموا أن مثل هذا الطعام لا يأكله وحده لكثرته. فلما استرابوا حاله، تبعوه، فوجدوه، يَرْقَى إلى حائط في سطح الجامع، ثم ينزل إلى موضع خالٍ وفيه قط أعمى، وكل ما يأخذه من الطعام يحمله إلى ذلك القط ويضعه بين يديه، وهو يأكله. فعجبوا من تلك الحال، فقال ابن بابشاذ : إذا كان هذا حيوانًا قد سخّر الله له هذا القط ليقوم بكفايته، ولم يحرمه الرزق، فكيف يُضيِّع مثلي؟ ثم استعفى الشيخ من الخدمة ونزل عن راتبه.
سراجي
/
الصوم والحر
الصوم والحر
كان الحجاج بن يوسف الثقفي، على ما به من صلف وتجبر وحب لسفك الدماء، جواداً كريماً، لا تخلو موائده كل يوم من الآكلين، وكان يرسل إلى مستطعميه الرسل، ولما شق عليه ذلك، قال لهم : رسولي إليكم الشمس إذا طلعت، فاحضروا للفطور، وإذا غربت، فاحضروا للعشاء. وحدث أن خرج يوماً للصيد، وكان معه أعوانه وحاشيته، ولما حضر غداؤه، قال لأصحابه، التمسوا من يأكل معنا، فتفرقوا كل إلى جهة، فلم يجدوا إلا أعرابياً، فأتوا به، فقال له الحجاج : هلم يا أعرابي فَكُلْ، قال الأعرابي : لقد دعاني من هو أكرم منك فأجبته، قال الحجاج : ومن هو؟ قال الأعرابي : الله سبحانه وتعالى، دعاني إلى الصوم فأنا صائم. قال الحجاج : صوم في مثل هذا اليوم على حره؟ قال الأعرابي : صمتُ ليوم هو أحرُّ منه، قال الحجاج : فأفطر اليوم وصم غداً، فقال الأعرابي : أَوَيضمن لي الأمير أن أعيش إلى غد؟ قال الحجاج : ليس لي إلى ذلك سبيل. قال الأعرابي : فكيف تطلب مني عاجلاً بآجل ليس إليه سبيل؟ قال الحجاج : إنه طعام طيب. قال الأعرابي : والله ما طيَّبه خبازك ولا طباخك، ولكن طيبته العافية. قال الحجاج : أبعدوه عني.
سراجي
/
أذان بـــلال
أذان بـــلال
رُوي أن بلالاً رأى في منامه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وهو يقول له : ما هذه الجفوة يا بلال، أما آن لك أن تزورني يا بلال، فانتبه حزيناً وجلا خائفاً، فركب راحلته، وقصد المدينة، فأتى قبر النبي صلى الله عليه وآله وسلم، فجعل يبكي عنده، ويمرغ وجهه عليه، فأقبل الحسن والحسين فجعل يضمهما ويقبلهما، فقالا له : نشتهي أن نسمع أذانك الذي كنت تؤذن به لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في المسجد، فعلا سطح المسجد، ووقف موقفه الذي كان يقف فيه، فلما أن قال : الله أكبر الله أكبر، ارتجت المدينة، فلما أن قال : أشهد أن لا إله إلا الله، ازدادت رجتها، فلما أن قال : أشهد أن محمداً رسول الله، خرجت العواتق من خدورهن وقلن : أبـُعـِثَ الرسول صلى الله عليه وسلم؟ قال : فما رأيت يوماً أكثر باكياً ولا باكية بالمدينة، بعد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من ذلك اليوم.
سراجي
/
أحفظه لك
أحفظه لك
قال محمد بن شبيب غلام النظّام : دخلتُ إلى دار الأمير بالبصرة، وتركت حماري بالفناء. فجاء صبيُّ وأخذ يربت على ظهر الحمار. فقلت له : دَعْه! قال : إني أحفظُه لك حتى تعود. قلت : لا أريد حِفْظَه. قال : يضيع إذن. قلت : لا أبالي بضياعه. قال : إن كنت لا تبالي بضياعه فَهَبْهُ لي. فما وجدتُ ما أردّ به عليه.
سراجي
/
أتهـزأ بـي ؟
أتهـزأ بـي؟
بينما النبي صلى الله عليه وآله وسلم في الطواف، إذ سمع أعرابياً يقول : يا كريم، فقال النبي خلفه : يا كريم، فمضى الأعرابي إلى جهة الميزاب وقال : يا كريم، فقال النبي خلفه : يا كريم، فالتفت الأعرابي إلى النبي وقال : يا صبيح الوجه، يا رشيق القد، أتهزأ بي لكوني أعرابياً؟ والله لولا صباحة وجهك، ورشاقة قدك، لشكوتك إلى حبيبي، محمد صلى الله عليه وسلم، فتبسم النبي وقال : أما تعرف نبيك يا أخا العرب، فقال الأعرابي : لا، فقال النبي : فما إيمانك به، فقال : آمنت بنبوته ولم أره، وصدَّقت برسالته ولم ألقه، فقال النبي : يا أعرابي، اعلم أني نبيك في الدنيا وشفيعك في الآخرة، فأقبل الأعرابي يقبـِّل يد النبي، فقال النبي : مه يا أخا العرب، لا تفعل بي كما تفعل الأعاجم بملوكها، فإن الله سبحانه وتعالى بعثني لا متكبراً ولا متجبراً، بل بعثني بالحق بشيراً ونذيراً، فهبط جبريل على النبي وقال له : يا محمد، السلام يقرئك السلام، ويخصك بالتحية والإكرام، ويقول لك : قل للأعرابي، لا يغرَّنه حلمنا ولا كرمنا، فغداً نحاسبه على القليل والكثير، والفتيل والقـِطمير، فقال الأعرابي : أو يحاسبني ربي يا رسول الله؟ قال : نعم يحاسبك إن شاء، فقال الأعرابي : وعزته وجلاله، إن حاسبني لأحاسبنه، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : وعلى ماذا تحاسب ربك يا أخا العرب؟ فقال الأعرابي : إن حاسبني ربي على ذنبي حاسبته على مغفرته، وإن حاسبني على معصيتي، حاسبته على عفوه، وإن حاسبني على بخلي حاسبته على كرمه، فبكى النبي حتى ابتلت لحيته، فهبط جبريل على النبي وقال : يا محمد، السلام يقرئك السلام، ويقول لك : يا محمد قلـّل من بكائك فقد ألهيت حملة العرش عن تسبيحهم، قل لأخيك الأعرابي لا يحاسبنا ولا نحاسبه فإنه رفيقك في الجنة.
سراجي
/
أتدري بماذا غفرتُ لك؟
أتدري بماذا غفرتُ لك؟
يروى أن بعض أصحاب الشبلي رآه في النوم بعد موته، فقال له : ماذا فعل الله بك؟ قال الشبلي : أوقفني الله بين يديه وقال : يا أبا بكر، أتدري بماذا غفرت لك؟ قلت : بصالح عملي؟ قال : لا. قلت : بإخلاصي في عبوديتي؟ قال : لا. قلت : بحجي وصومي وصلاتي؟ قال : لا. لم أغفر لك بذلك. قلت : بهجرتي إلى الصالحين و إدامة أسفاري في طلب العلوم؟ قال : لا. قلت : فهذه يا رب هي المنجيات التي كنت أعقد عليها خنصري وظني أنك تعفو عني وترحمني. قال : كل هذه لم أغفر لك بها. قلت : فَبِمَ يا رب؟ قال : أتذكر حين كنت تمشي في دروب بغداد، فوجدت هرة صغيرة قد أضعفها البرد، وهي تنزوي من جدار إلى جدار من شدة البرد والثلج، فأخذتها رحمة لها، وأدخلتها في فروٍ كان عليك وقاية لها؟ قلت : نعم! قال : برحمتك لتلك الهرة رحمتك.
سراجي
/
أتعرفني
أتعرفني
خرج الحجاج يوماً إلى ظاهر الكوفة منفردا، فرأى رجلاً أعرابياً فقال له : ما تقول في أميركم؟ قال : الحجاج؟ قال : نعم. قال الأعرابي : عليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين! فقال الحجاج : أتعرفني؟ قال : لا. قال : أنا الحجاج. فقال الأعرابي : وأنت، أتعرفني؟ قال : لا. قال : أنا مولى بني عامر، أُجَنُّ في كل شهر ثلاثة أيام، وهذا اليوم هو أَشَدُّها! فضحك الحجاج من قوله وتركه.
سراجي
/
الوديعة
الوديعة
يُحكى أن ملكاً مات له ولد. فاشتدّ حزنه عليه، وأفحش في إظهار التسخّط بسبب ما أصابه. فأتاه رجل فقال : أيها الملك، إن لي صاحباً أودعني جوهرة، فكانت عندي مدّة، أتلذّذ برؤيتها. ثم إنه استرجعها فآلمني ذلك. وأنا أسألك إحضاره وإلزامه بإعادة إيداع الجوهرة عندي. فقال الملك : أمجنون أنت؟ كيف أُلزِم أحداً بأن يودع ماله عندك؟! فقال له : فالله أودع عندك ولداً لك هذه المدّة ثم استردّه، فلِمَ هذا الحزن والسخط؟
بنت علي ع
/
أبيات غريبة
أبيات غريبة
أولا
ألوم صديقي وهـذا محال
صديقـي أحبه كـلام يقـال
وهـذا كلام بليغ الجمـال
محال يقال الجمـال خيال
الغريـب في هذه الأبيات : أنك تستطيـع قراء تها أفقيـا ورأسيا!..
--------------
ثانياً
حلموا فما ساء َت لهم شيم **** سمحوا فما شحّت لهم مننُ
سلموا فلا زلّت لهم قــــدمُ **** رشدوا فلا ضلّت لهم سننُ
الأبيات السابقة جزء من قصيده، ولها ميزة عجيبة، ألا وهي أن الأبيات، أبيات مدح وثناء، ولكن إذا قرأتها بالمقلوب كلمة كلمة، أي تبتدئ من قافية الشطر الثاني من البيت، وتنتهي بأول كلمه بالشطر الأول من البيت نفسه، فإن النتيجة تكون أبيات هجائية موزونة ومقفاة، ومحكمة أيضا.
وسوف تكون الأبيات بعد قلبها كالتالي :
مننٌ لهم شحّت فما سمحوا **** شيمٌ لهم ساء َت فما حلموا
سننٌ لهم ضلّت فلا رشدوا **** قدمٌ لهم زلّت فلا سلمــــوا
--------------
ثالثاً
هذا البيت لا يتحرك اللسان بقراء ته
آب همي وهم بي أحبابي
همهم ما بهم وهمي مابي
--------------
رابعاً
هذا البيت لا تتحرك بقراء ته الشفتان
قطعنا على قطع القطا قطع ليلة
سراعا على الخيل العتاق اللاحقي
--------------
خامساً
أيضا من طرائف الشعر هذه القصيدة والتي عبارة عن مدح لنوفل بن دارم
إذا أتيت نوفل بـن دارم **** أمير مخزوم وسيف هاشم
وجــدته أظلم كل ظـالم **** على الدنانير أو الدراهـم
وأبخل الأعراب والأعاجم **** بعـــرضه وسـره المكاتم
لا يستحي مـن لوم كل لائـم **** إذا قضى بالحق في الجرائـم
ولا يراعي جانب المكارم **** في جانب الحق وعدل الحاكم
يقرع من يأتيه سن النـادم **** إذا لم يكن من قدم بقـادم
الغريب هنا، إذا اكتفيت بقراء ة الشطر الأول من كل بيت، فإن القصيدة تنقلب رأس على عقب، وتغدو قصيدة ذم لا مدح!..
إذا أتيت نوفل بـن دارم **** وجدتــه أظلـم كل ظـالم
وأبخل الأعراب والأعاجم **** لا يستحي من لوم كل لائم
ولا يراعي جانب المكارم **** يقرع من يأتيه سن النادم
batul
/
قصة جميلة
ذهب رجل إلى الحلاق، لكي يحلق له شعر رأسه، ويهذب له لحيته.. وما إن بدأ الحلاق عمله في حلق رأس هذا الرجل، حتى بدأ بالحديث معه في أمور كثيرة، إلى أن بدأ الحديث حول وجود الله..
قال الحلاق : أنا لا أؤمن بوجود الله!..
قال الزبون : لماذا تقول ذلك؟!..
قال الحلاق : حسنا، مجرد أن تنزل إلى الشارع، تدرك بأن الله غير موجود!.. قل لي : إذا كان الله موجودا، هل ترى أناسا مرضى؟!.. وإذا كان الله موجودا، هل ترى هذه الأعداد الغفيرة من الأطفال المشردين؟!.. طبعا، إذا كان الله موجودا، فلن ترى مثل هذه الآلام والمعاناة!.. أنا لا أستطيع أن أتصور كيف يسمح ذلك الإله الرحيم مثل هذه الأمور!..
فكر الزبون للحظات، لكنه لم يرد على كلام الحلاق، حتى لا يحتد النقاش.
وبعد أن انتهى الحلاق من عمله مع الزبون، خرج الزبون إلى الشارع، فشاهد رجل طويل شعر الرأس، مثل الليف، طويل اللحية، قذر المنظر، أشعث أغبر.. فرجع الزبون فورا إلى صالون الحلاقة..
قال الزبون للحلاق : هل تعلم بأنه لا يوجد حلاق أبدا!..
قال الحلاق متعجبا : كيف تقول ذلك؟!.. أنا هنا وقد حلقت لك الآن!..
قال الزبون : لو كان هناك حلاقون، لما وجدت مثل هذا الرجل!..
قال الحلاق : بل الحلاقون موجودون!.. وإنما حدث مثل هذا الذي تراه، عندما لا يأتي هؤلاء الناس لي، لكي أحلق لهم!..
قال الزبون : وهذا بالضبط بالنسبة إلى الله!.. فالله موجود، ولكن يحدث ذلك، عندما لا يذهب الناس إليه عند حاجتهم، ولذلك ترى الآلام والمعاناة في العالم.
سراجي
/
الضفدع والعقرب
يُحكى أن عقربا وضفدعا، التقيا على ضفاف نهر.. فطلب العقرب من الضفدع، أن ينقله على ظهره إلى الضفة الثانية من النهر، قائلا : يا صاحبي!.. هل لك أن تنَقلني إلى الضفة الثانية من النهر؟..
رد الضفدع : كيف لي أن أنقلك، وأنت المعروف بلدغتك، وغدرك، وسُمُكَ القابع في جوفك؟!.. ومن يضمن لي، أنك لن تلدغني بوسط النهر، وتقتلني؟!..
قال العقرب : كيف لي أن ألدغك، وأنا راكب على ظهرك!.. فإن لدغتك، سنغرق سوية!..
رد الضفدع : - مشككا بصدق العقرب بينه وبين نفسه : أعطيه فرصة، عله أن يصدق هذه المرة!-: لا بأس!.. لقد أقنعتني.. اركب على ظهري، لأوصلك إلى الضفة الأخرى.
ركب العقرب على ظهر الضفدع، وانطلق الضفدع سابحا.. وفي وسط النهر بدأت غريزة العقرب تتحرك، وشهوته في اللدغ تشتعل، فكان يصبر نفسه حتى يعبر النهر، ولكن شهوته لم تسكن، ونفسه ما زالت تأمره، بل وتئزه على اللدغ ؛ فلدغ!.. وبدأ الاثنان في الغرق!..
فقال له الضفدع : لم لدغتنى؟!.. فقد قتلت نفسك، وقتلتنى معك!..
فقال له العقرب : أمرتني شهوتي، فاستجبت لها!..
وهكذا.. ماتا غريقين!..
انتهت الحادثة.. ولكن هل عرفت مكانك فيها؟!..
نعم!.. قد لا يكون لك مكان فيها.. ونسأل الله - تعالى - أن لا نكون ممن تتحكم فيهم شهواتهم، فتقتلهم شر قتلة، وتميتهم أسوء ميتة!..
والشاهد من القصة : أنه قد نخسر دنيانا، بشهوة فارغة، أو بنزوة حقيرة، بل قد نخسر الجنة كلها بشيء تافه!.. ولا تستهن بصغيرة!.. إن الجبال من الحصى!..
فعلينا أن نمسك بلجام شهواتنا، وعلينا أن نتحكم في أنفسنا ؛ فكلٌٌ مسؤول أمام الله عن أحواله وتصرفاته!..
وها هي الأيام مقبلة علينا، فلنجعلها أيام التغيير والتصحيح.. فلنقبل عليها، فهي لم تنته بعد، ولكنها قد تنتهي في أي يوم!.. لكن لنعلم أن الأعمال بالخواتيم، ولا نتردد!.. فكم لهونا!.. وكم لعبنا!.. وقصرنا في حق الله!.. فجاء وقت العودة والأوبة إليه!.. فاللهم!.. اقبلنا، وارحمنا، وتب علينا ؛ يا أرحم الراحمين!..
نهله نحاس
/
اسم الله الاعظم
حكي أن بمدينة (سمرقند) وقعت نارا عظيمة في المسجد الجامع، فأحرقته وكان به اثنا عشر ألف مصحف شريف، فأحرقتها كلها إلا هذه الاثنى عشر آية من كل مصحف لم تحترق أوراقها.. فلذلك انعقد إجماع مشايخ خراسان على أن اسم الله الأعظم في الآيات.. فكانت أهل خراسان يقرؤونها طرفي النهار وزلفا من الليل، ويسألون الله عز وجل في حوائجهم بها، فتقضى بقدرة الله وبركة هذه الآيات.. وهي :
قوله تعالى : (ومن يعتصم بالله فقد هدي إلى صراط مستقيم).
(ولا تحسبن الله غافلا عما يعمل الظالمون).
(وما بكم من نعمة فمن الله ثم إذا مسكم الضر فإليه تجأرون).
(وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها إن الله لغفور رحيم).
(وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالولدين إحسانا).
(وفتناك فتونا).
(يوم لا ينفع مال ولا بنون).
(ورب السماء والأرض إنه لحق مثل ما أنكم تنطقون).
(ألا إلى الله تصير الأمور).
(ثم استوى إلى السماء وهي دخان فقال لها وللأرض ائتيا طوعا أو كرها قالتا أتينا طائعين).
ابو ضياء الدين
/
قصه طريفه مترجمه
There was a boy who was always losing his temper. His father gave him a bag full of nails and said to him, My son, I want you to hammer a nail into our garden fence every time you need to direct your anger against something and you lose your temper
So the son started to follow his father ’ s advice. On the first day he hammered in ٣٧ nails, but getting the nails into the fence was easy, so he started trying to control himself when he got angry. As the days went by, he was hammering in less nails, and within weeks he was able to control himself and was able to refrain from getting angry and from hammering nails. He came to his father and told him what he had achieved. His father was happy with his efforts and said to him But now, my son, you have to take out a nail for every day that you do get angry The son started to take out the nails for each day that he did get angry, until there were no nails left in the fence
He came to his father and told him what he had achieved. His father took him to the fence and said, My son, you have done well, but look at these holes in the fence. This fence will never be the same again. Then he added When you say things in a state of anger, they leave marks like these holes on the hearts of others. You can stab a person and withdraw the knife but it doesn ’ t matter how many times you say ‘ I ’ m sorry,’ because the wound will remain
chattels
كان هناك ولد عصبي، وكان يفقد صوابه بشكل مستمر، فأحضر له والده كيساً مملوء اً بالمسامير، وقال له :
يا بني!.. أريدك أن تدق مسماراً في سياج حديقتنا الخشبي، كلما اجتاحتك موجة غضب وفقدت أعصابك.
