Search
Close this search box.
عباس علي
/
الدنيا قوسان
الدنيا قوسان () الاول بدايتك و الثاني نهايتك
فضع بينهما شيأً نافعاً يتذكرك الناس به.
دائم الذنب راجي التوب
/
اثبات وجود الله - عزوجل -
بسم الله الرحمن الرحيم وصلى الله على محمدٍ واله الطاهرين
لعل البعض منا يقضي اوقاتاً طويلة ويبذل جهوداً كبيرة وسيراً حثيثاً لاستخراج الادلة التي تبرهن على اثبات وجود الله - عزوجل - ويا لها من طامة فقد جرفتنا سيول اهواء المنحرفين فصرنا نبحث في اوضح الواضحات، اوليس وجود الله - عزوجل - امراً مفروغاً منه.. اوليس اول اعتقادٍ يعتقد به المسلم هو وحدانية الحق - عزوجل - وليس وجوده ما لنا ملنا مع الذين مالوا من الماديين المنحرفين الذين جعلوا اصل الوجود المادة.. لماذا نبحث في هذه المسألة.. او يبحث احدنا في اثبات وجود الشمس الا ان يكون اعمى لا يراها.. مادمنا غير معنيين بمناظرة اهل الانحراف فلماذا نطرح الشبهات الى اذهان العامة فنكون سبباً في اضلالهم عوضاً عن هدايتهم وكلنا نعلم ان من صفات العالم اخراج الناس من الشبهات الى اليقين.. مالنا لاجل استعراض عضلاتنا الفكرية نهدم بنا الله - عزوجل - المقدس الا وهو الانسان ما جوابنا لله - عزوجل - يوم القيامة كيف نواجه المعصومين وبأي حجة نقف امامهم، بدلاً عن ذلك ينبغي ان تكون ابحاثنا ومناظراتنا تثقيفية ارشادية دفاعية تنويرية لا ان نبث الشبهات الى الناس.. افي الله شكٌ فاطر السموات والارض.. عصمنا الله واياكم من مضلات الفتن والحمد لله رب العالمين وصلى الله على خير خلقه محمدٍ واله الطاهرين
عباس علي
/
المشتكى
عندما تشتكي للبشر ينتهي الحوار غالبا بـ (الله يعينك)
اختصرها من البداية واشتكي للذي يعينك {أَمَّن يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوء َ}
عباس علي
/
القطار
ليس هناك شيء اسمه " فاتك القطار "
كل القطارات لها طريق عوده..
تفائلوا خيرا وستجدونه
عباس علي
/
المرأة
تخاف المرأة على الرجل لانها امه... وتخاف منه لانها اخته
وتخاف بدونه لانها ابنته... وتخاف عليه لانها زوجته
الاتستحق ان تخاف الله فيها!
عباس علي
/
طريقان
هما طريقان..
الطريق الأول [فَاذكروني ذكركم]
الطريق الثاني [نسوا اللّه فأنساهم أنفسهم]
فـلك حرية الاختيار
عباس علي
/
المحظوظون ثلاثة
المحظوظون ثلاثة
من أرضى خالقه قبل ان يلقاه
ومن بر والديه قبل ان يفارقوه
ومن ترك الدنيا قبل ان تتركه
عباس علي
/
...
عندما تولد يا ابن آدم يؤذن في اذنك من غير صلاة.. وعندما تموت يصلى عليك من غير اذان وكأن حياتك ليست سوى الوقت الذي تقضيه بين الاذان والصلاة.. فلا تقضيها بما لا ينفع..
عباس علي
/
هموم الدنيا الفانية
سأل رجل مهموم حكيما فقال : أيها الحكيم لقد اتيتك وما لي حيلة مما أنا فيه من الهم؟ فقال الحكيم : سأسألك سؤالين وأريد إجابتهما فقال الرجل : اسأل...! فقال الحكيم : أجئت إلى هذه الدنيا ومعك تلك المشاكل...؟ قال : لا فقال الحكيم : هل ستترك الدنيا وتأخذ معك المشاكل؟... قال : لا فقال الحكيم : أمر لم تات به ولن يذهب معك... الأجدر أن لا ياخذ منك كل هذا الهم فكن صبورا على أمر الدنيا وليكن نظرك للسماء أطول من نظرك إلى الأرض يكن لك ما أردت، ابتسم فرزقك مقسوم وقدرك محسوم وأحوال الدنيا لا تستحق الهموم لأنها بين يدي الحي القيوم..
عُلآ المُنتظرْ
/
حكم
1 - أخشع في صَلاتِك ف كل ما ينتظركَ أقلُ شأنا منهآ
2 - ذا كَانَ الإعتذار ثَقيلاً عَلى نَفسك فَتَذَكر أيضًا أن الإساء ة ثَقيلة عَلى َ
4 - لا تَستدر للماضي! فلو كان خيراً لكان حاضر الآن!!
أم رقية
/
حكم ومواعظ
يقول حكماء الهند :((من أراد النجاح في هذا العالم عليه أن يتغلب على أسس الفقر الستة
-- النوم - التراخي - الخوف - الغضب - الكسل - المماطلة))
المتفائل : إنسان يرى ضوء اً غير موجود، والمتشائم يرى ضوء اً ولا يصدق
قد لاتكون جميع الأيام التي نعيشها جميلة ولكن هناك دوماً شيء جميل في كل يوم نعيشه
بعض الناس إذا وجد من يسعده اليوم! نسيمن أسعده بالأمس!؟
النجاح هو أن تمر بفشل وراء فشل دون أن تفقد حماستك.
اللهم اجعلنا ممن تفاء ل بخيرك فأكرمته. وتوكَّل عليك فكافيته
يقول فولتير :
من تسبب في سعادة إنسان تحققت سعادته....
إذا كانت الزلازل تقاس بمقياس رختر والأطوالبالمتر والسنتمتر والأوزان بالغرام والكيلو غرام فإنَّ الخُلُقْ يُقاس بخلُ رسول الله صلوات الله وسلامه عليه وآله الطيبين الطاهرين
إذا فكرت في المتاعب..... أسرعت إليك المتاعب
وإذا فكرت في اللذات..... أسرعت إليك اللذات
كالتنويم المغناطيسي
تقول : أنا نمت.... أنانمت....... فتنااااام
أنامرضت..... أنا مرضت... فتمرض
أنا شفيت......... فتشفى....
أنا انتهيت فتنتهي.....
سحر الإرادة الملتهبة يصنع كل شيء....(د. مصطفى محمود)
كل ملك عظيم، كان طفلاً باكياً.
وكل بناية عظيمة، كانت مجرد خريطة
ليس المهم من أنت اليوم..... المهم..... من ستكون؟؟؟؟؟!!!!
تفاء لوا لعل الله يخبى ء لنا فرحة في علم الغيب.
الفشل لوحة مكتوب عليها (ليس من هذا الإتجاه ، لكن البعض يقرأها (توقف )
حكمتين احفظهما في هذه الحياة : لاتتخذ قراراًوأنت في قمة الغضب ؛ ولاتعطي وعداًوأنت في قمة السعادة.
لا تلم الناس إن خذلوك، ولكن لُم نفسك لإنك توقعتمنهم أكثر مما ينبغي :)
أتعجب ممن يشتكي من الهم والغم والإكتئاب والضجر والملل وروحه غير سعيدة... وتسأله هل تقرأ القرآن ولك وردٌ يومي من أدعية وأذكار؟؟ فُجيب بلا!!!!
جوابي له : طبيعي أنك ستحرم روحك السعادة ونفسك الطمأنينة.
فلا سعادة إلا مع القرآن
نضطر أحياناً للرحيل أحياناً... فقط لحفظ ماكان بيننامن ذكريات جميلة.
القناعة نظّارة....... إذا لبستها رأيت الحياة جميلة.
اغلق بعض الأبوابفي حياتك... ليس بسبب الاعتزار أو الغطرسة والكبرياء ولكن لأنها لم تعد تقود إلى أي مكان.
أخلاقهم لهم.... فإن أساؤوا فتلك صحائفهم..... ووأخلاقهم لك....
فإن أحسنت..... أحسنت في صحيفتك
غالباً ما يأتي ربيع النجاح... بعد عواصف المتاعب
أينما ذهبت وكيفما كان الطقس،
احرص دائماً أن تصطحب معك ضوء الشمس الخاص بك
كلنا بنا ضمائر
لكن هناك (ضمير متصل، والآخر منفصل، وضمير منفصل)
عندما تكلم أحد ولا يفهم معنى كلامك فلا تعد الكلام كما هو وإنما يجب عليك أن تغير الأسلوب ؛ وهناك فرق بين (لم أسمع! ولم أفهم!)
عجبت لمن يهلك ومعه النجاة!!!!
قيل : وما هي؟ قال :(الاستغفار)
ليس من الضروري أن تجعل لنفسك مكاناً في كل قلب... فقلوب الناس أصبحت لا تتسع للكل.
حاول فقط.... زرع احترام ذاتك في نفوسهم، فهذا يكفي لاستمرار العلاقات
وما الحياة إلا أمل يصاحبهاألم.... ويفاجئها أجل.
عند الحوار... لا ترفع صوتك
بل : ارفع مستوى كلماتك
كن كالعطر تلفت الانتباه من غير ضجيج
عندما نلمس الجانب الطيب في نفوس الناس، نجد أن هناك خيراً كثيراً قد لا تراه العيون أول مرة، فأحسنوا الظن بالناس.....
في رحلتك لتحقيق أحلامك سيخبرك البعض بأنك لاتستطيع،... أو أنك تخاطر... وبعضهم سيشعر بالغيرة لأنك وجدت طريقك بالحياة....
لاتسمح لهم بإيقاف رحلتك
الصبر كالدواء المر. مذاقه سيء ولكن نتائجه جميلة.
التقى
/
لقاء بين وردة ولؤلؤة
ذات يوم التقت وردة جميلة رائعة الجمال شذية الرائحة جذابة الألوان بلؤلؤة لا يبدو عليها شيئاًًً من هذه الصفات فهي تعيش في قاع البحار... تعرفا على بعضهما
فقالت الوردة : عائلتنا كبيرة فمنا الورد ومن الأزهار ومن الصنفين أنواع كثيرة لا أستطيع أن أحصيها يتميزون بأشكال كثيرة ولكل منها رائحة مميزة وفجأة علت الوردة مسحة حزن!!
فسألتها اللؤلؤة : ليس فيما تقولين ما يدعوا إلى الحزن فلماذا أنت كذلك؟!
ولكن بني البشر يعاملونا بإستهتار فهم يزرعوننا لا حبا لنا ولكن ليتمتعوا بنا منظرا جميلا ورائحة شذية ثم يلقوا بنا على قارعة الطريق أو في سلة المهملات بعد أن يأخذوا منا أعز ما نملك النظارة والعطر...
تنهدت الوردة ثم قالت للؤلؤة : حدثيني عن حياتك وكيف تعيشين؟؟ وما شعورك وأنت مدفونة في قاع البحـــار...
أجابت اللؤلؤة : رغم أني ليس مثل حظك في الألوان الجميلة والروائح العبقة إلا أني غالية في نظر البشر فهم يفعلون المستحيل للحصول علي!
يشدون الرحال ويخوضون البحار ويغوصون في الأعماق ليبحثوا عني قد تندهشين عندما أخبرك أنني كلما ابتعدت عن أعين البشر ازدت جمالا ولمعانا ويرتفع تقديرهم لي...
أعيش في صدفة سميكة وأقبع في ظلمات البحار إلا أنني سعيدة بل سعيدة جدا لأنني بعيدة عن الأيدي العابثة وثمني غالي لدى البشر...
أتعلمون من هي الوردة ومن هي اللؤلؤة؟؟
إن الوردة هي الفتاة غيرالمحجبة واللؤلؤة هي الفتاة المحجبة..
طوبى
/
حكمة

قصة
كـان رج شيخـاً طـاعـناً فـيو السـن يشتكي من الـم
وا جهـاد فـي نهايـة كـل يـوم.
سـألـه صديقـه : ومـم هـذا لــم الذي تشكـو منـه؟
قـال الشيخ :
.........
لـدي صقـران يجـب عليّ كـل يـوم أن أروضهمـا
وأرنبــان يـلـزم علي أن أحرسهما من الجـري خـارجــاً
ونسـران عـليّ أن أدربهمــا وأقـويهمــا
وحـيــة عـليّ أن أحـاصــرهــــا
وأســد عـليّ أن أحـفـظـه دائـمـاً مقـيّـداً فـي قـفـصـه
ومـريـض عـلي أن أعـتـني بــه وأخـدمــه
قـال الصديق مستغربـاً : ما هذا كـله! بد أنك تـمزح،
نـه حـقـاً يمكـن نسـان أن يراعـي كـل ذلك وحـده
يوميـاً.
قـال الرجـل الشيـخ : إنني أمـزح ولكـن ما أقـولـه لـك
هو الحـقيقـة المـحـزنـــة الـهــــامــــه.
إن الصـقران هما (عيناي) وعلي أن أروضهمـا باجتهـاد ونشاط
على النظـر للحـــ ل وأمنعهمـا عن الحـــرام
وا رنـبان هما (قدمـاي) وعلي أن أحـرسهمـا وأحـفـظـهمـا
مـن السـير فـي طـريـق الخـطـيـئـــه
والنسـران هما (يـداي) وعلي أن أدربهمـا عـلى العمـل حـتى
تمداني بما أحتاج إليه وأستخدمهما فـي الحــ ل ومساعـدة
ا خــريـن
والحـية هي (لساني) وعلي أن أحـاصره وألجمـه باستمرار
حـتى ينطـق بكــ= م معـيب مشـين حـــرام
وا ســـد هو (قـلبي) الذي توجـد لـي معـه حــرب مستمـرة
وعلي أن أحـفظـه دائماً مقيّـداً كي يفلت مني فتخرج منه
أمـور مشينة شـريـرة، ن بـصـ حـه صـ ح الجـسـد كـلـــه
وبفـسـاده يفـسـد الجـسـد كـلـــه
أمـا الرجـل المـريـض فهـو (جـسدي) كـلـه الذي يحتـاج
دائمـاً إلـى يقـظـتي وعنـايتي وانتبـاهـي
إن هـذا العمـل اليـومـي المـتقـن يستنفـد عـافيتي
إن مـن أعـظـم امـور أن تـضبط نفـسك فـتـدع أي
شخـص آخـر محـيـط بـك أن يدفـعك لغـير ما ترغـب أو
تـقـتـنـع بـه
تـدع أيــاً مـن نزواتـك وضعـفـك وشهواتـك تقهرك
وتـتسلط عليـك
يوجـد أعـظـم مـما خلقـك الله جـلـه وهو أن تكون عبداً له
وملكـاً على نفسك
المثال الطيب
/
إلى كُل الرائعين
عندما كان النبي يُوسف عليهِ السلام في السجن، كان الأحسن بشهادة من معهُ : (إنا نراكَ من المُحسنين) لكن الله أخرجَهم قَبلهُ! وظلّ هو - رغم كُل مميزاتهِ - بعدهم في السجن بضعَ سنين!
فالأول خرجَ ليُصبح خادماً، والثاني خرجَ ليُقتل، ويُوسف انتظر كثيراً، لكنهُ خرجَ ليُصبح (عزيز مصر).
* إلى كُل الرائعين الذين تتأخر أمانيهم عن كُل من يحيط بهم بضع سنين، تأكدوا أن الله لا ينسى، وأن الله لا يُضيعُ أجر المحسنين، فلنكن منهم!
امل
/
القلب السليم
ان اهم ما يجب على كل مؤمن الاهتمام به وتحصيله، قبل حلول رمسه وانقضاء ايام حياته، هو القلب السليم، فليس المهم كثرة صلاة العبد وتلاوته للقرآن، وانما المهم ان يأتي ربه بقلب سليم : (الا من اتى الله بقلب سليم). وقد سئل رسول الله عن القلب السليم، فقال (صلى الله عليه وآله) عندما سُئل عن ذلك : (دِينٌ بِلا شَكٍّ وهَوَى، وعَمَلٌ بِلا سُمْعَة وَرِيَاء)
ام تقى
/
اللطف الالهي
ان اللطف الالهي هو أمر لا يمكن وصفه، الا انني ايقنت ان الدعاء هو السر في استنزاله. ذلك الدعاء المنقطع، والذي يعيش معك في كل لحظاتك وانت تعمل، تضع رأسك على فراشك، تأكل... وداخلك يناجي المنعم، ومن ثم سترى اللطف في كل حركات حياتك، فتستشعر الطمأنينة، فالسميع معك.
سيف الشحماني
/
السيد علي القاضي قدس سره الشريف
اذا واظب الانسان على اداء الصلوات الواجبة في اوقاتها، ولم يصل الى المقامات العالية، فليلعني!
طيف المحبة
/
طفولة ..
- والطفل لا يعرف مستقبلا، ولا ماضيا، وما هو الا حاضره, فان عييت بأمره، فأوجده ما يلهو به، فهذه هي سعادة الطفولة.
- هؤلاء الأطفال هم السهولة قبلَ أن تتعقّدْ، هم أحرارٌ حُرّية نشاطِ الكون, ينبعثُ كالفوضى, ولكنْ في أدقّ النواميس! يثيرون السّخط بالضجيج والحركة, فيكونون على خلافٍ مع الناس, لأنّهم على وفاقٍ مع الطبيعة! وتحتدمُ بينهم المعارك, ولكن لا تتحطّم فيها إلا اللُّعَب!
الليث احمد
/
حب الله سبحانه
قد نُعطي دونْ حُب ، لكن مُستحيل أن نُحبْ دون عطآء .
المرشح الوحيد
/
الغرب الكافر
إني لأعجب لهذا الغرب الكافر كيف يتفنن في تخريب الأخلاق وتدمير القيم الروحية بشتى الأساليب ومختلف العناوين، من الفن إلى الرياضة إلى الألعاب الكمبيوترية.. بقدر ما اعجب لمجتمعنا المسلم الساذج الجاهل الذي يقلد تقليداً أعمى، بعقل مقفل وقلب غافل للغرب الكافر اللعين!
طيف المحبة
/
فلسفة الطبيعة
فلسفة الطبيعة :
* فلسفة الشجر
قف حتى ولو كانت الشمس حارقة.
* فلسفة الشمس
أشــعرهم بـغضبك لكن لاتحرقهم.
* فلسفة الــمــاء
ضع لك بصمة ودوراً، وكن مثل المـاء مهم لا يعاش بدونه.
* فلسفة الزهر
دع لك رونق يجذب الجميع لك، واحرص على رائحتك الممــيزة، فلكل وردة رائحة تميزها ولو تشابهت ألوانها.
* فلسفة الــسمــاء
كن صعبا ومرتفعا، لا يصلك أحد إلا بـتذكرة طيران.
* فلسفة الأرض
تنوع واجمع من كل ضد شيء، وكن بكل تــفاصيلك مختلف.
طيف المحبة
/
الحياة ..
الحياة ليست طويلة لنجرب كل شيء، ولا قصيرة لنتذكر كل شيء، ولكنها جميلة إذا عرفنا أنها لا تساوي شيء!
طيف المحبة
/
الاقامة في الفكر..
أرأيت الحقائق الجميلة تذهب عن أهلها، فلا تترك لهم إلا الأحلام بها؟ ما أتعبَ الإنسانَ حين تتحول الحياة عن جسمه إلى الإقامة في فكره!
al-hassan
/
فلسفة الصلاة عند أمير المؤمنين
وصف بعض المفسرين من جامع الأزهر في مصر بأن الحركات في الصلاة من القيام والركوع والسجود هي رياضة بدنية، لكن حينما نرجع الى فلسفة الامام علي بن ابي طالب عليه السلام في تفسيره لحركات الصلاة، نلاحظ أنه يرشدنا بأن كل هذه الحركات فيها معان روحية، تعطي للمصلي عقلاً، ليَعيَ المعنى الحقيقي لهذه الحركات، ويتزوَّدَ منها روحاً شفافاً، ليرتبط بالملكوت الأعلى مباشرة، وينجذب نحو خالق السماوات والأرضين، ويخلع نفسه من الأرض، فالصلاة تجعلنا بين الجاذبتين :
الجاذبة الموجبة : وهي تعلقنا بالسماء، وما تعلمنا من الأخلاق الفاضلة والدعوة الى الحق والعدل، سواء مع النفس، او مع العائلة، او مع المجتمع.
وجاذبة الأرض : وهي التعلق بالدنيا وزخارفها الزائلة.
سُـئِـل أمير المؤمنين علي بن ابي طالب (ع): ما معنى أفعال الصلاة؟
فقال (ع): عندما يرفع الـمُصلي يداه في تكبيرة الإحرام ويضعها على جوانب رأسه، فمعناه : بسم الله الواحد الذي لا تدركه الحواس، ولا تلمسه الأخماس.
وأما ركوع الـمُصلي في الصلاة، فمعناه : آمنت بالله ولو ضُرِب عنقي.
وأما نزول الـمُصلي للسجود الأول على الارض، فمعناه : بسم الله منها خلقتني.
وأما القيام من السجود الأول، فمعناه : ومنها أخرجتني.
وأما النزول للسجود الثاني، فمعناه : وإليها ترجعني.
وأما القيام من السجود الثاني، فمعناه : ومنها تبعثني.
وأضاف على ذلك، بأن الـمُصلي في السجود يضع أفضل شيء خلقه له الله تعالى، ويميزه عن غيره من المخلوقات وهو العقل، على أحقر شيء وهو التراب تواضعاً.
النفس اللوامة
/
وقفة
عندما يحدث خلاف بين العشاق ولو بسيط، ترى مقايس الكون قد انقلبت، الليل أصبح نهارًا والعكس، ويحاول إرضاء المعشوق بأي ثمن.. فهل يا ترى نفس المعاملة تكون مع معشوقنا الأصل؟.. ألا وهو خالقنا سبحانه وتعالى، وهو القائل في كتابه : {ولقد خلقنا الإنسان ونعلم ما توسوس به نفسه ونحن أقرب إليه من حبل الوريد}.
كريمه عبيد محيسن
/
دعاء العهد
من بحوث المرجع الديني المتبحر في مقامات أهل البيت (ع) الشيخ الوحيد الخراساني دام ظله :
نقلت المحاضرة مع بعض التصرف :
في هذا اليوم نستفيد من دعاء العهد لمعرفة الإمام عليه السلام معرفة ابتدائية، فواظبوا عليه جميعاً وأوصوا الناس أن يقرؤوه بعد صلاة الصبح.
وعندما تقرؤونه وجهوا فكركم القوي الذي توجهونه الى المباحث العلمية العميقة فتفهمونها، وجهوه الى دقائق هذا الدعاء ولطائفه.
هذا الدعاء كنز معرفة، وكل أدعية أهل البيت عليهم السلام كذلك، وقد رواه السيد ابن طاووس وغيره مرسلاً ومسنداً، وإن كانت مضامينه الغنية تغنيه عن الحاجة الى بحث سنده، فبحث السند كما يعرف أهله، نحتاج اليه عندما لا يكون عندنا دليل على أن هذا الكلام صادر من أهل بيت الوحي عليهم السلام.
فاستمعوا بدقة لما يقوله : (اللهم ربَّ النور العظيم، وربَّ الكرسي الرفيع، وربَّ البحر المَسْجُور، ومُنَزِّلَ التوراة والإنجيل والزبور، وربَّ الظلِّ والحَرُور، ومُنزلَ الفرقان العظيم، وربَّ الملائكة المقربين، والأنبياء والمرسلين.
اللهم إني أسالك بوجهك الكريم، وبنور وجهك المنير، وبملكك القديم، يا حي يا قيوم، أسألك باسمك الذي أشرقت به السماوات والأرضون، يا حيَ قبل كل حي، يا حيَاً بعد كل حي، يا حيَاً لا إله إلا أنت.
اللهم بَلَّغْ مولانا الإمام الهادي المهدي، القائم بأمر الله، صلوات الله عليه وعلى آبائه الطاهرين، في مشارق الأرض ومغاربها، وسهلها وجبلها، وبرها وبحرها، عني وعن والديَّ وعن المؤمنين، من الصلوات زنة عرش الله، وعدد كلماته، وما أحاط به علمه، وأحصاه كتابه...)
فتأمل في تسلسل فقرات الدعاء الى هنا :
(اللهم ربَّ النور العظيم): بدأ الدعاء باسم الله تعالى، وهو الأصل من أربعة أسماء هي أركان من أسماء الله تعالى، أولها اسم (الله)، وهو اسم الذات الإلهية، الحاكي عن جميع الأسماء الحسنى والأمثال العليا.
وخصوصيات هذا الاسم مهمة، وللدعاء به دلالات ليست في غيره، ولا يقبل التوحيد إلا به : (لا إله إلا الله).
والثاني : (الرب) وهو الاسم الحاكي عن ربوبيته التكوينية والتشريعية، وأفعاله في جميع نشآت الوجود الإمكاني.
ولمعرفة عظمة هذا الاسم اقرؤوا مثلاً هذه الآيات من سورة آل عمران : (إن في خلق السماوات والأرض واختلاف الليل والنهار لآيات لأولي الألباب * الذين يذكرون الله قياما وقعودا وعلى جنوبهم ويتفكرون في خلق السماوات والأرض ربنا ما خلقت هذا باطلا سبحانك فقنا عذاب النار * ربنا إنك من تدخل النار فقد أخزيته وما للظالمين من أنصار...)
كريمه عبيد محيسن
/
الدعاء للامام المهدي عليه السلام
المكارم التي تحصل للانسان بالدعاء لفرج الامام صاحب العصر والزمان (عج) - المكرمة الثانية : (إظهار المحبة الباطنية):
اعلم أن الحب وإن كان أمرا خفيا قلبيا وشيئا كامنا باطنيا، لكن له آثار ظاهرة، وفروع متكاثرة، فبعض آثاره يظهر في اللسان، وبعض في سائر جوارح الإنسان فكما لا يمكن منع الشجر عن إبراز أزهاره، لا يمكن منع ذي الحب عن ظهور آثاره.
ومن آثار الحب في اللسان ذكر المحبوب في كل مكان وزمان، بكل بيان وبأي عنوان وحسبك شاهدا في التبيان، وناطقا بالبرهان قول الخالق المنان، في الحديث القدسي لموسى بن عمران : (ذكري حسن على كل حال).
ويدل على رجحان إظهار الحب باللسان هذه الرواية عن ثامن الأئمة الأبرار صلوات الله عليهم، أنه قال : (ما قال فينا مؤمن شعرا يمدحنا به إلا بنى الله تعالى له مدينة في الجنة، أوسع من الدنيا سبع مرات، يزوره فيها كل ملك مقرب، وكل نبي مرسل).
ومن الآثار اللسانية أيضا : الدعاء :
ولا ريب في كون الدعاء بتعجيل فرج صاحب الزمان، من المصاديق القطعية لهذا العنوان.. فالاهتمام في الدعاء بتعجيل فرج الإمام، إظهار لحبك له على النحو التام، وهو يوجب شدة حبه لك من بين الانام. فإن الدعاء له إظهار للحب، فيكون باعثا لثبات حبك له، وهذا من آثار كمال الشوق إلى محبوبك.
ومن الآثار اللسانية أيضا : ذكر فضائل المحبوب ومحاسنه :
ففي الكافي عن أبي عبد الله (عليه السلام) أنه قال لهشام بن سالم : (إذا أحببت رجلا فأخبره بذلك، فإنه أثبت للمودة بينكما).
يامهدي ادرکني
/
الحجاب
لو تأملنا قليلا نجد ان كل الكون يتحجب :
الكرة الارضية عليها غلاف.
والثمار الندية عليها غلاف.
السيف يحفظ داخل غمده.
القلم بدون غطاء يجف حبره، وتنعدم فائدته، ويلقى تحت الاقدام، لانه فقد الغطاء.
التفاحة لو نزعت قشرتها وتركتها لفسدت.
والموز لو نزعت قشرته انقلب اسود.
ترى لماذا تغلف بناتنا كتبهن ودفاترهن؟ لحمايتهن بالطبع!
والمرأة زهرة جميلة، الكل يشتهى ان يقطفها، فلابد ان تحمى نفسها بالحجاب!
هدى العُقيلي
/
انتظار الفرج
إن الإنتظار لايكون صادقاً إلا إذا توفرت فيه ثلاثة عناصر مقترنة. الأول عقائدي, هذا الأصل العقائدي يثبت حتمية ظهور المهدي الموعود وتحقق أهداف الأنبياء وآمال البشرية وطموحاتها على يديه (عليه السلام) وهذا الأصل العقائدي سيوجد حالة قلبية التي هي العنصر الثاني وهذه الحالة القلبية تؤدي إلى إنبعاث حركة عملية تتمحور حول التهيؤ والإستعداد للظهور المبارك وهذا هو العنصر الثالث الذي هو العنصر السلوكي ولولاها لايبقى للانتظار أي معنى إيماني صحيح سوى التعسف المبني على المنطق القائل (فاذهب أنت وربك فقاتلا إنّا ههنا قاعدون) المنتج لتمني الخير للبشرية من دون أي عمل إيجابي في سبيل ذلك.
لذلك نلاحظ في الأحاديث الشريفة المتحدثة عن قضية الإنتظار تأكيدها على معرفة الإمام المهدي ودوره وترسيخ الإرتباط المستمر به (عليه السلام) في غيبته كمظهر للانتظار والإلتزام العملي بموالاته والتمسك بالشريعة الكاملة وإعداد المؤمن نفسه كنصير للإمام (عجل الله فرجه) يتجلى بجميع الصفات الجهادية والعقائدية والأخلاقية اللازمة للمساهمة في إنجاز مهمته الإصلاحية الكبرى وإلّا لن يكون إنتظاراً حقيقياً.
فعن الإمام الصادق (عليه السلام)" من سَرَّه أن يكون من أصحاب القائم فلينتظر وليعمل بالورع ومحاسن الأخلاق وهو منتظر فأن مات وقام القائم بعده كان له من الأجر مثل من أدركه ", فمن بعض سمات الإنتظار..
_ الرجوع إلى الفقهاء العدول الذين جعلوهم حجة على الناس في زمن الغيبة والإستعانة بالله في كل ذلك كما ورد في النص (وإن أصبحتم لاترون منهم - الأئمة - أحداً فاستغيثوا بالله عزّ وجلّ وانظروا السّنة التي كنتم عليها واتبعوها وأحبوا ما كنتم تحبون وابغضوا من كنتم تبغضون فما أسرع ما يأتيكم الفرج).
_ التواصي بالحق والتواصي بالصبر وهو من التكاليف التي تتأكد في عصر الغيبة بحكم الصعوبات التي يشتمل عليها والثبات على منهج أهل البيت (عليهم السلام)" يأتي على الناس زمان يغيب عنهم إمامهم فيا طوبى للثابتين على أمرنا في ذلك الزمان ".
_ الإرتباط الوجداني بالمهدي المنتظر والتفاعل العملي مع أهدافه السامية والدفاع عنها والشعور الوجداني العميق بقيادته وهو ما تؤكده معظم التكاليف كواجبات للمؤمنين تجاه الإمام.
عمار
/
اختبارات
من منكم يعرف هل هو قريب ام بعيد من الله؟ أو هل الله راض عنه أو لا؟ أو هل انت تحب الله أو لا؟
لابد من وجود اختبارات يختبر العبد بها نفسه، حتى يعرف! وأنا اعتقد الغافل هو الذي يهمل هذا الشيء، وينتظر الحساب، وهو لا يعرف اين يتجه! فانا اطرح عليكم بعض الاختبارات من تجاربي الخاصة، وارجو ان تستفيدوا منها :
كيف تتعامل مع المعصية؟
يعني اذا فعلت معصية أو واجهت منكرا مقدار، فإن تألمك وحرقة قلبك وعزيمتك على التغير، هي مقياس للقرب أو البعد.
كلنا نقول أننا نحب الله، ولكن انظر في اعماق قلبك وتصور : لو كان لك طفل صغير جميل، وانت تحبه كثيرا، وقالو لك : موت ابنك دليل على حبك لله، فماذا تختار؟ ولا تستغربوا من هذا الشيء، فهذا الاختبار اختبر الله نبيه ابراهيم، عندما أمره بذبح ابنه، وسيدنا الحسين تقرب لله بدم اولاده :
يا ليتَ خدي حينَ مشـيك تربة ٌ *** ويدوسـهُ نعـلاكُ أو قـدماكا
يـا ليتني شسعـًا بنعلكَ سيدي *** ويهــُزّني شـوقاً به ممـشاكا
يا ليتني كفاً يكفكــِفُ دمعـة َ *** من وجنتيك إذا النوى آذاكا
لو قـطعوني بالسيوفِ ذوي العدى *** ما مالَ قلبي لحظة َ ونـساكا
لحناً أرددهُ وأسـمعهـُم بهِ *** إني رضعـتُ مع الحليبِ هواكا
سهام الخليفة-عاشقة آل البيت
/
غرائب من الحياة يحتار لها العقل!
غرائب من الحياة يحتار لها العقل!
تراودني بعض الخواطر والافكار احيانا، وانا بحالة استغراق ربما غير مقصود، ويبرز امام مخيلتي صدفة، أو لشغل تفكيري الذي لا يريد ان يرتاح ولو لبرهة من الوقت، ويدع الخلق للخالق! هناك بعض التصورات وبعض التخيلات التي تجذبني لتحليل بعض الامور، ولا تجعلني أعيش بصفاء او حتى استمتاع بلحظات فريدة ومميزة، تتمثل امام ناظري بمشهد طريف، او تطرق ابواب مسامعي بطرقات خفيفة، ما تلبث ان تزداد حدة، حتى اضطر ان انصاع لها وأوليها اهتماما تخف وتيرته حينا وتشتد حينا!..
ومن بعض الامور التي جذبتني للتفكير فيها مطابقة الاسم الوصف.. فهل من المفروض ان كل صاحب صفة معينة او لقب ما، وحتى انه يمارس وظيفة ما، ان تكون أوصافه وألقابه مفصلة عليه بالكامل، وتناسب جميع المقاييس المحلية والعالمية لهذه الاسماء والالقاب؟!
فمثلا من اسمه جميل، هل لابد ان يكون جميلا بكل ما تحمله الكلمة من معنى او بعضا من مستوياته؟ وتنطبق على هذا التساؤل بقية الاسماء مثال : أمين.. صابر.. صادق وصالح.. هل هي تعبر عن مضمون شخصيته وعمق معاني اوصافه؟
وبدأت استرسل في تفكيري وتخيلاتي لبقية المسميات، وهل هي حقا مطابقة لصاحبها ومن يحمل هويتها؟ فطبيب القلب مدخنا، ولا يتبع اساليب صحية تضمن سلامة قلبه! وهناك المختص عن الرشاقة ومعالجة السمنة، وهو يعاني من البدانة ولا يزاول اي مجهود رياضي! وهناك الكثير من الذين لا اتمكن من حصرهم والحياة تعج بأمثالهم!.. وياللهول المفاجأة التي وصلت إليها!..
فكم من أناس كانوا عكس ما لقبوا به، او زاولوا مهن لا تتناسب مع مسمياتهم وتصرفاتهم!.. إنه تناقض غريب! وصورة معكوسة لا تدل على ما تظهر به!... فكم من انسان يكون اسمه صادق، وهو بأشد البعد عن المصداقية في سلوكياته قولا وفعلا، ويمارس الكذب والخداع باوسع ابوابه، دون خجل او حياء، ضاربا بعرض الحائط كل المثل والفضائل، حتى ولو عرفا وامام الآخرين، ليكون منطقيا ولو بنسبة بسيطة.. وهناك من اسمه صابر، وهو شديد الغضب ولا يملك ذرة من سعة الصدر والحلم.. ولو أظل اتكلم عن اناس آخرين، لما انتهيت ولملأت الدواوين والكتب والموسوعات، حتى ولو كان البحر مدادا لقلمي، لنفد البحر ولا اعطيت الموضوع حقه!
لكن هل نحن من نختار هذه الالقاب والمسميات، ونتحكم بمجرياتها حتى لا يعيبنا احد عليها؟ هل نحن من نختار اشكال حياتنا، ونختار لها ما يناسبها من مسميات ونعوت ونتحمل جزء ا ولو يسيرا من اخطاء او سوء الاختيار؟
امعنت بالتفكير واطلقت العنان لتحليلاتي وبراهيني، ولم أستطع أن اضع نتيجة نهائية لها، فربما القدر والاختيار يلعبان دورا متمازجا، واحيانا تكون الغلبة لامر على آخر؟
ولكن ما وصلت اليه أنها من سخريات الحياة، والتي أصبحت فرصة مناسبة للبعض لالقاء النكت والسخرية والازدراء، بواقع ليس كله حسن وليس كله سيء!.. لكن شاء القدر أن يتدخل فيه ويصبغه بصبغة الجدية والواقعية، وحتى يدفعنا لنفكر ونجتهد بالتامل والاستفسار، ويظل العقل ربما حائرا، وربما ساخرا، والاغلب مستسلما لامر لا يريد تغييره، لأنه لا يريد ذلك، ويبقى الوضع كما هو!..
سهام الخليفة-عاشقة آل البيت
/
مشاعر منكسرة وقلوب نازفة
نسمع عبارات ونرددها بلا شعور أو إحساس، حتى تصبح جزء اً من حياتنا.. كلمة أو جملة يطلقها شخص، فتتغلغل في أذهاننا، ونسترجعها لحظات انكسارنا.. نوهم أنفسنا أنها صحيحة، ونظن أننا نستمد منها قوتنا.. تحترق قلوبنا ونهزم، تتحطم ذكريات بداخلنا.. ولكن نكابر، متخذين بعض العبارات قدوة لنا، وبكل أسف لا نعلم من قائلها!.. لعل قائلها شخص معتوه أو مجنون! لعل قائلها قالها في لحظة غضب وندم، لعل ولعل وستطول التساؤلات!
(الذي ينكسر ما يتصلح) جملة أكرهها بكل ما تعنيه كلمة كره من معنى! جملة اتخذها الجميع وسام قوة على صدورهم!.. جملة فرقت ناس، وعذبت ناس، وأبكت عيون ناس!..
تقوله : الذي ينكسر ما يتصلح، وتكون نهاية حياتهم طلاق!..
تقولها : الذي ينكسر ما يتصلح، وتكون نهاية صداقتهم فراق!..
تقولها : الذي ينكسر ما يتصلح، ويكون نهاية حبهم عذاب!..
سمعت هذي الجملة كثيرا، لكن لم تتجرأ شفتاي على نطقها يوماً.. سمعت هذه الجملة كثيراً، وأتمنى أن اسلم روحي لبارئها قبل نطقها يوماً...
حالة أشبه بالهستيريا تنتابني، عندما اقلب نظري في تلك السماء الشاسعة، فأحاول أن أجد تفسيراً لما نشبه أجمل لحظاتنا، بقطعة زجاج هشة اقل حركة تخدشها!..
أتعجب لحالنا عندما نقارن أنفسنا كبشر، ومشاعرنا المتدفقة، وذكرياتنا الرائعة، بقطعة زجاج من صنعنا نرميها في لحظة غضب..
(الذي انكسر ما يتصلح) تأملت هذه الجملة كثيراً.. نعم الذي ينكسر فعلا ما يتصلح... لكن عشرتنا.. أيامنا.. صداقتنا.. أخوتنا.. مصيرها تتصلح وترجع المياه لمجاريها، اي تتصلح... لأن الذي ينكسر وينجرح هو قلب، مجموعة أحاسيس مغلفة بغشاء رقيق طاهر، مجموعة أحاسيس من صدقها يتدفق داخلها الدم.. نحن نملك بداخلنا قطعة طاهرة تنبض، وليس قطعة زجاج مركونة بزاوية غرفة..
يالله ما اصعبه من احساس!.. بجملة تقولها بكبرياء تنهي سنين وذكريات، تورث الندم والاهات.. نحن نملك بداخلنا أساس الحب والطيبة، أساس الحياة قلب نابض.. كثيرا ننطق هذه الجملة. وما ندري إنه سوف نغرق بسبب قسوة قلوبنا لحظتها..
(الذي ينكسر ما يتصلح) ها أنا أقف هناك متأملة تلك القطعه المكسورة، أحاول أن أجمع أشلاء ها! لأقنع هؤلاء البشر أن مشاعرنا أكبر من تلك القطع المتناثرة!.. أحاول أن أقنعهم ودماء يدي هي الشاهد على ذلك... بدأت الملم وألملم دماء تقطر، وأهات تزفر، ولكن مازالت عقولهم في حالة سبات، ومازالوا يظنون أن الذي ينكسر مــا يتصلـــح! وفي لحظة انتهى كل شيء، سنين أيام ذكريات، كقطعة زجاج سقطت فتهشمت وكان مصيرها حاوية النفايات!
لا أدري هل سيقتنع أحد يوماً ما بحروفي، ولكن الشيء الوحيد الذي كنت ومازلت وسأظل بإذن الله مقتنعة به : إن ما كسر قد يتصلـــح بين أشلاء قلوبنا المجروحة!..
لو كنا ندري من البداية، أنه ليس بيدينا نختار النهاية.. كنا نحلم أو بالاصح، ما كنا نتوهم نتعلق بجرح.. يا دنيا إلى أين يصل اخر مسارك؟! ما الفرق بين جنتك ونارك؟! فهل ما زلت تؤمن : ان الذي انكسر ما يتصلح؟
هل الذي ينكسر بداخلنا لا ينصلح، حقيقة او هو وهم ابتدعناه، ليكون قناعاً لفشلنا وجروحنا، وشماعة نعلق عليه أعذارنا التي نستمد منها العون والسند، حتى ولو كان سرابا وغير موجود الا في خيالنا الضارب في العجز واليأس؟
ربما نصحو ونعترف بأن ما انكسر كان بسببنا، ونحمل جزء اً من مسؤولية حدوثه... فليس كل ما ينكسر نكون أبرياء منه، ولسنا مذنبين بحصوله.. فربما نستطيع اصلاحه او تناسي انكساره، فتمضي الحياة بجراحاتها، وتظل عجلة العمر تدور بصدأ الآلام وأنين الأيام، وهي تصرخ بصوت مكتوم، وحس مخنوق، وروح مكلومة، وقلب نازف... لأن من كسرها هم أحبتها!..
سهام الخليفة-عاشقة آل البيت -ع
/
وداعاً الاحزان واهلاً بالحياة
هل أشرقت الشمس حزينة تكفكف دموعها باستحياء من وراء الغيوم الرمادية حتى لا ينفضح حالها بين البشر التواقين لبصيص نور شعاعها الدافئ بين الفينة والفينة فيتسلل لجنبات نفوسهم لتضفي عليهم من شوقها للحياة وحنينها للفرح...
لكن ما الحيلة وما الحل لتلك العواصف والزوابع التي ما تفتأ تكدر صفو أفراحها وتعكر آمالها.. لكن يظل الأمل بأن يوما جديدا سيشرق معها ويملأ الكون ويبدأ الربيع بألوانه الرائعة وعطوره الفواحة تداعب اوراق الشجر... فتنتعش النفوس وتهتف... أهلا بالحياة... ووداعا للحزن....
شمس الدين
/
غض البصرفي المباحات
عندما سمعت بالمقولة (غض بصرك يرتاح قلبك) ظننت أن الامر سهل، وبامكان اي انسان ان يغض البصر عن اشياء لا يحبها.. لكن تبدأ الصعوبة في الاشياء التي نحبها، فبدأت برحلتي بغض البصر لكن في الامور المباحة - وليس في الامور التي حرمها الله عز وجل، مع ان هذه يمكن ان تطبق في المحرمات، ولكن بالتدريب والصبر ستجدون تغيير عميقا من داخل النفس، وما زلت مستمرة فيها - فبدأت اولا بالاشياء التافهة التي كنت اعتقد انها مهمة : كالنظر الى الصور الشخصية، فكان يعجبني تناسق الاجسام وترتيب الهندام، ولكن بعد فترة تبدأ مشكلة وهي لما لا يكون لي جسم مثل هذه الاجسام، ويبدأ تفكير بعيد كل البعد عما اراده الله لنا، والحمد لله تخلصت منها، حيث ادركت ان اجسامنا كالملابس الجديدة، لها مدة محدودة وتبلى، فلماذا كل هذا التركيز على الاجسام، وبالمقابل نترك الروح التي سوف نحاسب بها..
أو حبنا ان ننظر الى اهل الدنيا، وبما يتمتعون به من ترف الحياة، ثم نحس بالحسرة لما لا نملك من هذا المتاع، فقررت عندما ادخل بيت مترف اخفض بصري عما فيه.. وبالتعود اصبح عدم النظر شي سهل وممتع، وحتى لو نظرت إلى شيء لا أحفظه.. والكثير من هذا يمكن ان يطبقها اي شخص، ويرى بمرور الوقت كم سيحصل على راحة نفسية واستقرار وقناعة!
شمس الدين
/
الذرة
الذرة
ان الذرة اصغر شيء ومع ذلك تامل في تركيبها، فهي تتكون من جسيمات صغيرة جدا، وهي نواة تدور حولها الكترونات، واغلب الذرات تكون غير مستقرة، ولكي تستقر فهي اما تفقد الكتروناتها تعطيها لذرة اخرى، او تكتسب الكترونات جديدة. ولكن هناك ذرات لا تفقد ولا تكتسب، ولتستقر تساهم بالكتروناتها مع ذرة اخرى مساهمة، والحالة الاخيرة كونت مركبات واسعة الانتشار تستخدم في صناعة الادوية والعطور والوقود..
من المواد الاساسية في حياتنا اليومية، فإذا كانت الذرة مرتبة بهذا الترتيب الالهي البديع، الا يجدر بنا نحن البشر ان نتعلم من هذا الذرة نعمة العطاء ومشاركة الاخرين ما نملك : من مال او مشاعر طيبة او كلمة صادقة، تاخذنا لبر الامان؟.. اولا يوجد بينا ما اوصله كثره المال الى التخمة والفساد، لانه منع محتاجا من حقه؟.. اوليس منا من بخل بكلمة طيبة لانسان احتاجها منا بسبب الكبرياء؟.. جربوا العطاء ولو كان صعبا عليك، فستجد به لذة الاخذ في وقته!
ابو جعفر
/
الإخلاص طريق الخلاص
ورد في مضمون الخبر عن مولاتنا فاطمة عليها السلام (من اصعد الى الله خالص عبادته اهبط الله اليه افضل مصلحته)
نفهم من هذه الكلمة القدسية لسيدة النساء ان العباد على اصناف :
صنف تكون عبادته من اجل المكاسب الدنيوية فلو حصل على شيء منها عبد الله والا انقطع عن العبادة.
وصنف تكون عبادته من اجل مكاسب ايضا ولكنها اخروية فهو يطلب بعبادته ثوابا من الله وهو شيء جيد الا انه ليس هو المطلوب.
والصنف الاخير هو من يعبد الله لا لشيء الا لحبه جل شانه واهليته للعبادة فيسعى لان يكون عمله خالصا لله تعالى فهو يطلب كل ما يقربه من ربه. لذا فهذا الصنف يفيض عليه الله افضل العطاء.
ففاطمة روحي فداها تقول من عبد الله واخلص العمل متقربا اليه اهبط الله عليه افضل المصالح في الدنيا والاخرة.
علي العراقي
/
النفس الانسانية
ان النفس الانسانية كالنبتة التي تنبت بجانبها النباتات المضرة بنموها وبقائها حية، فإن لم يتم التخلص من هذه النبات الضارة، لا يمكن ان تنمو جيدا او تعيش لفترة طويلة. هكذا هي النفس ان لم يتم تنقيتها من الشوائب لا تنمو وتزهر.
يامهدي ادركني
/
دموع الشموع
ان الشموع علي صغر حجمها, صمتها الطويل داخل أدراجنا واهمالنا لها، الا أنها عندما نحتاج اليها نبحث عنها بحثا حثيثا، فقد آن الأوان لأن تنطق وتحول ظلام حياتنا الى اضاء ة. حتى ولو كانت خافتة، أو حتى قبس من نور, الا أنها تهدينا وترشدنا، وتبعث الطمأنينة في نفوسنا وقلوبنا. نعم انها شمعة لو أضيئت والشمس ساطعة لن تغير ولن تؤثر، بل لن تظهر لها تفاصيل, أما في حالة الظلام، فالأمر جد مختلف..
وهكذا نحن البشر هناك من يحيط بنا لا نشعر به ولا بقيمته الا عندما يغتالنا الظلام ويحتوينا.. نبحث عنه في أدراجنا المهملة التي لم تلقي منا عناية او رعاية..
حتي أننا في حالة فجأة الظلام نبحث هنا وهناك لا نتذكر أين وضعنا الشمعة، حتي نهتدي اليها بعد وقت من الارتباك والضيق والخوف، فنقوم باشعالها.. تتألق الشمعة ببصيص من نور يؤنس وحدتنا ويذهب وحشتنا، لكننا تأخذنا السعادة بها, حتي لا نلاحظ دموعها التي تتساقط منها لإحراق ذاتها من أجلنا..
ان الشمعة ليست لها الا وظيفة واحدة : هي تبديد الوحشة التي تلم بنا حال هجوم الظلام علينا.. لا تعرف الا أن تحترق، لتسعد من أشعلها.. ولكن بعد عودة النور من جديد، ما هو مصيرها المحتوم؟.. هل نحن نظرنا اليها بنظرة امتنان؟!.. ان مصيرها المحتوم هو سلة المهملات!..
في حياتنا الدنيا ليس هناك فرق كبير ولا جوهري بيننا وبين حال الشموع، فكل واحد منا اما أن يكون شمعة أضاء ت لغيره يوما في حالك ظلمة، أو أن يكون هو من أشعلت له
الشمعة.. انها شموع في حياتنا مهملة نلجأ اليها وقت الحاجة، ونلقي بها في سلة المهملات ان انتهت الحاجة..
وعاد الضياء من جديد، لكن اعلموا أن الشموع لن تعود من جديد لتضيء، حتى وان عادت، فلن تكون بالكفاء ة المطلوبة، وما هي الا لحظات وتنطفيء.. لقد أحرقت نفسها في تفان غير منظور ولا محسوس منا، ثم غابت الشمعة عن خارطة طريق حياتنا، بعدما أدت وظيفتها على أكمل وجه، تاركة لنا بقايا من دموعها، لتذكرنا بها وباخلاصها لنا..
ان حياتنا مليئة بالشموع، لكنها تحترق تباعا في مشوار حياتنا..
والسؤال المهم الذي يطرح نفسه علينا جميعا :
كم تبقّى من شموع؟.. وكيفية الحفاظ عليها؟.. ثم هل نحن في نظر غيرنا شمعة؟.. أم بقايا شمعة؟.. أم هي شمعة ولكنها احترقت؟..
انوار علي
/
حقيقة الاخلاص
إنّ لكلّ عمل صورة ظاهرية وأخرى باطنية، والأولى بشكل وإطار لا يمثِّل حقيقة العمل، بخلاف الأخرى التي تمثّل حقيقة العمل.
فالنيّة هي : حقيقة العمل وصورته الكامنة في سرّ الفاعل، بخلاف العمل الخارجي المرئي للعيان.
ومن هنا يمكن القول : إنّ ظاهر صلاة أمير المؤمنين عليّ عليه السلام وظاهر صلاة المرائي والمنافق، متضاهيان في الأجزاء والشرائط والشكل والهيئة، ولكنّهما مختلفان من الناحية الباطنية - النيّة - فإنّنا نجد أنّ أمير المؤمنين عليه السلام يعرج بعمله إلى الله تعالى، وأنّ لصلاته صورة ملكوتية أعلى.. وأمّا المرائي أو المنافق، فإنّه يغور في أعماق جهنّم، ولصلاته الباطنية صورة ملكوتية سُفلى.
محمدعلي
/
التشاؤم
ان التشاؤم سبب لكثير من المشاكل، فالمتشائم يكون فريسة سهلة للامراض النفسية، وكذلك الاجتماعية، فهو لا يستطيع الانخراط في المجتمع، وكذلك الاقتصادية، فهو ضعيف الهمة. من ذلك ندعو الاخوة الى الانشراح والتفاؤل وحب الاخرين.
حسن لعيبي رسن الحريشاوي
/
صفات جيش الامام الحسين
وصف احد الباحثين الكبار في الصفات التي امتاز بها اصحاب الامام الحسين عليه السلام فـي واقعة الطف بنقاط عدة وهي :
١. الطاعة الخالصة للامام.
٢. التنسيق التام مع القيادة، بحيث انهم لا يقاتلون الا باذن.
٣. تحديد الخطر واستقبال الشهادة.
٤. الشجاعة الفريدة.
٥. المصابرة والصمود.
٦. الجد والقاطعية والعزم الراسخ.
٧. عدم المساومة.
٨. الرؤيه الالهية والتوجه الالهي.
٩. الانقطاع عن كل شيء والتعلق بالله.
١٠. الدقه والتنظيم والانضباط.
١١. غاية النضج والكمال (السياسي ــ والثقافي).
١٢. اسوة عملية في الدفاع والمقاومة (لكم في اسوة).
١٣. اكثر الناس التزاما ووفاء بالعهد.
١٤. الاحالة والتحرر (هيهات منا الذلة).
١٥. القيادة المثلى والادارة الناجحة.
١٦. الاستغناء عما سوى الله.
١٧. صناع حركات مصيرية.
١٨. النظره الشمولية، لا النظرة الجزئية.
١٩. الاشتراك في الميادين الحربية والسياسية والثقافية والعسكرية منذ الطفولة.
٢٠. التحدي والمواجهة غير المتكافئة.
٢١. اليقين والبصيرة الكاملة.
٢٢. الصمود والاستقامة على الحق، مع القلة في مقابلة الاكثرية.
٢٣. جعلوا انفسهم درعا للدين، ولم يجعلوا الدين درعا لهم.
٢٤. اعطوا الاصالة للجهاد الاكبر.
٢٥. البناء الجسمي والروحي المتناسب مع عاشوراء.
العلويه الموسوي
/
حكمة جميلة ورائعه
تسقط شجرة، فيسمع الكل دوي سقوطها. بينما تنمو غابة كاملة، ولا يسمع لها أي ضجيج. الناس لا يلتفتون لنموك وتميزك، بل لسقوطك.
قطرة من كوثر
/
مفاهيم قابلة للتغيير
١ - ليس كل نظرة أعجاب تعني أنك وقعت بالحب، بل قد تكون نظرة إعجاب بفكرة أو بهندام أو بوجهة نظر.
٢ - ليس كل دمعة تذرفها تعني أنك حزين ويائس، بل قد تكون ماء زلالا تغسل به همومك المتراكمة.
٣ - ليس من شيء لا يمكنك إحرازه يعني أنك فاشل، بل قد يكون ذلك أساسا تنشأ عليه بنيانك.
٤ - يظن البعض أن صرخة المرأة من الخوف قلة حياء، ولكنه لا يعلم أن تلك الصرخة هي من شدة الحياء.
٥ - قد يرى البعض بأن حبه لأولاده وزوجته يبعده عن المولى عز وجل، باعتبار أنهم في دار الدنيا، ولكن بطبيعة الحال فإنك أن جعلت هذا الحب في سبيل الله، لأنهم خلق الله لكانت الكفة أرجح عند الله جل وعلا.
٦ - ليست كل كلمة تكتبها يعني انك تعنيها، بل قد تكون تلك الكلمة تعنيك.
٧ - وأخيراً : وليس كل ما يتمناه المرء يدركه، تجري الرياح بما لا تشتهي السفنُ!
يوسف علي
/
حكمة
كثيرون منا يبحثون عن السعادة، فإما أن يجدوها وإما لا، ولكن البعض يصنع السعادة فدائما هو يجدها!
يامهدي ادركني
/
كن كالماء
كن كالمــــاء :
* واسع الصدر والأفق كالماء
ألا ترى أنه لا يتميز حين يتساقط بين قصور الاغنياء وأكواخ الفقراء؟
أو بين حدائق الاغنياء وحقول الفقراء؟
* لينا كالماء
ألا ترى أنه يسكب في أوعية مختلفة الاشكال والاحجام والالوان، فيتغير شكله، لكن دون أن يبدل تركيبه؟
* نقيا كالماء
ألا ترى أن البحر طاهر مطهر، لا يكدره شيء، ولو رميت فيه حجرا فسيتكدر سطحه لبرهات، لكنه سرعان ما سيعود الى ما كان عليه؟
* صبورا كالماء
ألا ترى كيف تندفع الأمواج نحو الصخور، تارة تلو الاخرى، يوما تلو اليوم، اسبوعا تلو الاسبوع، وقرنا بعد قرن، حتى تترك آثارها في الصخر الأصم؟
* متواضعا كالماء
ألا ترى أنه ينزل من أعالي السماء فوق السحاب، ويختبئ في أعماق الأرض؟
* ودودا كالماء
ألا ترى كم هو لطيف ذلك الندى، يظهر كل صباح يداعب أوراق النبات الخضراء، ويجري بين نسيم الصباح في خفه؟
* حكيما كالماء
الا ترى أنه اذا اشتد الحر تبخر وانطلق نحو السماء، وحين يبرد الجو ويلطف يتكاثف ويعود الى الارض في قطرات المطر؟
يا مهدي ادركني
/
علمتني الرياضيات
- علمتني الرياضيات أن السالب بعد السالب يعني موجب. فلا تيأس فالمصيبة بعد المصيبة تعني الفرج!
- علمتني الرياضيات أن الانتقال من جهة لأخرى، سيغير من قيمتي، وأنه
متى ما كبر المقام صغر كل شيء!
- علمتني الرياضيات أن بعض الكسور لا تجبر!
- علمتني الرياضيات أنه يمكننا الوصول لنتيجة صحيحة بأكثر من طريقة. فلا تظن أنك وحدك صاحب الحقيقة، وأن كل من خالفك مخطئ!
- علمتني الرياضيات أنه هناك شيء اسمه ما لا نهاية، فلا تكن محدود الفكر والطموح!
- علمتني الرياضيات أن لكل مجهول قيمة، فلا تحتقر أحدا لا تعرفه!
- علمتني الرياضيات أن العدد السالب كلما كبرت أرقامه، صغرت قيمته. كالمتعالين على الناس، كلما ازدادوا تعاليا، صغروا فيعيون غيرهم!
- علمتني الرياضيات ان لكل متغير قيمة، تؤدي إلى نتيجة. فاختر متغيراتك جيدا، لتصل إلى نتيجة ترضيك!
- علمتني الرياضيات - في درس المصفوفات - صفوا أمنياتكم، وأحسنوا الظن بربكم، فأمنياتكم اليوم هي واقعكم غدا بإذن الله!
العزاوي
/
في مناقشاتنا
اذا اردت ان تطيح بفكرة، فلا تهاجمها بقوة، بل دافع عنها بضعف.
سيد حسن
/
لبيك يا حسين
لبيك يا حسيــن متى وكيف نقولها؟!
نحن الآن كمسلمين وشيعة، كيف نقول للحسين لبيك داعي الله؟ معركة الطف انتهت منذ ما يناهز الالف والاربع مئة سنة، الحسين عند رب كريم بجوار جده رسول الله وابيه وامه الزهراء واهل بيته عليهم السلام، الآن ما هي المعركة التي ندخلها؟ نريد ان نكون مع الحسين وجيش الحسين، لكن معركة الحسين انتهت! لكن امام زماننا المهدي لا يزال موجودا معنا، كيف نكون في جيش المهدي؟ كيف ننتمي له؟ هل هناك من سبيل اليه؟ هل نكتب العريضة والرسالة تلو الرسالة اليه؟ ونخبره اننا سنكون في جيشه؟ هل التضرع والدموع تكفي؟ هل اللطم والنواح يكفي؟ ماذا فعل اصحاب الحسين؟ كيف السبيل؟
عندما لا تترك صلواتك تحت اي ظرف، عندها قل لبيك يا حسين.. فالحسين وهو في تلك المحنة لم يترك صلاته، لان الصلاة عمود الدين ان قبلت قبل ما سواها وان ردت رد ما سواها.
عندما تسامح وتغفر وتعفو للاخرين زلاتهم وعثراتهم، عندها قل لبيك يا حسين.. فالحسين سامح وغفر وعفى عن الحر الرياحي، عندما فعل ما فعل من قطع الطريق علي الحسين وترويع النساء والاطفال، قبل التحاقه بركب الحسين عليه السلام.
عندما تقف مع اخيك وارحامك ولا تقطع رحمك، عندها قل بملء فمك لبيك يا حسين.. فالعباس دفع كفيه وروحه لاخيه الحسين الذي كان من ام اخرى.. ونحن نقطع ارحامنا، ولو كانوا من امنا وابينا!
عندما تقف وتقول كلمة حق في وجه الظلم والاستبداد، عندما تقول (لا)، عندما تكون هذه اللا في مكانها، عندها قل لبيك يا حسين.. كما قال الحسين (لا) ليزيد وظلمه وجوره على المسلمين..
عندما تشعر بالآخرين باخوتك في فلسطين والبحرين والعراق وغيرها من البلدان العربية والاسلامية، تسمع اصواتهم وندائهم واستنجادهم بك، وتحاول بشتى الطرق ان تساعدهم، عندها قل لبيك يا حسين.. الحسين لبى نداء الكوفيين ورسائلهم التي ارسلوها له، مع علمه بانهم سيغدرون به!
عندما لا تبدأ عدوك بالحرب وتعيش انسانيتك حتى مع عدوك، وان لا تعتدي، فالله لا يحب المعتدين، عندها قل لبيك يا حسين.. كما فعل الحسين في يوم الطف عندما حفر الخندق، وامر ان يوضع الحطب وتضرم النار، فنادى الشمر : يا حسين تعجلت بالنار قبل يوم القيامة، فقال الحسين (ع): من هذا؟ كأنه شمر؟ قيل : نعم فقال له الحسين : يا ابن راعية المعزى أنت أولى بها صليا! ً فرام مسلم بن عوسجة ان يرميه بسهم، فمنعه الحسين، وقال : أكره ان ابدأهم بقتال.
عندما لا يتنازلن الاخوات عن حجابهن تحت مسميات شتى : مرة بحجة الزوج، ومرة بحجة العمل، ومرة بحجة الحجاب غير واجب، وغيره من الاعذار الواهية، عندها قل لبيك يا حسين.. كما فعلت بطلة كربلاء زينب عليها السلام، على الحفاظ بالحجاب والستر.
عندما تتوكل علي الله في كل امورك وتعتمد عليه، عندها قل لبيك يا حسين.. كما قال الحسين عليه السلام في خطبته : عندما نظر الحسين الى جمعهم كأنه السيل، رفع يديه بالدعاء وقـــال : اللهم انت ثقتي في كل كرب، ورجائي في كل شدة، وأنت لي في كل أمر نزل بي ثقة وعدة، كم من هم يضعف فيه الفؤاد، وتقل فيه الحيلة، ويخذل فيه الصديق، ويشمت فيه العدو، أنزلته بك، وشكوته اليك، رغبة مني اليك عمن سواك، فكشفته وفرجته، فأنت ولي كل نعمة، ومنتهى كل رغبة.
عندما تكون صادقا وامينا مع نفسك ومع الاخرين، ولا تخدع احد، عندها قل لبيك يا حسين.. الحسين لم يخدع اهل بيته واصحابه، كان امينا معهم، فقال لهم : هذا الليل فاتخذوه جملا، ان القوم يطلبوني انا تستطيعون حفظ دمائكم.
عندما تفي بوعدك اذا واعدت احدا، حتى ولو على قطع راسك، عندها قل لبيك يا حسين.. فالعباس وعد سكينة بان ياتيها بالماء، وجاد بالكفين حتى يفي بوعده لها : (وأوفوا بعهد الله اذا عاهدتم).
عندما تكون بارا بوالديك، عندها قل لبيك يا حسين.. فعلي الاكبر كان بارا بابيه، عندما قال الامام الحسين عليه السلام ولدي علي : غفت عيناي، فعنى لي فارس يقول : القوم يسيرون والمنايا تسير بهم، (أو تسرع بهم) إلى الجنة، فقال علي الأكـبر (ع): أبتاه أوَ لسنا على الحق؟! قال (ع): بلى والذي إليه مرجع العبـاد! فقال إذاً أبتاه : لا نبالي أًوقعنا على الموت، أم وقع الموت علينا.
عندما لا تنسى ذكر الله وتترك القرآن مهجورا في بيتك، عندها قل لبيك يـــــا حسين... ليلة العاشر من محرم شوهد مخيم الحسين - كما قال المؤرخين - لهم دوي كدوي النحل، وهم ما بين راكع وساجد وقارئ للقرآن.
عندما تكون مملوء بالايمان والحب والذوبان في الله، من راسك الى اخمص قدميك، عندها قل لبيك يا حسين..
الهي تركت الخلق طرا في هواكا.. وايتمت العيال لكي اراكا
فلو قطعتني بالحب اربا... لما مال الفؤاد الى سواكا.
مزارات
/
اللهم أحينا حياة محمد وآل محمد
ورد في زيارة عاشوراء العبارة التالية : (اللهم اجعل محياي محيا محمد وآل محمد، ومماتي ممات محمد وآل محمد)
لماذا ندعو بأن تكون حياتنا حياة محمد وآل محمد؟.. وما هي حياتهم عليهم أفضل الصلاة وأزكى السلام؟..
نجيب على ذلك من خلال ما جاء في الزيارة الجامعة : (اللهم إني لو وجدت شفعاء أقرب إليك من محمد وأهل بيته الأخيار الأئمة الأبرار، لجعلتهم شفعائي إليك). إذن، فمحمد وآل محمد هم الأقرب إلى الله عز وجل، لذلك نحن نرجو من الله العلي القدير أن تكون حياتنا حياتهم، ومماتنا مماتهم.
وأما الإجابة عن السؤال الثاني - ما هي حياتهم عليهم السلام - فلا يمكننا الإحاطة بها علما، خاصة وأننا في زمن الغيبة الكبرى، حيث لم نتصل بهم، ولم نتعرف على حياتهم عن قرب، إلا أننا نستطيع أن نتعرف على شيء منها، من خلال سيرتهم وحياتهم عليهم السلام التي وصلتنا عبر التاريخ والرواة. وهي قطعاً نفس القرآن الصامت فهم عليهم السلام القرآن الناطق، فإننا نستنطق القرآن الكريم من خلالهم عليهم السلام، ولما كانوا عليهم السلام القرآن الناطق، فهم يمثلون الإسلام بأجلى صوره وأوضحها، بل أعلى من ذلك، إنهم مظاهر لأسماء الله تعالى الحسنى، فأنى يحاط بهم؟!.. وكيف يمكن أن تكون حياتنا حياتهم عليهم السلام؟!.. إنه تعالى جل شأنه لا يكلف أكثر من الوسع والطاقة.
وبهذا نستطيع أن نتعرف على كيفية أن تكون حياتنا حياتهم، ومماتنا مماتهم عليهم السلام، بأننا حينما نسير وفق منهج حياتهم، وحينما نتخلق بأخلاقهم عليهم السلام، وحينما نبتعد عن أخلاق أعدائهم، فإننا نقترب منهم شيئا فشيئا، وبذلك تصطبغ حياتنا بمثل ما هي عليه حياتهم، ولو بأدنى صورها ؛ وبذلك نتحقق في السير تكاملا وصولا إلى ما يرضي الله تعالى ؛ لأنه الغاية القصوى من اتباعهم واقتفاء آثارهم عليهم السلام.
مجهول
/
علاج فعال للمعصية
من منا لا يشتكي من معاصيه وضلاله؟ بل وأحياناً يأتي سؤال : ما هو العلاج؟ وإلى متى هذا الحال؟ العلاج بسيط وسهل جداً ولا تعقيد فيه وهو فعال جداً، ألا وهو ذكر الله تعالى، ولكن ليس الذكر المصطلح عند الناس، بل الذكر هو ذكر المحبوب، فهل سيبقى حينها في القلب مكان لغير الله عز وجل؟! في هذه السطور كيفية ذكر الله ومراتبه وفوائده وعلاقته بالزهد.
غرس محبة الله تعالى في القلب
قال الله عز وجل في كتابه {مَا جَعَلَ اللَّهُ لِرَجُلٍ مِنْ قَلْبَيْنِ فِي جَوْفه} الإنسان له ميل واحدٌ لمحبوب واحد، فإذا أحب أحدٌ المعصية، انعقد القلب عليها وسعى لها، وحينها يصعب إيقافها، فإذا كان المحبوب هنا هو الله، فسيصعب أيضاً الإعراض عنه، لأن القلب له وجهة واحدة لا اثنتين، محبوبٌ واحد يكفي.
لتحصيل ذكر الله (محبته) عليك أن تختار وقت مناسب ومكان مناسب لذكر الله تعالى، وأفضل الأوقات هو الذي تكون النفس فيه غير منشغلة بأمور الدنيا، مثل بين الطلوعين (الفجر) بعد الصلاة، أو في أوقات الحزن والتعب النفسي، أما بالنسبة للمكان فعليك أن تكون في مكان هادئ وخالٍ أو شبه خالٍ بحيث لا تنشغل بالناس عن ذكر الله تعالى.
بعد تحصيل هذه المقدمات ابدأ بذكر الله تعالى واستحضر وجوده ونظره إليك، واذكر نعمه عليك وحنانه ولطفه بك، فإن فكرت في الأمر فخاطب الله عز وجل قائلاً (يا رب) أو (يا الله) أو (يا لطيف) أو أي اسم آخر يشعرك بالمحبة تجاه الله عز وجل.
هناك أيضاً عدة مراتب ودرجات للذاكرين، قد تكون هناك محبة تنقدح في القلب، ولكنها ليست قوية لدرجة إدراك أن الله ينظر لكل شيء، وهذه أدنى درجة.
درجة أخرى، هي أن يستحضر الإنسان وجود الله تعالى ونظره إلينا وتدبيره ونظره لنا بعين الرحمة والعطف، بل ترتقي هذه الدرجة أحياناً إلى مشاهدة أن الله ناظر للكل، حينها يدرك الإنسان مدى صغره أمام الخالق، وسيشعر بمشاعر الحب والعبودية، سيحس بإحساس لا مثيل له.
ومنها، أن يشاهد أن الله ناظر للجميع، فيشاهد مشاهدة الله تعالى للخلق، حينها لن يقوم الإنسان بمعصية في حال استحكمت هذه الحال على القلب.
الزهد وفوائده
بعد تحصيل كل مراتب الذكر المتقدمة، ستعرف فائدة الزهد وعلاقته، بل سيكون من السهل جداً أن تترك كل ما سوى الله تعالى، وستضحي بكل شيء بهدوء أعصاب وارتخاء واطمئنان في القلب، بل سيكون في مخالفة هوى النفس لذة لا مثيل لها. إذ كلما ضحيت بشيء لأجل الله تعالى زادت المحبة في القلب، وهو مراد النفس، ويعظُمَ استحكامها حتى يطغى على القلب كله، فلا يدع مكاناً لأي شيء مغاير لله تعالى.
بعض الروايات والمواعظ
أترككم مع كلمات الأئمة عليهم السلام وبعض أولياء الله تعالى حول الذكر وفوائده :
في كتاب غرر الحكم عن أمير المؤمنين عليه السلام أنه قال : (ذكر الله دواء أعلال النفوس).
وقال عليه السلام : (الذكر مجالسة المحبوب).
وفي موضع آخر قال عليه السلام : (الذكر لذة المحبين).
والروايات كثيرة في هذا المجال.
أما ما قاله أولياء الله المعاصرين :
يقول الشيخ الجليل حسن علي الأصفهاني (النخودكي) رحمة الله عليه (اعلم أنه كما أن عالم المادة يتشكل في العناصر الأربعة، ففي التولد المعنوي أيضاً يحتاج إلى أربعة عناصر : قلة الأكل، قلة النوم، قلة الكلام، والإنزواء عن الخلق. لكن يوجد عنصر آخر أيضاً يكون بالنسبة لهذه العناصر الأربعة كالروح بالنسبة للجسد وهو الذكر الدائم).
ليس المقصود بالانزواء هو ترك الواجبات اليومية، وإغلاق كل الأبواب المشرعة على الناس، ولكن مجالستهم فيما ينفعهم وينفعك وإلا فاعزب عنهم، فيما يتعلق بالنوم فست ساعات مناسبة لسلب النفس قواها الحيوانية فتكون مائلة لله تعالى أكثر، أما الطعام فتثليثه كما عن المعصومين عليهم السلام من لوازم هذا الطريق، ويجب أن تذيق نفسك طعم الجوع لمدة ساعة قبل الوجبة لأن الأجوفين هما سبب كثير من المعاصي و (الجوع غذاء القلب) كما روي عنهم عليهم السلام.