وهكذا بدأ الولد بتنفيذ نصيحة والده....
فدق في اليوم الأول ٣٧ مسماراً، ولكن إدخال المسمار في السياج لم يكن سهلاً.
فبدأ يحاول تمالك نفسه عند الغضب، وبعدها وبعد مرور أيام كان يدق مسامير أقل، وفي أسابيع تمكن من ضبط نفسه، وتوقف عن الغضب وعن دق المسامير، فجاء والده وأخبره بإنجازه ففرح الأب بهذا التحول، وقال له : ولكن عليك الآن يا بني استخراج مسمار لكل يوم يمر عليك لم تغضب فيه.
وبدأ الولد من جديد بخلع المسامير، في اليوم الذي لا يغضب فيه، حتى انتهى من المسامير في السياج.
فجاء إلى والده وأخبره بإنجازه مرة أخرى، فأخذه والده إلى السياج وقال له : يا بني أحسنت صنعاً، ولكن انظر الآن إلى تلك الثقوب في السياج، هذا السياج لن يكون كما كان أبداً، وأضاف :
عندما تقول أشياء في حالة الغضب، فإنها تترك آثاراً مثل هذه الثقوب في نفوس الآخرين.
تستطيع أن تطعن الإنسان، وتُخرج السكين، ولكن لا يهم كم مرة تقول : أنا آسف لأن الجرح سيظل هناك.
بنت علي
/
اعص الله ولكن بهذه الشروط الخمسة !
أقبل رجل إلى إبراهيم بن أدهم، فقال :
يا شيخ، إن نفسي تدفعني إلى المعاصي، فعظني موعظة!..
فقال له إبراهيم :
إذا دعتك نفسك إلى معصية الله فاعصه، ولا بأس عليك!.. ولكن لي إليك، خمسة شروط!..
قال الرجل :
هاتها!
قال إبراهيم :
إذا أردت أن تعصي الله، فاختبئ في مكان لا يراك الله فيه!..
فقال الرجل :
سبحان الله!.. كيف أختفي عنه، وهو لا تخفى عليه خافية؟!..
فقال إبراهيم :
سبحان الله!.. أما تستحي أن تعصي الله، وهو يراك!..
فسكت الرجل.. ثم قال :
زدني!..
فقال إبراهيم :
إذا أردت أن تعصي الله، فلا تعصه فوق أرضه!..
فقال الرجل :
سبحان الله!.. وأين أذهب، وكل ما في الكون له؟!..
فقال إبراهيم :
أما تستحي أن تعصي الله، وتسكن فوق أرضه؟!..
قال الرجل :
زدني!..
فقال إبراهيم :
إذا أردت أن تعصي الله، فلا تأكل من رزقه!..
فقال الرجل :
سبحان الله!.. وكيف أعيش، وكل النعم من عنده؟!..
فقال إبراهيم :
أما تستحي أن تعصي الله، وهو يطعمك ويسقيك، ويحفظ عليك قوتك؟!..
قال الرجل :
زدني!..
فقال إبراهيم :
فإذا عصيت الله، ثم جاء تك الملائكة، لتسوقك إلى النار، فلا تذهب معهم!..
فقال الرجل :
سبحان الله!.. وهل لي قوة عليهم؟!.. إنما يسوقونني سوقاً!..
فقال إبراهيم :
فإذا قرأت ذنوبك في صحيفتك، فأنكر أن تكون فعلتها!..
فقال الرجل :
سبحان الله!.. فأين الكرام الكاتبون.. والملائكة الحافظون.. والشهود الناطقون؟!..
ثم بكى الرجل.. ومضى، وهو يقول :
أين الكرام الكاتبون.. والملائكة الحافظون.. والشهود الناطقون!.
ياسر محمد رضا
/
اسم فاطمة الزهراء (ع) سبب شفاء أعمى
وعن الأعمش قال : خرجت حاجا، فرأيت بالبادية أعرابيا أعمى، وهو يقول :
(اللهم!.. إني أسألك بالقبة التي اتسع فناؤها، وطالت أطنابها، وتدلت أغصانها، وعذب ثمرها، واتسق فرعها، وأسبغ ورقها، وطاب مولدها، إلا رددت على بصري).
قال : فخنقتني العبرة، فدنوت إليه وقلت (له): يا أعرابي لقد دعوت فأحسنت، فما البقعة التي اتسع فناؤها؟..
قال : محمد - صلى الله عليه وآله -.
قلت : فقولك : طالت أطنابها؟..
قال : أعني فاطمة - عليها السلام -.
قلت : وتدلت أغصانها؟..
قال : على وصي رسول الله - صلى الله عليه وآله -.
قلت : وعذب ثمرها؟..
قال : الحسن والحسين - عليهما السلام -.
قلت : واتسق فرعها؟..
قال : حرم الله ذرية فاطمة - عليها السلام - على النار.
قلت : وأسبغ ورقها؟..
قال : بأمير المؤمنين علي بن أبي طالب - عليه السلام -.
فأعطيته دينارين ومضيت، وقضيت الحج ورجعت.. فلما وصلت إلى البادية رأيته، فإذا عيناه مفتوحتان كأنه ما عمي قط.
قلت : يا أعرابي!.. كيف كان حالك؟..
قال : كنت أدعو بما سمعت، فهتف بي هاتف، وقال : إن كنت صادقا إنك تحب نبيك وأهل بيت نبيك، فضع يدك على عينيك.. فوضعتها (عليهما) ثم كشفت عنها، وقد رد الله على بصري.. فالتفت يمينا وشمالا، فلم أر أحدا، فصحت : أيها الهاتف، بالله من أنت؟.. فسمعت (أنا الخضر، أحب علي بن أبي طالب، فإن حبه خير الدنيا والآخرة).
سعيد الحجي
/
قصص عن البهلول
من هو بهلول؟..
كان الخليفة العباسي (هارون الرشيد) حريصًا كل الحرص على الملك العضوض، بحيث كان يتخذ الذرائع في القضاء على مخالفيه، وإزاحتهم عن الطريق مهما كلف الأمر.. وكان محبوب قلب المؤمنين آنذاك، الإمام موسى الكاظم (ع) على رأس هؤلاء المخالفين.. حيث كان يشكل خطرا كبيرا على هارون الرشيد، حاول الرشيد جاهدا في كسب تأييد علماء المسلمين المبرزين، وإقناعهم بالإفتاء بخروج موسى الكاظم (ع) ومروقه عن الدين.. وبذلك يمهد أرضية المواجهة مع الإمام (ع).
ولما كان البهلول من علماء ذلك الوقت، أراد هارون الرشيد إجباره على التوقيع في ورقة أصدر فيها أمرا بقتل الإمام الكاظم (ع).. ذهب بهلول إلى الإمام (ع) وأخبره بذلك، وطلب منه أن يهديه سبيلاً للخلاص من هذه الورطة، فأمره الإمام (ع) أن يتظاهر بالجنون، ليكون في أمان من سطوة هارون.
تظاهر بهلول بالجنون، وكان بهذه الذريعة، يهزأ ويطعن بالنظام الحاكم بلسان الكناية، والمزاح!..
اسم بهلول * هذا الرجل العظيم * وهب بن عمرو.. والبهلول اسم يجمع خصاله الحسنة التي كان يتصف بها، فقد كان جميلاً وفكهًا.. كان البهلول يتصف بصفتين :
الأولى : موقعه العلمي والاجتماعي.. الثانية : قرابته من هارون الرشيد.. وهاتان الخصلتان كانتا السبب في عدم تورعه من هارون الرشيد وعماله، حتى أنه كان يدخل عليه في أي وقت يشاء، ويتكلم بما يريد!.. فكان مصداقا للقول : (المؤمن يجاهد بسيفه ولسانه).
فلنسايره في طريقه، ولنستمع لحلو كلامه، لنزيح به عن أبداننا الأتعاب، ونهون علينا بقصصه الصعاب.
القصة الأولى لأعقل المجانين بهلول!..
القصة الأولى * بهلول ينصح الرشيد *
قيل لبهلول، وهو على قصبته : أجب هارون الرشيد!.. فجاء على قصبة إلى أن بلغ إليه، فسلم عليه الرشيد فأجابه.
قال الرشيد : كنت مشتاقا إليك؟..
بهلول : لكني لم اسم إليك.
قال : عظني يا بهلول.
قال : وبما أعظك، هذه قصورهم، وهذه قبورهم!..
قال : زدني فقد أحسنت.
قال : أيما رجل أتاه الله مالا وجمالا وسلطانا، فأنفق له ماله، وعف جماله، وعدل في سلطانه ؛ كتب في خالص ديوان الله - تعالى - من الأبرار.
قال الرشيد : أحسنت، أحسنت يا بهلول!.. كيف أنت مع الجائزة؟..
قال : اردد الجائزة على من أخذتها منه، فلا حاجة لي فيها.
قال له : يا بهلول!.. فإن يك عليك دين ؛ قضينا.
قال : يا أمير، هؤلاء أهل العلم بالكوفة، أجمعت آرائهم على أن قضاء الدين بالدين لا يجوز.
قال : يا بهلول، فنجري عليك بما يقوتك ويقيمك.
فرفع بهلول طرفه إلى السماء وقال : يا أمير، أنا وأنت من عيال الله.. محال ان يذكرك وينساني.
فأسبل هارون السجاف ومضى.. قيل : وأنشأ بهلول يقول :
توكلت على الله وما أرجو سوى الله
وما الرزق من الناس بل الرزق من الله
*******************************
القصة الثانية * العمل لوجه الله *
مر البهلول يوماً بمسجدٍ - لم يتم بناء ه بعد - في محلة من محال بغداد، ليطلع على بنائه، فلما رأى المسجد لم يكترث بشكل بنائه، وزخرفة جدرانه، وسقفه وقبته، وكأنه يخبيء شيئاً في نفسه.. ثم إنه نظر من خارج المسجد إلى لوحة خشبية كبيرة معلقة على جدار المسجد مكتوب عليها : مسجد السيد جمال.
والشيخ جمال هذا، رجل يحب الشهرة، ويحب أن يطلع الناس على أفعال البر التي كان يقوم بها.. وكان البهلول يعرف ذلك تماماً.. غرق بهلول في تفكيره بالمسجد ولوحته، وإذا به قد أحس بثقل يدٍ على كتفه.. فلما التفت رأى الشيخ جمال وهو مبتسم، وقد حدق النظر إليه ابتدره بهلول قائلاً (السلام عليكم).
قال البهلول : " إنه مسجد كبير، وحسن البناء ".
خطا الشيخ جمال إلى الأمام، وساير بهلولاً، ثم قال : (أسأل الله القبول).
قال بهلول - وكأن شيئاً قد لفت نظره -: أريد أن أسألك عن شيء، لا أدري أسألك عن ذلك أم لا؟..
قال الشيخ : " لا بأس عليك، سل فإني أرج أن أملك لسؤالك جواباً مقنعاً ".
حرك بهلول رأسه وقال : " طبعاً أنه كذلك "، إلا أنه بعد ذلك مكث قليلاً ثم قال :" لمن بنيت هذا المسجد "؟..
لم يكن الشيخ يتوقع مثل هذا السؤال، ومكث يفكر قليلاً فخطر على ذهنه، أن بهلولاً رجل مجنون، ولا ينبغي العجب من المجنون، أن يسأل مثل هذا السؤال، فأجابه قائلاً : " وهل يكون بناء المسجد لغير الله "؟!..
قال البهلول : نعم، نعم الأمر كما تقول، لن يترك الله عملك بلا أجر، إنه لن ينسى أجر ذلك أبدا.
لم يتكلم الشيخ جمال بعد ذلك شيئا ؛ لأنه لم يفهم ماذا يريد البهلول منه بالضبط.. لذا أخد يخطو خطوات متواصلة، حتى ابتعد عن بهلول.. وفي صباح الغد علا صوت الشيخ جمال بالصيح أمام المسجد الذي بناه، بحيث يسمعه كل من يمر بالمسجد، وهو يقول : " أيها الناس، اشهدوا على ماقام به بهلول أنه يدعي تملك هذا المسجد............... أيها الناس..........
وكان الحق في ذلك مع الشيخ جمال، فإن اللوحة كان مكتوب عليها : " مسجد بهلول " لذا أصاب الشيخ جمال الدوار في رأسه من شدة الصدمة، وبح صوته من كثر الصياح، ذلك أنه لم يخطر على باله يوماً مثل بهلول، يأتي يوماً ويكتب اسمه على لوحة المسجد الذي بناه الشيخ.. فكيف تجرأ بهلول على مثل هذا العمل؟..
لكن مع ذلك، فقد كان الشيخ يخبئ لهيب غضبه، ويهدئ نفسه بما يخطر على باله، بأن بهلولاً رجل مجنون، لكن سرعان ما يجيب به نفسه، فيقول : إن للجنون حداً أليس يعلم الناس من بنى المسجد، فقد سمعنا بكل ما يــــصدر عـــن المجانين، إلا مثل هذه الأعمال، آه!.. إنه يريد أن يكون المسجد باسمه، لكني سوف أعطيه درساً لن ينساه، لن يجرؤ بعده على مثل ذلك أبدا!.. سوف أريق ماء وجهه أمام الناس.
اجتمع عمال بناء المسجد حول الشيخ جمال، ليستمعوا لما يقول.. وإذا به صاح فجأة بصوت عالٍ وغضب : هلموا بنا لنبحث عن بهلول، كي نعطيه درسا، لا يتجاسر بعده على حقوق الآخرين.
ذهب هو مسرعاً وتبعه بعض عمال البناء، الذين كانوا يتحينون الفرص للهروب من العمل، قائلين للشيخ : نحن معك يا شيخ للبحث عن بهلول.
توجه كل منهم إلى جهه، فلم يستغرق البحث عن بهلول أكثر من ساعة حتى عثروا عليه، فجاؤوا به إلى المسجد، وكان يسبقهم في ذلك الشيخ جمال الذي استولى عليه الغضب، فلما واجه الشيخ جمال بهلولاً وجهاً لوجه - وقد كادت عيناه تخرج من الحدقتين - صاح بصوتٍ عالٍ : أيها المجنون، ماحملك على مافعلت؟..
نظر بهلول إلى من حوله، وقال بسكينة : ومافعلت؟..
حدق الشيخ جمال بوجه بهلول، وقال : إنك لن تجرأ على الاعتراف بذنبك أمام الملأ، أليس كذلك؟..
أجابه بهلول : وهل أذنبت؟.. وماهو ذنبي؟..
تضاحك الشيخ جمال، والغضب قد استولى عليه، فأشار بيده إلى لوحة المسجد، وقال : وهل يجرؤ غيرك أن يكتب اسمه على لوحة مسجد بناه غيره؟..
ألقى بهلول ببصره إلى لوحة المسجد، ثم صرف نظره وكأنه لم ير شيئاً ذا بال، وقال بهدوء : إن كنت تريد بذلك هذا - وأشار إلى اللوحة - فأني فعلت.
أخذ غضب الشيخ يزداد لحظة بعد أخرى حتى صاح ببهلول : هل أنت بنيت المسجد لتكتب اسمك عليه؟..
رفع بهلول رأسه - مرة أخرى - إلى لوحة المسجد وأجـــــــــاب : إني لم ابن المسجد، لكنني كتبت اسمي عليه.
أمسك الشيخ جمال بهلولاً من تلابيبه والتفت إلى الحاضرين، وقال : انظروا، إنه يعترف بذنبه، إنه أعترف!..
ارتفع صوت الحاضرين بالكلام، فكل منهم تراه يقول شيئاً، لكن بهلولاً لم يرعوي لكلامهم، وأشار إليهم بيده : أن سكتوا!.. فسكتوا، وسكت الشيخ جمال، وتجددت لبهلول الجرأة على رد الشيخ وقال : أيها الشيخ، أسألك عن شيء أحب أن تصدقني فيه.
قال الشيخ : ولماذا الكذب؟..
قال بهلول : بالأمس التقيت بك في هذا المكان، وتكلمنا قليلاً، ثم سألتك : لمن بنيت هذا المسجد؟..
قلت : أريد به وجه الله.
تبسم بهلول وقال بصوتٍ عالٍ : تقول : لله!.. فهل الله يعلم بأنك أردت وجهه أم لا؟..
أجابه الشيخ بغضب : مع أني لا أريد إطالة الكلام معك، أقول : نعم، إن الله يعلم بذلك، كي لاتكون لك الحجة علي عند القاضي.
سكت بهلول هنيئة ليلفت بذلك اللأنظار إليه، ثم قال : أيها الشيخ، إن كنت قد بنيت هذا المسجد لله، فلا يضر عليك أن يكون باسمك أم بأسم غيرك.. لكن اعلم أنك قد أردت بذلك وجه غير الله، نعم أردت بذلك الشهرة، فقد أحبطت بذلك أجرك.
لقد ألجم بهلول الشيخ بذلك فأسكته، واستحسن الحاضرون جواب بهلول، ولم يتكلم أحد بعده بشيء.
قال البهلول - وهو يمشي مشياً تقاربت خطاه - للشيخ جمال : أريد أن أرفع اللوحة التي تحمل اسمي من على المسجد.
أراد الشيخ أن يقول شيئاً، لكن الكلمات تلكأت على شفتيه فسكت.
خطا البهلول خطوات نحو اللوحة، لكنه رجع والتفت إلى الحاضرين قائلاً : أردت بذلك الكشف عن حقيقة : وهي أن تعلموا أن العمل إن كان لوجه الله - تعالى - فلا يضركم ما يكون رأي الناس فيه، مادام الله هو المطلع على حقائق الأمور.. ثم انصرف ليرفع اللوحة التي كتبها باسمه.
********************************
القصة الثالثة * استشارة العاقل والمجنون *
كان البهلول وعلى عادته يمشي يومًا في أزقة بغداد، فلقيه رجل تاجر، فقال لبهلول : أريد استشارتك في أمر التجارة.
قال بهلول - وكان بيده خيزران، ضرب بها كفه الأخرى بهدوء -: ومالذي عدل بك عن العقلاء حتى اخترتني دونهم؟.. ثم مكث هنيئة : حسنا، ما الذي أردت استشارتي فيه؟..
قال التاجر - ولم يزل يرفع عينيه من يدي بهلول -: إن عملي التجارة، فأردت شراء متاع أحتكره، ثم أبيعه لمن يدفع لي فيه ثمنًا باهظاً..
ضحك بهلول حتى بان ضرساه وقال : إن أردت الربح في تجارتك، فاشتر حديدًا وفحمًا.
شكره التاجر على ذلك، وانطلق إلى السوق.. ثم فكر في كلام بهلول جيدًا، فرأى أن من الأفضل أن يأخذ بكلامه، فاشترى حديدًا وفحمًا وأودعهما في المخزن، حتى مضت عليها مدة مديدة، ولا زالا على حاليهما في الخزن.. ولما احتاج التاجر إلى ثمنهما، وكان قد ارتفع تلك الأيام سعرهما، باعهما بأفضل الثمن، وربح عليهما ربحًا كثيرا.
لكن وللأسف أيها الأصدقاء الأعزاء، أثرت هذه الثروة على سلوك رجل قصتنا التاجر، كما تؤثر غالبا على سلوك الكثيرين من الناس عند ثراء هم.. حيث تجدهم يفقدون صوابهم، ويتغير منطقهم وسلوكهم، فتراهم ينقلبون من هذا الوجه إلى ذاك الوجه.
وهكذا كان التاجر فقد اغتر بنفسه غرورًا عجيبًا، حتى لم يكن يعدّ للناس وزنا، وأخذ يتحدث هنا وهناك عن عقله وذكائه وفطنته.
وذات يوم مر التاجر ببهلول، لكن التاجر لم يعر هذه المرة لبهلول أهمية، ولم يشكره على ما أشار إليه سابقًا، بل أثار بوجه بهلول الغبار وسخر منه وقال : أيها المجنون، ما الذي أشتري وأحتكر، ليعود علي بالربح؟..
ضحك بهلول وقال : اشتر ثوما وبصلا، وأودعهما في المخزن..
خطا التاجر خطوات، ثم رجع إلى بهلول وقال بلغة الغرور والعجب : عليك أن تفتخر بمشورة تاجر موفق وشهير مثلي إياك!..
لم يجبه بهلول بشيء، وبهت لجهل التاجر وغروره.
رصد التاجر لشراء الثوم والبصل كل ما يملك من أموال، وذهب صباح الغد إلى السوق لشرائهما على أمل ربح الكثير ببيعهما.. وبعد أن مضت أشهر على البصل والثوم وهما في المخزن، جاء التاجر وفتح أبواب المخزن، وهو لايعلم ما ينتظره من خسران مبين، فوجد الثوم والبصل قد تعفنا ونتنا.. حينها ضرب التاجر على أم رأسه وصاح : ياللخيبة!.. ياللخسران!..
لم يكن أحد يرغب في شراء مثل ذلك البصل والثوم المتعفنين، بلا لابد من رميه في المزابل لأن رائحته النتنة انتشرت في كل مكان، مما اضطر التاجر أن يستاجر عدة نفر ليحملوا هذا المتاع الفاسد إلى خارج المدينة، ويدفنوه في الأرض.
امتعض التاجر من بهلول، وزاد حنقا عليه وغضبا ؛ لأنه فقد رأس ماله بسبب بهلول.. وأخذ يبحث عنه في كل مكان حتى عثر عليه، فلمآ رآه أخذه التاجر بتلابيه وقال : أيها المجنون!.. ما هذا الذي أشرت به علي، لقد أجلستني بساط الذل والمسكنة؟..
خلص بهلول نفسه من التاجر وقال : ماذا حدث؟..
قص التاجر على بهلول - وصوته يرتعش من شدة الغضب - ماجرى له.
سكت بهلول عن التاجر هنيئة ثم قال له : لقد استشرتني أولا، فخاطبتني بخطاب العقلاء ؛ فأشرت عليك بما يشيرون.. لكنك لما أردت اشتشارتي ثانيا، خاطبتني بخطاب المجانين ؛ فأشرت عليك بمشورتهم.. فاعلم أن ضرك ونفعك مخبوئان تحت لسانك : إن خيرُا فخير، وإن شرًا فشر.
أطرق التاجر إلى الأرض وهو لم يحر جوابا، فتركه بهلول وانصرف عنه.
********************************
القصة الرابعة * ثمن الجنة *
مرت زبيدة زوجة هارون الرشيد الخليفة العباسي، ببهلول وهو يلعب مع الصبيان،
ويخط على الأرض بأصبعه.. فلما رأت زبيدة ذلك، تأملت فيما يصنع ثم قالت : ماذا تفعل؟..
قال بهلول للصبيان، وهو يخط تراب الأرض باصبعه : لا تهدموا البيت الذي بنيته.
ثم التفت إلى زبيدة وقال : أما ترين أني مشغول ببناء البيت؟..
أرادت زبيدة مساعدة بهلول، إلا أنها كانت تعلم أنه يرفض ذلك.. تأملت زبيدة ثم قالت : أراك تبني بيتا جميلا يليق بالعظماء، وها أنا أرغب في شرائه منك.
أجابها بهلول، وهو منكس رأسه للأرض، يخط على ترابها بأصبعه : هذا البيت؟.. نعم، أبعه إياك.
نظرت زبيدة إلى الخطوط المعوجّة، التي رسمها بهلول على الأرض وقالت : اشتريت منك هذه الدار، فكم يكون ثمنها؟..
قام بهلول على قدميه، وسوى ظهره، وقد كانت بيده عصا أشار بها إلى الصبية وقال : بألف دينار لي ولهؤلاء الذين أعانوني في بنائها.
أشارت زبيدة الى أحد خدمها وقالت : أعطه ألف دينار.. ثم انصرفت عنه.
أخذ بهلول الدنانير، وكانت سككا ذهبية، وقسمها بين الفقراء، فلم يبق في كيسه دينارا واحدا.
مضى على هذا الحدث عدة أيام، وذات ليلة رأى هارون الرشيد في المنام أمرا عجيبا!.. رأى كأنه يساق إلى الجنة، فلما بلغ أبوابها قيل له : هذا قصر زوجتك زبيدة، فلما أراد الدخول منعوه من ذلك.؟.. وفي صباح اليوم التالي، قص هارون رؤياه على علماء قصره، فقالو له : سل زبيدة عما فعلت من البر؟.. فلما سألها، أخذت تفكر في العمل الذي استحق من أجله قصرا في الجنة، فلم تتذكر شيئا سوى أنها اعطت بهلول ألف دينار، وقصت خبرها في ذلك على هارون.
أدرك هارون ضرورة البحث عن بهلول، ليشتري منه بيتا ؛ البيت الذي ليس له في الدنيا قرار، لكنه يكون في الآخرة قصرا مشيدا، فأين بهلول؟..
خرج هارون من قصره، ومعه أحد أقربائه يبحث عن بهلول.. فوجده في إحدى أزقة بغداد جالسا، وحوله عدة صبيان، وهو يخط تراب الأرض بأصبعه.. حاول هارون التظاهر بعدم الاكتراث ببهلول فقال : أرى أقرب أقربائي يلعب مع الصبيان، ويبعث بأصبعه على التراب؟..
أجابه بهلول وهو يخط أصبعه الأرض : نحن نتمتع بما رزقنا الله في هذه الدنيا، وها أنت تراني مشغولا ببناء بيت على أرض الله، لكي أبيعه.
قال هارون بكل سرور وصوته يرتعش : ليس قصور الملوك كالبيوت التي أنت مشغول ببنائها، إلا اني مع ذلك أشتري أحدها..
رفع بهلول اصبعه من التراب، ووضعه نصب عينيه، ثم اغمض إحدى عينيه وأخذ ينظر إلى أصبعه بالعين الأخرى، ثم أشار إلى الأرض بأصبعه وقال : هل تشتري مثل هذا البيت؟..
جثا هارون على ركبتيه إلى جانب تلك الخطوط التي رسمها بهلول وقال : رضيت بهذه الدار، وإني قد اشتريتها منك.
نظر بهلول لهارون نظرة تأمل، ثم هزأ منه ضاحكا، وقال : ثمن هذه الدار باهظ جدا!..
قال هارون - وهو يتظاهر بعدم المبالاة بضحك بهلول -: كل ما تعلقت به رغبتنا وأردناه، لا يصعب علينا الحصول عليه، وإن كان ثمنه باهظًا.
ذكر بهلول آلاف الأكياس من الذهب، والبساتين الكبيرة، والأموال الطائلة ؛ قيمة لتلك الدار.
سكت هارون حتى أتم بهلول كلامه، والغضب قد استولى عليه ؛ لأن ما طلبه بهلول لم يكن بالشيء القليل.. فإنه لو جمعت ثروات جميع الأغنياء وتكدست على بعضها، لم تبلغ
معشار ما طلبه بهلول ثمنا لداره.
فما هو اللغز الكامن في كلام بهلول؟.. وما يريد من وراء ذكره هذا الثمن الخيالي؟..
أراد هارون أن يعرف سر ذلك، ولذا قال : لقد بعت عين هذه الدار من زبيدة بثمن أقل من ذلك بكثير، فقد بعتها منها بألف دينار.. ولما أردت شرائها منك أراك تقول قولا شططا؟..
نهض بهلول من الأرض، وبعثر ما كان قد رسمه على الأرض بأطراف أصابع قدمه وقال : ليعلم الخليفة أن بينه وبين زوجته زبيدة فرقا شاسعا؟ فإن زبيدة اشترت وهي لم تر، وأنت رأيت وتريد أن تشتري.. ثم عاد مرة أخرى يلعب مع الصبيان.
*********************************
القصة الخامسة * أبو حنيفة وبهلول *
كانت دار أبي حنيفة في أحد محال بغداد القديمة، وكان جماعة من طلاب العلوم الإسلامية يقصدون هذه الدار يوميا للحضور في درس أبي حنيفة، الذي كان يعقده فيها.. وفي أحد الأيام دخل بهلول دار أبي حنيفة، وجلس في غرفة الدرس.
فسح الحاضرون المكان لبهلول عندما رأوه يدخل، لكنه جلس عند الباب، ثم مدد إحدى رجليه، وثنى الأخرى، وأخذ يستمع إلى أبي حنيفة.
كان لأبي حنيفة طلاب كثيرون جدا، بحيث كان يعدون أستاذهم من أعلم علماء بغداد.. تكلم أبو حنيفة وقال : اعلموا أن جماعة من المسلمين - يقصد بذلك الشيعة - يعتقدون أن إبليس يعذب يوم القيامة بالنار، وإني أخالف ذلك.
قأل أحد التلاميذ، وقد أسند ظهره إلى جدار الدار : أيها الشيخ، ما هو دليلك على ما تقول؟..
قال أبو حنيفة - بعد ما سعل قليلا -: نعم، إن إبليس مخلوق من النار، وجهنم هي النار ؛ فكيف تحرق النار نفسها؟..
أخذ الجالسون ينظر أحدهم بوجه الآخر، لكن لم يجرؤ أحدهم على التفوه بشيء.. أخذ أبو حنيفة - كالفارس المنتصر في الميدان - ينظر إلى الحاضرين نظرة عجب وغرور، لكنه لم يغفل عن بهلول الذي كان واضعا يديه تحت إبطيه، وينظر إلى أبي حنيفة نظرة هادئة.
استأنف أبو حنيفة الكلام - بعد فاصل قليل - فقال : الأمر الآخر الذي لا أرتضيه، وهو ما تعتقده هذه الطائفة من المسلمين.. حيث يعتقدون بأن الله - تعالى - لا تمكن رؤيته.. إذ كيف يكون الشيء موجودا، ولا يمكن رؤيته؟..
قطع أبوحنيفة كلامه هنيئة، ليرى مدى تأثير ما ذكره على الحاضرين!.. لكن هذه المرة كان السكوت مخيما على المجلس أكثر من السابق.
قال أبو حنيفة بصوت أعلى : أيها الناس، إنهم يقولون : بأن الله - تعالى - خلق كل شيء، ومع ذلك يعتقدون بأن الناس فاعل مختار في فعله.. وهذا يعني الجمع بين الجبر والاختيار، وهما مستحيلان عقلا!..
قال أحد الحاضرين : ماهو رأيك في ذلك يا شيخ؟..
مر أبو حنيفة يده على ناصيته ثم قال : اعلمو أن كل شيء في رأيي هو من الله - تعالى - وأن الإنسان غير مختار في أفعاله.
عرف أبو حنيفة أن كلامه أثر في قلوب الحاضرين، وأنه تمكن من إقناعهم بأفكاره.. وكان يحب أن يفصح عن عقائده أكثر، لولا حيلولة ما حدث له في مجل الدرس.. فإنه فوجئ بحجر أصاب جبينه فأدامه، وبذلك زالت أفكاره، واضطرب المجلس.. التفت الحاضرون إلى بهلول وهم يتساء لون : لماذا فعل بهلول ذلك؟..
دار جماعة من المقربين لأبي حنيفة ببهلول، والغضب يتطاير من أعينهم، دون أن يجرؤ أحدهم على إهانته لقرابته من الخليفة.. فإنه لو كان أحد غير بهلول فعل بأبي حنيفة ذلك، لم يكن يخرج من المجلس سالما، بل كان ينهك من الضرب من قبل أتباع أبي حنيفة.
نظر أبو حنيفة لبهلول وهو " ابو حنيفة " واضع يده على الجرح، والغضب قد استولى عليه، فقال : لأشكونك إلى الخليفة!.. فأجابه بهلول بكل هدوء : وأنا أذهب معك أيضا.
قال أبو حنيفة - وهو متعجب من كلام بهلول - لمن حوله : إذن اشهدو لي عند الخليفة بذلك.
خرج بهلول من دار أبي حنيفة، وكأنه لم يسمع أو يفعل شيئا.. ودخل أبو حنيفة بعد ساعة مجلس الخليفة، وهو معتصب الرأس.. فلما رآه الخليفة، تعجب من ذلك لعلمه بمكانة أبي حنيفة في بغداد وماله من أتباع.
أخذ أبو حنيفة يشرح للخليفة ما حدث، امتعض الخليفة من فعل بهلول.. فأصدر أمرا بإحضاره على الفور.. أسرع الشرطة في البحث عن بهلول، لكنهم ثمة بحث يسير عثروا عليه وهو في طريقه للقصر.. ولما حضر بهلول - وآثار السكينة عليه - المجلس صاح به الخليفة : لم شدخت رأس هذا العالم الجليل؟..
سوى بهلول رداء ه على كتفيه، ثم قال : لم أفعل ذلك!..
قال أبو حنيفة - وهو يتلكأ في الكلام، وقد وضع يده على رأسه -: كيف!.. كيف تدعي ذلك أيها الظالم، إن لي شهودا؟..
قال بهلول : قل لو سمحت ماهو الظلم الذي صدر مني؟..
قال أبو حنيفة : شدخت رأسي بحجر، وهذا الألم في رأاسي لم يكد ينفك عني.. ثم التفت إلى جملة من تلامذته وقال : أتشهدون بذلك؟..
قالوا : نعم.
قال بهلول : أتدعي الألم في رأسك، أين هو إذن أرنيه؟..
هزأ أبو حنيفة به وقال : وهل يرى الألم لكي أريكه؟..
قال بهلول : إذن ليس للألم وجود، وأنت كاذب في دعواك.. لأنك تعتقد أن الشيء ما لم تمكن رؤيته، فهو غير موجود.
وضع أبو حنيفة يديه على رأسه متحيرا من جواب بهلول، وقد التفت إلى تلامذة أبي حنيفة وقال : إن الحجر لا يمكن أن يؤذي أستاذكم.
أخذ تلامذة أبي حنيفة ينظرون مبهوتين : ماذا سيفعل أبو حنيفة، وماذا سيقول؟!.. لكنّ بهلولا لم يمهل أبا حنيفة في الجواب فقال : إن الإنسان من تراب، والحجر من تراب ؛
فكيف يمكن أن يؤذي التراب التراب؟..
أدرك أبو حنيفة أن بهلول، يريد بذلك حربا في العقيدة شعواء، لا هوادة فيها.. فأخذت ترتجف أطرافه وأعضاء ه، كما يرتجف من شدة البرد.
سوى بهلول رداء ه مرة أخرى، وقال لهارون : يعتقد أبو حنيفة، بأن الإنسان غير مختار في أفعاله ؛ فلا ذنب لي.. لأنه في نظره غير مختار في ما فعلت.
بهت هارون من جواب بهلول، ولم ينطق بشيء.. بقي أبو حنيفة وهو يلوم نفسه خجلا، وقد نكس رأسه إلى الأرض، ولسان حاله : إن كل ما نزل بي، هو مما جنيته على نفسي!..
******************************
القصة السادسة * السماك والخليفة *
تغيرت أجواء قصر الخليفة يوم العيد، حيث الخوان الكثيرة والأطعمة المتعددة والشراب المنوع.. كان كل من يدخل القصر ذلك اليوم، يأكل ويشرب ويقضي وطرا بالفرح والسرور.. وكان الخليفة في تلك الأيام - أيام العيد - غارقا في غروره وتباكر، وهو يعطي ويهب الصلات والأموال الكثيرة لمن يحب ويريد.
كان هارون الرشيد جالسا على عرشه وإلى جانبه زوجته زبيدة، وهي جالسة أيضا على كرسي مرصع بالجواهر، وهما يلعبان الشطرنج.. وإلى أسفل منهما الخوان والموائد، التي ملئت وغاصت بالأطعمة والأشربة الكثيرة والمتنوعة، وكان جميع من حضر المجلس في فرح وسرور.. وقد حف المجلس خدم كثيرون، وفي أيديهم موائد الطعام، حتى إذا خلت إحدى تلك الموائد وضعوا أخرى مكانها.
دخل بهلول يوم العيد قصر الخليفة، فطلب هارون منه الجلوس على مائدة الطعام.. لكنه رفض وجلس ناحية من المجلس، وفي تلك الأثناء دخل البواب فقال : يا أمير المؤمنين، في الباب سماك يطلب إذن الدخول عليك.. أجابه هارون وهو ينظر إلى طاولة الشطرنج : ماذا يفعل السماك هنا، وما يريد منا؟.. فإنه لا بد أن يكون الآن على نهر دجلة.
قال البواب : إنه جاء كم بسمك سمين، ويرد أن يصل إلى خدمتكم بنفسه.
أجاز هارون للسماك الدخول، لأن ذلك اليوم كان عيدًا، ويدخل فيه الناس على الخليفة يهنئونه به.. فلما دخل السمّاك، وقدم ما جاء به من سمك إلى هارون.. تعجب هارون كثيرا، فإنه لم يكن ير من قبل ذلك اليوم مثل ذلك السمك في حجمه.. عظم السماك هارون وهو ينتظر الأجر على ذلك لينصرف، فأمر هارون للسماك بأربعة آلاف درهم أجرا على ذلك السمك.
اعترضت زبيدة على المبلغ الذي أعطاه زوجها هارون للسماك، وقالت : ألا تعتقد أن ما أعطيته السماك، كان أكثر مما يستحقه؟..
نظر هارون لزبيدة وقال : لماذا تعترضين على عطائنا؟!..