ويَنقل الشيخ أيضا في موضع آخر كلام الفيض الكاشاني حول نفس الموضوع قائلاً : (يقول المرحوم الفيض بعد هذه العبارات : حسبما يقول أرباب المعرفة، الذكر أربع مراتب :
الأول : ذلك الذكر الذي يجري على اللسان فقط.
الثاني : ذلك الذي عادوه على اللسان، يصير القلب ذاكراً ومتذكراً أيضاً، وبديهي أنه لحضور القلب يلزم المراقبة والمداومة، لأن القلب إذا تُرك لحال نفسه يسرح في وادي الإنكار.
الثالث : ذلك الذي يتمكن من القلب أيضاً، ويستولي عليه بشكل يكون رجوع القلب منه صعباً، كما كان في النوع الثاني حضور القلب بالنسبة للذكر مشكلاً.
وأخيراً الرابع : ذاك الذي يكون فيه العبد مستغرقًا في المذكور جل شأنه مباشرة، بأن لا ينتبه أبداً إلى ذكره ولا إلى قلبه.. في هذه الحال التي ينصرف توجه الذاكر إلى الذكر، نفس الذكر يكون حجاب روحه، وهذه الحال تكون نفس التي عُبّر عنها في عرف العارفين بالفناء، وذلك كل المقصود وتمامه وكمال المطلوب من ذكر الباري تعالى.
ينبغي التركيز حول ما نقله الشيخ عن الذكر ومراتبه للوصول لحالة استحكام الذكر على القلب، فربما يكشف لك شيء من الجلال والجمال الإلهي، فتكون قد هزمت جيوش الشيطان، وفتحت عالم الملكوت.
وقال الشيخ حسن علي الأصفهاني (النخودكي) في أحد رسائله لأحد أتباعه :
(..... قسّموا وقتكم بين الطلوعين أربعة أقسام، قسم للأذكار والتسبيح، وآخر للأدعية، والثالث لقراء ة القرآن، والأخير في محاسبة أنفسكم على أعمالكم في اليوم المنصرم، فإن كنتم قد وفقتم لطاعة فاشكروا الله على ذلك، وإن كنتم لا سمح الله قد ابتليتم بمعصية فاستغفروا الله).
الفجر هو أفضل وقت لكون الإنسان قد استيقظ من نومه للتو، فيكون في حالة أشبه بغسل ما في ذائقة النفس من طعم المعصية، فلا يميل إليها، فيكون ذكر الله تعالى سهلاً والمحاسبة ستكون مؤثرة أيضاً. قال أمير المؤمنين عليه السلام بهذا الصدد : (تفكرك يفيدك الاستبصار ويكسبك الاعتبار)
قف مع نفسك وعاتبها وسائلها حول منفعة المعاصي التي تقوم بها، وإلى متى ستستمر، وأمرها وأرشدها لخطوات ترك المعصية في خطاب مليء بالحزن والأسف على ما فات (ونهى النفس عن الهوى) وحينها لا تنس ذكر اللهـ فهو بمثابة مادة للطاعات ولا تتحقق الطاعات بدونها.
علمنا بأن الذكر هو مادة الطاعة ـ كما أن الغفلة عن ذكر الله تعالى هي مادة المعصية، وأن للقلب وجهة إما الغفلة أو التذكر والذكر، وأن الذكر الذي يستحكم في القلب يصد عن المعصية ـ كما أن الغفلة التامة توجب الرين على القلب فتعمينا إلى يوم القيامة، فعلى الإنسان أن يسعى لغرس جذور محبة الله تعالى في القلبـ لتثمر ذكراً فطاعة فوصولاً إلى أعلى عليين.
العلويه
/
التواضع
يولد الإنسان على التواضع، فتجده في صغره يتصرف بحرية وبجمال روح ؛ وما أن يكبر إلا ويبدأ برؤية ما أعطاه الله من فضائل، فيدخل إليه الكبر، متناسيا أن هذا كله ليس من فضله أو انجازاته، بل بفضل الباري جل وعلا سبحانه.
العبد
/
ولائيات
إن أهل البيت عليهم السلام (نور الله)، والناس بين متزود منتفع من ذلك النور، أو محترق يعيش الظلام، كلما أخرج يده لم يكد يراها : (ومن لم يجعل الله له نورا فما له من نور).
مجهول
/
فتح عالم الغيب (الفتح القريب)
لا يزال الإنسان في صراع مع نفسه حتى ينتصر عليها ويدخل عالماً آخر، ويسمى هذا النصر فتحاً، ولكن ليس فتح على وجه الأرض، بل فتح داخل النفس، بعد انتصار جنود الرحمن على جنود الشيطان، وطردهم من التصرف في جوارح الإنسان، وبهذه الخطوة يتحقق السير إلى الله تعالى، بالخروج من بيت النفس المظلم، ومشاهدة الجمال الإلهي بقدرٍ ما، ويسمى هذا النصر (الفتح القريب)، ونتيجته التوحيد الأفعالي وفتح باب المكاشفات والمعارف. ويلزم السالك طريق الحقيقة، معرفة أشياء لتحقيق هذا الفتح، وأهمها البيعة لمقام النبوة والإمامة، وسنتطرق لذلك في السطور القادمة بإذن الله سبحانه.
معرفة حقيقة النفس
قال أمير المؤمنين عليه السلام : (من عرف نفسه فقد عرف ربه)..
للإنسان ثلاث عوالم :
(عالم المادة) وهو العالم المختص بالبدن.
(عالم المثال) وهو العالم الذي يختص بالخيال والأحلام والرؤى والمكاشفات. ولكن عالم المادة يحول دون ظهور ذلك العالم في هذا العالم. تحفظ الصور المثالية للألم واللذة وكل ما شاهده الإنسان وأحس به وعاينه، بل كل شيء تحس به في عالم المادة، هو في عالم المثال، وليس في عالم المادة كما سيجيء برهانه.
(العالم العقلي) لا علم لي به، سوى أنه مجرد عن المادة ذاتاً وفعلاً.
وكل هذه العوالم خاصة بك ولا تخرج عن حقيقتك، وتستطيع القول بأن العالم المادي بالنسبة لذات الإنسان لا أثر مستقل له، لأن هذا البدن يأخذ أفعاله من حقيقة الإنسان ونفسه، فالعين التي في بدن شخص ميت تنطبع فيها صورة، ولكن أين النفس لتُبصر؟ البدن واسطة لإدراك صور وحالات عالم المادة، وليس إدراك حقيقة عالم المادة، الصور المرتسمة في ذهن الإنسان هي نفس ذات الإنسان وفي عالم مثاله ؛ لأن كل إنسان يرى صورة شيء معين بتفاوت واختلاف لقرب المُبصِر من المُبصَر وبعدهِما، فالنتيجة إما صورة صغيرة أو كبيرة من الجسم الخارجي. فبدون مشغل ومحرك للبدن فلا فائدة من البدن، والحال أن غاية البدن هي إفادة النفس الإنسانية، وانتزاع صور الأشياء المادية، لتكون في عالم المثال في ذات وحقيقة الإنسان.
بناء على ذلك، حقيقة كل إنسان ليست ببدنه، بل إن بدن زيد دليل على وجود ذات زيد التي تحرك بدن زيد. بناء على ما تقدم، الإنسان منذ خلقه يعبد نفسه وأحاسيسه، لأن كل شيء نُدركه هو جزء من عالم مثالنا، لأن العالم المادي يستحيل أن يكون مندرجاً في عالم المثال، لأن عالم المثال المختص بكل إنسان عالم غير مادي، فلا سبيل سوى أن نقول بأن كل شيء نراه ونحس به ونعلمه هو النفس، حتى الله عز وجل صورة ذهنية لحقيقة موجودٍ عظيم لم نصل لإدراكه حقيقة، ولا أعني بذلك أن كل الناس وحتى الموحدين كفار، بل هذا النحو من التصديق والإيمان مجزئ عند الله سبحانه، ولكن على الإنسان أن يرتقي.
ويُسمى الخروج من سلطان المادة وآلات البدن (بالتجرد)، حيث قال أمير المؤمنين عليه السلام : (من عرف نفسه تجرد) وسيتبين لك كيفية التجرد في السطور القادمة بإذن الله سبحانه.
الجهد المطلوب
إذا تمهد لك ما تقدم فعليك أن تجتهد في مراقبة النفس، والأمر سهل بالتفكر في عواقب الأعمال، فبالتفكر تفتح مغاليق مجاهدة النفس، ولا أتصور أن أحداً لا يستطيع أن يخلو بنفسه وينبهها بخطاب جدي بأن الطريق المغاير لله غير صحيح، وتستطيع إقناعها بعباراتك الخاصة وما تراه مناسباً للتأثير فيها، ولكن لا ينفع ذلك بدون المجاهدة بالعمل.
إذا أمسكت بزمام النفس عليك أن تراقبها، لئلا تزيغ للحرام وترك الواجبات، وهذه أول درجة من المراقبات.
أما الدرجة الثانية : فهي ترك كل لغو ولهو والتفرغ من كل ما لا علاقة له بالله عز وجل، لكي يكون قلبك مستعداً حينها لتلقي المحبة الإلهية، لا تحصل المحبة وأنت تفكر في الطعام والأصدقاء والمشاغلات، فإذا صارت أعمالك مرضية لله، احفظها من الزوال لتصل لحد الملكة.
الدرجة الثالثة : هي أن ترى أن الله تعالى ناظر إليك وإلى كل المخلوقات.
الدرجة الرابعة : أن ترى حضور الله ونظره إليك، أي مشاهدة الجمال الإلهي.
الدرجة الثالثة والرابعة : لا تحصلان إلا بالذهول عن كل ما سوى الله تعالى كما في الأحاديث (.. لرأيتم ما أرى..)، وأضف على ذلك الأذكار، فلتلقين القلب حضور الله، عليك أن تستحضر وجود الله في كل مكان، وأنه يراك وتراه ويرى غيرك، حينها خاطب الله سبحانه قائلاً : (يا رب) أو (يا الله) أو أي أسم آخر يناسب حالك، بهذه الكيفية تكون قد حصلت على الدرجتين الأخيرتين من المراقبة، وقد تحصل تلك الحال بشكل تلقائي على إثر مجاهدة النفس.
تحقيق الفتح
{ومن يخرج من بيته مهاجرا إلى الله ورسوله ثم يدركه الموت فقد وقع أجره على الله}.. للخروج من بيت النفس والتجرد منه، عليك أن تستحضر وبعد التفكر فيما مضى ذكره حول معرفة النفس، وأن كل شيء تراه هو نفسك، يجب أن تفكر ليلاً ونهاراً بأن كل ما تراه هو نفسك.. فإذا وقفت على حقيقة نفسك، وأدركت حقيقة عالم مثالك، خصص حينها نصف ساعة في اليوم لنفي الخواطر بذكر (لا إله إلا الله)، مستحضراً معنى (لا مؤثر في الوجود إلا الله)، أي يجب أن تقتل كل خاطرة مغايرة لحقيقة التهليل، لتتمكن من قتل نفسك - قتلاً معنوياً لا حقيقياً - وتنسب كل فعل وخاصية في النفس إلى الله تعالى (وما رميت إذ رميت ولكن الله رمى) وأن الله هو الذي جعل نظام النفس بهذا الشكل، وهو المؤثر في أعضاء البدن، وليس أنت، لأن الله تعالى هو الذي أعطى خاصية الإبصار والإحساس للنفس، ويستطيع أن يقطع الفيض عن البصر والحس.
عندما تشرع في التهليل ستحس تدريجياً أن كل شيء حولك يسبح، وأن كل شيء يقول (الله)، وأن كل الأفعال والموجودات تسعى نحو الله تعالى، وحتى البشر كفاراً كانوا أم مسلمين : (وإن من شيء إلا يسبح بحمده ولكن لا تفقهون تسبيحهم).
بناء على فطرة البشر على حب الكمال، فالكل يسعى للكمال، ولا كمال أصلي في الوجود إلا الله، إذن فالكل يعشق الله ويسبح باسمه : {هو الأول والآخر والظاهر والباطن}، عندها ستحس بالعشق الشديد نحوه سبحانه، وسينكشف لك تدريجياً صوت كدوي النحل يقول : (لا إله إلا الله الملك الحق المبين) فإذا سمعتهم هلل معهم، واستمر في ذلك، حتى تسطع الأنوار البارقة السريعة الزوال، وكلما رأيت النور فقل (سبحان الله) بما للكلمة من معنى، فعندها سيحصل التمكن.
إلى هنا ينكسر القلم وأعجز عن إكمال ما سيحصل. لا يظنن أحد أن ما في المقال هو حالي، بل هو ما استقيته من سيرة العرفاء، ومن سلك هذا الطريق، وفيه بعض التجارب الشخصية.
ملاحظة : لا تشرع في الأذكار في حال عدم جدواها، لأن ذلك يؤدي لنتائج عكسية وقسوة في القلب من الذكر، قد لا تكون استوفيت القدر اللازم من معارف النفس، لأن الأمر يحتاج لتفكر، تستطيع أن تستخير الله سبحانه في الشروع بالفتح أم لا، فهو أعلم بحالك، قد ترى منامات يعطوك فيها إرشادات وعلامات.
وفي الختام نصائح مهمة من بعض أولياء الله تعالى :
يقول الشيخ حسن علي الأصفهاني (النخودكي) في أحد رسائله (من واجب الإنسان أن يجد ويجتهد، ليطمئن أن الطريق الذي يريد سلوكه طريق حق، فإذا اتضح له الحق في سلوكه، لزم أن يكون صبوراً، وأن لا يمل ولا يضجر إذا أبطأ الفتح عليه. وأن لا يبدأ الإنسان طريقه بدون علم ودراية، فتراوده الشكوك في صحة طريقه وصدق دليله).
وقال في موضع آخر (اعلم أنه كما أن عالم المادة يتشكل في العناصر الأربعة، ففي التولد المعنوي أيضاً يحتاج إلى أربعة عناصر : قلة الأكل، قلة النوم، قلة الكلام، والانزواء عن الخلق. لكن يوجد عنصر آخر أيضاً يكون بالنسبة لهذه العناصر الأربعة كالروح بالنسبة للجسد وهو الذكر الدائم).
في آخر ما كتبه قال : (واعلم أن جميع ذلك نتيجة صلاة الليل).
يجب تثليث الطعام والماء والهواء في البطن، وعدم أكل شيء إلا بعد ساعة من الجوع (الجوع غذاء القلب) كما قال الصادق عليه السلام، ولم يقصد بالانزواء ترك النشاط اليومي، بل من المهم أن يصلح الإنسان المجتمع بالقدر الذي لا يشغله عن سلوك الطريق. أما النوم فست ساعات في اليوم فقط. وكل ما ذكرته كاف لإضعاف الجنبة الحيوانية في الإنسان، وتسهيل السير إلى الله، وهذا مضمون كلام الأحاديث الشريفة وكلمات أعلام العرفان.
قال الإمام الرضا عليه السلام : (لا يكون المؤمن مؤمناً حتى يكون فيه ثلاث خصال : سنة من ربه، وسنة من نبيه، وسنة من وليه، فالسنة من ربه : كتمان سره، قال الله عز وجل : {عالم الغيب فلا يظهر على غيبه أحدا}.. وأما السنة من نبيه فمداراة الناس فإن الله عز وجل أمر نبيه (ص) بمداراة الناس فقال : {خذ العفو وأمر بالعرف وأعرض عن الجاهلين}.. وأما السنة من وليه، فالصبر في البأساء والضراء، فإن الله عز وجل يقول : {والصابرين في البأساء والضراء}).
إياك وكشف الحالات والرؤى، وأي شيء يختص بهذا المسلك، ففي ذلك الندم والخسران وزوال النعمة!
ويقول معلم الإمام الخميني ؛ الميرزا محمد علي شاه آبادي قدس سرهم : (بما أن المؤمنين المتدينين لا يتسنى لهم الوصول إلى مقام التوحيد (الشهودي) و (التحققي)، ولا يحظون بهذين المقامين العاليين، يتوجب عليهم إذن مبايعة مقام (الولاية المطلقة) المُجسدة للتوحيد الشهودي والتحققي والحائزة للقرب الفرائضي والنوافلي الإلهي، والفانية هويتها في حقيقة الحق، ليتشخص توحيدهم البرهاني بتوحيد شهودي ويكتمل إيمانهم.
وقد جاء في الأثر عن المعصوم (ع): (بنا عرف الله، وبنا عبد الله) أي كي تتحقق البيعة للظهور الإطلاقي للرب، والجلوة الأكمل له، التي هي محكومة بحكم الحق، ويتشخص معروف السالك، بوساطة البيعة لمقام الولاية المطلقة، والنبوة المطلقة التي هي ظهور أتم للذات المقدسة والجلوة الأكمل لذات الباري تعالى، قال تعالى : {إِنَّ الَّذِينَ يُبَايِعُونَكَ إِنَّمَا يُبَايِعُونَ اللَّهَ يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ})
أهم شيء البيعة، وبدونها لن يحصل فتح لأحد، ومن أراد المزيد فلينظر في سورة الفتح، ففيها كل ما يلزم لتحقيق البيعة، وقد وصى السيد الكشميري - قدس سره - بقراء ة هذه السورة للوصول للفتح.
نرجو العروج ونخاف القيود
/
تأملات جميلة
نبي الله آدم (ع) ونبينا الأكرم وأولي العزم
* أغوى الشيطان نبي الله آدم (ع) بوسوسته بأن هذه الشجرة شجرة الملك والخلد، ولكن عندما نزل الملك جبرائيل على نبينا الأكرم يخيره بين أن يكون ملكا نبيا أو عبدا نبيا، أختار العبودية على الملوكية.
* سأل نبي الله نوح (ع) ربه الكريم عن مصير ابنه : (ربي إن ابني من أهلي) ولكن نبينا الأكرم لم يسأل الله، عندما نزلت سورة (تبت يدا أبي لهب) ولم يقل ربي إنه عمي.
* سأل نبي الله إبراهيم (ع) ربه الكريم أن يريه كيف يحيي الموتى ليطمئن قلبه، بينما رسولنا الأكرم دعاه الباري عز وجل في ليلة الإسراء والمعراج ليريه آياته الكبرى : (ما زاغ البصر وما طغى, لقد رأى من آيات ربه الكبرى).
* عندما أمر رب العزة نبيه موسى (ع) أن يذهب إلى فرعون : (قال ربي إني قتلت منهم نفسا فأخاف أن يقتلون) بينما رسولنا الكريم (إذ يقول لصاحبه لا تحزن إن الله معنا).
* عندما قال رب العزة والجلال لنبيه عيسى (ع) (أأنت قلت للناس اتخذوني وأمي إلهين من دون الله قال سبحانك ما يكون لي أن اقول ما ليس لي بحق) ثم أتبعها قائلا : (إن تعذبهم فإنهم عبادك وإن تغفر لهم فإنك أنت العزيز الحكيم) بينما كان رسولنا الكريم يدعو لقومه عند إيذائهم إياه : (ربي اغفر لقومي إنهم يجهلون).
** حقا يا رسولنا العظيم : (إنك لعلى خلق عظيم).
نرجو العروج ونخاف القيود
/
تأملات جميلة
إن القاعدة الأساسية لقياس الأخلاق الحميدة، هي مدى مطابقتها لأخلاق القرآن. ولكن هذه القاعدة عندما تطبق على أهل البيت، نجد أن أخلاق أهل البيت وكأنها تسبق نزولها في القرآن، كما هو واضح في سورة الإنسان وآيات صفات المتقين وعباد الرحمن والمؤمنين, وكأن هذه الآيات نزلت مادحة لمصاديقها، وهم أهل البيت، وقدوة لغيرهم، فأي عظمة يحملها النبي محمد (ص) وأهل بيته الكرام.
نرجو العروج ونخاف القيود
/
تأملات جميلة
ذكر القرآن الكريم أن جميع الملائكة سجدت لآدم إلا إبليس، لتكبره وأنه خلق من نار، والنار أفضل من الطين. استغل ابليس ميزته المادية التي فضلها هو، واستكبر بها على آدم، ورفض تسخير نفسه لبني البشر. بينما ما يمتلكه بني آدم من مميزات منحها له رب العزة : من كون روحه نفحة من الروح الإلهية : (ونفحت فيه من روحي)، وكونه خليفة الله في الأرض ؛ لكنه رغم هذا التكريم، رضى أن يرضخ لوساوس الشيطان، بل أن يسخر نفسه لتحقيق أهداف الشيطان ؛ لذا اصبح البعض يعبد عدوه، ويستكبر الرضوخ لخالقه : (وكرمنا بني آدم)!.. فانظر أيها الإنسان على من كرمت ولمن سخرت؟
نرجو العروج ونخاف القيود
/
تأملات جميلة
جميع بني البشر يخرج من ظلمات الرحم، ليبتدئ حياته بنور الحياة، فإذا أختار مداد نوره من نور الله عز وجل، كان نوره سرمدي من حياته إلى قبره، ويواصله بقيامته : (الله ولي الذين آمنوا يخرجهم من الظلمات إلى النور).
أما الذين رأوا الحياة بعين الشيطان، فإنهم خالدين في الظلمات، يتنقلوا من ظلمات الرحم، إلى ظلام الجهل، ثم الى ظلام القبر، ثم الخلود في ظلام جهنم : (والذين كفروا أوليائهم الطاغوت يخرجونهم من النور إلى الظلمات أولئك أصحاب النار هم فيها خالدون).
قطرة من كوثر
/
هو الظاهر
إن الكثير من الناس يتساء ل عن اسم الله الظاهر، وعن الأين والكيفية لهذا الظهور، وكيف يكون ظاهراً، وهو الذي لا تدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار؟..
ومن هذا المنطلق يتبين لنا أن أسماء الله سبحانه وتعالى ترتبط بالمحسوس لا بالملموس, وهذا المنطق لا يقبل النقاش، ومثله في ذلك كمثل العبقرية التي تنطلق من مخ الإنسان المادي، وتكون أداة لتحقيق الانجازات العظيمة، فهي لا ترى كمادة، ولكنها تلمس من خلال تلك الإنجازات أو الاكتشافات ؛ فالذي خلق ما يرى وما لا يرى، هو الذي أظهر تلك العبقرية بلطفه وعظيم قدرته.
وقد ورد لفظ الظاهر في دعاء الجوشن الكبير في عدة مواضع منها : (يا من لطفه ظاهر, ويا ذا الكرامة الظاهرة, ويا من أظهر في كل شيء لطفه).. فالذي أظهر في كل شيء لطفه، هو الذي جعل ذلك اللطف الأداة الدالة عليه، ليعلم الإنسان أن هناك خالق عظيم ظهر لطفه في خلقه ؛ لأن المخلوقات بطبيعة الحال - ومنها الإنسان - تنجذب نحو مصلحتها، وظهور اللطف الإلهي هو أداة لجذب الإنسان نحو عبادة الخالق العظيم.
المختار الثقفي
/
من اجمل ما قرأت
هل تساء لت يوما ماذا كان سيحدث لو تعاملنا مع القرآن مثل ما نتعامل مع هواتفنا النقالة؟ ماذا لو حملناه معنا أينما نذهب في حقائبنا وجيوبنا؟ ماذا لو عدنا لإحضاره إذا نسيناه؟ ماذا لو عاملناه كما لو أننا لا نستطيع العيش بدونه؟ ماذا لو استخدمناه أثناء السفر؟ ماذا لو جعلناه من أولوياتنا اليومية؟
ليكن شعارنا (القرآن الكريم صديقي).. وإذا وجدت غبارا على مصحفك، فابك على نفسك، فمن ترك قراء ة القرآن لثلاثة أيام سمي هاجرا!.
الكربلائي
/
حكمة
عندنا أجمل ما يُملك ولا ندري :
أراد رجل أن يبيع بيته وينتقل إلى بيت أفضل منه، فذهب إلى أحد أصدقائه وهو رجل خبير في أعمال التسويق وطلب منه أن يساعده في كتابة إعلان لبيع البيت وكان الخبير يعرف البيت جيداً فكتب وصفاً مفصلاً له، أشاد فيه بالموقع الجميل والمساحة الكبيرة ووصف التصميم الهندسي الرائع، ثم تحدث عن الحديقة وحمام السباحة... الخ، وقرأ كلمات الإعلان علي صاحب المنزل الذي أصغى إليه في اهتمام شديد.. وبعدها طلب منه أن يقرأ الإعلان مرة ثانية، وحين أعاد الكاتب القراء ة، صاح الرجل : يا له من بيت رائع!.. لقد كنت طول عمري أحلم باقتناء مثل هذا البيت، ولم أكن أعلم إنني أعيش فيه إلى أن سمعتك تصفه!.. ثم أبتسم قائلاً من فضلك لا تنشر الإعلان، فبيتي غير معروض للبيع!.
----
هناك مقولة قديمة تقول :
(أَحْصِ البركات التي أعطاها الله لك واكتبها واحدة واحدة، فستجد نفسك أكثر سعادة من ذي قبل).
----
إننا ننسى أن نشكر الله تعالى، لأننا لا نتأمل في بركاته، ولا نحسب ما لدينا منها، ولأننا نرى المتاعب فنتذمر وتضيق أنفسنا بها.
----
قال أحدهم : إننا نشكو لأن الله جعل تحت الورود شوكاً، وكان الأجدر بنا أن نشكره لأنه جعل فوق الشوك وردا!..
----
وقال آخر : تألمت كثيراً عندما وجدت نفسي حافي القدمين، ولكنني شكرت الله أكثر حينما وجدت آخر ليس له قدمين.
----
أسألك بالله كم من شخص تمنى لو أنه يملك مثل سيارتك، بيتك، جوالك، شهادتك، وظيفتك، أسرتك وشريك حياتك..
كم من الناس يمشون حفاة وأنت تقود سيارة..
كم من الناس ينامون في الخلاء وأنت في بيتك..
كم شخص يتمنى فرصة للتعليم وأنت تملك شهادة...
كم عاطل عن العمل وأنت موظف..
كم شخص يحلم بزواج ناجح وسعيد وأنت بعون الله وجدته..
ولو عددت نعم الله عليك، فإنك لن تحصيها!.. ألم يحن الوقت لأن نقول : يا رب لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك!.. اللهم لك الحمد حتى ترضى، ولك الحمد إذا رضيت، ولك الحمد بعد الرضا!..
علي
/
حسنات الأبرار سيئات المقربون
إن هذه الكلمات المقدسة (حسنات الأبرار سيئات المقربون) إنما تتعلق بمدى معرفة العبد لله سبحانه وتعالى، فمن المعلوم أن العباد يختلفون بمعرفتهم بالله جل وعلا، كلٌ بحسب سعة وعائه، أو ما يعبر عنه بقدرته على الاستيعاب..
فإذا نظرنا إلى الجانب الحياتي للمسألة، نجد أن الإنسان الذكي أكثر استيعاباً لعلم الرياضيات مثلاً، من شخص آخر ذو ذكاء أقل، وبالتالي فإن قدرة الأول على حيازة الدرجات العالية في مادة الرياضيات، أكبر من قدرة الثاني على ذلك.. وبالعكس فإن الإنسان الأذكى عندما يخطئ في امتحان الرياضيات، يكون اللوم عليه أشد من قبل الأستاذ، بينما قد لا يعبأ بخطأ الشخص الثاني الذي يعتبر أقل ذكاء.
وهكذا بالنسبة لمعرفة العبد بالله جل وعلا، فإن قوله سبحانه (هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون) يشمل الثواب والعقاب اللذان يمثلان علاقة طردية لكليهما، لأن ثواب العالم أكبر من ثواب الجاهل ؛ وكذلك فإذا أخطأ العالم والجاهل نفس الخطأ، فإن عقوبة العالم أكبر من عقوبة الجاهل..
فمثلاً الإنسان البر التقي قد تأتي على باله المعصية، ولكنه يجاهد نفسه ليجتنبها، وهذا حد علمه بالله سبحانه - وهي حسنة بلا شك - ولكن الإنسان المقرب كالأنبياء عليهم السلام مثلاً، فإن التفكير بالمعصية ومجاهدة النفس هما مرحلتان أدنى من مستوى معرفته بالله سبحانه وتعالى، وكان قد تجاوزهما حتى وصل إلى مرحلة القرب، فإن تراجع إلى المراحل السابقة التي ذكرناها، كانت سيئة، لأن معرفته بالله يجب أن تكون رادعاً له عن الرجوع إلى الوراء.
بتول
/
الصلاة
أغلب الناس يعانون من مشكلة الشرود في الصلاة، وكم يدل هذا الأمر على لؤم الانسان!.. فلو أراد أحدنا أن يقابل شخصا ذو منصب في هذه الدنيا، فإنه يكون الأمر شاقا وغير متاح بسهولة للعوام بينما جبار السماوات والأرضين تبارك وتعالى قد أذن لنا - على ما فينا من المعاصي والعيوب - أن نتكلم إليه ونقوم بين يديه في أي وقت نريد، وهو تعالى يسمعنا ويستجيب لنا، فكم هو شرف عظيم شرّفنا الله به، أن منّ علينا بالصلاة!.. أولا يكفينا ذلك، لنمتنع عن التفكير في غير الله أثناء الصلاة، فنقول : يا ربي، شكرا لك أن هديتني ووفقتني للصلاة بين يديك!.. فالكثيرين من المستغرقين في الدنيا والمعرضين عن الله جلّ جلاله محرومين من هذه النعمة.
هناك حركة طيّبة نقوم بها في المشاهد المقدّسة من آداب الزيارة، وهي طلب الإذن للدخول، فما المانع أن نقول قبل البدء بالصلاة : أتأذن لي يا ربي أن أصلي بين يديك وأتوجّه إليك, أرجوك لا تصرف وجهك الكريم عنّي!.. ولنستذكر قول امامنا السّجاد (ع): (منّي ما يليق بلؤمي، ومنك ما يليق بكرمك).
مجهول
/
الذنب والتوبة
في هذه السطور سينكشف لك : حقيقة الذنب، وكيفية الإقلاع عنه، وكيفية حصوله ومقدماته.
إن للنفس نشأتين : مادية دنيوية، وروحية معنوية.. النفس في هذه الحياة لها حواس لها دخل في نشاط الإنسان اليومي، إذ كل ما نشاهده ونحس به يبقى في النفس، ويكون له أثر يتفاعل معها، فيحصل من ذلك التفاعل ملكوتاً إما أن يكون مظلماً أو نورانياً، ويكون محله في النفس وهو الرين أو النكتة السوداء التي تغطي القلب.
ومن البديهي أن النورانية التي تحصل في القلب تسهل علينا الطاعات، وأن الظلمة تحجبنا عن جمال الله تعالى، والنورانية منشؤها الطاعة، والظلمة سببها المعصية.
أما التوبة عن المعاصي :
قال الإمام جعفر الصادق (ع): (إذا أذنب الرجل خرج في قلبه نكتة سوداء، فإن تاب انمحت، وإن زاد زادت حتى تغلب على قلبه، فلا يفلح بعدها أبداً).
إن للاستغفار حقيقة، فليس مجرد لفظ (أستغفر الله ربي وأتوب إليه) يُبعد الإنسان عن المعصية، بل يجب أن يستحضر معاني الكلمة ويدخلها في قلبه، ليُورث الاستغفار ندماً واقياً عن المعاصي.. فليستحضر قبل الاستغفار أن الله معه، وأن الله هو المُخاطب، وأنك تطلب منه المغفرة، (وأتوب إليه) أي أرجع عن هذه المعصية، ولا أريدها، فهي تبعدني عنك.
يقول العارف بالله الميرزا جواد الملكي التبريزي رحمة الله عليه في كتابه أسرار الصلاة ما لفظه : (وأما علاج الإصرار والدواء لتحصيل التوبة، فهو بتحصيل أسبابها، وهي العلم والذكر والفِكر والمجاهدة بالعمل).
فعندما يعلم الإنسان مضرة المعصية وزوال الدنيا، وأن الله تعالى أفضل من كل شيء ؛ عليه حينها أن يذكّر نفسه بمضرة المعصية، فيتفكر في مضرة كل واحدة منها، فيورثه التفكر التيقظ والاستعداد، فيجاهد حين ورود أدنى تفكير بمعصية الله تعالى، في إرشاد القلوب حديث عن رسول الله صلى الله عليه وآله يذكر فيه صفات أحب المؤمنين عند الله تعالى وصفاتهم حتى قال (... وتفكر في عيوبه وأصلحها..) والتفكر نافع لنورانية القلب.
ويقول السيد الإمام الخميني في كتاب الأربعون : (لكل معصية ومتعة انعكاس وأثر في الروح) وفي موضع آخر قال متحدثاً عن تدارك الذنوب بالطاعات معللاً : (لأن صورة المتع الطبيعية لا تزال ماثلة في ذائقة النفس).
لأن المعصية هي تفاعل نفسي سواء التفاعل كان من خارج النفس - كسماع الغيبة فيكون التفاعل هو الاغتياب - أو من داخل النفس وهي آثار المعصية التي ترسخ آثارها في النفس مع تكرار مزاولتها وتذكرها.. فيكون سبب المعصية إما : داخلي أو خارجي.. فالخارجي علاجه الابتعاد عن مواطن المعصية، أما الآثار الداخلية فالاستغفار والتوبة.. وعلى التائب أن يعمل عملاً مضاداً للمعصية التي عملها..
وليُعلم أن أفضل دواء للمعصية هو حب الله عز وجل، وكيفية ذلك هو استعمال ذكر : (يا رب) مثلاً، ويُفضّل الجلوس في مكان خالٍ، تطمئن له النفس، ويردد الذكر، مستحضراً أنه يخاطب الله، وأن الله خلقه ورباه ويرزقه كل يوم، وينظر له برأفة.. ومن اللطيف أن يتذكر أن الله جليس من يذكره - كما في الروايات - وأن الله تعالى يرد على قول كلمة : (يا رب) مكررة ثلاث مرات بـ (لبيك عبدي).. وقد ادعى البعض نفع هذا العمل في تحصيل المحبة..
وأي طاعة منشؤها الندم والمحبة، كفيلان في إزالة آثار الذنب، فإذا صارت المحبة دائمة دامت الطاعة، وبالغفلة عن المحبوب يرتكب العبد معصية.
ويجب أن يبتعد المزاول لهذا العمل عن الأنس بالغافلين، وإلا لن تنفع الأذكار في تحصيل المحبة.
نرجوا العروج ونخاف القيود
/
جمال صلاة الفجر
في استيقاظنا لصلاة الفجر، هل نحن من يبادر للقاء الله عز وجل أو الباري هو الذي يطلب لقاء نا؟ وكأن الباري حدد الوقت ليكون أول من نلتقي به ونكلمه، وهو الغني عنا، حيث أول الصبح الجسد المرتاح والفكر الغير المنشغل بأمور الدنيا، فعند اللقاء سينشغل الحبيب بحبيبه، دون أي مشوشات تعكر صفو اللقاء.. فإذا تذوقنا حلاوة هذا اللقاء، هل سنجعل متاعب وهموم الدنيا، تحول بيننا وبين حلاوة لقاء الظهر والعصر والمغرب والعشاء؟.. فمن يستذوق لذة لقاء الصباح، من المستحيل أن يفوت لذة لقاء الليل، فإن لقاء الصباح هو قرب الباري لنا، والليل هو تقربنا نحن من الباري.
نرجوا العروج ونخاف القيود
/
ثمرة سفر
نحن في أسفارنا الدنيوية نبحث عن أجمل شيء نحمله إلى أعز شخصا علينا.. ونحن في سفر الدنيا، وسنعود إلى من هو أرحم الراحمين، فهل فكرنا ماذا سنحمل من زاد؟.. الكثير منا يتحير ماذا يحمل، ولكن إذا سألنا القرآن الذي هو تبيان لكل شيء، سيجيبنا : (إلا من أتى الله بقلب سليم) و (يا أيتها النفس المطمئنة ارجعي لربك راضية مرضية) فعليك بالجد وهيء قلبا سليم ونفسا مطمئنة، قبل أن ينتهي السفر.
زهراء
/
النور
سوف يأتي يوم من الايام ويظهر الامام المنتظر، وسوف يأتي الامام (عج) وينير هذا الكوكب المملوء بالحقد والكراهية، سوف يأتي وينير الارض ويجعلها خضراء والسماء صافية، وسوف تنبت الارض من جديد، وسوف يصبح العدل في هذه الارض، وسوف تعم الفرحة على وجوه شيعة الامام علي (ع)، وسوف تصبح الدنيا كلها نورا وجمالا.
متى ظهورك يا صاحب العصر والزمان متى؟
زهراء
/
ربيع القلوب
القرآن ربيع قلوب الانسان، والايمان اهم شيء في هذه الحياة، والدعاء ينير القلوب.. واهم شيء في هذه الحياة البسيطة هو الايمان، فاذا كان الانسان لا يملك الايمان، فسوف يكون انسان لا قيمة له في هذه الحياة، لأن الحياة مجرد متاهة نخوضها، وبعدها
سوف تنتهي هذه المتاهة، وسوف ياتي يوم الحشر، يوم يحاسب فيه كل انسان على افعاله واعماله.
طيف المحبة
/
كلمات جميلة
- هذا الهلال ما انفكَّ يتلقّى نورَ الشّمس منذ خُلقَ وَ هو في نفسه مظلم أبداً، وَ لكنّه من صحبته للنّير أنار وَ صارَ مع الشّمسَ شمساً بيضاء!
فما أكرمَ الصّداقة َ مِنْ نعمة ٍ لو أصابها المرء ُ على حقِّها فيمن خُلِقَ لها..
- ليست الخيبة هي الشر، بل الشر كله في العقل إذا تبلد فجمد على حالة واحدة من الطمع الخائب، أو في الإرادة إذا وهنت فبقيت متعلقة بما لم يوجد. أفلا ترون أنه حين لا يبالي العقل ولا الإرادة لا يبقى للخيبة معنى ولا أثر في النفس، ولا يخيب الإنسان حينئذ، بل تخيب الخيبة نفسها؟..
- من سحر الحب أن ترى وجه من تحب هو الوجه الذي تضحك به الدنيا، وتعبس أيضاً!..
- وَ متى تحقّقت رحمة الجائع الغنيِّ للجائع الفقير أصبحَ للكلمة الإنسانيّة الداخليّة سلطانها النافذ، وَ حكم الوازع النفسيِّ على المادّة، فيسمع الغنيُّ في ضميره صوتَ الفقير يقول أعطني, ثمَّ لا يسمع منه طلباً منَ الرجاء، بل طلباً منَ الأمر لا مفرَّ منْ تلبيته وَ الاستجابة لمعانيه
كما يواسي المبتلى من كان في مثل بلائه..
- ومتى عزم الإنسان ذلك العزم، وأيقن ذلك اليقين ؛ تحولت العقبات التي تصده عن غايته، فآل معناها أن تكون زيادة في عزمه ويقينه، بعد أن وُضعن ليكُنَّ نقصًا منهما ؛ فترجع العقبات بعد ذلك وإنها لوسائل تعين على الغاية. وبهذا يبسط المؤمن روحه على الطريق، فما بد أن يغلب على الطريق وما فيها, ينظر إلى الدنيا بنور الله فلا يجد الدنيا شيئًا - على سعتها وتناقضها - إلا سبيله وما حول سبيله، فهو ماضٍ قدمًا لا يترادّ ولا يفتُر ولا يكل، وهذه حقيقة العزم وحقيقة الصبر جميعًا.
- في الحياة الدنيا يكون الإنسان ذاتا تعمل أعمالها ؛ فإذا انتهت الحياة انقلبت أعمال الإنسان ذاتا يخلد هو فيها ؛ فهو من الخير خالد في الخير، ومن الشر هو خالد في الشر ؛ فكأن الموت إن هو إلا ميلاد للروح من أعمالها ؛ تولد مرتين : آتية وراجعة.
- وجعل الخشوع للقلوب خاصة، إذ كان خشوع القلب غير خشوع الجسم، فهذا الأخير لا يكون خشوعًا، بل ذلًّا، أو ضَعَة، أو رياء أو نفاقًا، أو " ما كان " أما خشوع القلب فلن يكون إلا خالصًا مخلصًا محض الإرادة.
- والدِّين حرِّية القيد لا حرية الحرية، فأنت بعد أن تُقيِّدَ رذائلك وضراوتِك وشرَّك وحيوانيتك - أنت من بعد هذا حرٌّ ما وسعتْكَ الأرضُ والسماء والفكرُ ؛ لأنك من بعد هذا مكمِّلٌ للإنسانيَّة، مستقيمٌ على طريقتها.
- فقر إجباري يراد به إشعار النفس الإنسانية بطريقة عملية واضحة كل الوضوح، أن الحياة الصحيحة وراء الحياة لا فيها، وأنها إنما تكون على أتمها حين يتساوى الناس في الشعور لا حين يختلفون, وحين يتعاطفون بإحساس الألم الواحد لا حين يتنازعون بإحساس الأهواء المتعددة.
طيف المحبة
/
تأملات جميلة ..
- حِينما نَنْظُر إلى شَمسِ الصَبَاحْ، ونَشْعُرُ بِها تَتَغْلْغَلُ في أَرْواحِنا وأَجْسادِنا، ونَتَنَفَسُ بعمقٍ، نَعْلَمُ حِينها أنَّ أَمامَنا صَفْحَة بَيضاء! ولنا فيٍها خِياران : إمّا أنْ نَكتبَ بِالأَبْيضِ والأَسْودْ، أَوْ بِالأَلْوان.
- لا بد أن يكون للإنسان مخزون من القيم والمبادئ، التي تسيّره وتشكل الضابطة له في كل حركاته.. فالذي لا يمتلك قواما فكريا متميزا، سيكون عرضة للتذبذب في سلوكياته،
فيوماً يخشى الله في نفسه، ويوما آخر يعيش حالة التسيب فيفعل الأعاجيب!..
- من الضروري أن نعلم بأن الله تعالى له فضل واسع، ويرزق من يشاء بغير حساب، وأن علينا أن نحسن الظن بالله عز وجل، وأن نكون واثقين بالإجابة عند السؤال.. ورد عن الإمام الصادق (ع) أنه قال : (إذا دعوت فظنَّ حاجتك بالباب).
- إذا رفعت يدك إلى السماء، ولهَج لسانك بالدعاء.. فثقْ أنك فيَ إحدى ثلاث حالات :
إما إجابة، أو دفع سوء، أو ذخرٌ للآخرة.. فلا يُعدَم العطاء من رب العطاء.
- إن طبيعة من جمع بين الكرم والحكمة ؛ عدم إظهار المنة على من ينعم عليه.. ولكن الله تعالى - وهو أكرم الأكرمين وأحكم الحكماء - يذكر عباده بنعمه في مختلف الحقول، ليكون ذلك باعثا على العودة إليه - وفاء لجميله على العباد - فإن النفوس جبلت على حب من أحسن إليها، وبغض من أساء إليها.. فكيف إذا كان الإحسان هو عبارة عن نعمة الوجود، وما يستتبعها من النعم التي لا تعد ولا تحصى؟..
طيف المحبة
/
شهر رمضان المبارك
شهر رمـضـان اـمبارك
هو شهر أيام قلبية في الزمن، متى أشرقت على الدنيا، قال الزمن لأهله : هذه أيام من أنفسكم لا من أيامي، ومن طبيعتكم لا من طبيعتي، فيقبل العالم كله على حاله نفسية بالغة السمو، يتعهد فيها النفس برياضتها على معالي الأمور ومكارم الأخلاق، ويفهم الحياة على وجه آخر غير وجهها الكالح، ويراها كأنما أجيعت من طعامها اليومي كما جاع هو، وكأنما أفرغت من خسائسها وشهواتها كما فرغ هو، وكأنما ألزمت معاني التقوى كما ألزمها هو.
وما أجمل وأبدع أن تظهر الحياة في العالم كله - ولو يوما واحدا - حاملة في يدها السبحة! فكيف بها على ذلك شهراً من كل سنة؟!.
هذا على الحقيقة ليس شهراً من الأشهر، بل هو فصل نفساني كفصول الطبيعة في دورانها، ولهو والله أشبه بفصل الشتاء في حلوله على الدنيا بالجو الذي من طبيعته السحب والغيث، ومن عمله إمداد الحياة بوسائل لها ما بعدها الى آخر السنة، ومن رياضته أن يكسبها الصلابة والانكماش والخفة، ومن غايته إعداد الطبيعة للتفتح عن جمال باطنها في الربيع الذي يتلوه.
ألا ما أعظمك يا شهر رمضان!.. لو عرفك العالم حق معرفتك لسماك (مدرسة الثلاثين يوما).
فواز
/
يملؤها قسطا وعدلا
يروى عن النبي (ص) أنه قال : (يملأ الأرض قسطا وعدلا، كما ملئت ظلما وجورا). وقد وردت باختلاف يسير في روايات كثيرة.. وشهد بصحتها المسلمون أجمعين.
(يملأ): تعنى حتى يخرج ما سواه.. حقا إنها كلمة عجيبة!.. فكيف أملأ الكأس ماء؟ (أصب الماء حتى يخرج الهواء).. عندما تكون تفاحة واحدة فاسدة، فـ (إمكانية) إفساد باقي التفاح في الكيس موجودة.
هنا نستفيد من الرواية نُـكتَتَيْن :
الأولى : أن العدل يُصبّ صبًّا حتى يملأ الأرض، وذلك يُفيد السرعة والانسيابية والسهولة.
الثانية : أن عمدة الحديث في (الإمكانية).. عندما تُملأ الأرض عدلا، فإن إمكانية الظلم ستكون كإمكانية وجود الهواء في كأس الماء.
نرجوا العروج ونخاف القيود
/
تأملات جميلة
اذا رزقت التوبة والاسغفار عن الذوب السابقة، فاجتهد الى ان تصل الى درجة ان تكون في مراتب قربة الى الباري عز و جل، وليست كفارة ذنوب فقط.
نرجوا العروج ونخاف القيود
/
تأملات جميلة
كل لحضة من العمر لا تخلو من : نعم نازلة، وغفلة دائمة، فاجعل وردك الثابت في كل حين : شكرا لنعمة، واستغفارا من غفلة، وهذا واحد من مصاديق قوله تعالى : (ورأيت الناس يدخلون في دين الله افواجا فسبح بحمد ربك واسغفره انه كان غفارا).
فواز
/
الثقة بالنفس
لقد جاء الإسلام ليعلمنا الثقة بالله، وعلماء هذه الأيام جاؤوا ليعلمون الناس الثقة بالنفس، وهي من عجائب هذا الزمن، أن الناس تركن إلى نفسها!..
قال تعالى مخاطبا النبي الأكرم (ص): {قُل لاَّ أَمْلِكُ لِنَفْسِي نَفْعًا وَلاَ ضَرًّا إِلاَّ مَا شَاء اللَّهُ}.. وفي موضع آخر : {وَلا يَمْلِكُونَ لِأَنفُسِهِمْ ضَرًّا وَلا نَفْعًا وَلا يَمْلِكُونَ مَوْتًا وَلا حَيَاة ً وَلا نُشُورًا}.. وقد ورد أن النبي (ص) كان يبكي في سجوده ويقول : (اللهم لا تكلني إلى نفسي طرفة عين)، هذا وهو العقل الأول في عالم الوجود!..
فكيف لنفسٍ تدّعي أن الثقة بها نافعة؟.. فإلى متى ونحن نعتمد على علوم الدنيا المستحدثة؟.. ونترك علوم أهل البيت (ع)!.. أليس الثقة بالنفس عُجُبْ؟.. وهل العُجُبْ إلا ركون إلى غير مسبب الأسباب!..
طيف المحبة
/
في فضيلة شهر شعبان
اعلم أن شهر شعبان شهر عظيم شريف، وانه أفضل من شهر رجب في بركته وثوابه، وقد وردت روايات كثيرة عن أهل بيت العصمة والطهارة تؤكد هذا المعنى، ويكفي في عظمة وأهمية هذا الشهر ان ينسبه النبي الأكرم (ص) لنفسه، فيقول (ص): (شعبان شهري، رحم الله من أعانني على شهري). وفي بعض الروايات ما هو أكثر من ذلك، حيث نسبت الشهر الى الله تبارك وتعالى، فقد ورد في بعضها : (إنه شهر الله).. وعلى كل حال فهو شهر عظيم البركة والفضل.
روى الصدوق في ثواب الاعمال عن النبي (ص)، وقد تذاكر أصحابه عنده فضائل شعبان فقال (ص): (شهر شريف، وهو شهري، وحملَة العرش تعظّمه، وتعرف حقه، وهو شهر تزاد فيه أرزاق المؤمنين لشهر رمضان، وتزيّن فيه الجنان. وإنما سمي شعبان، لأنه يتشعب فيه أرزاق المؤمنين لشهر رمضان. وهو شهر العمل، فيه تضاعف الحسنة سبعين، والسيئة محطوطة، والذنب مغفور، والحسنة مقبولة، والجبار (جل جلاله) يباهي فيه بعباده، ينظر من فوق عرشه الى صوّامه وقوّامه، فيباهي بهم حملة عرشه).
طيف المحبة
/
من ميزات هذه الأمة
إن الله قد ميّز الأمة الإسلامية عن سائر الأمم بميزات، وكان منها شهر شعبان. فخصم في هذا الشهر برحمة خاصة منه، وخص الشهر برسول الإسلام صلى الله عليه وآله فعرف بشهر النبي صلى الله عليه وآله.
فعن جعفر بن محمد عليهما السلام : أعطيت هذه الأمة ثلاثة أشهر لم يعطها أحد من الأمم : رجب وشعبان وشهر رمضان.
طيف المحبة
/
لماذا سمي شعبان؟
ذكر بعض أهل اللغة : سمي شعبان بذلك لتشعبهم فيه أي تفرقهم في طلب المياه وقيل الغارات. وقال ثعلب : قال بعضهم : إنما سمي شعبان شعبان لأنه شعب، أي ظهر بين شهري رجب ورمضان، والجمع شعبانات وشعابين، كرمضان ورماضين.
وفي مجمع البحرين : شعبان من الشهور غير منصرف. هذا وفي الحديث الشريف عن رسول الله صلى الله عليه وآله قال :وإنما سمي شعبان لأنه يتشعب في أرزاق المؤمنين.
ولا يخفى أن الرزق أعم من الرزق المادي والمعنوي، وربما يكون الحديث إشارة إلى ما ورد من تقسيم الأرزاق في ليلة النصف منه. وقال رسول الله صلى الله عليه وآله : شهر شعبان تشعب فيه الخيرات.
طيف المحبة
/
شهر النبي صلى الله عليه آله
تشير الأخبار الشريفة إلى أن شهر شعبان هو شهر النبي الأعظم صلى الله وآله. فعن موسى بن جعفر عن آبائه عليهم السلام قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله : شعبان شهري وشهر رمضان شهر الله تعالى.
وعن أبي عبد الله عليه السلام قال : كن نساء النبي صلى الله عليه وآله إذا كان عليهن صيام أخرن ذلك إلى شعبان كراهة أن يمنعن رسول الله صلى الله عليه وآله فإذا كان شعبان صمن وكان رسول الله صلى الله عليه وآله يقول : شعبان شهري.
وعن أمير المؤمنين عليه السلام أنه كان يصوم رجباً ويقول : رجب شهري، وشعبان شهر رسول الله صلى الله عليه وآله وشهر رمضان شهر الله عزّ وجلّ.
ونحن نقرأ في الدعاء المأثور كلّ يوم من شهر شعبان : وهذا شهر نبيك سيّد رسلك شعبان الذي حففته منك بالرحمة والرضوان. وهذا الأمر يلقي على الإنسان مسؤوليات كبيرة تجاه رسول الله صلى الله عليه وآله في هذا الشهر من حيث التأسي بسنته ونشر تعاليمه بين الناس.
طيف المحبة
/
الاستفادة من شهر شعبان المعظم
من أعظم الشهور هو شهر شعبان، فاللازم على الإنسان أن يستفيد من هذا الشهر المبارك، لبناء نفسه وغيره من بني نوعه ومجتمعه، حيث قال رسول الله صلى الله عليه وآله : كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته.
ففي البعد النفسي عليه أن يبني روحه، ويهذب نفسه من الصفات الذميمة، ويحلّيها بمكارم الأخلاق والصفات الحميدة، فيدأب في شهر شعبان في صيامه وقيامه في لياليه وأيامه، كما كان رسول الله صلى الله عليه وآله يفعل ذلك، ولنا في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر. قال تعالى : (لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَة ٌ حَسَنَة ٌ لِمَن كَانَ يَرْجُوا اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيراً) الأحزاب : ٢١.
طيف المحبة
/
شهر شعبان نفحة ربانية وانطلاقة إيمانية .
جعلت الشريعة السمحاء مواسم يتزود فيها المؤمن من معينها، ليتسامى بروحه ويترفع عن الماديات، ليصل بروحه ونفسه مراتب الكمال والرفعة، ومن هذه المواسم شهر شعبان الذي تتشعب فيه الخيرات، وهو شهر رسول الله صلى الله عليه وآله وقد دعا بالرحمة لمن أعانه على شهره هذا بالعبادة والطاعة. كما أن شهر شعبان يعتبر مقدمة لشهر رمضان المبارك، فيعد المؤمن فيه نفسه ليكون على أهبة لاستقبال شهر الصيام. وقد وردت في فضله أحاديث شريفة عن رسول الله صلى الله عليه وآله وأهل بيته الكرام عليهم السلام، تبين عظمة هذا الشهر الشريف وحرمته، وتحث على اغتنامه ولزوم العمل فيه ومن جلالة هذا الشهر وعظمته وقوع مناسبات شريفة أضفت عليه بهاء ً وبهجة، كولادة سيد الشهداء أبي عبد الله الحسين عليه السلام، وولادة منقذ البشرية صاحب العصر والزمان الحجة بن الحسن المهدي عجل الله تعالى فرجه الشريف، وغيرهما.
طيف المحبة
/
المرآة الداخلية
كل انسان يرى كل ما حوله، بمنظور مرآته الداخلية، فداخل الانسان ينضح الى خارجه : فالذي يرى كل شيء من جانبه السيئ فقط، فهذا يعكس داخل سيئ.. والذي يرى كل شيء من جانبه الطيب المشرق، فهو يعكس داخل جميل ونظيف, ويعكس حسن نية تدل على نيته هو تجاه الاشياء.
احياناً تجد شيء جميل جدا، وفعل راق ويدعو الى الخير, وتجد تعليق أحدهم عليه على الشيء الناقص فيه, وكأنه هو قد قام بإكمال كل شيء في حياته، ولا ينقصه شيء!..
والحقيقة انك تجد هذه النوعية من الناس مليئة بالنواقص والمتناقضات, ويهتم فقط بشكله الخارجي امام الناس، فهو يعكس شخصية مريضة ومهزوزة.
وتجد مثل هؤلاء لم ولن يقدموا اي شيء للبشرية، او حتى لمن حولهم, فهو فقط ينقض هذا وذاك، ولا يفعل اي شيء يستحق المدح, لذلك يريد كل الناس مثله, لشعوره انه خاو داخلياً.. صحيح هو يحاول الظهور بالمظهر الكامل من وجهة نظره، ولكنه مظهر ينطوي على داخل فارغ، ولا يصل الى شيء نافع له او للمجتمع حوله.
هذه النوعيه من البشر تنتشر على كافة المستويات, واذا بحثنا عن ماضيها تجد ان السبب غالبا : نقص حاد في العواطف والحب في الطفولة, او نقص في التعليم او الثقافة.
في الحقيقة المجتمع يعاني من هذه النوعية التي تثبط الهمم وتفرق الامم، ولا فائدة منها على الاطلاق الا المزيد من الفشل، وانعاكس ذلك على من حولها.
وتجده فقط يظهر عندما يشعر بنجاح احد ما، فيُظهر انه يساند هذا الشخص، ويحاول الحصول على ثمرة نجاح غيره زورا وبهتانا.
نسأل الله العفو والعافية والتوفيق وان نكون من الذين يعكس خارجهم داخل نظيف وممن ينفعون البشرية.
طيف المحبة
/
من هم أمراء القلوب..؟
من هم أمراء القلوب؟
ليس الأمراء الذين فتحوا أعينهم فوجدوا ملاعق الذهب في افواههم، ولا الذين يتوارثون الامارة اب عن جدّ، ولا الذين نصّبتهم ظروف معينة فصاروا امراء على الناس.. ان الأمراء هم أمراء القلوب : ايْ الذين أحبهم الناس, وملكوا قلوب الناس..
نعم، فأنت أيّها الفقير الأعزل المستضعف، الذي لا تملك الثروة والجاه, والسلطان, يمكن ان تكون أميرا، فهذا امير المؤمنين (ع) يخبرنا قائلا : (طلبت الرئاسة، فوجدتها في النصيحة لعباد الله)..
والنصيحة هي : الاخلاص في الخدمة لعباد الله, فإذا أردتَ عزا بلا عشيرة، وهيبة بلا سلطان، فاخرج من ذلّ معصية الله الى عزّ طاعته.
هنالك تجد امارة غير قابلة للخلع والإقالة والتنحية, اللهم إلاّ إذا قرّرتَ بنفسك الاستغناء عنها بالعزوف عن خدمة الناس، وإلا فليس هناك قوة على وجه الأرض قادرة على أن تطيح بإمارتك.
مولاتي فاطمة
/
خدام المهدي.. المجد مع البلاء
من بين ملايين المسلمين في ذلك الحين ؛ لم يندفع لنصرة سيد شباب أهل الجنة (عليه الصلاة والسلام) إلا ما يقارب الألف منهم في بداية رحلته إلى كربلاء. وفي طريق تلك الرحلة ؛ لم يصمد من هؤلاء حتى ليلة العاشر سوى ثلاثة وسبعين رجلا هم أنصار الحسين المستشهدين معه، عليهم جميعا سلام الله ورضوانه.
وسواء الذين تخلفوا عن نصرة أبي عبد الله عليه السلام، أو الذين هربوا وانشقوا عن جيشه تباعا ؛ فإن العار قد لحق بهم أينما حلوا وحيثما ذُكِروا، وقد باء وا بالخسران المبين في الدارين، فلا مكانة لهم في الدنيا، ولا جاها لهم في الآخرة!
في حين حظي أولئك القلة الذين آثروا نصرة سيد الشهداء (عليه الصلاة والسلام) وبذلوا مهجهم دونه ؛ بالمجد والخلود في الدنيا، والمقام الرفيع عند الله سبحانه في جنة عدن. ذلك المجد وذلك الخلود الذي يجعل أهل الدنيا جيلا بعد جيل يتذاكرون أسماء هم وينظرون إليهم نظرة تعظيم لا نظير لها. وذلك المقام الرفيع الذي جعلهم سادة الخلق بعد الأئمة والأنبياء والأوصياء، فأضحوا بذلك ينزلون إلى جوار الحسين وأهل بيته (عليهم السلام) في أعلى عليين. وكفى مجدا وعظمة لهم أن صادق أهل البيت (عليه الصلاة والسلام) خاطبهم بقوله : " بأبي أنتم وأمي.. طبتم وطابت الأرض التي فيها دفنتم، وفزتم والله فوزا عظيما "!
وقد اختار هؤلاء الأبرار طريق المجد والخلود مع إدراكهم بما سيستتبعه ذلك من بلاء وشقاء ومصائب ومكاره. كانوا يعلمون سلفا أن المعركة مع الخصم الشيطاني السفياني غير متكافئة القوة، وأنهم لا محالة مقتولون وسيقطعون إربا إربا! إلا أنهم تيقنوا بأن النصر المعنوي سيكون حليفهم مستقبلا، حينما تبقى عقيدة آل محمد (عليهم السلام) وتُحفظ من الانطماس والاندراس، وعندما يظل الصوت المحمدي العلوي مدويا مسموعا يبعث كل جيل على الثورة والنهضة والإصلاح. وإلى جانب ذلك ؛ فإن أنفس هؤلاء الفرسان الشجعان استيقنت أن الجنة مأواهم وأن رضوان الله الأكبر ينتظرهم. وأي شيء أعظم من ذلك؟!
أما أولئك التعساء الحقراء من أهل الخذلان والنذالة ؛ فما كانوا على استعداد للتضحية والبذل وتحمل المكاره في سبيل الحق والعدل، فتخلوا عن إمامهم وتركوه غريبا، وانزووا عن نصرته والاستشهاد في سبيله، وانكفئوا في ديارهم يأكلون ويشربون وينامون كالبهائم لا هدفا لهم ولا معنى لحياتهم! ثم ما لبثت الدنيا أن أدارت ظهرها لهم فجعلتهم في أحط قدر وأسوأ حال إذ يوصمون بالجبن والوضاعة! وهم اليوم في قبورهم يتجرعون ألوان العذاب، لينتظرهم عذاب أكبر يوم الحساب!
ويظل التاريخ يجدد نفسه في كل موقف يتصارع فيه الحق والباطل، والخير والشر. فتجد ثلة قليلة من المؤمنين الشجعان يهبون لتلبية نداء الله ويذرون ما سواه ويسترخصون كل ما يملكون من أجله، وتجد عامة البشر يصمون آذانهم ويعمون أبصارهم ويعقدون ألسنتهم لئلا يصيبهم البلاء والمكروه في سبيل مقارعة الباطل والظلم والطغيان وإعادة الحق إلى نصابه!
وينجلي ستار زماننا هذا عن واقع مماثل جديد، حيث يهب الخدام الذين نذروا أنفسهم في سبيل إمامهم المهدي المفدى (صلوات الله وسلامه عليه) للسعي في تحقيق الوعد الإلهي بالظهور، حاملين رسالتهم الإصلاحية العظمى لإعادة البشر إلى عقيدة آل محمد عليهم الصلاة والسلام، وهم يدركون ما سيستوقفهم في طريقهم من مصاعب ومطبات، وما سيوضع أمام تقدمهم من حواجز وسدود، وما سيُفتح قبالهم من جبهات وقتال، لأنهم أصحاب رسالة تغييرية مهدوية تصطدم مع الذين يريدون لهذا العالم أن يبقى هكذا على حاله ؛ بين شركٍ ونصبٍ ونفاق وفساد وجهل وتخلف!
إلا أن هذا هو طريق المجد والخلود والمقام الرفيع والجاه العظيم، وهذه هي تبعاته واستحقاقاته التي يجب تحملها والصبر عليها، حتى وإن كان في ذلك استنزافا للدماء، وفناء للأرواح، فإن الله جل قدسه - كما قال مولانا جعفر بن محمد صلوات الله عليهما - إذا أحب قوما أو أحب عبدا صبّ عليه البلاء صبا، فلا يخرج من غمٍ إلا وقع في غم!
إن أمام خدام المهدي (عليه الصلاة والسلام) دربا محفوفة بالمخاطر والمصاعب، وتلك ضريبة الإصرار على نصرة الحق، والإصرار على نصرة أهل البيت الأطهار عليهم الصلاة والسلام، فإن مولانا حيدر (عليه السلام) أكد ذلك قائلا : " من أحبنا أهل البيت فليستعد للبلاء "!
وإنْ لم يكن الخدام كذلك، فإنهم لا يستحقون هذا اللقب العظيم، وخيرٌ لهم أن يتركوه لمن هم أجدر بحمله منهم، فإن أناسا من الشيعة جاء وا إلى سيد الشهداء الإمام الحسين بن علي (عليهما الصلاة والسلام) وشكوا إليه ما يتعرضون له من البلاء والمحن، فأقسم قسما عظيما بالله وأجابهم قائلا : " والله! البلاء والفقر والقتل أسرع إلى من أحبنا من ركض البراذين، ومن السيل إلى صمره.. ولولا أن تكونوا كذلك لرأينا أنكم لستم منا "!!
فحاشى أن لا تكون هذه الكوكبة الطاهرة من المؤمنين من الخدام حقا، وحاشى لهم أن يتراجعوا يوما أو يخلدوا إلى الراحة ما دام مهدينا المنتظر (عجل الله فرجه الشريف) غائبا عن الأنظار ينتظر أنصارا ينصرونه كما نُصِر جده أبو عبد الله الحسين عليه السلام.
إنه العهد على البقاء ومواصلة الدرب الوعرة.. درب المجد مع البلاء! درب العظمة مع التضحية! درب العلو مع الألم!
تلك هي دربنا وذلك هو هدفنا إلى حين نحقق ما نريد أو أن يرزقنا الله الشهادة دونه ليكون ذلك وقودا لثورات ونهضات تأتي في ما بعد من الأيام.. حين يتذاكر الناس هذه التضحيات والجهود فتكون - ربما - نموذجا لهم إن شاء الله تعالى.
أما هذه الراية العظيمة ؛ راية خدام المهدي أرواحنا لتراب مقدمه الفداء ؛ فستظل تخفق بحول الله تعالى دائما وأبدا، إلى أن يتسلمها مولانا صاحب العصر (عليه الصلاة والسلام) ويتقبل التضحيات التي بُذِلت من أجل المحافظة عليها. فيا مولانا يا أبا صالح.. من أجلك فقط نتحمل ما نتحمل، ونشكر الله على هذا البلاء!
طيف المحبة
/
السكون
في السكون حياة أبدية فياضة لا تفتأ تعمل بالسلب والإيجاب، كأن هذا الكون العظيم يتحول في كل لحظة ليخلق، فهو في كل لحظة صورة جديدة، وما كان فيه سلبا فهو الذي يجذب في مذاهبه وتصاريفه، وهو مبعث القوة المبدعة، وهو الذي يحقق أشكال الحكمة في جلالها.
سراجي
/
الخبائث الباطنيّة
يقسّم السيد عبد الحسين دستغيب - رحمة الله عليه - في كتابه (صلاة الخاشعين) اصول الخبائث الباطنية الى خمسة أمور، ويرينا كيفية تطهير انفسنا من هذه الخبائث :
١ - الكبر والتفاخر والهوى :
المطهر :
- التواضع لعباد الله، والتضرع والتذلل بين يدي الله تعالى، ومقت النفس، لاكتساب رضا الله تعالى : (جعلت رضاي في سخط النفس).
٢ - الحقد والحسد والعداوة :
المطهر :
- تقوية الايمان واليقين بالله تعالى وبان يعتقد اعتقادا جازما بأنه لا ضار ولا نافع سوى الله تعالى، وبأنه لا إرادة فوق إرادة الله.
٣ - الظلم :
المطهر :
- الخوف من العذاب الالهي الذي وعد به الظالمين، وذكره في القرآن الكريم.
٤ - اتباع الشهوات : كما قال ارسول الأكرم (ص): (ما ملأ ابن آدم وعاء شرّاً من بطنه).
المطهر :
- الجوع، والتفكر في فناء الّلذات الدنيوية، وأول مراتبه : ان لا يأكل شيئا حتى يجوع، ويقوم عن الطعام وهو يشتهيه.
- السعي في إصلاح النية في الأكل والشرب، بأن لا يأكل لغرض اللذات الماديّة بل بنية :
تقوية البدن للعبادات، خدمة الأهل، السعي في حاجات المؤمنين، الاتيان بالواجبات الإلهية.
٥ - حب الدنيا :
المطهر :
- ذكر الموت والقيامة ولقاء الله سبحانه وتعالى.
- التقليل من الطموحات والأماني.
- التفكّر في زوال الدنيا وتقلّبها.
طيف المحبة
/
كون الحب والجمال..
الكون بما فيه من أثر الخالق هو إتساق واحد منسجم لا شذوذ فيه ولا تنافر ولا قبح ولا بغض، ولكننا نحن بما فينا من قوة الخلق، نتمرد على الإنسجام والإتساف، إذ لا نملك من ضعفنا إلا خلق هذا التمرد، وتتطلع شهواتنا ورغباتنا الى شيء ما فيكون جميلآ وحبيبآ، وتنصرف عن شيء ما فيكون قبيحآ وبغيضآ.
ومن هذا فليس في الكون إلا الحب والجمال والخير إذ سقطت الشهوات، إذ كل شيء حينئذ يكون مقصورآ على حقيقته التي لم نفسدها بتغييرها، ولأن قبح شيء من الأشياء إنما هو صورة أنحرافنا عن إدراك لا حقيقة وجهلنا بناحية إندماجه في قانون الإتساق الإلهي..
أبو حوراء
/
تابع لتأملات مهدوية (العمل الاسلامي)
العمل الاسلامي للمؤمن أو المؤمنة مثل لوحة الفنان البيضاء
يمزج بها الألوان ينسق تدرجاتها ويفصل في زواياها يعطيها البعد الجميل من كل جهة ويتفنن بأدق تفاصيل اللوحة لأن جودتها وسحر جمالها يعتمد على إتقان أجزاء فكرته التي يود إيصالها لمحبيه وعاشقي هذا الفنان...
فتجد جمهرة الناس بمعارض الفن على اللوحة الأكثر تنسيقا لونياً والأبهى منظرا بفكرتها العامة والمهتم صاحبها بخفايا تفاصيلها والتي لا يلحظها إلا قلة قليلة من النقاد فتدار لها الأعناق وتدهش الناظر لها كما لو كانت ستقدم لملك أو سلطان...
بعكس ذلك الفنان الذي لم يحسن مزج الألوان ولم يختر فكرة جيدة ولم يهتم بالتفاصيل فستجد القلة يحوم حول لوحته ويمر عليها مرور الكرام ولا تبقى في ذاكرته منها شيئا...
فأعمال المؤمنين والمؤمنات الإسلامية في عرضها على الإمام صلوات ربي وسلامه عليه مثل هذه اللوحات الفنية والتي تتفاوت في جمالها واتقانها فمن ذا السعيد ومن ذا المخلص ومن ذا الصابر الذي يحظى عمله بعناية وأهتمام ورعاية بقية الله في أرضه؟
الصبر والإخلاص والإتقان بالعمل الإسلامي هو من مقومات نجاح العمل
طيف المحبة
/
تأمل ..
عندما أنظر الى أزدهاء الشفق بألوانه وأصباغه كأنه صورة جديدة في الخلق عرضت ليراها أهل الأرض، أحسبني على مرمى السهم من جنة في السماء فتحت أبوابها ولاحت أطراف أشجارها..
وعندما أتأمل أنبثاق الفجر، يخيل إلي من جماله و روعته أن الوجود في سكونه وخشوعه نفس كبرى تستمع مصغية الى كلمة من كلمات الله لم تجيء في صوت ولكن في نور..
مولاتي فاطمة
/
الحذر من الأهواء
الحذر من الأهواء
قال الإمام جعفر الصادق (عليه السلام): (احذروا أهواء كم كما تحذرون أعداء كم! فليس شيء أعدى للرجال من إتباع أهوائهم وحصائد ألسنتهم).
شرح موجز :
لا شك أنّ الأعداء في الداخل أخطر من أعداء الخارج، ومن هنا فإنّ الأهواء الطائشة في باطن الإنسان التي تهدد يانه، هي أعظم خطراً عليه من أي عدو آخر!
فالأهواء تصم آذان الإنسان، وتعمي عينه، وتسلب العقل لبه، وتقلب له الحقائق، وبالتالي تقذف به في مطبات الفساد.
إنّ إطلاق العنان للسان، ومن دون ضابطة، من شأنه أن يوقع الإنسان في دوّامة من الذنوب والعداوات والأحقاد.
مولاتي فاطمة
/
كيف نجعل الموت حياة ؟
فالموت في حياتكم مقهورين والحياة في موتكم قاهرين
ما هو الهدف الهامّ الذي يجب البحث عنه في عملية الصراع بين الحق والباطل وبين جبهة الإسلام وجبهة الكفر؟ أيهما نرجّح إذا ما نتج عن انتصار الحق شهادة بعض الأشخاص؟ وأيهما يُقدَّم إذا ما أدَّى البقاء على الحياة إلى خسارة وانهيار الحق؟
* النّصر مع الموت حياة
هنا ينهض الإمام أمير المؤمنين (ع) إمام القلم والسيف ليوضح لأتباعه المعنى الحقيقي للموت والحياة، إذ يعتقد الإمام (ع) أنّ الحياة الحقيقيَّة تختلف عن الحياة الحيوانيَّة. إذا كان ثمن البقاء على قيد الحياة سقوط الحقّ فإنّ هذه الحياة هي بمثابة الموت، لأنَّه لا قيمة لحياة في ظلال الكفر وسلطة الباطل. أمّا الحياة الحقيقية فتتحقق في ظل الإسلام، حتى لو بذل بعض الناس نفسه في سبيل إعلاء الأهداف الإيمانية الإلهية فإن موته ليس موتاً حقيقياً، بل وصول إلى الحياة.