أجابته زبيدة : إن هذه الأيام أيام عيد، يأتي فيها الوجوه والأعيان والقادة وأعضاء الدولة، وهم يرجون منك الصلات والعطاء.. وها أنت قد أعطيت لهذا السماك مثل هذا المبلغ، فإنك لن تستطيع أن تعطي أحدا أقل مما أعطيته للسماك.. وإلا قالوا : لم يقم أمير المؤمنين لنا وزنا، بل لسنا عنده بمنزلة سماك.
ألهى هارون نفسه بالشطرنج، وذهنه مشغوول بما قالت زبيدة.. ولما عرفت زبيدة أن لكلامها وقعا في نفس هارون، عاودت الكلام فقالت : إن الأمير يعلم جيدا، أنه لو أراد العطاء بمثل هذا المبلغ، لم يبق في الخزينة شيء.
بقي هارون أسير فعله، وهو لا يعلم ما يفعل، قال : وكيف أستطيع أن استرد ما وهبته، فإنك تعلمين أن ذلك يضر بسمعتي؟..
فكرت زبيدة ثم قالت : إن سمح لي أمير المؤمنين، أن أفصح ما يختلج في ذهني، أفصحت به؟..
فاجابها قائلا : قولي، فإني أحب أن أسمع ما تقترحيه؟..
قالت : ادع السماك واسأله : أذكر سمكه أم أنثى؟..
قال هارون : فإن أجاب بأنه ذكر أو أنثى، ما ينفعنا ذلك؟..
قالت : إن قال : ذكر هو، قل : أنا لا أحب الذكور من السمك، وإن قال : أنثى، قل : لا أحب الإناث من الأسماك.. ثم استرجع ما وهبته إياه بهذه الذريعة.
كان بهلول قريبا من الخليفة وزوجته، وسمع حوارهما، فقال : أيها الأمير، اترك السماك وشأنه، ولا يخدعك هذا الكلام.
لم يعتن هارون لكلام بهلول، لأنه كان يحترم زبيدة زوجته كثيرا، فأمر بإحضار السماك.. رجع السماك فرحا إلى داره، وقد علق على ما أخذه من الدراهم الآمال الطويلة العريضة، وأنه ماذا يفعل بها.. واذا به كذلك حتى نودي من خلفه : أن ارجع إلى القصر، فإن الأمير أمر بإحضارك.
حضر السماك بين يدي الخليفة، فسأله ما اقترحت عليه زبيدة، فقال : هل السمك الذي اصطدته من الذكور أم من الإناث؟..
تبسم السماك - وهو مبهوت لما سمع - إذ ماذا يمكن أن يقول، وهل يمكن أن يعرف أحد ذكور السمك من إناثه؟.. اقترب في هذه اللخظات بهلول من السماك، وهمس بكلمات لم يسمعها أحد غير السماك، ثم انصرف عنه وقال : إن هذا السمك ليس من الذكور ولا الإناث ؛ إنه من الخناثى.
تعجب هارون من جواب السماك، وبقي مبهوتا لما أعجبه من ذكاء السماك.. فأراد أن ينتهز الفرصة في امتهان زوجته، فقال للسماك : أحسنت، أحسنت بما أجبت!.. ثم أمر له بأربعة آلاف درهم أخرى.. طلب السماك الاذن بالانصراف، فأذن له الرشيد بالانصراف، ونظر الى زبيدة نظرة ازدراء وسخرية.
كانت صرتا الدراهم في يد السماك، وكان قد هم بالخروج، فإذا بدرهم منها سقط على الأرض انحنى السماك ليأخذه من الأرض، فرأته زبيدة وقالت لزوجها : انظر جشع هذا السماك!.. بيده ثمانية آلاف درهم، ومع ذلك لا يتمكن من التجاوز عن درهم واحد منها.
أمر هارون بإحضار السماك مرة أخرى، ليأخذ ما في يده من الدراهم.
قال بهلول لهارون : اتركه وشأنه!..
فلم يعر لكلام بهلول أهمية، وتغافل عنه كأنه لم يسمع شيئا، وأمر بإحضار السماك.. فلما رجع السماك قال هارون بغضب : بيدك ثمانية آلاف درهم، فإذا سقط واحد منها، انحنيت لتأخذه؟..
أدرك السماك بأن هارون يريد استرجاع ما وهبه إياه، بأي حجة، فانحنى أدبا ثم قال : إني أريد بذلك تقدير الأمير ؛ لأن على أحد وجهي هذا الدرهم آيات من الكتاب العزيز، وعلى الوجه الآخر منه اسم أمير المؤمنين.. فإن تركته، داسته الأقدام ؛ وكان ذلك إهانة لكتاب الله، ولاسم أمير المؤمنين.
أعجب هارون كلام السماك، فأمر بأربعة آلاف أخرى له.. ثم نهض من كرسيه، وسوى ظهره ثم قال لبهلول : يقول الناس بأنك مجنون، لكني أشد جنونا منك!.. فقد نصحتني بترك ما فعلت مع السماك، فلم أقبل منك، وأخذت بكلام هذه المرأة.
***********************************
القصة السابعة * دجاجة مشوية تبيض *
كان في قديم الزمان على طريق الهند - بغداد - منزل ينزله المسافرون، ليضعوا عنهم عناء السفر فيه ساعات معدودة.. وأيضا يأكلون ويشربون فيه، ليكملو فيما بعد سفرهم.. فكان يأتي صاحب المنزل إلى المسافرين بما يشتهون، ويقدم لهما ما عنده من الطعام والشراب.. وفي ليلة من ليالي الشتاء الطويلة، قصد هذا المنزل مسافر معه بضاعة، جاء بها من الهند ليبيعها في بغداد، وبعد أن أودع المسافر متاعه عند صاحب المنزل، وخلع ملابسه ليستريح، سأله صاحب المنزل : ماذا تشتهي من الطعام؟..
قال : إني جائع جدا، إئتني بما عندك، فإني قاصد بغداد في الغد صباحا.
قال : عندنا دجاجة مشوية، حشوناها بالبيض، لتكون لذيذة ومقوية ؛ فهل تحب أن آتيك بها؟..
قال المسافر : نعم، هاتها سريعا ؛ فإني جائع جدا.
وبعد دقائق حضر الطعام، وأكل المسافر بشهية لا توصف، ثم ذهب إلى المكان المعد لاستراحته، فما وضع رأسه على الوسادة، حتى أخذه النعاس فنام سريعًا، وأخذ التعب يجر أذياله بهدوء عن بدنه.
ولما استيقظ صباحا مبكرا، توضأ ثم توجه إلى القبلة ليصلي صلاة الصبح، وبعد صلاة الصبح حمد الله - تعالى - على أن رزقه يوما جديدا إلى عمره، ليرى العالم ويتزود إلى آخرته.. ثم ألقى ببصره إلى صاحب المنزل، بحث عنه فلم يجده.. دقق النظر وكرر الطلبب عنه، فلم يعثر عليه.. ثم ذهب إلى محل استراحة صاحب المنزل، فلم يسمع حسيسا، ولم يجد فيه أحدا.. فلم يجد بدّا من مناداته، ناداه بصوت عال.. فإذا بالصدأ يرجع إليه بالخيبة.
إنه لابد من الحركة باتجاه بغداد وبأسرع وقت ممكن ؛ خوفا من مشاكل الطريق التي لم يحسب لها أحد حسبانا.. ومن جهة أخرى يريد أداء ثمن عشاء ه ومنامه إلى صاحب المنزل، ليخرج عن ذمته.. فكم يجب عليه أن يدفع؟.. وهل يمكنه الانتظار أكثر أم لا؟.. لا يعلم أحد ذلك ؛ لأنه لا أحد يجيب نداء ه.
وأخيرا صمم على الرحيل، لكنه كان ينوي أداء ثمن صاحب المنزل عند عودته من بغداد.. ذهب مسافرنا متوجها نحو بغداد، فلما نزلها مكث فيها أشهرا، تمكن خلال المدة التي مكث فيها من بيع متاعه، ثم اشترى بثمنه متاعًا آخر ليتجر به، وكان على أهبة الاستعداد للعودة إلى وطنه.
وذات يوم توجه إلى بلاده، فوصل إلى موضع محط الرحال - أي المنزل الذي نزل فيه قبل سنة - فلما دخل، لم يكن صاحب المنزل يعرفه.. فتعشى تلك الليلة، وذهب إلى فراشه لينام على أمل ان يدفع الدين الذي في ذمته عند الصباح.. فلما أصبح صلى صلاة الصبح، ثم توجه إلى غرفة صاحب المنزل ليدفع له ثمن مبيته ومأكله، لكنه صادفه في الطريق، فقال له : كنت ضيفك في السنة الماضية، حيث كان طريقي من هنا، فنزلت عندك، وكان لك في ذمتي مبلغ، أريد أن أدفعه إليك.
فسأله صاحب المنزل وهو متعجب : وعن ماذا؟..
تبسم المسافر، ثم أخذ يقص عليه خبر مبيته في العام الماضي.. كان صاحب المنزل رجلا محتالا، وفي الوقت نفسه في غاية الجشع والطمع.. وهذه فرصة ثمينة، لم يرد التفريط فيها.. فكر مع نفسه قليلا، فخطر بباله أن هذا المسافر، يمكنه دفع ثمن باهظ إزاء مبيته فطمع فيه، فقال بعد هنيئة : إن عليك أن تؤدي ألف دينار في هذا الوقت.. ثم استأنف كلامه بلين ولطف قائلا : طبعا إني احتطت كثيرا في ذكر هذا المبلغ وضبطه، فإني أخاف أن أكون مدينا للآخرين.
بهت المسافر لما سمع بهذا المبلغ، واذا به صاح بصوت عال : ماذا تقول؟.. ألف دينار!.. هل جننت؟..
قال صاحب المنزل : لا تغضب، فإني حسبت حسابا دقيقا.. فإن أحببت أخبرتك كيف بلغ حسابك ذلك؟..
قال المسافر : قل!.. فإني أذن صاغية لما تقول.
قال صاحب المنزل : هل جئت في العام الماضي إلى هنا، وأكلت دجاجة فيها ستة بيضات، أم لا؟..
قال : نعم.
قال : لو كانت تلك الدجاجة حية، وكنت قد وضعت تلك البيضات الستة تحتها، لخرج من كل بيضة فرخ صغير.. ثم إني لو جعلت تحت تلك الفراخ الست بعد أن يكبرن ستة بيضات أخرى.. وهكذا أكرر ذلك إلى هذا اليوم، لكان عندي عددا من الدجاج، ما يبلغ قيمته ألف دينار.. ثم جدد صاحب المنزل أنفاسه وقال : هل عرفت الآن ما تلطفت به عليك، فإني لم آخذ منك أجرة مبيتك، وطعامك لهذه المرة.
قال المسافر - بعد سكوت طويل - بصوت عال : إنك حقا لمجنون!..
ازداد الشجار والخلاف بين المسافر وصاحب المنزل، ووصل حدًا ارتفعت فيه أصواتهما، واجتمع حولهما جماعة من المسافرين.. وكلما حاول المسافرون حل النزاع بينهما، لم يتمكنوا من ذلك.. وأخيرا اتفقوا على أن يذهبوا إلى سيد قوم ذلك المكان، ويأتوا به ليحل النزاع.
وبعد مدة يسيرة جاء سيد القوم، واستمع دعوى المسافر وصاحبه.. لكنه وعلى خلاف ما كان يتوقع الكثير من الحاضرين، حكم لصاحب المنزل!.. وقال للمسافر : أعطه الألف دينار.
ولمّا علم المسافر أن بعناده لا يتمكن من حل النزاع فقط، بل يمكن أن ينجر أمره إلى ضربه وإهانته.. حينئذ نكس رأسه إلى الأرض، وانصرف مفكرا في عاقبة أمره، وهو يقول : إلهي، أعني!..
كلنا يعلم أن الله - تبارك وتعالى - لا يترك من توسل إليه عند حاجته، بل يدبر أمره حيث شاء.. من هنا اعترض المسافر الذي كان غارقا في التفكير، رجل وقال له : إني أعرف رجلا يمكنه أن يخلصك من ورطتك.. رفع المسافر رأسه وقال : أين هو؟..
قال : إنه في بغداد، قريب من هذا المكان.. فإني عازم على الذهاب إلى بغداد، لأجيء به إلى هنا.
ظل المسافر ينتظر من يأتي ويحل مشكلته، فإنه ليس هناك طريق سوى الصبر. ذهب هذا الرجل، ووعد المسافر بالرجوع في أقرب فرصة ممكنة، ومن ثم ركب فرسه وتوجه نحو بغداد مسرعًا.
ولما وصل بغداد سأل عن بهلول، فقيل له : إنه في المسجد، دخل المسجد وسلم على بهلول، ثم قص عليه خبر المسافر المسكين.
استأجر الرجل لبهلول فرسا، واستصحبه إلى موضع المنزل المذكور.. فسار سيرا حثيثا، حتى وصلا قريبا من المنزل، قال بهلول للرجل : انزل واذهب مسرعًا، ثم قل لهم : بأن قاضي بغداد في الطريق، وقد وعدني بالمجيء عن قريب.
نزل الرجل وفعل ما أوصاه بهلول به، فأخذ الحاضرون ينتظرون قدوم القاضي.. لم يمض وقت طويل على مجيء القاضي، الذي لم يكن سوى بهلول.. وحيث أن أحدا من الحاضرين لم يكن يعرف بهلول، لم يحصل الشك لأحد أنه هو القاضي حقا أم لا!..
ولما دخل بهلول، استقبله سيد القوم، وصاحب المنزل، وادخلوه معززا محترما إلى المنزل.. ولما جلس بهلول في الموضع الذي أعدوه له قال : قصوا الخبر، فإني عازم على العودة إلى بغداد سريعا، لقضاء ما ينتظرني من أعمال.
تكلم صاحب المنزل، وشرح الحال بسرعة، ثم قال : فهل يعطيني حضرة القاضي في الحق في ذلك أم لا؟..
تنفس بهلول نفسا عميقا، ثم قال : إني أعتذر منكم جميعا، خصوصا من سيد القوم، وكذلك من صاحب المنزل.
قال سيد القوم وصاحبه : لماذا يا حضرة القاضي؟..
قال بهلول : أعتذر من التأخير في المجيء، فإني إضافة إلى عمل القضاء، مشتغل بعمل الزراعة، وقبل أن آتيكم بساعة جاء ني عمال مزرعتي، وطلبوا مني بذرا ليزرعوا القمح.. وحيث أني كنت قد سمعت أن بذر القمح، لو فار بالماء الحار يزرع ثم يعطي ثمرا كثيرا، فاشتغلت بوضع القمح بالماء الحار، ولذلك فاني أعتذر من التأخير.
ضحك سيد القوم مما سمعه من بهلول، وقال في نفسه : إنه لقاض مجنون، إذ هل يمكن وضع بذر القمح في الماء الحار وتفويره!..
وضع صاحب المنزل - الذي أصابه الدوار في رأسه - يده على شاربه وقال : إن هذا لشيء عجاب!..
قال بهلول : كلا!.. كلا!.. لا عجب في مثل بلد تحتضن دجاجة مشوية البيض، ثم يخرج بعد ذلك منها الفراخ.. فلا عجب إذن من بذر القمح، الذي يفور بالماء الحار، أن يعطي ثمرا!..
فلما سمع الحاضرون جواب بهلول، أعطوا الحق للمسافر، وخاف سيد القوم أن ينكشف أمره بتآمره مع صاحب المنزل، وحاول أن يدفع عن نفسه الشبهة، فقال : الحق مع القاضي، إذ كيف يمكن للدجاجة المشوية، أن تحتضن البيض، ويخرج منها فراخًا؟!..
نكس صاحب المنزل رأسه إلى الأرض من دون أن يتفوه بشيء، وبذلك تخلص المسافر المسكين من هذه الورطة، ودفع ثمنا يسيرا إزاء مبيته وعشائه.
ثم توجه بهلول إلى بغداد راجعًا.. وكان في ذلك عبرة ودرس، لكل من وسوست له نفسه بخداع الآخرين من المغفلين.
***********************************
القصة الثامنة * أي الملابس أفضل *
كان هارون الرشيد يبث عيونه وجواسيسه في المجتمع، ليأتوه بأخبار مخالفيه، وليكون على علم من عقائدهم ومذاهبهم.. وذات يوم وشي ببهلول إليه، بأنه من أتباع ومحبي الإمام موسى الكاظم (ع).. وحكي أن هارون الرشيد، كان على حذر شديد من الإمام الكاظم (ع)، وأنه كان يسعى دائما لمعرفة شيعته، ومحبيه للقضاء عليهم.. ولما جاء ه خبر بأن بهلولا من شيعة الإمام، قرر إحضاره وإنزال العقوبة به ؛ ليكون عبرة للآخرين.
ولما أحضر بهلول إلى القصر، وقف أمام هارون - الذي كان الغضب مستوليا عليه - فقال له هارون : سمعت بأنك من شيعة ومحبي موسى بن جعفر، وأنك تسعى في خلافي.
سكت بهلول ولم يتكلم بشيء، وكان هذا السكوت مؤذيا لهارون ومثيرا لغضبه أكثر!.. قال هارون : تظاهرت بالجنون، لتفر عن عقوبتنا، لكني لست بتاركك.
قال بهلول : ما كنت تفعل، إن كنت صادقًا فيما تقول؟..
كان هارون يتوقع من بهلول، أنه بعد التهديد يقول شيئا يظهر به مخالفته عن الإمام الكاظم (ع)، لكنه فوجئ بما سمعه من بهلول، وصمم هذه المرة إنزال العقوبة ببهلول.. ولكن أي نوع من العقوبة يمكن إنزالها ببهلول الذي كان من أرحام الخليفة هارون من جهة، وأنه قد اشتهر بين الناس أن بهلولا مجنون من جهة آخرى؟.. فلا يمكن إنزال أشد العقوبة به، لأنه بعقوبته سيقول الناس : بأن هارون لم يقدر إلا على المجانين.
وعليه، فأخذ هارون يفكر في طريقة لعقوبة بهلول، وأخيرا أمر بخلع ملابس بهلول وألبسه ما يسرج به الفرس، ثم أمر بوضع لجام على فمه، وأخذوا يدورون به في المدينة.. ولما عادو ببهلول إلى القصر، وأجري في حقه أمر الخليفة، كان وزير هارون في القصر، وحيث أن الوزير لم يكن يعلم خبر بهلول، وأنه لماذا يفعلون به هكذا قال : ماذا فعل بهلول؟..
لم يجبه أحد بشيء، قام هارون من كرسيه ونفض رداء ه بغرور، ثم وقف أمام بهلول وقال : ألم تسمع ما قال وزيرنا، أجبه إذن؟..
التفت بهلول إلى الوزير بكل وقار وسكينة، ولم يبدو على وجهه آثار الانزجار من الخليفة، ثم قال : دعاني أمير المؤمنين، وسأل مني شيئا، فأجبته جواب الحق.. فخلع أمير المؤمنين لأجل ذلك ملابسه الغالية، وأهداها إلي!..
لقد تغير وضع مجلس الخليفة بسماع هذا الكلام، فلم يتمالك الجميع أنفسهم من شدة الضحك بما فيهم هارون ؛ فإنه ضحك ضحكًا كثيرًا.. وبعد لحظات هدأ المجلس، ثم أمر هارون بخلع ما على بهلول من السرج واللجام، وأمر بإحضار خياطه الخاص، وقال له : إهد إليه أفضل ما خطته لي من الملابس.
لكن وقبل أن يأتمر الخياط بأمر الخليفة، قال بهلول : لا حاجة لي بملابس الخليفة.. ثم لبس ملابسه البالية، وخرج من القصر.
الولائي
/
حياتنا قد تكون بسيطة بالتفكير البسيط لها
أحد السجناء في عصر لويس الرابع عشر، محكوم عليه بالإعدام ومسجون في جناح قلعة، هذا السجين لم يبق على موعد إعدامه سوى ليله واحدة.. ويروى عن لويس الرابع عشر ابتكاره لحيل وتصرفات غريبة.
وفي تلك الليلة فوجئ السجين بباب الزنزانة يفتح، ولويس يدخل عليه مع حرسه ليقول له : أعطيك فرصة إن نجحت في استغلالها فبإمكانك إن تنجو.. هناك مخرج موجود في جناحك بدون حراسة، إن تمكنت من العثور عليه، يمكنك الخروج.. وان لم تتمكن، فإن الحراس سيأتون غدا مع شروق الشمس، لأخذك لحكم الإعدام.. غادر الحراس الزنزانة مع الإمبراطور بعد أن فكوا سلاسله.
وبدأت المحاولات، وبدأ يبحث في الجناح الذي سجن فيه، والذي يحتوي على عدة غرف وزوايا، ولاح له الأمل عندما اكتشف غطاء فتحه مغطاة بسجاده بالية على الأرض.. وما أن فتحها حتى وجدها تؤدي إلى سلم ينزل إلى سرداب سفلي، ويليه درج أخر يصعد مرة أخرى.. وظل يصعد إلى أن بدأ يحس بتسلل نسيم الهواء الخارجي، مما بث في نفسه الأمل إلى أن وجد نفسه في النهاية في برج القلعة الشاهق، والأرض لايكاد يراها.. عاد أدراجه حزينا منهكا، ولكنه واثق أن الامبراطور لايخدعه، وبينما هو ملقى على الأرض مهموم ومنهك، ضرب بقدمه الحائط، وإذا به يحس بالحجر الذي يضع عليه قدمه يتزحزح.
فقفز وبدأ يختبر الحجر، فوجد بالإمكان تحريكه، وما إن أزاحه وإذا به يجد سردابا ضيقا، لايكاد يتسع للزحف.. فبدأ يزحف فسمع صوت خرير مياه، وأحس بالأمل، لعلمه أن القلعة تطل على نهر، لكنه في النهاية وجد نافذة مغلقة بالحديد، أمكنه أن يرى النهر من خلالها.
عاد يختبر كل حجر وبقعة في السجن، ربما كان فيه مفتاح حجر آخر.. لكن كل محاولاته ضاعت سدى، والليل يمضي، واستمر يحاول ويبحث، وفي كل مرة يكتشف أملا جديدا.. فتارة ينتهي إلى نافذة حديدية، وتارة إلى سرداب طويل ذو تعرجات لانهاية لها ؛ ليجد السرداب أعاده لنفس الزنزانة.
وهكذا ظل طوال الليل، يلهث في محاولات وبوادر أمل تلوح له مرة من هنا، ومرة من هناك.. وكلها توحي له بالأمل في بداية الأمر ؛ لكنها في النهاية تبوء بالفشل.. وأخيرا انقضت ليله السجين كلها، ولاحت له الشمس من خلال النافذة، ووجد وجه الإمبراطور يطل عليه من الباب ويقول له : أراك لازلت هنا!..
قال السجين : كنت أتوقع انك صادق معي أيها الإمبراطور!.. قال له الإمبراطور : لقد كنت صادقا.. سأله السجين : لم أترك بقعة في الجناح، لم أحاول فيها ؛ فأين المخرج الذي قلت لي؟.. قال له الإمبراطور : لقد كان باب الزنزانة مفتوحا، وغير مغلق.
الفائدة : الإنسان دائما يضع لنفسه صعوبات وعواقب، ولا يلتفت إلى ما هو بسيط في حياته.. حياتنا قد تكون بسيطة بالتفكير البسيط لها، وتكون صعبة عندما يستصعب الإنسان شيئا في حياته.
بنت علي ع
/
مايفعله البر!..
يحكى أن البقرة التي أمر الله - جل وعلا - بني إسرائيل بذبحها، تعود لشاب كان في غاية البر بوالديه، وكان هذا الشاب أتته صفقة مربحة، كان عليه دفع المبلغ، ولكن المبلغ كان عند والده الذي كان نائماً!.. فأبى إزعاج والده، ففضل ترك الصفقة على إيقاظه، وكان البائع على استعداد بيع بضاعته بسعر أقل نقداً، ومع ذلك أبى الشاب إيقاظ والده، ولم تتم الصفقة!..
فعوضه الله - جل وعلا - بإيثاره هذا، بفرصة أحسن.. إذ أنه لما استيقظ والده، أهدى له البقرة المذكورة أعلاه، حيث كانت باهظة الثمن، فدرت عليه ربحاً كثيراً.. وكما قال الرسول محمد (ص): أنظروا إلى البر ما بلغ بأهله!..
بلا صديق
/
أعطي فشكر، ابتلي فصبر
قالت امرأة لزوجها - وكانت حسناء، وهو قبيح دميم -: أبشر!.. فإني وإياك في الجنة، فقال : ولم؟.. قالت : لأنك أعطيت ؛ فشكرت.. وأنا ابتليت ؛ فصبرت!..
ام علي
/
قصة لنوح عليه السلام
ذكر الشهيد آية الله دستغيب (رضوان الله عليه) في كتابه الاستعاذة :
بعد أن دعا نوح (على نبينا وآله السلام) على الكفار من قومه، وأخذهم الطوفان، ظهر له ملك.. وكان النبي نوح يعمل في صناعة الجرار ؛ فكان يصنع الجرة من الطين، وبعد أن تجف يبيعها.. فكان الملك يشتري منه الجرار واحدة فواحدة، ويكسرها أمامه.. فغضب نوح وسأله عن سبب فعله هذا، فقال له : الأمر لا يعنيك فأنا قد اشتريتها، وأمرها إليّ!.. فقال له نوح - عليه السلام - : صحيح، ولكن أنا الذي صنعتها، وهي من صنعي.. قال له الملك : أنت صنعتها ولم تخلقها، ومع هذا فقد غضبت على كسرها، فكيف دعوت على كل عباد الله فهلكوا، مع أن الله خلقهم ويحبهم!.. فبقي من بعد هذه القضية يبكي وينوح، حتّى سمي ّنوحا لكثرة نياحه.
رافضية محبة
/
قصة تدل على الذكاء
قصة جميلة جداً تدل على ذكاء النساء :
قديما وفي أحد قرى الهند الصغيرة، كان هناك مزارع غير محظوظ، لأنه اقترض مبلغا كبيرا من المال من أحد مقرضي المال في القرية.. مقرض المال هذا - وهو عجوز وقبيح - أعجب ببنت المزارع الفاتنة، لذا قدم عرضا بمقايضة قال :
بأنه سيعفي المزارع من القرض إذا زوجه ابنته.. ارتاب المزارع وابنته من هذا العرض، عندئذ اقترح مقرض المال الماكر، بأن يدع المزارع وابنته للقدر أن يقرر هذا الأمر. أخبرهم بأنه سيضع حصاتين : واحدة سوداء، والأخرى بيضاء في كيس النقود، وعلى الفتاة التقاط أحد الحصاتين.
١. إذا التقطت الحصاة السوداء، تصبح زوجته ويتنازل عن قرض أبيها.
٢. إذا التقطت الحصاة البيضاء، لا تتزوجه، ويتنازل عن قرض أبيها.
٣. إذا رفضت التقاط أي حصاة، سيسجن والدها.
كان الجميع واقفين على ممر مفروش بالحصى في أرض المزارع، وحينما كان النقاش جاريا، انحنى مقرض المال ليلتقط حصاتين، انتبهت الفتاة حادة البصر، أن الرجل التقط حصاتين سوداوين ووضعهما في الكيس، ثم طلب من الفتاة التقاط حصاة من الكيس.. الآن تخيل أنك كنت تقف هناك، بماذا ستنصح الفتاة؟.. إذا حللنا الموقف بعناية، سنستنتج الاحتمالات التالية :
١. سترفض الفتاة التقاط الحصاة.
٢. يجب على الفتاة إظهار وجود حصاتين سوداوين في كيس النقود، وبيان أن مقرض المال رجل غشاش.
٣. تلتقط الفتاة الحصاة السوداء، وتضحي بنفسها لتنقذ أباها من الدين والسجن.
تأمل لحظة في هذه الحكاية!.. إنها تسرد حتى نقدر الفرق بين التفكير السطحي، والتفكير المنطقي.
إن ورطة هذه الفتاة لا يمكن الإفلات منها، إذا استخدمنا التفكير المنطقي الاعتيادي.. فكر بالنتائج التي ستحدث، إذا اختارت الفتاة إجابة الأسئلة المنطقية في الأعلى مرة أخرى، ماذا ستنصح الفتاة؟..
حسنا!.. هذا ما فعلته الفتاة : أدخلت الفتاة يدها في كيس النقود، وسحبت منه حصاة، وبدون أن تفتح يدها وتنظر إلى لون الحصاة، تعثرت وأسقطت الحصاة من يدها في الممر المملوء بالحصى، وبذلك لا يمكن الجزم بلون الحصاة التي التقطتها الفتاة.. ولكننا نستطيع النظر في الكيس للحصاة الباقية، وعندئذ نعرف لون الحصاة التي التقطتها.. هكذا قالت الفتاة.
وبما أن الحصاة المتبقية سوداء، فإننا سنفترض أنها التقطت الحصاة البيضاء.. وبما أن مقرض المال لن يجرؤ على فضح عدم أمانته، فإن الفتاة قد غيرت بما ظهر أنه موقف مستحيل التصرف به، إلى موقف نافع لأبعد الحدود.
الدروس المستفادة من القصة : أن هناك حلا لأعقد المشاكل، ولكننا لا نحاول التفكير.. اعمل بذكاء، ولا تعمل بشكل مرهق.
بنت البتول
/
كيف يموت جبرئيل؟..
موت جبرائيل عليه السلام :
يقول الجبار جل جلاله : يا ملك الموت، من بقي؟!.. - وهو أعلم - فيقول ملك الموت : سيدي ومولاي أنت أعلم!.. بقي إسرافيل، وبقي ميكائيل، وبقي جبريل.. وبقي عبدك الضعيف ملك الموت، خاضع ذليل، قد ذهلت نفسه لعظيم ما عاين من الأهوال.
فيقول له الجبار تبارك وتعالى : انطلق إلى جبريل فأقبض روحه!.. فينطلق إلى جبريل فيجده ساجداً راكعاً، فيقول له : ما أغفلك عما يراد بك يا مسكين!.. قد مات بنو آدم، وأهل الدنيا، والأرض، والطير، والسباع، والهوام، وسكان السموات، وحملة العرش والكرسي، والسرادقات، وسكان سدرة المنتهى.. وقد أمرني المولى بقبض روحك!..
فعند ذلك يبكي جبريل - عليه السلام - ويقول متضرعاً إلى الله عز وجل : يا الله، هوّن عليّ سكرات الموت (يا الله، هذا ملك كريم يتضرع ويطلب من الله بتهوين سكرات الموت، وهو لم يعص الله قط.. فما بالنا نحن البشر، ونحن ساهون لا نذكر الموت إلا قليلا)، فيضمه ضمة فيخر جبريل منها صريعاً.. فيقول الجبار جل جلاله : من بقي يا ملك الموت؟!.. - وهو أعلم - فيقول : مولاي وسيدي، بقي ميكائيل وإسرافيل، وعبدك الضعيف ملك الموت.
موت ميكائيل عليه السلام (الملك المكلف بالماء والقطر)
فيقول الله عز وجل : انطلق إلى ميكائيل، فأقبض روحه!.. فينطلق إلى ميكائيل، فيجده ينتظر المطر ليكيله على السحاب، فيقول له : ما أغفلك يا مسكين عما يراد بك!.. ما بقي لبني آدم رزق، ولا للأنعام ولا للوحوش ولا للهوام، قد مات أهل السموات والأرضين، وأهل الحجب والسرادقات، وحملة العرش والكرسي، وسرادقات المجد، والكروبيون والصافون والمسبحون.. وقد أمرني ربي بقبض روحك ؛ فعند ذلك يبكي ميكائيل، ويتضرع إلى الله ويسأله أن يهون عليه سكرات الموت.. فيحضنه ملك الموت، ويضمه ضمة، يقبض روحه.. فيخر صريعاً ميتاً لا روح فيه.. فيقول الجبار جل جلاله : من بقي يا ملك الموت؟!.. - وهو أعلم - فيقول : مولاي وسيدي، أنت أعلم!.. بقي إسرافيل، وعبدك الضعيف ملك الموت.
موت إسرافيل عليه السلام (الملك الموكل بنفخ الصور)
فيقول الجبار تبارك وتعالى : انطلق إلى إسرافيل، فاقبض روحه!.. فينطلق كما أمره الجبار إلى إسرافيل (وإسرافيل ملك عظيم) فيقول له : ما أغفلك يا مسكين عما يراد بك!.. قد ماتت الخلائق كلها، وما بقي أحد، وقد أمرني الله بقبض روحك، فيقول إسرافيل : سبحان من قهر العباد بالموت!.. سبحان من تفرد بالبقاء!.. ثم يقول : مولاي، هون علي مرارة الموت.. فيضمه ملك الموت ضمة، يقبض فيها روحه، فيخر صريعاً.. فلو كان أهل السموات والأرض في السموات والأرض لماتوا كلهم من شدة وقعته.
موت ملك الموت عليه السلام (الموكل بقبض الأرواح)
فيسأل الله ملك الموت : من بقي يا ملك الموت؟!.. - وهو أعلم - فيقول : مولاي وسيدي، أنت اعلم بمن بقي!.. بقي عبدك الضعيف ملك الموت.. فيقول الجبار عز وجل : وعزتي وجلالي، لأذيقنك ما أذقت عبادي، انطلق بين الجنة والنار ومت.. فينطلق بين الجنة والنار، فيصيح صيحة لولا أن الله - تبارك وتعالى - أمات الخلائق، لماتوا عن آخرهم من شدة صيحته فيموت.
ثم يطلع الله - تبارك وتعالى - إلى الدنيا فيقول : يا دنيا أين أنهارك؟!.. أين أشجارك؟!.. وأين عمارك؟!.. أين الملوك وأبناء الملوك؟!.. وأين الجبابرة وأبناء الجبابرة؟!.. أين الذين أكلوا رزقي، وتقلبوا في نعمتي، وعبدوا غيري؟!.. لمن الملك اليوم؟!.. فلا يجيبه أحد.. فيرد الله - عز وجل - فيقول : الملك لله الواحد القهار.
سبحان الله العلي العظيم يحيي ويميت!..
بنت البتول
/
طرائف وحكايات
شاب يدرس في السنوات الأولى من الجامعة، طلب منه القيام بتشريح أرنب.. أخبر أهله بأنه سينوي القيام بذلك، ووعدهم أن يريهم إياه بعدما ينتهي منه.. لكنه لاحظ على أخته التي كانت ترضع مولودها الحديث الولادة، بأنها لا ترغب أن تراه إن فعل ذلك.. وهو متعود على ممازحتها، وفعل المقالب بها.
وشرح الأرنب، وأحضره للبيت، واتجه إلى غرفة أخته التي كانت تجلس عندهم.. ودخل الغرفة، وبيده الأرنب ليعاند أخته، لكنه لم يجدها، وسمع صوتها وهي تستحم في الحمام.. ووجد ابنها الرضيع على السرير، فحمل ابن اخته يلاعبه.. ثم جاء ته فكرة :
أخذ الأرنب المشرح ووضعه في السرير بدل الطفل، ليتلاعب بأعصاب أخته حين ترى الأرنب في غرفتها.. وأخذ الطفل، وخرج به من الغرفة.. وما هي إلا لحظات لتخرج الأخت من الحمام، فتلقي نظرة على مولودها، لتجد الأرنب.. اعتقدت أن الذي في السرير، وقد خرجت أعضاؤه، هو طفلها.. ومن شدة لهفتها على طفلها، أصيبت مباشرة بانهيار، ثم سكتة قلبية مفاجئة، ثم ماتت.. وسبب الوفاة مزحة!..
شجن
/
القهوة
من التقاليد الجميلة في الجامعات، والمدارس الثانوية الأمريكية، أن خريجيها يعودون إليها بين الحين والآخر في لقاء ات لمّ شمل، منظمة ومبرمجة.. فيقضون وقتا ممتعا في مباني الجامعات التي تقاسموا فيها القلق والشقاوة والعفرتة.. ويتعرفون على أحوال بعضهم البعض : من نجح وظيفيا، ومن تزوج، ومن أنجب.
وفي إحدى تلك الجامعات، التقى بعض خريجيها في منزل أستاذهم العجوز، بعد سنوات طويلة من مغادرة مقاعد الدارسة.. وبعد أن حققوا نجاحات كبيرة في حياتهم العملية، ونالوا
أرفع المناصب، وحققوا الاستقرار المادي والاجتماعي.
وبعد عبارات التحية والمجاملة، طفق كل منهم يتأفف من ضغوط العمل، والحياة التي تسبب لهم الكثير من التوتر.. وغاب الأستاذ عنهم قليلا ثم عاد يحمل إبريقا كبيرا من القهوة، ومعه أكواب من كل شكل ولون : صيني فاخر، على ميلامين، على زجاج عادي،
على كريستال، على بلاستيك.. يعني بعض الأكواب كانت في منتهى الجمال، تصميما ولونا..
وبالتالي، باهظة الثمن.. بينما كانت هناك أكواب من النوع الذي تجده في أفقر البيوت.
وقال لهم الأستاذ : تفضلوا، كل واحد منكم يسكب لنفسه القهوة.. عندما أمسك كل واحد من الخريجين بكوب، تكلم الأستاذ مجددا :
هل لاحظتم أن الأكواب الجميلة، فقط هي التي وقع عليها اختياركم، وأنكم تجنبتم الأكواب العادية؟..
ومن الطبيعي أن يتطلع الواحد منكم إلى ما هو أفضل، وهذا بالضبط ما يسبب لكم القلق
والتوتر.. ما كنتم بحاجة إليه فعلا هو القهوة، وليس الكوب.. ولكنكم تهافتم على الأكواب الجميلة الثمينة، وعين كل واحد منكم على الأكواب التي في أيدي الآخرين.. فلو كانت الحياة هي القهوة، فإن الوظيفة والمال والمكانة الاجتماعية هي الأكواب.. وهي بالتالي مجرد أدوات ومواعين تحوي الحياة، ونوعية الحياة (القهوة) هي، هي، لا تتغير.. وبالتركيز فقط على الكوب، نضيع فرصة الاستمتاع بالقهوة.