إذاً، فالحياة الحقيقية تتحقق حتى عند الموت الذي يؤدي إلى النصر والرفعة.
* الحياة بغاياتها
فالحياة نوعان : أحدهما الحياة الظاهرية والحيوانية التي تعني مجرد التنفس والأكل والشرب وجميع الحركات الطبيعية التي تصدر عن الموجود. هنا تصبح الحياة شكلاً مما يعيشه باقي الحيوانات وتصبح علامات الحياة هي نفسها الموجودة عند باقي الموجودات الحية. والثاني الحياة المعنوية، هذه الحياة التي تمتلك مفهوماً خاصاً عند الإنسان غير موجود عند الحيوانات الأخرى. ملاك ومعيار هذه الحياة هو الحركة المستمرة في سبيل أهداف الحياة الإنسانية. لماذا يعيش الإنسان صاحب الهدف؟ هل حياته من أجل المأكل والملبس والنوم...؟ أم أن هذه الأمور مقدمة للوصول إلى السعادة الدائمة؟
إذا تجاوزنا التعريف العادي والحيواني للحياة، يمكننا أن نشاهد أن الموت الشريف هو الحياة الحقيقية. وكل شهادة في سبيل الله تعالى هي موت عزيز، لأن الشهادة إحياء الدين وللهدف الإلهي. وعندما يصل الإنسان إلى مرتبة الشهادة فإنه بذلك يكون قد وصل إلى الحياة الخالدة والرزق الإلهي ورضوان الله الأكبر. من هنا نفهم لماذا كان إمام الأتقياء علي بن أبي طالب (ع) يتمنى الشهادة مراراً ومراراً حيث كان يعتبر الشهادة كرامة من الله لا يصل إليها إلا ذو الحظ العظيم.
* طريق الأولياء والصالحين
ومن النتائج الأخرى والهامة للموت والشهادة في سبيل الله إحياء الدين الإلهي، الذي هو كالمشعل المضيء الذي ينير للسالكين طريق الحق. وهذا طريق سلكه الأولياء والصالحون. وإذا ما قُدِّر لدين الله أن يستمر بكل عظمته منذ أول البعثة وحتى يومنا هذا فما ذلك إلا لتضحيات الأولياء والصالحين. ولو لم تكن هناك عاشوراء فماذا كان ليبقى من الإسلام المحمدي الأصيل؟!
ويظهر في كلام الإمام علي (ع) أن الجهاد إنما هو لأجل إعلاء كلمة الله وإنارة طريق الحق والهداية أمام البشرية كافة. فللجهاد في سبيل الله ثمار عديدة تبدأ من إزالة العوامل التي تمنع السعادة عن البشر، والقضاء على الظلم والفساد والحصول على الحياة المعنوية. وعليه من المهم التضحية بالحياة المادية من أجل الحياة المعنوية.
طيف المحبة
/
حب الجمال والكمال..
حب الجمال والكمال!..
إن مشكلة مَنْ يتوجه بكل وجوده إلى عشق الفانيات، هو وجود صورة جميلة ثابتة في الذهن، فالقلب عندما ينظر إلى تلك الصورة الجميلة ؛ يعشقها.. وبما أن هذه الصورة لا تفارق الذهن، فإن هذا الحب يصبح من النوع الذي يُعمي ويُصم!.. سُئل الإمام الصادق (عليه السلام) عن العشق، فقال : (قلوب خلت من ذكر الله، فأذاقها الله حب غيره).. فصفحة الذهن عندما تُملأ بصورة جميلة، فإن القلب ينشغل بتلك الصورة ؛ لأن من طبيعة القلب حب الجمال والكمال.. وكلما اشتدت الصورة جمالاً، كلما اشتد امتلاء أفق الفكر بهذه الصورة ؛ وبالنتيجة القلب ينشغل بتلك الصورة، ثم يسري ذلك الانشغال إلى عالم الجوارح.. فيوسف (عليه السلام) أعطي شطر الحسن، ومن هنا عندما تجلى للنسوة، تجلت في أذهانهن هذه الصورة الحسية، وامتلأت بها أفكارهن، ثم تعلقت بذلك قلوبهن، ثم سرى ذلك الحب إلى الجوارح فقطعن أيديهن.. فلننقل هذه المعادلة إلى عالم الغيب : إننا - مع الأسف - نزلنا الذكر من عالم الفكر، إلى عالم القلب، ثم إلى عالم الجارحة!.. فالجارحة هي آخر محطة، ونحن نريد لآخر الدرجات، أن تكون أول الدرجات.. فالقلب والفكر في عالم الرؤى، يعتقد بوجود صورة جميلة في هذا الوجود، هذه الصورة الجميلة هي مبدأ كل جمال في عالم الطبيعة والأنفس.. لذا، فإن بعض المؤمنين عندما يقع نظره على صورة جمالٍ بشري أو طبيعي، وإذا به يعيش عوالم قُربية من حيث لا يشعر، فيرى بأن اليد التي نقشت هذه الصور الجميلة، هو نفسه الذي نقف بين يديه في الصلاة ونناجيه.
طيف المحبة
/
أغتنام الفرص..
اغتنام الفرص.. إن هذا الشهر سمي بالأصبّ ؛ لأن الرحمة الإلهية فيه تصبّ على الأمة صبّاً.. فرقٌ بينَ باب مفتوح فتحة بسيطة، وهناك أناس كثيرون وراء الباب يدخلون واحداً واحداً.. وبينَ الأبواب المُشرّعة، الكُل يدخل في فترة ٍ قصيرة!.. في شهر رجب أبواب الرحمة الإلهية مُفتحة : فذنبٌ واحد في غير شهر رجب، قد يحتاج إلى سبعين استغفار بدمعة في جوف الليل ؛ عسى ربنا أن يغفر لنا.. أما في رجب فاستغفارٌ واحد يكفي، لذا علينا أن نستكثر من هذا الذكر المحمدي : (اَسْتَغْفِر اللهَ وَاَسْأَلُهُ التَّوْبَة َ).. ومن يكون في هذه الشهور في بلاد بعيدة : أجنبية، أو إسلامية، ويسترخي قليلاً في أمر دينه ؛ ولا يراقب مأكله ولا مشربه ؛ ليعلم أن هذا الشهر شهر الرحمة الغامرة، فحيثما كنت اغتنم هذه الفرصة!..
سراجي
/
في الرحم!
في الرحم الطفل محفول مكفول، لا يحمل حتى ثقل جسمه، وضعه الله في سائل ملحي شديد الملوحة، ليطفو جسمه فينعدم ثقله.
في الرحم لا لغط ولا صخب ولا ضوضاء، عايش مرفه..
رزق الجنين يأتيه دون عناء كما في جنة الآخرة، عن طريق الحبل السري المربوط بالأم الذي ينقل له كل أسباب الرزق.
فإن قصرت المرأة في طعامها، لا ينقص على الجنين، لوجود غدد تقوم بإذابة أسنان وعظام المرأة لتعويض النقص.
ayat
/
الا الاسلام
١ - لا يوجد دين من الأديان يؤاخي بين العقل والعلم وفي كل ميدان إلا الإسلام .
٢ - ولا يوجد دين روحي مادي إلا الإسلام .
٣ - ولا يوجد دين يدعو إلى الحضارة والعمران إلا الإسلام .
٤ - ولا يوجد دين شهد له فلاسفة العالم المتحضر إلا الإسلام .
٥ - ولا يوجد دين يسهل إثباته بالتجربة إلا الإسلام .
٦ - ولا يوجد دين من أصوله الإيمان بجميع الرسل والأنبياء والكتب الإلهية إلا الإسلام .
٧ - ولا يوجد دين جامع لجميع ما يحتاجه البشر إلا الإسلام .
٨ - ولا يوجد دين فيه من المرونة واليسر الشيء الكثير إلا الإسلام .
٩ - ولا يوجد دين تشهد له الاكتشافات العلمية إلا الإسلام .
١٠ - ولا يوجد دين صالح لكل الأمم والأزمان ألا الإسلام .
١١ - ولا يوجد دين يسهل العمل به في كل حال إلا الإسلام .
١٢ - ولا يوجد دين لا إفراط فيه ولا تفريط إلا الإسلام .
١٣ - ولا يوجد دين حفظ كتابه المقدس إلا الإسلام .
١٤ - ولا يوجد دين صرح كتابه المنزل بأنه عام لكل الناس إلا الإسلام .
١٥ - ولا يوجد دين يأمر بجميع العلوم النافعة إلا الإسلام .
١٦ - الحضارة الحاضرة قبس من الإسلام .
١٧ - هذه الحضارة مريضة ولا علاج لها إلا الإسلام .
١٨ - السلام العالمي لا يتم إلا بالإسلام .
١٩ - ولا يوجد دين وحد قانون المعاملات بين البشر إلا الإسلام .
٢٠ - لا يوجد دين أزال امتياز الطبقات إلا الإسلام .
٢١ - لا يوجد دين حقق العدالة الاجتماعية إلا الإسلام .
٢٢ - لا يوجد دين لا يشذ عن الفطرة إلا الإسلام .
٢٣ - لا يوجد دين منع استبداد الحكام وأمر بالشورى إلا الإسلام .
٢٤ - لا يوجد دين أمر بالعدالة مع الأعداء إلا الإسلام .
٢٥ - لا يوجد دين بشرت به الكتب السماوية إلا الإسلام .
٢٦ - لا يوجد دين أنقذ المرأة في أدوارها : أما وزوجة وبنتا إلا الإسلام .
٢٧ - لا يوجد دين ساوى بين الأسود والأبيض والأصفر والأحمر إلا الإسلام .
٢٨ - لا يوجد دين أمر بالتعليم وحرم كتمان العلم النافع إلا الإسلام .
٣٠ - لا يوجد دين قرر الحقوق الدولية إلا الإسلام .
٣١ - لا يوجد دين توافق أوامره ما اكتشفه الطب إلا الإسلام .
٣٢ - لا يوجد دين أنقذ الرقيق من المعاملات الوحشية وأمر بمساواته لسادته وحض على إعتاقه إلا الإسلام .
٣٣ - لا يوجد دين قرر سيادة العقل والخضوع لحكمه إلا الإسلام .
٣٤ - لا يوجد دين ينقذ الفقراء والأغنياء بفرض جزء من مال الأغنياء يعطى للفقراء إلا الإسلام .
٣٥ - لا يوجد دين قرر من الأخلاق مقتضى الفطرة والحكمة الإلهية ، فللشدة موقف وللرحمة موقف إلا الإسلام .
٣٦ - لا يوجد دين قرر أصول الحقوق المدنية على قواعد فطرية إلا الإسلام .
٣٧ - لا يوجد دين اعتنى بصحة الإسلام وثروته إلا الإسلام .
٣٨ - لا يوجد دين أثر في النفوس والأخلاق والعقول كالإسلام .
غربه
/
القلب حرم الله
لا يخفى علينا تكالب الحياة وكثرة مغرياتها التي قد تسرق لبنا، وتنسينا سر وجودنا بهذه الحياة الفانية!.. ننغمس بملذاتها الزائفة التي تصبح سرابا، حقاً سراب!.. لأننا بحياة سرعان ما يتراقى زمنه وتتلاشا أيامه.
بحقِ تلك السماء التي هي من بدائع صنع الباري، هل فكرنا بعمرنا الذي يمر كلمح البصر؟!.. يومنا يصبح كأمس، وأمسنا يصبح كحاضرنا!.. لا يتغير بنا شيء، بل ما يتغير هو تاريخ اليوم ويوم ميلادنا الذي نكبر به عام تلوا عام!..
ورغم ذلك نرتكب المعاصي، وكأننا خالدين فيها هل هذا من العقل؟!.. هل من الأنصاف اتجاه أنفسنا أن نهتم بالزائل ونترك السرمدي!.. أنا لا أقصد فقط عملنا الذي هو مرآة حياتنا للآخرة، لكن ما يشملهُ حديثي هي سمي تلك اللحمة الصنوبرية الشكل التي تقع بالجانب الأيسر من الصدر، نعم هو ذلك القلب.. الذي أخطأ الكثير في تشخيص الشخص المناسب لهذا القلب الجوهري، فأصبح الحب لدى البعض لا يتعدى الأشخاص الملموسين الذين قد يقعون بمطبات العشق المتهاوي ويصبح الحرام حلالاً بمسمى الحب والعشق!..
أنا لستُ ضد الحب، كنني ضد ذلك الحب الذي قد ينسينا صاحب المواهب السنيا، الذي أوجدنا وكلأنا وربانا وغذانا، وتكفل بنا منذ وإن كنا أجنه في عتمات الظلمة، لم يكن هناك أنيس لنا سواه، كما هو الوضع حينما نلقى حتفنا، لكن يا ترى بأي عمل وأي قلب؟!..
أحمد
/
ما هو الهدف من الخلق؟
ما هو الهدف من الخلق؟
قد تمر فترة من العمر أو فترات يفكر فيها الإنسان عن أمر يظنه مبهم، وهو ليس بمبهم بل وكثيراً ما يُجاب عن هذا السؤال بشكل خاطئ، وهذا الأمر : ما هو سبب خلق الله تعالى إيانا؟ أو لماذا خلقنا الله تعالى؟ علماً بأن الله تعالى من أسمائه أنه الغني، فلماذا يخلق الله تعالى خلقاً يحتاجونه؟ هل يحتاج لضعفهم وتضرعهم؟ قد يقول قائل بأن لله في خلقه حاجة، ولكننا لا ندري ما هي، إلا أن الأمر غير صحيح لما تقدم ذكره من أن الله تعالى غني عن جميع الخلق.
ما هو سبب الخلق؟
السبب محصور في آيات منها : {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِنسَ إِلاَّ لِيَعْبُدُونِ} عندما تنظر للآية ترى بأن السبب هو العبادة.. ولكن ماذا بعد العبادة؟ الثواب؟ وطبعاً بعد الثواب الجنة. ولكن عندما تنظر لآية أخرى مثل : {وَلَوْ شَاء رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّة وَاحِدَة وَلاَ يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ * إِلاَّ مَن رَّحِمَ رَبُّكَ وَلِذَلِكَ خَلَقَهُمْ وَتَمَّتْ كَلِمَة رَبِّكَ لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الْجِنَّة وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ} عندما تنظر للآية تظن أن الله تعالى خلقنا لنختلف مع بعضنا والأمر غير صحيح لأن بعد الاختلاف يكون عذاب وعقاب، إذ لا يختلف طرفان إلا ويكون أحدهما أو كلاهما مبطلاً..
إذا دققت في الآية وخصوصاً هذه الجملة {إِلاَّ مَن رَّحِمَ رَبُّكَ} سترى بأن الكلام الذي يعقب هذه الجملة هو {وَلِذَلِكَ خَلَقَهُمْ} فيتضح أن سبب ابتداء الخلق هو الرحمة، لذلك قال الله تعالى في سورة الفاتحة : {بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ} لأن كل شيء خلقه الله كان ظهوره لأجل الرحمانية والرحيمية.
ويوجد أكثر من حديث يؤكد هذه الحقيقة سأورد واحداً فقط للتوضيح {عن أبي بصير قال : سألت أبا عبد الله عليه السلام عن قوله عز وجل : (وما خلقت الجن و الإنس إلا ليعبدون) قال : خلقهم ليأمرهم بالعبادة، قال : وسألته عن قوله عز وجل : (ولا يزالون مختلفين إلا من رحم ربك ولذلك خلقهم) قال : خلقهم ليفعلوا ما يستوجبون به رحمته فيرحمهم, وبهذا يتحصل أن الهدف الأساس من الخلق هو الرحمة.
ما هي رحمة الله عز وجل وكيف وأين نجدها؟
يبقى الآن نعرف ما هي الرحمة التي يجب أن نجدها وأين تكمن؟ وما هي الرحمة التي خلقنا الله تعالى لنحصل عليها؟ في قول الله تعالى : {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِنسَ إِلاَّ لِيَعْبُدُونِ} يوجد دليل على هذه الرحمة، ولكن بطبقات مختلفة من الفهم، فكل شخص ينظر لهذه الآية بحسب فهمه للحياة وقابليته لاستقبال الرحمة.. فطائفة من الناس قصرت نظرها على الجنة والنعيم، وطائفة أخرى ترى بأن الرحمة المتحصلة من العبادة والتي سببها اجتناب النار، ولكن عندما يدقق الإنسان بعقله ويستمد من الله العون يرى بأن هناك شيء أعلى من الخلاص من النار، وهو الجنة، ولكن بعد التدقيق ترى بأن هناك ما هو أعلى من الجنة، وهو الله سبحانه وتعالى، هل يوجد ما هو أعلى من الله تعالى، وهو يصف نفسه بأنه (الأعلى)! وبذلك نفهم بأن منتهى الغايات هو الله عز وجل، لأنه هو {الأَوَّلُ وَالآخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالْبَاطِنُ} فالجنة ليست الآخر وليست الأول، لأن العقل يقول بأن أول كل شيء وآخره هو الله تعالى، فكل الوجود يدور حول الله تعالى، وكل شيء يسبحه عز وجل، ويؤيد كلامي الحديث القدسي المعروف : (كنت كنزاً مخفياً فأحببت أن أُعرف فخلقت الخلق لكي أُعرف).
فما فائدة العبادة إذا كنت لا تعرف من تعبد؟ وما فائدة الجنة إذا لم تذق حلاوة حب الله عز وجل؟ ولماذا يقول الإمام علي عليه السلام : (إلهي وعزتك وجلالك لقد أحببتك محبة استقرت حلاوتها في قلبي) هل كان ذلك البكاء لأجل الجنة، أم لشوق اللقاء مع الله سبحانه؟ ولماذا يقول الإمام زين الساجدين علي بن الحسين عليه السلام : (يا نَعيمي وَجَنَّتي، وَيا دُنْيايَ وَآخِرَتي)؟ علينا أن نتوسل بهم لنصل إلى شيء مما وصلوا إليه، فهم وصلوا، ولكن ماذا عنا نحن؟ فلنبادر قبل فوات الأوان!
فاضل
/
حينما ندعى إلي حفله ما!
حينما ندعى إلي حفله ما، فإننا نرتدي أجمل ثيابنا، وخاصه إذا كانت تلك الحفله فيها كبار الشخصيات، وقد نصرف أموالا طائله في مقابل الظهور بأبهى حله وهذه مناسبه عابره لها زمان ومكان محدوديين. فلما لا نخصص ملابس راقيه للصلاه تليق بمقام المولى عز وجل، فالصلاه لا حدود لها فهي تنقلنا إلي الحياه السرمديه
ومن المهم معرفة الألوان المناسبة للمناسبات وأهمها الصلاه. ذكر القران الكريم تأثير اللون في سورة البقرة قال تعالى :
إِنّهَا بَقَرَة ٌ صَفْرَاء فَاقِـعٌ لَّوْنُهَا تَسُرُّ النَّاظِرِينَ
أما في العصر الحديث فمعظم أطباء علم النفس اليوم يركزون على الأ لوان وعلاقتها الوثيقة بالمزاج العام وقد أثبت العالم (سيجمان مارتن) المشهور بمعالجة المرضى بالألوان في دراسته أن الأ لوان تؤثر بشكل قوي جداً في الحالة المزاجية للأنسان. فعلى المؤمن أن يختار الملابس الجميله والنظيفه والألوان الهادئه كالأبيض مثلا لها أثر في رفع روحيه المصلي
أبو حوراء
/
بر الوالدين بر بالامام المهدي
ارتباط عميق ووثيق، يرسم لوحة الوصال بين البر الأكبر والبر الأصغر.. فما بر الوالدين إلا اختبار وامتحان كبير، للأبوة الكبرى للإمام الحجة عليه السلام، فمن المستحيل أن يخفق المؤمن في أبوته الصغرى بوالديه، ويقفز مباشرة على البر الأكبر للإمام صاحب الزمان، فالنتيجة حتمية بعدم وجود حبل وصال بين المؤمن وأبيه الكبير، لأنه ترك طرف الحبل الأول وأسقطه، فبالتالي لا يستطيع شد حبل المودة، وإن أمسك بالطرف الآخر مجازا!..
مفتاح سيرنا للبر الأكبر، يبدأ ببرنا للوالدين، ومتى حققنا النجاح في هذا الاختبار العظيم، فتح لنا الطريق لخدمة الأب الكبير.. فالعديد ممن أفنوا أعمارهم خدمة لدين الله وحجته، وبقاء آثارهم إلى يومنا هذا، يعود لسر صغير هو خدمتهم المتفانية لوالديهم في حياتهم وبعد مماتهم.. فمتى نلتقط هذا المفتاح ونرعاه ونحافظ عليه، حتى يؤذن لنا بفتح الباب الكبير؟!..
طيف المحبة
/
رسالة الإبتسامة
- لا يمكن القلب ان يعانق القلب، ولكن الوسيلة الى ذلك بنظرة تعانق نظرة، و إبتسامة تضم إبتسامة..
- الإبتسامة هي الكلمات التي لم تتكلم بها، و لذلك هي دائمة التنوع وتدل على معنى..
- كلام الفكر من اللسان، وكلام القلب من العينين، أما كلام الروح.. فهو هذه الحركة البليغة وحدها.. وحدها الإبتسامة..
- اللغة رابطة بين النفس والمادة، وأما الإبتسامة فرابطة بين الحس والقلب..
طيف المحبة
/
عبارات أعجبتني
- الصلاة ليست كالعجلة الاحتياطية تستعمل فقط عند الحاجة، بل إنها المقود الذي يستعمل في توجيه الحياة!
- هل تعلم لماذا الزجاج الأمامي للسيارة كبير، في حين أن مرآة النظر إلى الخلف صغيرة! لأن ماضينا ليس مهماً مثل مستقبلنا، لذا انظر للأمام، ودع حياتك تتحرك!
- الصداقة أشبه بالكتاب، تحتاج ثواني معدودة لحرقه، لكنك تحتاج سنين لكتابته!
- كل الأشياء في هذه الحياة هي وقتية، فإذا كانت تسير بصورة جيدة، فتمتع بها، وإذا كانت تسير بصورة خاطئة، فلا تقلق, فإنها لا تبقى طويلا!
- الأصدقاء القدامى كالذهب، والأصدقاء الجدد كالماس، فإذا حصلت على الماس، فلا تنسى الذهب! لأنه حتى تحمل قطعة الماس، فإنك تحتاج إلى قاعدة من الذهب!
- دائما عندما تفقد الأمل وتعتقد أنها النهاية، فتذكر أنها مجرد منعطف, وأنها ليست النهاية!
- عندما تدعو للآخرين، فإن الله يسمع إليك، ويرحم من تدعو لهم.. فإذا كنت بأمان وسعيد، فاعلم أن هنالك شخصا ما يدعو لك!
- القلق سوف لن يمنع مشاكل الغد، ولكنه سوف يأخذ سلام وراحة اليوم!
أبو حوراء
/
غربة المؤمن في الغيبة الكبرى
المؤمن في عصر الغيبة غريب، يعتصره ألم فراق الحبيب، صحيح أنه روحيا ووجدانيا قريب من هذا اللطف الإلهي، ولكن يتأوه حسرة للقاء المادي ببقية الله في أرضه.. كيف لا، وهو يضج ويعج بالبكاء والنحيب عند رؤيته لسائر الناس إلا حبيبه، ويعز عليه سماع أصواتهم إلا صوت معزه.. فيتضح عند ذلك، مقدار غربته في هذه الدنيا الدنيئة ووحشتها، بعد أن أرخى السحاب ثقله على الشمس.
فهل نحن غرباء حقا بهذا الوجه الذي ذكر؟.. أم انغمسنا في ماديات الدنيا، حتى غطت محيطنا المادي بالكامل، فانعدم الحس بألم فراق عزيز الزهراء؟..
انسانه
/
تاملات
- أجمل ما في العالم هو العالم نفسه!
- لقد اخترعوا المخدرات التي تعطل الوجدان، ولم يخترعوا المنبهات التي نرتقي بها عن النعاس والذهول، لليقظة المبهجة!
ام جون
/
حاسب نفسك قبل نومك
المحاسبة قبل النوم
هل هناك من يحاسب نفسه قبل أن تغمض عيناه؟
هل هناك من يحاسب نفسه قبل أن ترتفع روحه إلى الرفيق الأعلى؟
ينبغي للإنسان أن يحاسب نفسه، وأن لا يغفل عن مراقبة نفسه في جميع أوقاته، والليل هو الوقت الأنسب لمحاسبة النفس، وخصوصا قبل النوم.
عن أبي عبد الله عليه السلام قال : (إذا أَوَيتَ إلى فراشك فانظر ما سلكت في بطنك، وما كسبت في يومك، واذكر أنك ميت وأن لك معاد)
وعن أمير المؤمنين عليه السلام قال : (من حاسب نفسه ربح, ومن غفل عنها خسر, ومن خاف أمن, ومن أعتبر أبصر، ومن أبصر فهم, ومن فهم علم).
وعن الإمام موسى بن جعفر عليه السلام قال : (ليس منا من لم يحاسب نفسه في كل يوم فإن عَمِل حسنا استزاد، وإن عمل سيئا استغفر منه وتاب إليه).
الدانة
/
حكم عن الوقت
- الوقت هو أكثر ما نحتاج, وأسوء ما نستخدم!
- الإنسان العادي لا يهتم لمرور الوقت, لكن الإنسان الموهوب يقاد به.
- الوقت يساوي الحياة, لذا تضييع الوقت هو تضييع لحياتك, والسيطرة على وقتك هي سيطرة على حياتك.
- لا تخدع بالتقويم, أيام السنة هي الأيام التي تستفيد منها, هناك رجل يحصل على أسبوع فقط من السنة، وهناك آخر يحصل على السنة كلها.
- السر ليس في قضاء الوقت، بل في استثماره.
- الناس العاديين يفكرون دائما في كيفية قضاء وقتهم, لكن العظماء يفكرون كيف يستثمرونه.
- استغل وقتك، ولا تضييع فرصة واحدة.
- الرجل الذي يجرأ على تضييع ساعة واحدة من وقته، لا يدرك قيمة الحياة.
- إذا أردت أن تستخدم وقتك بصورة جيدة, انظر إلى أهم ما عندك واعطه كل ما تملك.
- ليس المهم أن تكون مشغول, بل المهم هو الذي أنت مشغول به.
- أنت تكتب قصة حياتك في كل دقيقة.
- أنا لا أفكر بالماضي الشيء الوحيد الذي يهم هو الحاضر.
- الذي يسيء استخدام الوقت، هو أول من يشتكي من قصره.
- الوقت كالدراهم, وهي الدرهم الوحيد الذي تملكه, وأنت تقرر أين تصرفه, فلا تدع الآخرين يصرفونه لك.
فواز
/
التَوَلّي والتَبَرّي
يقول الفلاسفة والمناطقة : بأن اجتماع النقيضين مُحال، أي مستحيل : كاجتماع الليل والنهار في مكان واحد، واجتماع الحر والبرد أيضا، فكلاهما مُحال.. لذلك قاعدة التَوَلّي والتَبَرّي : أي الولاء والبراء ة، من الأمور التي لا يكون الإيمان إلا بها، الولاء لأهل البيت (ع)، والبراء ة من أعدائهم، لأنهم لا يجتمعون في قلب واحد.
ام مريم
/
سر قول الله عند رؤيتك جميلا
لا أعرف كيف خطرت ببالي هذه الفكرة!.. لماذا كلما نرى شيئا جميلا نقول (الله)!.. إن انتبهتم كل الناس كذلك، وبكل اللغات، وبطريقة عفوية لا يشعرون بها!.. ربما إنها الفطرة الإنسانية التي جبلها الله عز شانه على معرفة أن الجمال هو سبحانه، ولهذا تنطلق بصورة غريزية عند رؤية أي جمال بقول (الله)!..
أبو الزهراء (ش)
/
أجمل رسالة
عندما تصلنا رسالة من صديق عزيز أو من أحد الأحبة، فإننا نتمعن كثيرا في معانيها، ونقرأها مرات كثيرة، وفي كل مرة نقرأها نشعر بأنها دواء لشوقنا لذلك العزيز، ونحتفظ بها في أجمل سجلاتنا وأرشيفاتنا، فنعتبرها كالجوهرة تزداد لمعانا مع الأيام.. لكن لدينا رسالة لا تعدلها أي رسالة في الدنيا، وشفاء لما في قلوبنا، إنها من حبيب القلوب وطبيب القلوب وأنيس القلوب ومقلب القلوب، إنها " القرآن الكريم " فهلا تمعنا فيه كما نتمعن في رسائل أحبتنا, فهلا حفظناه كما نحفظ رسائل أحبتنا، وعملنا به كما نلبي طلبات أحبتنا؟
ام علي
/
الحسين مصباح الهدى وسفينة النجاة
قد يتبادر إلى ذهن البعض أن الحسين عليه السلام عندما قال : (ألا من ناصر ينصرنا) أنه بحاجة إلى تلك النصرة، لكي ينتصر على الأعداء من ناحية عسكرية!.. ولكن هذا النداء الذي أطلقه الحسين عليه السلام، هو كنداء نوح إلى ابنه، حين قال له : (يا بني اركب معنا) فنبي الله نوح أراد أن يستنقذ ابنه من الضلالة، وليس الطوفان فقط، فلم يكن ممكنا لابنه أن يركب السفينة إذا لم يكن مؤمنا.. كذلك الحسين عليه السلام عندما قال : (من لحق بنا استشهد، ومن تخلف عنا لم يبلغ الفتح) وهذا يعني أن الشهادة والفتح قد جمعا للحسين عليه السلام، كما جمع الإيمان والنجاة من الطوفان لمن ركب سفينة نوح.
وقد ظل الحسين عليه السلام إلى آخر لحظة في حياته يدعو الناس ليركبوا سفينة النجاة.. وحتى قوله إنه عطشان وطلبه الماء من الشمر إذا صح، فإنه رحمة بقاتليه، فهو يعلم أنه لا سفينة نجاة غيره في ذلك الموقف، ومن لا يركب معه سيغرق في الطوفان.
هذا هو الحسين الذي تخلق بأخلاق ربه، فهو يرحم قاتليه ويدعوهم للنجاة إلى آخر لحظة، وندائه إلى اليوم (ألا من ناصر ينصرنا)، وسيظل هذا النداء يدعونا للركوب في سفينة النجاة، سيظل خالدا، فالحسين مصباح الهدى وسفينة النجاة.
بنت المفيد
/
لندع التعب جانبا
لندع التعب جانبا
إن نزول الملائكة على المؤمنين المستقيمين، يعنى عدم الخوف والحزن : (إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا تتنزل عليهم الملائكة ألا تخافوا ولا تحزنوا).. وعدم الحزن هنا يعنى عدم التعب، وذلك لأن الحزن يولّد التعب. فعندما أقدم بعض التضحيات، وأترك أهلي ووطني، نتيجة لذلك فإن التفكير في مثل هذه الأمور سيسبب حالة الحزن للإنسان، وحالة الحزن ستتسبب بدورها التعب والإرهاق النفسيين، اللذين يؤديان إلى التعب الجسدي.
في مثل هذه الحالات علينا أن نأخذ بالحسبان أننا نعمل ونضحي في سبيل الله، وما دام الأمر كذلك، فإن أجرنا مضمون، وتعبنا لا يذهب سدى. والإنسان الرسالي لا يمكن أن يحس بالتعب حتى وإن بلغ التسعين من عمره، فهو يبقى حيوي الروح ونشيطا، وهذه هي الصورة الحقيقية للإنسان المؤمن.
وعلى هذا، علينا أن لا ندع الشيطان يزرع في أنفسنا القيم الفاسدة، مهما كانت صغيرة، لأنها ستنمو وتتضخم بمرور الزمن. فإذا خيرنا بين راحتنا والعمل في سبيل رسالتنا، فعلينا أن نختار رسالتنا. وإذا خيرنا بين أنفسنا وبين إخواننا، فعلينا أن نختار مصالح إخواننا، وألا ندع ذرة من الحقد والحسد، وحب الرئاسة والشهرة في قلوبنا، لأن هذه الذرة ستتحول إلى ذنب كبير.
فلابد من الاستقامة على الطريق، فمن خلال هذه الاستقامة سيدخلنا الله في عداد المؤمنين الصادقين، وقد نواجه في هذا الطريق بعض الضعف، بسبب ضغوط معينة، ولكن الله سيرفعه عنا، ويحصننا من مكارهه، وينزل علينا الملائكة، ويمنحنا بذلك العزة والمنعة.
بنت المفيد
/
الشيطان يحاول افساد القيم
الشيطان يحاول إفساد القيم
الشيطان يحاول من خلال أساليب ذكية أن يحرف الإنسان، من خلال تغيير نفسه وقيمه، وعندئذ سوف لا يعود بإمكان هذا الإنسان مواجهة الفساد والصمود أمامه. ويتوجه الشيطان إلى بعض الناس، فيزيل مناعتهم الروحية من خلال إزالة تقواهم.. ومساعي الشيطان هذه تنصب بالخصوص على ذوى المسؤوليات، فإن كانت لديهم المناعة
لمقاومة إغراء ات الشيطان، فقد أفادتهم قيمهم الصالحة، وإلا سقطوا في مستنقع الشيطان.
وهكذا لابد أن نعرف كيف ننمي القيم في أنفسنا، ومن القيم المهمة جدا قيمة النشاط، أي أن يفضل الإنسان الحركة والنشاط، على الكسل والتواني والاسترخاء..
وقد قال أمير المؤمنين على بن أبي طالب عليه السلام : (ما أنقض النوم لعزائم اليوم).. فقد تفكر أن تعمل وتدرس غدا، ولكن عندما يحل الصباح تجد أن من الصعب عليك النهوض، فتفضل النوم على اليقظة والعمل والدراسة، ويستمر بك الحال هكذا لتجد نفسك قد خسرت طموحاتك الكبيرة الواسعة.
وعلى هذا، لابد من النشاط والحركة، ونبذ الكسل جانبا، وعدم الاستسلام للوساوس الشيطانية التي تدفعنا إلى التكاسل، فهذا الاستسلام إنما هو تبرير شيطاني.
بنت المفيد
/
كيف ننمى القيم السليمة فى انفسنا؟
كيف ننمى القيم السليمة في أنفسنا؟
قد نتساء ل : كيف ننمي القيم السليمة في أنفسنا؟
إن القيم الداخلة في تركيبة الإنسان الداخلية : قد تكون سليمة، وقد تكون فاسدة.. والسبب في ذلك أن الدنيا هي دار تطبيق القوانين والسنن الطبيعية. فلا يمكن لأي إنسان أن يصبح عالما في ليلة وضحاها، وحتى النبوة تحمل بعض الارهاصات، صحيح أنها جعل إلهي وابتداء من الله تعالى، ولكنها بحاجة مع ذلك إلى خلفيات وارهاصات. فالله تعالى يختار من الناس الرجل الصالح لحمل رسالته : (الله أعلم حيث يجعل رسالته).
فكما أنك لا يمكن أن تصبح عالما أو غنيا مرة واحدة، وإنما بالتدريج، فكذلك الحال بالنسبة إلى الأمور الروحية، فالقيم الصالحة تنمو لدى الإنسان شيئا فشيئا.. فنحن إذا بدأنا حياتنا انطلاقا من حب الآخرين والتعاون والاندماج معهم، فإن هذه القيم الصالحة سوف تكبر معنا كلما تقدمنا في العمر، وعلى العكس من ذلك، تنسحب من نفوسنا القيم الصالحة لتحلّ محلها القيم الفاسدة.
فواز
/
ورحمت ربك خير مما يجمعون
عندما دخل معاوية بن أبي وهب على الإمام الصادق (ع)، ورآه ساجدا، سمعه يتمتم وهو يناجي الله سبحانه وتعالى قائلا : (يا من خصنا بالكرامة، وخصنا بالوصية، ووعدنا الشفاعة).. إلى أن قال (اغفر لي ولإخواني ولزوار قبر أبي الحسين (ع)..) فيا له من دعاء!.. وأتبع مناجاته : (فارحم...) وقد كرر دعائه للزوار بالرحمة خمس مرات.. وأي رحمة تلك التي يعنيها الإمام؟!.. نحن لا نعلم!.. ولكن الله تعالى يقول في كتابه الكريم : {ورحمت ربك خير مما يجمعون}..
كلمات المعصومين بحر زاخر لا يفك رموزه إلا من أنار الله قلبه، فما بالنا بالقرآن الكريم؟!.. فلنتدبر كلمات القرآن، وكلمات عدل القرآن، لعلنا نهتدي إلى الصراط المستقيم!
طيف المحبه
/
أنواع الصمت
من الصمت أنواع :
فنوع يكون طريقة من طرق الفهم بين المرء وبين أسرار ما يحيط به.
ونوع ثان يغشى الإنسان العظيم، ليكون علامة على رهبة السر الذي في نفسه العظيمة.
ونوع ثالث يكون في صاحبه طريقة من طرق الحكم على صمت الناس وكلامهم.
ونوع رابع هو كالفصل بين أعمال الجسد وبين الروح في ساعة أعمالها.
ونوع خامس يكون صمتا على دوي، تحته يشبه نوما ساكنا، على أحلام جميلة تتحرك.
التوبه الى الله
/
التفكير في الآخرة والتحوّلات الأخلاقية
عن الإمام علي عليه السلام : (من أصبح والآخرة همه، استغنى بغير مال، واستأنس بغير أهل، وعز بغير عشيرة).
ضرورة الاعتقاد بالآخرة
إن وجهة نظر الإنسان نحو الموت وما بعده، مهمة جداً في حياته، فكلما كانت نظرته واقعية وموضوعية وصحيحة، كلّما كانت حياته سعيدة ونشطة ومتحركة ومتفائلة، والعكس صحيح أيضاً.
فتركيبة الإنسان النفسية ومن ثم سلوكه وأخلاقه، تتأثر جداً من خلال نظرته إلى الموت وما بعده.
فليس التفكير في الموت وما بعده، أو بالأحرى ليس الاعتقاد بوجهة نظر معينة تجاه الموت وما بعده، فكرة عابرة تمر بالخيال وترحل، ولو حاول الإنسان أن يخرجها من خياله وشعوره، فإنها ستنزل رغماً عنه إلى لا شعوره وعقله الباطني وكيانه النفسي، وتطبعه بطابع معين، إما سلباً أو إيجاباً.
فعلى هذا ليس التفكير في الموت وما بعده موتاً بل حياة، أي له دخالة في حياة الإنسان وبنائه الروحي والنفسي والعقلي.
وأنتم إذا دقَّقتم جيداً ستعرفون أن الإنسان إذا كانت نظرته إلى الموت على أنه فناء، ستكون تركيبته النفسية معقّدة خائفة متشائمة مضطربة مستهترة متحلِّلة، أما إذا كانت نظرته على النقيض من ذلك وأعتقد بأن الموت ليس انحلالاً تاماً ولا فناء محضاً، إنما حياة ثانية لها نكهتها الخاصة، فستكون حياته النفسية وتركيبته الروحية متفائلة مطمئنة ملتزمة.
التفكير بالحياة بعد الموت هاجس إنساني
إن التفكير بما بعد الموت هاجس إنساني، ليس له طائفة أو دين خاص، فكل الناس إلى أي دين انتموا، حتى الملحد منهم، لا بد وأن يأتيه تساء ل، ماذا بعد الموت؟
وإذا استقرأتم التاريخ ترون أن هذا التساؤ ل، لا يخلو من أمَّة، أو من شخص. ولكن الناس يحاولون أن ينسوا هاجس ما بعد الموت، ليبعدوا الخوف عن أنفسهم، وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعاً.
يقول أحد علماء النفس : إن الخوف من الموت يقود الإنسان إلى طرح الأسئلة التالية : لمَ، وإلى أين؟.. ومعنى ذلك أن فكر الإنسان أكثر ما يشغله المصير النهائي للحياة البشرية.
ولقد اخترع الناس الكثير لنسيان الموت، يقول بعض المفكرين : " إن الناس قد اخترعوا شتّى ضروب اللهو أو التسلية، حتى يتجنّبوا الخوف من الوحدة أو العزلة ".
ويقول أيضاً : " إنه لمّا كان الناس لم يهتدوا إلى علاج للموت والشقاء والجهل، فقد وجدوا أن خير الطرق للتنعم بالسعادة هي : ألا يفكروا في هذه الأمور على الإطلاق "
وفي الحقيقة إن نسيان الناس لمصيرهم النهائي، أو بالأحرى تناسيه، ما هو إلا كما تفعل النعامة، حيث تطمر رأسها في التراب، وتحسب أن الذئب الآتي لن يأكلها!
اكتشاف ما بعد الموت يحيي أمماً وأفراداً
يقول بعض المفكرين : " إن اكتشاف الموت هو الذي ينقل بالشعوب والأفراد إلى مرحلة النضج العقلي أو البلوغ الروحي ".
فعلاً إن قول هذا المفكر صحيح وتؤيده الوقائع التاريخية، للتدليل على هذه الفكرة نعطيكم مثالاً واحداً.
الأمة العربية قبل الإسلام أكثرها كان منكراً للحياة ما بعد الموت، يقول تعالى : (وَقَالُوا مَا هِيَ إِلَّا حَيَاتُنَا الدُّنْيَا نَمُوتُ وَنَحْيَا وَمَا يُهْلِكُنَا إِلَّا الدَّهْرُ وَمَا لَهُم بِذَلِكَ مِنْ عِلْمٍ إِنْ هُمْ إِلَّا يَظُنُّونَ)(الجاثية : ٢٤).
(أَئِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَابًا وَعِظَامًا أَئِنَّا لَمَبْعُوثُونَ، أَو َآبَاؤُنَا الْأَوَّلُونَ) (الصافات : ١٦ - ١٧).
فكيف كانت حياتهم؟ كانت حياتهم حياة جهلٍ وتخلّف وتبعيّة، ولكن عندما جاء الإسلام، وغيّر نظرتهم إلى الموت وما بعده، تغيَّر العرب تغيّراً جذرياً، فانطلقوا في الدّنيا بكل انشراح وقوّة وغيّروا مجرى التاريخ بعد أن كانوا هملاً لا يخافهم أحد.
القرآن والموت وما بعده
لقد اهتم القرآن الكريم بموضوع الحياة بعد الموت اهتماماً لافتاً، مما يشير إلى أهميّة هذا الموضوع على حياة الأمم والأفراد، حتى أن القرآن الكريم قد قرن كثيراً بين الإيمان باللَّه واليوم الآخر، مما يشير إلى أن الإيمان باللَّه لا يكفي الإنسان (الفرد والأمة) في كماله الروحي وسكينته النفسية وصلاحه الأخلاقي والسلوكي، إن لم يكن مؤمناً باليوم الآخر.
يقول تعالى : (ذَلِكَ يُوعَظُ بِهِ مَن كَانَ مِنكُمْ يُؤْمِنُ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ...) (البقرة : ٢٣٢).
(يُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ...) (آل عمران : ١١٤).
إلى كثير من الآيات التي تقرن الإيمان باللَّه مع اليوم الأخر.
وهنا نماذج من الآيات المتعلقة بالآخرة :
التفكير في الدنيا والآخرة
(يُبيِّنُ اللّهُ لَكُمُ الآيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَتَفَكَّرُونَ * فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَة) (البقرة : ٢١٩ + ٢٢٠).
الدار الآخرة خير للمتقين
(وَلَلدَّارُ الآخِرَة ُ خَيْرٌ لِّلَّذِينَ يَتَّقُونَ أَفَلاَ تَعْقِلُونَ) (الأنعام : ٣٢).
اللَّه يريد الآخرة
(تُرِيدُونَ عَرَضَ الدُّنْيَا وَاللّهُ يُرِيدُ الآخِرَة) (الأنفال : ٦٧).
الموعظة تنفع المؤمن بالآخرة
(ذَلِكُمْ يُوعَظُ بِهِ مَن كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ) (الطلاق : ٢).
الأعمى في الدنيا أعمى في الآخرة
(وَمَن كَانَ فِي هَذِهِ أَعْمَى فَهُوَ فِي الآخِرَة ِ أَعْمَى وَأَضَلُّ سَبِيلاً) (الإسراء : ٧٢).
الحياة البرزخيّة
(حَتَّى إِذَا جَاء أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحًا فِيمَا تَرَكْتُ كَلَّا إِنَّهَا كَلِمَة ٌ هُوَ قَائِلُهَا وَمِن وَرَائِهِم بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ) (المؤمنون : ٩٩ - ١٠٠).
(وَلاَ تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاء عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ) (آل عمران : ١٦٩).
الأحاديث وما بعد الموت
يحدثنا التاريخ أنه لما انهزم أصحاب الجمل ركب الإمام علي عليه السلام بغلة رسول اللَّه الشهباء وسار في القتلى يستعرضهم، فمرَّ بكعب بن سور قاضي البصرة وهو قتيل، فقال : أجلسوه، فأُجلس، فقال عليه السلام : " ويلُمِّك يا كعب بن سور، لقد كان علم لو نفعك... ولكن الشيطان أضلَّك فأزلّك فعجلّك إلى النار ".
وفي نهج البلاغة أنه لما بلغ الإمام عليه السلام مقبرة كانت خلف سور الكوفة، فخاطب الموتى، فقال كلاماً في تقلُّب الدّنيا، ثم قال : " هذا ما عندنا فما خبر ما عندكم "، ثم أضاف عليه السلام : " أما لوا أذن لهم في الكلام لأخبروكم أن خير الزاد التقوى "
مخلوقون للآخرة
عن الإمام علي عليه السلام : " إنك مخلوق للآخرة فاعمل لها، إنك لم تخلق للدنيا فازهد فيها "
بين العمل للدنيا والعمل للآخرة
عن الإمام علي عليه السلام : " اعمل لدنياك كأنك تعيش أبداً، واعمل لأخرتك كأنك تموت غداً "
ثمرات ذكر الآخرة
عن الإمام علي عليه السلام : " ذكر الآخرة دواء وشفاء، وذكر الدنيا أدوء الأدواء "
وعنه عليه السلام : " من أكثر ذكر الآخرة قلَّت معصيته "
خاتمة
أيُّها الأخوة، في نهاية المطاف، لا بد لنا أن نكون متوازنين بين الدنيا والآخرة، وأن يكون همُّنا الأساس هو النجاة في اليوم الأخر، في يوم القيامة، لأن اليوم عمل ولا حساب، وغداً حساب ولا عمل، فاعملوا وجدّوا واجتهدوا، ليومٍ لا ينفع فيه إلا العمل، وليس كل عمل، بل العمل الخالص للَّه تعالى.
موعظة للعبرة
كراهة الموت
لا بد أن نعرف بأن كراهتنا للموت، وخوفنا منه نحن الناقصين، لأجل أن الإنسان حسب فطرته التي فطرها اللَّه سبحانه، وجبلّته الأصيلة، يحب البقاء والحياة، ويتنفر من الفناء والممات، وهذا يرتبط بالبقاء المطلق والحياة الدائمية السرمدية، أي البقاء الذي لا فناء فيه والحياة التي لا زوال فيها. إن بعض الكبار قد أثبتوا المعاد يوم القيامة مع هذه الفطرة التي تحب الحياة والبقاء.
وحيث أن في فطرة الإنسان هذا الحب وذاك التنفر، فإنه يحب ويعشق ما يرى فيه البقاء، ويحب ويعشق العالم الذي يرى فيه الحياة الخالدة، ويهرب من العالم الذي يقابله. وحيث إننا لا نؤمن بعالم الآخرة، ولا تطمئن قلوبنا نحو الحياة الأزلية، والبقاء السرمدي لذلك العالم، نحب هذا العالم، ونهرب من الموت حسب تلك الفطرة والجبلَّة.
أن الإدراك العقلي يختلف عن الإيمان والاطمئنان القلبي. نحن ندرك عقلاً أو نصدق أحاديث الأنبياء تعبداً بأن الموت حق، ولكن قلوبنا لا تحظى بشيء من هذه المعرفة، ولا علم لها عن ذلك، بل إن قلوبنا قد أخلدت إلى أرض الطبيعة، ونعتبر الحياة في هذه الحياة، ولا نرى بقاء وحياة للعالم الثاني، عالم الآخرة.
الكربلائي
/
النظر إلى القرآن
لا يخفى أنّ اللذين ينظرون إلى المزرعة على أربعة أقسام : حمار ينظر إليها ليشبع نفسه ويملي بطنه، والطفل ينظر للمرح واللعب، والزارع لحصادها وجني ثمارها، والحكيم اللبيب إنّما ينظر باعتبار عناصر الزرع والحكمة المودوعة فيه.
والنظر إلى القرآن الكريم كذلك : فبعض يرتزق بالقرآن ويملي بطنه، وبعض يطرب لصوت القرآن، والثالث يقرأ القرآن للثواب، والرابع إنّما ينظر إلى القرآن ويستأنس بتلاوته ليكشف عناصره، وما ينظّم الحياة ويسعد الإنسان ويرشده إلى الخير والصلاح، ويزيد في كماله، إذ القرآن المجيد كلام الله الحكيم، فيه خير الدنيا والآخرة.
قال (عليه السلام): إن أردتم عيش السعداء وموت الشهداء والنجاة يوم الحسرة والظلّ يوم الحرور، والهدى يوم الضلالة، فادرسوا القرآن، فإنّه كلام الرحمن وحرز من الشيطان ورجحان في الميزان.
ولاء
/
تامل
بالحب قامت السماوات والأرض، إذ ورد في الحديث القدسي : (كنت كنزا مخفيا، فأحببت أن أعرف، فخلقت الخلق لكي أعرف). فالله سبحانه حين أحبنا أظهرنا، وهو خفي عنا.. وعندما نريد أن نحبه، علينا أن نختفي لكي يظهر، ونعيش ذل العبودية وعز الربوبية.
بنت المفيد
/
الابتلاء غاية خلق الانسان
الابتلاء غاية خلق الإنسان
إن الله تعالى إنما خلق الإنسان ليعرف - وهو يعرف مسبقا - هل سيستقيم على الطريقة، أم أنه سيتنكب عنها. ففلسفة وحكمة خلق الإنسان في هذه الدنيا تتلخصان في أن يتعرض للامتحان والابتلاء في الدنيا، ليعرف مدى مقاومته للانحرافات المختلفة.
وفى هذا المجال يقول القرآن الكريم : (إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا تتنـزل علـيهـم الملائكة) وقد استخدمت في هذه الآية كلمة الاستقامة، وفى سورة الحمد استخدمت هذه الكلمة أيضا : (اهدنا الصراط المستقيم).
وهنا قد يتبادر إلى الأذهان السؤال التالي : ما الفرق بين كلمة (القويم) وكلمة (المستقيم)؟.. ولماذا هذه الزيادة في الحروف (إضافة حرف الألف والسين والتاء) بحيث يصبح المصدر من باب الاستفعال؟..
يقول النحاة في هذا المجال : إن صيغة (الاستفعال) تعنى طلب الفعل.
فالاستعطاف يعنى طلب العفو، والاستكتاب يعنى طلب الكتابة، وهكذا الحال بالنسبة إلى كلمة الاستقامة تعنى طلب الطريق القويم.
وعلى هذا فإن كلمة (استقاموا) التي جاء ت في الآية، تعنى أنهم طلبوا الطريق القويم. وهذا يعنى أن الاستقامة ترتبط بسعي الإنسان وإرادته وحركته ونشاطه.. فهو الذي يجب أن يسعى وراء ها ليحصل عليها. فالاستقامة - إذن - من الإنسان، وإذا ما استمر هذا الإنسان في السير على الطريق القويم، فحينئذ ستتنزل عليه الملائكة.
طيف المحبه
/
الصلاة
بين ساعات وساعات يتناول المؤمن ميزان نفسه حين يسمع : الله أكبر، ليعرف الصحة والمرض من نيته. كما يضع الطبيب لمريضه بين ساعات وساعات ميزان الحرارة.
خادم السراج
/
خاطرات بسيطة ٢
- ليس المهم أن الإنسان يتحرك, لكن المهم أن يقصد الإنسان في حركته وإن جعله ذلك واقفا لفترة طويلة دون الحركة. وليس المهم أن الإنسان يطالع الكتب، لكن المهم أن الإنسان يوجه مطالعته للكتب, ويختار ما وراء ه منفعة من الكتب. وليس المهم أن الإنسان يجاهد, وإنما المهم اختيار سبيل جهاده, واختيار السلاح الأفضل, والوقوف أمام الأكثر ضرا وخطرا.
- إن الله يضع أمانات ورسائل ومسؤوليات على ظهور البشر، ليس لأنه بحاجة إليهم، وإنما لمصلحتهم, فعندما يدعوهم للجهاد في سبيله إنما لمصلحتهم, ولا يرى الله تأثير المجاهد وتغييره، وإنما يرى نواياه, وإن كان جهاده عديم الفائدة.
- ليس على الإنسان الفرح لغير ما يتلقاه من بشرى من الله.
- إن شعر الإنسان أنه أسوأ من الكثير من الناس, فليعلم أنه أفضل من الكثير. وإن شعر بنقص في نفسه، فليعلم أن اكتمالا حصل في نفسه. وإن علم أنه جاهل، فليعلم أنه عرف الكثير. وإن شعر أنه غير ناضج أو عاقل (متعقل)، فليعلم أنه أحرز تقدما في مسيرة النضج والتعقل.
- التواضع يعني العلو والتكبر يعني الدنو.
- لو علم كل إنسان ما عليه من مسؤولية وواجب يُسأل عنهما يوم القيامة، لما قهقه إنسان.
خادم السراج
/
خاطرات بسيطة ١
- أحيانا ننسى لماذا نعيش وإلى أين وإلى متى, لكن الغاية تبقى في قلوبنا وإن نسيناها أو حاولنا نسيانها.
- إن الإنسان لديه من العمر ما يكفي ليعرف نفسه، فإن لم يعرف نفسه فهو خاسر، ولن يذق سعادة أن يعرف نفسه.
- إن ما يستحق حزن الإنسان عليه، هو أن الإنسان مهما شكر الله فهو يبقى مقصر في شكره.
- إن لم تعرف هدفك في الحياة اليوم، فغدا أو بعد أيام ستفكر بالانتحار.
- السعادة أقرب لك من الخروج من غرفتك لرؤية الأنهار والجبال والشلالات.
- مهما عشقت صديقك، فلن ينظر إليك يوم القيامة, والله وحده هو الذي ينظر إليك.
- الحكمة أجمل عندما تخرج من صاحب التجارب.
خادم السراج
/
خطوات الطريق / الخطوة الأولى / الدرس (٤)
إن هذه المسيرة هي أعظم ما يقوم به الإنسان خلال حياته, ولذا فمن الضروري أن لا يقصر في خطواتها, وإن الغايات التي نرمي إليها من وراء هذه المسيرة أشرف وأرقى الغايات في هذا الوجود, ولذا يجب علينا أن لا نحرك قدما على هذا الطريق إلا فوق مواضع الخطوات التي حددها الإسلام, علينا أن لا نتجه إلى هذا الطريق في سبيل إعظام وتفخيم أنفسنا, نحن نريد تزكية أنفسنا, أما تلك الغايات فلا يبلغها العبد المهمل, وإنما يتقرب منها الإنسان بقدر سعيه, وجده, وتكامل خطواته.
خادم السراج
/
ومضة
ويحك يا إنسان, ترى عيوبك ونواقصك ونقاط ضعفك وأقبح صفاتك الباطنية والظاهرية, لكنك رغم هذا تقف دائما مع نفسك ضد الآخرين عند مخالفتهم لها, وتحتقر كل من يعارضها من البشر.
خادم السراج
/
خطوات الطريق / الخطوة الأولى / الدرس (٣)
إن أية عملية يقوم بها الإنسان تعتمد على الخطوة الأولى, وإن جميع مراحلها تحتاج إلى تلك الخطوة, وإن أغلب الأمور التي تواجه تلك العملية تقف على تمام واكتمال الخطوة الأولى, ولهذا إذا أردنا التوجه نحو طريق الإسلام فعلينا أن نحدد أول خطوة لنا في ذلك الطريق, فلعلنا نتيه عندما لا نعرف من أين نبدأ, أو لعلنا ننحرف عنه بعد إن بدأنا سلكه والتزامه, ولا سمح الله لا نبلغ مطلوبنا إلى آخر عمرنا.
خادم السراج
/
خطوات الطريق / الخطوة الأولى / الدرس (٢)
كلامُنا في مجال السير والسلوك ينبغي أن يكون ذا أصالة ودقة, لأن خطوات الإنسان في هذا الطريق مهمة, وأعظم الأمور في عالم الموجودات هو تقرب الإنسان من الله عز وجل, فدنو شيء مصنوع حادث, ناقص فقير, وهو الروح الإنسانية, من الخالق العظيم جل وعلا يعد مفهوما واسعا وعميقا ومعقدا, لكن الله تعالى جعل بينه وبين عباده جسرا واسعا لأنه أكرم الأكرمين, فحتى الإنسان المقصر تناله نفحات ربانية, وتوفيقات رحمانية.
خادم السراج
/
خطوات الطريق / الخطوة الأولى / الدرس (١)
الطريق الذي يوصل الروح إلى مقام السعادة هو أطول الطرق, لأن الروح هي أعقد الأمور, فحصول الطمأنينة التامة في عمق الذات الإنسانية ليس بالسهل ولا اليسير, لكن هذا الشيء المعقد _ أي الروح _ هو كل ما بيد الإنسان للرُقي والصعود, وبالتالي فإن فلاح الإنسان وخيبته لا يتعلقان إلا بروحه, وبلوغهما يحصل عن طريق تأثير الإنسان في نفسه, وقال تعالى ((فد أفلح من زكاها * وقد خاب من دساها)) الشمس 8 - 9.
أحمدالخولى
/
الى كل من يتعرض لنقد آثم
لا تتخيل كل الناس ملائكة.. فتنهار أحلامك.. و لا تجعل ثقتك بالناس عمياء
لأنك ستبكي ذات يوم على سذاجتك
فالحياة مليئة بالحجارة فلا تتعثر بها بل إجمعها وابنِ بها سلما تصعد به نحو
النجاح
الرقعاء السخفاء الحمقى السفهاء سبّوا الخالق الرازق جل في علاه، شتموا الواحد الذي ذهب بالجمال والكمال والجلال، لا إله إلا هو! فماذا نتوقع أنا وأنت ونحن أهل الحيف والخطأ ؛ إنك سوف تواجه في حياتك حربًا ضروسًا لا هوادة فيها من النقد الآثم المر، ومن التحطيم المدروس المخصوص، ومن الإهانة المتعمدة، ما دام أنك تعطي، وتبني وتؤثر، وتسطع وتلمع وتبدع، ولن يسكت هؤلاء عنك حتى تتخذ نفقًا في الأرض أو سُلَّمًا في السماء فتفر من هؤلاء، أما وأنت بين أظهرهم فانتظر منهم ما يسوؤك، ويبكي عينك، ويدمي مقلتك، ويقض مضجعك.
إن الجالس على الأرض لا يسقط، والناس لا يرفسون كلبًا ميتًا ؛ لكنهم يغضبون عليك ؛ لأنك فُقْتَهم صلاحًا أو علمًا أو أدبًا أو مالاً أو بيانًا أو جهدًا، فأنت عندهم مذنب لا توبة لك حتى تترك مواهبك، ونعم الله عليك، وتنخلع من كل صفات الحمد، وتنسلخ من كل معاني النبل، وتبقى بليدًا غبيًّا صفرًا محطمًا مكدودًا، هذا ما يريدون بالضبط.
إذن : فاصمد لكلام هؤلاء، إذن : (فاثبت أُحُد)، واصبر على نقدهم وتشويههم وتجريحهم وتحقيرهم، وكن كالصخرة الصامدة المهيبة تتكسر عليها حبات البرد، لتثبت وجودها وتعلن صمودها، وقدرتها على البقاء.
إنك إن أصغيت لكلام هؤلاء وتفاعلت به حققت أمنيتهم الغالية في تعكير حياتك وتكدير عمرك، ألا فاصفح الصفح الجميل، ألا فأعرض عنهم " وَلاَ تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ وَلاَ تَكُ فِي ضَيْقٍ مِّمَّا يَمْكُرُونَ " (النحل : ١٢٧).
إن نقدهم السخيف ترجمة محترمة لك، وبقدر وزنك يكون النقد الآثم المفتَعَل.
لا تطلب المستحيل
إنك لن تستطيع أن تغلق أفواه البشر، ولن تستطيع أن تعقد ألسنتهم ؛ لكنك تستطيع أن تدفن نقدَهم وتجنيهم بتجافيك لهم وإهمالك لشأنهم، واطراحك لأقوالهم " قُلْ مُوتُوا بِغَيْظِكُمْ " (آل عمران : ١١٩).
وكِلْمَة ِ حاسد من غير جُرْم *** سمعتُ فقلت مُرِّي فانفُذِيني
وعابوها عليَّ ولم تعبني *** ولم يندى لها أبدًا جبيني
نور الأعرجي
/
تأكيد الأحسان بين الناس
(عندما لا نستطيع أن نسع العالم بأموالنا فلماذا لا نسعهم بعواطفنا وأخلاقنا )
للشهيد السيد محمد باقر الصدر
حيدر حسن العقابي
/
نعم الله علينا لا تحصى!
قال تعالى : (وَآتَاكُمْ مِنْ كُلِّ مَا سَأَلْتُمُوهُ وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَة َ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا إِنَّ الْإِنْسَانَ لَظَلُومٌ كَفَّارٌ).
- إذا كان لديك بيت يؤويك، ومكان تنام فيه، وطعام في بيتك، ولباس على جسمك ؛ فأنت أغنى من ٧٥ % من سكان العالم.
- إذا كان لديك مال في جيبك، واستطعت أن توفر شيء منه لوقت الشدة ؛ فأنت واحد ممن يشكلون ٨ % من أغنياء العالم.
- إذا كنت قد أصبحت في عافية هذا اليوم ؛ فأنت في نعمة عظيمة، فهناك مليون إنسان في العالم لن يستطيعوا أن يعيشوا لأكثر من أسبوع بسبب مرضهم.
- إذا لم تتجرع خطر الحروب، ولم تذق طعم وحدة السجن، ولم تتعرض لروعة التعذيب ؛ فأنت أفضل من ٥٠٠ مليون إنسان على سطح الأرض.
- إذا كنت تصلي في المسجد، دون خوف من التنكيل أو التعذيب أو الاعتقال أو الموت ؛ فأنت في نعمة لا يعرفها ثلاثة مليارات من البشر.
- إذا كان أبواك على قيد الحياة، ويعيشان معا غير مطلقين ؛ فأنت نادر في هذا الوجود.
- إذا كنت تبتسم وتشكر المولى عز وجل ؛ فأنت في نعمة، فكثيرون يستطيعون ذلك ولكن لا يفعلون.
- إذا وصلتك هذه الرسالة وقرأتها ؛ فأنت في نعمتين عظيمتين :
أولاهما : أن هناك من يفكر فيك.
والثانية : أنك أفضل من مليارين من البشر الذين لا يحسنون القراء ة في هذه الدنيا.
أقول لك هذا، لكي تكون أسعد مما أنت عليه، احمد الله على نعمه التي لا تعد ولا تحصى، وليكن لسانك رطبا بذكر الله تعالى، وكن كما قال المصطفى (ص) لمعاذ : (لا تدعنّ بعد كل صلاة أن تقول : اللهم، أعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك).
غيث
/
الهم المريح
- نتأخر أحياناً عن أداء الصلاة في وقتها ؛ لأننا لم نجعل الصلاة همنا الأكبر.
- نغتم كثيراً على فقدان أحد نعم الدنيا المادية ؛ لأننا لم نجعل النعمة الأخروية همنا الأكبر.
- نتأثر ونهتم كثيراً برضا بعض الناس، كرب العمل، ونحزن لعدم رضاهم عنا ؛ لأننا لم نجعل رضا الله عنا همنا الأكبر.
المتوكل
/
ثورة على مملكة الباطن
كما استشعروا هم خطر الأنظمة الفاسدة, فلنستشعر نحن خطر الوساوس الشيطانية.
كما رفعوا هم شعار العداوة " ارحل ", فلنرفع نحن شعار " اخرج منها فإنك رجيم ".
كما قاموا هم بالعصيان المدني, فلنقم نحن بعصيان الشيطان، ونرفع شعار المخالفة لكل وساوس الشيطان.
كما صبروا هم وقدموا التضحيات أياما طويلة, فلنصبر نحن حتى خروجه مهزوما من مملكة الباطن.
كما لم يقبلوا هم أي حوار, وأصروا على نقطة جوهرية وهي إسقاط النظام, ينبغي علينا أن لا نتبع خطوات الشيطان، ونعزم على إسقاط سلطته علينا.
كما تآزروا وتعاونوا فكانت لهم قوة ضد الطواغيت, فلنتآزر نحن ونتعاون، فقد روي في الخبر أن المؤازرة على العمل الصالح، يقطع دابر الشيطان.
وكما فضحوا فساد أنظمة الظالمين، وسودوا وجوههم, فلنفضح الشيطان، ولنسود وجهه، فقد روي في الخبر : أن الصوم يسود وجه الشيطان.
وكما بذلوا في سبيل أهدافهم المصيرية، فكسروا شوكة الظالمين, فلنبذل نحن، ولننفق مما نحب، فقد روي أن الصدقة تكسر ظهر الشيطان.
وكما حافظوا هم على مكتسبات الثورة، وكانوا على يقظة من أمرهم حتى لا تصادر مكتسباتهم, فلنحافظ نحن على مكتسباتنا بعد كل انتصار على الشياطين، فإنهم لا ييأسون منا, وقد روي في الخبر أن الاستغفار يقطع وتين الشيطان.
وأخيرا كما جاهد شبابهم وشيوخهم فساهموا في النصر, فلنجاهد نحن بعد الأربعين كنا أو قبلها, رجالا كنا أو نساء, متزوجين كنا أو عزابا. والله تعالى معيننا أو ليس هو القائل : " والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا.
ftm
/
التعامل مع الظروف
إن البلاء يمكن أن يكون بالخير والشر على حد سواء، فليس للمحن دخل في شقائك, وإنما الأمر سنن، إن اتبعتها شقيت, وإن اجتنبتها سعدت. فانطلق بأهدافك، واحلم بغاياتك, ولا تذهب نفسك حسرات على ظروف معوجه, ومشكلات فجة, فإن كل ذلك قابل للتعديل والتبديل.
والأمر بيدك، فاستمتع بما تضعه لنفسك من الأحلام, لأن كل شي قابل للاستثمار النافع في هده الدنيا, حتى المصائب إن صبرت عليها أجرت, وإن جزعت منها خسرت!.. كل شي فيها يقود إلى النمو والنجاح, بشرط أن تعرف إلى أين تؤدي بك الطرق، وأين سبل النجاح.
علي
/
الصوم
إن الغاية الكبرى من الصوم، هي الوصول إلى التقوى، وإلا لا قيمة له، كما قال الرسول (ص): (رب صائم ليس له من صيامه إلا الجوع والعطش).
علي
/
ومضات عرفانيه
إن شهري رجب وشعبان هما من مقدمات الصوم، كما أن الوضوء من مقدمات الصلاة، فينبغي علينا أن نروض أنفسنا على فقهيات الصوم وأخلاقياته. وأنا أعتقد أن الفقهيات واضحة ووسهلة، ولكن الصعوبة في الجانب الأخلاقي، وهو الركن الأساسي من الصوم، فيجب أن نلتفت إليه، حتى نحقق جانب التقوى، وهو الجانب الأهم من الصوم.
بنت علي ع
/
اثنان
ضع سرك بين اثنين : نفسك، وربك.
ضع ايمانك قوي باثنين، ربك، ونبيك وآله.
أستعن بالشدائد باثنين : الصبر، والصلاة.
احرص في دنياك على رضى اثنين : أبوك، وأمك.
في حياتك لا تخف من اثنين لأنهم بيد الله : الرزق، والموت.
المراقب
/
على من أصب غضبي؟!!
على من أصب غضبي؟!!
أردت أن أغضب عند خطأ طفلي, فخجلت من نفسي, لأنني ما غضبت على أخطائي في كبري، فكيف بمن يخطئ في صغره. والله تعالى رفع قلم الحساب والعقاب عنه, فكيف لي أن اشدد عليه الحساب والعقاب.
أردت أن أغضب على زوجتي، فاستحيت من الله تعالى، حيث قال (والله يسمع تحاوركما) ومن أمير المؤمنين عليه السلام الذي أوصاني، فقال (الله الله في الضعيفين).
أردت أن أغضب على أخي المؤمن بعدما اخطأ في حقي, فتذكرت قوله تعالى : (وليعفوا وليصفحوا ألا تحبون أن يغفر الله لكم والله غفور رحيم).
أردت أن أغضب على الناس، فتذكرت الله تعالى، حيث قال (والكاظمين الغيظ, والعافين عن الناس والله يحب المحسنين).
أردت أن أغضب على خصمي بعد قدرتي عليه, فتذكرت وصية أمير المؤمنين علي عليه السلام لنا حين قال : (إذا قدرت على خصمك، فاجعل العفو شكرا على المقدرة).
أردت أن أغضب على أخطاء أصحاب المروء ة, فتذكرت قول أمير المؤمنين عليه السلام : (أقيلوا ذوي المروء ات عثراتهم, فما يعثر منهم عاثر إلا ويد الله ترفعه).
أردت أن أغضب على من هو أقوى مني, فتذكرت قول أمير المؤمنين عليه السلام, (من غضب على من لا يقدر على ضره ؛ طال حزنه، وعذب نفسه).
أردت أن أغضب على سائر العباد, فتذكرة قول نبي الرحمة صلى الله عليه وآله حيث أوصانا فقال : (ارحموا من في الأرض، يرحمكم من في السماء).
فبعد كل هذا على من أصب غضبي, وبمن أخرج عن طوري؟!.
المحب
/
محبة الله
كيف ننشغل عن من هو ألطف من كل لطيف,
كيف لا نذكر من هو أحلم من كل حليم,
كيف نغفل عن من هو أجمل من كل جميل,
كيف لا نطيع من طاعته غناً,
كيف نسهو عن من ذكره حلو,
كيف ننسى من لا ينسانا من نعمه و فضله و جوده ليل نهار,
كيف ننام عن من يذكرنا كلما ذكرناه,
كيف لا نتوب الى من يفرح بتوبتنا.
حقا, ماذا وجد من فقدك و ما الذى فقد من وجدك.
سراجي
/
ومضات سراجية ١٠
- الخوض فيما لا يعني، مصداق لحالة العبثية واللا جدية في سلوك الإنسان، ومن موجبات قساوة القلب.
- القلب المشتغل بأمر، لا يحتمل الاشتغال بأمر آخر، ولو كان اللاحق أنفع من سابقه.
- الخوض فيما لا يعني إذا كانت تترتب عليه هذه الآثار المهلكة : من قساوة القلب، وسقم في البدن، ونقص في المال، وحريمة من الرزق ؛ فكيف بالخوض في الحرام؟!.
*****
- من الضروري للسائرين إلى الله تعالى أن يكون المخطط - ببعديه النظري والعملي - واضحا دائما لهم، وإلا كان صاحبها كمن يحتطب ليلا!.
- وضوح الخطة للسائر وإتقانها، وهندسة مراحلها، مدعاة للسير على هدى واطمئنان، وإلا فالسائر على غير هدى لا تزيده كثرة السير إلا بعدا.
*****
- من اللازم في الصلاة عدم الاكتفاء بالحركات الخارجية فقط، بل ينبغي استشعار المعاني الجميلة لكل حركة، من الآذان إلى التسليم.
- الأولياء يعيشون حالة التهيب عند دخولهم في الصلاة، لاستشعارهم موقف اللقاء مع الله تعالى ؛ وحالة ألم الفراق والتوديع عند التسليم، لأنه إنهاء لهذا اللقاء المبارك.
*****
- الحال : هو ما يعطى للعبد من الحالات الروحية المتقطعة - بحسب قابليته - بين فترة وأخرى. أما المقام : فهي الحالات الروحية الثابتة التي لا تفارق صاحبها أبدا.