شجن
/
لا نستطيع إفادة َ ، إلا إذا قدّمنا
لا نستطيع إفادة َ الآخرين، إلا إذا قدّمنا تضحية من أجلهم
الممحاة والقلم؟..
كان داخل المقلمة، ممحاة صغيرة، وقلمُ رصاصٍ جميل.. ودار حوار قصير بينهما..
الممحاة : كيف حالكَ يا صديقي؟..
القلم : لستُ صديقكِ!..
الممحاة : لماذا؟..
القلم : لأنني أكرهكِ.
الممحاة : ولمَ تكرهني؟..
قال القلم : لأنكِ تمحين ما أكتب.
الممحاة : أنا لا أمحو إلا الأخطاء.
القلم : وما شأنكِ أنتِ؟!..
الممحاة : أنا ممحاة، وهذا عملي.
القلم : هذا ليس عملاً!..
الممحاة : عملي نافع، مثل عملكَ.
القلم : أنتِ مخطئة ومغرورة.
الممحاة : لماذا؟..
القلم : لأنّ مَنْ يكتبُ أفضلُ ممّنْ يمحو.
قالت الممحاة : إزالة ُ الخطأ تعادلُ كتابة َ الصواب.
أطرق القلم لحظة، ثم رفع رأسه، وقال : صدقْتِ يا عزيزتي!..
الممحاة : أما زلتَ تكرهني؟..
القلم : لن أكره مَنْ يمحو أخطائي.
الممحاة : وأنا لن أمحوَ ما كان صواباً.
قال القلم : ولكنني أراكِ تصغرين يوماً بعد يوم!..
الممحاة : لأنني أضحّي بشيء ٍ من جسمي كلّما محوْتُ خطأ.
قال القلم محزوناً : وأنا أحسُّ أنني أقصرُ مما كنت!..
قالت الممحاة تواسيه : لا نستطيع إفادة َ الآخرين، إلا إذا قدّمنا تضحية من أجلهم.
قال القلم مسروراً : ما أعظمكِ يا صديقتي، وما أجمل كلامك!..
فرحتِ الممحاة، وفرح القلم، وعاشا صديقين حميمين، لا يفترقانِ ولا يختلفان.
طال الأنتظار
/
قصة الولد
منذ زمن بعيد ولى، كان هناك شجرة تفاح في غاية الضخامة.. كان هناك طفل صغير يلعب حول هذه الشجرة يوميا، وكان يتسلق أغصان هذه الشجرة، ويأكل من ثمارها.. وبعدها يغفو قليلا لينام في ظلها.
كان يحب الشجرة، وكانت الشجرة تحب لعبه معها.. مر الزمن، وكبر هذا الطفل، وأصبح لا يلعب حول هذه الشجرة بعد ذلك.
في يوم من الأيام، رجع هذا الصبي وكان حزينا!...
فقالت له الشجرة : تعال والعب معي..
فأجابها الولد : لم أعد صغيرا لألعب حولك.. أنا أريد بعض اللعب، وأحتاج بعض النقود لشرائها.
فأجابته الشجرة : أنا لا يوجد معي أية نقود!.. ولكن يمكنك أن تأخذ كل التفاح الذى لدي لتبيعه ثم تحصل على النقود التي تريدها..
الولد كان سعيدا للغاية، فتسلق الشجرة، وجمع جميع ثمار التفاح التي عليها ونزل من عليها سعيدا.
لم يعد الولد بعدها.. كانت الشجرة في غاية الحزن بعدها، لعدم عودته.. وفي يوم رجع هذا الولد للشجرة، ولكنه لم يعد ولدا بل أصبح رجلا!.. وكانت الشجرة في منتهى السعادة لعودته وقالت له : تعال والعب معي.. ولكنه أجابها وقال لها :
أنا لم أعد طفلا لألعب حولك مرة أخرى، فقد أصبحت رجلا مسئولا عن عائلة.. وأحتاج لبيت ليكون لهم مأوى.. هل يمكنك مساعدتي بهذا؟..
آسفة!.. فأنا ليس عندي لك بيت، ولكن يمكنك أن تأخذ جميع أفرعي لتبني بها لك بيتا.
فأخذ الرجل كل الأفرع، وغادر الشجرة وهو سعيدا.. وكانت الشجرة سعيدة لسعادته ورؤيته هكذا.. ولكنه لم يعد إليها.. وأصبحت الشجرة حزينة مرة أخرى.
وفي يوم حار جدا، عاد الرجل مرة أخرى، وكانت الشجرة في منتهى السعادة.
فقالت له الشجرة : تعال والعب معي.
فقال لها الرجل : أنا في غاية التعب، وقد بدأت في الكبر، وأريد أن أبحر لأي مكان لأرتاح..
فقال لها الرجل : هل يمكنك إعطائي مركبا؟..
فأجابته : يمكنك أخذ جذعي لبناء مركبك، وبعدها يمكنك أن تبحر به أينما تشاء، وتكون سعيدا.
فقطع الرجل جذع الشجرة، وصنع مركبه!.. فسافر مبحرا، ولم يعد لمدة طويلة جدا.
أخيرا عاد الرجل بعد غياب طويل، وسنوات طويلة جدا.. ولكن الشجرة أجابت وقالت له : آسفة يا بني الحبيب، ولكن لم يعد عندي أي شيء لأعطيه لك.
وقالت له : لا يوجد تفاح.
قال لها : لا عليك لم يعد عندي أي أسنان لأقضمها بها.
لم يعد عندي جذع لتتسلقه، ولم يعد عندي فروع لتجلس عليها.
فأجابها الرجل : لقد أصبحت عجوزا اليوم، ولا أستطيع عمل أي شيء!..
فأخبرته : أنا فعلا لا يوجد لدي ما أعطيه لك.
كل ما لدي الآن هو جذور ميتة.. أجابته وهي تبكي.
فأجابها وقال لها : كل ما أحتاجه الآن، هو مكان لأستريح به.. فأنا متعب بعد كل هذه السنين.
فأجابته وقالت له : جذور الشجرة العجوز، هي أنسب مكان لك للراحة.. تعال!.. تعال واجلس معي هنا تحت واسترح معي.
فنزل الرجل إليها، وكانت الشجرة سعيدة به، والدموع تملأ ابتسامتها.
هل تعرف من هي هذه الشجرة؟..
إنها أبويك!..
بنت علي ع
/
حكاية الأعرابي !..
قيل : أن أعرابيا كان قائماً يصلي، فأخذ قومه يمدحونه بالصلاح.. قطع الأعرابي صلاته والتفت إليهم وقال : أنا مع ذلك صائم.
حواء
/
أبجد هوز.... ونبي الله عيسى عليه السلام "
باسناده الى أبي جعفرعليه السلام قال : لما ولد عيسى ابن مريم، كان ابن شهرين.. فلما كان ابن سبعة أشهر أخذت والدته بيده، وجاء ت به إلى الكتاب، وأقعدته بين يدي المؤدب.. فقال له المؤدب : قل : بسم الله الرحمن الرحيم!.. فقال عيسى عليـ السلام ـه : بسم الله الرحمن الرحيم, فقال المؤدب : قل : أبجد!.. فرفع عيسى رأسه فقال : وهل تدري ما أبجد؟.. فعلاه بالدرة ليضربه، فقال : يا مؤدبي لا تضربني إن كنت تدري، وإلا فاسألني حتى أفسر لك، قال : فسر لي.
فقال عيسى عليـ السلام ـه : أما الألف، فاَلاء الله.. والباء، بهجة الله.. والجيم / جمال الله.. والدال، دين الله.
" هوز ": الهاء، هول جهنم.. والواو، ويل أهل النار.. والزاء، زفير جهنم.
" حطي ": حطت الخطايا عن المستغفرين.
" كلمن ": كلام الله، لا مبدل لكلماته.
" سعفص ": صاع بصاع، والجزاء بالجزاء.
" قرشت ": قرشهم فحشرهم.
فقال المؤدب : أيتها المرأة، خذي بيدي ابنك، فقد عُلم ولا حاجة له في المؤدب.
ليلى
/
طفلٌ ذكي عارفٌ لربه..
طفلٌ ذكي عارفٌ لربه..
ذهب أحد الحكماء لزيارة أحد أصدقائه، وكان لذلك الشخص ولد صغير، وهو مع صغر سنه ذكياً للغاية.. فقال الحكيم لذلك الطفل : (لو قلت لي أين هو الله، أعطيتك برتقالة).
فقال الولد في نهاية الأدب : (أنا أعطيك برتقالتين، إذا قلت أين لا يوجد الله).
فتعجب الحكيم من بديهية جواب الطفل، وأثنى عليه.
ملاحظة : لقد أودع وجود الإنسان، نزعته الإلهيّة، كما قال الله : (إنّ كل إنسان مولود على الفطرة)، والفطرة تعني عبادة الله.. ويجب أن يحتفظ بهذه الفطرة الطيّبة الإلهيّة ؛ بعيداً عن البيئات الملوّثة، وإذا كان غير هذا، فإن الفطرة تنحرف أيضاً عن مسارها الإلهي.
ملتمس النور
/
ابتسامة
أصر الرجل أمام الطبيب النفساني، على أنه ابتلع حصاناً.. ولم يستطيع الطبيب بما عنده من قوة إقناع أن يجعل الرجل يغير اعتقاده.. وفي حالة يأس، قال له الطبيب : أننا سنجري لك عملية لإخراج الحصان.. وكانت الفكرة هي إعطاؤه مخدراً لفترة بسيطة، وإحضار حصان إلى غرفة العمليات أثناء غيبوبته.
وحينما أفاق المريض، أشار الطبيب إلى الحصان وقال للمريض : إن هذا الحصان لن يزعجك بعد الآن؟!..
فهز المريض رأسه وقال : ليس هذا الحصان الذي ابتلعته، وإنما الذي ابتلعته أبيض اللون.
ملتمس النور
/
وصية العارف السيد علي القاضي للعلامة الطباطبائي
وصية العارف السيد علي القاضي للعلامة الطباطبائي
يقول العلامة السيد محمد حسين الطباطبائي، صاحب كتاب تفسير الميزان رحمه الله :
حينما كنت في بداية شبابي مقيماً بالنجف الأشرف لدراسة العلوم الإسلامية، كنت بين حين وآخر أذهب للقاء المرحوم آية الله القاضي، وهو من كبار علماء الأخلاق وأساتذته في حوزة النجف الأشرف، وذلك بحكم القرابة وصلة الرحم.
ذات يوم، كنت واقفاً عند باب مدرسة كان يمر بها المرحوم القاضي في طريقه. فلما اقترب دنا إلي، فوضع يده على كتفي وقال :
يا بني!.. إن كنت تريد الدنيا، فصلّ صلاة الليل.. وإن كنت تريد الآخرة، فصلّ صلاة الليل!..
وقد ترك هذا الكلام أثراً تربوياً عميقاً في نفسي، فصرت من ذلك الوقت.. وبعد ما رجعت إلى إيران، لازمته مدة خمس سنوات ليلاً ونهاراً، ولم أفرط بلحظة أستطيع فيها الاستزادة من فيضه، والتأسي وبكمالاته الروحية.
ملتمس النور
/
الشيخ الانصاري وشدة ايثاره في مساعدة الآخرين
حكى أحد العلماء أنه ذهب في كربلاء المقدسة إلى آية الله العظمى الشيخ مرتضى الأنصاري - رحمه الله - يطلب منه مساعدة مالية لسيد جليل من كبار العلماء.. كانت زوجته تقرب من وضع حملها، وله عيال كثير.
فقال الشيخ الأنصاري : ليس لدي مال الآن سوى مبلغ لمن يصلي ويصوم نيابة ً كثير الاهتمام بدروسه ومطالعاته العلمية، لا يتفرغ لهذه العبادة الاستيجارية.
يقول : فتأمل الشيخ الأنصاري قليلاً ثم قال : إذن أنا أصلي وأصوم بدلاً عنه، خذ هذه الأموال. وهذا بالرغم من كون الشيخ مرتضى الأنصاري لمكانته المرجعية، كان كثير الانشغال وقليل الوقت، ولكنه تحمل ذلك بدلاً عن السيد المحتاج، الذي لم يكن يعرفه بسبب التعفف.
وهناك قصة أخرى مشابهة لهذه القصة، حصلت للسيد علي الدزفولي : وكان شديد الفقر، فذهب للشيخ الأنصاري مباشرة ً لسد الفاقة.
فأجابه الشيخ : ليس في يدي شيء أعينك به في الوقت الحاضر، ولكن اذهب عند فلان، خذ منه مبلغاً لصلاة استيجارية مدة عامين، وانا أصليها بدلاً عنك.
ملتمس النور
/
آية الله الشيخ بهجت واجتناب الشهرة
عرف سماحة آية الله العظمى، الحاج الشيخ محمد تقي بهجت بمقاماته الروحية، وزهده الكبير.. حتى أن المرحوم آية الله الشيخ مرتضى الحائري، كان ينقل أن الشيخ بهجت لشدة نقاشاته العلمية الثاقبة في درس المرجع الراحل السيد البروجردي، كاد يكسب رأي الأستاذ إلى رأيه أكثر من مرة.. وأخذ يشتهر في الحوزة بقدرته العلمية، فيشار إليه بالبنان في مجالس العلماء.. فما أن علم الشيخ بالأمر، غاب عن درس السيد البروجردي.. فسأل السيد عنه وتفقد حاله، وبعد أيام عاد الشيخ يحضر الدرس، ولكنه لا يناقش..، فتعجبنا من سكوته، وطلبنا منه أن يفتح باب السؤال والجواب، وأثنينا على نقاشاته المفيدة.. إلا أنه رفض. فظننا ربما أن بعض المتعصبين هدده، بأن النقاش مع السيد يعتبر نوعاً من الجسارة على مقام المرجع.. ولكن الحقيقة ظهرت بأن الشيخ كان يريد الفرار من الشهرة، وأن لا يشار إليه بالبنان في الوسط العلمي.
هكذا عرف سماحته : صائناً لنفسه، حافظاً لدينه، مخالفاً لهواه، مطيعاً لأمر مولاه.
ابو تقي
/
قصة زوجين مؤمنين
هنالك رجل واسمه أبو محمد، قرر العمل بعيدا عن الدار التي يسكنها.. وتطلب ذلك منه السفر، وعليه أن يقضي ليله في موقع السيارات، حتى تخرج الباصات صباحا.. عندما قرر الذهاب، طلبت زوجته منه أن يأخذ معه فراشا أو غطاء لنفسه ؛ لأنه كان في الشتاء.. فرفض أبو محمد طلب زوجته، قائلا : أنا لا أحتاج لهذا الفراش، لكوني أبقى ليلة واحدة وفي موقف السيارات.
خرج أبو محمد إلى عمله، وصل إلى نصف الطريق، فطرأ عنده طارئ، فغير رأيه بالسفر.. فقرر العودة إلى داره.
وصل أبو محمد في بداية الليل إلى داره، فوجد أبو محمد زوجته (أم محمد) قد فتحت
نوافذ الغرفة التي نامت فيها، ورفعت الغطاء عنها، وكانت نائمة بصورة العليل.. اندهش ابو محمد من الموقف!.. علما أن الوقت كان شتاء.. فألح أبو محمد على زوجته لم تفعل ذلك؟.. فقالت له : ظننتك الآن نائما في مرأب السيارات، وفي الجو البارد.. فأردت أن أواسيك بذلك!..
طوبى
/
عسى أن تكره شيئا وهو خير
كان لأحد الملوك وزير حكيم، وكان الملك يقربه منه ويصطحبه معه في كل مكان.. وكان كلما أصاب الملك ما يكدره، قال له الوزير : " لعله خير " فيهدأ الملك.. وفي إحدى المرات قطع إصبع الملك، فقال الوزير : " لعله خير ".. فغضب الملك غضباً شديداً، وقال : ما الخير في ذلك؟!.. وأمر بحبس الوزير.
فقال الوزير الحكيم : " لعله خير "!..
ومكث الوزير فترة طويلة في السجن.
وفي يوم خرج الملك للصيد، وابتعد عن الحراس ليتعقب فريسته.. فمر على قوم يعبدون صنما، فقبضوا عليه ليقدموه قرباناً للصنم، ولكنهم تركوه بعد أن اكتشفوا أن قربانهم إصبعه مقطوع.
فانطلق الملك فرحاً، بعد أن أنقذه الله من الذبح، تحت قدم تمثال لا ينفع ولا يضر.. وأول ما أمر به فور وصوله القصر، أن أمر الحراس أن يأتوا بوزيره من السجن، واعتذر له عما صنعه معه.. وقال : أنه أدرك الآن الخير في قطع إصبعه، وحمد الله تعالى على ذلك.
ولكنه سأله : عندما أمرت بسجنك قلت : " لعله خير " فما الخير في ذلك؟..
فأجابه الوزير : أنه لو لم يسجنه، لَصاحَبَه فى الصيد، فكان سيقدم قرباناً بدلاً من الملك!.. فكان في صنع الله كل الخير.
لا قطع الله رجائي فيه
/
قصة استبصاري
الاسم : كيتي غودفري (Kate Godfrey)
الدولة : انجلترا
الدين والمذهب السابق : مسيحي
المهنة : مهندسة جرافيك
المساهمة :
بسم الله الرحمن الرحيم
الاسم : كيتي غودفري - فاست (Kate Godfrey - Faussett)
الجنس : أنثى.
العمر : مواليد ١٩ / ١٠ / ١٩٧١ م.
متى أعتنقت الإسلام؟..
- حوالي ١٩ عاما (١٩٩٢ م).
أي مذهب أو فرقة أو منهج اخترت؟..
- اخترت مذهب التشيع.
ما هي الأدلة والبراهين التي اعترضت طريقك؟.. وكيف تغلبت عليها؟..
- لقد قرأت القرآن، وأدركت أنه حقيقة من الله سبحانه، ومن ثم فوحدانية الله، وحقيقة المعاد وما فيه من تبعات، وعواقب، والمساواة بين الرجل والمرأة من المنظار الإلهي.. كلها كانت استدلالات وبراهين، جعلتني أقر بالإسلام، وكذلك شمولية الدين الإسلامي لجميع جوانب الحياة.. إذ أنه كشف غوامضها ووجهها، وقدم النصائح والتعليمات والآداب، وكل ذلك كان له دور أساسي في سيري نحو الإسلام.
ما هو أكثر شيء جعلك تقتنعين بالإسلام؟..
- أهم سبب بنظري : هو أن على كل إنسان أن يبرئ ساحته وذمته أمام الله عز وجل.. حيث أن الإنسان مسؤول أمام الله، لا عند من يحب أو يحذر من الناس.
ماهي العقبات التي اعترضت طريقك؟.. وكيف تغلبت عليها؟..