- من اللازم لتحويل الحالات المتناوبة إلى مقامات ثابتة : استمرارها، تحاشي موجبات الإدبار، الالتزام بما يرضي الله تعالى، الالتجاء الدائم إليه، والتوسل بذوي الزلفى لديه.
*****
- العبد يصل بعد مرحلة طويلة من المجاهدة في طريق الله تعالى، إلى مرحلة الاصطفاء الإلهي.
- من مميزات مرحلة الاصطفاء الإلهي : أن يعيش العبد حالة حضور دائم بين يدي المولى، ويستمتع بالضيافة الربوبية وبالقرب الثابت منه تعالى.
*****
- كل نشاط في الحياة لا ينتسب إلى الله تعالى، سراب بقيعة، يحسبه الظمآن ماء، حتى إذا جاء ه لم يجده شيئا.
- الذي يضفي الجدية على كل سلوك، هو قصد القربة إلى الله تعالى، وإلا فهو أقرب إلى اللهو والبطالة.
- رأس ساعات الجد هي ساعة الإقبال على المولى، في الصلاة وغيرها، ومن هذه الساعة يترشح الجد على الساعات الأخرى من الحياة.
*****
- التعالي والترفع على المخلوقين - ولو كان في الباطن - قاصم للظهر، كما قصم من قبل ظهر إبليس، مع ما كان له من العبادة.
- طرد الشعور بالتعالي على الخلق، متوقف على : الاعتقاد بالجهل بالبواطن، والجهل بخواتيم الأعمال.
- الأولياء يشفقون من سوء الخاتمة، لتظافر جهود الشياطين على سلب العاقبة المحمودة للسائرين، ولو عند الموت.
*****
- لا غرابة في انحراف بعض مدعي المقامات ممن أوتي نصيبا من العلم ؛ لأن العبد يلزمه في كل مرحلة الاستقامة في العبودية، وهذه لا تتحقق إلا بالحصانة الإلهية له.
- الحصانة الإلهية لو رفعت عن العبد بجريرة ارتكبها، لهوت به الريح في مكان سحيق!.
- معرفة منازل الكمال وأسرار الطريق، تكون : بالتأمل، أو الرياضة النفسية، أو الاكتساب من الغير.
- المعرفة النظرية في مجال التكامل، لا تدل على كمال صاحبها بالضرورة.
*****
- قصر الحياة الدنيا يجعل كسب الإنسان محدودا، وخاصة أن هذا الكسب يقرر مصيره الأبدي سعادة وشقاء. ولهذا فمن مظاهر لطف الله تعالى بعبده، أنه منح بعض الأوقات والأعمال من البركات والآثار بما يذهل الألباب ؛ تعويضا لقصر الحياة الدنيا.
- مباركة الله تعالى لبعض الأوقات والأعمال ؛ تعويضا لقصر الحياة الدنيا.
*****
- العبد الذي يستحضر مالكية المولى عند دخوله المسجد، يعظم توقيره لذلك المكان، ويزداد أنسه به، ويكون لصلاته وقع متميز في نفسه، فيعظم معها أمله بالإجابة.
- الميل إلى المحبوب يستلزم الميل إلى متعلقاته، ومنها الأمكنة المنتسبة إليه.
- من لوازم توقير العبد لبيت الله تعالى، حنوه على الجمع المصطفين معه في صفوف الطاعة لله تعالى.
سراجي
/
ومضات سراجية ٩
- ما يدفع الإنسان نحو الملذات، هي الصورة الذهنية المضخمة، التي زينها الشيطان له، بحيث لا يرى الأشياء كما هي.
- العبد الذي يزين له الشيطان ملذات الدنيا، يصاب بالإحباط وخيبة أمل شديدة، عندما يصل للذته ولا يجد تلك الحلاوة الموهومة ؛ وهذا ما يجعله يستحدث وسائل غريبة للاستمتاع، تصل إلى حد الجنون!.
- الذي يرى بأن اللذائذ المادية فانية ومملولة، ويدرك حقيقتها كما هي، ويستشعر بلذائذ لا تقاس بلذائذ عالم الحس ؛ فإن نفسه مطمئنة ومرتاحة من التجارب والإحباطات المرهقة، ولما يكتشفه من الجديد في عالم اللذائذ المعنوية.
*****
- كل نفس من أنفاس العبد قطعة من عمره، فلو لم يتحول إلى شحنة طاعة، لذهب سدى، بل أورثه حسرة وندامة، لهدر ما كان يمكن أن يكتسب به الخلود في مقعد صدق عند مليك مقتدر.
- إيقاف الخسارة في أي مرحلة من مراحل العمر، ربح في حد نفسه، لا ينبغي تفويته ؛ فلا ينبغي التقاعس بدعوى فوات الأوان.
*****
- لكل من القلب والعقل والبدن حظه من العبادة، لتفاعله الخاص بها، فللأول المشاعر، وللثاني الإدراك، وللثالث الحركة الخارجية.. وأدنى الحظوظ إنما هي للبدن.
- السر في عدم وجود الأثر من العبادة، أننا نهتم بحظ البدن أكثر من حظ القلب والعقل، مع أن له أدنى الحظوظ.
- تحقق الأنس الظاهري بالعبادة، لأن النفس بطبيعتها تتعامل مع الحقائق من خلال مظاهرها المادية.. أما الأنس الحقيقي وشهود الحقائق بواقعيتها، فلا يتحقق إلا بالمجاهدة.
*****
- مخالفة النفس فيما تهوى وتكره، من أهم أسس التزكية، وخاصة عند إصرار النفس.
- الوقوف أمام النفس ضروري ؛ لتعويدها على التنازل عن هواها لحكم العقل، ولإشعارها بدور العقل في إدارة شؤون النفس.
- الذي يخالف هواه عند إلحاح شهوة من الشهوات، فإنه يجد حلاوة الإيمان في قلبه، كجائزة معجلة في الدنيا قبل الآخرة.
- ما يجده العبد من حلاوة الإيمان، يعوضه عن حرمانه لنفسه من تلك الشهوة الملحة.
- المؤمن يصل إلى درجة من مخالفته لنفسه، أنه يعيش حالة التلذذ بترك التلذذ ؛ لما فيها من الإحساس بالسمو والتعالي عن مقتضيات الطبيعة.
- الأولياء الكمّلون يتلذذون برضا الله تعالى عنهم، حين تلذذهم بالمباحات، أكثر من تلذذهم باللذة نفسها.
*****
- الله تعالى تجلى في عالم الآفاق، فأوجد هذا النظام المتقن الذي أذهل العقول ؛ فكيف إذا أراد أن يتجلى في عالم الأنفس، لعبده الذي أراد سياسته وتقويمه؟!.
- العجائب إذا كانت لا تعد في عالم الآفاق، فإنها لا تدرك في عالم الأنفس!.
- المبدع في عالم الآفاق هو بنفسه المبدع في عالم الأنفس، بل إنه أكثر تجليا فيها، لأنها عرش تجليه الأعظم.
- العبد الذي يريد أن يحقق في نفسه القابلية للتجلي الإلهي، عليه أن يعرض نفسه للنفحات الإلهية.
*****
- المال آلة لكسب اللذائذ المادية، فالذي لا تأسره تلك اللذائذ، لا يجد في نفسه مبررا للحرص والولع في جمعه.
- المتعالي عن عالم اللذائذ الحسية، قد خرج من أسر عظيم وقع فيه أهل الدنيا.
- الذي ترقى عن عالم اللذائذ الحسية، فإن له ما يشغله عن جمع المال، بل عن الالتفات إليه ؛ فمن لا تغريه اللذة، لا تغريه مادتها وهي المال.
- الذي ترقى عن عالم اللذائذ الحسية، لا يجد كثير معاناة في دفع شهوة المال عن نفسه، فاللذائذ أسيرة له، لا هو أسيرا لها.
- الذي يزهد في اللذائذ الحسية، يزهد في آلتها وهي المال.
*****
- القيام في الأسحار هو لقاء المولى مع خواص عبيده، ولا تتسنى هذه الدعوة إلا لمن نظر إليه المولى بعين اللطف.
- نفس قيام الليل مكسب عظيم ؛ لما فيه من خروج على سلطان النوم القاهر ؛ فكيف إذا اقترن ذلك، بحالة الالتجاء والتضرع؟!.
- قيام الليل هو القاسم المشترك بين جميع الأولياء والصالحين، الذين يشتد شوقهم إلى الليل، ترقبا للذائذ الأسحار.
*****
- من الضروري لمن يريد الثبات في السير إلى الله تعالى، أن يبعد عن طريقه كل موجبات القلق والاضطراب.
- التشويش الباطني كتحريك العصا في الماء العكر، حيث يفقد العبد حالة الصفاء، فلا يمكنه رؤية الصور الجميلة.
- استبعاد موجبات القلق يكون : إما بدفعها وعدم التعرض لها، أو برفعها وإزالة الموجب لها، أو بالتعالي وصرف الذهن عنها مع العجز عن الدفع والرفع.
- استبعاد موجبات القلق يكون : إما بدفعها، أو برفعها، أو بالتعالي وصرف الذهن عنها مع العجز عن الدفع والرفع.
- المؤمن المبتلى بالتشويش الباطني، عليه بتفويض الأمر إلى مسبب الأسباب من غير سبب.
*****
- حركة الإنسان نحو الشهوات البهيمية، سريعة جدا، لو استرسل في شهواته ولم يغالبها ؛ لأنها موافقة لدواعي الهوى.
- الهوى يسوق صاحبه إلى الهاوية.
- المشيئة الإلهية لتطهير العبد، تيسر لمن تعرض لنفحاتها، سبيل الوصول والتعالي والسمو إلى درجات القرب.
*****
- المؤمن المبتلى، الذي يعلم ما له من العوض المضاعف، يفرح ولا يستوحش من البلاء، مهما كان شديدا.
- الذي يصيبه البلاء وهو لا يعلم أنه رفع لدرجة أو كفارة لسيئة، فإنه يستوحش من أدنى بلاء يصيبه ؛ لما يرى فيه من تفويت للذائذ من دون تعويض.
سراجي
/
ومضات سراجية ٨
- الآية علامة لذي العلامة، والذي لا يعرف لغة العلامة، فكيف يعرف ذي العلامة؟!.
- الباحثون في الطبيعة والغافلون عن الله تعالى، كمن يحلل اللوحة الجميلة إلى أخشاب وألوان، فيرهق نفسه في البحث، ولا يدرك جمال الصورة ولا مصورها، وذلك لانتفاء اللب فيهم.
- الباحثون في الطبيعة عيونهم كآلة الكشف الصماء، لا تبصر من جمال المبدع شيئا.
*****
- التسمية قبل الفعل من الأكل وغيره، نوع استئذان من العبد، في التصرف فيما يملكه الله تعالى.
- الأولياء المستشعرون للطائف العبودية، يرون أن التسمية من الأمور اللازمة، وتتجاوز مرحلة الاستحباب.
- كل عمل غير مبدوء بالتسمية، فهو أبتر، ولا بركة فيه.. لأنه ليس منتسبا إلى الله تعالى، وليس منطلقا من رضاه، بل إنه تصرف في ملكه من دون إحراز رضاه.
*****
- من الضروري المراقبة الشديدة للنفس، بعد حالات الإقبال، وخاصة الشديدة منها.
- الإدبار الاختياري بعد الإقبال، يعد سوء أدب مع المولى الذي منّ على عبده بهذه النعمة، وقد يُحرم منها مرة أخرى.
- الإدبار المفاجئ الخارج عن اختيار العبد، قد يكون دفعا للعجب عنه، وتذكيرا له بتصريف المولى لقلب عبده المؤمن كيفما يشاء.
*****
- من الدواعي الخفية التي جعلت البعض من المنحرفين عن خط أهل البيت (ع)، يتخذ لنفسه اتجاها أخلاقيا متميزا : جذب قلوب المريدين المتعطشين للمعارف الإلهية، ومنافسة خط أئمة أهل البيت (ع) في ذلك.
- من اللازم الحذر من مؤلفات المنحرفين عن خط أهل البيت (ع).
- حث عامة الناس على الرجوع إلى مؤلفات المنحرفين عن خط أهل البيت (ع)، قد يؤدي من دون قصد إلى صرف الناس عن خط أئمتهم (ع)، أو على الأقل عدم استنكار البنية العقائدية لمخالفيهم.
*****
- اشتغال القلب بغير الله تعالى مذموم، حتى عند الاشتغال بالصالحات من الأعمال.
- حسن اشتغال الجارحة بالعبادة، لا يجبر قبح خلو الجانحة من ذكر الله تعالى، فلكل منهما وظائفه.. وحساب كل منهما بحسبه، فقد تثاب إحداهما وتعاقب الأخرى.
- الجمع بين المقامين : اشتغال القلب بالحق تعالى، والجوارح بالخلق، وإن بدا صعبا إلا أنه يتم مع المزاولة والمصابرة.
*****
- من الأمور المهمة استغلال ساعة الإقبال على المولى، في أي ظرف كان، حتى لو كان العبد في حالة يجل ربه أن يذكره فيها.
- إعراض العبد عن ربه مع إقباله عليه، في أي ظرف كان، مدعاة لتعريض هذه النعمة الكبرى للزوال.
- من الضروري استغلال حالة الرقة التي تنتاب المؤمن في مجالس الذكر، بالتوجه إلى الله تعالى، وخاصة بعد الفراغ من المجلس ؛ فإنها من المظان الكبرى لاستجابة الدعاء.
*****
- الذي تشمله يد العناية الإلهية، فإن الله تعالى يتولى تصريف شؤونه في كل صغيرة وكبيرة.
- الإحساس بالعناية الإلهية، يعمق الود بين العبد وربه، ويضيف السكينة والاطمئنان على مجمل حركته في الحياة.
*****
- الذي يستغرب ترتب الثواب العظيم على اليسير من العبادة، فإما أنه قاصر عن إدراك قدرة الله تعالى، أو كرمه وسعة فضله.
- الذي يجمع بين القدرة القاهرة، والعطاء بلا حساب، فإنه لا يعجزه الأجر الذي لا يقاس إلى العمل.. إذ أن الثواب المبذول إنما هو أقرب للعطايا منه إلى الأجور.
- نسبة قدرة الله تعالى إلى الأمر الحقير والعظيم على حد سواء، فلا عجب من إعطائه الثواب الجزيل مقابل العمل اليسير.
*****
- الصلاة بأجزائها الظاهرية مركّب اعتباري، ولهذا فالإخلال العمدي بظاهرها مما يوجب عدم صحتها، لعدم تحقق المركّب بانتفاء بعض أجزائه.
- الصلاة بأجزائها مركّب اعتباري ظاهري، وبموازاة ذلك المركب هنالك مركّب اعتباري معنوي، يجمعه ملكوت كل جزء من أجزاء الصلاة.
- الذي يأتي بظاهر الصلاة خاليا من الباطن، فقد أخل بالمركّب الاعتباري الآخر بكله أو ببعضه.
*****
- الطهارة الظاهرية من شروط صحة الصلاة، ولكن الأقرب لتحقيق روح الصلاة، هو الاهتمام بتحقيق الطهارة الباطنية.
- المتدنس بباطنه وإن كان جاهلا بقذارته، لا يؤذن له بلقاء الله تعالى حتى وإن تطهر بظاهره.
سراجي
/
ومضات سراجية ٧
- الميل والرغبة الجامحة في الشيء، من دواعي النجاح في أي مجال دنيويا كان أو أخرويا.
- الميل قد يكون طبعيا كما في موارد الهوى والشهوة، وقد يكون اكتسابيا كما لو حاول العبد مطابقة هواه مع هوى مولاه.
- أساس التحليق في عالم العبودية، هو استشعار الحب تجاه المولى، والميل لما يريده.
- الذي لا ينقدح في نفسه الشعور بالحب للمولى ولما يريده، فإن سعيه في مجال الطاعة لا يخلو من تكلف ومعاناة.
*****
- منشأ سوء الظن : وسوسة الشيطان إذ له رغبة جامحة في إيقاع العداوة بين المؤمنين، واستيلاء الوهم الذي لا أساس له على القلب.
*****
- الداعي إلى الله تعالى ليس همه إلا أن يعرض بضاعة منجية، ولا يهمه من المشتري.
- أجر الدعوة ودرجات القرب من الله تعالى، لا يتوقف على التأثير الفعلي في العباد.
- كلما اشتدت المقارعة مع العباد، اشتد قرب العبد من الله تعالى، وإن لم يثمر عمله شيئا في تحقيق الهدى في القلوب.
*****
- النوم من الروافد الأصلية التي تستنزف نبع الحياة.
- المؤمن يتحكم في نومه : في أوله وآخره، ووقته المناسب، وتحاشي ما يوجب ثقله ؛ لئلا يهدر رأسماله فيما لا ضرورة له.
- الإنسان حاجة بدنه الحقيقية للنوم أقل من نومه الفعلي، فلو غالب نفسه وطرد عنها الكسل، فإنه سيوفر ساعات كثيرة فيما هو خير له وأبقى.
*****
- الأولياء حالات الفراق لديهم، أرجى من حالات الوصل.. إذ في الوصل تسكن النفس للجائزة المقدرة فيقل الطلب، أما في الفراق يشتد التضرع والأنين فيرتفع قدر الجائزة فوق المقدر.
- من الأدب أن يسلم المؤمن فصله ووصله للحكيم، الذي يحكم بعدله في قلوب العباد ما يشاء وكيف يشاء.
*****
- ليس المطلوب العداء التعبدي للشيطان فحسب، بل العداء الواعي : بالشعور بحقيقة كيده وتربصه، وحقده القديم لبني آدم.
- إحساس العبد الذي يعيش العداء المتأصل للشيطان، كمن يعيش في بلد هدر فيها دمه، فخوفه وحذره ملازمان له في كل لحظة.
*****
- الذي يحدد مستوى العبد في درجاته الروحية هو : الحد الأدنى للهبوط، لا الحد الأعلى في الصعود.. لأن التعالي أمر استثنائي، بينما الهبوط هو الموافق لطبيعة النفس الميالة للهو واللعب.
- العبد الذي يستكشف درجته الروحية التابعة لأخس الحالات، يدرك مدى ضعفه، مما يوجب دفع العجب والتفاخر عنه، ويحفزه للارتقاء.
*****
- من اللازم على المؤمن إذا اضطر للدخول في مجالس تكون في مظان اللهو أو الوقوع في الحرام، أن يهيئ نفسه، لتحاشي الوقوع في المزالق قبل التورط.
- لحظات عمر الإنسان لا تقدر بثمن، فكما أنه يبخل بماله، فالأجدر به أن يبخل ببذل ساعات من عمره للآخرين من عوض.
- الذي يبذل وقته فيما يعرضه لسخط الله تعالى، كمن بذل ماله في شراء ما فيه هلاكه.
- أشد الناس حسرة يوم القيامة من باع دينه بدنيا غيره.
*****
- التفكير المعمق في المبدأ والمعاد، من موجبات عروج صاحبه حقيقة.
- من آثار التفكير في المبدأ والمعاد على البدن : وجل القلب، وقشعريرة الجلد، وجريان الدمع، بل يصل الأمر إلى حالة الصعق الذي انتاب موسى (ع) عند التجلي.
*****
- الآلام العضوية منبهة على وجود العارض في البدن، والآلام الروحية منبهة على وجود عارض البعد عن الله تعالى.
- الذي يتحسس الآلام الروحية وضيق الصدر، عند الإعراض عن ذكر الله تعالى، أقرب إلى العلاج قبل استفحاله.. بينما الذي لا يكتوي بنار البعد عن الله تعالى، يكاد شفاؤه مستحيلا.
سراجي
/
ومضات سراجية ٦
- قلب المؤمن خير دليل له على رجحان ما يقوم به أو مرجوحيته، من حيث إحساسه بالارتياح وانشراح الصدر والتسديد، أو الملل والثقل الروحي والتعثر والفشل.
- المؤمن يتعامل بحذر مع ما يحسه من علامات الإقدام أو الإحجام، لئلا يقع في تلبيس إبليس.
*****
- المؤمن لا يختار العبادة المحببة لنفسه سواء فردية أو جماعية، بل ينظر في كل مرحلة من حياته إلى ما يريده الله تعالى منه.
*****
- المؤمن المبتلى بحالة الإدبار، يبحث عن الأسباب ويتجنبها، ليخرج من تلك الحالة.. أما إذا لم يجد سببا، فلعل ضيقه بما هو فيه : رفع لدرجة، أو تكفير عن سيئة، أو دفع للعجب.
*****
- المؤمن لا يفوت فرصة الدعاء والاستغفار لحظات الغروب والشروق، إذ أنها بدء مرحلة وختم مرحلة، وفيها صعود الملائكة بأعماله، فيتداركها بالاستغفار قبل تثبيتها.
- للمؤمن في لحظات الغروب والشروق وظيفتان :
ففي الغروب يستذكر نشاطه في اليوم الذي مضى، ومدى مطابقته لمرضاة الله تعالى.
وفي الشروق يفكر فيما سيعمله في اليوم الذي سيستقبله.
- المؤمن الذي يستمر في تذكير نفسه ومحاسبتها في لحظات الشروق والغروب، مستعينا بأدعية وآداب الوقتين، يحدث تغييرا في مسيرة حياته، فعلا لخير أو تجنبا لشر.
*****
- من لوازم المراقبة، ملاحظة الصفات المهلكة الكامنة في النفس ؛ فإن أثرها وإن لم ينعكس خارجا إلا أنه يوجب ظلمة القلب.
- عدم استئصال أصل الصفة المهلكة، قد يوجب التورط في المعصية في ساعة غفلة، أو ضعف، أو هيجان.
*****
- العبد يبرمج ساعات اليوم من أوله إلى آخره، فيما يرضي الله تعالى.
- العبد يعتبر نفسه كالأجير الذي لابد وأن يرضي صاحبه من أول الوقت إلى آخره، فيما أراده منه، وإن إخلاله بشروط الأجرة مستلزم للعقاب أو العتاب.
- الله تعالى يرغب في ذكر عبده له في جميع تقلباته، كما يتبين من مراجعة أعمال اليوم والليلة.. وكأن الأصل في الحياة هو ذكر الله تعالى إلا ما خرج لضرورة قاهرة، أو سهو غالب.
*****
- الذي يريد لأعماله الفانية الخلود والأبدية، فلابد أن يجاهد في تحقيق انتسابها لله تعالى ؛ فإن المنتسب للأبدي أبدي.
- الأعمال العظيمة بظاهرها، الغير منتسبة لله تعالى، هي حقيرة فانية.
*****
- المؤمن يحتاج دائما إلى ترس يحميه من الحوادث قبل وقوعها، وهي قوارع القرآن التي من قرأها أمن من شياطين الجن والإنس.
- دفع البلاء قبل إبرامه وتحققه، أيسر من رفعه بعد ذلك.
*****
- العبد العاصي إذا كان مع جماعة مطيعين، يتحايل على ربه ولو بوصف الجمع معهم بمكان واحد، ليستنزل الرحمة الإلهية العائدة على الجميع.
- الهيئة الجماعية للطاعة، من موجبات تعميم الرحمة.
*****
- المؤمن عند الطعام ينتابه شعور عميق بالخجل برازقية المنعم، الذي خلق صنوفا شتى من الأطعمة، رغم تقصيره وعدم قيامه بما يكون شكرا لهذه النعم المتواترة.
- الله تعالى الذي أبدع خلق الأطعمة، وخلق من أعده من المخلوقين ؛ فالإحساس بلزوم شكره لا يقاس بما يحس تجاه صاحب الطعام الظاهري.
سراجي
/
الطفولة الموؤودة
الطفولة الموؤودة
ترى هل فكر الكبار يوما أن يتعلموا من الأطفال؟!.. فالأطفال لهم عقل هم لا يمتلكونه، ولكن هذا العقل كثيرا ما يوأد من قبلهم، وكأن الطفل ليس مطلوبا منه إلا أن يفعل ما يقال مهما كان، وكأنه لا عقل له فلا ينطلق بالسلوك الصحيح أبدا!..
الطفل له عالم مغاير للكبار، لهذا الذي لا يتنزل لعالمهم، يراهم دوما على خطأ.. وبدل أن يستفيد من عالمهم، ويأخذ بأيديهم، يئد طفولتهم البريئة، بالزجر المستمر في كل حركة وسكنة.
سراجي
/
البراء ة المظلومة
البراء ة المظلومة
من أشد الظلم هو ذلك الذي يُصب على الأطفال إما بقصد : لشدة ضعفهم واحتياجهم لتدبير شؤونهم.. أو بدون قصد : للبراء ة الجميلة التي تصطدم غالبا مع نفوس الكبار الملوثة.. فالطفل لا يعرف بعد ما يعرفه الكبار، فهو يحب الصدق والعطاء والوفاء.. ولا أدري أيهما أشد ظلما : هل القسوة في التعامل، أم رؤيتهم لما يجرح تلك البراء ة؟!.. فكم يعشقون أن تتجسد أمامهم تلك المثل الملامسة لبراء تهم، ولكن أين؟!.. ففي البيت يرون من أخطاء الكبار ما يثير تعجبهم، وفي المدرسة يواجهون من يدرسهم القيم وهو بنفسه أولى.. وهكذا حتى تتلوث تلك البراء ة، وتلحق بركب المتلوثين!.
سراجي
/
ما أريده لا يكون!
ما أريده لا يكون!
دوما ما كنت أخطط لنفسي ما أريد أن أكون، كما هو الطبيعي لأي إنسان.. ولكني أجد أن ما أريده دونه عقبات وعقبات لا أستطيع تجاوزها، لأنها عالية جدا فوق قدرتي وما أستطيع.. وكان الهم والحزن يصهرني صهرا في كل مرة، لأن ما أريده لا يكون!..
وأكبر وتتغير الأمنيات، ولكن ما أريده لا يكون.. ولا يكون إلا ما يريده لي ربي، وأنا لا أعرف السر، فكنت أخطئ في المسير، وكثيرا ما أتعثر، وأقصر وأسيء فيما يريده الرب..
ولكني الآن أظنني قد عرفته!.. ولذا أرجوه أن يعينني على إتمامه قبل الرحيل إلى دار الخلود والسعادة الأبدية.. وإن كان ما أريده لا يكون ورحلت قبل الإتمام، أرجو أن تكون روحي مشرفة على إتمامه وكأني لم أرحل.
سراجي
/
متى أشيد بنياني؟!
متى أشيد بنياني؟!
كثيرا ما أردد النظر في ذلك البنيان المشيد الذي لم يكن إلا أرضا مقفرة، وأتأمل في جهود من شيده، وكيف تحملوا العناء تحت لهيب الشمس المحرق، وهمتهم العالية، وإنجازهم السريع.. فتغمرني حالة الأسى والحزن على نفسي، وأقول : وأنا يا رب متى أشيد بنياني؟!.
سراجي
/
الذكر المخلد
الذكر المخلد
بعض الحكام لما تتاح له فرصة الحكم، يجعل فترة حكمه متميزة : إما بإسباغ النعم ونشر الخير والبركات، أو بتفشي القمع والظلم والفساد.
وفي كلا الحالتين هو يكسب الخلود في صفحات التاريخ، ولكن شتان بينهما!..
وأنت إذا أتيحت لك فرصة تولي زمام القيادة على فئة، فكنت أبا لأطفال ضعفاء، أو كنت مدرسا لطلاب بسطاء، أو مهما كنت فأيهما تختار؟!.
سراجي
/
لمسة حانية
لمسة حانية
إن الإنسان قد لا يحتاج ليرتقي في سلم التكامل إلا لمسة حانية تسنده، وهو يحاول بنفسه الصعود ولو بصعوبة.. ولكنه لا يمكنه الارتقاء بدون هذه اللمسة، إنها تحفظ توازنه لئلا يسقط وهو يحاول الارتقاء في تلك الدرجة العالية، إنها لمسة توازن فقط ولكنها أساس الصعود.
فلماذا نبخل على بعضنا البعض بلمسة حانية، تعيننا على الارتقاء في طريقنا التكاملي؟!.
سراجي
/
ومضات سراجية ٥
- السيطرة على القلوب ولو لغرض راجح، تحتاج إلى تدخل مقلب القلوب، وليس بالتودد المصطنع، أو التكلف في حسن الخلق.
- السيطرة على القلوب لا قيمة لها إلا لغرض الهداية والإرشاد، ولا ضمانة لدوام السيطرة الكاذبة.
*****
- الغني والفقير كلاهما يشتركان في الالتذاذ الفعلي بملذات الحياة الدنيا، ولكن بفارق أن الأول يمتلك ما يؤمن له الالتذاذ المستقبلي دون الآخر.
- الحرص على جمع المال غالبا ما يكون لتأمين الالتذاذ المستقبلي، وهذا لا يستحق ما يلازمه من المشقة والمعاناة، والغفلة عن هدف الخلقة.
- العيش بالقناعة يحقق التلذذ المطلوب بحسب القدرة، ولكن بدون تلك المعاناة التي تلازم الحريص على جمع المال.
- الغني يتلذذ ولكنه يعاني لذلك، بينما الفقير يتلذذ بدون معاناة!.
*****
- من الضروري جعل التأثر بمصائب أهل البيت (ع)، كالتأثر بالمصاب الشخصي.
- الذي عظمت مصيبته بمن يحب، لا يتوقع أجرا مقابل ذلك التأثر، ولا يجعله ذريعة للحصول على عاجل الحطام.
- التأثر بمصائب أهل البيت (ع)، كامن في أعماق النفوس المستعدة، فلا يحتاج إلى كثير إثارة من الغير.
- التأثر العميق بمصائب أهل البيت (ع)، مما يدعو العبد إلى الولاء العملي، والمتابعة الصادقة، وهذا هو المهم.
*****
- الدخول في دائرة الضيافة، مما يسهل حيازة الضيف على عطايا لا يمكنه الحصول عليها وهو خارجها.
- العطايا في شهر الضيافة مبذولة بغير سؤال، فكيف بمن يسأل، بل من يلح في السؤال.
- ليلة العيد ليلة الجوائز العظمى، ولكن الكثيرين غافلون عنها.
*****
- من خصائص العامل في المجتمع : الجمع بين حالة الوحشة من الخلق لعدم تحقق الملكات الصالحة فيهم، وبين حالة الرفق بهم لأنهم أيتام آل محمد (ع).
- الذي يجمع بين هاتين الخصلتين، أقرب للنجاح في إرشاد الخلق، وللاحتراز عن مقتضى طباعهم الفاسدة.
*****
- التعامل مع النفس وتهذيبها، يحتاج إلى خبرة بالأساليب الفاعلة في تحريكها، وإلا أوجب تمردها حتى فيما لا مشقة فيه.
- من الضروري إقناع النفس بالحقائق المحركة لها، والموجبة لاستسهالها بعض الصعاب، ومنها :
العلم بضرورة سلوك هذا السبيل الذي ينتهي إلى لقاء الله تعالى.
العلم بأن مراد المولى لا يتحقق إلا بالمخالفة المستمرة للنفس.
التذكير بما يعطاه من اللذات المعنوية البديلة.
المكافأة بما يحل ويجمل من اللذائذ الحسية.
*****
- النفس كثيرا ما تسول لصاحبها عند قيامه بعمل تقربي لله تعالى، فينبعث من دواع ذاتية، بعيدة عن الإخلاص.
- الإحجام عن العمل، خير من القيام به من منطلقات ذاتية مبطنة، مشوبة بعدم الإخلاص.
*****
- المصلح الذي يحمل على عاتقه مسؤولية إرشاد العباد، في معرض انتقام الشياطين، لسعيه في تحرير الآخرين من دائرة سيطرتهم.
- الأولياء يعيشون حالة الخوف من سوء العاقبة في جميع مراحل حياتهم، لتربص الشياطين بهم بالخصوص، وخاصة في موارد الامتحان العسير.
*****
- الذي يعايش حقيقة أن الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم في العروق، فإنه يتهم نفسه في كل حركة، ويعيش حالة القلق والخوف، ما دام هو في معرض هذا التأثير الشيطاني.
- ثمرة الخوف الصادق من التأثير الشيطاني، هو الالتجاء إلى الله تعالى.
*****
- لا فخر في تحقيق العبودية، من دون صراع ومنافرة لدواعي الشهوات والأهواء.. وكلما اشتد الصراع وتم النجاح، عظمت درجة العبودية.
- الدرجات الكمالية لا تعطى إلا بعد اجتياز الامتحانات الإلهية بنجاح.
سراجي
/
ومضات سراجية ٤
- التعمق في العلوم الطبيعية، يعين على معرفة عظمة الصانع، مما يوجب زيادة الارتباط به تعالى.
- المتعمق في العلوم الطبيعية، ينظر إلى الشرائع بتقديس واعتقاد، وتعبد ممزوج بالتعقل والقبول.
- الالتفات إلى النعم في عالم التكوين، يهيئ النفس للخضوع أمام المنعم الخالق.
*****
- الاعتقاد بحقيقة تدبير الله تعالى لعالم التكوين، وإن بيده تسبيب الأسباب، وإن ما يكون من معوقات وعقبات هي بنظر العبد العاجز لا الرب القدير ؛ من موجبات السكون والطمأنينة ولو في أحلك الظروف.
*****
- جوف الليل هو موعد اللقاء الخاص بين الأولياء وربهم.
- الأولياء ينتظرون تلك الساعة من الليل وهم في جوف النهار، بتلهف شديد.
- مما يخفف على الأولياء بعض أعباء النهار ومكدراته، هو ترقبهم ساعة الصفاء في جوف الليل عند لقائهم بربهم، والتي تخرجهم من كدر الدنيا وزحامها.
- مما يعين الأولياء على تحمل أعباء النهار في اليوم القادم، هي ساعة اللقاء في جوف الليل مع ربهم.
*****
- انتساب العمل القربي إلى الله تعالى، أشرف من العمل نفسه، قليلا كان أو كثيرا.
- العبد الملتفت لمراد المولى يجاهد في إخلاص النية وتحقيق علقة الانتساب إليه، ولا يهمه حجم العمل ولا آثاره.
- العمل مهما كان جليلا فهو حقير عند الله تعالى، الذي تصاغر عنده الوجود بأكمله.. ولكن لو تحققت علقة الانتساب إليه، فإن كل ما هو منتسب إليه يكتسب الشرافة، لأنه من شؤونه تعالى.
*****
- سلوك العبد الذي وصل إلى درجة عالية من صفاء الباطن، مطابق لبعض الأخبار الواردة عن المعصومين (ع)، حتى ولو لم يلتفت إليها ؛ لأنها حاكية عن الفطرة السليمة.
- العبد يصل إلى درجة من صفاء المزاج بحيث يكون التقيد بحدود الشريعة موافق مع مزاجه الأولي، فلا يجد معاناة في العمل بها، بل يكون سيره حثيثا حتى لقاء الله تعالى.
*****
- انتساب المؤمن لله تعالى أشرف من انتساب الكعبة ؛ لأنه موجود ناطق ذو شعور، بخلاف حجارة الكعبة الصامتة.
- كل خدمة للمؤمن المنتسب لله تعالى خدمة لله تعالى، وكل أذى له أذى لله تعالى.
*****
- الذي يطلب الدرجات العالية من الكمال، يجعل نيته في أي عمل، رضا الله تعالى والرغبة في القرب منه، وليس ما يترتب على ذلك العمل من الثواب.
- حيازة الأجر والثواب أمر يختص بالآخرة، بينما تحقيق القرب من المولى له أثره في الدنيا والآخرة.
*****
- الإنسان له وجه به يقبل على الأمور الخارجية، أو يعرض عنها.. وكذلك القلب، فإن له وجها به يتوجه إلى ما يريد التوجه إليه حبا، أو يعرض عنه بغضا.
- من الممكن أن يصل الإنسان بعد المجاهدات والمراقبات المستمرة، إلى درجة يكون وجه القلب متجه نحو المبدأ، وإن اشتغل البدن وتوزع وجهه الظاهري في أمور مختلفة.
*****
- الصلاة هي قمة اللقاء بين العبد وربه، ومدى حرارة هذه اللقاء يكشف عن وجود علاقة العبودية ودرجتها.
- المؤمن لا يغره ثناء الآخرين، ولا سلوكه قبل الصلاة وبعدها، ما دام يرى الفتور والكسل أثناء حديثه مع رب العالمين.
*****
- لا ملازمة بين العلم وتحقق الاطمئنان والسكون في القلب، وإن كان له دور كإحدى المقدمات والعلل الموجبة لذلك.
سراجي
/
ومضات سراجية ٣
- الدخول في زمرة السائرين إلى الله تعالى يكون إما : بالمجاهدة، أو الاصطفاء الإلهي.
- الاصطفاء الإلهي يوفر الكثير من المعاناة والتعثر، إلا أنه يعد من أغلى أسرار الوجود.
- الطريق إلى الله تعالى مفتوح للجميع، ومن موجبات الترشح للسير : المجاهدة المستمرة لفترة طويلة، التضحية العظيمة، الالتجاء إلى الله تعالى.
*****
- العلم ما هو إلا انطباع صورة في الذهن، وهذا المقدار لا يلازم العمل بوفق ما تقتضيه المعلومة.
- بين المعلومة والعمل مسافة كبيرة، لا تطوى إلا بمركب الإيمان.
- رب العالمين هو الذي يحبب الإيمان ويزينه في القلوب، لتحريك العبد نحو ما عُلم نفعه.
*****
- قدرة النفس على الاستقامة في طريق الهدى، تُعلم من خلال التحديات المستمرة بين دواعي الغريزة ومراد الله تعالى.
- معاشرة الخلق تكشف دفائن الصفات، التي أخفاها صاحبها، أو خفيت عليه لعزلته.
*****
- الواجد للكمالات العلمية والعملية، في معرض الفتنة المهلكة.. كالمرأة المتزينة، كلما زادت زينتها، أشرق جمالها، فتفتتن هي بنفسها، ويفتتن الآخرون بجمالها.
- صاحب الكمالات يحتاج إلى مراقبة تامة، لئلا يقع في المفاسد المهلكة، كما اتفق ذلك للكثير من أرباب الكمال.
*****
- الأنس بالله تعالى أمر يغاير الأنس بطاعته.
- المتعبد الملتفت لدقائق الأمور، مراقب لمراد المولى في كل حال، فيختار من قائمة الواجبات والمستحبات ما يناسب تكليفه الفعلي، لا ما يأنس به.
*****
- من اللازم مراقبة المحادثات الباطنية ؛ لئلا تتحول إلى أفعال موجبة لسخط الله تعالى.
*****
- حركة اللسان بالألفاظ، كاشفة عن المعاني، وليست موجدة لها.
- الذكر اللساني المجرد، يخلو من الآثار المترتبة على الذكر القلبي : كتنوير الباطن، والأجر الكامل.
- في المعاملات لا قيمة للألفاظ إذا لم تقصد المعاني.. وكذلك في العبادات، وإن كانت مجزئة ظاهرا، رفقا بالمكلفين.
*****
- إيمان العبد كالجوهرة القيمة في يده، كلما ازدادت قيمتها ازداد حرص الشياطين على سلبها من يده.
- شعور أهل اليقين بالخوف من السلب عند ارتفاعهم في الإيمان درجة، صارف لحالات العجب والرياء والتفاخر وغيرها.
*****
- من الضروري في السعي لقضاء الحاجة، الجمع بين الجري وراء الأسباب، والالتفات إلى مسببِّية الله تعالى للأسباب.
- الالتفات في قضاء الحوائج إلى الله تعالى، ييسر عنايته في تحقق المسبَّب الذي يريده الساعي، وخروج عن صفة الغفلة التي تطبق على الكثيرين في مثل هذه الحالات.
*****
- تعمق الإحساس بالمعية الإلهية في نفس الإنسان، طارد للشعور بالوحشة والوحدة.
- الذي يعيش المعية الإلهية، يعيش الوحشة من الخلق، خوفا من صدهم له عن الإنس بالحق تعالى.
- المؤمن يتأسى بمواليه (ع) في لزوم معاشرة الخلق لا العزلة عنهم، بعدم التفات الباطن إلى ما سوى الحق تعالى، مع اشتغال الظاهر بالخلق.
- الإنسان لا يخلو من ساعات الوحدة في حياته الدنيا، وتعظم الوحشة بعد انتقاله منها، فالأجدر به أن يحقق في نفسه الشعور بالمعية الإلهية ؛ لئلا يعيش الوحدة القاتلة في عالم البرزخ إلى يوم لقاء الله تعالى.
سراجي
/
ومضات سراجية ٢
ومضات سراجية 2
- المؤمن فطن في ملء ساعات الفراغ التي تتخلل نشاطه اليومي، بما يكون له زادا لآخرته.
- خير ما يملأ به ساعات الفراغ، السياحة في عالم الفكر والمناجاة مع المولى.
- السياحة الأنفسية سياحة تدرك لذتها ولا توصف ؛ وهي لا تحتاج إلى بذل مال ولا جهد جهيد، ومتيسرة لصاحبها متى ما أراد ؛ ومن مواطنها : أعقاب الفرائض، وجوف الليل.
*****
- الإخلاص في ابتغاء وجه الله تعالى، شرط لقبول العمل.
- الإخلاص لا يتحقق إلا لمن استشعر شيئا من جمال ذلك الوجه ؛ وإلا فكيف يمكن لإنسان التوجه لجمال مجهول لديه؟!.
*****
- المتنعم بالالتفاتة الإلهية، يرتدع عن كثير من الأمور ؛ خوفا من أن يسلبها.
- ترك ما يوجب سلب الالتفاتة الإلهية، أولى من استرجاعها ؛ لأنه يحتاج إلى جهد جهيد.
- الذي يترقى في سلم التكامل، يرى أن من أشق الأمور عليه، أن يلتفت إلى ما سوى الله تعالى.
*****
- منح العبد ساعة الأنس واللقاء بالله تعالى، يزرع في قلبه الهوى المقدس، فيحن ويشتاق لتلك الساعة.
- علم العبد أن ما منحه من لذة الوصال بالله تعالى، حصيلة استقامة ومراقبة متواصلة ؛ يحفزه للثبات على طريق الهدى، عن رغبة وشوق.
*****
- مخالفة النفس - وخاصة في موارد التحدي الشديد - يفتح آفاقا واسعة أمام صاحبها، لم يكتشفها من قبل.
- التذاذ العبد بكشف آفاق جديدة في نفسه، ييسر له مخالفة الهوى، لدرجة أنه يصل إلى مرحلة احتراف مخالفة النفس، فلا يجد أي عناء في ذلك.
*****
- القلب مركز الميل والانجذاب نحو المطلوب والمحبوب، سواء كان حقا أو باطلا.
- إذا تحقق الميل الشديد في القلب تجاه رغبة ما، لا يمكن للفكر والبدن أن يقاوما تلك الرغبة.
- أمنية الأماني، وغاية الطاعات، وأسمى الدرجات : إتيان المولى بالقلب السليم، أي أن لا يرى أحدا سوى الله تعالى.
*****
- الذي يشتغل بخدمة الخلق، ويغفل عن ذكر الحق تعالى ؛ محروم من العناية الخاصة المبذولة للذاكرين، وإن كان مأجورا على خدمته لهم.
- ما يعطاه العبد في الذكر الدائم، لا يعطاه في خدمة الخلق وهو ذاهل عن الحق تعالى.
- المؤمن يجمع بين المقامين : خدمة الخلق، وذكر الحق ؛ لئلا يحرم من بركات أحدهما.
*****
- من لوازم الاعتقاد بأن الشياطين يحومون حول قلوب بني آدم :
الحذر أثناء التعامل مع أي فرد، ولو كان صالحا.
عدم تقديسه لدرجة المعصوم، والاقتداء المطلق به.
نظرة الشفقة - لا الانتقاد اللاذع - عند الزلل، المستلزمة للإرشاد الحسن.
*****
- التصدي لمقام الدعوة إلى الله تعالى مشروط بالإذن الإلهي ؛ ومن علامات تحقق ذلك الشرط : التسديد في العمل.
- القدرة على التأثير في نفوس الخلق هبة إلهية، ولا يتوقف على إتقان بعض المهارات الخطابية، أو التكلف لجذب القلوب.
*****
- من اللازم للسائر بعد اليقظة، المسارعة في السير، والتخلص من أسر الشهوات.
- السائر في بدايات الطريق في حالة تأرجح بين فريقين : فهو لا يشارك أهل الدنيا في لذائذهم لعزمه على تركها، ولم يصل إلى ما وصل إليه الكملون من استذواق اللذائذ المعنوية.
- البقاء فترة طويلة في المنازل الأولى، يؤدي إلى الملل واليأس، ومن ثم التراجع إلى البدايات ؛ فيكون في معرض الانتقام الشديد من الشياطين ؛ لأنه حاول الخروج عن سلطانها.
سراجي
/
ومضات سراجية ١
- استشعار القلب للحب الإلهي، ثمرة الوجود وهدف الخلقة.
- الحب الإلهي جوهرة نفيسة، لا تمنح إلا للنفوس التي أحرزت أعلى درجات القابلية.
*****
- التألم الشديد من مرارة البعد عن الله تعالى، والتحرز من موجبات ذلك ؛ من موجبات رفع حالة الإدبار.
- كلما طالت فترة الإدبار والتألم الشديد، كانت ثمرة الإقبال أجنى وأشهى، وأشد رسوخا في القلب، بشرط السعي في رفع موجباته.
*****
- المؤمن الذي يعتقد اعتقادا راسخا أن الخلق عيال الله تعالى، فإنه يتحمل الأذى منهم، ويزداد حبه ورأفته لهم.
- إن الله تعالى يبارك للمؤمن في أهله وعياله، ويجعلهم قرة أعين له ؛ لإكرامه لهم بقصد أنهم عيال الله تعالى.
*****
- عدم رؤية الشيطان، والضعف البشري، والجهل بالنفس، والغفلة ساعات المواجهة ؛ من سبل تسلط الشيطان.
- الله تعالى يرى ولا يُرى، وهو القوي العزيز، وهو العليم الخبير، وهو الحي القيوم ؛ فالاعتصام به تعالى رافع لتلك الموجبات.
*****
- تزاحم الخواطر في الصلاة، من مكائد الشيطان ؛ لصرف المصلي عن مواجهة المولى.
- الموجب لإفساد الصلاة، عدم قطع ما يتوارد من الصور الذهنية، والمتابعة بالاختيار، أما الخواطر غير الاختيارية لا يؤاخذ عليها المصلي.
*****
- إن حقيقة القرآن الكريم ليس مجرد هذه الألفاظ، وإنما معان سامية لا يفهمها إلا من خوطب به وهم النبي وآله (ص).
- للوصول إلى مرتبة استيعاب المعاني القرآنية، لابد من المسانخة مع النبي وآله (ص)؛ لتتحقق القابلية لإدراك هذه المعاني السامية ؛ ولا يكون ذلك إلا بالاستمداد من الله تعالى.
*****
- الذي يوجه الإنسان في ساحة الحياة خيرا كان أو شرا، هو جهاز الإرادة.
- في الباطن تدور معركة : بين الشيطان وجنوده، والعقل وجنوده، للاستيلاء على جهاز الإرادة.. ومصير الإنسان متوقف على فوز أحدهما.
- المشتغل بتهذيب الظاهر مع إهمال الباطن، كالذي يريد إدارة الحكم ومركز القرارات بيد غيره.
*****
- من تجليات التوجه للحق تعالى : الشوق إلى لقائه، والحزن على ما قصر في حقه، والتأمل في عظمته، والخوف من مقامه، والافتقار إلى عنايته ورعايته، والاستشعار الدائم لمحضريته.
- الذي تجتمع عنده هذه التجليات المختلفة من التوجه للحق تعالى ؛ فإنه يكون في أرقى صور الطمأنينة والسكون.
*****
- ضبط الخواطر والسيطرة عليها، من أصعب الأمور، ولا يتم ذلك إلا بالرياضة والمجاهدة.
- طرد الخاطرة - وخاصة الملحة - عسير ؛ ولكن عدم المجاهدة في طردها، يجعلها تترسخ، فتتحول إلى ميل شديد في النفس، يحرك جهاز الإرادة لإصدار أوامره للبدن لتحقيق تلك الخاطرة.
*****
- النفس في غفلة عن حقائق واضحة ومصيرية، بها قوام سعادتها في الدنيا والآخرة.
- أسلوب التأكيد، وشدة التعبير ؛ لازم لردع النفس وإيقاظها من سباتها.
علي شاكر
/
من اقوال امير الكلام (عليه السلام)
أقوال أمير المؤمنين (ع):
- أربعة تدعو إلى الجنة : كتمان المصيبة، وكتمان الصدقة، وبر الوالدين، والإكثار من لا إله إلا الله.
- لا يتصف ثلاثة من ثلاثة : بر من فاجر، وعاقل من جاهل، وكريم من لئيم.
- لو رأيت ما في ميزانك، لختمت على لسانك.
- اطردوا واردات الهموم، بعزائم الصبر وحسن اليقين.
- لقاء أهل الخير عماره القلوب.
- اجعل سرك إلى واحد ومشورتك إلى ألف.
- أفضل عبادة إدمان التفكير بالله وفي قدرته.
- عذب حاسدك بالإحسان إليهم.
- من عذب لسانه كثره إخوانه.
- لا دين لمن لا نية له، ولا مال لمن لا تدبير له، ولا عيش لمن لا رفق له.
- ثلاثة من كنوز الجنة : كتمان المصيبة، وكتمان المرض، وكتمان الصدقة.
- لا يكون الصديق صديقا حتى يحفظ أخاه من ثلاثة : نكبته، وغيبته، ووفاته.
عبد الله عبد
/
صفات المدير في القران
صفات المدير في القران
لو تأملنا قليلا في قوله تعالى على لسان نبيه يوسف (ع): ((قَالَ اجْعَلْنِي عَلَى خَزَائِنِ الأَرْضِ إِنِّي حَفِيظٌ عَلِيمٌ))، لوجدنا أن نبي الله قد أشار إلى نقطتين يتميز بهما، وهما (حفيظ وعليم)، أي أنه (ع) أشار إلى جانب النزاهة (حفيظ)، وجانب الكفاء ة (عليم)..
وهذا يجعلنا ننتبه إلى أننا إذا أردنا أن نجعل شخصا في موقع ما، فعلينا أن نتحقق من أمرين مهمين وهما : الكفاء ة، والنزاهة.. ليس في مجالات إدارة الدولة، بل حتى إدارة المهام غير الرسمية.. وللأسف فإننا نلاحظ تقهقر بلادنا الإسلامية إلى الوراء، كوننا لم نراع هاتين الصفتين.
فواز
/
الذكر والتذكير
هناك في علم التسويق مفهوم يطلق عليه عدة مصطلحات ولكنه يعود ليكون مفهوم واحد ؛ وهو التذكير.....
ومثل ذلك كـ شركة الهواتف النقالة الكبيرة، مع أنها السائدة في منطقتها، إلا أنك ترى إعلاناتها على كل حائط وفي كل تلفاز وغيره من أدوات الإعلان.... لماذا؟
الهدف الرئيسي من ذلك هو إبقاء اسم الشركة في عقول الناس، وإذا كانت هناك شركات منافسة، فالحاجة للدعاية والإعلان يكبر ويكبر بحجم المنافسة...
فكثرة التذكير تؤدي إلى ترسيخ الاسم عند الناس ليختاروها على منافسيها......
ومن هنا يمكننا أن نتعرف على القليل من الآية الشريفة : {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا (٤١) وَسَبِّحُوهُ بُكْرَة ً وَأَصِيلا (٤٢)} سورة الأحزاب
{بُكْرَة ً} و {أَصِيلا} تعني أول النهار وآخره وما بينهما هو وقت انشغال الناس بحياتهم ودنياهم.
على أي حال، واضح من الظاهر أن الإنسان يحتاج إلى تذكير نفسه بربه لكي لا يميل إلى أعداء ه من شياطين الإنس والجن والنفس {إِنَّ النَّفْسَ لأَمَّارَة ٌ بِالسُّوء ِ إِلاَّ مَا رَحِمَ رَبِّيَ} سورة يوسف
وهنا نجد أهل البيت (ع) يدعون إلى الأذكار بشكر مستمر في رواياتهم، عن النبي الأكرم (ص) أنه قال : (من صلى علي مرة صلى الله عليه عشرا، ومن صلى علي عشرا صلى الله عليه مائة، ومن صلى علي مائة صلى الله عليه ألف مرة، ومن لم يصل علي يبق في قلبه حسرات ولو دخل الجنة)....
فهل من مُـتأمل؟.......
الحقيرة
/
معلومات عن ابليس
معلومات عن ابليس
الدرجة : فاسق من الدرجة الأولى
الأقطار : التي لا يذكر فيها اسم الله
طريق الرحلة : عوجا
رأس المال : الأماني
المجلس : الأسواق
أعداء الرحلة : المسلمون
الدليل : السراب
شعار العمل : النفاق سيد الأخلاق
لباس العمل : جميع الألوان كالحرباء فلكل مكان لون
زوجة الدنيا : الكاسيات العاريات
يحب من؟ : الغافلين عن ذكر الله
يزعجه : الاستغفار
كتابته : الوشم
بيته : الخلاء والحمام
صفته : مذبذب حسب المصلحة
بداية ظهوره : يوم أن رفض السجود لآدم
زملاؤه : المنافقون
مصدر رزقه : المال الحرام
غرفة عملياته : الأماكن النجسة ومحال المعاصي
خدماته : يأمر بالمنكر ويرغب فيه
أوامره : يأمر بالفحشاء
الديانة : الكفر
الوظيفة : مدير عام المغضوب عليهم والضالين
مدة الخدمة : إلى يوم القيامة
جهة السفر : صراط الجحيم
أرباح التجارة : هباء ً منثورا هوايته : الغواية والضلال
رفيق الرحلة : الساكت عن الحق أمنيته : أن يكفر الناس جميعا
نوع الركوبة : الكذب نهايته : يوم الوقت المعلوم
الأجرة : مأزور هو وأتباعه
افضل عمل له : اللواط والسحاق
جهاز الاتصال : الغيبة والنميمة والتجسس
كلمة السر لاتباعه :\" أنا \" كلمة المتكبرين
الطعام المفضل : لحم الأموات \" الغيبة \"
من مطربوه؟: الفنانون والفنانات
يخاف ممن؟ : المؤمن التقي
وعوده : يعدكم الفقر
يكره من؟ : الذاكرين الله كثيرا والذاكرات
ما يبكيه : كثرة السجود
الدفاع : إن كيد الشيطان كان ضعيفا
مصائده : النساء
بوحسن
/
من أسباب تأخير أداء العمل وتأجيله ..
- فقدان تنظيم الوقت.
- الخلود إلى الراحة تفضيلا على أداء الأعمال.
- الازدحام الذهني بالأعمال لدرجة لا يدري معها أي عمل يقام به.
- الاستهانة بالعمل وقيمته.
- عدم التغلب على حاجز البدء في العمل.
- استصعاب الأعمال لدرجة الترك أو التعطيل.
- الانخداع في أداء الأعمال والإعجاب بالنفس.
- الاعتماد على الآخرين في القيام بالأعمال وتنفيذها.
- الانخداع بالوقت, كأن يتصور المرء أن لديه متسع من الوقت ليقوم به.
- الكسل.
بوحسن
/
من اروع ماقيل عن الام
وَاخْضَعْ لأُمِّكَ وارضها *** فَعُقُوقُهَـا إِحْدَى الكِبَرْ
(الشافعي)
* * * * * *
الأُمُّ مَدْرَسَة ٌ إِذَا أَعْـدَدْتَهَا *** أَعْدَدْتَ شَعْباً طَيِّـبَ الأَعْرَاقِ
الأُمُّ رَوْضٌ إِنْ تَعَهَّدَهُ الحَيَا *** بِـالرِّيِّ أَوْرَقَ أَيَّمَا إِيْرَاقِ
الأُمُّ أُسْتَاذُ الأَسَـاتِـذَة ِ الأُلَى *** شَغَلَتْ مَآثِرُهُمْ مَدَى الآفَاقِ
(حافظ إبراهيم)
* * * * * *
لَيْسَ يَرْقَى الأَبْنَاء ُ فِي أُمَّة ٍ مَا *** لَمْ تَكُنْ قَدْ تَرَقَّتْ الأُمَّهَاتُ
(جميل الزهاوي)
* * * * * *
العَيْـشُ مَاضٍ فَأَكْرِمْ وَالِدَيْكَ بِهِ *** والأُمُّ أَوْلَى بِإِكْرَامٍ وَإِحْسَانِ
وَحَسْبُهَا الحَمْلُ وَالإِرْضَاعُ تُدْمِنُهُ *** أَمْرَانِ بِالفَضْلِ نَالاَ كُلَّ إِنْسَانِ
(أبوالعلاء المعري)
* * * * * *
أَحِنُّ إِلَى الكَأْسِ التِي شَرِبَتْ بِهَا *** وأَهْوَى لِمَثْوَاهَا التُّرَابَ وَمَا ضَمَّا
(المتنبـي)
* * * * * *
الأُمُومَة أعظمُ هِبَة ٍخَصَّ الله بها النساء
(ماري هوبكنز)
* * ** * *
ليس في العالم وِسَادَة أنعم من حضن الأم
(شكسبير)
* * ** * *
قلب الأم مدرسة الطفل.
(بيتشر)
* * ** * *
من روائع خلق الله قلب الأم.
(أندريه غريتري)
* * ** * *
إني مدينٌ بكل ما وصلت إليه، وما أرجو أن أصل إليه من الرفعة إلى أمي الملاك.
(لينكولن)
* * ** * *
لن أسميكِ امرأة، سأسميك كل شيء.
(محمود درويش)
* * ** * *
حينما أنحني لأقبل يديكِ، وأسكب دموع ضعفي فوق صدرك، واستجدي نظرات الرضا من عينيكِ.. حينها فقط، أشعر باكتمال رجولتي.
(إسلام شمس الدين)
فواز
/
معنى الضلال في القرآن
وردت الآية الكريمة : {مَن يُضْلِلِ اللَّهُ فَلاَ هَادِيَ لَهُ وَيَذَرُهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ} الأعراف : ١٨٦، وتكررت {مَن يُضْلِلِ اللَّهُ} ٩ مرات، وذلك تأكيد على ضرورة الإلتفات إلى المعنى.
ومثل ذلك كالممسك بحجرة في على منحدر جبل، ما أن يتركها حتى تتدحرج بلا حاجة إلى دفع وتسقط بالأسفل وتتكسر إلى قطع صغيرة، وهذا ما يجري على الإنسان حين يقوم بعمل ما ويفقد يد العناية الإلهية.
وقد ورد أن أحد زوجات النبي (ص) لم تجد النبي (ص) في فراشه فنهضت وبحثت عنه، فرأته منكـفّا على التراب ورأسه الشريف على التراب ودموعه تنهمر كالمطر وهو يقول : (اللهم لا تكلني إلى نفسي طرفة عين).
فالمستفاد أن طالما العناية الإلهية تطالنا، فنحن بخير، والسعي لطب ذلك مطلوب وممدوح.
أقول : لو رُفعت يد العناية الإلهية عني وعنك، فما العمل؟ لو أخذنا الله بغفلتنا ومعصيتنا وكل ما علينا من سيئات، فما نستحق بعد ذلك؟
سراجي
/
دولة المؤمن
* أين حكمتك؟
يتساء لون عن حكمتك في المرض والجوع، والزلازل والكوارث، وموت الأحبَّاء وحياة الأعداء، وضعف المصلحين وتسلط الظالمين, وانتشار الفساد وكثرة المجرمين.. يتساء لون عن حكمتك فيها وأنت الرؤوف الرحيم بعبادك؟..
فيا عجباً لقصر النظر ومتاهة الرأي!.. إنهم إذا وثقوا بحكمة إنسان سلموا إليه أمورهم، واستحسنوا أفعاله وهم لا يعرفون حكمتها.. وأنت.. أنت يا مبدع السموات والأرض، يا خالق الليل والنهار، يا مسير الشمس والقمر، يا منزل المطر ومرسل الرياح، يا خالق الإنسان على أحسن صورة وأدقّ نظام.. أنت الحكيم العليم.. الرحمن الرحيم.. اللطيف الخبير.. يفقدون حكمتك فيما ساء هم وضرهم، وقد آمنوا بحكمتك فيما نفعهم وسرّهم!.. أفلا قاسوا ما غاب عنهم على ما حضر؟!.. وما جهلوا على ما علموا؟!.. أم أن الإنسان كان ظلوماً جهولاً؟!.
**************
* دولة المؤمن!
عقل الفيلسوف يبني دولة في الهواء، وعقل القصصي يبني دولة فوق الماء، وعقل الطاغية يبني دولة فوق مستودع بارود، وعقل المؤمن يبني دولة أصلها ثابت وفرعها في السماء.
**************
* لولا..
لولا إيماننا بالقضاء والقدر لقتلنا الحزن، ولولا إيماننا برحمة الله تعالى لقتلنا اليأس، ولولا إيماننا بانتصار المثل العليا لجرفنا التيَّار، ولولا إيماننا بخلود الحق لحسدنا أهل الباطل أو كنا منهم، ولولا إيماننا بقسمة الرزق لكنا من الجشعين، ولولا إيماننا بالمحاسبة عليه لكنا من البخلاء أو المسرفين، ولولا إيماننا بعدالة الله تعالى لكنا من الظالمين، ولولا رؤيتنا آثار حكمته لكنا من المتحيِّرين.
**************
* لا تستعجل عقوبة الله تعالى للمفسدين
لا تستعجل عقوبة الله للمفسدين، فقد جهدوا أن يهدموا دعوة الإسلام، ويؤذوا جنوده الصادقين، فأمهلهم الله تعالى بضع سنين، وأمدهم بالمال ومظاهر الجاه والنفوذ، حتى إذا انكشفوا على حقيقتهم مغرورين مجرمين، كاذبين في ادعاء الورع والغيرة على الدين، أذاقهم الله العذاب الأليم... وكذلك أخذ ربك إذا أخذ القرى وهي ظالمة إن أخذه أليمٌ شديد.
سراجي
/
الناس أربعه أنواع !
الناس أربعه أنواع :
نوع يدري ولا يدري أنه يدري، فذلك النائم فأيقظه.
ونوع لا يدري ويدري أنه لا يدري، فذلك الجاهل فعلمه.
ونوع يدري ويدري أنه يدري، فذلك العالم فاتبعه.
ونوع لا يدري ولا يدري أنه لا يدري، فذلك الميت فادعوا له.
سراجي
/
أيامي أربعة
أيامي أربعة
قال الخليل بن احمد : أيامي أربعة :
يوم أخرج فألقى فيه من هو أعلم مني، فأتعلم منه، فذلك يوم غنيمتي.
ويوم أخرج فألقى من أنا أعلم منه، فاعلمه، فذلك يوم أجري.
ويوم أخرج فألقى من هو مثلي، فأذاكره، فذلك يوم درسي.
ويوم أخرج فألقى من هو دوني وهو يرى أنه فوقي، فلا أكلمه، واجعله يوم راحتي.
سراجي
/
ثمانية أشياء
ثمانية أشياء
سال بعض الناس الإمام الشافعي عن ثمانية أشياء، فقالوا له ما رأيك في واجب وأوجب، وعجيب وأعجب، وصعب وأصعب، وقريب واقرب؟..
فرد عليهم بقوله :
من واجب الناس أن يتوبوا، ولكن ترك الذنوب اوجب.
والدهر في صرفه عجيب، وغفلة الناس عنه أعجب.
والصبر في النائبات صعب، ولكن فوات الثواب أصعب.
وكل ما ترتجي قريب، والموت من دون ذلك اقرب.
ليث
/
الجهاد الأكبر والجهاد الأصغر
أحد التفاسير عن سبب تسمية (جهاد النفس والشيطان) بالجهاد الأكبر، و (محاربة العدو البشري بالسلاح المادي) بالجهاد الأصغر :
في الجهاد الأصغر نحن نرى العدو، ولكن في الجهاد الأكبر لا نراه.
في الجهاد الأصغر إذا قتلنا العدو مرة قضينا عليه، ولكن في الجهاد الأكبر فأنه يستمر بعداوته إلينا.
في الجهاد الأصغر إذا غلبناه فلنا الجنة، ولكن في الجهاد الأكبر إذا تغلب علينا فلنا النار.
نور الهداية
/
نحن لا نتأثر بالأغاني .
قالوا : الأغاني توسع الصدر.
قلنا : (ومن أعرض عن ذكري فأن له معيشة ضنكا).
قالوا : نحن لا نتأثر بالأغاني.
قلنا : الغناء ينبت النفاق بالقلب، كما ينبت الماء العشب.
قالوا : نحن نستمع للتسليه فقط.
قلنا : (أفحسبتم أنما خلقناكم عبثا).
قالوا : نجد الراحة إذا سمعنا الأغاني.
قلنا : (وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين).
قالوا : نحن لم نهجر القرآن، ولكنا نحب الاغاني.
قلنا : حب القرآن وحب الغناء في القلب لا يجتمعان.
قالوا : ولكنا جمعنا بينهما.
قلنا : الذي يؤثر هو الذي يبقى معك، ولو أثر فيك القرآن لذهب من قلبك الغناء.
فواز
/
لو تأملنا قليلا لأبصرنا
لو تأمل الإنسان قليلا، لوجد أنه يتصرف في غير حقه بغير إذن :
عينه : ملك لله {هُوَ الَّذِي أَنشَأَكُمْ وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالأَبْصَارَ وَالأَفْئِدَة َ} الملك : ٢٣
لسانه : ملك لله.
أذنه : ملك لله.
نفسه : ملك لله {وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا} الشمس : ٧
روحه : ملك لله {سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِن رُّوحِي} الحجر : ٢٩
الدنيا وما فيها : ملك لله {وَلِلَّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ} البقرة : ١١٥
مرجعنا : لله {إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ} البقرة : ١٥٦
الحب : لله : {وَالَّذِينَ آمَنُواْ أَشَدُّ حُبًّا لِّلَّهِ} البقرة : ١٦٥
طعامنا : من الله {كُلُواْ مِن طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ} البقرة : ١٧٢
الحياة : لله {إِنَّ صَلاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} الأنعام : ١٦٢
الممات : لله.
الصلاة : لله.
اللقاء : لله {أَيُّهَا الإِنسَانُ إِنَّكَ كَادِحٌ إِلَى رَبِّكَ كَدْحًا فَمُلاقِيهِ} الانشقاق : ٦
فكيف لنا أن نتصرف في ما ليس لنا؟!.
ابوزين العابدين
/
هل يعد منصفا
يعيش الانسان ١٤٤٠دقيقة في اليوم فإذا لم يجعل محطة من بضع دقائق يناجي بها إمام زمانه - عجل الله فرجه - فهل يُعَد منصفا؟!.
فواز
/
تعلمت من النملة
خرج رجل من منزله، فرأى نملة وكانت تجر ورقة شجر خضراء وتارة أخرى تدفعها.. ولما رأت الرجل، لم تترك الورقة، ولكن تغيّر سيرها قليلا وواصلت بطريقة أو بأخرى لإيصال الورقة إلى مبتغاها.. وكانت الورقة أكبر من حجم النملة بأربعة أضعاف على الأقل..
فتعلم الرجل دروسا من النملة وهي :
١. عزيمة النملة قوية، لدرجة أنها كانت تحمل ورقة أكبر منها بأربع مرات.
٢. لأجل غايتها، كانت مستعدة للتضحية بحياتها ؛ وذلك لأنها لم تترك الورقة وتهرب.
٣. كانت النملة مثابرة، لأنها لم تسترح للحظة واحدة.
٤. كانت تغيّر من طريقة حملها للورقة، وذلك باستخدام الطاقة الاحتياطية، وعدم بذل كل ما تملك دفعة واحدة، لئلا تقف ملومة محسورة.
٥. عند خوفها، تغيرت حركتها، ولكن سرعان ما رجعت لعملها ولم تكترث للمحيط حولها مع ضعفها.. وهو يعتقد أن توكلها على الله هو سبب ذلك... والله أعلم
٦. النملة تفكر في المستقبل بذكاء، لأنها لم تأكل الورقة في مكانها، إنما حملتها لمنزلها، وذلك يسمى ادّخار.
٧. كان باقي النمل في قمة الشهامة، مع أن النملة كانت تحمل أفضل غنيمة، والبعض الآخر كان يبحث، إلا أنهم لا يعتدوا عليها ولم يسلبوها رزقها.
وكان الرجل يقول في نفسه : هذا ما عرفته والمخفي أعظم!..
فعلم أن النملة أعظم منه في عملها وجهادها، وبان له ضعفه في ميدان الجهاد والعمل.
سراجي
/
جواهر عظيمة نتغافل عنها ولا نعرف قدرها!!
جواهر عظيمة نتغافل عنها ولا نعرف قدرها!!
جوٍإهرٍ عظيمة نغفل عنها.. اللهم!.. لا تجعلنا من الغافلين، بل من الذاكرين القائمين الذين يسمعون الكلام ويتبعون أحسنه.
* الجوهرة الأولى : مصادقة الفجر :
هذا الوقت العظيم الذي يغفل عنه الناس..
قلما نجد من يجاهد نفسه على الاستيقاظ بعد صلاة الفجر ويذكر الله!..
أقلها أن يقرأ أذكار الصباح حتى طلوع الشمس، ويختم بركعتي الضحى!..
فيا له من أجر عظيم نكسبه في هذا الوقت!..
* الجوهرة الثانية : الاستغفار :
كم مره في اليوم نستغفر الله فيها؟..
عشرة أو عشرين أو أقل أو أكثر؟!..
كثير منا يجهل ثمرات الإسفار!..
إن الله جعل الاستغفار ملجأ لكل ضائقة بالمرء..
إن المسألة لتغلق علي، فأستغفر الله ألف مرة، أو أكثر أو أقل، فيفتحها الله علي.. فالاستغفار يفتح الأقفال..
فلنملأ أوقاتنا ودقائق عمرنا بالاستغفار!.. فما أسهله من عمل وما أعظمه من أجر!..
* الجوهرة الثالثة : قراء ة القرآن :
هذا الكتاب الذي فيه عزنا.. فلنعطه من وقتنا، ليمنحنا الشفاعة يوم القيامة!.. ورد بسيط نقرأه في 5 دقائق، يبعدنا عن النار بإذن الله.
* الجوهرة الرابعة : ركعتين في جوف الليل :
وهذه التي يغفل عنها الكثير مع قدرتهم عليها!..
ركعتان لا غير!
ركعتان تذكر فيها الله والناس في لهو!..
ركعتان تستحضر فيها قلبك، ولن تأخذا من وقتك 5 دقائق!..
ونحن في أيام الصيف نجلس الساعات الطوال، أمام شاشة الجهاز، وخاصة في الليل!
اقطع من هذا الوقت خمس دقائق، وأدِ إلى الله ركعتين تقربك منه!..
* الجوهرة الخامسة : الصدقة :
(خير الأعمال أدومه وإن قل).. فلا تستهن بالريال ما دمت عليه مداوماً!.. إن صدقة السر تطفئ غضب الرب.
كثيرة هي الجواهر في حياتنا التي نجهلها أو نتجاهلها!..
هي أثمن من جواهر الدنيا!.. وأسهلها نيلاً!.. وأعظمه نفعاً!..
سراجي
/
سكن للتمليك!!
اليوم عمل بلا حساب، وغدا حساب بلا عمل، فاغتنم يوم عملك ليوم حسابك.
سكن للتمليك يطل على ثلاث جهات :
الجهة الأولى : عرش الرحمن.
الجهة الثانية : نهر الكوثر.
الجهة الثالثة : قصر الرسول.
المكان :
جنة عرضها السموات والأرض.
الثمن بسيط جدا :
(١٢) ركعة في اليوم.
----------------
القبر ينادي كل يوم خمس مرات ويقول :
أنا بيت الوحدة، فاجعل لك مؤنسا، بقراء ة القرآن الكريم.
أنا بيت الظلمة، فنوّرني بصلاة الليل.
أنا بيت التراب، فاحمل الفراش بالعمل الصالح.
أنا بيت الأفاعي، فاحمل الترياق ببسم الله.
أنا بيت سائل منكر ونكير، فأكثر عليّ طهري بقول : الشهادتين
لا إله إلا الله العلي العظيم، لا إله إلا الله رب السماوات السبع، ورب العرش العظيم.
سراجي
/
شيء غريب!!
شيء غريب
كيف أننا نرى الـ ١٠٠ درهم كبيرة عندما نأخذها إلى المسجد، وصغيرة جداً عندما نأخذها إلى السوق!..
شي غريب
كيف أننا نرى ساعة في طاعة الله طويلة، ولكن ما أسرع التسعين دقيقة في مباراة كرة قدم أو ثلاث ساعات على النت أو التلفزيون!.
شي غريب
كيف أنه من المجهد قراء ة جزء من القرآن الكريم، وكيف أنه من السهل قراء ة رواية مختارة من ٢٠٠ إلى ٣٠٠ صفحة!..
شيء غريب
كيف أننا نتقبل ونصدق ما تقوله الجرائد، ولكن نتساء ل عن ما يقوله القرآن الكريم!.
شيء غريب
كيف أننا نتقبل ونتبع أحدث أساليب الحياة، لكننا ندير ظهورنا لسنة نبينا محمد عليه الصلاة والسلام!..
شيء غريب
أننا لا نستطيع التفكير في قول أي شيء عند الدعاء، ولكننا لا نواجه صعوبة في التفكير في قول أي شيء عند التحدث إلى صديق!..
شيء غريب
كيف تبدو طويلة قضاء ساعتين في المسجد، ولكن كم هي قصيرة عند مشاهدة فيلم سينمائي!..
شيء غريب
رغبة الناس في الحصول على المقعد الأمامي في أية لعبة أو حفلة، ولكنهم يتزاحمون للجلوس في مؤخرة المسجد!..
شيء غريب
كيف أننا نحتاج إلى مدة طويلة ونواجه صعوبة في حفظ آية أو آيتين من القرآن الكريم، ولكن في مدة قصيرة وبسهولة نحفظ الأغاني!..
المقرئ الحاج محمد فاضل
/
الهداية
عندما نقرأ (اهدنا الصراط المستقيم)؛ فلنعلم بأن الهداية على قسمين :
١. هداية عبارة عن إراء ة الطريق.
٢. هداية عبارة عن الإيصال إلى المطلوب.
فنحن كأنفس أمارة بالسوء، علينا أن نطلب من الخالق أن يوصلنا إلى المطلوب،
ويحسن عاقبتنا، ويوقظنا من نومة الغافلين.
بنت علي ع
/
تعاريف شهر رجب
شهر رجب
شهر المبعوث رحمة للعالمين وميلاد إمام المتقين.. تنطلق من ليلة الرغائب في مضمار الصراط المستقيم، لتصل لرب العالمين عنده في مقعد صدق، مع أهل هذا الشهر الذين أنعم الله تعالى عليهم بما صبروا وجاهدوا في سبيله، فوفاهم أجورهم، صبروا أياما قليلة أعقبتهم راحة طويلة.. هنيئا للذين ينطلقون مجاهدين!.
شهر رجب
تفتح فيه خزائن ونفائس الرحمن على عباده، فلا تمر عليها وكأنها حصى!.. املأ قلبك وروحك ونفسك، لتغدوا علويا في شهر علي عليه السلام.
شهر رجب
الأصب بالفيض والألطاف الرحمانية على خلقه، ليقبل منهم اليسير ويعطيهم الكثير من خزائنه، التي لا تنفد بكثرة العطاء، بل تزداد وتزداد.
شهر رجب
منطلق المضمار إلى ليلة القدر، التي في لحظة منها عن 80 سنة، أي عن مسيرة حياتك كلها.. فلا تفوت الفرصة، وانطلق بشكل صحيح، من باب الولاية إلى باب النبوة إلى باب الله عزوجل.
شهر رجب
كالملعب للرياضيين الذين لديهم بطولة عالمية بعد 3 أشهر، وتراهم من الآن يتمرنون ويجدون ويجتهدون باللياقة البدنية والمهارات الأساسية، ليكونوا ذوي لياقة عالية للفوز، وتحصيل المراكز الأولى ونيل الكؤوس.
شهر رجب
اغتسل في بدايته بنية عما بذمتك من الغسل مع الدعاء، وفي خيالك وفكرك وقلبك الطهارة من كل المتعلقات والشهوات والمذلات والحركات والنظرات والآسرات، التي كل شخص أدرى بنفسه وأبصر بعيوبها من غيره.. ثم تدعو وتستغفر وتقوي عزيمتك، وتشدد به قوتك، وتسأله معيته وتسديدك.
شهر رجب
تزرع بجد واهتمام وإخلاص.. وفي شهر رمضان، ترى باكورة إخلاصك وقد أينع وأثمر ببركة رسول الله صل الله عليه وآله.. وفي شهر الله الأكبر شهر رمضان المبارك، تقطف الثمرة وتحصل على الكأس، وتقطع الشريط، وتفوز برحمته وفضله إن بلغك شهر رمضان بجدك وجهودك وتسلسلك وتدرجك إلى يوم العيد والفوز بالجائزة مع الفائزين.
فواز
/
اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ
يقول تعالى في محكم كتابه الكريم {اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ} والنور هو الظاهر بذاته والمظهر لغيره.
ويطلق مصطلح نور هذه الأيام على الضوء الخارج من المصباح، وسابقا على الضوء الخارج من الفنر والله العالم ماذا كان يطلق عليه في العصور السابقة.
وعلى أي حال يُعلم من المفهوم العام أن النور هو الكاشف للظُلُمات حيث أنَّ بلا إنارة لا توجد رؤية.
والعين هي وسيلة تعكس المبصرات إلى قوى الإدراك عند الإنسان التي تدرك أحيانا ما لم تره العين والله أعلم بما خَلَق.
ويصف الله تعالى نفسه بالنور الذي يكشف ظلمات ما يُرى وما لا يُرى ؛ فـ {الأَرْضِ} مما تدركه الأبصار، و {السَّمَاوَاتِ} جمع لمصطلح سماء ؛ ونحن نرى سماء واحدة لا غير.
فأين {السَّمَاوَاتِ} الباقية؟
وبأيِّ بصيرة نراها؟
فواز
/
مسكينة هذه النفس
مسكينة هذه النفس التي تواجه حالتين حيوانية (شهوية وغضبية) بتسديد شيطاني وهمي، في مقابل حالة عقلية وحيدة فريدة في مجابهة ثلاث قوى متمرِّدة ؛ فعلماء الأخلاق يُقسِّمون قوى النفس إلى أربع قوى (العاقلة والواهمة والسبعيّة والبهيميّة)، والكثرة تغلب الشجاعة كما يقال ؛ ولكن للعقل أن يسيطر على القوى المتمرَِدة من خلال السيطرة على القوى الواهمة التي هي مفتاح شرور النفس ؛ وبذلك تقل دوافع القوّتين الباقيتين وتضعفان وتصبح السيطرة عليها أسهل وأيسر.
وإن قلنا أن الخيال والوهم لا يمكن السيطرة عليهما بالتفكير والتركيز وان كانت مرحلة أولى فقط فـ بالذكر الدائم الكثير يكون الخيال مشغول بما يذكره الإنسان، (ياأيها الذين آمنوا اذكروا الله ذكراً كثيراً، وسبحوه بكرة وأصيلا).
فواز
/
خيّر الله الإنسان بعقله
لقد خيّر الله الإنسان حين خلقه فقال (إِنَّا هَدَيْنَاهُ السَّبِيلَ إِمَّا شَاكِرًا وَإِمَّا كَفُورًا) وأعقبها بـ (إِنَّا أَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ سَلاسِلا وَأَغْلالا وَسَعِيرًا) ثم الآية (إِنَّ الأَبْرَارَ يَشْرَبُونَ مِن كَأْسٍ كَانَ مِزَاجُهَا كَافُورًا)، فلماذا كان الوعيد (التهديد) قبل الوعد (الإغراء) عند التخيير أي العقل؟!
ذلك أنّ الإنسان بطبيعة حاله يختار بعقله ما تريده نفسه ويغفل أو يتغافل عمّا يريده ربّه إلا من رحم الله وأتاه بقلب سليم.
من هنا تتبين حقيقة الأمانة التي رفضتها السماوات والأرض والجبال (إِنَّا عَرَضْنَا الأَمَانَة َ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَن يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الإِنسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولا) ثم أتبعها أيضا رب العزة والجلال بـ (لِيُعَذِّبَ اللَّهُ الْمُنَافِقِينَ وَالْمُنَافِقَاتِ وَالْمُشْرِكِينَ وَالْمُشْرِكَاتِ وَيَتُوبَ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا) وأيضا العقل!!!
من هنا حذاري مما يتوعده الله للغافلين والمنحرفين عن الخط الإلهي، فلا أدري مَنْ ينجو إن كان الله طالبه.
اللهم أعِنّا.
اللهم أعِنّا.
اللهم أعِنّا.
المراقب
/
ما هى أهدافنا فى الحياة وكيف نحققها؟
قال الإمام علي بن الحسين زين العابدين - عليهما السلام -: (إن أحبكم إلى الله، أحسنكم عملا.. وإن أعظمكم عند الله حظا، أعظمكم رغبة إلى الله.. وإن أنجاكم من عذاب الله، أشدكم لله خشية.. وإن أكرمكم عند الله، أتقاكم).
فلو سألنا أحدهم عن أهدافنا في هذه الحياة, لذكرنا الأهداف المزيفة، وربما نسينا الأهداف الحقيقية التي يجب أن نجعلها نصب أعيننا وهي :
- أن أصبح من أحب العباد إلى الله تعالى.
- أن أصبح من أعظم العباد حظا عند الله تعالى.
- أن نكون في مأمن من عذاب الله في الدنيا وعند سكرات الموت وفي البرزخ وفي المحشر...
- أن نكون من أكرم العباد عند الله تعالى.
وبعد معرفة الأهداف الصحيحة، لزم علينا أن نمحو أهدافنا المزيفة، ونستبدلها بهذه الأهداف، وأن نسير جاهدين في تحصيلها.
فلنكتبها على ورقة، ونجعلها نصب أعيننا أينما كنا.. ولنسلك طرق الوصول إليها، وذلك بما يلي :
- أن نهتم بالعمل الحسن المقبول عند الله تعالى, وليس بكثرة العمل والقبول عند الناس.
- أن تظهر علينا الرغبة والشوق الصادق في الوصول إلى الله تعالى، وتحصيل رضاه.
- أن تظهر علينا شدة الخشية من عذاب الله تعالى، وذلك بهروبنا من معاصيه.
- أن نحاول جاهدين أن تظهر علينا علامات المتقين، التي ذكرها أمير المؤمنين - عليه السلام - في خطبته، في " وصف المتقين ".
فواز
/
النفوس مثل الأوعية
يروى عن أمير المؤمنين (ع) بأنه : (ليس العلم في السماء فينزل إليكم، ولا في تخوم الأرض فيخرج لكم، ولكن العلم مجبول في قلوبكم، تأدبوا بآداب الروحانيين يظهر لكم).
النفوس مثل الأوعية، وغاية مطلوب الإنسان مجبول في نفسه.. أي أنَّ كل نواحي فضوله، في وعاء نفسه مكنون مخزون.. ومن أراد أن يغوص في وعاء نفسه، وجب عليه التأدب بآداب الروحانيين، ومن ثم النظر إليها.. والنظر إلى بواطن النفس يحتاج لمعرفتها، عرف نفسه فقد عرف ربه، ومن عرف ربه لم يبالي أصبح أم أمسى في أي واد.
إلهي!.. ماذا وجد من فقدك، وماذا فقد من وجدك، عَمِيَت عَيْنٌ لا تراك عليها رقيبا، وخسرت صفقة عبد لم تجعل لها من حبك نصيبا!..
ألا يستدل من ذلك، أن غاية الإنسان بالفطرة هي معرفة الله تعالى؟.. فأين يريدنا الله تعالى؟.. وأين نحن؟..
سؤال يحتاج إلى جواب!..
معراج الروح
/
سلم الكمال
تراودني خواطر غبية، أعيد فيها أحلام الصبا، وكبت الماضي، وقديم ذكر ربي، فأغازل فيها اسمي، وأتلمس موجودا عدميا عنوانه أنا، وعلامته هوى.. فعبثا أحاول إرضاء الله، لأن توجهي لذاتي ؛ فكلما قصدت الصلاة تراءى لي وجودي.
أعنف ذاتي بقولي : وجودك لا حق لك فيه، لأنك لم تصنعيه، فبادري الطاعة، ولا تخوني، واجتازي ببذرة الولاء مغاليق الشهوة.. لما تسعين خلف الشهرة؟!.. إلى أين تسيرين أإلى الوهم الغبي، أم لعدوك الشقي؟..
الشيطان وضع مصائده في كل غفلة عن النظر لله، اقتصر يا عبد على أمر الله ولا يكون العجب كالخل للعسل، فكل أعمالك لله حمدها.
سراجي
/
كيف تعيش سعيدا!
قواعد السعادة السبع :
١. لا تكره أحدا، مهما أخطأ في حقك.
٢. لا تقلق أبدا.
٣. عش في بساطة، مهما علا شأنك.
٤. توقع خيرا، مهما كثر البلاء.
٥. أعط كثيرا ولو حرمت.
٦. ابتسم ولو القلب يقطر دما.
٧. لا تقطع دعاء ك لأخيك بظهر الغيب.
سراجي
/
ماذا سيحصل لنا في القبر!
ماذا سيحصل لنا في القبر!
في اليوم الأول، أول ليلة في القبر : يبدأ التعفن على مستوى البطن والفرج.. هذان اللذان انشغل بهما بني آدم، أيما انشغال طوال حياته، وعصى الله - عز وجل - بسببهما، سيتعفنان في أول يوم في القبر!..
بعد ذلك يبدأ الجسم، يأخذ لون أخضر.. فبعد الماكياج وأدوات التجميل و...؛ سيأخذ الجسم لونا واحدا فقط.
في اليوم الثاني في القبر : تبدأ الأعضاء تتعفن : الطحال والكبد، والرئة والأمعاء.
في اليوم الثالث في القبر : تبدأ تلك الأعضاء تصدر روائح كريهة.
بعد أسبوع : يبدأ ظهور انتفاخ على مستوى الوجه : أي العينين واللسان والخدود.
بعد عشرة أيام : سيطرأ نفس الشيء، أي انتفاخ، لكن هذه المرة على مستوى الأعضاء : البطن والمعدة والطحال...
بعد أسبوعين : سيبدأ تساقط على مستوى الشعر.
بعد ١٥ يوما : يبدأ الذباب الأزرق يشم الرائحة على بعد ٥ كيلو متر، ويبدأ الدود يغطي الجسم كله.
بعد ستة شهور : لن تجد شيئا، سوى هيكل عظمي فقط.
بعد ٢٥ سنة : سيتحول هذا الهيكل إلى بذرة، وداخل هذه البذرة، ستجد عظم صغير، ويسمى :(عجب الذنب)، هذا العظم هو الذي سنبعث من خلاله يوم القيامة.
هذا هو الجسم الذي طالما حافظنا عليه!.. هذا هو الجسم الذي شغلنا عن الله - عزوجل -!.. هذا هو الجسم الذي عصينا الله - عزوجل - من أجله!.. هذا هو الجسم الذي طالما تألمنا له لأقل وأتفه الأمور، وسعينا لإرضائه!..
علينا أن لا ندع عمرنا يضيع، في جسد، مصيره هذا الفناء المحتم!..
اللهم!.. يا مقلب القلوب، ثبت قلوبنا على دينك، ولا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا، إنك أنت الوهاب.
سراجي
/
جدّد حياتك بالصيام
بقلم الباحث : عبد الدائم الكحيل
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} [البقرة : ١٨٣]
جدّد حياتك بالصيام
أخي المؤمن.. أختي المؤمنة :
إن الصيام ليس مجرد عبادة، إنه شفاء وعلاج لكثير من الأمراض، وهو تجديد لخلايا الجسد، وهو تجديد لنشاط الجسم.. وبالنتيجة هو تجديد لحياتك بالكامل.. فمعظمنا يصوم، ولكن القليل من يشعر بحلاوة الصيام!..
بسم الله الرحمن الرحيم : {شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآَنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَنْ كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّة ٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّة َ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ} [البقرة : ١٨٥]
لنبدأ هذه الرحلة الإيمانية في أسرار الصوم وفوائده الطبية والنفسية..
في عصر التلوث الذي نعيشه اليوم، وفي ظل التلوث والتسمم البيئي والتغير المناخي، فإن أجسادنا تمتص كمية من السموم عبر الهواء والماء والغذاء، ويؤدي تراكم هذه السموم إلى أمراض خطيرة، مثل الشيخوخة المبكرة والسرطان والموت المفاجئ، وبعد تجارب مضنية وجد العلماء شيئاً عجيباً.. هل تعلمون ما هو؟..
حقيقة طبية : الصوم أقوى سلاح لعلاج التسمم!
يؤكد الأطباء أن الصوم هو الوسيلة الوحيدة التي تمكّن خلايا الجسم، من التخلص من كافة المواد السامة المتراكمة، بأمان وبدون آثار جانبية!
حقيقة طبية : الصيام يزيد مناعة الجسم
يؤكد الأطباء أن الصوم ينشط النظام المناعي، لدى الصائم بدرجة كبيرة.. وبالتالي فإن مقاومة الجسم تزداد ضد جميع الأمراض، ولذلك يمكن اعتبار الصيام سيد الأدوية بلا منازع!
حقيقة طبية : الصيام يعالج اضطرابات القلب
مئات الأبحاث العلمية تؤكد أن الصوم يساعد على تنظيم عمل القلب، وعلاج أمراضه واضطراباته.. وهناك أبحاث تؤكد أن الصوم يقي من تصلب الشرايين واحتشاء العضلة القلبية!
هل تريد أن تعيش طويلاً؟ الصيام سبب رئيسي لطول العمر!
هناك كتب ألفها أناس غير مسلمين، وجدوا بنتيجة أبحاثهم أن الأشخاص الذين يصومون بانتظام، ولفترات محددة خلال السنة، يعيشون أكثر من أولئك الذين لا يصومون أبداً!
أفضل وقت لحفظ القرآن!
الصيام ينظف خلايا الدماغ، وينشط مراكز الذاكرة، ويرفع من طاقة الجسم! ولذلك فإن أفضل وقت
للبدء بحفظ القرآن هو شهر رمضان، يقول تعالى : (شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآَنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ) [البقرة : ١٨٥].
أفضل وقت لترك التدخين!
الصيام ينظف خلايا الجسد، من السموم التي يسببها التدخين، ولذلك فإن شهر الصيام يساعدك كثيراً على ترك الدخان، ولكن بشرط أن تدعو الله بإخلاص، وتعتقد أن الدخان مجرد وهم، وأنه محرم وهو انتحار بطيء. وربما نعجب إذا علمنا أن الملحدين اليوم يستخدمون الصوم لعلاج الدخان، فماذا عنا نحن المسلمين؟!
أسهل طريقة لعلاج الوزن الزائد!
علماء من دول عدة يقترحون تقنية الصوم، لعلاج كارثة القرن الحادي والعشرين " البدانة ".. لأن الصيام يساهم بشكل كبير، في تذويب الشحم الزائد، والقضاء على الخلايا الهرمة، وتنظيم عمل الهرمونات، والحصول على جسم مثالي، بل إن الصيام علاج مجاني وسهل التطبيق.
أفضل غذاء في شهر الصيام!
كان النبي الأعظم (ص) يفطر على التمر والماء.. وتؤكد الأبحاث العلمية اليوم أن مادة التمر مع الماء، هي أفضل مادة يمكن للصائم أن يفطر عليها، لأن التمر يحوي العديد من الفيتامينات والسكريات والمعادن التي يحتاجها الجسم، بل يعتبر التمر عنصراً مساعداً للشفاء مع الصيام!
عالج الاكتئاب بالصيام!
هناك دراسات جديدة تؤكد الدور الفعَّال للصوم في علاج الاكتئاب، وتهدئة المراكز ذات النشاط الزائد في المخ.. وحيث تعجز الحبوب والأدوية الكيميائية عن علاج الاضطرابات النفسية المزمنة، نجد للصيام حضوراً قوياً في التخفيف من الآلام والاضطرابات النفسية بمختلف أنواعها.
الصيام يرفع طاقة الدماغ!
الصيام له مفعول السّحر! فهل حاولت ذات مرة أن تطور مداركك، وأن تصبح أكثر إبداعاً؟ إنه الصوم! أفضل وسيلة عملية لتنشيط خلايا الدماغ، وإعادة برمجتها، وزيادة قدرتها على العمل والإبداع. وهذا يحسّن سيطرتك على نفسك، وزيادة قوة إرادتك، وتحسين قدراتك.
الصوم يعيد برمجة الخلايا!
لاحظ الباحثون تغيرات جذرية، تحدث في أنظمة عمل الجسم لدى الصائمين، وتشمل الجانب الفيزيولوجي والجانب النفسي، ولذلك هناك اعتقاد أن الصيام ينشط الخلايا ويعيد توازنها!
الصوم يقضي على السرطان!
الصوم المنتظم يؤدي إلى تعطيل تكاثر الخلايا السرطانية، ويقول العلماء إن الصيام لفترات طويلة يحسن أداء الجسم، ويرفع طاقته، وبالتالي ينخفض احتمال الإصابة بالسرطان كثيراً!
العلاج المتكامل الصلاة والخشوع والصيام!
تؤكد الدراسات العلمية أن الصلاة تساعد على شفاء العديد من الأمراض، أهمها آلام الظهر والمفاصل، أما الخشوع فله طاقة غريبة في علاج الأمراض المستعصية والمزمنة.. وإذا ما قام المؤمن بالحفاظ على الصلاة بخشوع تام وهو صائم، يكون بذلك قد حقق أفضل أنواع العلاج!
الصيام يعالج الإحباط!
يقول الدكتور يوري نيكولايف لقد تم علاج أكثر من سبعة آلاف حالة فصام واكتئاب وقلق وإحباط، فقط بالصوم!.. وحيث عجزت جميع الأدوية عن شفاء مثل هذه الحالات، كان الصوم هو الدواء الفعال لعلاجها، دون آثار جانبية وبدون تكاليف!.. إن الصوم أفضل وسيلة لمواجهة ضغوط الحياة، والإحباط المتكرر!
وفر على نفسك العمليات الجراحية!
فالصوم هو عملية بدون جراحة!.. لأنه يعالج الحصيات التي تتشكل في الكلى والمرارة، ويعالج الأورام الخبيثة، ويعالج الكبد ويعيد له حيويته ونشاطه.. إن الصوم ينجح في المهمات الصعبة، حيث تفشل العمليات الجراحية!
هل تعاني من آلام في المفاصل والظهر أو الأطراف؟
من الأشياء الغريبة في الصوم، أنه يساعد على شفاء آلام الظهر، والعمود الفقري، والرقبة.. وقد أوضحت دراسة حديثة أن الصوم علاج ناجع لالتهاب المفاصل، بشرط أن يستمر الصوم لمدة أربعة أسابيع، وتأملوا هذه المدة وكم هي قريبة لصيام شهر واحد هو رمضان!
الصوم يعالج أمراض الجهاز الهضمي
يعالج الصيام الأمراض المزمنة، مثل تشنج القولون، والاضطرابات الهضمية.. لأنه يعمل على تنظيم وتنشيط خلايا الدم والدماغ والقلب، كذلك يعمل على تخفيض الوزن الزائد، وصيانة الجسم من السموم، وبالنتيجة تزول هذه الأمراض.
الصوم يعالج أكثر من مئة مرض، ومنها :
١ - ضغط الدم العالي.
٢ - مرض السكر.
٣ - الربو، وأمراض الجهاز التنفسي.
٤ - الأمراض القلبية، وتصلب الشرايين.
٥ - أمراض الكبد بدون آثار سلبية.
٦ - أمراض الجلد، وبشكل خاص الحساسية والأكزما المزمنة.
٧ - الوقاية من مرض الحصى الكلوية.
٨ - علاج الأمراض الخبيثة، مثل السرطان.
٩ - يعتبر السلاح رقم واحد، في الطب الوقائي.
الصيام يجدد خلايا الدم!
منذ اللحظة الأولى لبدء الصيام تبدأ الخلايا بالتجدد، وبخاصة خلايا الدم. وتبدأ الخلايا الكسولة
بالعمل بكفاء ة أعلى، ويبدأ الجسم بإيقاع جديد! ويقول العلماء إن الصيام يشبه عملية الصيانة والتنظيف وتغيير الزيت للسيارة.. فتصور لو أنك أهملت سيارتك سنة واحدة فقط، ماذا سيحدث؟.. كذلك الجسم يحتاج لصيانة، مرة واحدة على الأقل في السنة، وهي شهر رمضان الكريم!
وبعد هذه الحقائق...
هل أدركت معنى الصوم، وفوائده التي لا تُحصى؟..
وهل أدركت لماذا فرض الله الصيام على عباده؟.
وهل بدأت تشعر معي بلذة وحلاوة هذه العبادة الرائعة؟!
إن كل الحقائق الطبية السابقة عن فوائد الصيام وأسراره، تؤكد أن خير علاج لأي مرض هو الصيام، وهذا ما لخَّصه لنا القرآن بعبارة رائعة جداً : {وَأَنْ تَصُومُوا خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ} [البقرة : ١٨٤]
١. Masoro, E. J., Shimokawa, I., Yu, B. P., Retardation of the Aging Process In Rats by Food Restriction, Annals of the New York Academy of Science, ١٩٩٠ ; pp. ٣٣٧ - ٥٢ ; Goodrick, C. L., Ingram, D. K., Reynolds, M. A., Freeman, J. R., Cider, N. L., Effects of Intermittent Feeding Upon Growth, Activity, and Lifespan In Rats Allowed Voluntary Exercise, Experimental Aging Research, ١٩٨٣
٢.. Salloum, T. Fasting - Patient Guidelines Textbook of Natural Medicine, Bastyr University, Seattle WA. ١٩٨٧.
٣. Carrington, Dr. Hereward, Fasting For Health And Long Life.
٤. http :// www. vanderbilt. edu / AnS / psychology / health _ psychology / fast. htm
٥. http :// www. vanderbilt. edu / AnS / psychology / health _ psychology / fast. htm
٦. http :// www. fasting. com / solution. html
٧. The Sapporo Medical Journal, ١٩٨٦ ; ٥٥ (٢): ١٢٥ - ١٣٦
٨. http :// www. healthy. net / scr / article. asp? ID = ٤٩٦ # ١
٩. http :// www. althealth. co. uk / services / info / misc / fasting١. php
١٠. http :// www. medicomm. net / Consumer % ٢٠Site / am / fasting. htm
١١. http :// www. fasting. com / index. html
سراجي
/
تعال احسب عمرك بدقة !
تعال احسب عمرك بدقة!..
نسأل الله تعالى أن نكون ممن طال عمره وحسن عمله!..
هل تعلم أنه إذا منحك الله تعالى من العمر ٧٠ عاما، فإنك تقضيها كما يلي :
٢٤ سنة نائماً
١٤ سنة تعمل
٨ سنوات تلعب
٦ سنوات تأكل
٥ سنوات بالمواصلات
٤ سنوات بالكلام والثرثرة
٣ سنوات بالتعليم
٣ سنوات بقراء ة الكتب والجرائد
٣ سنوات بمشاهدة التلفاز
هل تعلم أن الصلاة ٥ مرات كل يوم، تأخذ منك ٥ أشهر من حياتك فقط!..
هل من الصعب أن نعطي ٥ أشهر من الـ ٧٠ عاما؟
يا الله كم نحن مقصرون في جنب الله!.. وكم هو ربي رحيم بنا!..
يا رب عفوك ومغفرتك!.. كم أنا مقصر ومذنب!.. ومع ذلك أنت لطيف بي!..
لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين!.. سبحان الله وبحمده!.. سبحان الله العظيم!..
إذا لم تصدق الحسبة، حاول تحسبها بنفسك!..
سراجي
/
أرق وأجمل شكوى!
قدمت إحداهن شكوى تقول فيها :
لي أربع شقيقات، أنا أكثرهن غنى، لكن لا أدري لماذا يأتي أقاربي لزيارة أخواتي بكثرة، وحينما يأتي موعد زيارتي لا يأتي سوى القليل!.. فهم يزورون أخواتي الأربع كل يوم، أما أنا فلا أكاد أرى إلا القلة!.. فهم مقصرون جداً في زيارتي!.. بل ويقطعونني أياماً عدة، حتى أن بعضهم لا أكاد أراه مطلقاً، وكأنني سقطت من قاموسهم!.. والبعض منهم يأتي، وبه كسل وخمول غريب، ولهم أعذار غير مقبولة مطلقاً..
ماذا أفعل؟!.. أنا أكثر أخواتي عطاء، لمن يأتيني.. لا أتهم أخواتي بالتقصير أبداً، ولكن الكل يعرف أني أكثرهن عطاء!.. كثيرون ينصحون أقاربي بأن يأتوني، فلدي خير كثير، وأعطي بكرم من يأتيني، ومع ذلك يبتعدون عني، فلا حياة لمن تنادي!..
ما المشكلة؟!.. لماذا هذا الهجران؟!.. ألست واحدة من خمسة أخوات؟!.. لماذا يحرموني أُنسهم؟!.. لماذا ينسونني؟!..
انتهت شكواها، وبقي أن نع موانع التوفيق لصلاة الجماعة.. دراسة وتحليل
عند إلقاء نظرة على ما ورد من أحاديث شريفة حول فضل صلاة الجماعة، يقف الإنسان وقفة مع نفسه أولاً عن سبب تقصيرها فيها، ويقف نفس الوقفة تجاه المجتمع الإسلامي والمتدين بالخصوص، بسبب غفلته عن صلاة الجماعة..
إن التأكيد الوارد في الروايات على صلاة الجماعة، والذم الشديد على تركها، يدعو المؤمن إلى رفع همته في تجاوز العقبات والموانع، ليكون من أهل صلاة الجماعة، فقد أكد الإسلام عليها حتى في حالة الخوف في المعركة، كما صلى الرسول - صلى الله عليه وآله - في أحد المعارك، وصلاها الإمام الحسين - عليه السلام - يوم عاشوراء، وقد أكدت الروايات على صلاة الجماعة حتى في السفينة وهي في عرض البحر.. ومن هذه الروايات :
(و من مشى إلى مسجد يطلب فيه الجماعة، كان له بكل خطوة سبعون ألف حسنة، ويرفع له من الدرجات مثل ذلك، وإن مات وهو على ذلك وكل الله به سبعين ألف ملك يعودونه في قبره ويبشرونه ويؤنسونه في وحدته ويستغفرون له حتى يبعث).
وورد : (تكبيرة يدركها المؤمن مع الإمام، خير من ستين ألف حجة وعمرة، وخير من الدنيا وما فيها بسبعين ألف مرة.. وركعة يصليها المؤمن مع الإمام، خير من ألف دينار يتصدق بها على المساكين.. وسجدة يسجدها المؤمن مع الإمام في جماعة، خير من عتق مائة رقبة).
وغيرها الكثير الذي يجعل المؤمن يبادر لصلاة الجماعة..
والقرآن الكريم كذلك لم يهمل مسألة الصلاة جماعة حيث جاء في الآية ٤٣ من سورة البقرة، قوله تعالى : (وَأَقِيمُواْ الصَّلاَة َ وَآتُواْ الزَّكَاة َ وَارْكَعُواْ مَعَ الرَّاكِعِينَ).
فكم نسبة المؤمنين - والمتدينيين خصوصاً - المتواجدين في صلوات الجماعة؟.. وهل الجميع معذور في تركها؟..
كثيرة هي الموانع التي قد تمنع المؤمن من الحضور لصلاة الجماعة، نذكر منها مع عدم مراعاة الأهمية في الترتيب :
١ - الغفلة عن فضل الجماعة :
قد يكون الكثير ممن يترك صلاة الجماعة غافل عن فضلها الكبير وثوابها الجزيل، والزجر الشديد لمن يتركها ويتخلف عنها.. ومثل هذا الإنسان قد لا يكون معذوراً في زمن أصبح الحصول على معلومة لا يتطلب سوى ضغطة زر!..
العلاج :
علاج هذا المانع هو بالإطلاع على الروايات ولو القليل منها، فبعض الروايات تكفي - لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد - عن الكثير من المطالعة في هذا المجال، ومنها :
قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): (صفوف أمتي كصفوف الملائكة في السماء، والركعة في الجماعة أربعة وعشرون ركعة، كل ركعة أحب إلى الله - تعالى - من عبادة أربعين سنة.. فما من مؤمن مشى إلى الصلاة الجماعة، إلا خفف الله عليه أهوال يوم القيامة، ثم يأمر به إلى الجنة).
٢ - النوم
هو السلطان الأكبر الذي قد يحرم الإنسان من أصل الصلاة الواجبة خصوصاً صلاة الفجر - فضلاً عن أداء ها جماعة..
إن الذي ليس له هدف كبير في الحياة، قد يعيش طيلة عمره مهزوماً أمام النوم، فقلما يهزم النوم ليستيقظ لصلاة الفجر، وتمضي حياته هكذا دون أن يصل إلى المستوى الذي لا يترك صلاة الفجر لعذر النوم أبدا..
العلاج :
الممارسة والمجاهدة القليلة، تساعد المؤمن على التغلب على النوم، وقد يكون في الأمر شيء من الثقل في بدايته، إلى أن يصبح الأمر سهلاً يسيراً..
ومن المناسب جدا أن يتبع المؤمن ما يذكره علماء الأخلاق، فيبدأ بمشارطة نفسه في عدم تفويت صلاة الجماعة بسبب النوم، ثم يراقبها، ثم يجلس مع نفسه ويحاسبها على ما شارطها عليه، ثم لابد من معاتبة النفس ومعاقبتها وإلا لتمردت على الإنسان، فيحسن به مثلا - أن يصوم يوماً عقاباً لنفسه على ما فرطت به من ترك صلاة الجماعة بدون عذر، وهكذا إلى أن ترتدع النفس ويرى الإنسان أن الأمر أصبح بتوفيق من الله عز وجل تحت السيطرة.
٣ - ضعف الهمة :
ضعف الهمة من أسباب الحرمان من صلاة الجماعة، فقد يحب المؤمن أن يكون محافظاً على الجماعة، ولكنه يجد صعوبة في حضور المسجد لأداء الجماعة، فيستثقل أن يفرغ نفسه شيئاً من الوقت، فيصلي فرادى لينهي صلاته سريعاً، فيحس أن صلاة الجماعة تحتاج إلى جهد كبير، أو قد يضعف عن التغلب على الموانع الأخرى..
هنا تجدر الإشارة إلى أنه بتعويد النفس على صلاة الجماعة يصبح الأمر سهلاً، إلى درجة يعز عليه ترك صلاة الجماعة..
العلاج :
أ - معرفة أسباب ضعف الهمة والاستثقال من العبادات، وهي الذنوب عموماً، وأخص بالذكر الغناء، حيث أشار الإمام الخميني رحمه الله إلى هذا المعنى : (إنَّ أكثر ما يُسبّب فقد الإنسان العزم والإرادة هو الاستماع للغناء).
وكذلك الطعام الحرام الذي يحرم من كثير من البركات المعنوية والتوفيقات، فعليه بزيادة الاحتياط في الفحص عن كل ما يدخل في جوفه.
ب - عليه أن يقف وقفة صادقة بينه وبين الله تعالى، فمثل هذه الجلسات مع النفس هي التي تنمي الإنسان روحياً، ويعرض أمره على ولي أمره صاحب الزمان عجل الله فرجه ويشكو حاله.
ج - التدرج في المحافظة على الجماعة، فيبدأ مثلاً - بيوم الجمعة ظهراً حيث يوم اجتماع المسلمين، ويبدأ من الفريضة التي يكون التزامه بها جماعة أسهل، ويرابط عليها، ثم ينتقل إلى فريضة أخرى.
د - مصادقة ذوي الهمم العالية من المؤمنين الصالحين.
هـ - التواجد في أجواء الإيمان كالمساجد والمآتم ومواطن الذكر.
٤ - العمل والدراسة والمشاغل الحياتية
إن الحياة حقاً تشغل الإنسان عن صلاة الجماعة، بل عن أصل الصلاة، بل عن دينه وآخرته، فمن لا يلتفت إلى نفسه سيذهل عن هذه الأمور، ليأتي في نهاية عمره وما له من رصيد روحي سوى أموال لن يأخذها إلى قبره.. فالمؤمن الهادف في الحياة والذي يحمل هم الآخرة قبل الدنيا، لا يستغرق في الدنيا بحيث تشغله عن الآخرة، وإن كان مطلوباً من المؤمن أن يكون ذو همة عالية في سعيه لكسب المعاش، ولكن بشرطها وشروطها.. قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): (إنّ ما قلّ وكفى، خير مما كثر وألهى).. فالقليل الذي يكفي الإنسان، أفضل من الكثير الذي يلهيه.. وطبعاً الكثير الذي لا يلهي فيه الخير، ولكن ما أصعبه من شرط..
العلاج :
على الإنسان أن يوازن بين متطلبات حياته الدنيا وبين واجباته الدينية، ومسؤولياته الاجتماعية.. وفي الكلام عن صلاة الجماعة، عليه أن لا يترك صلاة الجماعة في أيام الإجازات، ويحاول ما أمكنه ألا يتركها في أيام شغله ودراسته، فإن كان صادقاً في تقربه وحرصه على صلاة الجماعة، فعليه أن ينتظر الفرصة ويبحث عنها ليصلي جماعة..
إذا كان المؤمن في النهار يعمل أو يدرس، وفي الليل ينام، فمتى يذكر ربه؟
وإذا كان طيلة عمره يعمل ويكدح للدنيا، فمتى يستعد للآخرة؟
في رواية عن أمير المؤمنين - عليه السلام - أنه دخل السوق فوجد الناس يبيعون ويشترون فبكى بكاء ً شديداً ثم قال - عليه السلام -: (يا عبيد الدنيا وعمال أهلها، إذا كنتم بالنهار تحلفون، وبالليل في فراشكم تنامون، وفي خلال ذلك عن الآخرة تغفلون، فمتى تجهزون الزاد وتفكرون في المعاد؟).
فقال له رجل : يا أمير المؤمنين إنه لا بد لنا من المعاش، فكيف نصنع؟
فقال أمير المؤمنين - عليه السلام -: (إن طلب المعاش من حلِّه لا يشغل عن عمل الآخرة)..
٥ - المرض :
الإنسان في هذه الحياة معرض لمختلف أنواع البلايا والأمراض، منها ما هو عقوبة ومنها ما هو امتحان له..
العلاج :
إذا كان المرض مما يمكنه أن يتحمله ويؤدي صلاة الجماعة، فعليه أن لا يترك.. والمجاهدة مطلوبة في هذا المجال، فقد يكون امتحاناً إلهياً، لصدق العبد في تقربه إلى ربه، فهنا يستغل العبد الفرصة ليثبت لربه صدق نواياه.
وقد يكون المرض مما يمنعه من أداء صلاة الجماعة، فهنا لابد أن يعيش الحسرة والندامة لفوات الجماعة، ورب العالمين أكرم الأكرمين لا يحرمه من ثواب الجماعة لنيته الصادقة، التي من علاماتها أنه عند شفائه لا يترك الجماعة..
وبعد معرفة هذه الأسباب التي قد يكون هناك أسباب غيرها، يعلم المؤمن الموفق لصلاة الجماعة عظمة النعمة عليه، حيث وفق للجماعة وتجاوز كل هذه الأسباب، فعليه بالشكر ومن مراتبه الشكر العملي، فعليه بالمحافظة على صلاة الجماعة...
تيقّظ :
أهل الدنيا كركب يسار بهم وهم نيام كما قال أمير المؤمنين - عليه السلام -، فلا بد لنا من الالتفات قبل أن يصل الركب إلى نهاية المطاف، فالأيام تمضي سريعاً، وعلى المؤمن استغلالها بالشكل الصحيح..
فلبيدأ من الصلاة، بالمحافظة على أوقات الصلاة، ثم الحرص على أداء ها في المسجد، ثم المجاهدة للمداومة على صلاة الجماعة..
وإلا ستمضي الأيام كالأوراق المنسوخة التي لا تختلف عن الأصل أبداً، فتكون أيام المؤمن متساوية وهذا هو الغبن كما تعبر عنه الروايات، فالحياة إن لم نحدث فيها التغيير فلن تتغير..
وكخلاصة للقول : على المؤمن أن :
- يرفع من مستوى همته، فمن يهب صعود الجبال يعش أبد الدهر بين الحفر.
- ينظم وقته لكي لا يخسر صلاة الجماعة، فيكون وقت الصلاة عنده وقت مقدس لا يتعداه مهما كلف الأمر.
- يبحث عن الأفضل دائماً في صلواته، فيفضل الجماعة على الفرادى، والجماعة الكثيرة على القليلة، والمسجد الجامع على مسجد القبيلة - مثلا -، والإمام الورع على غيره، فيكون طموحاً في علاقته مع رب العالمين.
- أن يحاسب نفسه على التقصير في أداء صلاة الجماعة، تاركاً خلق الأعذار والتبرير للنفس.
وأخيراً : قال الإمام الباقر (عليه السلام): (من لم يجعل له من نفسه واعظا، فإنّ مواعظ الناس لن تغني عنه شيئا).رف من هي صاحبة الشكوى؟..
اسمها يتكون من ثلاثة حروف فقط : ختمت بالراء، وتوسطت بالجيم، وبدأت الفاء..
إنها الغالية صلاة الفجر!.
المقصر
/
موانع التوفيق لصلاة الجماعة ..
موانع التوفيق لصلاة الجماعة.. دراسة وتحليل
عند إلقاء نظرة على ما ورد من أحاديث شريفة حول فضل صلاة الجماعة، يقف الإنسان وقفة مع نفسه أولاً عن سبب تقصيرها فيها، ويقف نفس الوقفة تجاه المجتمع الإسلامي والمتدين بالخصوص، بسبب غفلته عن صلاة الجماعة..
إن التأكيد الوارد في الروايات على صلاة الجماعة، والذم الشديد على تركها، يدعو المؤمن إلى رفع همته في تجاوز العقبات والموانع، ليكون من أهل صلاة الجماعة، فقد أكد الإسلام عليها حتى في حالة الخوف في المعركة، كما صلى الرسول - صلى الله عليه وآله - في أحد المعارك، وصلاها الإمام الحسين - عليه السلام - يوم عاشوراء، وقد أكدت الروايات على صلاة الجماعة حتى في السفينة وهي في عرض البحر.. ومن هذه الروايات :
(و من مشى إلى مسجد يطلب فيه الجماعة، كان له بكل خطوة سبعون ألف حسنة، ويرفع له من الدرجات مثل ذلك، وإن مات وهو على ذلك وكل الله به سبعين ألف ملك يعودونه في قبره ويبشرونه ويؤنسونه في وحدته ويستغفرون له حتى يبعث).
وورد : (تكبيرة يدركها المؤمن مع الإمام، خير من ستين ألف حجة وعمرة، وخير من الدنيا وما فيها بسبعين ألف مرة.. وركعة يصليها المؤمن مع الإمام، خير من ألف دينار يتصدق بها على المساكين.. وسجدة يسجدها المؤمن مع الإمام في جماعة، خير من عتق مائة رقبة).
وغيرها الكثير الذي يجعل المؤمن يبادر لصلاة الجماعة..
والقرآن الكريم كذلك لم يهمل مسألة الصلاة جماعة حيث جاء في الآية ٤٣ من سورة البقرة، قوله تعالى : (وَأَقِيمُواْ الصَّلاَة َ وَآتُواْ الزَّكَاة َ وَارْكَعُواْ مَعَ الرَّاكِعِينَ).
فكم نسبة المؤمنين - والمتدينيين خصوصاً - المتواجدين في صلوات الجماعة؟.. وهل الجميع معذور في تركها؟..
كثيرة هي الموانع التي قد تمنع المؤمن من الحضور لصلاة الجماعة، نذكر منها مع عدم مراعاة الأهمية في الترتيب :
١ - الغفلة عن فضل الجماعة :
قد يكون الكثير ممن يترك صلاة الجماعة غافل عن فضلها الكبير وثوابها الجزيل، والزجر الشديد لمن يتركها ويتخلف عنها.. ومثل هذا الإنسان قد لا يكون معذوراً في زمن أصبح الحصول على معلومة لا يتطلب سوى ضغطة زر!..
العلاج :
علاج هذا المانع هو بالإطلاع على الروايات ولو القليل منها، فبعض الروايات تكفي - لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد - عن الكثير من المطالعة في هذا المجال، ومنها :
قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): (صفوف أمتي كصفوف الملائكة في السماء، والركعة في الجماعة أربعة وعشرون ركعة، كل ركعة أحب إلى الله - تعالى - من عبادة أربعين سنة.. فما من مؤمن مشى إلى الصلاة الجماعة، إلا خفف الله عليه أهوال يوم القيامة، ثم يأمر به إلى الجنة).
٢ - النوم
هو السلطان الأكبر الذي قد يحرم الإنسان من أصل الصلاة الواجبة خصوصاً صلاة الفجر - فضلاً عن أداء ها جماعة..
إن الذي ليس له هدف كبير في الحياة، قد يعيش طيلة عمره مهزوماً أمام النوم، فقلما يهزم النوم ليستيقظ لصلاة الفجر، وتمضي حياته هكذا دون أن يصل إلى المستوى الذي لا يترك صلاة الفجر لعذر النوم أبدا..
العلاج :
الممارسة والمجاهدة القليلة، تساعد المؤمن على التغلب على النوم، وقد يكون في الأمر شيء من الثقل في بدايته، إلى أن يصبح الأمر سهلاً يسيراً..
ومن المناسب جدا أن يتبع المؤمن ما يذكره علماء الأخلاق، فيبدأ بمشارطة نفسه في عدم تفويت صلاة الجماعة بسبب النوم، ثم يراقبها، ثم يجلس مع نفسه ويحاسبها على ما شارطها عليه، ثم لابد من معاتبة النفس ومعاقبتها وإلا لتمردت على الإنسان، فيحسن به مثلا - أن يصوم يوماً عقاباً لنفسه على ما فرطت به من ترك صلاة الجماعة بدون عذر، وهكذا إلى أن ترتدع النفس ويرى الإنسان أن الأمر أصبح بتوفيق من الله عز وجل تحت السيطرة.
٣ - ضعف الهمة :
ضعف الهمة من أسباب الحرمان من صلاة الجماعة، فقد يحب المؤمن أن يكون محافظاً على الجماعة، ولكنه يجد صعوبة في حضور المسجد لأداء الجماعة، فيستثقل أن يفرغ نفسه شيئاً من الوقت، فيصلي فرادى لينهي صلاته سريعاً، فيحس أن صلاة الجماعة تحتاج إلى جهد كبير، أو قد يضعف عن التغلب على الموانع الأخرى..
هنا تجدر الإشارة إلى أنه بتعويد النفس على صلاة الجماعة يصبح الأمر سهلاً، إلى درجة يعز عليه ترك صلاة الجماعة..
العلاج :
أ - معرفة أسباب ضعف الهمة والاستثقال من العبادات، وهي الذنوب عموماً، وأخص بالذكر الغناء، حيث أشار الإمام الخميني رحمه الله إلى هذا المعنى : (إنَّ أكثر ما يُسبّب فقد الإنسان العزم والإرادة هو الاستماع للغناء).
وكذلك الطعام الحرام الذي يحرم من كثير من البركات المعنوية والتوفيقات، فعليه بزيادة الاحتياط في الفحص عن كل ما يدخل في جوفه.
ب - عليه أن يقف وقفة صادقة بينه وبين الله تعالى، فمثل هذه الجلسات مع النفس هي التي تنمي الإنسان روحياً، ويعرض أمره على ولي أمره صاحب الزمان عجل الله فرجه ويشكو حاله.
ج - التدرج في المحافظة على الجماعة، فيبدأ مثلاً - بيوم الجمعة ظهراً حيث يوم اجتماع المسلمين، ويبدأ من الفريضة التي يكون التزامه بها جماعة أسهل، ويرابط عليها، ثم ينتقل إلى فريضة أخرى.
د - مصادقة ذوي الهمم العالية من المؤمنين الصالحين.
هـ - التواجد في أجواء الإيمان كالمساجد والمآتم ومواطن الذكر.
٤ - العمل والدراسة والمشاغل الحياتية
إن الحياة حقاً تشغل الإنسان عن صلاة الجماعة، بل عن أصل الصلاة، بل عن دينه وآخرته، فمن لا يلتفت إلى نفسه سيذهل عن هذه الأمور، ليأتي في نهاية عمره وما له من رصيد روحي سوى أموال لن يأخذها إلى قبره.. فالمؤمن الهادف في الحياة والذي يحمل هم الآخرة قبل الدنيا، لا يستغرق في الدنيا بحيث تشغله عن الآخرة، وإن كان مطلوباً من المؤمن أن يكون ذو همة عالية في سعيه لكسب المعاش، ولكن بشرطها وشروطها.. قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): (إنّ ما قلّ وكفى، خير مما كثر وألهى).. فالقليل الذي يكفي الإنسان، أفضل من الكثير الذي يلهيه.. وطبعاً الكثير الذي لا يلهي فيه الخير، ولكن ما أصعبه من شرط..
العلاج :
على الإنسان أن يوازن بين متطلبات حياته الدنيا وبين واجباته الدينية، ومسؤولياته الاجتماعية.. وفي الكلام عن صلاة الجماعة، عليه أن لا يترك صلاة الجماعة في أيام الإجازات، ويحاول ما أمكنه ألا يتركها في أيام شغله ودراسته، فإن كان صادقاً في تقربه وحرصه على صلاة الجماعة، فعليه أن ينتظر الفرصة ويبحث عنها ليصلي جماعة..
إذا كان المؤمن في النهار يعمل أو يدرس، وفي الليل ينام، فمتى يذكر ربه؟
وإذا كان طيلة عمره يعمل ويكدح للدنيا، فمتى يستعد للآخرة؟
في رواية عن أمير المؤمنين - عليه السلام - أنه دخل السوق فوجد الناس يبيعون ويشترون فبكى بكاء ً شديداً ثم قال - عليه السلام -: (يا عبيد الدنيا وعمال أهلها، إذا كنتم بالنهار تحلفون، وبالليل في فراشكم تنامون، وفي خلال ذلك عن الآخرة تغفلون، فمتى تجهزون الزاد وتفكرون في المعاد؟).
فقال له رجل : يا أمير المؤمنين إنه لا بد لنا من المعاش، فكيف نصنع؟
فقال أمير المؤمنين - عليه السلام -: (إن طلب المعاش من حلِّه لا يشغل عن عمل الآخرة)..
٥ - المرض :
الإنسان في هذه الحياة معرض لمختلف أنواع البلايا والأمراض، منها ما هو عقوبة ومنها ما هو امتحان له..
العلاج :
إذا كان المرض مما يمكنه أن يتحمله ويؤدي صلاة الجماعة، فعليه أن لا يترك.. والمجاهدة مطلوبة في هذا المجال، فقد يكون امتحاناً إلهياً، لصدق العبد في تقربه إلى ربه، فهنا يستغل العبد الفرصة ليثبت لربه صدق نواياه.
وقد يكون المرض مما يمنعه من أداء صلاة الجماعة، فهنا لابد أن يعيش الحسرة والندامة لفوات الجماعة، ورب العالمين أكرم الأكرمين لا يحرمه من ثواب الجماعة لنيته الصادقة، التي من علاماتها أنه عند شفائه لا يترك الجماعة..
وبعد معرفة هذه الأسباب التي قد يكون هناك أسباب غيرها، يعلم المؤمن الموفق لصلاة الجماعة عظمة النعمة عليه، حيث وفق للجماعة وتجاوز كل هذه الأسباب، فعليه بالشكر ومن مراتبه الشكر العملي، فعليه بالمحافظة على صلاة الجماعة...
تيقّظ :
أهل الدنيا كركب يسار بهم وهم نيام كما قال أمير المؤمنين - عليه السلام -، فلا بد لنا من الالتفات قبل أن يصل الركب إلى نهاية المطاف، فالأيام تمضي سريعاً، وعلى المؤمن استغلالها بالشكل الصحيح..
فلبيدأ من الصلاة، بالمحافظة على أوقات الصلاة، ثم الحرص على أداء ها في المسجد، ثم المجاهدة للمداومة على صلاة الجماعة..
وإلا ستمضي الأيام كالأوراق المنسوخة التي لا تختلف عن الأصل أبداً، فتكون أيام المؤمن متساوية وهذا هو الغبن كما تعبر عنه الروايات، فالحياة إن لم نحدث فيها التغيير فلن تتغير..
وكخلاصة للقول : على المؤمن أن :
- يرفع من مستوى همته، فمن يهب صعود الجبال يعش أبد الدهر بين الحفر.
- ينظم وقته لكي لا يخسر صلاة الجماعة، فيكون وقت الصلاة عنده وقت مقدس لا يتعداه مهما كلف الأمر.
- يبحث عن الأفضل دائماً في صلواته، فيفضل الجماعة على الفرادى، والجماعة الكثيرة على القليلة، والمسجد الجامع على مسجد القبيلة - مثلا -، والإمام الورع على غيره، فيكون طموحاً في علاقته مع رب العالمين.
- أن يحاسب نفسه على التقصير في أداء صلاة الجماعة، تاركاً خلق الأعذار والتبرير للنفس.
وأخيراً : قال الإمام الباقر (عليه السلام): (من لم يجعل له من نفسه واعظا، فإنّ مواعظ الناس لن تغني عنه شيئا).
فائق
/
حقيقة الخير و الشر
قبل عدة أعوام كنت جالسا في غرفة انتظار الطبيب مع والدتي (رحمها الله)، لغرض علاجها من المرض، الذي أودى بحياتها بعد حين. فلفت انتباهي وجود لوحة معلقة على أحد جدران تلك الغرفة، مكتوب عليها إحدى الوصايا التي أوصاها الإمام علي (ع) لولده الإمام الحسن (ع)، والعبارة هي : (كل خير بعده النار ليس بخير، وكل شر بعده الجنة ليس بشر).
أخذت هذه العبارة حيزا كبيرا من تفكيري حينها، وأزالت الهموم والآلام التي كانت تعصر قلبي، نتيجة مرض والدتي.. وتذكرت مقولة لأستاذ الأدب العربي في المرحلة الإعدادية في معرض شرحه لإحدى خطب الإمام (ع)، حيث وصف بها كلام أمير المؤمنين (ع): (دون كلام الخالق، وفوق كلام المخلوق).. فكان تحليلي المتواضع لمقولة أمير المؤمنين (ع) هو :
إن كلمة (خير) كان يقصد بها الإمام (ع): (النعيم, الرفاه, العافية, الغنى..) أما (شر) فالمقصود منه (الأذى, الألم, السقم, العوز والفقر..)
أدركت بعد التأمل بتلك العبارة، أن كل ما يصيبنا من (خير وشر) في هذه الحياة الدنيا، ما هو إلا وهم وخيال وليس حقيقة، وذلك لزوالهما مهما طال بهما الزمن. فمثلا لو تناولت ألذ ما تشتهي نفسك من طعام، فبمجرد أن تشرب بعده قليلا من الماء سيزول ذلك الطعم واللذة.. وكذلك لو مررت بأجمل لحظات السعادة، بمجرد أن تسمع خبرا سيئا ستزول تلك السعادة، وتتحول حزنا. وهذا المضمون ينطبق أيضا على ما يصيبنا من آلام ومرارة وجروح.. فلو أصابك صداع شديد، وتناولت بعده حبة أسبرين، سيزول ذلك الوجع، وتنسى أنك كنت مريضا.. وذلك لضعف الإنسان العاجز، الذي يفرح ولا يملك إلا أن يفرح ويحزن، ولا يملك إلا أن يحزن.
الخلاصة هي :
كل نعيم نسعى إليه بطرق غير مشروعة، ونحصل عليه، نحسبه خيرا لنا، إنما هو شر لنا في الآخرة، وسيبقى وزره في أعناقنا إلى يوم لا ينفع فيه مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم..
وكل ألم وجرح يصيبنا في الله، فنصبر عليه، ونحتسبه عند الله، إنما هو خير لنا في الآخرة، يوم يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب.
فلا تفرح - أخي (القارئ لكلماتي)- إلا برضا الله عزوجل، ولا تغتم إلا بسخط الله جل جلاله.
بنت علي ع
/
هل تريد صبغة الخلود؟
العالم بأكمله للفناء.. أقوى الأبنية، وأكثر الحكومات دواما، وأشد البشر قدرة، ينتهون في نهاية الأمر إلى الفناء!.. ولكن يمكن للإنسان أن يكون خالداً على مر الدهور والأزمان.. ولكن كيف؟..
إذا أستطاع الإنسان أن يرتبط ارتباطاً حقيقياً مع الذات الإلهية المقدسة، والعمل بإخلاص وبجد لأجلها، ففي هذه الحالة، سيصبغ بصبغة الخلود، والتي منها : الأعمال الصالحة، حياة الشهداء، العلماء المخلصون، والمجاهدون في سبيل الله.. هؤلاء هم من سيبقون خالدون، لأنهم يحملون الصبغة الإلهية.. والآن ما السبيل؟.. ماذا يجب علينا أن نفعل؟..
يجب الإسراع بإنقاذ ما يمكن إنقاذه، من ذخائر وجودنا المادي، ونضعها في صندوق لا تطاله يد الزمن، ولا تضيعه الأيام.. ولنبذل كل طاقاتنا في سبيل الله، وفي خدمة خلقه، وكسب رضا الله (جل وعلا)..
وهاهو رسولنا محمد ص يقول : (إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث : صدقة جارية، أو علم ينتفع به أو ولدٍ صالح يدعو له).
أما إمامنا علي بن أبي طالب (ع) يقول : (شتّان ما بين عملين : عمل تذهب لذته وتبقى تبعته، وعمل تذهب مؤنته ويبقى أجره).
سراجي
/
الرد القاطع للحجة !
قالوا : الأغاني توسع الصدر!.
قلنا : (ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا).
قالوا : نحن لا نتأثر بالأغاني!.
قلنا : الغناء ينبت النفاق بالقلب، كما ينبت الماء العشب.
قالوا : نحن نستمع للتسلية فقط!.
قلنا : (أفحسبتم أنما خلقناكم عبثا).
قالوا : نجد الراحة إذا سمعنا الأغاني!.
قلنا : (وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين).
قالوا : نحن لم نهجر القرآن، ولكنا نحب الأغاني!.
قلنا : حب القرآن وحب الغناء في القلب لا يجتمعان.
قالوا : ولكنا جمعنا بينهما!.
قلنا : الذي يؤثر هو الذي يبقى معك.. ولو أثر فيك القرآن، لذهب من قلبك الغناء!.
عبدالهادي صفر
/
هويتك الكاملة
هويتك الكاملة
الاسم : الإنسان.
اللقب : بشر.
اسم الأب : آدم.
اسم الأم : حواء.
الصفة : أحسن تقويم.
اللغة : الأبجدية العالمية.
العلامات الفارقة : مخلوق من تراب.
العنوان الحالي : الكرة الأرضية.
تاريخ الولادة : ساعة من يوم من سنة.
تاريخ الانتهاء : بيد الله.
مقصد السفر : عالم الآخرة.
العنوان هناك : الجنة - بجانب حوض الكوثر، دار المتقين.
خطوط الطيران : شركة عزرائيل (ع) لإقلاع الروح.
ساعة الحركة : بيد الطيار.
نوع الجواز : حب محمد وآل بيته الأطهار.
محتويات حقيبتك :
متران قماش أبيض ماركة الكفن.
وزن العمل الصالح مفتوح بيدك.
الاعتقاد بولاية أهل البيت بطاقتك للدخول.
تعليمات هامة :
* يرجى قبل السفر دفع قيمة التذكرة نقداً : الخمس، والزكاة.. وإذا أردت مقعداً من الدرجة الأولى، فأنفق من مالك في سبيل الله.
* يمنع الإتيان إلى المطار بأموال الدنيا والعملة الأجنبية.
* أترك وصيتك لأهلك والأقربين، لأنك لن تعود إليهم.
* أوصهم بالتقوى، وأن لا ينسوا مراسلتك بالفاتحة والخيرات.
* كي يذكرك الناس بالخير : اترك بينهم ذكريات حسنة من الأخلاق، والخدمة، والتسامح، والعلم، والصدقة الجارية، والولد الصالح
* تجنب الوزن الإضافي : كحقوق الناس، والغيبة والبهتان، وإيذاء الآخرين.
* وفي المطبات الجوية اربط حزام : (التوكل على الله والتسليم لقضائه).
* ويمكنك الاتصال بنا على الأرقام التالية :
(١٨٦من سورة البقرة).
(٤٥من سورة النساء).
(١٢٩من سورة التوبة)
(٥٥ من سورة الأعراف).
(٢و٣ من سورة الطلاق).
وللمزيد من المعلومات : اقرأ في دليلنا المطبوع :
(القرآن الكريم وسنّة النبي وأهل بيته الأطهار عليهم السلام)
نتمنى لكم رحلة سعيدة معنا إلى الجنة.
أبو جعفر
/
كيف تتخلص من البرمجة السلبية ؟
عندما كان عمره شهرين وقع الفيل الأبيض الصغير في فخ الصيادين، ثم بيع لرجل ثري يمتلك حديقة حيوان متكاملة.. وعند وصوله إلى الحديقة، قام العمال المسؤولون بربط أحد أرجل الفيل، بسلسلة حديدية قوية، تنتهي بكرة كبيرة من الحديد، ووضعوه في مكان قصي من الحديقة.
بالطبع، شعر الفيل بالغضب الشديد من هذه المعاملة القاسية، وعزم على تحرير نفسه من القيود.. ولكنه كلما حاول التحرك وشد السلسلة، شعر بألم شديد، فما كان منه بعد عدة مرات أن تعب ونام.
وتكررت محاولات الفيل خلال الأيام التالية، لكن دون جدوى.. ومع كثرة محاولاته الفاشلة وآلامه، قرر الفيل تقبل الواقع الجديد، وتوقف عن محاولة تحرير نفسه.
وبعد مدة وأثناء نومه، قام العمال بتوجيه من صاحب الحديقة بتغيير الكرة الحديدية الثقيلة، بكرة صغيرة من الخشب.. طبعا، الفرصة صارت سانحة للفيل، لتخليص نفسه، ولكن ما حدث هو العكس تماما؟!..
فقد تمت برمجة عقل الفيل، أن أي محاولة للتحرر من القيود ستفشل وستترافق بألم شديد، أي برمج عقله على عدم القدرة، وبالتالي فقد إيمانه بقواه الذاتية.
أحد زوار الحديقة أدهشه ذلك، وسأل صاحبها : هل يمكنك أن توضح لي، كيف أن هذا الفيل القوي لا يحاول سحب الكرة الخشبية، وتحرير نفسه، والأمر سهل جدا له؟!..
فرد عليه : طبعا الفيل قوي جدا، ويمكنه تخليص نفسه بسهولة، وفي أي وقت أنا أعلم ذلك.. ولكن الأهم أن الفيل نفسه لا يعلم هذا، ولا يدرك مدى قدرته الذاتية!..
والآن :
معظم الناس يبرمجون من الصغر على التصرف والكلام، وحتى الأحاسيس بطريقة معينة، واستمروا على هذا طوال حياتهم، فأصبحوا سجناء برمجتهم واعتقاداتهم السلبية، التي تحد من قدرتهم على الحصول على ما يستحقونه في الحياة.. لكن هذه البرمجة ممكن تغييرها لمصلحتنا، بأن نستبدلها بأخرى ايجابية تعيننا على تحقيق أهدافنا.
اعلم أن أي تغيير في حياتك، يجب أن يحدث أولا في داخلك : (إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم).
عبد الحسين
/
لنتأكد أننا لسنا من المذمومين عند الله!
كم هو مخيف أن يكون أحدنا مذموما عند الله تعالى, وهو لا يدرى!..
إذا أراد الإنسان أن يعرف هل هو مذموم عند الله تعالى أو لا، فليراجع مواطن الذم في القرآن الكريم والروايات الشريفة.. ولينظر مثلا إلى مدى اهتمامه بأوقات الصلوات.
قال أمير المؤمنين (ع): (ليس عمل أحب إلى الله عز وجل من الصّلاة، فلا يشغلنكم عن أوقاتها شيء من أمور الدنيا، فإن الله عز وجل ذمّ أقواماً فقال : {الذين هم عن صلاتهم ساهون}) يعني أنهم غافلون استهانوا بأوقاتها.
هادي
/
عبرة في حادثة
لو سمعت حادثا مؤلما - لا سمح الله - لإنسان تحبه، ونقلوه إلى العناية المركزة، فإنك لا شك تنفعل فوراً، وتهرع إلى المستشفى ودموعك تتناثر على خديك، وتفكيرك كله بأن تتمنى أن ما حدث خيالاً، وقلبك يدق ندماً على تقصيرك..
وتنقطع أفكارك فجأة، عندما تدخل إلى المستشفى.. وتبحث عن مكانه هنا وهناك، وإذا بك تجد الطبيب أمام الباب، وعلى وجهه علامات الحزن..
فتسأله متلهفا : أين الحبيب؟..
وإذا تفاجأ برده عليك : عظم الله أجرك!.. ويا لها من لحظات حزينة حينها تعيشها!..
تبدأ أيام العزاء بالبكاء والحزن، والذكريات الأليمة.. وتندم على تقصيرك، وما تدري ما مصيرك!..
تتذكر.. صوته.. شكله.. أخلاقه.. حنانه.. وحتى هفواته.. بعدما كنت قد نسيته وهو حي!..
وتقول : والله إني أحببته!.. وأتمنى لو ساعة واحدة معه، أحدثه عن مشاعري وحبي له، ومكانته في قلبي!..
وتجتمعُون تتذكرون محاسِنه، والذكريات، والمواقف المضحكة، واللحظات الجميلة والحزينة..
وكل شيء حولك يخصه، يصبح له قيمة كبيرة عندك : صورته، ورقة بها خطه، ملابسه، حتى عطره المفضل..
أخيرا : المغزى والهدف من هذا الموضوع :
أننا لماذا نهمل من نحب وهم أحياء؟!.. لماذا ننسى أننا سنفقدهم يوما في المستقبل، ولا نثمنهم إلا عندما يرحلون عنا إلى عالم آخر؟!..
بنت علي ع
/
انت مطالب بهذه!
الفرائض : يطالبك الله بأدائها.
السنة : يطالبك الرسول (صلى الله عليه و آله) بأدائها.
العيال : تطالبك بالقوت.
النفس : تطالبك بالشهوة.
الشيطان : يطالبك باتباعه.
الملكان : يطالبانك بصدق العمل.
ملك الموت : يطالبك بالروح.
القبر : يطالبك بالجسد.
المراقب
/
عندما نرى أخطاء الاخرين, فماذا بعد!!!
إن الذي ينشغل بعيوب الآخرين عن نفسه فقد أخطأ الطريق!.. فالله سبحانه وتعالى عندما أرانا عيوبهم, لم يكن ذلك لكى ننشغل بها.. بل لأمور عظيمة، منها أن نتذكر نعمة الله تعالى علينا، حيث صرف عنا برحمته هذا البلاء، فننشغل بشكره عز وجل.
أوليس هذا ما علمنا إياه مولانا أمير المؤمنين - عليه السلام -، عندما سأله أحدهم قائلا فبماذا شكرت نعمائه, فروى أنه أجاب - عليه السلام - قائلا : (نظرت إلى بلاء قد صرفه عني وأبلى به غيري، فعلمت أنه قد أنعم عليَّ فشكرته).
وأيضا روى عنه - عليه السلام - : (.. وليكن الشكر شاغلاً له على معافاته، مما ابتلى غيره به).
وهكذا يسير الموالون على درب أمير المؤمنين عليه السلام.
بنت علي ع
/
وللروح غذاء
الإنسان يجتهد باقتناء أفضل الأغذية لجسمه، والاعتناء بنوعيته، ومدى صلاحيته لجسمه.. ولكن هل فكر الإنسان بغذائه الروحي، وهل تحرى عن مدى سلامة غذائه الروحي؟..
لقد أثبت بأن التعليمات المنحرفة والتوجيهات الغير مروسة، تؤثر سلبيا على الإنسان كتأثير الطعام الفاسد على جسمه، فهذه التعليمات تنخر البناء الروحي، وتعرض كيانه الروحي للخطر.
وهاهو الأمير علي (ع) يقول :
(مالي أرى الناس إذا قرب إليهم الطعام ليلا ً تكلفوا إنارة المصابيح، ليبصروا ما يدخلون في بطونهم.. ولا يهتمون بغذاء النفس، بأن ينيروا مصابيح ألبابهم بالعلم، ليسلموا من لواحق الجهالة والذنوب، في اعتقاداتهم وأعمالهم).
وكذلك يقول الإمام الحسن المجتبى (ع):
(عجبت لمن يتفكر في مأكوله، ولا يتفكر في معقوله!.. فيجنب بطنه ما يؤذيه، ويودع صدره ما يرديه!).
REEM
/
الكلام
حب الله، يعني أن نعمل ما يرضيه قولا و فعلا و نية، وهو الذي يحدد مسار العبد إلى الله.. والحب يدفع للمرضاة، فالعمل كاشف عن حقيقة الحب، فيتجه المرء لنقطة حبه ليطوف حولها.. وهي نتيجة لنظره، فمن ينظر لإنيته على أنها قادرة أو مالكة أو فاعلة ؛ حبا للعظمة، فحتما سيعمل لإظهار ذاته، ويكون لسانه تبعا له، فيعمل على ما يعظم نفسه، ويثير التفات الناس إليه، ليكون الرياء!..
والكلام وسيلة لإخراج ما بداخل الإنسان.. ولا يكون نقيا، والباطن خبيث!.. فلا تجهد نفسك بإمساك اللسان عن فضول المقال، مع إطلاق العين بفضول النظر.. بل ولا تحسن مفردات الكلام، مع الاهتمام بمحقرات الأمور!.. راجع نفسك، لتجد أنك لا تتكلم من فراغ!.. فما يقع عليه نظرك، يحكيه قولك، وما يهواه قلبك، تسعى إليه!.. فحاذر أن تعظم نفسك، وتحط بقلبك على ما هو في وجوده مفتقر، وانظر للكامل واعبده!.
سراجي
/
قمة ...
قمة التحدي أن تبتسم، وبعينك ألف دمعة.
قمة الصبر أن تسكت، وبقلبك جرح يتكلم.
قمة الحب أن تحب، من جرحك.
قمة الوفاء أن تنسى، جرح من تحب.
سراجي
/
الصعب والأصعب في الحب
الصعب والأصعب في الحب
صعب أن تحب شخصا لا يحبك..
والأصعب أن تستمر في حبه، رغم عدم إحساسه بك.
صعب أن ينتهي الحب الصادق، نتيجة لأمر تافه..
والأصعب أن يستمر الفراق، لأن كل طرف ينتظر إشارة الرجوع من الطرف الآخر.
صعب الوداع في الحب..
والأصعب أن ينتهي الحب، دون كلمة وداع.
صعب الفراق في الحب..
والأصعب أن يظل طرف واحد، أسيرا لهذا الحب.
صعب أن تختار من تحب..
والأصعب أن تحاول البعد عمن تحب.
صعب أن يجفاك الحبيب، لأسباب غير واضحة.
والأصعب أن لا يبرر لك غيابه، رغم سؤالك الدائم عنه.
صعب أن تشعر بالحاجة إلى الحب..
والأصعب فقدان القدرة على الحب.
صعب فقدان القدرة على الحب..
والأصعب أن تظل مؤمنا، بفقدان هذه القدرة.
صعب أن يبدأ الحب بالشفقة..
والأصعب أن يستمر الحب بالشفقة.
صعب أن يتحول الحب إلى صداقة..
والأصعب أن يتحول الحب إلى عداوة.
صعب أن يأتي الحب قبل الزواج..
والأصعب أن يأتي الحب بعد الزواج.
صعب أن تحب أكثر من شخص في حياتك..
والأصعب أن تجمع أكثر من حب في وقت واحد.
صعب أن يعود الحب كما كان بعد الفراق..
والأصعب أن نظل ننتظر عودته كما كان.
صعب أن تختار بين أكثر من حب..
والأصعب أن لا تجد من يستحق الاختيار.