- واحدة من هذه العقبات : هي أنني كيف سأقدر على شرح موقفي أمام أهلي، فلعل تغيير سلوكي نحو الأفضل بعد أن اعتنقت الإسلام، سيلعب دورا مهما في حل هذه المشكلة.
وهناك مشكلة أخرى واجهتني : وهي مسألة الحجاب، وردود أفعال الآخرين تجاه الحجاب.. فمن الضروري أن نعرف أننا لماذا نتحجب، ومن نسعى لإرضائه من وراء حجابنا؟.. حينها سنشعر بالرضا والطمأنينة، ومن الأهمية بمحل أن نكون جنبا إلى جنب مع بقية أخواتنا المسلمات، مما يعطينا الدعم والقوة والثبات.
ماذا تقترحين لترشيد المجتمع وللنهوض به؟.. وباعتبارك فرد من الأمة الإسلامية ماذا تقترحين من برامج مستقبلية للمسلمين؟..
- إن المسلمين بحاجة إلى اتحاد أقوى، وعليهم التخلي عن العداء لبعضهم البعض، وعن النزاعات فيما بينهم.. فعليهم أن يحموا منطق العقل والدليل.. وعليهم أن يقتربوا ويختلطوا بمجتمعاتهم التي يعيشون فيها، ليصنعوا صورة جلية وواضحة للآخرين، تحيي مثل الإسلام وقيمه وآثاره العظيمة.
قصة استبصاري... تحول داخل تحول
لن أنسي أبدا ذلك الصباح، حيث استيقظت من نومي، وقد صممت على أن أتخذ مسيرا سيغير حياتي تغييرا لا حدود له.. فمع نهاية دراستي، كنت أعد نفسي لدخول معهد الفنون، مع أني لم أكن راغبة لهذا الفرع، إلا أنه بعد تتمة لسير دراستي، فإن علي أن أكمل المرحلة الدراسية المقبلة.. وهنا اتخذت تصميما، وهو أن أسافر ولكن لا لمحض السفر، بل لأجل الدراسة.. فأنا قد جربت مسبقا الدراسة خارج البلد، ولم أكن خلالها أتصل بعائلتي، إلاّ من البعد.. فإن شد الحقائب والسفر بالنسبة إليّ أمر في غاية السهولة.
فمن بين الدول سافرت إلى دول الأبيض المتوسط، وإلى شرق أوربا.. وبشكل لا يصدق، فقد جذبتني دول الأبيض المتوسط إلى نفسها.. فهي دول مليئة بالأساطير والغرائب.. وإن سفري فرصة اغتنمتها لأكون شاهدا على إيمان الآخرين ومعتقداتهم، وذلك فرصة للتأمل والتفكير.. فقد كنت أسيرة المذهب المادي، لأني بعد هذا توصلت إلى نتيجة، وهي :
أني مؤمنة بالله تعالي، وقد قيل مسبقاَ : أن الطريق الوحيد للوصول إلى الله، هو عيسى المسيح عليه السلام.. إيماني هذا، لم يكن له الأثر في تغييري، فقد كنت وفي كثير من الأحيان أشعر بالأسف والإحراج من قولي : أنني مسيحية.
وبالنسبة للإسلام، فلم أكن لأقتنع به، أو أن أتفهمه.. فمع ما أسمعه عن الإسلام من ظلم، وتخلف للمرأة.. فقد تصورته في مخيلتي، بأنه بحر من الظلام، يريد أن يتلف العالم رويدا رويدا.. ولقد تماديت أكثر من ذلك، حيث تصورت أن الإسلام دين يحارب دين عيسي المسيح (ع).. فليسامحني الله علي ذلك.
لعل أول لقاء لي بالإسلام والمسلمين، كان في تركيا، تفقدت مسجدا أزرقا، وتحيرت من أن هؤلاء الناس من يعبدون؟.. الله أم محمد؟.. بل لم أكن أعرف أساساَ أنهم يعتقدون بألوهية أي واحد من هذين؟.. فإن كل شيء أمامي غريب، ويحيطه الغموض : انتظارهم لصوت الأذان المزعج، الرسوم المنتشرة على الجدران والأبواب، النساء المتشحات بالسواد، أداؤهم لطقوس عبادية غريبة.. لكني حاولت أن أربط بين كل هذه الظواهر.
هذه المرة سافرت إلي إسرائيل، وهو المكان الذي عملت فيه مسبقا لمدة تسعة أشهر، ولا أستطيع أن أنكر، فإن أرض التوراة لم يكن لها تأثير بالغ عليّ.. لقد كنت أقضي الكثير من أوقات فراغي في مدينة أورشليم.. فهو مكان رائع، فهناك مضايف تناسب جميع الأذواق. روائح التوابل والبن المحمص تكتنف المكان، طرق قديمة معبدة بالحجر.. وكأننا عدنا إلى الماضي العريق، حيث أن المسيح يعيش هنا، وبين أرجاء ها.. هذا وكنت أشاهد بعض المجموعات تجول بكاميراتها في تلك السكك.
لم أفكر بالإسلام حتى وضعت قدمي في مصر، ولأكثر من سبب، فقد تعلقت بهذا البلد، ولأجل أن أكون على معرفة بثقافة الشعب المصري، كنت مجبورة على فهم دينهم.. حيث أن له دورا بالغا في تكوين الثقافة الاجتماعية لهم.
قضيت وقتاَ طويلا، وأنا وحيدة مع نفسي، مما أعطاني مجالا كافيا للتأمل، وقرأت كتابا عن الإسلام، ثم قرأت الإنجيل من أوله إلى آخره.. أصابتني دوامة من الأفكار، كنت أسائل نفسي، وأقول لها : إذا كان الإسلام هو طريق الحقيقة، فهل المسيحية تقتضي مني نفس نمط التسليم؟.. أليست هذه وساوس شيطانية؟.. كنت في تردد مطلق، ولم أعرف ما يجب علي فعله؟.. وأي طريق يجب عليّ أن أسلك؟..
شعرت باضطراب شديد، ثم سعيت للحصول على نسخة مترجمة للقرآن.. فقد كان عندي ميل عجيب لقراء ته، وعندما بدأت بقراء ته، جذبني إليه حتى أني لم أستطع أن أدعه جانبا، فقد كان فيه المطالب الجذابة أكثر مما قرأت مسبقا في الكتب الأخرى.
شعرت بالمسؤولية والالتزام، بعد أن كنت ضائعة تائهة، وألطف ما في الأمر هو أني شعرت بالطمأنينة والسكينة.. لقد شعرت بواجبي تجاه الخالق العظيم، وليس علي أن أخاف أحدا، أو أن أبقى مقيدة بما أملته علي ثقافة الغرب.. فعلينا أن نخطوا في الطريق الصحيح الذي آمنا به.
الحياة عندي أخذت لها طابعاَ آخر، فهذه الدنيا لا قيمة لها أمام ما أعده الله لنا يوم القيامة، لقد كان لسهولة الإسلام وبساطته الأثر البالغ علي، هذا بالنظر إلى ما تنطوي عليه المسيحية من تعقيدات ومن التواء.. فكل شيء حصل في لحظة واحدة، كأن نورا اتقد فجأة لينير عقلي وروحي ولله الحمد.
اعتناق الإسلام هو عبارة عن عودة الغريب إلى داره، حيث أعطاني الأمان والاستقرار الذي لم أحصل عليه في كل مكان.
بعد عدة سنوات تأزمت حياتي، ولأسباب شخصية.. ولكن بقي الإسلام، وبقيت عقيدتي سندا لي أمام كل المشاكل.
حياتي الإسلامية كانت كالذي يقف علي مفترق طريقين، وعليه أن يختار أحدهما، ليسير فيه.. مع أني لم أولي هذا الأمر أهمية بالغة، إلا أني وجدت نفسي من أهل السنة، ومهما كان فهم الأكثرية، وكنت أرى الآخرين فرقة ضالة ومنحرفة.
ومن المعلوم أننا عندما نقول : أهل السنة ؛ أي اولئك الذين يعملون بسنة النبي محمد (ص) فلا بد أن يكونوا هم الفرقة الناجية.
كنت أسير نحو مستقبل غير واضح المعالم، وكنت لا أنفك من الدعاء والمناجاة لله سبحانه وتعالى.. وكنت على يقين من أنه سيهديني إلى الحق، وإلى مذهب الحق.. نقلت سكني إلى شمال غرب لندن، ولله الحمد، فبمقدار ما سنحت لي الفرصة، كنت أتعلم مفاهيم الإسلام وتعاليمه.. أمر لم أكن لأوفق إليه من قبل إسلامي.. اذكر تنقلي وأبنائي وعملي في عدة من المساجد، ولكن ما أصابني بنوع من الإحباط هو أنني أينما سافرت، وجدت مركزا للشيعة.. لقد كنت أشعر بإرهاق من كل تلك الأفكار والأمور التي كانت تراودني، وبخصوص الشيعة.. فإن هناك شعورا غريبا تجاههم، لم أكن لأعرف ماهيته؟..
مع كل هذا أنا لم أتخلَ عن البحث والتعليم، والشيء الوحيد الذي كنت أعرفه عن الشيعة، هو أنهم أقلية، وهم فرقة ضلت وانحرفت وابتدعت في الدين ما ليس منه، من قبيل عبادة الأئمة، حيث كانوا يلبسون السواد، ويبكون ويضربون أنفسهم، لقد غيروا عدد الصلوات.
ومن جهة أخرى : فقد نشروا الفاحشة، وذلك عن طريق الترويج لزواج المتعة، وأنهم يسجدون على الحجارة.. ولكن مع كل ما رأيت لم أتوان عن البحث والتحقيق، كان أمام بيتي مباشرة، مبنى حوزة الإمام الحسين (ع) العلمية، وذلك في شارع دورتمونت.. وقد أعدوا فيه مكانا خاصة لحضانة الأطفال والعناية بهم أثناء الدراسة، وتقدم فيه الخدمة مجانا.. فتوجهت حالا إلى هذا المكان، فقد كان كل شيء يسير بالاتجاه الصحيح ولله الحمد.
لقد ذهبت إلى هناك لكي أستمر في بحثي ودراستي، لقد شعرت باليأس هناك، وضعف أملي بهم.. ولكن كنت أسلي نفسي وأقول : على كل التقادير، فإنهم يعدون من المسلمين، ويدعون الإسلام، وإنهم يعبدون الله سبحانه.. فعلي أن اكتسب منهم بمقدار فائدتي.
لقد كانوا ودودين ومريحين، وعلي أن أعترف أني أصبت بالحيرة، فقد كنت أعتقد أنهم يحاولون فقط جرنا إلى مذهبهم.. وذلك بتضليلنا، وبإظهارهم لنا ما نحب أن نسمعه فقط، وذلك تحت عنوان التقية.. ولكني رأيتهم يتلون نفس القرآن، الذي عندنا (أهل السنة) فتحيرت من ذلك، وقلت : لعل عندهم كتابا آخر مخفيا، كالذي عند الرهبان، وقد أخفوه عني؟.. فلعل هذا نوع من المؤامرة علي؟..
لأجل خلاصي من هذه الحيرة، صممت أن أتابع البحث والتحقيق عنهم، وعن مناسكهم ومعتقداتهم.. فكان علي التسلح أمام تلك الحيل التي يمارسونها، وبقيت ثابتة على إيماني بالله وبالإسلام، ولم يعتريني أي تغيير، فأنا كنت أريد فقط أن اعرف حقيقة الإسلام الذي أراده الله للإنسان، وأي إسلام هو؟..
وكنت على يقين من أن صلاتي لله - سبحانه وتعالى - كانت تؤمنني من وساوس الشيطان، ومن التيه والانحراف والضلال، حتى أني كنت أحذر أشد الحذر من التأمل في الفكر الشيعي.. وقد ذكرت ذلك مرة لأحد أبناء السنة، فرأيته يكن كراهية وحقدا دفينا نحو التشيع، فكان يتحدث عنه بشدة وقساوة وعصبية.. إلا أنه كان هناك شيء في قلبي ووجداني، غير مستقر ولا مرتاح ولا راض.. كان عندي شعور وهاجس، يدفعني إلى البحث عن الحقيقة.. فما سمعته عن الشيعة، وما رأيته منهم، لم يكن بينهما أي انسجام ولا توافق.. شعرت ولمرة ثانية، بنفس الشعور الذي راودني عند بحثي عن الإسلام في بداية الأمر، فقد كان الجهل والتعصب منشأ لكثير من الآراء حول الإسلام.. كنت مستمرة بالحضور في دروس الحوزة العلمية، وكنت أطرح استفساراتي باستمرار، وجميع ما تعلمته كان منطقيا، ولم يجبرني أحد على الاعتقاد بعقيدته.. وكل الآراء كانت مبنية على أدلة وبراهين قاطعة، وقد طالعت كتبا كثيرة تتحدث عن وجهات نظر ونظريات وآراء سنية وشيعية، ويمكن أن نحصل على أدلة محكمة تدعم الفكر الشيعي، من نفس كتب أهل السنة بنظري.. فإن الحقيقة وعلى طول التاريخ حرفت، أو أخفيت.. ولكن مع كل هذا، فلا يمكن حجبها وإخفاؤها عن الأذهان، وستظهر نفسها في يوم من الأيام.
بدأت الدوامة في أفكاري مجددا، وهي تشتد في ذهني.. ولكن هذا لم يجعلني أندم، لأني قد اعتنقت الإسلام، وقد استحضرت قصة اعتناقي للإسلام، وقلت لنفسي : هل علي أن أسير في نفس ذلك المسير؟.. فالفكر الشيعي كان بالنسبة إلي فكرا غريبا، فلم أكن من قبل على علاقة بالأئمة، بل كنت أستثقل اقتران بعض العبادات بهم.. كنت أرى أن هذا ليس من الإسلام، وهذا الموقف جاء نتيجة الثقافة التي ثقفنا إياها الفكر السني، حين كنت أرى أنه هو الفكر الإسلامي الأصيل، وكنت قد جعلته مقياسا ومعيارا لجميع الأفكار والمواقف الأخرى.. كان علي أن أتحمل تبعات وتداعيات العُقد، التي لم أجد لها حلا في ذهني، فسعيت إلى أن أقف موقفا محايدا أمام كل تلك الأفكار، لكي أستطيع أن أقارن بينها دون أن أتعصب لواحدة دون أخرى، وعلي أن أكون منطقية في تحليلي للأمور، وفي اختياري للإتجاه الصحيح.
بنظري : فإن الفكر الشيعي يقوم على أساس الأدلة والبراهين، وهذا يعني أن الفكر السني كان ينقصه الدليل والبرهان، بل كان من الملاحظ أن أبناء السنة نفسهم، ليس لهم اطلاع ولا علم، بما عندهم من واقع ناقص فكري.
عندما تحدثوا عن التشيع، لم يدعموا حديثهم بالأدلة والبراهين، بل بالتشويه والتمويه، لدفع الناس ومنعهم من معرفة الحقيقة.. وقد استعملوا في ذلك عامل التهويل والتخويف، وأنا لا أريد الخوض في هذا الجانب، إلا أنه يجب القول : أن هذا الأسلوب هو أسلوب الشيطان، ليخوف به الناس، ويبعدهم عن معرفة الله.
لقد رأيت موضوع الإمامة بمنتهى الدقة والروعة، وهو الموضوع الذي يتضح من خلاله أصالة الإسلام عند الشيعة حيث أن الإمامة لطف من الله، اختصه بعباده المخلصين، وعلى لسان نبيه (ص) فقد تم تلقين الناس بذلك وتعليمهم إياه.
لقد فتح لي باب جديد، وشع علي نور آخر، وأخذ عندي الإسلام بعدا آخر.. فالفكر الشيعي أتم إيماني.. ومن المناسب القول : أنه هو الدين الإلهي.
أشعر بنفسي، وقد رجعت إلى نقطه البداية، وإني أقف أمام بحر لجي من المعرفة، وكان علي خوضه.
الحمد لله على هدايته لي نحو الإسلام، والطريق الحق.. والصلاة والسلام على رسوله الكريم، وأهل بيته الأطهار (ع).. ووفق الله جميع أولئك الذين أعانوني على الوصول إلى طريق الهداية.
والحمد لله رب العالمين
noor al zahra
/
الآثار السيئة للبخل...
نقل أحد كبار أهل العلم أنه : هم أحد تجار أصفهان بالتوجه للقاء الشيخ البيد آبادي، فمرض التاجر مرضاً شديداً.. فزاره البيد آبادي في فراش مرضه، فأغمي عليه من شدة المرض، فلما شاهد الشيخ شدة مرض التاجر وإشرافه على الموت بسبب المرض، وبما أن التاجر كان من المتمولين الكبار.. فقد طلب الشيخ من أولاده التصدق بمبلغ (١٤٠٠٠) تومان وتوزيعها على الفقراء، ليطلب بدوره من الحجة (عج) الشفاعة لدى الله - سبحانه - لشفاء والدهم.
فلم يسمع الأولاد منه ذلك. فخرج البيد آبادي من بيت التاجر متأثراً، وقال لصاحبه : تباخل أولئك ولم يدفعوا صدقة، ولكن أبوهم صديقنا وله علينا حق، ولابد لي من الدعاء له ليشفيه الله.. وذهبا سوياً إلى المنزل، وبعد أداء صلاة المغرب، رفع الشيخ يديه بالدعاء، وبدل أن يدعو له بالشفاء دعا له بالمغفرة.. فسأله صاحبه : ماذا جرى، أراك تدعو له بالمغفرة بدلا من الشفاء؟..
فقال الشيخ : عندما هممت بالدعاء، سمعت صوتاً يقول : استغفر الله.. فعلمت بعد التحقيق أن التاجر توفي في تلك الساعة.
(الخسران كل الخسران، لمن يصرف المبالغ الطائلة من أمواله في سبيل الهوى والهوس.. ولكنه يمتنع عن صرف مثلها أو حتى أقل منها في سبيل الله!.. فالصدقة تضمن له الشفاء، إذا لم يكن أجله حتميا.. وحتى لو كان الأجل حتميا، فإن ما صرفه في سبيل الله، سيبقى ذخيرة لآخرته).
قال الإمام الصادق (ع): (داووا مرضاكم بالصدقة).
عشقي علوي
/
قصه قصيرة مليئة بالحكم..
وقف أستاذ الفلسفة أمام تلاميذه، وعلى غير عادته، فلقد أحضر معه هذه المرة بعض الأواني والأكياس.. أحضر معه وعاء زجاجيا كبيرا، كالذي يستخدم في حفظ المخللات، وكرات الجولف، وأكياس أخرى.. وكوبا كبيرا من القهوة الساخنة، احتسى منه بضع جرعات.
وعندما حان وقت الدرس، لم يتفوه الأستاذ بكلمة.. بل بدأ بالعمل في صمت.. أخذ كرات الجولف، وملأ بها الوعاء الزجاجي، وسأل تلاميذه الذين كانوا ينظرون إليه بدهشة واستغراب : " هل الزجاجة مملؤة الآن "؟..
فأجابوا جميعا : " نعم، وعلى الآخر ".
ثم أخذ كيسا آخر، به قطع صغيرة من الحصى، وأفرغه في الوعاء الزجاجي، مع رجة حتى يجد الحصى مكانا له بين كرات الجولف.
وسأل تلاميذه مجددا : " هل الزجاجة مملؤة الآن "؟..
فأجابوا جميعا : " نعم، هي مملؤة ".
ثم أخذ كيسا آخر به رمل ناعم، وأفرغه في الوعاء الزجاجي، مع رجة خفيفة حتى امتلأت جميع الفراغات بالرمل الناعم.
وسأل تلاميذه مرة أخرى : " هل الزجاجة مملؤة الآن "؟..
فأجابوا جميعا بلهفة : " نعم، نعم "!..
التقط بعدها الاستاذ كوب القهوة، وسكب ما بقى به، داخل الوعاء الزجاجي.. فتغلغل السائل في الرمل.. فضحك التلاميذ مندهشين.
انتظر الاستاذ حتى توقف الضحك، وحل الصمت، ثم أردف قائلا :
" أريدكم أن تعرفوا، أن هذا الوعاء الزجاجي، يمثل الحياة.. حياة كل واحد منكم.. كرات الجولف، تمثل الأشياء الرئيسة في حياتنا : كالدين، والأسرة، والأطفال، والمجتمع، والأخلاق، والصحة.. هذه الأشياء التي لو ضاع كل شيء آخر غيرها، لاستمر الإنسان في الحياة.
أما قطع الحصى، فهي تمثل الأشياء الأخرى المهمة مثل : الوظيفة، والسيارة، والبيت.
وأما الرمل، فهو يمثل كل الأشياء الصغيرة في حياتنا، والتي لا حصر لها.
فلو أنكم تملؤون الوعاء الزجاجي بالرمل، قبل وضع كرات الجولف، فلن يكون هناك مجال لكرات الجولف.. ولن يجد الحصى مجالا له بعد امتلاء الوعاء بالرمل.
ونفس الشيء بالنسبة للحصى.. فلو أننا وضعناه في الوعاء قبل كرات الجولف، فلن نجد مجالا لها.
وهذا ينطبق تماما على حياتنا، فلو أننا شغلنا أنفسنا فقط بالأشياء الصغيرة.. فلن نجد طاقة للأمور الكبيرة والمهمة في حياتنا : كالدين، والأسرة، والمجتمع، والصحة.
فعليكم بالاهتمام بصحتكم أولا، والقيام بواجباتكم الدينية، واهتموا بأسركم وأولادكم.. ثم اهتموا بالأمور الأخرى المهمة : كالبيت، والسيارة.
وبعدها فقط، يأتي دور الأشياء الصغيرة في حياتنا : كالزيارات، والنظر إلى يحل النظر إليه ".
وكان الاستاذ على وشك أن يلملم حاجياته، عندما رفعت إحدى التلميذات يدها لتسأل :
" وماذا عن القهوة يا أستاذ "؟..
" سعيد جدا بهذا السؤال "!.. أجاب الاستاذ
" فمهما كانت حياتك حافلة ومليئة بالأحداث، فلا بد أن يكون فيها متسع لفنجان من القهوة مع صديق أو حبيب ".
عشقي علوي
/
(انظروا كيف أحرج الولد أباه )!..
كيف أحرج هذا الطفل أباه؟..
دخل الطفل على والده الذي أنهكه العمل، فمن الصباح إلى المساء وهو يتابع مشاريعه ومقاولاته.. فليس عنده وقت للمكوث في البيت، إلا للأكل أو النوم.
الطفل : لماذا يا أبي لم تعد تلعب معي، وتقول لي قصة.. فقد اشتقت لقصصك، واللعب معك.. فما رأيك أن تلعب معي اليوم قليلاً، وتقول لي قصة؟..
الأب : يا ولدي، أنا لم يعد عندي وقت للعب وضياع الوقت.. فعندي من الأعمال الشيء الكثير، ووقتي ثمين.
الطفل : أعطني فقط ساعة من وقتك، فأنا مشتاق لك يا أبي.
الأب : يا ولدي الحبيب، أنا أعمل وأكدح من أجلكم.. والساعة التي تريدني أن أقضيها معك، أستطيع أن أكسب فيها ما لا يقل عن ١٠٠ ريال، فليس لدي وقت لأضيعه معك.. هيا اذهب والعب مع أمك!..
تمضي الأيام، ويزداد انشغال الأب.. وفي أحد الأيام، يرى الطفل باب المكتب مفتوحاً، فيدخل على أبيه.
الطفل : أعطني يا أبي ٥ ريالات.
الأب : لماذا؟.. فأنا أعطيك كل يوم ٥ ريالات، ماذا تصنع بها؟.. هيا اغرب عن وجهي، لن أعطيك الآن شيئاً.
يذهب الابن وهو حزين، ويجلس الأب يفكر فيما فعله مع ابنه، ويقرر أن يذهب إلى غرفته لكي يراضيه، ويعطيه الـ ٥ ريالات.
فرح الطفل بهذه الريالات فرحاً عظيماً، حيث توجه إلى سريره ورفع وسادته، وجمع النقود التي تحتها، وبدأ يرتبها!..
عندها تساء ل الأب في دهشة، قائلاً : كيف تسألني وعندك هذه النقود؟..
الطفل : كنت أجمع ما تعطيني للفسحة، ولم يبق إلا خمسة ريالات لتكتمل المائة.. والآن خذ يا أبي هذه المائة ريال، وأعطني ساعة من وقتك!..
خادمة أهل البيت عليهم السلام
/
طرف من قصص الخائفين
عن الباقر (ع) قال : خرجت امرأة بغي على شباب من بني إسرائيل فأفتنتهم، فقال بعضهم : لو كان العابد فلان رآها أفتنته!.. وسمعت مقالتهم، فقالت : والله لا أنصرف إلى منزلي، حتى أفتنه.
فمضت نحوه بالليل فدقت عليه، فقالت : آوي عندك؟.. فأبى عليها، فقالت : إن بعض شباب بني إسرائيل روادوني عن نفسي، فإن أدخلتني وإلا لحقوني، وفضحوني.. فلما سمع مقالتها فتح لها، فلما دخلت عليه رمت بثيابها، فلما رأى جمالها وهيئتها وقعت في نفسه، فضرب يده عليها، ثم رجعت إليه نفسه.. وقد كان يوقد تحت قدر له، فأقبل حتى وضع يده على النار فقالت : أي شيء تصنع؟..
فقال : أحرقها لأنها عملت العمل، فخرجت حتى أتت جماعة بني إسرائيل فقالت : الحقوا فلانا فقد وضع يده على النار، فأقبلو فلحقوه وقد احترقت يده!..
لا قطع الله رجائي فيه
/
الحلاق والزبون
ذهب رجل إلى الحلاق، لكي يحلق له شعر رأسه ويهذب له لحيته.. وما أن بدأ الحلاق عمله في حلق رأس هذا الرجل، حتى بدأ بالحديث معه في أمور كثيرة.. إلى أن بدأ الحديث حول وجود الله.
قال الحلاق : أنا لا أؤمن بوجود الله.
قال الزبون : لماذا تقول ذلك؟..
قال الحلاق : حسنا، مجرد أن تنزل إلى الشارع، لتدرك بأن الله غير موجود.. قل لي، إذا كان الله موجودا هل ترى أناسا مرضى؟.. وإذا كان الله موجودا هل ترى هذه الأعداد الغفيرة من الأطفال المشردين؟.. طبعا إذا كان الله موجودا، فلن ترى مثل هذه الآلام والمعاناة.. أنا لا أستطيع أن أتصور كيف يسمح ذلك الإله الرحيم مثل هذه الأمور.
فكر الزبون للحظات، لكنه لم يرد على كلام الحلاق حتى لا يحتد النقاش.. وبعد أن انتهى الحلاق من عمله مع الزبون.. خرج الزبون إلى الشارع، فشاهد رجلا طويل شعر الرأس، مثل الليف، طويل اللحية، قذر المنظر، أشعث أغبر.. فرجع الزبون فورا إلى صالون الحلاقة.
قال الزبون للحلاق : هل تعلم بأنه لا يوجد حلاق أبدا؟!..
قال الحلاق متعجبا : كيف تقول ذلك.. أنا هنا وقد حلقت لك الآن!..
قال الزبون : لو كان هناك حلاقان، لما وجدت مثل هذا الرجل!..
قال الحلاق : بل الحلاقون موجودون.. وإنما حدث مثل هذا الذي تراه، عندما لايأتي هؤلاء
الناس لي لكي أحلق لهم.
قال الزبون : وهذا بالضبط بالنسبة إلى الله.. فالله موجود، ولكن يحدث ذلك عندما لا يذهب الناس إليه عند حاجتهم.. ولذلك ترى الآلام والمعاناة في العالم.
لا قطع الله رجائي فيه
/
قصة اليهودي مع الإمام علي (ع)
إرشاد القلوب : بحذف الأسانيد أيضا.. مرفوعا إلى ابن عبَاس، قال :
قدم يهوديَان أخوان من رؤوس اليهود،, فقالا : يا قوم!.. إن نبيَنا حدثنا أنَه يظهر بتهامة رجل يسفه أحلام اليهود، ويطعن في دينهم، ونحن نخاف منه أن يزيلنا عمَا كانت عليه آباؤنا، فأيكم هذا النبي؟.. فإن كان المبشر به داود آمنا به واتبعناه، وإن كان يورد الكلام على إبلاغه ويورد الشعر ويقهرنا، جاهدناه بأنفسنا وأموالنا.. فأيكم هذا النبي؟ فقال المهاجرون والأنصار : إن نبينا قبض.
فقالا : الحمد لله، فأيكم وصيَه؟.. فما بعث الله نبيَا إلى قوم إلا وله وصي، يؤدي من بعده ويحكم ما أمر به ربَه.. فأومأ المهاجرون والأنصار إلى أبي بكر. فقالوا : هذا وصيَه. فقالا لأبي بكر : إنا نلقي عليك من المسائل ما يلقى على الأوصياء، ونسألك عمَا يسأل الأوصياء عنه، فقال أبو بكر : ألقيا، سأخبركم عنه إن شاء الله تعالى.
فقال له أحدهما : ما أنا وأنت عند الله؟.. وما نفس ليس بينهما رحم ولا قرابة؟.. وما قبر سار بصاحبه؟.. ومن أين تطلع الشمس وأين تغرب؟.. وأين سقطت الشمس ولم تسقط مرة أخرى في ذلك الموضع؟.. وأين تكون الجنة؟.. وأين تكون النار؟.. وربك يحمل أو ’ يحمل؟.. وأين يكون وجه ربك؟.. وما اثنان شاهدان؟.. وما اثنان غائبان؟.. وما اثنان متباغضان؟.. وما الواحد؟.. وما الاثنان؟.. وما الثلاثة؟.. وما الأربعة؟.. وما الخمسة؟.. وما الستة؟.. وما السبعة؟.. وما الثمانية؟.. وما التسعة؟.. وما العشرة؟.. وما الإحدى عشر؟.. وما الأثنى عشر؟.. وما العشرون؟.. وما الثلاثون؟.. وما الأربعون؟.. وما الخمسون؟.. وما الستون؟.. وما السبعون؟.. وما الثمانون؟.. وما التسعون؟.. وما المائة؟!..
قال ابن عباس فبقي أبو بكر يفكر لا يرد ُ جوابا، وتخوفنا أن يرتد القوم عن الإسلام.. فأتيت منزل علي بن أبي طالب (علي السلام) فقلت له : يا علي!.. إن رؤساء اليهود قد قدموا المدينة، وألقوا على أبي بكر مسائل، وقد بقي لا يرد جوابا.
فتبسم علي (عليه السلام) ضاحكا، ثم قال : هو الذي وعدني به رسول الله (صلى الله عليه وآله). وأخذ يمشي أمامي فما أخطأت مشيته أمامي مشية رسول الله (صلى الله عليه وآله) حتى قعد في الموضع الذي يقعد فيه رسول الله (صلى الله عليه وآله) ثم التفت إلى اليهوديين.
فقال : يا يهوديان!.. ادنوا مني، وألقيا عليَ ما ألقيتما على الشيخ.
فقالا : من أنت؟..
فقال : أنا علي بن أبي طالب، أخو النبي، وزوج فاطمة، وأبو الحسن والحسين، ووصيه في خلافته كلها، وصاحب كل نفيسة وغزاة، وموضع سر النبي (صلى الله عليه وآله).
فقال اليهودي : ما أنا وأنت عند الله؟..
قال : أنا مؤمن منذ عرفت نفسي، وأنت كافر منذ عرفت نفسك.. وما أدري ما يحدث الله بك يا يهودي بعد ذلك؟..
قال اليهودي : فما نفس ليس بينهما رحم ولا قرابة؟..
قال : يونس بن متَى في بطن الحوت.
قال : فما قبر سار بصاحبه؟..
قال : يونس حين طاف به الحوت في سبعة أبحر.
قال له : فالشمس من أين تطلع؟..
قال : من قرن الشيطان!..
قال : فأين تغرب؟..
قال : في عين حمئة، وقال لي حبيبي رسول الله (صلى الله عليه وآله) لا تصلِ في إقبالها ولا في إدبارها حتى تصير في مقدار رمح أو رمحين.
قال : فأين سقطت الشمس ولم تسقط مرة أخرى في ذلك الموضع؟..
قال : البحر حين فرَقه الله تعالى لقوم موسى (عليه السلام).
قال له : ربك يحمل أو ’ يحمل؟..
قال : ربي يحمل كل شيء ولا يحمله شيء.
قال : فكيف قوله : (ويحمل عرش ربِك فوقهم يومئذ ثمانية).. سورة الحاقة الآية ١٧ -
قال : يا يهودي!.. ألم تعلم أن الله له ما في السموات وما في الأرض وما بينهما وما تحت الثرى، وكل شيء على الثرى، والثرى على القدرة، والقدرة عند ربي.
قال : فأين تكون الجنة؟.. وأين تكون النار؟..
قال : الجنة في السماء، والنار في الأرض.
قال : فأين وجه ربك؟..
فقال علي (عليه السلام) لابن عباس : ائتني بنار وحطب فأضرمها، وقال : يا يهودي!.. فأين وجه هذه النار؟..
فقال : لا أقف لها من وجه.
قال : كذلك ربي (فأين ما تولوا فثم وجه الله) سورة البقرة الآية ١١٥ -.
قال : فما اثنان شاهدان؟..
قال : السماء والأرض لا يغيبان.
قال : فما اثنان غائبان؟..
قال : الموت والحياة لا نقف عليهما.
قال : فما اثنان متباغضان؟..
قال : الليل والنهار.
قال : فما نصف الشيء؟..
قال : المؤمن.
قال : فما لا شيء؟..
قال : يهودي مثلك كافر لا يعرف ربَه.
قال : فما الواحد؟..
قال : الله عز وجل.
قال : فما الإثنان؟..
قال : آدم وحواء.
قال : فما الثلاثة؟..
قال : كذبت النصارى على الله عز وجل، قالوا عيسى بن مريم ابن الله, والله لم يتخذ صاحبة ولا ولدا.
قال : فما الأربعة؟..
قال : التوراة والإنجيل والزبور والفرقان العظيم.
قال : فما الخمسة؟..
قال : خمس صلوات مفروضات.
قال : فما الستة؟..
قال : خلق الله السماوات والأرض في ستة أيام ثم استوى على العرش.
قال : فما السبعة؟..
قال : سبعة أبواب الناس متطابقات.
قال : فما الثمانية؟..
قال : ثمانية أبواب الجنة.
قال : فما التسعة؟..
قال : (تسعة رهط يفسدون في الأرض ولا يصلحون) سورة النمل ٤٨ -.
قال : فما العشرة؟..
قال : عشرة أيام من العشر.
قال : فما الإحدى عشر؟..
قال : قول يوسف لأبيه :(إني رأيت أحد عشر كوكبا والشمس والقمر رايتهم لي ساجدين) سورة يوسف٤ -.
قال : فما الإثنا عشر؟..
قال : شهور السنة.
قال : فما العشرون؟..
قال : بيع يوسف بعشرين درهما.
قال : فما الثلاثون؟..
قال : ثلاثون ليلة من شهر رمضان، صيامه واجب على كل مؤمن، إلا من كان مريضا أو على سفر.
قال : فما الأربعون؟..
قال : كان ميقات موسى ثلاثين ليلة قضاها، والعشر كانت تمامها.
قال : فما الخمسون؟..
قال : دعا نوح قومه ألف سنة إلا خمسين عاما.
قال : فما الستون؟..
قال : قال الله تعالى : (فإطعام ستين مسكينا) أو (صيام شهرين متتابعين) سورة المجادلة ٤.
قال : فما السبعون؟..
قال : اختار موسى سبعين رجلا لميقات ربه.
قال : فما الثمانون؟..
قال : قرية بالجزيرة يقال لها ثمانون، منها قعد نوح في السفينة، واستوت على الجوديَ وأغرق الله القوم.
قال : فما التسعون؟..
قال : الفلك المشحون اتخذ يوما فيها بيت للبهائم.
قال : فما المائة؟..
قال : كانت لداود (عليه السلام) ستون سنة فوهب له آدم أربعين، فلما حضر آدم (عليه السلام) الوفاة جحده، فجحد ذريته.
فقال : يا شاب!.. صف لي محمدا (صلى الله عليه وآله) كأني أنظر إليه حتى أؤمن به الساعة!..
فبكى علي (عليه السلام) ثم قال : يا يهودي!.. هيجت أحزاني، كان حبيبي رسول الله (صلى الله عليه وآله) صلت الجبين، مقرون الحاجبين، أدعج العينين، سهل الخدين، أقنى الأنف، دقيق السرية، كث اللحية، براق الثنايا، كأن عنقه إبريق فضة، كان له شعرات من لبَته إلى سرته متفرقة كأنها قضيب كافور، لم يكن بالطويل الذاهب ولا القصير النزر، كان إذا مشى مع الناس غمرهم، كان إذا مشى كأنه ينقلع من صخرة أو ينحدر من صبب، كان مبدول الكعبين، لطيف القدمين، دقيق الخصر، عمامته السحاب، سيفه ذو الفقار، بلغته الدلدل، حماره اليعفور، ناقته العضباء، فرسه المبدول، قضيبه الممشوق.. كان أشفق الناس على الناس، وأرأف الناس بالناس، كان بين كتفيه خاتم النبوة مكتوب على الخاتم سطران : أول سطر : لا إله إلا الله، والثاني : محمد رسول الله.. هذه صفته يا يهودي.
فقال اليهوديان : نشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمدا رسول الله، وأنك وصي محمد حقا.
وأسلما وحسن إسلامهما، ولزما أمير المؤمنين (عليه السلام) فكانا معه حتى كان في أمر الجمل ما كان،, فخرجا معه إلى البصرة، فقتل أحدهما في وقعت الجمل، وبقي الآخر حتى خرج معه إلى صفين فقتل.
المصدر : البحار ج ٣٠ ص ٨٦.