صعب محاولة إرضاء الحبيب..
والأصعب أن يكون من النوع الذي لا يرضى بسهوله.
صعب أن يغار عليك من تحب..
والأصعب أن لا يغار عليك مطلقا.
صعب الاختيار بين الحب والكرامة..
والأصعب أن تكون مجبرا على التنازل عن أحدهما.
صعب أن تقتل الحب من قلبك..
والأصعب أن يحاول الآخرون قتل هذا الحب.
صعب أن تضحي من أجل الحب..
والأصعب أن لا تجد من تضحي لأجله.
قمة الحب أن يجبرك الصمت على الكلام..
ويعجز الكلام عن التعبير..
فتسكت ويبقى النظر.
سراجي
/
وقفات هامة في الأخيار من الناس بين الناس
وقفات هامة في الأخيار من الناس، بين الناس :
- هناك البعض حصى والبعض الآخر جواهر.
- تُعرف الشجرة من ثمرها.
- من جاور السعيد يسعد، ومن جاور الحداد ينحرق بناره.
- لا يكتم السر إلا كل ذي ثقة، والسر عند خيار الناس مكتوم.
- سادات الناس في الدنيا الأسخياء، وفي الآخرة الأتقياء.
- أفضل الناس من تواضع عن رفعة، وعفا عن قدرة، وأنصف عن قوة.
- من يعرف الناس يكون ذكيا، ولكن من يعرف نفسه يكون أذكى.
سراجي
/
معان جميلة جدا
معان جميلة جدا
الابتسامة : أقدم وأسرع طريقة للمواصلات عرفها الإنسان، واللغة الوحيدة التي تفهمها جميع الشعوب دون ترجمان.
الشوق : معدن نادر، يتمدد بالحرارة، وينكمش بالبرودة.
الأمثال : خلاصة تجربة، قيدت ضد مجهول.
الطلاق : شركة أفلست بعد أن نفذ رصيدها من العواطف.
الخجل : فرصة نادرة تتيح للفتاة أن تبدو متوردة الوجه، بدون استخدام المساحيق.
الصدق : قارة لم تكتشف بعد.
الشائعة : طائرة أسرع من الصوت.
الأسرار : معلومات تبوح بها للآخرين، ليقوموا باستغلالها ضدك عند اللزوم.
الصمت : أروع حديث بين الأصدقاء.
المنافق : كائن يمدحك في ضجة، ويخونك في صمت.
الحرب الباردة : ابتسامة امرأة لامرأة أخرى.
الإنسان : كائن من التراب خرج، وعلى التراب عاش، ومع التراب تعامل، وإلى التراب سيعود.
الشرير : شخص يدرس طبائع معظم الناس.
القلم : القوي الذي يتكلم وينطق نيابة عن لساننا الضعيف.
الكلمة الطيبة : الجسر الرقيق الذي يصل بين قلوب الناس، فوق بحر الأنانية.
الحياة : عبارة عن سفينة، شراعها الأمل، ووقودها العمل.
الغضب : الريح التي تهب فجأة، فتطفئ سراج العقل.
الصداقة : عبارة عن صفقة تجارية رابحة، بين قلبين وروحين.
الكاتب : المعلم الذي لا يعلم، حتى يحركه التلميذ.
الكرم : أحيانا يكون ضرورة دبلوماسية، للتعامل بين الناس.
الأمل : الشمعة التي تضيء لك دروبا، مليئة بالهم والحزن، والرجاء والخوف.
المتفائل : هي حديقة ورود بين أشجار الأشواك.
المتشائم : الشخص الذي مهما أقنعته بجمال الوردة، لا يرى إلا الشوك.
الشرف : الشيء الوحيد الذي لا يجوز أن يفقده المرء أبدا، ولو مرة واحدة.
البلاغة : تعني أن تجيب فلا تبطئ، وتصيب فلا تخطئ.
الحقد : يعني شعور بالنقص تجاه الآخرين، فيتحول إلى كراهية في القلب.
العمر : ذلك الشيء الذي كلما طال كلما قصر.
الحب : السحر الخفي لا يعرفه إلا المجربون، وهو أجمل ما في الحياة.
الحظ : عكاز الفاشل، وسلاح المنتصر.
الصبر : أسلوب مهذب من التحمل، يمنع المظلوم أو المتضرر من الشكوى.
القراء ة : مفتاح سحري، يفتح لك خزائن الكنوز في كل مكان.
الزمن : قطار سريع، من المستحيل توقفه.
الاستسلام : ضعف يؤدي إلى المذلة.
الضمير : إشارة حمراء، توقف الإنسان أمام نفسه، ليصدق معها ولو لحظات.
الأم : هي المخلوق الوحيد الذي نجده أمامنا في الحياة، صادقة الابتسامة، رقيقة الغضب.
الساعة : حكيم يصرخ بنا، ويقفز أمامنا كل ثانية، ونحن ننظر إليه بنفوس محملة بالنعاس.
الوداع : كلمة لابد منها، ولكن ما أسهل قولها، وما أصعب سماعها.
ينت علي ع
/
مخاطر هذا المنفذ
أبغض إله عبد على وجه الأرض، الهوى!.. هوى النفس، هو حجب عقل الإنسان، وسلبه القدرة على التمييز بين الصالح والطالح.. وكذلك هو من أقبح الأصنام، التي يعبدها الإنسان، والمنفذ الرئيسي للدخول إلى معترك الذنوب والآثام.
وها هو إمامنا الباقر (ع) يقول : (الجنة محفوفة بالمكاره والصبر، فمن صبر على المكاره في الدنيا دخل الجنة.. وجهنم محفوفة باللذات والشهوات، فمن أعطى نفسه لذتها وشهوتها دخل النار).
وعن الإمام الصادق (ع) يقول : (لا تدع النفس وهواها!.. فإن هواها في رداها.. وترك النفس وما تهوى أذاها، وكف النفس عما تهواه دواها).
ام مهدي _ الاحساء
/
وقفة تأمل
ما أكثر الشخصيات والأحداث، التي تثير استغرابنا!.. فهي كثيرة في حياتنا!.. ومن بين الشخصيات، هاتان الشخصيتان, إنهما زعيمان مطاعان في قومهما، صحبا أمير المؤمنين - عليه السلام -، وحضرا حروبه، وجاهدا بين يديه.. ولكن أحدهما، وهو مالك الأشتر، من المعدن النفيس.. أما الآخر، وهو الأشعث بن قيس، من الصنف المضاد.. فنفعت الأول منهما، الصحبة الطيبة، والتعاليم العالية، ولم تنفع الثاني ؛ مع خبرة المربي، وهو أمير المؤمنين - عليه السلام -، وحسن تربيته!..
وهنا لنا أن نتساء ل : هل تجعل التصفية من النحاس ذهباً، ومن الحصى ألماساً؟!.. هل تطيب الجيف، وتتعطر، إذا جاورت الطيبين؟!.. هل يحلو البحر الأجاج، إذا قارب الفرات؟!..
فلولا الإمام علي - عليه السلام -، لم يكن مالك مالكاَ، كما كان!.. ولولا نفاسة وأصالة معدن مالك، لم يكن مالك، كما أراد الإمام علي - عليه السلام -.. فتأمل!..
سراجي
/
كلمات رائعة ومعانيها نافعة
{الصديق} : شخصٌ لا يفيدك دائما، ومع ذلك تستمتع بوجوده!..
{التجربة} : فن يجعلك قادراً على وقف الكلمة، بعد أن تصل إلى طرف لسانك.
{الرجل المغرور}: ديك يظن أن الشمس لم تشرق، إلا عند سماع صوته!..
{الإنسان}: مخلوق يولد باكيًا، ويعيش شاكياً!..
{الدبلوماسي}: رجل يستطيع أن يقطع رقبة خصمه، دون أن يستخدم السكين!..
{الزوج المحترم}: هو الذي يذكر يوم ميلاد زوجته، ولكنه ينسى َ ما يخشاه المصاب به، أن ُيْشَفى َ لكل الفقراء!..
{السعادة}: إحساس يأتيك، كلما كنت مشغولاً عن الإحساس بالتعاسة!.. وعطر لا تستطيع أن تنشره في الناس، دون أن يعلق بك قطرات منه!..
{العاقل}: إنسان لا يسعى إلى نيل السعادة، بل يسعى إلى تجنب الشقاء!..
{المتشائم}: شخص يُخير بين شّرين، فيختار الشرين!..
{الغرور}: مُسكن يخفف آلام المغفلين!..
{التجاعيد}: توقيع الزمان على الوجوه، ليُثبت مروره عليها!..
{الفتاة البريئة}: مخلوق يصُرخ إذا رأى فأرا، ويبتسم إذا رأى ذئباً!..
{آدم}: الشخص الوحيد الذي لم يُقلد أحداً!..
{الزمن}: لص ظريف يسرق شبابنا!..
{خاتم الزواج أغلى خواتم الدنيا}: لأنه يكلف صاحبه أقساطاً شهرية مدى َ!..
{البسمة الدافئة}: لغة اللُطف العالمية!..
{الفضولي}: إنسان يسألك عن الآخرين!..
{الرجل العظيم}: إنسان يحمل بين ضلوعه قلب طفل!..
{الأناني}: إنسان يُحدثك عن نفسه!..
{اللبْق}: إنسان يُحدثك عن نفسك!..
{الرجل الشهم}: هو الذي يحمي المرأة الضعيفة من كل رجل، إلا من نفسه!..
{الدلال}: نفط تسكبه المرأة، على نار الرجل!..
{الغيرة}: صداقة امرأة لامرأة أخرى، ومجهر يكبر الأشياء الصغيرة!..
{الإتيكيت}: صوت لا تحدثه، وأنت تشرب الماء!..
{تغريد الطيور}: موسيقى الطبيعة، وسماعها حلال!..
{الأزهار}: عبق تُصدِره الأرض، ونحن نستورده!..
{الضحكة}: أعظم سلاح تكافح به الحياة، وتهزم به عدوك!..
{الصدق}: كتاب نادر، لا يطبع منه إلا نسخة واحدة فقط!..
{الحب الخالد}: حب المِرء لنفسه!..
{الزواج}: الاقتناع بحلاوة الحرية، داخل قفص الزوجية!..
{إلخ...}: علامة، تستخدم لجعل الآخرين يعتقدون بأنك تعرف المزيد!..
{الضمير}: صوت كبير يهمس في أذنك، ليُريك كم أنت صغير!..
{الشخص الصريح}: هو الذي يقول كل ما يخطر له، دون أن يفكر فيه أو يُخطط له!..
{الرجل الناجح}: هو الذي يرتكب أخطاء ه، في وقت لا يراه فيه أحد!..
{الواجب}: هو الشيء الذي نتوقع أن يؤديه نحونا الآخرون!..
{الثناء}: زهرة زكية الشذى، حتى لو كانت صناعي!..
سراجي
/
طريقة سهلة وجميلة
هل تعرف كيف تستغفر ألف مرة بطريقة سهلة، لا تخطئ فيها؟..
أحياناً ننسى كم مرة استغفرنا، لأنه عدد الألف كبير، ويمكن أن يخطئ الإنسان في العد.. ولكن هذه الطريقة سهلة جدا، تجنبك ذلك :
من المعلوم أن يد الإنسان مقسمة إلى خمسة أصابع، وكل إصبع مقسم إلى ثلاثة أجزاء، فيمكن استخدام هذه الخاصية بالطريقة التالية :
لديك خمسة أصابع، وكل أصبع فيه ثلاثة أجزاء، فاستغفر عند كل جزء خمس مرات، على أجزاء أصابع يديك الاثنتين كلها، سبع مرات في اليوم.. والمحصلة ستكون استغفرت ربك أكثر من ألف مرة باليوم.
وبعبارة رياضية :
٥ × ٣ × ٥ × ٧ × ٢ = ١٠٥٠
إن الاستغفار مفعوله سريع، ترى أثره سريعا.. فإذا وقعت في ضيق من أي أمر، في أي وقت، فعليك بالاستغفار فإنه سينفرج عنك سريعا.. مثلا : تأخرت على شغلك، أو امتحانك..؛ استغفر طول الطريق، وسوف تلقى الأمور لصالحك إن شاء الله تعالى.
هل تريد راحة البال، وانشراح الصدر، وسكينة النفس، وطمأنينة القلب، والمتاع الحسن؟..
عليك بالاستغفار : {اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُمَتِّعْكُمْ مَتَاعاً حَسَناً} [هود : ٣].
هل تريد قوة الجسم، وصحة البدن، والسلامة من العاهات والآفات والأمراض والأوصاب؟..
عليك بالاستغفار :{اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُرْسِلِ السَّمَاء َ مِدْرَاراً وَيَزِدْكُمْ قُوَّة ً قُوَّتِكُمْ} [هود : ٥٢].
هل تريد دفع الكوارث، والسلامة من الحوادث، والأمن من الفتن والمحن؟..
عليكم بالاستغفار : {وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ وَمَا كَانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ} [لأنفال : ٣٣].
هل تريد الغيث المدرار، والذرية الطيبة، والولد الصالح، والمال الحلال، والرزق الواسع؟..
عليكم بالاستغفار : {اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّاراً * يُرْسِلِ السَّمَاء َ مِدْرَاراً * وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَاراً} [نوح : ١٠ـ١٢].
batul
/
ما هو اغلى امانه الله تعالى فى الوجود؟
إن للإنسان ظاهراً وباطناً، وظاهر الإنسان رغم أنه ظاهر مادي، إلا أنه إلى الآن لم يكتشف الأطباء أسرار البدن، كما يعترفون هم بذلك.. فإذا كان البدن المادي بهذا التعقيد، فكيف بالباطن الذي لا يرى؟!.. ولهذا فإن الإنسان الذي يريد أن يصل بنفسه إلى درجة من درجات التكامل، عليه أن يكتشف الخارطة الباطنية.. فالذي يريد أن ينمي بدنه، لا بد وأن يكتشف أسرار البدن.. والذي يريد أن ينمي باطنه، فلا بد وأن يكتشف أسرار الباطن.. وهنالك مجموعة عوامل مؤثرة في النفس ولكنها لا ترى، لا سيما تأثير الشهوات غير المرئية : فالوساوس الشيطانية في جانب السلب، وفي جانب الإيجاب نداء الفطرة.
لنتلمس آثار العقل في حياة الإنسان.. إن كلمة العقل مأخوذة من كلمة العقال، وهو ما يمنع الدابة عن الشرود، وأصل العقال إنما وضع لهذه الخاصية ثم استعملها البشر.. والعقال في العقل عبارة عن ذلك الجهاز الذي يبطل مفعول الأجهزة السلبية الأخرى في الوجود : كالوساوس، والشهوات، وإغراء ات الشيطان، ودواعي الشر، التي كلها بمثابة حيوان هائج.. فإذا لم يمكن القضاء على ذلك الحيوان، فعلى الأقل يقيد، ويربط بالسلاسل.. فالعقل عبارة عن ذلك الجهاز الذي لا يزيل قوى الشر تماماً، ولكنه على الاقل يبطل تأثير القوى في حياة الإنسان.. فالإمام علي عليه السلام - وهو إمام العقلاء، بل رأس العقلاء بعد أخيه المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم - لا يجرنا إلى أبحاث فلسفية عن ماهية العقل وآليته وتركيبته.. وإنما يذكر الآثار الخارجية له.
إن من آثار العقل في حياة الإنسان أن يترك الهذر واللغو من الحديث، فالإنسان العاقل له باطن مشغول، وله حديث نفسي.. وهذا الحديث النفسي من أكبر موجبات الأنس : فعندما يخلو الإنسان مع نفسه لا يضطر لأن يبحث عن صديق، أو عن جهاز تلفاز، أو حتى عن كتاب.. فإذا وجد الأنيس الموافق فأنعم به وأكرم!.. وإذا وجد ما يشغله جيد.. ولكن عندما يكون في سفرة وحيدا، أو في خلوة من خلوات الليل، فإنه ينبغي أن يكون له أنس مع نفسه، ومع عقله، وأفكاره، ومع المخزون الذي اختزنه طوال فترة حياته.
ويصف الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام المتقين وصفاً غريباً : (إن الله عز وجل كلمهم في ذات عقولهم).. نعم، إنها درجة من درجات الوحي الخفيفة والإلهام والإلقاء في الروع.. إن الله عز وجل يتكلم بنحو من الأنحاء مع عبده المؤمن، ولو على نحو التسديد العقلي أو الخارجي.. والعاقل إذا تكلم كلمة أتبعها حكمة ً.. فالعاقل إذا سكت فكر، وإذا نطق ذكر، وإذا نظر اعتبر.
وهذه أيضا علامة من علامات الإنسان العاقل : فإذا رأيتم الإنسان صموتاُ متفكراً، ولم يكن ذلك من عقدة أو كآبة أو ما شابه ذلك.. فاعلم أن هذا الإنسان يلقن الحكمة، وهنيئاً لمن منحه الله عز وجل ذلك!.. والقرآن تعمد ذكر لقمان، وهو ليس بنبي، وجعله في قائمة الحكماء.. فالأنبياء والأئمة عليهم السلام نقلوا فقرات من حكمه.. بل هناك في القرآن الكريم أيضاً سورة بعنوان سورة لقمان، تتناول هذا الإنسان الذي أكمل الله عقله.. وورد في الخبر : (إني لا أكملك إلا فيمن أحب).. أيها العقل!.. لا تكمل إلا في النفوس التي وصلت إلى درجات القرب من المولى عز وجل.
نص محاضرة الشيخ حبيب الكاظمي حفضه الله
بنت علي ع
/
نبع ماء الحياة
يتصور البعض أن القرآن الكريم كتاب مقدس، ويقتصر حصول الأجر والثواب لقارئه!.. ولكن القرآن الكريم، هو عبارة عن منهج شامل لجميع مراحل الحياة البشرية، وقانونا أساسيا للحياة البشرية.. ولذا يجب أن يحتل موقعا رئيسيا في قلوبنا، والاطلاع على ما يحتويه من مضامين قيمة، بدقة متناهية.. وإن هجران القرآن الكريم، والركض وراء المبادئ المنحرفة ؛ لمن العوامل الرئيسة في تأخر المسلمين وانشقاقهم!..
وقد قيل في القرآن الكريم :
- فيه ربيع القلوب، وينابيع العلم ؛ فاستشفوا به أدوائكم.
- اعلموا أنه ليس على أحد بعد القرآن من فاقة.. ولا لأحد بعد القرآن من غنى.
فما أشد غربتك - يا ابن آدم - عن القرآن، وهو وسيلتك للسعادة، وأنت تبحث عن السعادة!..
وما أعظم مصيبتك - يا ابن آدم - بكون نبع الحياة معك، وأنت عطشان!..
اللهم، ارزقنا الهداية ؛ كي لا نفقد هذه السعادة!.. والطف علينا بالجد والاجتهاد بالتعلم، والغوص في نبع ماء الحياة، والتفقه فيه، بما يرضيك عنا!..
بنت علي ع
/
أشكر تزيد نعمتك && أكفر تعجل للفناء
حقيقة الشكر، هو ليس ما نقول (الشكر لله) فقط.. فإن للشكر مراحل لابد للإنسان أن يعرفها، كي يحصل على الشكر الحقيقي، والذي يؤدي إلى نعم ربانية أخرى :
- معرفة الواهب الحقيقي للنعم.
- الشكر والذكر باللسان والقلب.
- الهدف من منحنا هذه النعمة.
الله - جل وعلا - وهبنا العين للبصر.. ووهبنا السمع والنطق، وبهما نرى عظمته، ونتعرف على الحياة من حولنا، وبهما نخطو بخطوات نحو التكامل، وندرك الحق، ونحارب الباطل.. فإذا صرفنا هذه النعم الإلهية في هذا الطريق، كان هو الشكر الحقيقي بعينه.. وإذا أصبحت هذه الوسائل للغفلة والطغيان، فهو الكفر بعينه، وسيؤدي للفناء.
عن إمامنا الصادق (ع): (في كل نفسٍ من أنفاسك شكرٌ لازمٌ لكَ، ألف وأكثر.. وأدنى الشكر رؤية النعمة من الله من غير علة يتعلق في القلب بها دون الله، والرضا بما أعطاه، وأن لا تعصيه بنعمته، وتخالفه بشيء ٍ من أمره ونهيه بسبب نعمته.. وكُـنْ لله عبداً شاكراً، تجد الله رباً كريماً على كل حال).
وعن الإمام الصادق (ع): (شكر النعمة اجتناب المحارم).
بنت علي ع
/
كيف تكون مطمئن القلب
القلق هو الاضطراب من أكثر المشاكل شيوعاً في حياتنا، ونتائجها واضحة، لما يسببه من شقاء وتعاسة للفرد.. وبعكسه الاطمئنان، وهو ما يسعى إليه الفرد، ويجاهد للحصول عليه على مدى التاريخ.
وللحصول على الاطمئنان هناك طرق عديدة :
- عدم الاطمئنان ناتج من تخوف الإنسان من المستقبل المبهم : بزوال النعمة، أو الضعف، أو المرض.. لكن الاطمئنان يقول لك : بأنك لست وحيداً، وأن لك رباً رحيماً.
- عدم الاطمئنان ناتج عن كثرة الذنوب في الماضي.. لكن الاطمئنان يقول لك : إن لك رباً غفوراً، وذلك بطي الماضي، والاتجاه بالنية الصادقة.
- عدم الاطمئنان ناتج باللاهدفية بالحياة، ولإحساس بالتفاهة.. لكن الاطمئنان يقول لك : كن مؤمنا بالله.. لأنه هذه الحياة هدفها المضي نحو التكامل.
- عدم الاطمئنان ناتج عن صعوبة الوصول إلى أهدافه، والإحساس بأن سعيه لا يقيم.. لكن الاطمئنان يقول لك : إن هناك علام الغيوب، هو من يقيم الأعمال.
- عدم الاطمئنان ناتج عن حب الشهوات، وحب الدنيا، وعدم حصوله على المأكل، والملبس اللائق.. ولكن الاطمئنان يقول لك : كن مؤمنا بالله إيمانا مطلقا.. وعدم الابتهاج لهذه الحياة المادية.
- عدم الاطمئنان هو الخوف من الموت، الذي يمكن أن يكون ضيفنا المرتقب في أي لحظة، وينهي الآمال والطموحات عندنا.. لكن الاطمئنان يقول لك : إن الموت هو من يفتح لك بابا لحياة أخرى برزخية، وبعدها لدار القرار.
ومع كل هذه العوامل، هذا كتابنا المقدس القرآن الكريم، يقول : (ألا بذكر الله تطمئن القلوب).. ولكن هذه الطمأنينة مقابل عوامل القلق والاضطراب!.. ولكن يبقى الإنسان المؤمن قلقاً بمسئوليته أمام الله عزوجل.
فاطمة مصطفى
/
عالم سأل تلميذه وكـانت الصدمة
سأل عالم تلميذه : منذ متى صحبتني؟..
فقال التلميذ : منذ ثلاث وثلاثين سنة.
فقال العالم : فماذا تعلمت مني في هذه الفترة؟..
قال التلميذ : ثمان مسائل!..
قال العالم : إنا لله وإنا إليه راجعون!.. ذهب عمري معك، ولم تتعلم إلا ثمان مسائل؟!..
قال التلميذ : يا أستاذ لم أتعلم غيرها، ولا أحب أن أكذب!..
فقال الأستاذ : هات ما عندك لأسمع!..
قال التلميذ :
الأولى : أني نظرت إلى الخلق، فرأيت كل واحد يحب محبوبا، فإذا ذهب إلى القبر فارقه محبوبه.. فجعلت الحسنات محبوبي، فإذا دخلت القبر دخلت معي.
الثانية : أني نظرت إلى قول الله تعالى : (وأما من خاف مقام ربه ونهى النفس عن الهوى فإن الجنة هي المأوى)، فأجهدت نفسي في دفع الهوى ؛ حتى استقرت على طاعة الله.
الثالثة : أني نظرت إلى هذا الخلق، فرأيت أن كل من معه شيء له قيمة، حفظه حتى لا يضيع.. ثم نظرت إلى قول الله تعالى : (ما عندكم ينفد وما عند الله باق)، فكلما وقع في يدي شيء ذو قيمة، وجهته لله ليحفظه عنده.
الرابعة : أني نظرت إلى الخلق، فرأيت كل واحد يتباهى بماله أو حسبه أو نسبه.. ثم نظرت إلى قول الله تعالى : (إن أكرمكم عند الله أتقاكم)، فعملت في التقوى، حتى أكون عند الله كريما.
الخامسة : أني نظرت في الخلق، وهم يطعن بعضهم في بعض، ويلعن بعضهم بعضا، وأصل هذا كله الحسد.. ثم نظرت إلى قول الله عز وجل : (نحن قسمنا بينهم معيشتهم في الحياة الدنيا)، فتركت الحسد، واجتنبت الناس، وعلمت أن القسمة من عند الله، فتركت الحسد عني.
السادسة : أني نظرت إلى الخلق يعادي بعضهم بعضا، ويبغي بعضهم على بعض، ويقاتل بعضهم بعضا.. ونظرت إلى قول الله تعالى : (إن الشيطان لكم عدو فاتخذوه عدوا)، فتركت عداوة الخلق، وتفرغت لعداوة الشيطان وحده.
السابعة : أني نظرت إلى الخلق، فرأيت كل واحد منهم يكابد نفسه، ويذلها في طلب الرزق، حتى أنه قد يدخل فيما لا يحل له.. ونظرت إلى قول الله عز وجل : (وما من دابة في الأرض إلا على الله رزقها)، فعلمت أني واحد من هذه الدواب، فاشتغلت بما لله عليّ، وتركت ما لي عنده.
الثامنة : أني نظرت إلى الخلق، فرأيت كل مخلوق منهم متوكل على مخلوق مثله : هذا على ماله، وهذا على ضيعته، وهذا على صحته، وهذا على مركزه.. ونظرت إلى قول الله تعالى : (ومن يتوكل على الله فهو حسبه)،
فتركت التوكل على الخلق، واجتهدت في التوكل علي الله.
فقال الأستاذ : بارك الله فيك!..
أم أحمد
/
وجود العلماء بيننا
ورد عن الأئمة - عليهم السلام -: (مداد العلماء، خير من دماء الشهداء)..
نعم، فنحن في هذا الزمان ومع كوننا حقا في زمن الجاهلية الكبرى!.. حقيقة، حيث كانت الجاهلية الأولى، والتي بحسب رؤيتي القاصرة ربما أقل خطرا على المجتمع، وحيث كانت الأمم شعوب متفرقة، وأمم مختلفة، لا شأن لأمة على غيرها، ولا دخل لقبيلة على قبيلة، وكل جماعة لها خصوصياتها وعرفها وعاداتها، والفرد كان ينتمي لمجموعته، ويتمسك بها، ويعتز بها ؛ لذا كان انتشار الخطر أقل في عامة الأمة.
أما نحن الآن وقد أصبح العالم الكبير قرية صغيرة، لا خصوصيات ولا أسرار ولا خفايا، لا بين المسلم وغير المسلم، ولا بين العربي وغيره، والطفل مطلع على خصوصيات الكبار، ولم يعد يخفى على أحد شيء في هذه الدنيا بشتى ظروفها وأحوالها.. والأمر الخطير، هو انبهار شبابنا وغالبية كبرى من المسلمين، بالمجتمعات الغير إسلامية، وانجرافهم نحو ما يسمى بالتطور، حسب ما يرونه، وذوبان الشخصية المسلمة في بهرجة الحضارة الزائفة.. وبالمقابل استخفاف الأجنبي الكاغر أو من لا دين له، أصلا بنا نحن المسلمين!..
لماذا؟..
هل هو تقصير من علمائنا؟..
هل ديننا به نقص، حيث يضطر المسلم لسد حاجاته الروحية، والفكرية، والجسدية، وغيرها ؛ من من هم أعداؤنا وأعداء ديننا بالأصل؟..
أقول حاشا لله!.. إن العيب فينا نحن المسلمين، حيث ابتعدنا عن قرآننا، ولم نعد نعرف منه إلا جسده، وقتلنا روحه في أرواحنا.. فأصبحنا أجسادا، تحمل أنفسا حيوانية : (غضبية، تحب الاعتداء والإغتصاب.. أو شهوانية، تسعى لتحقيق نزعاتها الغريزية، بأي شكل من الأشكال..)
فأين العقل منا، ونحن نأخذ بأرواحنا للضياع والهلاك؟!..
والله لو أن الواحد منا، أخذ من كل أربعة وعشرون ساعة في اليوم، ساعة واحدة، واستمع لأحد من العلماء النجباء، وتفكر في أقوالهم ؛ فإنه والله دواء يشفي الأنفس المتسخة بالذنوب، ويحيي الأرواح الميتة، ويروي القلوب المتعطشة للعلم الحقيقي الذي ينفع في الدنيا والآخرة.
أليس النظر في وجه العالم عبادة؟.. لماذا؟..
لأن الصور التي ننظر لها، تنعكس حقيقتها على القلب.. فمن نظر لإحدى الفاسقات اللاتي خرجن عن الحديقة الإلهية إلى الحظيرة الشيطانية، فسوف يتأثر الناظر بكل الطاقات السلبية الموجودة في تلك الصورة، وتتفاعل مع روحه ونفسه التي أمره الله بحفظها، إذ قال : (ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة).. والمعنى : لا تلقوا بأنفسكم إلى الهلاك.
بينما النظر إلى وجه العالم، يوحي في النفس حب العلم ؛ لأنه يحمل العلم، ويطهر القلب، ويجعل العقل مستضيئا ؛ حيث تتفاعل الروح مع الطاقات الإيجابية الطيبة الكامنة في صورة العالم.. ولذا يقول الرسول محمد - صلى الله عليه وآله وسلم -: (إذا مات العالم ثلم في الدين ثلمة لا يسدها شيء).
النتيجة التي أريد أن أصل إليها، هي : أننا لسنا معذورين، حين نخطئ، ونتعثر كل حين، ونرتكب الذنوب.. فالذي صعب على الماضين من الوصول إليه ليتعلموا - أعني العلم الذي يوصل إلى الله (سبحانه وتعالى)- لم يعد صعبا على أحد منا، حيث أصبحت إمكانية التعليم متاحة بشكل واسع جدا، عبر النت، أو القنوات التي تسعى لبناء الروح، والكتب متوفرة، وجميع الوسائل التعليمية باتت متاحة للغني والفقير والمراة والرجل.. ولكن علينا أن نسعى بكل جوانحنا وجوارحنا، حتى يغير الله أحوالنا، وحتى نكون سببا في نصرة إمام زماننا، ونعد أنفسنا بحق، بدلا من العتاب لمولانا بتأخير الظهور!.. (إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم).
faten
/
رواية تهز من الاعماق
رواية تهز من الأعماق
وهذا نص الرواية :
عن أمير المؤمنين (عليه السلام):
قد سبق إلى جنان عدن أقوام كانوا أكثر الناس عملاً، فإذا وصلوا إلى الباب ردوهم عن الدخول..
فقيل : بماذا ردّوا؟.. ألم يكونوا في دار الدنيا صلّوا وصاموا وحجّوا؟!..
فإذا النداء من قبل الملك الأعلى (جلّ وعلا): بلى قد كانوا، ليس أحد أكثر منهم صياماً ولا صلاة ولا حجّاً ولا اعتماراً، ولكنّهم غفلوا عن الله ومواعظه.
أتساء ل كيف هؤلاء الأقوام، الذين أفنوا حياتهم في العبادة، قد غفلوا عن الله؟!.. أوليست عبادتهم، وصيامهم، وتوجههم، وصلاتهم...؛ عندما يقولون : (وجهت وجهي للذي فطر السموات والأرض).. كيف أن كل هذا لا يقبل، وأنهم قد غفلوا عن الله؟!.. مع أنهم ظنوا أنهم طوال حياتهم أفنوها وهم مع الله؟!..
إن هذه الرواية تهز من الأعماق، وتدعو للتفكر والتأمل.. هل عرفنا الله؟.. ومن هو الله الذي يجب أن لا نغفل عنه، ويجب أن نعرفه؟. وما هذه المعرفة التي يجب أن تعرف حتى تقبل الأعمال، وبدونها ترد كل الأعمال، فتكون كالبوار المحروق؟..
(اَللَّهُمَّ!.. عرفني نفسك ؛ فإنك إن لم تعرفني نفسك، لم أعرف نبيك.. اَللَّهُمَّ!.. عرفني رسولك ؛ فإنك إن لم تعرفني رسولك، لم أعرف حجتك.. اللَّهُمَّ، عرفني حجتك ؛ فإنك إن لم تعرفني حجتك، ضللت عن ديني).
فلنتذكر في ذالك اليوم الذي حدث فيه التجلي الإلهي، وخاطب الحق كل الخلق، وقال : ألست بربكم؟.. فقالوا : بلى!.. وليس هناك أي حجة، فحجة الله بالغة، فكل الخلق عرفوا من هو الله، وكل الأنبياء أتوا ليذكروا الناس من هو الله، فاطر السموات والأرض..
ولكن للأسف الأغلبية، أقوام لديهم هذا الشك!.. (أفي الله شك فاطر السموات والأرض).. نعم، لقد غفلوا عنه، غفلوا عن الله، وما عرفوه، وما اتبعوا مواعظه، التي أتى كل الأنبياء ليعرفوهم ويذكروهم!..
فلنبحث بقلب مفتوح عن الله، وعن معرفة الله، ولا نغفل عنه.. عميت عين لا تراك يا حبيبي يا ربي!.. يا الله!.. (وما قدروا الله حق قدره)..
لنفتح قلوبنا، ونتأمل في الرواية السابقة، وندعو بصدق أن نكون من العارفين.. لأن هذه الرواية خطيرة!.. إذ لا تقبل الصلاة ولا الصيام ولا... ولا...، إلا بالمعرفة، وعدم الغفلة عن الله.
فلنتلمس تلك المعرفة، ولنبحث عن كلمة (معرفة) في كل حديث، وفي كل رواية.. ولنتدبر ونتأمل ونتذكر، ذاك الجمال المتجلي، الجمال الإلهي الحنون، الذي عرف خلقه نفسه : (يا من دل على ذاته بذاته!.. وتنزه عن مجانسة مخلوقاته!).
باحث عن الطريق
/
الإنسان الكامل
- من أروع ما قرأته كتاب (الإنسان الكامل) للشهيد مطهري.. حيث قارئه يقف على حقيقة، يحاول الكاتب تقريرها، وهي أن مسعى الإنسان في حياته، يجب أن يوصله إلى شخصية الإنسان المتكامل (المتكامل من حيث التقوى، والزهد، والعمل، والورع، والأخلاق،... في جميع القيم الإنسانية).. متخذا من أمير المؤمنين - عليه السلام - مثالا، يّحتذى به.
- أيضاً يحاول الكاتب، الوصول بالقارئ إلى محطة تأمل جميلة، وهي أن من يحاول تنمية صفة أو قيمة إنسانية في حد ذاتها، على حساب باقي القيم، يضل عن مسعاه.. وكتشبيه على ذلك، تخيل إنسان تنمو جميع أجزاء جسمه، بتجانس، وآخر لا ينموا فيه سوى أنفه فقط!.. يكفي فقط أن تتخيل الفرق بين الاثنين، ليتضج لك البون الشاسع بين المسعيين!.
- وفي رائعة من روائع هذا الكتاب، يحاول الكاتب توضيح أن الإنسان في هذه الدنيا، لن يحصل على الراحة المطلقة، والمبتغى المطلق، إذا كان غير الله سبحانه.. ولتوضيح هذا، يقول مطهري : " يسعى الإنسان دؤوبا، للحصول على كل ما تتمناه نفسه، ويحاول - في سبيل ذلك - تذليل الصعاب، وقهر المستحيل.. وما أن يكون ذلك الشيء بين يديه، ويشعر بمحدوديته، تجده لا يكتفي به، ويبحث عن شيء آخر أكمل منه، في الصفات، أو الميزات.. وفي هذا أكبر مثل، على أن الإنسان يبحث عن الكمال المطلق، وهو الله سبحانه وتعالى.. ولكنه يضل الطريق في بحثه، من حيث عدم معرفته، بأن مبتغاه هو الله سبحانه، لا شيء غيره ".
الفقير إلى الله
/
إذا ضعف الاهتمام بالصلاة.. فسلام على..
إذا ضعف اهتمامنا بالصلاة.. فسلام على وعينا.. وعلى ثقافتنا.. وعلى تديننا..
يقول أمير المؤمنين - عليه السلام - :(وَاعْلَمْ أَنَّ كُلَّ شَيْء مِنْ عَمَلِكَ تَبَعٌ لِصَلاَتِكَ!)..
الصلاة عمود الدين، ولا يختلف اثنان أن الصلاة هي من أهم - إن لم تكن الأهم - مقومات المسلم، الذي يؤمن بالله تعالى.
والمؤمن من باب أولى اهتمامه بالصلاة، يفوق اهتمام المسلم العادي، الذي يشهد الشهادتين، وكلما زاد إيمانه، زاد ارتباطه بالصلاة، فهي قمة الارتباط بالله عز وجل، وهي رمز الإسلام.
وإذا ضعف أو قل اهتمام المؤمن بالصلاة، فلم يعد يعطيها ذلك الاهتمام الذي تستحق، فلم يحافظ على صلاة أول الوقت، ولم يراع بعض المستحبات، ولم يهتم بأدائها جماعة، ولم يجاهد في أن يصليها في المسجد، فقد خسر الكثير الكثير، وضيع الكثير!.
سلام على وعينا :
فسلام على وعينا الإسلامي، ذلك الوعي الذي به نميز الأمور، الحق من الباطل!..
أي وعي إسلامي هذا، الذي لا يدرك عظمة الصلاة بين يدي الله تعالى؟!.. وأي وعي لا يعرف أن الصلاة عمود للدين، وأن العمود لا بد أن يقام ليقام البناء كله؟!.. أي وعي ديني يحمله المتهاون بصلاته؟!.
سلام على ثقافتنا :
عندما يضيع المؤمن المثقف صلاته، ويضعف اهتمامه بها، فسلام على هذه الثقافة، التي لا تدرك أوليات الإسلام، ولا تدرك مدى اهتمام الإسلام بصلاة أول الوقت أو صلاة الجماعة!.. ألم يقرأ هذا المثقف الأحاديث، التي تشير إلى عظمة الصلاة في أول الوقت وفي المسجد وفي جماعة من المؤمنين؟..
- قال الإمام علي - عليه السلام - : (لا صلاة لجار المسجد إلا في المسجد، إلا أن يكون له عذر، أو به علة.. فقيل : ومن جار المسجد يا أمير المؤمنين؟.. قال من سمع النداء).
وروي أنه : (من مشى إلى مسجد، يطلب فيه الجماعة، له بكل خطوة سبعون ألف حسنة، ويرفع له من الدرجات مثل ذلك.. وإن مات وهو على ذلك، وكل الله به سبعون ألف ملك، يعودونه في قبره، ويؤنسونه في وحدته، ويستغفرون له حتى يبعث).
وورد : (تكبيرة يدركها المؤمن مع الإمام، خير من ستين ألف حجة وعمرة، وخير من الدنيا وما فيها بسبعين ألف مرة.. وركعة يصليها المؤمن مع الإمام، خير من ألف دينار، يتصدق بها على المساكين.. وسجدة يسجدها المؤمن مع الإمام في جماعة، خير من عتق مائة رقبة).
وقال رسول الله (ص): (صفوف أمتي كصفوف الملائكة في السماء، والركعة في الجماعة أربعة وعشرون ركعة، كل ركعة أحب إلى الله - تعالى - من عبادة أربعين سنة.. فما من مؤمن مشى إلى الصلاة الجماعة، إلا خفف الله عليه أهوال يوم القيامة، ثم يأمر به إلى الجنة).
فقد تراه لا ينفك عن قراء ة الكتب الإسلامية، والمطالعة في هذا المجال، ناسياً أو متغافلاً أن الصلاة هي الأهم من كل هذا، بل هي المكمل لثقافته، وكما أشار أمير المؤمنين - عليه السلام - في الحديث، فكل شي من ثقافتنا تابع لصلاتنا.. فما فائدة الثقافة الإسلامية، التي تبقى دون تطبيق!.
سلام على رساليتنا :
سلام على تلك الرسالية، التي قد يدعيها البعض، دون أن يملك وعياً صحيحاً لها!..
قد تراه ينشغل بعمل إسلامي رسالي، في أوقات الصلاة.. مثل هذا العمل رحماني في ظاهره، وشيطاني في باطنه.. فهل العمل الإسلامي، مجرد عمل مطلوب إنجازه كيفما كان؟!..
لو كان الأمر كذلك، لأمكن أن يقوم بالعمل الإسلامي، إنسان بعيد عن الدين، مقابل مبلغ من المال مثلا، ومن الممكن أن ينجزه بشكل أفضل من المؤمن المتدين..
فيكون بالنتيجة، أن العمل الإسلامي ليس مجرد عمل يُنجز فحسب، بل هو عمل موصل لله سبحانه، إن توافرت فيه شروط القرب والقبول منه سبحانه.
فمن الشروط : مطابقته لأوامر الله تعالى.. وما أوامره في أوقات الصلاة، إلا أداء الصلاة في وقتها، بأفضل صورها.
فيكون المنشغل بأي عمل في وقت الصلاة، حتى لو كان عملاً إسلامياً رسالياً، في خدمة الدين ؛ مخالفاً لأوامر الله تعالى.. فعمله عمل غير مقرب لله تعالى، بل مبعد عنه ؛ لأن فيه مخالفة صريحة لأوامره - جل وعلا -، من إقامة الصلاة في أول وقتها، وفي بيته، وفي جماعة المؤمنين كلما أمكن ذلك.
سلام على دنيانا :
تلك الدنيا التي نسعى من أجلها، وقد يفترض أحدنا - افتراضاً - أن سعيه في الدنيا إنما هو لله عز وجل وتقرباً له.. ولكن أليس التقرب، يكون بما أراد الله تعالى، لا بما أراد العبد؟!..
فالذي يفترض أن دراسته لله تعالى.. وعمله لله تعالى، وسعيه في الدنيا لله تعالى، هل يقدم دنياه هذه على صلاته، في موضع عليه أن لا يترك الصلاة؟..
قد يكون معذوراً في بعض الحالات، ولكن أحياناً الإنسان تسول له نفسه والشيطان، أن يترك صلاة الجماعة - مثلا - بحجة الإنشغال بالدراسة أو بغيرها، وهو قادر على إتيانها.
وإذا لم يكن السعي في الدنيا لله سبحانه، فالنتيجة هي التعب ولو حصل على بعض الملذات الفانية.. ولكن النتيجة في يوم القيامة، لا شيء سوى الحسرة والندامة..
سلام على نصرتنا لصاحب الزمان عجل الله فرجه :
فأي أنصار للإمام، لا يطيقون تحمل الأمانة الإلهية، وهي الصلاة؟!.. أي أنصار لم يجتازوا امتحان عمود الدين؟!.. فكيف بباقي فروعه وتفصيلاته؟!.. أي أنصار هم؟!..
أتكون نصرة الإمام المهدي - أرواحنا فداه - بالهتافات فقط؟!.. أيكون ذلك، بالاهتمام بجانب من الدين فقط؟!.. أتكون النصرة، بإدعاء الوعي والفهم والبصيرة، في شؤون السياسة فقط؟!.. أتكون بمجرد الحب المكنون للإمام، دون العمل؟!..
لو كان حبك صادقاً لأطعته *** إن المحب لمن أحب مطيع
سلام على تديننا :
ما هو التدين؟
هل هو بالمظهر، أم ببعض التوجهات الفكرية؟..
أم هو علم وعمل، فكر وتطبيق لهذا الفكر؟
التدين، هو الارتباط بالله عز وجل.. والصلاة هي من أهم طرق الارتباط به جل وعلا..
كخلاصة للقول..
يمكن للفرد أن يعرف مدى إيمانه الحقيقي، وتدينه الواعي غير الواهم، ووعيه الإسلامي الصحيح، وثقافته الدينية السليمة، وسعيه في الدنيا في طريق الله تعالى، واستعداده لنصرة الإمام القائم عجل الله فرجه، من خلال نظره إلى صلاته، ومدى اهتمامه بها..
فلينظر عندما تفوته فريضة الفجر، كيف حاله وهو يصليها قضاء ً قلبه، عندما لا يوفق لصلاة الجمعة والجماعة، مدة طويلة..
ولينظر إلى حاله، عندما يُؤخِر الصلاة لأول الوقت، حتى لو كان بعذر.
كانت هذه إشارات، لعلها تحرك شيئاً من نفوسنا الغافلة، التي أحاطت بها الوساوس!.. لعلنا نستفيق على واقع مرير، قد عشناه بعيداً عن الخط الصحيح، وقد كنا نظن أننا بألف خير!.. لعلنا نصحح ما كان منا، قبل أن تبلغ الروح التراقي!.. قال تعالى : (أَفَمَن زُيِّنَ لَهُ سُوء ُ فَرَآهُ حَسَناً) / سورة فاطر
الموسوي
/
العدل
العدل ضد الظلم، وهو مناعة نفسية : تردع صاحبها عن الظلم، وتحفزه على العدل، وأداء الحقوق والواجبات..
وهو سيد الفضائل، ورمز المفاخر، وقوام المجتمع المتحضر، وسبيل السعادة والسلام..
وقد مجدّه الإسلام، وعنى بتركيزه، والتشويق إليه في القرآن والسنة :
قال تعالى : (إن الله يأمر بالعدل والإحسان).
وقال سبحانه : ((وإذا قلتم فاعدلوا ولو كان ذا قربى).
وقال الصادق (ع): (العدل أحلى من الشهد وألين من الزبد، وأطيب ريحا من المسك).
وقال الراوي لعلي بن الحسين (ع):(أخبرني بجميع شرائع الدين؟.. قال : قول الحق، والحكم بالعدل، والوفاء بالعهد).
وقال الإمام الرضا (ع): (استعمال العدل والإحسان، مؤذن بدوام النعمة).
حواء
/
الإمام الكاظم ع ومحاسبة النفس
يقول الإمام الكاظم (ع): (ليس منا من لم يحاسب نفسه كل يوم!.. فإن عمل حسناً، استزاد الله.. وإن عمل سيئاً، استغفر الله منه، وتاب إليه).
النقد والمحاسبة أداتان رئيستان، من أدوات تصحيح السلوك والفكر.. وأنّ من صفات المؤمن، هي محاسبة النفس، وإجراء التحقيق المستمر معها.. ذلك لأن المحاسبة، عبارة عن عملية تنقيح مستمرة للشخصية، وإعادة بناء الذات.
ويشخص جده المصطفى (ص) للإنسان، حقيقة أخرى، يلفت نظره إليها، ويحذره منها، حيث يقول : (ألا أُنبئكم بأكيس الكيِّسين، وأحمق الحمقاء!.. قالوا : بلى يا رسول الله، قال : أكيس الكيِّسين من حاسب نفسه، وعمل لما بعد الموت، وأحمق الحمقاء من أتبع نفسه هواه، وتمنى على الله الأماني)..
وهي : أنّ الإنسان إن لم يحاسب نفسه، على تقصيره وخطئه، فإنّ الله يحاسبه، والناس يحاسبونه، والقانون يحاسبه، ويسأله الجميع على تقصيره وإساء ته، وسيتحمل نتائج ذلك ومسؤوليته.. وعندئذ، سيجد نفسه في قفص الاتهام، يقف أمام أسئلة كثيرة، لا يملك لها جواباً مقنعاً ومقبولاً.
وإنّه لو أخضع نفسه وعمله للحساب، ووقف وقفة تأمل، وخلا بنفسه، أو بمن يثق به من الأهل والأصدقاء والناصحين له، وقيّم عمله ومواقفه، وسلوكه، لاستطاع أن يكتشف نقاط الضعف، ويشخص مواطن التقصير فيعالجها.
فالرسول (ص) يقدّم النصيحة، في مبادئ التربية، والتنظيم الدقيق، لمسيرة الإنسان، وسلوكيته، ومواقفه، عندما يقول له : (حاسِبوا أنفسكم قبل أن تُحاسَبوا، وزنوها قبل أن تُوزنوا، وتجهزوا للعرض الأكبر).
ويقول النبي (ص): (عوّدوا قلوبكم الترقـب - الإحساس بالرقابة - وأكثروا التفكر والاعتبار).
ويقول الإمام علي (ع): (اجعل من نفسك على نفسك رقيباً، واجعل لآخرتك من دنياك نصيباً).
راقب نفسك وحاسبها بنفسك!.. وإذا عشت في الدنيا، فلا يكن كل ما عندك دنيا!.. بل اجعل لآخرتك نصيباً!.. لأنّك سوف تغادر الدنيا، وتصل الآخرة.. ولا بد أن تعمل، لكي يكون لك في الآخرة نصيب.
ويقول علي (ع): (ينبغي أن يكون الرجل مهيمناً على نفسه - لا أن تسيطر نفسك عليك وتوجّهك، فالله أعطاك عقلاً تعرف من خلاله الخير والشر، فحكّم عقلك واجعله يحركك في خط إيمانك بالله ومعرفتك به، واجعله يحكم على نفسك - مراقباً قلبه - أن تراقب خفقات قلبك في الحب والبغض والنيات الطيبة والخبيثة - حافظاً لسانه).
الكربلائي
/
أخلاق
أول المعرفة - يابني - الصدق!.. وإن للصدق طمأنينة في القلب، يعرفها صاحبها، ونورا في القول والعمل، يراه الناس من حوله.
وفي حياة كل إنسان بعد ذلك، مواقف تشبه مواقف الآخرة، يمتحن فيها، فيظهر معدنه، وينكشف سره.
سل قلبك، واطلب منه أن يصدقك الجواب!.. هل تريد الله واليوم الأخر؟.. فإن قال نعم، فأعد عليه السؤال.. فإن ذلك يعني أنك ترفض الدنيا الحرام, المال الحرام - قل أو كثر -، والمقام الحرام - كبر أم صغر -، واللذة الحرام بأنواعها وإغرائها!.
فإن قال نعم، فاعد السؤال.. فإن ذلك يعني أنك ترفض الدنيا الحلال، التي من شأنها أن تلهي عن ذكر الله واليوم الآخر ؛ فهل أنت كذلك؟..
فإن قال نعم، فاسأله من الناس من يريد الله تعالى ورضاه، ولكن بشرط أو شروط.. ومنهم من يريد رضاه عز وجل، بلا شروط، كما قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) :(إن لم يكن بك غضب علي فلا أبالي).. وكما قال جعفر بن أبي طالب (رضي الله عنه): (اللهم!.. إنك تعلم، لو إني أعلم أن رضاك، في أن ألقي بنفسي من شاهق، لفعلت.. اللهم!.. إنك تعلم، لو إني أعلم أن رضاك، في أن أضع سيفي في صدري، واتكئ عليه حتى أموت، لفعلت)..
فإن قال قلبك : أريد رضا الله تعالى بلا شروط، فاقبل منه، ثم امتحنه في العمل.. انظر إلى حالته عندما يقال له عن فعل، هذا حرام، لا يرضى به الله تعالى، هل يمتلئ نفرة وإشفاقا؟.. أو يقال هذا واجب، يأمر به الله تعالى؟.. هل يمتلئ تحفزا واشتياقا؟..
وانظر في أيام حياتك وشهورها وسنواتها، لم سعيك؟.. وماذا تريد من حياتك؟.. هل إن رضا الله تعالى شغلك الأول وهمك الأكبر؟.. أم يتقدم عليه شغل الدنيا وهمها؟..
سل قلبك ماذا أريد من عملي هذا.. وذاك.. وذلك؟ الآخرة أم الدنيا؟..
وسل قلبك كلما قطعت مرحلة من عمرك، ما هو الأمر أو الأمور التي تشغلني فعلا، وفي هذه الأيام، وهذه الشهور؟.. هل ما زال هدفي أن يرضى ربي عني.. أم زال؟..
فإذا رضيت عن إجابة قلبك، ثم نجحت في امتحان المواقف والمنعطفات، التي تمر بها الحياة.. فأنت صادق، ثابت على الصدق، بريء من ظلمات الحيرة والنفاق، وما أعظمها من درجة!..
إن المعرفة يا بني سلوك.. وإنما تتجمع خيوط شعلتها، من أداء هذا الواجب، وترك ذاك الحرام، وفعل المستحب، وترك المكروه.. فاطلبها عن هذا الطريق، فإن من طلبها عن غير طريق الشريعة، تاه في الظلمات!..
والمعرفة - يا بني - نتيجة، فلا تجعلها هدفا!.. فإن من جعلها هدفا، لم يصل إليها أبدا!..
-----------------
نشرة جوية للأحوال الإيمانية
سجل مقياس درجة التقوى، لعصرنا الحالي، انخفاضا كبيرا في مستوى الإيمان.. وهذا يرجع إلى شدة البرودة، التي سادت جميع أرجاء ضمائر الناس!..
كما سجلت هبوب رياح محملة بالعلمانية، والانحلال، وتسرب تيارات غربية، على الوطن الإسلامي، في الأوساط الفكرية والعقائدية!.. وعن طريق الصور التي تم التقاطها من القرآن، وروايات أهل البيت (عليهم السلام)، لوحظ تشكل غيوم من الفتن، في الأوساط الفكرية والعقائدية!.. كما لوحظ نشوء زوابع من الأفكار المنحرفة عن الحق، شوهت وجه الإسلام، وأدت إلى تولد براكين من الأحقاد، وزلازل من الشحناء بين المؤمنين!..
أما توقعاتنا لغد إن شاء الله :
فإنه سيعود الصفاء، لعقول الشباب المؤمن، ما إن تمسك بكتاب الله، وأهل البيت (عليهم السلام)!.. وسينقشع الضباب من على الطريق، مما يجعل رؤية فجر الإسلام واضحة!.. وفي الصباح ستسقط بعض الأمطار الخفيفة، على القلوب المؤمنة، لتزيل بعض الأتربة الغربية الملوثة!.. وننصح الشباب المؤمن، بارتداء نظارات غض البصر، عند الخروج في الصباح!.. كما ننصح الأخوات المؤمنات، بارتداء الحجاب الشرعي (بشروطه)، نظرا لشدة الرياح المحملة بالانحلال والضلال!..
وأخيرا، تمنياتنا بقضاء إجازة سعيدة، على كوكب الأرض، خالية من الأتربة، والاستمتاع بالأيام، في ظل الإسلام المحمدي الأصيل، تحت راية مولانا الحجة بن الحسن (عجل الله فرحه الشريف)!.
أم زينب
/
وصايا
إياك والإعجاب بنفسك، والثقة بما يعجبك منها، وحب الإطراء!.. فإن ذلك من أوثق فرص الشيطان في نفسه، ليمحق ما يكون من إحسان المحسنين.
إياك والعجلة بالأمور قبل أوانها، أو التسقط فيها عند إمكانها، أو اللجاجة فيها إذا تنكرت، أو الوهن عنها إذا استوضحت!.. فضع كل أمر في موضعه!.. وأوقع كل عمل موقعه!..
نور الحسين
/
علاج الروح
قال بعض الأبدال :
مررت ببلاد المغرب على طبيب، والمرضى بين يديه، وهو يصف لهم علاجهم.. فتقدمت إليه، وقلت : عالج مرضي يرحمك الله!..
فتأمل في وجهي ساعة، ثم قال : خذ عروق الفقـر، وورق الصبر، مع إهليلج التواضع.. واجمع الكل في إناء اليقين، وصب عليه ماء الخشية، وأوقد تحته نار الحزن، ثم صفه بمصفاة المراقبة في جام الرضا، وامزجه بشراب التوكل، وتناوله بكف الصدق.. واشربه بكأس الاستغفار، وتمضمض بعده بماء الورع، واحتم عن الحرص والطمع.. فإن الله - سبحانه - يشفيــك إن شاء.
عشقي خامنائي
/
رشحات ملكوتية من روح الله العرفانية
من هنا وهناك جُمعت هذه المواعظ العرفانية، المنتقاه لروح الله الخميني - قدس سره الشريف - من كتبه، وخطبه، التي بعضها لم يترجم لحد الآن، تحت مسمى " رشحات ملكوتية " من روح الله العرفانية.
التفكر :
أيتها النفس الشقية، التي قضيت سني عمرك الطويلة في الشهوات، ولم يكن نصيبك سوى الحسرة والندامة!.. إبحثي عن الرحمة، واستحي من مالك الملوك، وسيري قليلا في طريق الهدف الأساسي المؤدي إلى حياة الخلد والسعادة السرمدية.. ولا تبيعي تلك السعادة بشهوات أيام قليلة فانية، لا تتحصل إلا مع الصعوبات المضنية الشاقة.
تحصيل العزم :
أيها العزيز!.. اجتهد لتصبح ذا عزم وإرادة، فإنك إذا رحلت عن هذه الدنيا دون أن يتحقق فيك عزم، فأنت إنسان صوري بلا لب.. ولن تحشر في عالم الآخر على هيئة إنسان ؛ لأن ذلك العالم هو محل كشف الباطن، وظهور السريرة.. إن التجرؤ على المعاصي، يفقد الإنسان تدرجيا العزم، ويختطف منه هذا الجوهر الشريف.. إذاً تجنب - يا أخي - المعاصي، واعزم على الهجرة إلى الحق تعالى، واجعل ظاهرك ظاهرا إنسانيا، وادخل في سلك أرباب الشرائع، واطلب من الله في الخلوات : أن يكون معك في الطريق إلى هذا الهدف.. واستشفع برسول الله - صل الله عليه وآله وسلم - وأهل بيته، حتى يفيض ربك عليك التوفيق، ويمسك بيدك في المزالق.
التضرع :
يا أيها العزيز!.. فكر وابحث عن سبيل نجاتك، ووسيلة خلاصك.. واستعن بالله أرحم الرحمين، واطلب من الذات المقدسة في الليالي المظلمة، بتضرع وخضوع : أن يعينك في هذا الجهاد المقدس مع النفس، لكي تنتصر - إن شاء الله - وتجعل مملكة وجودك رحمانية، وتطرد منها جنود الشيطان، وتسلم الدار إلى صحابها، حتى يفيض الله عليك السعادة والبهجة والرحمة.
معرفة الطريق :
أيها العزيز!.. إفتح سمع قلبك، وشد حزام الهمة على وسطك.. وارحم حال مسكنتك، لعلك تستطيع أن تجعل من نفسك إنسانا، وتخرج من هذا العالم بصورة آدمية، لتكون عندها من أهل الفلاح والسعادة.. وحذار من أن تتصور إن كل ما تقدم هو موعظة وخطابة، فهذا كله نتاج أدلة فلسفية، توصل إليه الحكماء والعظام، وكشف لأصحاب الرياضات، وإخبار عن الصادقين والمعصومين.
اللذات الدنيوية :
أيها العزيز!.. استعن بالله - تبارك وتعالى - في كل آن ولحظة، واستغث بحضرة معبودك، واطلب منه بعجز وإلحاح.. أنا أفترض لكم فرضية خيالية، أفترض لكم عمراً هو مائة وخمسون عاماً، مع توافر جميع أسباب الشهوة والغضب والشيطنة.. وأفترض بأنه لن يعترضكم خلاله أي شيء مرغوب فيه، ولن يحدث أي شيء يخالف هدفكم، ومع هذه الفرصة فأن هذه المدة ستنقضي وتمر مر الرياح.. فماذا ستكون عاقبتكم بعدها؟.. ماذا ادخرتم من تلك اللذات لأجل حياتكم الباقية؟.. لأجل يوم عجزكم ووحدتكم؟.. لأجل برزخكم وقيامتكم؟.. لأجل لقائكم بملائكة الله وأوليائه وأنبيائه؟.. هل ادخرتم سوى الأعمال القبيحة المنكرة، التي ستقدم صورها لكم في البرزخ والقيامة، وهي صور لا يعلم حقيقتها إلا الله تبارك وتعالى؟!..
العذاب الإلهي :
أيها العزيز!.. لقد ثبت في الحكمة المتعالية : أن درجات الشدة غير محدودة، فمهما تتصور أنت، ومهما تتصور العقول بأسرها، شدة العذاب، فوجود أشد أمر ممكن أيضا.. وإذا لم تر برهان الحكماء، ولم تصدق كشف أهل الرياضيات ؛ فأنت - بحمد الله - مؤمن، تصدق الأنبياء - صلوات الله عليهم - وتقر بصحة الأخبار الواردة في الكتب المعتبرة، التي يقبلها جميع علماء الإمامية، وتقر بصحة الأدعية والمناجاة الواردة عن الأئمة المعصومين - سلام الله عليهم - أنت الذي رأيت مناجاة مولى المتقين ؛ أميرالمؤمنين - سلام الله عليه - ورأيت مناجاة سيد الساجدين - عليه السلام - في دعاء أبي حمزة الثمالي.. فتأمل قليلا في مضمونها، وفكر شيئا ما في محتواها، وتمعن في فقراتها.. فليس ضروريا أن تقرأ دعاء طويلا دفعة واحدة وبسرعة، دون تفكر في وأنت ليس لدينا حال سيد الساجدين - عليه السلام - كي نقرأ تلك الأدعية المفضلة بشوق وإقبال.. إقرأ في الليلة ربع ذلك أو ثلثه، وفكر في فقراته، لعلك تصبح صاحب شوق، وإقبال، وتوجه.. وفوق ذلك كله فكر قليلا في القرآن، وانظر أي عذاب وعد به، بحيث أن أهل جهنم يطلبون من ملك الموكل بجهنم، أن ينتزع منهم أروحهم، ولكن هيهات فلا مجال للموت!..
التوجه إلى معاني الآيات الإلهية :
فكر يا عزيزي!.. القرآن ليس كتاب قصة، وليس بممازح أحد، أنظر ما يقول!.. أي عذاب هذا الذي يصفه الله - تبارك وتعالى - وهو العظيم الذي لا حد لعظمته، ولا انتهاء لعزته وسلطانه، يصفه بأنه شديد وعظيم.. فماذا وكيف سيكون؟!.. الله يعلم، لأن عقلي وعقول جميع البشر قاصرة عن تصوره.
الغفلة :
ويل لنا من غفلتنا!.. وويل لنا من شدة سكرات الموت!.. وويل لحالنا في البرزخ وشدائده!.. وفي القيامة وظلماتها!.. وياويل حالنا في جهنم وعذابها وعقابها!..
أثبات جهنم :
أيها العزيز!.. إن وجود جهنم والعذاب الأليم، من ضروريات جميع الأديان، ومن البراهين الواضحة.. وقد رأى نماذج لها في هذا العالم، أصحاب المكاشفة، وأرباب القلوب.. ففكر، وتدبر بدقة، فإذا احتملت الصحة إلا ينبغي لك إن كان تهيم في الصحاري، كمن أصابه المس؟.. ماذا حدث لنا لكي نبقى إلى هذا الحد في نوم الغفلة والجهالة؟.. علي بن الحسين وهو إمام معصوم، يقطع القلوب بنحيبه وتضرعه ومناجاته وعجزه وبكائه، فماذا دهانا حتى صرنا لا نستحي أبدا، فنهتك في محضر الربوبية كل هذه المحرمات، والنواميس الإلهية؟..
تهذيب النفس :
أيها العزيز!.. انهض من نومك، وتنبه من غفلتك، واشدد حيازيم الهمة، واغتنم الفرصة، مادام هناك مجال، مادام في العمر بقية، وما دامت قواك تحت تصرفك، وشبابك موجودا، ولم تتغلب عليك بعد الأخلاق الفاسدة، ولم تتأصل فيك الملكات الرذيلة.. فابحث عن العلاج، واعثر على الدواء، لإزالة تلك الأخلاق الفاسدة والقبيحة.. وتلمس سبيلا لإطفاء نائرة الشهوة والغضب.
التوجه إلى الله :
أيها العزيز!.. لا تعرض نفسك للغضب الإلهي، من أجل خيال باطل، ومحبوبية بسيطة في أعين العباد الضعاف.. ولا تبع ذلك الحب الإلهي والكرامات غير المحدودة، وتلك الألطاف والرحمات الربانية، لاتبعها بمحبة بسيطة عند مخلوق ليس له أثر.. ولا تكسب منه أية ثمرة، سوى الندامة والحسرة.. وذلك عندما تقصر يداك عن هذا العالم، وهو عالم الكسب، وينقطع عملك، ولا يكون للندم حينئذ نتيجة، ولا للإنابة من فائدة.. أيها المسكين العابد للنفس!.. والذي تركت الشيطان والجهل، يتصرفان في قلبك، ومنعت يد الحق أن تتصرف فيه أي إيمان لديك، حتى تكون محلاّ لتجلي الحق، والسلطة المطلقة؟.. اعلم إذا أنك مادامت على هذه الحال، مادامت رذيلة الغرور موجودة فيك، فأنت كافر بالله، ومحسوب من زمرة المنافقين، رغم زعمك بأنك مسلم ومؤمن بالله.
الإخلاص :
أيها العزيز!.. أطلب السمعة والذكر الحسن من الله، ألتمس قلوب من مالك القلوب، اعمل أنت لله وحده، فستجد إن الله - تعالى - فضلا عن الكرامات الأخروية، سيتفضل عليك في هذا العالم نفسه بكرامات عديدة، فيجعلك محبوبا، ويعظم مكانتك في القلوب، ويجعلك مرفوع الرأس، وجيها في كلتا الدارين.. ولكن إذا استطعت، فخلص قلبك بصورة كاملة بالمجاهدة والمشقة، من هذا الحب أيضا، وطهر باطنك كي يكون العمل خالصا من هذه الجهة، فيتوجه القلب إلى الله فقط، وتنصع الروح، وتزول أردان النفس.
فأية فائدة تجنبي من حب الناس الضعاف لك أو بعضهم، وما للشهرة والصيت عند العباد، وهم لا يملكون شيئا من دون الله تعالى؟.. وحتى لو كانت هناك فائدة من هذا الحب على سبيل الفرض، فإن هي فائدة تافهة، ولأيام معدودة.. هذا الحب قد يجعل عاقبة عمل الإنسان إلى الرياء، ويجعل الإنسان - لا سمح الله - مشركا منافقا وكافرا.
وإذا لم يفتضح الإنسان في هذا العالم، فسيفتضح في العدل الرباني، عند عباد الله الصالحين وأنبيائه العظام، وملائكته المقربين، ويهان ويصبح مسكينا.. إنها فضيحة ذلك اليوم، وما أدراك ما تلك الفضيحة!.. الله يعلم أية ظلمات تلي تلك المهانة في ذلك المحضر!.. في ذلك اليوم كما يقول الله - تعالى - في كتابه يتمنى الكافر قائلا : (يَا لَيْتَنِي كُنْتُ تُرَاباً) ولكن لا جدوى لهذا التمني أيها المسكين.. إنك ولأجل محبة بسيطة جزئية، ومنزلة عديمة الفائدة بين العباد، أغفلت تلك الكرامات، وفقدت رضا الله، وعرضت نفسك لغضبه تعالى.
مراقبة النفس :
أيها العزيز!.. استيقظ وابعد عنك الغفلة والسكرة، وزن أعمالك بميزان العقل، قبل أن توزن في ذلك العالم، وحاسب نفسك قبل أن تحاسب.
واجلِ مرآة القلب من الشرك والنفاق والتلون، ولا تدع صدأ الشرك والكفر يحيط به بمستوى لا يمكن جلاؤه حتى بنيران ذلك العالم.. لا تدع نور الفطرة يتبدل بظلمة الكفر، لا تدع هذه الآية (فطرة الله التي فطر الناس عليها) تضيع.. لا تخن هذه الأمانة الإلهية، نظف مرآة قلبك لكي يتجلى فيها نور جمال الحق، فيغنيك عن العالم وكل ما فيه، وتتوهج نار العشق الإلهي في قلبك، فتحرق الأنواع الأخرى من الحب.. فلا تستبدل حينذاك لحظة واحدة من الحب الإلهي، بجميع هذا العالم، وتعتبر جميع اللذات الحيوانية لعبا ولهوا، أمام لذة مناجاة الله وذكره.
وإذا لم تكن من أهل هذه العوالم، ورأيت هذه المعاني غريبة عجيبة لديك، فإياك أن تضيع تلك النعم الإلهية في العالم الآخر، والتي ذكرت في القرآن المجيد، وأخبر بها المعصومون - عليهم السلام - وتخسرها من أجل جذب قلوب المخلوقين.
لا تضيع كل هذا الثواب، من أجل شهرة وهمية في أيام معدودات.. لا تحرم نفسك من كل هذه الكرامات، لا تبع السعادة الأبدية بالشقاء الدائم.
الدقة في الأعمال :
أيها العزيز!.. استيقظ وافتح أذنيك، وحرّم نوم الغفلة على عينيك، واعلم أن الله خلقك لنفسه كما يقول في الحديث القدسي : " يا بن آدم!.. خلقت الأشياء لأجلك، وخلقتك لأجلي ".. واتخذ من قلبك منزلاً له، فأنت وقلبك من النواميس والحرمات الإلهية، والله - تعالى - غيور فلا تهتك حرمته وناموسه إلى هذا الحد، ولا تدع الأيادي تمتد إلى حرمه وناموسه.. احذر غيرة الله، وإلاّ فضحك في هذا العالم بصورة لا تستطيع إصلاحا مهما حاولت.. أتُقَدم لغير الحق ما كان يشتبه به الأولياء بالحق تعالى من الأخلاق الفاضلة، وتمنح قلبك لخصم الحق؟.. وتشرك في باطن ملكوتك؟.. كن حذر من الحق تعالى ؛ فإنه مضافاً إلى هتكه لناموس مملكتك في الآخرة، وفضحه لك أمام الأنبياء العظام والملائكة المقربين، سيفضحك في هذا العالم، ويبتليك بفضيحة لا يمكن تلافيها، وبتمزيق عصمة لا يمكن ترقعيها.
إن الحق تعالى " ستار " ولكنه غيور أيضا.. إنه " أرحم الراحمين " ولكنه " أشد المعاقبين " أيضاً.. يستر ما لم يتجاوز الحد، فقد تؤدي هذه الفضيحة الكبرى - لا سمح الله - إلى تغليب الغيرة على الستر، كما سمعت في الحديث الشريف.
فارجع نفسك قليلاً، وعد إلى الله فإنه رحيم، وهو يبحث عن ذريعة لإفاضة الرحمة عليك. وإذا أنبت إليه، ويجعلك صاحب فضيلة، ويظهر فيك الأخلاق الكريمة، ويجعلك مرآه لصفاته تعالى، ويجعل إرادتك فعالة في ذلك العالم، كما أن إرادته نافذة في جميع العوالم.. وقد ورد في حديث منقول : أن أهل الجنة عندما يستقرون في الجنة، تبلغهم رسالة من الحق تعالى خلاصتها : " من الحي القيوم الذي لا يموت، إلى الحي القيوم الذي لا يموت.. إني أقول للشيء : كن!.. فيكون، وقد جعلتك اليوم تقول للشيء : كن!.. فيكون ".
لا تكن محباً لنفسك، سلّم إرادتك للحق تعالى، فإن الذات المقدسة تتفضل عليك، يجعلك مظهراً لإرادتها، ومتصرفاً في الشؤون المختلفة، وتخضع لقدرتك مملكة الإيجاد في الآخرة، وهذا غير التفويض الباطل، كم هو معلوم في محله.
فيا أيها العزيز!.. أنت أعرف بنفسك، فاختر إمّا هذا أو ذاك، فالله غني عنا، وعن كل المخلوقات.. إنه غني عن إخلاصنا، وإخلاص كل الموجودات.
توبيخ النفس :
ويل لأهل الطاعة والعبادة والعلم والديانة، الذين عندما يفتحون أبصارهم، ويقيم سلطان الآخرة قدرته، يرون أنفسهم من أهل كبائر المعاصي، لا بل أهل الكفر والشرك، بحيث أن صحيفة أعمالهم تكون أشد سواداً من صحائف الكفار والمشركين.
وويل لمن يدخل بصلاته وطاعته جهنم!.. الويل لمن تكون صورة صدقته وزكاته وصلاته، أبشع مما يكون تصوره!.. أيها المسكين المرائي!.. أنت مشرك.. وأما العاصي، فقد يكون موحداً.. إن الله يرحم بفضله العاصي، فقد يكون موحدا.. إن الله يرحم بفضله العاصي إن شاء، لكنه يقول : إنه لن يرحم المشرك، إذا رحل من الدنيا دون توبة.
الإنتباه من حيل إبليس :
من مصائد إبليس الكبيرة، أنه في البداية يجر العبد إلى الغرور، ويجعله بهذه الوسيلة مطلق العنان، ويجره من المعاصي الصغيرة إلى الكبيرة، ومنها إلى الكبائر والموبقات.. فإذا لعب به مدة على هذا المنوال، جره بوهم رجاء الرحمة إلى وادي الغرور.. وفي آخر الأمر إذا رأى فيه نورانية، وظن فيه التوبة والرجوع، يجره إلى اليأس والقنوط من الرحمة ويقول له : قد قضي أمرك، ولم يعد قابلا للإصلاح.. وهذه مصيدة كبيرة، إذ يصرف العبد عن باب الله، ويقطع يده عن ذيل الرحمة الإلهية.
لا محدودية الأهواء النفسية :
قد يقدم شخص في حال الغضب، أو حب الرئاسة، على إبادة مئات الآلاف من العوائل، ويزعزع بنيان المجتمع من أساسه.. وليس لنار غضب أيّ من الحيوانات هذا اللهيب، ولا لتنور شهوته حد محدود، ولا شئ يخمد حرصه وطمعه.. هذا الإنسان بمغالطته، وشيطنته، ومكره، وخدعه، يرتكب أبشع الجرائم ؛ فيهلك الحرث والنسل.. ولو جعلت السماوات والأرض لقمة لهذا الحيوان، لما خمدت نار حرصه وطمعه.. ولو سخرت له ممالك العالم، لما نقص من أهوائه النفسية شيء.. إن الإنسان غير الحيوان، فالأخير إذا وصل إلى لقمته خمدت نار شهوته.
العجب :
أيها الممكن المسكين الجاهل بنفسك وبعلاقتك بالله!.. أيها الممكن السيء الحظ الغافل عن واجباتك إزاء مالك الملوك!.. إن هذا الجهل هو سبب جميع ما يلحقك من سوء التوفيق، وهو الذي ابتلانا بجميع الظلمات والمكدرات.. إن فساد الأعمال يكون من الأساس التي نشأت منه أن الماء قد يتلوث من المنبع، إن عيون معارفنا عمياء، وقلوبنا ميتة.. وهذا سبب جميع المصائب، وبالرغم من كل ذلك لسنا حتى بصدد إصلاح أنفسنا!..
الويل لمن يعامله الباري تعالى بعدله، فإن التعامل بالعدل لا ينجي أحداً من الأولين والآخرين.. أي كمال يملكه " الممكن " بنفسه لكي يتظاهر بالكمال؟.. وأية قدرة يمتلكها لكي يتاجر بها؟.. نحن المساكين الذين قد ران حجاب الجهل والغفلة والعجب والمعاصي على قلوبنا وقوالبنا، وغشيت أبصارنا واسماعنا وعقولنا وكافة قوانا المدركة، أخذنا نستعرض عضلاتنا في مقابل قدرة الله القاهرة، ونعتقد أن لنا استغلال وشيئية بذواتنا!..
الغرور :
بنيّتي!.. العجب والغرور نتيجتان لغاية الجهل بحقارة النفس، وعظمة الخالق.. إذا فكّر الإنسان قليلا في عظمة الخلقة، بالمقدار اليسير الذي وصل البشر، رغم كل هذا التقدم العلمي، يدرك حقارة وضآلة نفسه، وكل المنظومات الشمسية والمجرات، ويفهم قليلا من عظمة خالقها، ويخجل من عجبه وأنانيته وغروره، ويشعر بالجهل.
الكبر :
يا أيها العزيز!.. ما يحتوي عليه رأسك من دماغ، تحتويه رؤوس الآخرين أيضاً.. إذا كنت متواضعاً احترمك الناس قهراً، واعتبروك كبيراً.. وإذا تكبرت على الناس، لم تنل منهم شيئاً من الاحترام.. بل إذا استطاعوا أن يذلوك لأذلوك، ولم يكترثوا بك.. وإن لم يستطيعوا إذلالك، لكنت وضيعاً في قلوبهم، وذليلاً في عينهم، ولا مقام لك عندهم.. افتح قلوب الناس بالتواضع.. لا أعرف إذا أذلّ الله شخصاً ماذا يصنع به؟.. وبماذا يبتليه؟.. فأمور الآخرة تختلف عن أمور الدنيا كثيراً.. إن الذل في الدنيا يغاير الذل في الآخرة.. كما أن نعم الآخرة وعذابها، لا تتناسب مع هذا العالم أن نعمها تفوق تصورنا، والذل فيها يختلف عن الذل والهوان الذي نعرفه، وتكون عاقبة المتكبر النار.
العصبية :
أعلم أيها العزيز!.. أن هذا الخصلة الخبيثة من الشيطان، وأنها من مغالطات ذلك الملعون ومعاييره الباطلة.. إنه يغالط عن الطريق هذا الحجاب السميك، الذي يخفي كل الحقائق عن النظر، بل يظهر كل رذائل النفس محاسن، وجميع الآخرين رذائل.. ومعروف مصير الإنسان الذي يرى الأشياء على غير حقيقتها وواقعيتها.. فما عليه إلا أن يتصدى لعلاج نفسه من هذه السجية، وأن يطهر قلبه ولو من حبة خردل منها، حتى يكون طاهرا عند عند الانتقال من هذه الدنيا إلى العالم الآخر، فينتقل بنفس صافية.. إن على الإنسان أن يدرك أن الفرصة محدودة، والوقت قصير جدا ؛ لأنه لا يعلم متى يحين موعد رحيله.
ترك النفاق :
إعلم أيها العزيز!.. إن مراتب النفاق وحالة ذي اللسانين والوجهين، النفاق مع الله، والتوجه إلى مالك الملوك، وولي النعم بوجهين، وقد من المبتلين به في هذا العالم، ونحن غافلون عنه.. لأن أستار الجهل الكثيفة، وحجب الأنانية المظلمة، وحب الدنيا، وحب النفس مسدولة عليه، ومخفية عنا.. ومن الصعب جدا أن ننتبه له، قبل انكشاف السرائر، ورفع الحجب والظعن عن دنيا الطبيعة، وشد الرحال عن دار الغرور، والجهل والغفلة.. إننا الآن غارقون في نوم الغفلة، محكمون لسكر الطبيعة والميول والرغبات التي تزين لنا كل قبائح الأخلاق وفساد الأعمال.. وإذا ما استيقظنا وصحونا من هذه السكرة العميقة، يكون قد فات الأوان، إذ نجد أنفسنا قد صرنا في زمرة المنافقين، وحشرنا بلسانين من نار من بوجهين مشوهين بشعين!.. فقد قضينا كل عمرنا بالتلون، نظهر التمسك بكلمة التوحيد، وندعي الإسلام والإيمان.. بل المحبة والمحبوبية، وغير ذلك من الإدعاء ات على قدر ما نشتهي ونحب.
الصولان
/
هاوية الطبيعة والانشغال بالشهد رغم آلاف
كان شخص يجتاز الصحراء، فهوى في بئر هناك.. وكانت تتوسط البئر قطعة خشبية، فتمسك بها تفاديا للسقوط إلى قعر البئر.. وكان هناك في القعر ثعبان كبير، وقد فغر فاه ينتظر سقوطه ليبتلعه.. أما القطعة الخشبية، فكان في أحد طرفيها فأر أبيض، وفي طرفها الآخر أسود، وهما يقضمانها من الجهتين، والقطعة ترق وتضعف.. فغمره رعب قاتل، وإذ وقع نظره في ركن من أركان البئر على مقدار من العسل، وقد اختلط بالتراب والزنابير تحوم فوقه.
نسي صاحبنا الثعبان والفأرين، وراح يلعق العسل سعيدا، متحملا لسع الزنابير، مسرورا لحسن سعده : أن وفق إلى العسل ؛ غافلا عن الخطر المحدق به من كل جانب.
نستخلص من هذا المثال :
أن البئر تمثل الطبيعة، والدنيا بالهاوية، وتمثل الموت بالثعبان، وتمثل عمر الإنسان بقطعة الخشب، والليل والنهار بالفأرين الأبيض والأسود اللذين يقضمان العمر شيئا فشيئا، حتى ينتهي إلى الموت.. أما العسل فهو شهوات الدنيا وملذاتها، التي يصحب كل لعقة منه ألف لسعة وغصة.
إن الشهد الصافي، والسرور المحض لا وجود لهما في هذه الحياة الدنيا : لا في مأكل، ولا في ملبس، ولا في إشباع الرغبات الجنسية.
إن السعادة المطلقة، هي في العالم الآخر.. حيث الشهد دون لسعات الإبر، شرط أن يترك الإنسان هذه الدنيا، ومعه نور التقوى والولاية.
بنت علي ع
/
هذا هو الصراط المستقيم
نعمة إلهية كبرى للإنسان، بحيث تصبح له القدرة على استيعاب الحقائق مهما كانت.. وهي عكس صفة ضيق الصدر، حيث يكون ليس له القدرة على استيعاب أي حقيقة، وتكون رؤيته للأمور محدودة ومقتصرة على روتين الحياة الاعتيادية.. وقد عرفه رسولنا محمد (ص) نور يقذفه الله في قلب المؤمن ؛ فينشرح به صدره وصفاته.
الـمـذنـب
/
فلسفة النمل
فلسفة النمـل
الـفـلـسـفة الأولـى
الـنـمـل لا يـنـسـحـب أو يـسـتـسلم أبـداً :
إذا احتجز في مكان معين، أو حاولت إيقافه، سيبحث عن طريق آخر، سيحاول التسلق أو المرور من أسفل أو من الجوانب، وسيستمر في البحث عن طريق آخر.
* لذلك لا تستسلم في البحث عن طريق آخر لتصل إلى هدفك!..
الـفـلـسـفة الـثـانـيـة
النـمـل يفـكـر في الـشـتاء طول فصل الصيف :
من الغباء أن تـعـتـقـد أن فصل الصيف سيستمر إلى الأبد، لذلك فإن النمل يجمعون طعام الشتاء في منتصف فصل الصيف، كما يقال : لا تبني بيتك على الرمال في الصيف، يجب أن تفكر في العواصف التي ستأتيك في الشتاء.. لذلك لا تنسى الأرض الصخرية، بينما أنت تستمتع بالشمس والرمل.
* لذلك من المهم أن تكون واقعياً، وفكر في المستقبل!..
الفلسفة الثالثة
النـمل يفكـر في فصل الصيف طول فصل الشـتاء :
خلال فصل الشتاء، النمل يذكرون أنفسهم بأن فصل الشتاء لن يستمر طويلاً، وقريباً سنخرج من هنا، ويخرج النمل في أول يوم دافئ.. وعندما يعود البرد مرة أخرى يعودون إلى مساكنهم، لكنهم يعودون للخروج مرة أخرى في أول يوم دافئ.
* لذلك كـن دائـمـاً إيـجـابـيـاً!..
الـفـلـسـفـة الـرابـعـة
كـل الـذي تـسـتـطـيـع أن تـفـعـلـه تفعله :
كم تجمع النملة خلال فصل الصيف، لتستعد لفصل الشتاء؟..
* لذلك أفعل كل الذي تستطيع فعله وزيادة!..
بــاخــتــصــار : الأقـسـام الأربـعـة لـفلـسـفـة الـنـمـل :
* لا تستسلم أبداً!..
* فـكّـر فـي الـمـسـتـقـبـل!..
* كـن إيـجـابـيـاً!..
* أفـعـل كل ما تـسـتـطـيـع فـعـله!..
الـمـذنـب
/
حوار مع إبليس
الاسم : إبليس.
الكنية : أبو هرة.
اللقب : شيطان رجيم.
العمر : إلى قيام الساعة.
العمل : إغواء بني آدم.
س : شخصيات أعجبتك وأناس بغضتهم؟..
ج : الشخصيات التي أعجبتني كثيرة، منها : فرعون، وأبو جهل، وأبو لهب، وكل من أطاعني وعصى الله.. أما الناس الذين بغضتهم، فمنهم : أهل المساجد، وكل راكع، وساجد، وزاهد، وعابد، ومجاهد.
س : ما رأيك في كل مما يلي :
١ - شباب وفتيات التحفيظ : لا يعجبونني ؛ لأنهم يستغلون وقتهم فيما لا يفيد.
٢ - من عزموا على التـوبة : أقول لهم : تمتعوا بالشباب.
٣ - إلقاء النصـائـــح : تجر الفضـائــح.. لكنها نفع للعباد، أخاف عليهم من الشهرة وهي رأس الفساد.
س : ما تعليقكم على :
١ - الدشوش : نجعل الناس بها كالوحوش.
٢ - المجلات الخليعة : هي لنا شريعة.
٣ - الأسواق : عملنا بها خفاق، وفيها يجتمع الرفاق.
س : كيف تضل الناس؟.. وكيف تضل الشباب؟..
ج : أضل الناس بالشهوات، والشبهات، والملهيات، والأمنيات، والأغنيات.. وأضل الشباب بالغزل، والهيام، والعشق والغرام، والاستخفاف بالأحكام، وفعل الحرام.
س : ما الذي يقتلك؟..
ج : آية الكرسي منها تضيق نفسي، ويطيل حبسي، وفي كل بلاء أمسي.
وأخيراً : لا كلل الله مساعيك بالنجاح، ولا أعمالك بالفلاح.. أعاذنا الله منك، وكفّ عنا شرّك..
اللهم آمين!..
ام مهدي
/
كلمات مضيئة
* لن تشعر بالسعادة، ما لم يكن لســانك رطباَ بذكر الله تعالى.
* لن تعرف الــــراحة، ما لم تكن صـــابراَعلى أقدار الله.
* لن تعلو وجهك الابتســامة، ما لم تغزو الطمأنينية بالله قلبك.
* لن تســبح في حــلاوة الإيمان، ما لم ترضى بالله وما أمر.
* لن تدرك طعــم الحياة، ما لم تغرس بذور الثقة بالله وبنفسك.
إذا استشــعرت يقيناَ هذه المعاني ؛ فانطلق على بركة الله تعالى!..
الحجي
/
الطفل وجده
كان هناك رجل يعيش في مزرعة بإحدى الجبال مع حفيده الصغير، وكان الجد يستيقظ كل يوم في الصباح الباكر، ليجلس إلى مائدة المطبخ، ليقرأ القرآن.. وكان حفيده يتمنى أن يصبح مثله في كل شيء ؛ لذا فقد كان حريصا على أن يقلده في كل حركة يفعلها.
وذات يوم سأل الحفيد جده : يا جدي، إنني أحاول أن أقرأ القرآن مثلما تفعل.. ولكنني كلما حاولت أن أقرأه، أجد أنني لا أفهم كثيرا منه.. وإذا فهمت منه شيئاً فإنني أنسى ما فهمته بمجرد أن أغلق المصحف.. فما فائدة قراء ة القرآن إذا؟..
كان الجد يضع بعض الفحم في المدفأة، فتلفت بهدوء، وترك ما بيده ثم قال :
خُذ سلة الفحم الخالية هذه، واذهب بها إلى النهر، ثم آتِني بها مليئة بالماء.
ففعل الولد كما طلب منه جده، ولكنه فوجى ء بالماء كله يتسرب من السلة قبل أن يصل إلى البيت، فابتسم الجد قائلاً له : ينبغي عليك أن تسرع إلى البيت في المرة القادمة يا بني.
فعاود الحفيد الكرَّة، وحاول أن يجري إلى البيت.. ولكن الماء تسرب أيضاً في هذه المرة، فغضب الولد وقال لجده : إنه من المستحيل أن آتيك بسلة من الماء.
والآن سأذهب وأحضر الدلو، لكي أملؤه لك ماء ً.
فقال الجد : لا، أنا لم أطلب منك دلواً من الماء.. أنا طلبت سلة من الماء، يبدو أنك لم تبذل جهداً كافياً يا ولدي.
ثم خرج الجد مع حفيده، ليُشرف بنفسه على تنفيذ عملية ملء السلة بالماء.. كان الحفيد موقناً بأنها عملية مستحيلة، ولكنه أراد أن يُري جده بالتجربة العملية.. فملأ السلة ماء، ثم جرى بأقصى سرعة إلى جده ليريه، وهو يلهث قائلاً : أرأيت؟.. لا فائدة!..
فنظر الجد إليه قائلا : أتظن أنه لا فائدة مما فعلت؟.. تعال وانظر إلى السلة، فنظر الولد إلى السلة، وأدرك للمرة الأولى أنها أصبحت مختلفة، لقد تحولت السلة المتسخة بسبب الفحم، إلى سلة نظيفة تماماً من الخارج والداخل.
فلما رأى الجد الولد مندهشاً، قال له : هذا بالضبط ما يحدث، عندما تقرأ القرآن الكريم، قد لا تفهم بعضه، وقد تنسى ما فهمت أو حفظت من آياته.. ولكنك حين تقرؤه سوف تتغير للأفضل من الداخل والخارج تماماً مثل هذه السلة!..
هدى الحبوبي
/
من خلق الشر
هل الله خلق الشر؟..
تحدى أحد أساتذة الجامعة تلاميذه بهذا السؤال :
هل الله هو خالق كل ما هو موجود؟..
فأجاب أحد الطلبة في شجاعة : " نعم ".
وكرر الأستاذ السؤال : " هل الله هو خالق كل شيء "؟..
ورد الطالب قائلا : " نعم يا سيدي، الله خالق جميع الأشياء ".
وهنا قال الأستاذ : " ما دام الله خالق كل شيء، إذاً الله خلق الشر.. حيث أن الشر موجود، وطبقا للقاعدة : أن أعمالنا تظهر حقيقتنا، إذاً الله شرير ".
راح الأستاذ يتيه عجبا بنفسه، وراح يفتخر أمام الطلبة قائلا :
" أنه أثبت مرة أخرى خرافة الإيمان بالله تعالى ".
وهنا رفع طالب آخر يده وقال : " هل لي أن أسألك سؤالا يا أستاذي "؟..
فرد الأستاذ قائلا : " بالطبع يمكنك ".
وقف الطالب وسأل الأستاذ قائلا :
" هل البرد له وجود "؟..
فأجاب الأستاذ : " بالطبع موجود، ألم تشعر مرة به "؟..
وضحك باقي الطلبة من سؤال زميلهم.
فأجاب الشاب قائلا : " في الحقيقة يا سيدي البرد ليس له وجود.
فطبقا لقوانين الطبيعة، ما نعتبره نحن برداً، هو في حقيقته غياب الحرارة.. واستطرد قائلا : " كل جسم أو شيء يصبح قابلا للدراسة، عندما يكون حاملا للطاقة، أو ناقلا لها، والحرارة هي التي تجعل جسما أو شيئا حاملا أو ناقلاً للطاقة ".. الصفر المطلق هو ٤٦٠ فهرنهيت أو ٢٧٣ مئوية هو الغياب المطلق للحرارة.
البرد ليس له وجود في ذاته، ولكننا خلقنا هذا التعبير لنصف ما نشعر به عند غياب الحرارة.
استمر الطالب يقول : " أستاذي، هل الظلام له وجود "؟..
فرد الأستاذ : " بالطبع الظلام موجود ".
فقال الطالب : " معذرة، ولكن للمرة الثانية هذا خطأ يا سيدي.. فالظلام هو الآخر ليس له وجود، فالحقيقة أن الظلام يعنى غياب الضوء.
نحن نستطيع أن ندرس الضوء، ولكننا لا نستطيع دراسة الظلام.. في الحقيقة يمكننا استخدام منشور نيوتن، لنفرق الضوء الأبيض لأطياف متعددة الألوان، ثم ندرس طول موجة كل لون ؛ ولكنك لا تقدر أن تدرس الظلام.. وشعاع بسيط من الضوء، يمكنه أن يخترق عالما من الظلام وينيره.. كيف يمكنك أن تعرف مقدار ظلمة حيز معين؟.. ولكنك يمكنك قياس كمية ضوء موجودة.. أليس ذلك صحيحاً؟..
الظلمة هي تعبير استخدمه الإنسان ليصف ما يحدث عندما لا يوجد النور.
وفى النهاية سأل الطالب أستاذه :
" سيدي، هل الشر موجود "؟..
وهنا في عدم يقين قال الأستاذ : " بالطبع، كما سبق وقلت، نحن نراه كل يوم، وهو المثال اليومي لعدم إنسانية الإنسان تجاه الإنسان.. أنه تعدد هذه الجرائم، وهذا المقدار الوافر من العنف في كل مكان من العالم حولنا.. هذه الظواهر ليست سوى الشر بعينه ".
وعلى هذا أجاب الطالب قائلا : " الشر ليس له وجود يا سيدي، على الأقل ليس له وجود في ذاته.. الشر ببساطة هو غياب الله.
إنه مثل الظلام والبرد، كلمة اشتقها الإنسان ليصف غياب الله.. الله لم يخلق الشر.. الشر هو النتيجة التى تحدث، عندما لا يحفظ الإنسان محبة الله في قلبه.. إنه مثل البرد تشعر به عندما تغيب الحرارة، أو الظلمة التي تأتي عندما يغيب النور ".
وهنا جلس وصمت الأستاذ.. وكان الشاب الصغير هو ألبرت أينشتاين.
عبد علي
/
كن ملكاً على نفسك!..
كان هناك رجلٌ شيخٌ طاعنٌ في السن، يشتكي من الألم والإجهاد في نهاية ِ كل يوم.. سأله صديقه : ولماذا كل هذا الألم الذي تشكو منه؟..
فأجابه الرجل الشيخ : يُوجد عندي بازان (الباز نوع من الصقور)، يجب عليَّ كل يوم أن أروضهما.. وكذلك أرنبان، يلزم أن أحرسهما من الجري خارجاً.. وصقران، عليَّ أن أُقَوِّدهما وأدربهما.. وحية ٌ، عليَّ أن أحاصرها.. وأسدُ، عليَّ أن أحفظه دائماً مُقيَّداً في قفصٍ حديدي.. ومريضٌ، عليَّ أن أعتني به وأخدمه.
قال الصديق : ما هذا كله، لابد أنك تضحك؟.. لأنه حقاً لا يمكن أن يوجد إنسان يراعي كل هذه الأشياء مرة ً واحدة!..
قال له الشيخ : إنني لا أمزح، ولكن ما أقوله لك هو الحقيقة المحزنة، ولكنها الهامة :
إن البازين ؛ هما عيناي.. وعليَّ أن أروضهما عن النظر إلى ما لا يحل النظر إليه، باجتهادٍ ونشاط.
والأرنبين : هما قدماي، وعليَّ أن أحرسهما وأحفظهما من السير في طرقِ الخطيئة.
والصقرين : هما يداي، وعليَّ أن أدربهما على العمل، حتى تمداني بما أحتاج، وبما يحتاج إليه الآخرون من إخواني.
والحية : هي لساني، وعليَّ أن أحاصره، وألجمه باستمرار، حتى لا ينطق بكلامٍ معيبٍ مشين.
والأسد : هو قلبي، الذي تُوجد لي معه حربٌ مستمرة، وعليَّ أن أحفظه دائماً مقيداً، كي لا تخرج منه أمور شريرة.
أما الرجل المريض : فهو جسدي كله، الذي يحتاج دائماً إلى يقظتي، وعنايتي، وانتباهي.
إن هذا العمل اليومي، يستنفد عافيتي.
إن من أعظم الأشياء التي في العالم هي أن تضبط نفسك!..
عبد علي
/
عبرة
الحياة مليئة بالحجارة..
فلا تتعثر بها..
بل اجمعها..
وابن بها سُلماً تصعد به نحو
النجاح..
الإرادة
/
الحب الإلهي
نحن نسير إلى أين؟..
وعيوننا تتنقل بين الفينة والأخرى ؛ لترى ما يمر بها من أحداث، فتتصور أمورا خارج عن الواقع، وتبني الأوهام.. ولكن أليس حري بنا أن لا نتحرك إلا من خلال الواقع، ولا نسبح في وهم إبليس، ووحل الخرافة!..
كم من مرة رأينا الباطل حقا، وذلك لأننا لا نعمل وفق المطلوب منا، بل وفق ما نتمنى؟!..
وكم مرة سرنا نبتغي مرضاة الله، فرأينا الوهم مجالا لعمل ما يرضي الله.. فمثلي لا يحب أن يعيش حدود إمكانيته، بل يقفز لما يبعده عن الجادة، متخبطا بدعاوي إبليسية، وترهات تصوره قويا، لا مثيل له.. ولكن (أمن يجيب المضطر ويكشف السوء) إن الخذلان حليف المغرور.
متى أعترف أني عاجز، وأدعو الله بأن يعينني على طاعته، وينتشلني مما أنا فيه.. فلا أرجع لنفسي أبدا، حتى في ترك الوهم.. وهو أدب أهل البيت (ع) في الدعاء، وانظر أيها القارئ الكريم، كيف يدعو السجاد (ع) ربه في مكارم الأخلاق بلفظ (هب لي)، وحتى النية سلها من الله، فكيف بالعمل نفسه؟..
إن الرجوع للنفس يجعلها ربا من دون الله يستعان به!..
ألم نقرأ سورة الفاتحة؟..
فنرى كيف تقترن العبادة بالاستعانة، ولكننا لم نقرأ الفاتحة ولا صلاة لنا!..
إن عبادة الله، لا تكون بدون استعانة، وكذا كل الأمور.. على الإنسان أن يعيش لله مضطرا، فلا يحدث نفسه بشيء، بل يكتفي بالطلب.
إن الغرور بالنفس هو الإحساس بالقدرة على العمل، بينما العجب بها أن تتجه لها لتدعوها أن تعمل العمل!..
وهل النظر للنفس إلا التوجه لها؟..
حان الأوان لنحطم أم الأصنام، ونترك النظر المخزي هذا.
فلقد نجم عن ذلك النظر الرياء، فصرت أعرض للناس - ولي خاصة - تلك النفس التي محاسنها مساوئ، وحقائقها دعاوي.
لقد غفلت عن الله، وعميت عن النظر له، بسبب أكذوبة جرت علي ويلا.
عبد علي
/
عجباً لك يا بن آدم !..
عجبا لك يا بن آدم!..
١ - عندما تولد يؤذن فيك من غير صلاة.. وعندما تموت يصلى عليك من غير أذان!..
٢ - عندما تولد لا تعلم من الذي أخرجك من بطن أمك.. وعندما تموت لا تعلم من الذي حملك على الأكتاف!..
٣ - عندما ولدت تغسَّل وتنظَّف.. وعندما تموت تغسَّل وتنظَّف!..
٤ - عندما تولد يفرح بك والديك وأهلك.. وعندما تموت يبكي عليك والديك وأهلك!..
٥ - خلقت يا بن آدم من تراب.. فسبحان من يجعلك بعد الموت تُدخل في التراب!..
٦ - عندما كنت في بطن أمك كنت في مكان ضيِّق وظلمة.. وعندما تموت تكون في مكان ضيِّق وظلمة!..
٧ - عندما وُلِدت يغطى عليك بالقماش لكي يستروك.. وعندما تموت تكفن بالقماش لكي يستروك!..
٨ - عندما ولدت خرجت من عالم إلى عالم جديد.. وعندما تموت تخرج من العالم الجديد إلى عالم الآخرة.. فماذا أعددت؟..
عبد علي
/
معادلة لمحاسبة النفس
وكان يقول آية الله العظمى المرحوم، السيد عبد الأعلى السبزواري في درس الأخلاق : إن أحد كبار العلماء بعد أن بلغ عمره (٨٥) عاماً، اختلى بنفسه ليحسب سنوات عمره، وما قد صدر منه من معصية لله تعالى، وأخيراً خاطب نفسه :
لقد مضى على بلوغك (سن التكليف) سبعون سنة، فلو وزعت على كل يوم من هذه الأعوام معصية واحدة، فتكون مرتكباً خلال هذه المدة (٢٥٢٠٠) معصية تقريباً، فهل تواجه ربك بهذا العدد الكبير من المعاصي، ولو أراد الله أن يأخذك إلى النار مقابل كل معصية فيعني بقاء ك في النار سبعين عاماً.
وهذا الوقت الذي إن يوما عند الله كألف سنة مما تعدون، مما ينتج أن بقاء ك في النار مدة (٠٠٠ / ٢٠٠ / ٢٥) خمسة وعشرين مليوناً ومائتي ألف عام، بينما أبداننا لا طاقة لها على حرارة عود الثقاب (الكبريت) لحظة واحدة، فأين المتجرّئون على معصية الله من هذه المعادلة؟.. ألا يحاسبون أنفسهم قبل أن يحاسبوا؟..
تراب نعل الامام الحسين ع
/
تغير النفس والواقع في عاشوراء
تغير النفس والواقع في عاشوراء.. ضرورة أم نافلة؟..
هل نريد التضحية بين يدي الإمام الحسين عليه السلام؟.. هل نشتاق للذود عن أبي عبد الله - سلام الله عليه - وهو يصلي آخر صلاة له، ونستقبل السهام دونه؟.. هل نرغب في إيصال الماء إلى مخيم الإمام الحسين - عليه السلام - حيث العطاشى من الأطفال والنساء؟..
تطل علينا ذكرى عاشوراء الأليمة، ذكرى واقعة كربلاء التي لن تجيء واقعة أعظم منها!.. هذه الواقعة التي منذ يومها إلى يومنا هذا، وهي تعطينا دروسا ودروسا في مختلف النواحي : دروس العزة والإباء، دروس محاربة الظالمين، ومنها دروس تغيير الواقع، وتغيير النفس، ودروس الإصلاح..
إن قتل الحسين - عليه السلام - وقتل أهل بيته، لم يكن إلا من أجل الإصلاح، ذاك الإصلاح الذي طلبه سيد الشهداء - عليه السلام - عند خروجه.. وهو طلب الإصلاح في أمة جده المصطفى - صلى الله عليه وآله -.. فمن أراد تغيير نفسه وواقعه ومجتمعه، فعاشوراء من أكبر الفرص للتغيير.. حيث الارتباط بذلك الإمام العظيم الذي ذَبح من أجل الإصلاح..
إرادة التغير :
إن إرادة التغيير هي الدافع والمحرك لتغيير النفس، وإلامن لا إرادة له في هذ المجال، لن يسعَ للتغيير أبداً، لذلك فإن وجود هذه الإرادة والنية الصادقة للتغيير - في حد نفسه - موجب للتغيير في يوماً ما، وإن لم يتبع هذه الإرادة تغيير واقعي وعملي.
ومن لا يسعَ للتغيير، فالحياة ماضية دون توقف، فلن تنتظره ليغير من واقعه ومن نفسه، بل سيبقى في ظلمة الجهل والمعاصي، إلى أن يأتي ذلك اليوم ليعض على أنامله ندماً، ويقف بين يدي الله - تعالى - خجلاً مما فرط في حياته..
التغيير وتعجيل الفرج :
إن لأنصار صاحب العصر والزمان - عجل الله فرجه - صفات ذكرتها الروايات.. فمن رضي بواقعه دون أن يغير منه، فلا يمكنه أن يكون ضمن هذه الفئة.. فإن الارتباط بالإمام الحسين - عليه السلام - هو تجديد عهد بحفيده المنتظر عجل الله فرجه..
فلو نظرنا لحياتنا، فالإمام المهدي - عجل الله فرجه - لا يريد منا إلا أن نكون على خط الله تعالى.. فمن لا يحافظ على صلاته، ومن لا يلتزم بالواجبات، ومن يغتاب وينظر للحرام ويكذب ؛ فهو بعيد عن نصرة صاحب الأمر، هذه من ضروريات الدين، فكيف بباقي الأمور؟..
فلا يتوقع أحد منا أن يكون من أنصار الحجة عجل الله فرجه، وصلاة صبحه قضاء - مثلا -، ولا يتوقع أن ينصر الإمام وهو يغتاب الناس ويأكل لحومهم، إلى آخره من الأمور التي أمرنا الدين بها..
فلنبدأ في عاشوراء لتغيير الواقع الذي نعيشه، فإن النفس تبقى على ماهي عليه من الهفوات والأخطاء ما لم تُغير.. والإنسان يبقى على حاله، فلو مرت عليه مئات المناسبات المباركة كمحرم، فإن حاله لن يتغير إذا لم يغير في الواقع شيء.
الهمة العالية :
لا يكن هم أحدنا أن يصل إلى مرحلة متدنية من التكامل، بل تكون همته عالية، وإن لم يسعفه العمل في بعض الأحيان.. فمن همته ترك الحرام فقط - وإن كان هو المطلوب ابتداء ً - فسيسعى لذلك، وإن وصل إليه سيبقى على حاله.. ولكن من كانت همته عالية أكبر من ترك الحرام، فإنه سيترك الحرام تلقائياً، للوصول إلى تلك الدرجة الأكبر، والتي لا يمكن الوصول إليها إلا بترك الحرام.. فمن كانت عزيمته على الصعود لسطح البناء العالي ؛ فإنه لن يكتفي بالوصول إلى أقل من ذلك، وإن لم يوفق لذلك فعلى الأقل ستكون همته في مستوى جيد.. فالبعص عندما يسمع عن بعض العرفاء، وبعض المؤمنين في درجات تكاملهم، حتى لا يخطر على باله أن يكون مثلهم في يوم من الأيام، وهذا - والله العالم - من تلبيسات إبليس في إبقاء المؤمن على وضعه، وإن كان جيداً في حد نفسه..
فعلينا بإعادة صياغة للوضع والوصول إلى نقطة التغيير، ويكون تغيير الواقع كل بحسبه وبوضعه..
عن أمير المؤمنين (عليه السلام): (من طلب شيئاً ناله أو بعضه)، فمن طلب الإصلاح في شهر محرم ناله أو نال بعضه، وذلك بالنية الصادقة، والتي يتبعها العمل، كما يمكن فهمه من هذه الرواية..
عاشوراء التغيير :
ما كان خروج الإمام الحسين - عليه السلام - إلا لطلب الإصلاح في أمة جده - صلى الله عليه وآله -، وعاشوراء فرصة للاقتداء بالإمام الحسين - عليه السلام - في هذا الهدف ؛ وهو الإصلاح : إصلاح النفس، وإصلاح المجتمع بالقدر المتيسر للمؤمن.
فالإمام الحسين - عليه السلام - باب واسع لطلب التغيير، فكما أصلح الأمة فلا يعجزه أن يصلحنا..
فإحياء عاشوراء ليس مجرد اللطم والبكاء المجرد - وإن كان مطلوباً في حد نفسه -، ولكن الإحياء الحقيقي أمر آخر.. فالذي يفوت الصلاة - مثلا - في شهر محرم، أو حتى يأخرها لما بعد العزاء، كما يمكن أن يتفق للبعض في يوم العاشر، فهو مشغول بالعزاء في وقت الصلاة.. والحال أن صلاة الظهر في يوم العاشر، صلاها الحسين - عليه السلام - في تلك الظروف، ولم يتركها..
والذي يصرخ : واحسيناه!.. وهو لا يعرف دينه، فهذا أبعد ما يكون عن إمامه الشهيد، الذي ما خرج إلا طاعة لأمر الله - عز وجل - ونصرة لدينه..
فلنكن أحراراً :
ولنا في الحر الرياحي - رضوان الله عليه - في يوم عاشوراء مثالا للتوبة الصادقة، ومثالا للتغيير الكبير الذي حصل في حياة هذا العبد الصالح، وذلك - كما يٌقال - لسابقة له في احترام الإمام الحسين - عليه السلام - وامتناعه عن ذكر أمه بسوء، أو لتقديمه الإمام - عليه السلام - للصلاة بالقوم..
فلا يحرم الإنسان نفسه من الخير، وإن كان غارقاً بالمعاصي، فلعل الله - سبحانه - يتفضل عليه بعدها..
التغيير والواقع العملي :
كيف نتغير؟.. ماذا نعمل؟..
الجانب العملي هو الأهم في كل ذلك، فقد يكون الكثير ممن لديه إرادة التغيير، ولكن يخونه العمل، والمراحل تختلف باختلاف حال الفرد..
أولى المراحل :
ليست أولى المراحل للتغيير هي : الالتزام بالختمات، والأذكار، سواء الواردة عن أهل البيت - عليهم السلام - أم المخترعة، وليست أولى المراحل الالتزام بصلاة الليل - مثلا -، أو الالتزام بالمستحبات.. وإن كانت بعض هذه الأمور معينة في هذا الطريق..
إن الخطوة الأولى : هي الالتزام بكل واجب، وترك كل محرم، والالتزام بالرسالة العملية لمرجع التقليد، أي الالتزام بالصلوات الخمس في أوقاتها، ودفع الخمس وغيرها من الواجبات.. وترك الغيبة، والنظر المحرم، والربا، والكذب، وغيرها..
ولكن كيف يكون ذلك؟..
في كلام لآية الله العظمى الشيخ محمد تقي بهجت - حفظه الله - يذكر هذا المقطع :
" والظاهر أن ترك المعصية بقول مطلق، لا يتم من دون (المراقبة الدائمة)".
وهذه هي أهم المراحل، فيذكر هذا العارف الجليل أيضا : " إذا كان الطالب صادقاً، فترك المعصية كاف وواف للعمر كله، حتى لو كان ألف سنة ".
دور الدعاء :
للدعاء دور كبير في تغيير الواقع، فالدعاء إنما هو طلب من مقلب القلوب، ومالك القلوب ؛ لأن يغير هذه القلوب التي أماتتها الذنوب والغفلات.. فمن المناسب استغلال ساعات الإستجابة لذكر هذا الطلب.
نماذج لخطوات عملية للتغيير :
الصلاة في وقتها، وصلاة الجماعة :
إن الإمام الحسين - عليه السلام - قدم دماء بعض أصحابه في يوم عاشوراء، من أجل أن يصلي جماعة، فكان بإمكانه أن يأمرهم بالصلاة فرادى، كل واحد في خيمته بعيداً عن مرمى السهام، ولكنه لم يفعل.. ونحن ربما نترك صلاة الجماعة، لأسباب مهما كانت ؛ فهي لن ترقَ للدماء..
فبئس الأنصار للإمام شعارأ والأعداء عملاً، فالامام - عليه السلام - لا يريد شعارا، بل يريد عملا واتباعا حقيقيا.. فما بال البعض يذهب من مأتم لمأتم، ومن موكب لموكب، ولا تراه يفكر للحظة في اقتفاء شيء من سيرة أبي عبد الله عليه السلام؟.. فتراه مفرطاً في صلاة أول الوقت، أو متهاوناً بحضور صلاة الجماعة، ومتغافلاً أو جاهلاً بهذا الحديث : عن الإمام علي (عليه السلام): لا صلاة لجار المسجد إلا في المسجد، إلا أن يكون له عذر أو به علة.. فقيل : ومن جار المسجد، يا أمير المؤمنين؟.. قال : من سمع النداء.
فكم منا يسمع النداء : (حي على خير العمل)!.. أي حي على الصلاة، التي هي خير الأعمال.. وصاحبنا تراه منشغلاً بشغل من أشغال الدنيا، أو نوم، أو لهو، أو لعب، وكأنه في مقام العمل يقول : يا رب!.. شغلي ولعبي ؛ أفضل من الصلاة.. فما هذا الجفاء؟!..
فليبدأ المؤمن في هذا الشهر الحرام، بتغيير نفسه من هذه الجهة، في محافظته على صلاة أول الوقت، وصلاة الجماعة..
التغيير الثقافي والفكري :
كم من المؤمنين يمضي عليه العمر، وقد قطع عن نفسه كل مصادر الثقافة والعلم : فلا يقرأ شيئاً ولو قليلاً، ولا يستمع للمواعظ والمحاضرات، ولا يحضر الأنشطة الثقافية.. هل هذا هو المطلوب من المؤمن؟..
فالعلم بالنسبة للمؤمن أمر مهم جداً، فالعالم بزمانه لا تهجم عليه اللوابس، والعالم بأحكام دينه يعرف طريقه في الحياة، وكما تؤكد الروايات : أن العالم أفضل من العابد بدرجات كبيرة، وأن السائر على غير هدى لا تزيده كثرة السير إلا بعداً!..
فمن الأفضل لطالب التغيير والإصلاح، أن يسعَى للتغيير في هذا الجانب، ولو شيئاً قليلاً ما أمكنه ذلك..
الغضب :
إن الغضب من الأمور التي تعيق المؤمن في مسيرته التكاملية، ذلك الذي تعبر عنه الروايات : بأنه جنون في أوله، وندم في آخره.. طبعا لا نعني الغضب المحمود، والذي يحثنا عليه الإسلام.. ذلك في مكانه.. ولكن الغضب الذي يعيق المؤمن، هو الذي لا يكون في محله، وذمته الشريعة المقدسة..
الكل يعرف آثار الغضب ونتائجه، وما هذه الدماء التي هدرت، ولاتزال تهدر في كل مكان، إلا من تلك القوتين الموجودتين في الإنسان، وهما : الغضب، والشهوة..
قد يغضب الإنسان على أمر لا يستحق حتى الإلتفات إليه، فضلاً عن الغضب من أجله.. وهذا يحتاج إلى أن يرتقي الإنسان قليلاً، ليرى تفاهة ما كان فيه..
من الأمور التي يُنصح بها لعلاج الغضب، هو الوضوء، وذلك لتغير الحالة التي كان عليها.. وكذلك توقيف النشاط كلياً، لا يتكلم ولا يصدر فعلاً إلى حين سكون الغضب.. وبعد ذلك سيرى حلاوة الإيمان في قلبه عند كظمه للغيظ..
النظر المحرم :
في هذه الأيام المباركة، قد يكثر النظر المحرم في ظل الاختلاط في أماكن الإحياء.. إن هذه النظرة المحرمة سهم يرميه صاحبها على قلب سيد الشهداء، وهو سهم يرميه على قربة الماء التي كان يحملها العباس عليه السلام.. والنظرة نار يحرق بها خيام الطاهرين..
ليفكر قليلاً، بعد هذه النظرة ما الذي جناه؟.. صورة في الذهن، ولا شيء في الواقع.. وإثارة دون إشباع.. وحسرة، تتبعها حسرة.. حرام رخيص قام به، ولا مسوغ له أبداً..
فليرفع الإنسان همته في هذه الأيام، وينتصر على نفسه، وعلى الشيطان في هذا الجانب.. ليترك هذا الفعل إلى أبد الآبدين، بنية صادقة، ومعاهدة لمولاه الحسين عليه السلام..
حالات التذبذب :
قد تمر على المؤمن حالات من الخمول والفتور في الهمة، هذا أمر طبيعي.. ولكن المهم ألا يتنزل إلى مستوى أقل من المستوى المطلوب.. وليستجير بالله - تعالى - ويشكو إليه أمره، وليسأله أن يرزقه العزيمة القوية.. والله - سبحانه وتعالى - أكبر وأرحم من أن يرى العبد داعياً لأمر لا يجده عند غيره فيرده، إلا لمصلحة يراها جل ذكره..
طلب الاستشفاء :
إن أهل البيت - عليهم السلام - هم أطباء النفوس والأرواح، فبإمكاننا أن نزور عيادتهم، وعيادة الحسين - عليه السلام - أكبر!.. فهو - كما تعبر الروايات - أنه كلنا سفن نجاة، وسفينة الحسين أسرع!..
فليكن ذهابنا إلى المآتم ومواكب العزاء، بقصد الشفاء من مرض القلوب والأرواح.. هذا المرض الذي لو ابتعد عنا قليلاً، لما كنا من الخاسرين كما نحن الآن..
وحاشا لأهل بيت العصمة والكرامة، أن يردوا المؤمن خائباً، وهم الذين لم يرجع منهم المسكين واليتيم والأسير خائبين.. والاسير قد لا يكون مسلماً، فكيف بالموالي وقد وفد إلى بابهم في مثل هذه الأيام ؛ متأسياً برسول الله - صلى الله عليه وآله - في تجديد حزنه على سيد الشهداء - صلوات الله عليه -..
فلنحول العَبرة إلى عِبرة، والبكاء المجرد إلى بكاء ٍ واعٍ، ولنكون على خط الحسين - عليه السلام - وهو خط الله - سبحانه وتعالى -، وهو خط نصرة صاحب العصر والزمان..
وليكن شعارنا في هذه الليالي :
" لبيك داعي الله!.. إن لم يجبك بدني عند استغاثتك، ولساني عند استنصارك ؛ فقد أجابك قلبي وسمعي وبصري ورأسي وهواي ".
لبيك يا حسين!..
abn alnajaf
/
هل تعلم هذه الاسرار؟..
هل تعلم هذه الاسرار؟..
السرّ في الرقم ١٢
لا إله إلا الله ١٢ حرفاً
محمد رسول الله ١٢ حرفاً
النبي المصطفى ١٢حرفاً
الصادق الأمين ١٢ حرفاً
أئمة أهل البيت ١٢ حرفا وهم ١٢ إماما
أمير المؤمنين ١٢ حرفاً
فاطمة الزهراء ١٢ حرفاً
الحسن والحسين ١٢حرفاً
أول الأئمة علي ١٢حرفا = علي بن أبي طالب ١٢ حرفا
الإمام الثاني ١٢ حرفاً = الحسن المجتبى ١٢ حرفاً
الإمام الثالث ١٢حرفاً = الحسين الشهيد ١٢ حرفاً
الإمام الرابع ١٢ حرفاً = الإمام السجاد ١٢ حرفاً
الإمام الخامس ١٢ حرفاً = الإمام الباقر ١٢ حرفاً
الإمام السادس ١٢حرفاً = الإمام الصادق ١٢ حرفاً
الإمام السابع ١٢ حرفاً = الإمام الكاظم ١٢حرفاً
الإمام الثامن ١٢ حرفاً = الإمام الرضا ١٢ حرفاً
الإمام التاسع ١٢ حرفاً = الإمام الجواد ١٢ حرفاً
الإمام العاشر ١٢ حرفاً = الإمام الهادي ١٢ حرفاً
إمام المسلمين ١٢ حرفاً = الحسن العسكري ١٢حرفاً
الإمام الخاتم ١٢ حرفاً = القائم المهدي ١٢ حرفاً
خليفة النبيين ١٢ حرفاً = خاتم الوصيين ١٢ حرفاً
هؤلاء الأطهار ١٢ حرفا
سادة أهل الجنة ١٢حرفاً
محبهم مؤمن تقي ١٢ حرفاً
عدوهم كافر شقي ١٢ حرفاً
العيون التي فجرها النبي موسى لقومه ١٢
الشهور ١٢ - الأسباط ١٢ - النقباء ١٢ - البروج ١٢ - الحواريين ١٢
ام زينب
/
حتى تكوني أبهى فتاة في الكون!..
أنت بجمالك أبهى من الشمس!..
وبأخلاقك أزكى من المسك!..
وبتواضعك أرفع من البدر!..
وبحنانك أهنأ من الغيث!..
فحافظي على الجمال بالإيمان!..
وعلى الرضا بالقناعة!..
وعلى العفاف بالحجاب!..
واعلمي أن حليّك ليس الذهب والفضة والألماس!..
بل ركعتان في السحر.. وظمأ الهواجر صياماً لله!..
وصدقة خفية لا يدري بها إلا الله.. ودمعة حارة تغسل الخطيئة!..
وسجدة طويلة على بساط العبودية.. وحياء من الله عند داعي الشيطان!..
فالبسي لباس التقوى.. فأنت أجمل امرأة في العالم!..
وارتدي عباء ة الحشمة.. فأنت أبهى إنسانة في الكون!..
ام نور الكواز
/
نعمة المرض
قال تعالى : {وان تعدو نعمة الله لا تحصوها}.. إن من نعم الله - تعالى - على الإنسان نعمة العافية، فقد قيل : (العافية تاج على رؤوس الأصحاء).. فالإنسان المعافى قادر على العبادة والعمل، وتحصيل العلم، ومزاولة حياته الاعتيادية.
وإن من نعم الله - تعالى - على الإنسان نعمة المرض أيضا.. فالحيوانات مثلا عندما تمرض تستدل على علاجها بإلهام إلهي، فتشفى بإذنه تعالى، والأمثلة على ذلك كثيرة :
(فالأفعى عندما تهرم، تفقد بصرها.. وعلاجها نبات الحبة الحلوة، تمسح بها عينيها.. لذا تخرج من جحرها، و تقطع الفراسخ في الصحراء تتشمم حتى تعثر عليها، وتتداوى بها.. والقطة حين تصاب بوجع البطن، دواؤها نبات سطح المنازل.. والأسد عندما يمرض، فعلاجه قرد يأكله.. والكلب يشفى بأكل ورقة نبات الفيل.. وذكر الخنزير، بأكل السرطان.. والديك بأكل نملة.. والفهد بأكل فأرة.. والهدهد بأكل عقرب.....).
وسرعان ما تشفى هذه الحيوانات من أمراضها.. أما الإنسان فإن له أمراضا أخرى، قد أحصى الطب القديم منها (٤٠٠٠) مرضا.
وإن للإنسان طرائق أخرى للعلاج، قد تطول بعضها وبعضها يؤلم، مع ما يتحمله المريض من الألم والتعب والتعطيل عن مزاولة نشاطه اليومي.. ولذلك يظن البعض أن المرض بلاء من الله - عز وجل - في حين أنه نوع من أنواع الرحمة الإلهية ؛ ذلك لأن النفس تتطهر بالمرض، ولولاه فإن الروح لا تتطهر كما ينبغي فقد ورد عنهم (عليهم السلام):
(المرض ينقي المسلمين من الذنوب، كما يذهب الكر خبث الحديد).
وقال الإمام الصادق (عليه السلام):(حمى ليلة كفارة لما قبلها وما بعدها).
أي أن قضاء ليلة مع المرض، يطهر النفس من الذنوب.. والسر في ذلك : أن المريض لا هم له إلا الحصول على الشفاء، وتشتغل نفسه بطلب العافية من الله - عز وجل - فلا تتحرك بداخله نوازع : الحسد، والأنانية، والعجب، والغرور.. ويكف عن اقتراف الذنوب التي كان مداوما عليها أيام عافيته.. لا، بل أن من رحمة الله - عز وجل - أنه يثيب العبد المريض على معاناته في مرضه، وهذا المعنى أكده الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) إذ قال في وصيته للإمام علي (عليه السلام):
(يا علي!.. أنين المؤمن تسبيح، وصياحه تهليل، ونومه على فراشه عبادة، وتقلبه من جنب الى جنب جهاد في سبيل الله تعالى.. فإن عوفي مشى في الناس وما عليه ذنب).
وقال الإمام الباقر (عليه السلام) عندما سأله أحد أصحابه :
(حمى ليلة تعدل عبادة سنة، وحمى ليلتين تعدل عبادة سنتين، وحمى ثلاث ليال تعدل عبادة سبعين سنة).. قال : قلت : فإن لم يبلغ سبعين سنة؟.. قال : (فلأبيه وأمه).. قال : قلت : فإن لم يبلغا؟.. قال : (فلقرابته).. قال : قلت : فإن لم يبلغ سبعين سنة؟.. قال : (فلجيرانه).
كذلك أن المرض الذي يصيب الإنسان، لا يأتي إلا لدفع خطر أكبر، أو واقيا من مضاعفات مرضية خطيرة، وقد ورد عنهم (عليهم السلام):
(لا يكره الإنسان أربعة لأربعة : الزكام آمان من الجذام، والدماميل آمان من البرص، والرمد آمان من العمى، والسعال آمان من الفالج).
وقد ورد التأكيد في الشريعة السمحاء، على عيادة المرضى، لما فيها من تطييب لخاطر المريض، ومعونة له في الصبر على الوجع، وهي فرصة طيبة لاستجابة الدعاء.. فقد ورد في الأثر : أن دعاء المريض لا يرد، و فيها ثواب جزيل.. فقد قال الرسول (صلى الله عليه وآله):
(ما من رجل يعود مريضا ممسيا، إلا خرج معه سبعون ألف ملك، يستغفرون له حتى يصبح.. ومن أتاه مصبحا، خرج معه سبعون ألف ملك، يستغفرون له حتى يمسي).
وفيما ناجى به موسى (عليه السلام) أن قال :
(يا رب!.. ما بلغ من عيادة المريض من الأحياء؟.. قال : أوكل به ملكا يعوده في قبره إلى محشره).
ومن آداب الزيارة : عدم المجادلة، وإجهاد المريض بالكلام ؛ لأنه يكون رقيق القلب لا طاقة له للتحمل.. والحمد لله رب العالمين في جميع الأحوال في المرض والعافية.
التائب ـ مكه المكرمه
/
الحرية الحقيقية
يعتقد بعضنا بأنه عندما يعيش بعيداً عن الأحكام والسنن الإلهية، فذلك هو أعلى مسميات الحرية.. والحال أنه يعيش أدنى الحالات الحيوانية.
يتبرم بعضنا من الإستنان بسنن الصفوة من خير البرية، وكأن تلك السنن قد وضعته في سجنٍ، وضيقت عليه الحرية.. والحال أنها سنن قد وضعته في محمية تقيه كل الشرور : الشرور الدنيوية، والأخروية.. ومهدت له حرية حسن لقاء الله ذو النعم السخية.
يلازمنا أحياناً شعور بالنقص، عندما نرى ذلك الذي يملك من متاع الدنيا، ما لا نملكه من سيارة فخمة أو زوجة جميلة.. ولكننا لا نستشعر النقص عندما نرى رجالا صدقوا ما عاهدوا الله عليه، فوصلوا لأسمى المراتب الإيمانية!..
بعضنا يسعى جاهداً، وبكل ما يملك من قوى ظاهرة أو خفية، لإحياء سنة نبوية (مستحبة)، وفي الوقت ذاته يدخل نفسه في محرمات شرعية، ويتجاوز حدود السنة النبوية (الواجبة)؛ فتراه يعمل في إظهار الفرح لليلة زفافه، ويتجاوز الحدود الشرعية، فيما يكون في تلك الليلة من مخالفات شرعية، بإحضار فرق موسيقية، وعرض للمفاتن المحرمة، من جانب من اتخذها زوجة.
يعيش بعضنا أشد حالات الحزن والتبرم، إذا فاتته حلقة من حلقات المسلسل التلفزيوني، الذي يتابع أحداثة في كل ليلة، والذي يقتتطع له وقتاً إلزامياً من وقته ؛ ولكنه لا يشعر حتى بمسحة حزن، إذا فاتته الصلاة الواجبة!..
بعضنا يتخذ من إجازتة (جوازاً) لفعل المعصية، وكأن الله قد أعطاه إجازة حتى في معصيته، ولسان حاله يقول : شباب في رحلة!.. وتباً لها من رحلة!..
حنين
/
الحب
إنك بلغة الحب تستطيع العبور لكل مكان، فالناس يريدون من يحبهم، والحيوان يقترب ممن يعطف عليه، وحتى النبات ينمو بعنايتك وصبرك، وأما الجماد إذا دفعتها ابتعدت لحيث وجهت.
إن لك تأثيرا يعم من حولك، ولكن ماذا عن الله الذي نأتي للصلاة بين يديه، ولنا هم آخر نفكر فيه، ونريد الانصراف له؟.. ألا يحق لله أن يصرفنا عنه، ولا يقبل علينا بوجهه الكريم؟..
ما أقبح أن ندعو الله ونحن معرضين بقلبنا عنه، ونعد الدقائق، وصفحات الدعاء.. وكأن آخر كلمة منه الراحة.
هادي
/
درس الفراشة
ذات يوم ظهرت فتحة في شرنقة عالّقة على غصن.. جلس رجل لساعات يحدَّق بالفراشة، وهي تجاهد في دفع جسمها من فتحة الشرنقة الصغيرة..
فجأة توقفت الفراشة عن التقدم.. يبدو أنها تقدمت قدر استطاعتها، ولم تستطع أكثر من ذلك.. حينها قرر الرجل مساعدة الفراشة، فأخذ مقصاً وفتح الشرنقة..
خرجت الفراشة بسهولة، لكن جسمها كان مشوهاً، وجناحيها منكمشان!.. ظَلّ الرجل ينظر متوقعاً في كل لحظة أن تنفرد أجنحة الفراشة، تكبر وتتسع.. وحينها فقط يستطيع جسمها الطيران بمساعدة أجنحتها.. لكن لم يحدث أي من هذا..
في الحقيقة لقد قضت الفراشة بقية حياتها، تزحف بجسم مشوّه، وبجناحين منكمشين!.. لم تنجح الفراشة في الطيران أبداً أبداً!..
لم يفهم الرجل بالرغم من طيبة قلبه، ونواياه الصالحة : أن الشرنقة المضغوطة، وصراع الفراشة للخروج منها ؛ كانتا إبداع من خلق الله، لضغط سوائل معينة من الجسم إلى داخل أجنحتها، لتتمكن من الطيران بعد خروجها من الشرنقة.
حيانا تكون الابتلاء ات هي الشيء الضروري لحياتنا.. لو قدّر الله لنا عبور حياتنا بدون ابتلاء وصعاب، لتسبب لنا ذلك بالإعاقة، ولما كنا أقوياء كما يمكننا أن نكون.. ولما أمكننا الطيران أبدا!..
طلبت قوة ً.. فمنحني الله مصاعب ومحن ؛ لتصقلني وتربيني..
طلبت حكمة ً.. فوهبني الله معضلات لأحُلها..
طلبت رخاء ً.. فأعطاني الله عقلاً وقدرة ؛ لأعمل وأنتج..
طلبت شجاعة ً.. فوهبني الله عوائق وعقبات ؛ لأتغلب عليها..
طلبت محبة ً.. فأكرمني الله بأناس لديهم مشاكل ؛ لكي أحبهم وأُساعدهم..
طلبت امتيازات ورخاء وثراء.. فأعطاني الله فرصا، وإمكانيات سانحة..
لم أحصل على أي شيء مما طلبت ؛ لكن حصلت على كل ما أحتاج..
عِش بالإيمان، عِش بالأمل، عِش بلا خوف، توكل على الله، واجِه كل العقبات في حياتك، وبرهن لنفسك أنه يمكنك التغلب عليها.
أم عسكري
/
النظر لغير الله!..
كم مرة أتوجه فيها لله فيرحمني، وكم مرة أتوجه لغيره فلا ينفعني؟!..
أليس هذا سبب كاف، لأن أعرف الطريق السوي؟..
أوليس على الإنسان يسير ليغنم، ويمسك ليسلم؟..
إلى متى أنا أعبث، ولا ينتظرني إلا الشقاء؟.. وإلى متى أطلب الشهرة، بحيث يكون المطلوب العظمة لا غير؟.. بل إلى متى أرى نفسي، ولا أرى الله علي رقيبا؟..
ركام الخيال أذهلني عن متابعة أمر الله، وجهاد النفس لا ينفع إذا كان الله غير المقصود.. لذلك اللوم مردود عليه، عندما لا أصل ولا تفلح مجاهدتي!..
فهلا أهملت حب النفس، ليستيقظ حب الله!..
زهراء
/
مثال لطمعِ الآدمي !..
صاد رجلٌ قبّرة، فقالت : ما تريد أن تصنع بي؟!..
قال : أذبحكِ وآكلك.
قالت : والله ما أشفي من قرم وما أُشبع من جوع، ولكن أُعلّمك ثلاث خصال، هي خيرٌ لك من أكلي!..
أمّا الأولى : فأعلمك إيّاها وأنا في يديك.
وأمّا الثانية : فإذا صرت على الشجرة.
وأمّا الثالثة : فاذا صرتُ على الجبل.
قال : هات الأولى!..
قالت : لا تلهفنّ على ما فات.. فخلاّها، ثم صارت على الشجرة.
قال : هاتِ الثانية!..
قالت : لا تُصدَقَنَّ بما لا يكون أنّهُ يكون.. ثم طارت، فصارت على الجبل.
فقالت : يا شقي!.. لو ذبحتني لأخرجتَ من حوصلَتي درتين، في كلِّ واحدة عشرون مثقالا!..
فعضّ على شفتيه.
وقال : هاتِ الثالثة!..
قالت : أنتَ قد نسيت اثنتين، فكيف أخبرك بالثالثة؟!..
ألم أقل لكَ : لا تلهفنّ على ما فات، ولا تصدّقنّ بما لا يكون أنه يكون؟..
أنا ولحمي ودمي وريشي، لا نكون عشرين مثقالا.. فكيف في حوصلتي درّتان، في كلّ واحدة منهما عشرون مثقال؟!..
ثم طارت فذهبت.
وهذا مثال لفرطِ طمع الآدمي، فإنّهُ يعميه عن دركِ الحق حتى " يقدّر ما لا يكون بأنّه يكون ".
زهراء
/
الصبر مفتاح الفرج
سأل شاب رجل أعمال عن السبب في نجاحه؟..
فقال له : الصبر هو سرّ نجاحي، إنّ أيَّ شيء في الدنيا يمكن عمله، إذا تذرع الإنسان بالصبر.
فقال الشاب : ولكنّ هناك أمورا لا يمكن عملها، مهما كان الإنسان صبورا!..
فقال رجل الأعمال : وما هي؟!..
قال الشاب : مثلاً : نقلُ الماء في المنخل!..
فردَّ عليه رجل الأعمال في الحال : حتى هذا يمكن عملُه بالصبر، إذا انتظر الإنسانُ الماء حتى يجمدَ ويكون ثلجا.
مشكاة الأنوار
/
الشجرة من منظور قرآني
لا يعيش الإنسان في هذه الحياة بمعزل عن الكائنات الحية الأخرى، وعلى الرغم من كونه يمثل محور هذه الحياة، وقطب الكون الذي خلق كل شيء لأجله، غير أنها تشاطره العيش في هذه الحياة، تؤثر فيه وتتأثر به، في ظاهرة هي سبب استمرار الحياة وديمومتها.. فالحيوانات والطيور والنباتات بشتى أصنافها، تكوّن حلقة متكاملة جنبا إلى جنب مع الإنسان ؛ لتصنع دورة الحياة.. والشجرة مثال رائع للتفاعل مع الحياة الإنسانية، فاستحقت تلك المكانة البارزة التي أولاها لها الإسلام.
فمنذ اليوم الأول الذي سكن فيه آدم (ع) الجنة، تكونت علاقته بالشجرة، فتلقى الإرشاد الإلهي الأول {وقلنا يا آدم اسكن أنت وزوجك الجنة وكلا منها رغدا حيث شئتما ولا تقربا هذه الشجرة فتكونا من الظالمين}؛ فكانت محلا للإمتحان الإلهي.. ولكن الشيطان الرجيم استغل الشجرة ليوسوس لآدم وزوجه (ع)، فقال : {ما نهاكما ربكما عن هذه الشجرة إلا أن تكونا ملكين أو تكونا من الخالدين} فلما قربا الشجرة شعرا بالذنب، وسيطر عليهما الحياء، ولم يجدا مفرّاً إلاّ إلى الشجرة مرة أخرى، وكأنهما يؤكدان هذه العلاقة الحميمية {وطفقا يخصفان عليهما من ورق الجنة}.
وإن الشجرة مثال للخير، كما هي مثال للشر أحيانا، فالقول الجميل، والكلمة الطيبة {كشجرة طيبة اصلها ثابت وفرعها في السماء}، وعلى نقيضها نجد الكلمة الخبيثة {كشجرة خبيثة اجتثت من فوق الارض ما لها من قرار}، وكما استحق {الذين آمنوا وعملوا الصالحات طوبى لهم وحسن مآب} استحق الكافرون في المقابل شجرة الزقوم والتي هي {شجرة تخرج في أصل الجحيم} ـ الله جميعا منها ـ {شجرة مباركة زيتونة لا شرقية ولا غربية يكاد زيتها يضيء}، أو تكون مثالا سيئا منبوذا، يسوء النبي (ص) حين يخبره الله تعالى {وما جعلنا الرؤيا التي أريناك إلاّ فتنة للناس والشجرة الملعونة في القرآن}، إلى حد لم يُر بعد ذاك اليوم مبتسما.
وتتعدد أغراض الشجرة ونوعية هباتها للإنسان، فهذه شجرة تظل النبي يونس (ع) {وأنبتنا عليه شجرة من يقطين}، وشجرة أخرى هي مثال العطاء {تخرج من طور سيناء تنبت بالدهن وصبغ للآكلين}، وأخرى نودي منها النبي موسى (ع) {من شاطئ الوادي الأيمن في البقعة المباركة من الشجرة}، وأخرى شريكة في الرضا الإلهي حين {رضي الله عن المؤمنين إذ يبايعونك تحت الشجرة}.. ولكن تبقى شجرة النبوة والإمامة، هي الأسمى وهي الأعلى بقول النبي (ص) لعلي (ع) (أنا وأنت من شجرة واحدة، وسائر الناس من شجر شتى)، ليتلقفها شاعر أهل البيت (ع):
يا دوحة في الخلـــد نابتـــة ما مثلها نبتت في الخلد من شجر
المصطفى أصلـها والفرع فاطـمة ثم اللقاح علــي سيـد البشـر
والهاشميان سبطـاه لهـا ثمــر والشيعة الورق الملتف بالثــمر
ابن الإسلام
/
المحبوب الحقيقي
سيتخلى عنك كل أحد في هذه الدنيا، وأنت في أمس الحاجة لوقوف أحد بجانبك.. سيتخلى عنك أحب الناس إليك : أصدقاؤك، والديك.. وذلك عندما تكون في القبر وحدك، ولكنّ هناك محبوبا لم ولن يتخلى عنك ويتركك في ذلك الموقف الصعب، أعرفت من هو؟.. هو الله
إلهي!.. لو عصيتُ أمي، وقيل لها : سنضع ابنك في النار ؛ فإنها حتما ستمانع رأفة بي ورحمة.. فكيف بك يا أرحم الراحمين؟!..
بنت السادة
/
لحظات تنزف من دم فيها العين دموع من ندم.
لحظات تنزف فيها العين دموع من دم!..
عندما تفلت أيادي المحبين من بعضهم البعض..
وعندما نسأل : لماذا؟.. يقال لنا : قسمة ونصيـب..
لحظات تنزف فيها العين دموع من دم!..
عندما يخرج لنا فاسق أو فاسقة، وتوطي أقدامهم الطعام..
وفي افريقيا يموت أطفال بالملايين جوع وفقر..
لحظات تنزف فيها العين دموع من دم!..
عندما يسقط كبار السن تحت أقدام كبار الشخصيات..
يطلبه شيء معين، يواصل مسيرته إلى لقمة العيـش..
لحظات تنزف فيها العين دموع من دم!..
عندما أصلي في المسجد الفلاني لكي يراني الشخص الفلاني..
ولا أصلي لكي يراني خالقني وخالق كل ما على الكون..
لحظات تنزف فيها العين دموع من دم!..
عندما يجر المظلوم إلى ساحة القصاص..
فكم من القهر والذل والحزن الذي يراود صدره، وصدر من يعرفون الحق!..
لحظات تنزف فيها العين دموع من دم!..
عندما يتخلى أقرب الناس لك، ويقترب منك أبعد الناس لك..
فكم من الرحم سوف تفتقده، وكم من القساوة سوف تنالك؟..
لحظات تنزف فيها العين دموع من دم!..
عندما يصرخ الأب الفلسطيني ويقول : الولد الولد.. ويصرخ العرب القدس القدس..
وتصرخ إسرائيل فتقول : انتصر الباطل على الحـق!..
لحظات تنزف فيها العين دموع من دم!..
عندما ينتقل الأب والأم إلى مقابر الأموات وطفلهما ينشر
البسمة على هذه الدنيا التعيسة.. فكم من الحنان قد يفقد؟..
لحظات تنزف فيها العين دموع من دم!..
عندما نحلم أحلامنا ونتمنى أمنياتنا، وعندما نكبر ونعيش..
تصبح هذه الأحلام والأمنيات مجرد ذاكرة لم تحدث أصلا..
لحظات تنزف من دم فيها العين دموع من ندم!..
عندما تقف أمام بيتك، ويأتي أحد المارين ويسألك عن بيت أحمد..
فتقول له : ليس في هذا الحي، وبعدها تكتشف أنه جارك.. الجدار على الجدار!..
بنت السادة
/
إذا وجدت صورتك بين هذه الصور فاحذفها
الصورة الأولى :
حب الدنيا، ونسيان الآخرة، والانكباب على هذه الدار الفانية
صورة عارية من الفهم الصحيح، لما يجب أن يكون عليه المسلم..
{كلا بَل لا تُكْرِمُونَ الْيَتِيمَ {١٧} وَلا تَحَاضُّونَ عَلَى طَعَامِ الْمِسْكِينِ {١٨} وَتَأْكُلُونَ التُّرَاثَ أَكْلاً لَّمّاً {١٩} وَتُحِبُّونَ الْمَالَ حُبّاً جَمّاً}.
الصورة الثانية :
نسيان الوالدين في زحمة هذه الحياة، وعدم المبالاة بأحزانهم وأفراحهم وعقوقهم
صورة عارية من الوفاء ورد الجميل، وهل جزاء الإحسان إلا الإحسان..
{وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاَهُمَا فَلاَ تَقُل لَّهُمَا أُفٍّ وَلاَ تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلاً كَرِيماً {٢٣} وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَة ِ وَقُل رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرا}.
الصورة الثالثة :
السعي في الفساد والإفساد ليلا ونهارا سرا وجهارا
صورة عارية من مخافة الله، والحذر من عظيم سطوته وشديد انتقامه..
{الَّذِينَ طَغَوْا فِي البلادِ {١١} فَأَكْثَرُوا فِيهَا الْفَسَادَ {١٢} فَصَبَّ عَلَيْهِمْ رَبُّكَ سَوْطَ عَذَابٍ {١٣} إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصَادِ}.
فهل من توبة قبل نزول العذاب؟..
الصورة الرابعة :
ترك الصلاة، وعدم التعبد لله بها
صورة عارية من الإسلام الصحيح..
{مَا سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ {٤٢} قَالُوا لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ {٤٣} وَلَمْ نَكُ نُطْعِمُ الْمِسْكِينَ {٤٤} وَكُنَّانَخُوضُ مَعَ الْخَائِضِينَ {٤٥} وَكُنَّا نُكَذِّبُ بِيَوْمِ الدِّينِ {٤٦} حَتَّى أَتَانَا الْيَقِينُ}.
همسة :
إن كنت وجدت صورتك بينهم فبادر / ي بتغيير معالمها..
حاول / ي أن تعيدها إلى حشمتها وزينتها قبل فوات الأوان..
بنت السادة
/
أجمل لحظات عمرك
أجـمـل لـحـظـات عـمـرك !..
حـيـن تـعـيـش وسـط أفـئـدة الـنـاس بـشـفـافـيـة ، بـدون نـفـاق أو مـجـامـلات خـبـيـثـة .
أجـمـل لـحـظـات عـمـرك !..
حـيـن تـعـانـد الـشـيـطـان وتـغـلـبـه ، وتـرجـع إلـى ربـك مـن بـعـد طـول غـيـاب ، فـتـطـرق بـابـه ويـفـتـحـه لـك ويـقـبـل تـوبـتـك .
أجـمـل لـحـظـات عـمـرك !..
حـيـن يـفـهـمـك مـن حـولـك ، فـيـداوون جـروحـك ، أو يـجـعـلـونـك تـسـتـنـد إلـيـهـم فـي مـصـائـبـك .
أجـمـل لـحـظـات عـمـرك !..
حـيـن تـقـتـرن بـنـصـفـك الآخـر (شـريـك الـحـيـاة ) حـيـن تـتـحـد مـع إنـسـان آخـر يـشـاركـك كـل شـيء .
أجـمـل لـحـظـات عـمـرك !..
حـيـن تـنـاجـي ربـك بـخـضـوع وذل ودمـوع كـالأنـهـار ، وبـقـلـب مـلـؤه الـشـوق إلـى رؤيـاه .
أجـمـل لـحـظـات عـمـرك !..
حـيـن تـسـمـع بـكـاء أول طـفـل لـك ، فـتـحـضـنـه بـقـوه تـمـنـحـه الـحـنـان والآمـان وتـقـبـلـه .. لا يـوجـد أروع مـن هـذه الـلـحـظـة !..
أجـمـل لـحـظـات عـمـرك !..
حـيـن تـحـزن بـصـدق عـلـى مـافـاتـك مـن عـمـرك ، مـن دون أن تـسـتـفـيـد مـنـه ؛ فـتـبـادر إلـى الـتـعـويـض .
أجـمـل لـحـظـات عـمـرك !..
حـيـن تـسـتـيـقـظ فـي الـصـبـاح ، وقـد مـحـا الله ذنـوبـك بـالأمـس .
بنت السادة
/
عش وابتسم وسامح وإذا لم تستطع حاول
عش وابتسم، وسامح.. وإذا لم تستطع حاول!..
عش بقلب محب!..
وابتسم بقلب محب!..
وسامح بقلب محب!..
وحاول أن تعيش الحب بكل معانيه الدافئة!..
وبكل بحوره الواسعة!..
ولا تضيق رحابه، ولا تغلق أبوابه!..
ولا تستنكر أصحابه!..
فدقيقة واحدة تعيشها، وقد صفا قلبك على كل الناس
وسما فيك الإحساس
فهي دقيقة توزن بالذهب!..
ولكلمة حلوة تخرج من لسان محب
وتستقر في قلب محب
لهي أفضل من كل هدايا العالم!..
ولإنسان تشعر معه بالصدق
وتطير معه في رحاب المودة
لهو أفضل من كل ملايين البشر!..
وللحظة تحياها روحك، تنبض بالخير لكل من حولك
لهي لحظة
تشفيك من كل أمراض القلق والحسد والوحدة!..
فالحياة أوسع من أن نضيقها بالهموم والدموع!..
والقلوب أطهر من أن نلوثها بالكره والضغينة
والحب أعظم من أن ندفنه باللوم والعتاب وسوء الظن!..
الحب :
ليس بأن نعيش في أحلام الحالمين، وآهات العاشقين
فهذا ما عرف من الحب إلا قشوره
ولم يتغلغل في بحوره أو يقرأ سطوره
الحب :
أن نعيش الخير بكل مدائنه وموانئه
وأن نكره الشر بكل ألاعيبه وأكاذيبه
الحب :
أن تعيش طاهر القلب، سليم الروح
لا تعبث بقلوب المحبين
ولا تغدر بالطيبين
ولا تتجاهل قلوب الأوفياء المقربين
وعش ماتبقى لك من عمُر
طاهر القلب، سليم الروح
جعفر
/
مخاطر التبرج
ماذا يحصل عندما نهدم جدران بيت؟.. بالتأكيد، أنه يغدو مكشوفاً، وعرضة لنظرات الرائحين والغادين، بحيث تسقط حرمته، فلا يستطيع أهله أو سكانه منع الناس من التفرج عليهم.. وماذا يحصل لو أننا فتحنا شبابيك بيت جميل، وقلنا للمارة لا تنظرون من خلالها؟.. ألا يمكن أن يثير ذلك اعتراضهم، فيقولون : أغلقوا شبابيك البيت، قبل أن تطلبوا منا إغلاق عيوننا؟..
إن هذان المثالان فيهما شبه كثير، بالفتاة أو المرأة التي تخرج سافرة متبرجة، كاسيه عارية، تلبس أبهي زينتها، وأجمل ملابسها، وتضع المساحيق والعطور المثيرة، ثم تقول للشبان الذين تفور غرائزهم : لا تستثار!.. غضوا أبصاركم!.. لا تلتفتوا إلي دعوني وشأني!..
وهل هناك يا ترى متبرجة تقول ذلك؟.. أليست تخرج كذلك، لتلفت الأنظار إليها، وكأنها شاشة تلفاز تبيح للجميع التطلع إليها!..
وعلى ضوء ذلك، فإن انعكاسات التبرج بالدرجة الأولى، أن ينظر إليها من زاوية واحدة فقط, أي أنها أنثى, وأنها جسد يطمع بها الطامعون، كما يتركز هذا المعنى في ذهنيتها أيضاً؟.. فلا تلتفت إلى جوانب أخرى في شخصيتها، وإنما تصب اهتمامها على الشكل دون المضمون.. فتغرق في اقتناء الملابس الثمينة، والزينة الغالية، وتتفنن في الظهور بمظهر لافت للأنظار، مما يسبب لها متاعب مالية واجتماعية ونفسية كثيرة..
فأية جرائم اجتماعية وأخلاقية يتسببن فيها ذوات الحياء القليل، سواء شعرن بذلك أم لم يشعرن؟!.. وللأسف فإن قانون الكثير من البلدان لا يتسامح في ذلك، بل يشجع عليه، ويفتح له الأبواب على مصاريعها ؛ بغية إفساد الجيل بشبانه وشاباته!.
الدليل إلى طريق الجليل
/
أيها الأنسان أما آن لك أن تستحي من ربك
إلهي كيف أنساك، ولم تزل ذاكري؟!.. أم كيف ألهو عنك، وأنت مراقبي؟!.. أما آن لك أيها الإنسان أن تستحي من ربك؟!.. قد أوجدك نورا شامخاً من نوره، وهيأ لك أرضا، جعلها فراشا لك تحتضنك بكل ذرة فيها، وجعلها تطعمك من نباتها، وتسقيك من ماء ها، وتربيك في رحمها.. فهيأ لذلك شمسا، تبخر ماء فراشك، فينزل عليك من عنده ماء صافيا.. وجعل لك قمرا منيرا، يعلمك منازل وبروج السماء، ويعكس لك ضوء الشمس، حتى لا ينقطع عنك.. ومنحك ماء صافيا، يصل إلى جوفك، دون أن تذهب إلى جلبه.. فهو راحمك وموجدك..
ألم يهيئ لك نجوما، تحميك من زعازع الخلق؟.. ألم يهيأ لك سحابا، ينقل لك قطرات ماء نازلا من عنده؟.. ألم يحميك من حركات هذا الفراش الذي وضعك فيه؟.. ألم يغذيك ويطعمك ويسقيك؟.. وفعل ذلك معك في رحم أمك ثانيا، حيث أنزلك في أبوين مؤمنين صالحين في أصلاب طاهرة، حتى أدخلك في رحم أمك من ماء صاف كاللبن، من محل النية والمشيئة، الذي ما وسعته أرض ربك ولا سمائه، لكن وسع قلب أبويك، فخرجت من عنده؟..
ألم يربيك في عنق رحم أمك، حتى تتكون في ٧٢ ساعة، يغذيك من نفس العنق؟.. أيها الإنسان من نقلك إلى الرحم بعد ذلك؟.. أليس هو من أرسل نطفتك إلى هناك؟.. أليس هو من كونك في رحم أمك، حتى تفجرت مضغتك في ١٤ يوم، حتى بدأ في تكوين آلات جسدك لينزل فيها الروح والنور، التي كونك منه في الأول؟.. ألم يعينك، ويعلمك كيف تجلس وتصلي وتسبح، وتقوم وتقعد، وتأكل وتشرب، وأنت جهاز لم يكتمل نموه في ظلمة داكنة، لا ترى ولا تبصر؟..
أما آن لك أن تستحي من خالقك؟!..
ألم يقيك من حركات أمك، حيث جعلك في فرش من ماء رحمها، حتى لا يصطدم رأسك الهش بجسدها، فكان أحن من أمك عليك؟.. حتى إذا نمت وكبرت وتعلمت، استقبلك من رحم أمك ساجدا باكيا، وضعك بين يديه، حيث لا يرغب في أحد أحدا، وسخر لك أبويك، حيث لا يرغب أحد في أحد..
ألم تكن طفلا لا تبصر محالب أمك، فأرشدك إليها، لكي يغذيك.. وحينما كبرت قليلا، علمك كيف تسير على أربع، تقضي في حركتك حاجتك؟.. ألم يعلمك ويلاعبك؟.. حفظك من شرار الدواب والهوام، والكبير والصغير، حتى إذا هم جسدك إلى الوقوع، استقبلت يداه جسدك، فهان عليك الألم بعد رؤيتك ذلك؟..
سخر لك كل شيء، وهيأ لك كل شيء، وعمل لك شيء.. أبعد ذلك تقابله بالعصيان والطغيان والجحود؟.. أبعد أن دلك على الطريق، وعلمك المسير، تقف عليه بالنكران؟!..
أما آن لك أن تستحي من ربك؟..
وبعد ذلك، حتى إذا عرضت عليك الدنيا زينتها، تبدل ربك بها!.. أذلك عدل أن تبيع من أحسن إليك بالإساء ة؟!.. فتعصيه، فينادي هذا عبدي، وأنا أولى به.. يستر فعلك عن جميع خلقه، حتى عن ملائكته، وسكان سماواته.. أبعد ذلك تجرأ عليه؟!..
يعلمك التوبة، ويسوقك إليها، لتتوب، فيرجعك إلى طريق صنعه لك، فتوقع نفسك في الجب، فيخرجك، أليس هو أحق بعبادتك؟!..
يعلمك الكلام، فتقوله لغيره!.. يعلمك معارف خلقه من جن وأنس وملائكة، فتكرس وقتك لعبادتهم، والتقرب لهم!.. أليس هو أحق منهم في ذلك؟!.. وبعد فعلك كله، يقول لك : عبدي نادني، فأجيبك وأعطيك.. وتقرب إلي، أتقرب إليك..
حتى إذا دنى أجلك، واحتضنك الموت قال له : خل عنك.. هذا عبدي وحبيبي، أنا أولى منك في احتضانه.. فآنس وحشتك، كما فعل في رحم أمك، وأنار لك برزخ من قبل نكرانك وجحدك.. فاستقبلك، وجعل لك عرسا يزفك إلى جنانه.. ويفرح بك أكثر من فرح أهلك ومحبيك بك، حين تزويجك وتخرجك، فيغفر لك، ويرحمك.. أليس أحق هو بحمدك؟.. أسكنك أرضه، وأطعمك من نباته، وأسقاك من مائها، فعصيته فغفر لك..
كيف بك، وأنت على أثقالك أكناف الذنوب تجرها؟.. وأغلال الحديد بين يديك وقدميك، تنادي : أي رب أي رب أي رب!.. يا الله!.. عبدك بين يديك.. أبعد ذلك جئت إلى ربك تستسقيه؟!.. أبعد أن تبدلت صورتك، وانمحى ذكرك؟.. أبعد أن سودت أعمالك وجهك، جئت سائلا قارعا بابه، تسأله أن يدخلك جنته، ويحظيك بقربه؟.. وهو الرؤوف بك، الرحيم لك، فيغفر لك، فينادي مناد : إني غفرت لحبيبي، قد أحسن ظنه بي، خل سبيله..
فلماذا أيها الإنسان، توالي عدوه، وتصم آذانك عنه؟!..
فرجعت إليه بعد أن خرجت من عنده!.. كان هذا سفر، بعيدا، أم قصيرا، أم أقل من طرفة عين، إلا انه زاد شوقه إليك، وحبه لك!.. فأنت بغربتك هذه، ازددت معرفة به، وحبا له.. فآن لك أن تعصيه بعد ذلك!.. أبعد أن زرع أشجار الشوق إليه، في صدرك، قلعتها!..
أما آن لك أن تستحي من ربك!..
قال الإمام الصادق (ع)- روحي وأرواح العالمين له الفداء - :
تعصي الإله وأنت تُظهر حبه *** هذا لعمرك في الفعال بديع
لو كان حبك صادقا لأطعته *** إن المحب لمن يحب مطيع
ابوجعفر الزينبي
/
لفتــــــة
هل عندك مرآة؟!..
انظر في المرآة!..
فإن رأيت وجهك فقط ؛ فأنت أناني!..
وإن رأيت الناس ؛ فأنت إنسان!..
وإن رأيت حب الخير لهم، وكف الأذى عنهم ؛ فأنت مسلم!..
وإن رأيت الموت والجنة والنار ؛ فأنت مؤمن!..
وإن لم تر شيئا ؛ فأنت موحد!..
بنت علي ع
/
اطمئن رزقك لك!..
الرزق موهبة إلهية.. لله - عز وجل - قدرة على إعطاء الرزق لمن يشاء، ويوصلها إلى أي جهة أو مكان، سواء كانت في أعماق البحار، أو على سفوح الجبال، أو في الوديان، أو الصحارى.. وجميع ما موجود مجتمع على مائدته الكريمة، وهذا ما أكده في كتابه المحكم القرآن الكريم، {وفي السماء رزقكم وما توعدون}.
هذا قسم من الله - عز وجل - بما لديه من قدرة وعظمة، ليطمئن عباده الضالين والحريصين، لاعتقادهم بأن رزقهم يزداد بالحرص والولع بالأعمال الكبيرة!.. ورزقه يقل بالتعفف وعدم الإنفاق!.. ويؤكده رسولنا محمد (ص) بقوله : (إن الرزق لا يجره حرص حريص، ولا يصرفه كره كاره).. وكذلك قول إمامنا الصادق (ع): (إن كان الرزق مقسوماً، فالحرص لماذا؟).. وهذا معناه ليس الوقوف بوجه السعي والجد، بل إشارة للغافلين والحريصين، بأن ينتبهوا بأن رزقهم مقدر، ليكفوا عن حرصهم.
ولكن هناك أمورا تزيد من رزق الإنسان، وهذا ما أكده رسولنا محمد (ص) بقوله : (التوحيد نصف الدين، واستنزال الرزق بالصدقة).. والإمام الصادق (ع) يقول لزيادة الرزق : (كف الأذى، وقلة الصخب ؛ يزيدان من الرزق).. ويقول (ع) كذلك : (والذي بعث جدي بالحق نبياً!.. إن الله - تبارك وتعالى - يرزق العبد على قدر المروء ة.. وإن المعونة تنزل على قدر شدة البلاء).
حسين
/
نصائح
احذر من :
أن تمسك إنسانا من اليد التي تؤلمه!..
أن تتصيد على إنسانِ هفواته!..
أن تسخر من إنسان!..
أن تنظر إلى إنسان نظرة ازدراء!..
أن تكثر الشك بالآخرين!..
أن تحرج إنسانا، خصوصا أمام الآخرين!..
كل تلك الأفعال تبعث البغضاء والكراهية بيننا ؛ فلنتجنبها لننشر المحبة بيننا.
راضي صص
/
همسات إيمانية
همسات في طهارة البدن والروح!..
اتق الله في الخلوات، الشاهد هو الحاكم!..
إذا أردت أن يزيد رزقك، أكثر من الصدقة!..
امتثل بالصالحين الذين مضوا، الذين كانوا مُدبرين عن الدنيا، وهي مُقبلة ٌ أشد من إقبالنا على الدنيا وهي مُدبرة!..
احرص على أن تبقى على وضوء دائماً، في الليل والنهار، في الحضر والسفر!..
إذا وجب عليك الغسل، فلا تخرج من منزلك ولا تأكل حتى تغتسل!..
كن دائماً على طهارة أي على وضوء، لتكن من {رجالٌ يُحبُّون أن يتطهَّروا والله يحبُّ المطَّهَّرين}/ التوبة آية ١٠٨.
لا تتحرك بحركة إلا من الله وإلى الله عز وجل.. واعلم أنَّك في عين الله سبحانه!..
******
همسات في هوى النفس!..
لا تعص الله تعالى إلا بنعمة ليست منه!.. وأي نعمة ليست منه سبحانه وتعالى؟!..
إذا اقترفت الذنوب وتابع الله عليك النِّعم، فاعلم أنَّ هذا إمهال وليس إهمالاً من الله سبحانه.. واستعذْ بالله من أن يكون هذا استدراجاً!..
أصلح سريرتك ؛ يتكفَّل اللهُ بعلانَّيتك!..
لا يغْب عن بالك أنَّ {من عفا و أصلح فأجره على الله} / الشورى آية ٤٠.
بع دنياك بآخرتك ؛ تربح الدنيا والآخرة.. ولا تبع الآخرة بالدنيا ؛ فتخسر الآخرة والدنيا!..
قلل من الشهوات ؛ تقنع بما عندك!..
تجنب الذنوب ؛ يسهل عليك الموت، وتشتاق للقاء الله تعالى!..
إياك وما تختارهُ النفس.. إلا أن يكون شرع الله تعالى معها!..
كن دوماً لنفسك لوماً معاتباً، ولا تُسلِّمها لهواها!..
إذا كنت على شهرة ؛ فأنت على خطر عظيم!..
لا تُبارز الله سبحانه بمعصية، ولا تكن لله خصيماً!..
لا تكن خصماً لنفسك على ربِّك، لتستزيده في رزقك وجاهك، ولكن كن خصيماً لربِّك على نفسك!..
******
همسات في الإخلاص!..
من رحمة الله تعالى أنه يعطي الدنيا من يُحبُّ ويُبغض، ولا يعطي الآخرة إلا من يحب!..
اجعل مالك وما تملك لخدمة دينك، ولا تجعل دينك خادماً لمالك!..
كنْ ورعاً في دين الله سبحانه، واعمل بالاحتياط ما وجدتَ إلى ذلك سبيلاً!..
إحذر أن تكون من الذين يأكلون الدنيا بالدين.. أي أنْ تفعلَ أو تقول شيئاً عن الدين، لتحصل على شيء من الدنيا تتبوؤُهُ، والعياذ بالله تعالى..
لا يكن عزك بالدينار والدولار، بل بالله سبحانه وبرسوله والمؤمنين!..
كن غيوراً لله تعالى وفي الدين، وإذا انتُهكت المحارمُ لا سمح الله، وإذا اعتُديَ على المسلمين، وإِذا عُصيَ الله في أرضه.. ولا تكن غيوراً لعصبيَّتك الحيوانية، وتبعاً لهواك!..
حولَك قومٌ من أهل الجاه و (المسؤولية) مَنْ لو أطَعْتَهم عصيْت الله، و لو عصَيْتَهم أطعتَ الله تعالى.. فإن اتَّقيتَ الله - عز وجل - عصمك من فلان، ولن يعصمك فلان من الله إنْ لم تَّتق!..
******
همسات في السلوك الفردي!..
ليكن لك كل يوم سجدة طويلة أو أكثر!..
حاول أن تستقبل القبلة عند نومك، بأن تنام على جانبك الأيمن، ووجهك إلى القبلة الشريفة!..
إذا سمعت المؤذن فقل مثلما يقول!..
ليكن لك سَمتُ الصالحين (هيئة أهل الخير)!..
عظِّم الله - جلَّ شأنه - إِذا تشرَّفتَ بذكره، كأن تقول : عزَّ وجلَّ، أو سبحانه وتعالى!..
انتظِرْ وقت الصلاة وترقَّبْه، فإذا دخل، قُمْ إِلى الصلاة تاركاً كلَّ عمل آخر، ولا تعرفْ بعدها أحدا!..
سمِّ باسم الله عند كلِّ أمورِك : عند نوِمك وأكلك وشربك وفعلك!..
اجعل في بيتك مكاناً مسجداً تصلي عنده!..
اقرأ القرآن كل يوم، فإذا آية ً فانظر أين أنت منها، وكن أنت المخاطب عند {يا أيها الناس} أو {يا أيها الذين آمنوا}!..
احرص على أن يكون بينك وبين الله - تعالى - عملٌ لا يعلم به إلا هو سبحانه.. واكتفِ به شاهداً!..
هنيئاً لمن دخل إلى أهله، فإن قُدم إليه طعامٌ أكل، وإلا سكت، ولا يسأل شيئاً، ولا يطلب شيئاً!..
أكثر من قول {لا إله إلا الله} فلو أنَّ السموات السبع وعُمّارهن والأرضين السبع في كفَّه، و {لا إله إلا الله} في كفَّة ؛ مالت بهنَّ {لا إله إلا الله}!..
عليك بكثرة السجود كل يوم، بسبب وبدونه!..
تحرَّ دوماً أفعال وأعمال رسولك محمد (ص) وأهل بيته (ع)، وتقيد بها.. وكن من الذين يُحيون السنة ويُميتون البِدعة كإمام زمانك (عج)!..
إذا قمت من نومك خُرَّ لله - تعالى - ساجداً شاكراً أن أحياك بعد أنْ أماتك، وأرسل روحك إلى أجل مسمى وقُلْ : " الحمد لله الذي أحياني بعد أن أماتني وما شاء فعل ".
لا تُسرف بالمياه ولو كنت على نهرٍ جار، أو كان الماء متوفراً في بيتك.. وفي ذلك آثار تربوية و اجتماعية.
******
همسات في العلاقات الاجتماعية..
تنبه من حديثي النعمة وشطحاتهم!..
كن واعظاً للناس بلسان فعلك، لا بلسان قولك!..
لا تأكل وهناك عينٌ تنظرُ إليك، من غير أن يأكل صاحبها معك ولو لقمة!..
اترك فضول الكلام والقيل والقال وكن من {الذين هم عن اللغو معرضون}.. المؤمنون آية ٣.
لا تُقهقِهْ أبداً، رافعاً صوتك، وعليك بالتبسُّم فحسب!..
عاشِر الناس معاشرة ً : إن غِبتَ حنُّوا إليك، وإِن متَّ بكوا عليك!..
كن بالخير موصوفاً، ولا تكتف بأن تكون للخير وصّافا!..
خُذْ العبرة مما يقع حولك من أحداث ووقائع!..
لا تتصنع في الكلام ونطق الحروف على غير عادة قومك!..
صرح لأخيك بحبك إياه.. ومهما أحبك فيما بعد، كان حبه متولداً عن حبك إياه!..
تذكر دوماً أن الله - سبحانه - يسأل عن " يسأل الصادقين عن صدقهم " فقلل من الكلام، إن لم تضطر إليه، هذا مع صدقه، فكيف بغيره؟.. واعلم أنْ اعتنى بالفردوس والنار، شُغل عن القيل والقال!..
إياك ممن لا يجدُ عليك ناصراً إلا الله تعالى..
لا زلت في مأمنٍ من الناس، حتى تنازعهم ما في أيديهم وما هم عليه من جاه.. فإن فعلتَ، أبغضوك ومقتوك!..
أوصِ أهلك ونساء َ المؤمنين بالحفاظ على حجابهن، وأن يكون الجلباب واسعاً غير ملون ولا متكلف الأشكال (الموديلات)!..
أوصِ نساء المؤمنين خاصة الأجيال الناشئة منهنَّ، أن لا يخضعن بالقول فيطمع الذي في قلبه مرض، وأن لا يخرجن من بيوتهن إلا لضرورة، وأن يغضضن من أبصارهن على كل حال!..
لا تلبس ما يسمى " بالشورت " أمام الناس ولا تتجول به في الشوارع كما يفعل أهل الجاهلية هذه الأيام.. فهذه عادة سيئة يكثر انتشارها " ولا إيمان لمن لا حياء له " كما عن مولانا صادق آل محمد عليهم السلام!..
لا تُكثرُ الكلام فيما يعنيك، ولا تتكلم قط فيما لا يعنيك.. وهل يكب الناس في النار إلا حصائد ألسنتهم؟..
******
همسات في المسؤولية!..
إذا كنت " مسؤولاً " عن قوم أو جماعة أو أمة، فابك على نفسك من هذا البلاء، واطلب العون والتسديد من الله عزّ وجل.. فإذا صفَّقوا لك أو وقفوا أو ارتفعت صلواتُهم تعظيماً لشأنك، فتذكر : أن كل واحد منهم يُسأل عن نفسه يوم القيامة، وأنت وحدك تُسأل عنهم كلّهم..
أما إذا كنت أميناً على شيء من مال المسلمين، فاذكر :
أن الرجل إذا أسرف في ماله ؛ حُجر عليه ومُنع من التصرف.. فكيف بمن أسرف في مال المسلمين؟!..
المال الذي يأتيك تُحاسب عليه ؛ فلا تغتر به.. واليوم الذي يأتيك يختزل من عمرك يوماً ؛ فلا تكن من الغافلين!..
******
همسات في الدعاء!..
إياك ودعوة المظلوم، فإنه ليس بينها وبين الله حجاب!..
إذا دعوت ربك كن كمسكين يستطعم!..
لا تنس أن خزائن الله - سبحانه - مملوء ة ٌ لا تنفذ أبداً!..
اسأل الله عز وجل العافية ما استطعت : عافية الدنيا، والآخرة!..
كن مع ربك - سبحانه - كمن أتى إلى كريم لا يُردُ سائلاً.. وهو الله - سبحانه - أكرم الكرماء، فكيف يردُّ سائليه؟..
******
همسات في الجهاد!..
ما دام اليهوديُّ موجوداً فلا تأمن فُجأته، ولا تدعْ محاربته!..
حافظ على سلاحك وقوَّتك، فقد {ودَّ الذين كفروا لو تغفلون عن أسلحتكم وأمتعتكم فيميلون عليكم ميلة ً واحدة}/ النساء آية ١٠٢.
إن كنت ذا يُسرٍ فاجعل للجهاد والمجاهدين آلة ً وسلاحاً أو سيارة أو محركاً أو جهاز اتصال أو مدفعاً.. لُيستعمل عند الثغور!..
إنه تعالى يعلم أعداء نا، وكتب على نفسه أنه ينصر الذين آمنوا كما ينصرُ رُسله وهو سبحانه القائل : {إنا لننصُرُ رُسُلَنا و الذين آمنوا في الحياة الدنيا} / غافر آية ٥١.
اجعل نجاتك بوعد الله عز وجل {حقاً علينا نُنْجِ المؤمنين} / يونس آية ١٠٣
وذلك، بعد أخذ الفتوى من المرجع الجامع للشرائط، فهو (أخذ الفتوى) تكليف المؤمنين في زمن غيبة الإمام المعصوم، أرواحنا لمقدمه الفداء.
******
همسات في سفر الآخرة!..
إذا وقفت على المقابر، فاذكر أن فيها الشاب والهرم، والغني والفقير : أين خُدامهم؟.. أين حُجَّابهم؟.. أين حاشيتُهم؟.. أين القصور من تلك القبور؟..
تذكرْ، أنه لم يبق لك أب حي، بدء اً بسيدنا آدم عليه السلام.. وأنت لاحقٌ بهم!..
لا تقل : غداً غداً، فلعلك لا تدرك غداً، ولا تدري متى إلى الله تصير!..
قف على باب الجبانة يوماً، وعد الموتى.. كيف يدخلون ولا يخرجون، وتأمل فيمن فارق الأحباب وما يُحبُ فراقهم، ومن سكن التراب ولا يُحب سكناه!..
لا تنم من غير وصية، وإن كنت على صحة من جسمك!..
لو كُشف لك ما بقي من أجلك، لزهدت بطول أملك!..
استعد للسفر إلى الدار التي سافر إليها أبوك وأجدادك!..
تذكر دوماً أن الموت أيضاً عليك كُتب.. وأن من تُشيعه اليوم، غداً تلحق به، وكلنا إليه راجعون!..
تذكر أنه لا بد لك من قرين يُدفنُ معك وهو حيُّ، وتدفن معه وأنت ميت، وهو عملك.!..
وليس أمامك إلا جنة أو النار!..
تأكد أن كل يوم يمضي، يُنقصُ من عمرك يوماً.. فإذا جف القلم، لا ينفع الندم!..
بنت علي ع
/
مانعرفه عن آصف بن برخيا!..
آصف بن برخيا!..
هو ابن أخت نبينا سليمان (ع) ووزيره، وكان رجلا من الصالحين.. وهو من جاء بعرش ملكة سبأ بطرفة عين.
كان عالما، وله معرفة بالكتب السماوية.. وكان ممن تكامل خلقه وعلمه وتقواه وإيمانه، إلى درجة كبيرة أدى إلى معرفته بالاسم الأعظم، الذي يمنحه قوة خارقة.. فلذا أتى بعرش بلقيس بطرفة عين!..
وكان عند آصف حرفاً واحداً، فتكلم به فخسف بالأرض ما بينه وبين سرير بلقيس حتى تناول السرير بيده، ثم عادت الأرض كما كانت أسرع من طرفة عين.
هكذا يحدثنا القرآن الكريم عن عباد الله الصالحين والمؤمنين، الذين كانوا التقوى لباسهم، والعمل الصالح طريقهم!.. هذا معيار الخالدين والمخلصين، وسيرة الرجال العظماء!..
يقين٧٥٣
/
تميز بما شئت ولا تتكبر أبدا
تمنى ما شئت، لكن اتخذ سبباً!..
أكتب ما شئت، لكن لا تستفز أحداً!..
تستطيع أن تصفح وأن تنسى
ولكن لا تستطيع أن تجبر أحدا على مسامحتك
إقرأ ما شئت، لكن لا تنسى النقد أبداً!..
إنتقد كما شئت، لكن لا تطعن أحداً!..
شاهد ما شئت، لكن كن مهذباً!..
إسمع ما شئت، لكن لا تزعج أحداً!..
تغابى كما شئت، لكن كن مؤدباً!..
قل ما شئت، لكن إياك أن تغتاب أحداً!..
تميز بما شئت، لكن إنس اللقب!..
تميز بما شئت، لكن لا تتكبر أبداً!..
خاصم من شئت، لكن لا تشتم أبداً!..
إغضب كما شئت، لكن لا تلعن أحداً!..
إفرح كما شئت، لكن لا تغضب أحداً!..
إمزح كما شئت، لكن لا تكذب أبداً!..
إبتسم كما شئت، لكن لا تقهقه أبداً!..
كن حرا كما شئت، لكن لا تستعبد أحداً!..
صاحب من شئت، لكن لا تجامل أبداً!..
إمدح من شئت، لكن لا تبالغ أبداً!..
أرفض ما شئت، لكن لا تكن معقداً!..
إلبس ما شئت، لكن كن مهذباً!..
إمشِ كما شئت، لكن لا تكن مختالا أبداً!..
كل ما شئت، لكن لا تنس أن تحمد!..
هاجر كما شئت، حتى وإن لم تعد أبداً!..
هاجر كما شئت، لكن لا تفسد في الأرض أبداً!..
تاجر كما شئت، لكن لا تكن غشاشا أبداً!..
إصبر كما شئت، لكن لا ترضخ أبداً!..
قاوم كما شئت، لكن لا تستسلم أبداً!..
صم الدهر جله، لكن لا تخبر أحداً!..
أدع إلى الخير كما شئت، لكن لا تتردد!..
أدع إلى الخير كما شئت، حتى وإن لم يستجيب أحداً!..
أذكر ربك كما شئت، لكن لا تنقطع أبداً!..
نم كما شئت، لكن لا تنس القيام أبداً!..
صلّ صلاتك حيث كنت، لكن لا تتهاون أبداً!..
واظب على النفل حيث كنت، لكن لا تغفل أبداً!..
أملك ما شئت، لكن لا تحتقر أحداً!..
أحكم كما شئت، لكن لا تظلم أحداً!..
إفعل ما شئت، لكن لا تعذب أحداً!..
حب من أحببت، لكن لا يضعفك حبك!..
اصرخ.! ثور!.. لكن تذكر أن الصمت أسلم!..
اقرأ موضوعي وتأمل به، لكن ليس مهمـا أن ترد عليه
الأهم أن تتمعن بكلماتي وتتأمل بها جيداً، فلا تخسـر شيئــا!..
أحمد
/
مثقال ذرة ؟!..
لو تأملنا الهواء من حولنا، مع معرفتنا بأن الهواء عبارة عن مخلوط.. ومعنى أن الهواء مخلوط ؛ أي أنه يتكون من خليط من الغازات : كالنيتروجين، والهيدروجين، والاكسجين، وثاني أكسيد الكربون، وغازات أخرى.. وصفات الهواء هي مجموع صفات تلك الغازات.
لهذا الهواء وزن.. لو سألنا أحد الناس عن تأثير هذا الوزن على جسمه؟..
ستكون الإجابة عند البعض هي أن : (وهل للهواء وزن)؟.. الذي جعله يجيب بهذه الإجابة هو شعوره بخفة الهواء، أو بمعنى أدق : هو عدم إحساسه بثقل الهواء.
لو أخذنا غازاً من الغازات المكونة لهذا الهواء (الذي لا نشعر بثقله)، فلنأخذ الهيدروجين مثلا.. (إذا كان وزن الهواء الكلي خفيفا، إذاً فوزن الهيدروجين الذي هو جزء من هذا الهواء سيكون أخف).
يوجد الهيدروجين في الطبيعة كجزيء (بذرتين)؛ أي أن وزن الهيدروجين في الهواء الجوي هو عبارة عن وزن ذرتي هيدروجين..... فماذا عن وزن ذرة منه، أليست أخف من الذرتين؟!..
قال تعالى : {ومن يعمل مثقال ذرة خيراً يره * ومن يعمل مثقال ذرة شراً يره}.
فإذا عمل الإنسان عملاً صالحا، ولو كان (خفيف الوزن عند العبد)؛ أي لو كان سهلا : كابتسامة في وجه أخ مؤمن.. على الإنسان أن يكون مؤمنا بأن هذه الابتسامة، لا تضيع عند الله لو أراد بها العبد خيرا، وأراد بها رضا الله.. فهي في ميزان حسناته ليوم القيامة كالصدقة.
من ناحية أخرى : لو عمل الإنسان عملا سيئا، ولو كان (خفيف الوزن عند بعض الناس):
كغيبة لأخ مؤمن.. على الإنسان أن يعلم بأن هذه الغيبة (أشد من الزنى والعياذ بالله)!.. عند الله الواحد القهار.
بنت البتول
/
تأمل في آية التطهير!..
هنا تجد آيــة من الآيات القرآنية، التي لو تتبعها الجاهل فضلا عن العالم ؛ لوجد فيـــها الدلالات والبراهين الواضحات، سواء : اللغوية، أو الروائية، أو التفسيرية، والتي تثبت طهارة وخلافة محمد وآل محمد على البشرية.
فليتأمل المتأملون، وليبشر شيعة محمد وآل محمد ومحبيهم.. ثبتنا الله وإياكم على ولاية محمد وآل محمد، صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين.
أحسب عدد حروف آية التطهير!..
{إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا}.
فستجدها ٤٧ حرفا
إحسب عدد أحرف أهل البيت، وهم :
السيدة (فاطمة) ٥
الإمام (علي) ٣
الإمام (حسن) ٣
الإمام (حسين) ٤
الإمام (علي) ٣
الإمام (محمد) ٤
الإمام (جعفر) ٤
الإمام (موسى) ٤
الإمام (علي) ٣
الإمام (محمد) ٤
الإمام (علي) ٣
الإمام (حسن) ٣
الإمام (محمد) ٤
المجموع ٤٧، فليعتبر المعتبرون!..
السير الحثيث
/
الحياة الزوجية
إننا نرى تهالك الشباب - خصوصا في شبكات الإنترنت - على المواضيع الجنسية، وكل موضوع قريب من النفس الحيوانية.. فنجد الإهتمام بوصفات الطعام، إلى جانب عروضات الأزياء، وكل ذلك لأننا لا نشعر إلا بتلك النفس الحيوانية!..
إن المشاعر الجنسية لا تتهيج إلا عندما نهيجها نحن، هل تعلم ما هو الذي يهيجنا؟.. إنه الحرص على كل شيء غير مرضاة الله، حيث أن الشبق يتكون بفعل عضو ضئيل الحجم، لكنه عظيم التأثير، سريع الإثارة، ويحتقن العضو نتيجة للحرص المذكور كيف؟..
هناك حركات تنبعث من الدماغ، وتتجه لمنطقة الرغبة، فإن كنت تريد الله شعرت بانشداد إليه، بحيث يتجه كل جسمك لله، وتخرج تلك الطاقات، وترتاح.. أما إذا كان اتجاهك لشهواتك، فإن حركات العقل ستتجه إلى مركز الشهوة، ويصدم العقل مع الشهوة فهي طاقة متوجهة بطبيعتها التكويني لأعلى.. والعقل قيد فلا هو يصعد، ولا يسمح لها بالحركة، فيجعل الله عيش من قصد غيره بنظرة ضيقا، وفق الأسباب والمسببات.
بنت السادة
/
بعض ما قيل في المرأة للسيد عبد الهادي
* فلسفة الحجاب تقوم على أساس أن تغطي المرأة أنوثتها، وتبرز إنسانيتها.. وأما فلسفة السفور، فتقوم على العكس.
* يكفي في عظمة المرأة، أنها امرأة.. ويكفي في مجد الرجل، أنه شريك حياتها.
* الحياة بدون امرأة، كامرأه بلا حياة، ليس فيها غير صعيق الموت.
* لا يمكن أن يخلق الله - تعالى - الرجال في أرحام النساء، ثم لا يجعل لهن كرامة فوق كرامة الرجال.
* عالم المرأة أوسع من عالم الرجل :؛ فعالم الرجل خاص بالحاضر، بينما المرأه خاص بالحاضر والمستقبل.
* يكفي في أهمية المرأة أن ألوف الرجال يعجزون عن ملء فراغ وجودها عند أي منهم.
* خير للمرأة أن تتكسر أعضائها تحت عجلات الحياة، من أن تتحطم أنوثتها تحت أقدام فسقة الرجال.
* قلب أنثى يخفق لك، أغلى من كل الأحجار الكريمة في العالم.
* الدهشة الأولى للرجل في عالم المرأة، لن تتكرر أبدا مهما حاول مع نساء أخريات.
* لن تتفتح زهرة الأنوثة لأحد.. وهذا سر العشق الدائم للرجال باقتحامها.
* الأنوثة سر من أسرار الحياة، وجاذبيتها أقوى من جاذبية عقول الرجال.
* سر عظمة الشمس أنها مؤنثة، وسر خفوت القمر أنه مذكر.
* الفحولة فترة استثنائية في الرجال، بينما الأنوثة حاله دائمة في الأنثى.
* لا تتأكد فحولة الرجل إلا بالأنثى، أما الأنثى لا تحتاج إلى من يؤكد لها أنوثتها.
* إذا تعاملت مع زوجتك كملكة، فسوف تتعامل معك كإمبراطور.. أما إذا تعاملت معها كمملوكة، فسوف تتعامل معك كناطور.
* مهما كانت الحياة مع امرأة صعبة، فهي من دونها أصعب.
* قلوب النساء قوارير عطر، لن يستطيع أحد أن يشم منها رائحة طيبة، إلا إذا استطاع فتحها.
* يضحك إبليس كلما أدمى رجل قلب امرأة.
* دموع المرأه تغسل قلبها، لتكدر بها قلب الرجل.
* وفاء المرأة عكاز يتكئ عليها الرجال، كلما نووا الخيانة.
* في بستان الحياة ربك صاحب المزرعة، والمرأة هي الشجرة، والرجل هو الفلاح.
* المرأة أثمن جوهرة نزعت من تاج الطبيعة، لتكون زينه للرجل وسعاده له.
بنت علي ع
/
لناخذ موعظة في الصبر
المؤمن لا تتغير أفكاره وأعماله بتغير النعم، فهو يتوجه إلى الله - عزوجل - في كل لحظة من لحظات حياته : في قوته، وضعفه، وحريته، وسجنه.. ولا تغيره حوادث الحياة ؛ لأن أرواحهم متعلقة بمرضاة الله عزوجل.. وها هو كتابنا القرآن الكريم، يعرض موعظة عن الصبر!..
نبينا آيوب (ع)!..
إن البلاء الذي وقع على نبيننا أيوب (ع) لم يكن لكفران النعمة، بل كان لشكر النعمة الذي حسده عليها إبليس - لعنة الله عليه - إذا قال :
يا رب!.. إن أيوب لم يؤد شكر هذه النعمة، إلا بما أعطيته من الدنيا.. ولو حرمته، ما شكرك.. فسلطني عليه!..
فسلطه الله - عزوجل - على نبينا أيوب (ع) فأهلك أولاده الواحد تلو الآخر.
فسلطه الله - عزوجل - على زرعه وغنمه.. فأحرق كل زرعه، وأهلك غنمه.
فسلطه الله - عزوجل - على بدنه، فأصبح غير قادر على الحركة من شدة المرض.
وهكذا كانت النعم تسلب منه الواحدة تلو الأخرى، ولكن ذلك لم يغير منه شيئاً.. حتى أن جمع من الرهبان جاؤوا لرؤيته، فقالوا له : أي ذنب عظيم ارتكبت، فتبتلى بهذا البلاء؟.. وهنا بدأت الشماتة، فكان هذا أصعب على نبينا أيوب (ع).
فأجاب قائلاً : وعزة ربي!.. ما أكلت لقمة من طعام، إلا ومعي يتيم، ومسكين يأكل معي!.. وما عرض لي أمران كلاهما فيه طاعة الله، إلا وأخذت أشدهما علي.
وهكذا اجتاز نبينا أيوب (ع) جميع الابتلااء ت صابراً شاكراً، مناجيا ربه بلسان مهذب، وبدون أي شكوى.
{ربي مسني الضر وأنت أرحم الراحمين}.
وهنا فتحت له أبواب الرحمة الإلهية، ورفع البلاء عنه، وانهمرت عليه النعم أكثر من السابق.
ويشير التاريخ لنا بصمود وصبر المؤمنين، بالرغم من هول المصائب وكثرتها، إلا أنهم صمدوا وصبروا، وذلك لإيمانهم بأن ما هذه الظروف إلا امتحانات إلهية معدة لهم، ليكونوا أكثر صلابة وقوة وخضوعاً لقضاء الله وقدرته.
هنيئاُ للصابرين!.. هنيئاً للمجاهدين!..
عطر الياسمين
/
ســـأرحل ولـن أعـود
في أحد الأيام اجتمع المال، والعلم، والشـرف.. ودار بين الثلاثة الحوار التالي :
قال المال :
أنا سحري على الناس عظيم
وبـريقي يجـذب الكبيــر والصغيـر
بي تفــرج الأزمــات
وفــي غيـابي تحـل التعـاســة
والنكبــــات.
قال العلم :
إنني أتعامل مـع العقــــول
وأعـالج الأمور بالحكمة والمنطق
والقـــوانين المدروســـة
إنني في صراع مستمر من أجل الإنسان
ضـــد أعداء الإنســانية
الجـهل والفقــر والمرض.
وقال الشــرف :
أمــا أنـا فثمنــي غـــــالِ
ولا أبــاع ولا أشــترى
مـن حـرص علي شرفتـــه
ومـن فرط بـي حطمتــه وأذللته.
وعندمــا أراد الثلاثـة الإنصــراف
تسـاء لوا : كيــف نتــلاقــى؟.. وأيــن؟..
قـــال المـــال : إن أردتـم زيـارتي يـا أخــواتي
فابحثوا عني في ذلك القصر العظيم.
وقال العـلم : أما أنا فابحثوا عني في تلك الجامعة ومجالس الحكماء
وبقي الشـرف صامتـاً
فسأله زملاؤه :
لمَ لا تتكــلم؟.. وأيـن نجـدك؟..
فقـال :
أما أنا إن ذهبــت فلن أعـود!..
طيف المحبة
/
ضيعتموني، فضيعكم الله!..
في تلك الليلة الظلماء والجو المظلم
في ذلك البيت حيث يسكنه الهدوء والأمن والطمأنينة، في تلك البقاع التي يحفها الأمن والاستقرار.. في تلك البقعة، حيث توقف ناظري على مشهد مثير، حصلت وقائعه في بيت مريب.
تعالوا لتشاهدوا، وتتخيلوا معي ماهية هذا المنظر المريب!..
وصلت إلى تلك البلاد، فرأيت فيها بيتا مثيرا للدهشة : إنه مظلم ومغطى من جميع الجهات.. دخلت إليه، وبدأت أتفقده من الداخل والخارج.. إنه بيت غريب بجميع المواصفات.. بدأت بالتجول داخله، حتى وصلت إلى جهة منه.. فجأة سمعت صوت جلبة آتية من إحدى الغرف، فآثرت الاختباء في أحد الصناديق القريبة من ذلك المكان.. بعد قليل رأيت رجلا يخرج من الغرفة، وهو يترنح وفي يده مصباح.. وحين حاولت تبيُّنَ شكله، لم أستطع لشدة الظلمة، فجأة قام الرجل بإنارة المصباح، فتبينت معالمه إنه رجل عجوز!..
نعم، رجل عجوز قد خط الشيب في رأسه، فهو يمشي ويكاد يسقط.. مر هذا الرجل من أمامي، ولم ينتبه لي.. فقررت أن أتبعه، ومشيت ورائه.
فجأة توقف الرجل أمام أحد الأبواب، وفتحه ودخله.. إنه مكان للوضوء!.. تعجبت من هذا العجوز، كيف يتوضأ الآن والجو في شدة البرودة!..
قلت : لابد وأنه يمشي وهو نائم، فعذرته!.. بعد أن فرغ العجوز من وضوئه، رأيته يحمل مصباحه، ويخرج من البيت.. فهنا توثق في نفسي، أنه نائم ولا يدري عما يحدث من حوله.. قررت اتباعه، والمضي ورائه ؛ لأرى ما الذي سيفعله في هذا الليل المظلم؟..
بدأ هذا العجوز بالسير في الطرقات، حتى وصل إلى أقرب الأحياء التي يقطنها السكان.. بدأ العجوز بطرق الأبواب باباً باباً، ولكن لا أحد يرد عليه.
فقلت لنفسي : الكل نيام، ما الذي يريده هذا الرجل في هذا الوقت؟..
فقلت : لعل به سقما أو مرضا أو ضائقة، فقلت : لأتْبَعْهُ وأرى مصيره!..
مشينا ومشينا وقتا طويلا، حتى انتهى الرجل من جميع البيوت، وجميع البيوت لا أحد يرد عليه.. توجه الرجل نحو بيت من البيوت، الذي يشبه قصور هذا الزمان.. فطرق الباب، فخرج إليه شاب مفتول العضلات.. فقلت في نفسي : خيرا سيساعده إن شاء الله.. ولكن حصل ما لم يخطر ببالي، لقد قام هذا الشاب بدفع العجوز دفعة ً كاد يغشى عليه منها.. قام العجوز متثاقلا وهو يردد : هداك الله, هداك الله!..
تبعت العجوز حتى توقف على أحد الأرصفة، وسقط على أقرب كرسي على الرصيف، وبدأ يردد : ضيعتموني، فضيعكم الله!.. ضيعتموني، فضيعكم الله!..
هنا قررت الذهاب إلى هذا العجوز، وأريد الاستفسار منه.
فقلت له : ويلك من أنت؟!..
فقال : ألا تعرفني, إنه أنا!..
أنا الذي يقوم علي العباد الصالحون، والعلماء الخاشعون.
فقلت له : لم أعرفك!..
قال : أنا قيام الليل, أنا التهجد, أنا الوقت الذي ينزل فيه الله - عز وجل - إلى السماء الأولى، فينادي ويقول : هل من مستغفر، فأغفر له؟..
قلت : الآن عرفتك، وسألته : ومن ذلك الشاب الذي دفعك؟..
قال : إنه سلطان النوم، نعم إنه السبب وراء مصيبتي.. انظر إلى جسدي كيف أصبح؟.. وإلي نظري كيف ضعف؟.. وإلى سمعي كيف قلّ؟..
نعم، إنه من آثره الناس علي، فأكرموه وألبسوه أحلى الحلل!.. ورموني على قارعة الطريق، وألبسوني ثياب الذل والضعف.
وهذا هو حالي - يا بني - أجوب الطرقات، لعل الله أن يهدي أناسا، أو أن يخرج من أصلابهم من يحفظني ويرعاني.
وهذا هو الحال : أصبحت حياة الناس نكدا وهما وتعبا، لقد ضيعوني فضيعهم الله.. وهذا الذي سمعته مني، وأنا الآن أستأذنك فدعني أكمل المسير، لعل اليوم الذي يطلبني فيه الناس قد صار بالقريب.
هنا تركني الرجل وذهب في حال سبيله، وجلست أتفكر في نفسي : يا ترى إلى متى هذا النوم والضعف؟.. لماذا تركنا قيام الليل هكذا؟.. لماذا ضيعناه؟..
ننام يوميا ١٠ ساعات متتالية، ألا نستطيع أن نقوم منها عشر دقائق فقط لأداء ركعتين؟!.. ألا نستطيع أن نقوم خمس دقائق، لندعو الله في دقيقتين؟!..
ينزل ربنا يوميا إلى السماء الأولى، ونحن نيام يا سبحان الله!..
ألن نتخلص من النوم، لعل وعسى أن يأتي اليوم الموعود، فيعود الناس إلى ربهم، ويعبدونه حق عبادته!..
ننتظرك، فعجل علينا، لعل الله أن يفرج به عنا مصائبنا وكرباتنا!..
ام محمد
/
كلام تقشعر منه الأبدان
كلام تقشعر منه الأبدان
تذكرة :
عجبا لك يا ابن آدم!..
١ - عندما تولد يؤذن فيك من غير صلاة، وعندما تموت يصلى عليك من غير أذان!..
٢ - عندما تولد لا تعلم من الذي أخرجك من بطن أمك، وعندما تموت لا تعلم من الذي حملك على الأكتاف!..
٣ - عندما ولدت تغسَّل وتنظَّف، وعندما تموت تغسَّل وتنظَّف!..
٤ - عندما تولد يفرح بك والديك وأهلك، وعندما تموت يبكي عليك والديك وأهلك!..
٥ - خلقت يا ابن آدم من تراب، فسبحان من يجعلك بعد الموت تُدخل في التراب!..
٦ - عندما كنت في بطن أمك كنت في مكان ضيِّق وظلمة، وعندما تموت تكون في مكان ضيِّق وظلمة!..
٧ - عندما وُلِدت يغطى عليك بالقماش لكي يستروك، وعندما تموت تكفن بالقماش لكي يستروك!..
٨ - عندما ولدت وكبرت يسألك الناس عن شهادتك وخبراتك، وعندما تموت لا تسأل إلا عن عملك الصالح فقط!.. فماذا أعددت؟..
جمال الروح
/
أرقــــــام قرآنيـــة
في القرآن الكريم " ١١٤ " سورة وأكثر من ستة آلاف آية - ٦٢٣٦ آية - كل ذلك في
" ٣٠ " جزء اً ينقسم كل منها إلى حزبين، وبذلك يضم القرآن الكريم " ٦٠ " حزباً
١ - عدد النقاط في القرآن الكريم " ١٠١٥٠٣٠ " نقطة - تقريباً - أما حروفه فيبلغ عددها " ٣٢٣٦٧٠ " تكوّن بمجموعها " ٧٧٩٣٤ " كلمة قرآنية.
٢ - كل سورة تتكون من جمل أو مقاطع يسمى كل منها آية.
٣ - سور القرآن الكريم : " ٨٧ " منها مكية و " ٢٧ " منها مدنية.
٤ - كل السور تبدأ بالبسملة سوى سورة " التوبة " المباركة، وسورة النمل المباركة فيها بسملتان.
٥ - ست سور من القرآن الكريم تحمل أسماء ستة أنبياء، وهي سورة : يونس - هود - يوسف - ابراهيم - محمد - نوح.
٦ - أطول السور سورة البقرة المباركة بـ " ٢٨٦ " آية، وأقصرها سورة الكوثر بـ " ٣ " آيات.
٧ - سورة التوحيد - الإخلاص - هي السورة الوحيدة التي تحتوي على كسرة واحدة، هذا بغير البسملة.
٨ - سورة الحمد المباركة : هي أول سورة، وسورة الناس آخر سورة، وفقاً للترتيب المعروف في المصاحف الشريفة، لا وفقاً لنزول السّور.. ففي هذه الحالة ستكون العلق أول السور النازلة على صدر نبينا محمد " صلى الله عليه وسلم "، فيما كانت سورة النصر آخرها.
٩ - لفظ الجلالة " الله " جل وعلا، ورد في القرآن الكريم " ٢٧٠٧ " مرات، " ٩٨٠ " في حالة الرفع و " ٥٩٢ " في حالة النصب و " ١١٣٥ " في حالة الجر.
١٠ - أقصر الآيات هي :
" يس " في السورة المسماة بهذا الاسم.. وقيل " مدهامتان " في سورة الرحمن، لكن أطول آية هي : الثانية والثمانون!.. بعد المائتين من سورة البقرة.
١١ - تسع وعشرون سورة تبدأ بالحروف المقطعة.
١٢ - خمس سور تبدأ بـ " الحمد لـ....." وهي : الفاتحة، والأنعام، والكهف، وسبأ، وفاطر.
١٣ - سبع سور تبدأ بتسبيح الخالق جل وعلا " سبح - يسبح - سبحان " وهي : الإسراء، والأعلى، والتغابن، والجمعة، والصف، والحشر، والحديد.
١٤ - ثلاث سور تبدأ بـ " يا أيّها النبي " وهي : الأحزاب، والطلاق، والتحريم.
١٥ - ثلاث سور تبدأ بـ " يا أيها الذين آمنوا " وهي : المائدة، والحجرات، والممتحنة.
١٦ - خمس سور تبدأ بـ " قل " وهي : الجن، والكافرون، والتوحيد، والإخلاص، والفلق، والناس.
١٧ - سورتان تبدأن بـ " يا أيها الناس " وهما : النساء، والحج.
١٨ - أربع سور تبدأن بـ " إنّا " هي : الفتح، ونوح، والقدر، والكوثر.
١٩ - خمسة عشر سورة تبدأ بصيغة القسم وهي : الذاريات، والطور، والنجم، والمرسلات، والنازعات، والبروج، والطارق، والفجر، والشمس، والليل، والضحى، والتين، والعاديات، والعصر، والصافات.
٢٠ - تحتوي (١٥) من سور القرآن الكريم على سجدة، (٤) منها واجبة، وذلك في سور " حم فصلت " و " حم السجدة " والنجم والعلق، و (١١) مستحبة في سور الأعراف، والنحل، ومريم، والحجّ - سجدتان - والنّمل، والانشقاق، والرّعد، والاسراء، والفرقان، وص.
٢١ - المواضيع القرآنية : تناول القرآن الكريم في آياته الشريفة مواضيع كثيرة، وقد توصلت بعض الاحصاء ات إلى تصنيف المواضيع في الآيات وفقا للشكل التالي :
العقائد - (١٤٤٣) آية
التوحيد - (١١٠٢) آية
التوراة - (١٠٢٥) آية
العبادات - (٤١١٠) آية
النظام الاجتماعي - (٨٤٨) آية
الدين - (٨٢٦) آية
تهذيب الأخلاق - (٨٠٣) آيات
بشأن سيدنا محمد " صلى الله عليه وسلم "- (٤٠٥) آيات
التبليغ - (٤٠٠) آية
القرآن الكريم - (٣٩٠) آية
ماوراء الطبيعة - (٢١٩) آية
النصارى - (١٦١) آية
بني اسرائيل - (١١٠) آيات
النصر - (٧١!) آية
الشريعة - (٢٩) آية
التاريخ - (٢٧) آية
التجارب - (٩) آيات
بنت البتول
/
الرقـــــ (٧) ــــم
الرقم (7) يحير العلماء!.. لماذا رقم (7)؟..
لعل هناك حكمة نحن نجهلها!.. قال تعالى : {وَقَالَ الْمَلِكُ إِنِّي أَرَى سَبْعَ بَقَرَاتٍ سِمَانٍ يَأْكُلُهُنَّ سَبْعٌ عِجَافٌ وَسَبْعَ سُنبُلاَتٍ خُضْرٍ وَأُخَرَ يَابِسَاتٍ يَا أَيُّهَا الْمَلأُ أَفْتُونِي فِي رُؤْيَايَ إِن كُنتُمْ لِلرُّؤْيَا تَعْبُرُونَ}.. سورة الفاتحة والمسماة (السبع المثاني).
أحاديث كثيرة ذكر الرسول - صلى الله عليه وآله وسلم - الرقم (7) أو مضاعفاته.. (سبعين خريفاً)، (سبعون ألف قدم)، (سبعون ألف ملك)، (سبعين سنة).. قال الرسول - صلى الله عليه وآله وسلم -: (سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله : إمام عادل.. وشاب نشأ في عبادة الله.. ورجل قبله معلق بالمساجد.. ورجلان تحابا في الله، اجتمعا عليه وتفرقا عليه.. ورجل دعته امرأة ذات منصب وجمال، فقال : إني أخاف الله.. ورجل تصدق بصدقة فأخفاها ؛ حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه.. ورجل ذكر الله خالياً ففاضت عيناه).
إن شهادة التوحيد عدد كلماتها سبعة، والطواف حول الكعبة 7 أشواط.. والسعي أيضاً 7 أشواط.. الأعضاء التي يجب أن تلامس الأرض عند السجود 7 : القدمان، والركبتان، والجبهة، والكفان.. القمر يمر بسبعة مراحل أو أطوار.. السماوات سبعة، والأرضين سبعة.. العلم يتوصل إلى سبعة أنواع أساسية من النجوم.. ويتوصل أيضاً إلى 7 مستويات مدارية للإلكترون، تلك الـ7 مستويات حول النواة.. وتوصل أيضاً لـ7 ألوان للضوء المرئي، وإلى 7 إشعاعات للضوء غير المرئي.. وأطول 7 لموجات تلك الإشعاعات.
ألوان الطيف الرئيسية 7.. وعدد قارات الأرض 7.. والمحيطات 7.. وأيام الأسبوع 7..
توصل العلم أيضاً إلى أن الإنسان يتكون من 7 : ذرة + جزئية + جين + كروموسوم + خلية + نسيج + عضو.. من المؤكد أن هناك رابطا قويا بين الكثير منها والله أعلم!..
فلله في ذلك حكمة، وهو على كل شيء قدير.. والكثير الكثير الذي لا يعلمه إلا الله سبحانه {وما أُتيتم من العلم إلا قليلاً}.. وإليكم المزيد من عجائب ومعجزة الرقم 7 كما أن الله - تعالى - خلق 7 سماوات و7 أراضين، وجعل أيام الأسبوع 7، كذلك أنزل القرآن ونظّمه بشكل مذهل يتناسب مع الرقم 7 كدليل على إعجاز القرآن في هذا العصر، عصر الأرقام والتكنولوجيا الرقمية.
* فأول سورة في القرآن، هي الفاتحة عدد آياتها 7، والشيء المبهر في هذه السورة العظيمة التي سمّاها الله تعالى بـ (السبع المثاني) أن عدد حروف اسم (الله) فيها هو سبعة في سبعة!.. أي أن عدد حروف الألف واللام والهاء هو 49 حرفاً، وهذا العدد يساوي بالتمام والكمال (7 × 7)!.. ولو أحصينا عدد النقط في هذه السورة، لرأينا بالضبط (56) نقطة، أي سبعة في ثمانية.. ولو درسنا تركيب سورة الفاتحة، لوجدنا أنها تركيب أساساً من (21) حرفاً أبجدياً، أي سبعة في ثلاثة، وهنالك سبعة أحرف لم تُذكر في هذه السورة، وهي (ث، ج، خ، ز، ش، ظ، ف) فيكون عدد الحروف الأبجدية في سورة الفاتحة (21) حرفاً.. وهذا العدد أيضاً من مضاعفات السبعة :
* ولو بحثنا عن كلمة (جهنّم) في القرآن كلّه، نجد أنها تكررت 77 مرة، وهذا العدد من مضاعفات السبعة، فهو يتألف من 7 و 7، وعدد أبواب جهنم 7 فتأمل!..
* عدد حروف أبجدية القرآن هو 28 حرفاً ؛ أي 7 × 4.
* عدد كلمات أول آية وآخر آية في القرآن هو 7 كلمات!..
* عدد كلمات أول سورة وآخر سورة في القرآن، هو 49 كلمة أي 7 × 7.
* السور التي عدد آياتها من مضاعفات الرقم 7 هي 14 سورة أي 7 × 2.
* أول سورة منها هي الفاتحة 7 آيات، وآخر سورة منها هي الماعون 7 آيات، لاحظ أن كلمة (الفاتحة) 7 أحرف، وكلمة (الماعون) 7 أحرف!..
* عاش الرسول الكريم - صلى الله عليه وآله وسلم - 63 سنة ؛ أي 7 × 9 - أوصى الرسول - صلى الله عليه وسلم - بالجار السابع.
" حديث "- بنى ابراهيم البيت الحرام على سبعة أذرع.
أنهار الجنة : ماء - لبن - خمر - عسل - سلسبيل - رحيق - كوثر.
أبواب النار : جهنم - لظى - الحُطَمة - السعير - سَقَر - الجحيم - الهاوية.
عجائب الدنيا :
1 - الحدائق المعلقة ببابل : بناها " نبوخذ نصر ".
2 - منارة الإسكندرية : ارتفاعها 58م.
3 - أهرامات مصر : ومنها هرم خوفو ارتفاعه 147م، وهو الوحيد الموجود إلى الآن.
4 - سور الصين العظيم : يبلغ طوله 3500 كيلومتر.
5 - برج بيزا المائل : يبلغ ارتفاعه حوالي 58م.
6 - تمثال زيوس : " جبل الأولمب ".
7 - تاج محل في الهند.
ألوان قوس قوح.. منازل القمر.. عدد نجوم الدب الأكبر والأصغر.. فقرات الرقبة عند الإنسان والحيوان.
حروف الاستعلاء في التجويد : ص ض ط ظ ق غ خ.
سبع سور في القرآن فيها سجدة واحدة : الفرقان - النمل - السجدة - فصلت - النجم - الانشقاق - العلق..
المعلقات السبعة.
بنت البتول
/
تأملات جميلة
نعم، هل تأملت الوردة يوما؟!..
لرأيتها تشبه الإنسان في حياته : فعند ولادتها تكون برعما صغيرا، لا حول ولا قوة.. ولا يعرف ملامحها، فتكبر شيئا فشيئا، برعاية زارعها.. وإن حظيت برعاية جيدة، كبرت بسرعة، وبقوة، وجمال أكثر!.. وإن لم تحظ كانت ضعيفة، وسرعان ما تذبل.. وحين تبلغ أشدها، تكون في غاية الجمال والقوة والصلابة، فتنشر عبيرها على من حولها.. وقد يكون بها شوك، ولكن لا تؤذي صاحبها ؛ لأنه الوحيد من يعرف كيف يلمسها!..
وحين يأتي الغريب، قد تأذيه الأشواك، وقد يتحطم ويسب ويلعن.. بعكس من يرعاها، فحتى لو جرحته، فهو يواصل العناية بها.
فحين تكبر تبدأ بالذبول، فيأخذها صاحبها، ويجففها لتكون ذكرى عطرة له.. ويتذكر أنها كانت في أجمل حلة!..
فالإنسان في شبابه مثل هذه الوردة، يكون في أوج عطائه وقوته.. فليعط ما استطاع من حوله، حتى تكون له ذكرى طيبة في كبره.. وليكون وجهه نظرا بابتسامته الدائمة، ولتكون رائحته طيبة ببشاشته، وبتواجده الدائم بين الناس.
ينشر عطره هنا وهناك، ويترك بصمته في كل وادي.. فالعطر قد ينفذ من الزجاجة، ولكن تبقى الرائحة عالقة في الزجاجة.
بنت البتول
/
حكم ووصايا
(جمل رائعة، ومعان ضائعة)
إذا سجدت فأخبره بأمرك سراً!..
فإنه يعلم السر وأخفى!..
ولا تسمع من بجوارك ؛ لإن المحبة أسرار!..
وابعث رسائل وقت السحر، مدادها الدمع، وقراطيسها الخدود، وبريدها القبول!..
لا تهتم بالغد!.. فأنت بماذا سيقع لك اليوم!..
تريد أن تقول الحقيقة للأخرين.. قلها لنفسك أولاً!..
ما أقسانا على أخطاء غيرنا!.. وأرافنا بأخطائنا!..
كثيرون يؤمنون بالحقيقة.. وقليلون ينطقون بها!..
إننا لا نصنع المعاناة.. ولكن المعاناة تصنعنا!..
لن تستمتع بالسعادة.. إلا إذا تقاسمتها مع الآخرين!..
إذا خدعك مرة، فهو مجرم.. وإذا خدعك مرتين، فأنت مغفل!..
أسعد القلوب التي تنبض بالله تمثل للأخرين!..
لا الفقر ولا الغنى يضمنان السعادة!..
أم علي
/
جولة بالأرقام في (غدير) الإمام
وقعت حادثة الغدير بتاريخ :
١٨ \ ١٢ \ ١٠ هجرية
ولو أجرينا عمليات حسابية بين هذه الأرقام، لرأينا أنها تعطينا نتائج مهمة، تتعلق بأمير المؤمنين الإمام علي بن أبي طالب - عليهما السلام -.. صاحب بيعة الغدير، والمتوّج فيه بإمارة المؤمنين، والوصي بعد رسول رب العالمين - صلى الله عليه وآله -.. وتكاد تنطق بولاية علي أمير المؤمنين عليه السلام :
لو جمعنا الارقام :
١٨ + ١٢ + ١٠ = ٤٠
وهي سنة شهادة أمير المؤمنين عليه السلام!..
١٨ + ١٢ = ٣٠
وقد ولد عليه السلام بعد عام الفيل ب ٣٠ عاماً!..
و سنة ٣٠ هي سنة توليه عليه السلام الخلافة!..
وهي المدة التي عاشها أمير المؤمنين - عليه السلام - بعد شهادة النبي الأكرم - صلى الله عليه وآله -.. ٣٠ عاماً!..
١٨ ١٢ = ٦
وهي عدد حروف كلمة المناسبة : (غدير خم) ٦ حروف!..
لو جمعنا الأرقام بشكل أحادي :
٨ + ١ + ٢ + ١ + ٠ + ١ = ١٣
وهو يوم ولادة أمير المؤمنين عليه السلام!..
لو طرحنا أول رقمين من بعضهما :
٨ - ١ = ٧
وهو شهر ولادة أمير المؤمنين عليه السلام (شهر رجب الشهر السابع)!..
كما أن ٧ هو مجموع حروف اسم النبي واسم الوصي عليهما السلام : محمد علي (٧ حروف).
١٨ + ١٢ تقسيم ١٠ = ٣
وهي عدد كلمات اسمه المبارك عليه السلام : ع ل ي
وهو رقم آية إكمال الدين في سورة المائدة، والتي نزلت في ذلك اليوم المبارك : {.. اليوم اكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الاسلام ديناً}.
وهو رقم الشهر الذي جرت فيه واقعة الغدير، حسب التقويم الميلادي (شهر مارس الشهر الثالث)!..
١٨ في ١٠ تقسيم ١٢ = ١٥
وهو تاريخ يوم الغدير حسب التقويم الميلادي!..
حيث جرت حادثة الغدير بتاريخ (١٥ ٣ ٦٣٢ ميلادي)!..
لو جمعنا أرقام التاريخ الميلادي :
٥ + ١ + ٣ + ٢ + ٣ + ٦ = ٢١
وهو يوم شهادة أمير المؤمنين - عليه السلام - في ليلة القدر (٢١ رمضان)!..
لو قسمنا ١٨ لنصفين = ٩
وهو رقم شهر رمضان الذي استشهد فيه أمير المؤمنين - عليه السلام - على يد اللعين عدو الرحمن بن ملجم!..
بهاء الموسوي
/
قطرة تذكير
أشقاء الروح!..
إن الانصياع الكامل والتام، وبدون نقاش في تطبيق الأوامر الإلهية، يعطي الفرد : راحة البال، والاطمئنان، والاستقرار، وعدم الانشغال بأشياء لافائدة فيها، بل لعلها تحمل الضرر.. والانصياع الذي ذكرناه يسمى (الشفافية)، ولذلك سمانا الله بالعباد ؛ كي يتعبدنا كالطريق عند أمرنا بطاعة أو نهينا عن شيء.
بنت علي ع
/
دعاء الحروف الابجدية
اللهم!.. ارزقنا بالألف ألفة، وبالباء بركة، وبالتاء توبة، وبالجيم جملاً، وبالحاء حكمة، وبالدال دليلاً، وبالذال ذكاء ً، وبالراء رحمة، وبالزاي زهداً، وبالسين سعادة، وبالشين شفاء، وبالضاء ضياء، وبالطاء طاعة، وبالظاء ظفراً، وبالعين علماً، وبالغين غنى، وباللام لطفا، وبالميم موعظة، وبالنون نوراً، وبالهاء هداية، وبالواو وداً، وبالياء يقيناً بالله.
بنت علي ع
/
إن الله لاينسى أحداً !..
إلى كل من كثرت همومه وأحزانه!..
إلى كل من تعرض لظلم الناس!..
إلى كل من يعيش في ظلمة اليأس!..
أذكر الله - عز وجل - واطرق بابه الكريم!..
فإن نسيك كل الناس، وتخلوا عنك ؛ فكن على يقين إن الله لا ينساك.
بهاء الموسوي
/
قطرة تذكير
أشقاء الروح عن أحد الأئمة (عليهم السلام): أنه قال : (العالم بلا تقوى كأعمى يحمل السراج، يهدي ولا يهتدي).
حديث في بداية قراء تي له، بقيت في وضع لا أحسد عليه.. وأخذني التفكير فيما لو كان هذا الحديث ينطبق علي.. فهكذا يكون حالي، وكما يصف هذا الصنف القرآن الكريم : {مثل الذين حملوا التوراة ثم لم يحملوها كمثل الحمار يحمل اسفارا بئس مثل القوم الذين كذبوا بايات الله والله لا يهدي القوم الظالمين}.
وكم هي حسرة أن تنصح ولا تنتصح، وتأمر ولا تأتمر، وتنهى ولا تنتهي!.. فهو ما يسميه القرآن بالقول بلا عمل.. ندعو الله - عز وجل - دائما أن لا أكون من مصاديق هذا الحديث المخيف.
بنت علي ع
/
ابتعد عن هذه الأركان !..
أركان الكفر أربعة، اقرأها وابتعد عنها قدر المستطاع!..
١ - الكبر : يمنعنا من الانقياد!.. فإذا انهدم هذا الركن ؛ سهل علينا الانقياد، وإطاعة أوامر الخالق.
٢ - الحسد : يمنعنا من قبول النصيحة!.. فإذا انهدم هذا الركن ؛ سهل علينا قبول النصيحة، وإطاعة أوامر الخالق.
٣ - الغضب : يمنعنا من العدل!.. فإذا انهدم هذا الركن ؛ سهل علينا إقامة العدل، والامتثال لأوامر الخالق.
٤ - الشهوة : تمنعنا من التفرغ للعبادة!.. فإذا انهدم هذا الركن ؛ سهل علينا الصبر، والعبادة.
بهاء الموسوي
/
في عين الله!..
يا شقيق الروح!..
إعلم أن هناك نقطة مهمة يؤكد عليها القرآن دائما، وهي مهمة في سلوك الإنسان تجاه الباري جل وعلا.. وهي عامل مهم جدا على الاستقامة في طريق ذات الشوكة، والمسألة هي استحضار الوجود الإلهي ومراقبته في السر والعلن وأبدا.. وهي ما يسمى بالعندية الربوبية - كما يسميها بعض العلماء - وبحسب نص القرآن هي المعية الإلهية (إن الله مع الصابرين.. مع المحسنين.. مع المتقين... وهكذا.. فهي إشعار من الله تجاه الإنسان بأنني هنا أراقبك، أشاهدك، أنظر لك أسمعك.. وعليه، علينا العيش مع هذه النقطة في حياتنا ؛ كي نستقيم.
بنت علي ع
/
هل من فائدة ؟..
ساعة بدون عقارب
عطر بدون رائحة
قلم بدون حبر
قفص بدون عصفور
بحر بدون اسماك
كمبيوتر بدون برامج
مستشفى بدون طبيب
مدرسة بدون طالب
عقل بدون تفكير
جسد بدون روح
بنت علي ع
/
اعلموا أن القلوب تموت بعشرة أشياء !..
١ - نعرف الله، ولم نؤد حقه!..
٢ - نحب الرسول، ونترك سنته!..
٣ - نقرأ القرآن، ولم نعمل به!..
٤ - نأكل نعم الله، ولم نؤد شكرها!..
٥ - نقول : أن الشيطان عدونا، ونوافقه!..
٦ - نقول : أن الجنة حق، ولم نعمل لها!..
٧ - نقول : أن النار حق، ولم نهرب منها!..
٨ - ونقول : أن الموت حق، ولم نستعد له!..
٩ - وانشغلنا بعيوب الناس، ونسينا عيوبنا!..
١٠ - ودفناموتانا، ولم نعتبر بهم!..
بنت علي ع
/
انتبه لهذه المواضع!..
أطلب قلبك عند :
سماع القرآن!..
وفي أوقات الخلوة!..
وفي مجالس الذكر!..
فإذا لم تجده في هذه المواضع الثلاثة، اسأل، وابتهل إلى الله - عز وجل - بأن يحيي قلبك ؛ فإنك لا قلب لك.
بنت علي ع
/
إلهي !.. إلهي !.. ما أعظمك !..
هل تعلم!..
في القلب شعث لا يلمه، إلا الإقبال على الله؟!..
وفيه وحشة لا تزيلها، إلا الأنس به؟!..
وفيه حزن لا يذهبه، إلا الاجتماع عليه، والفرار منه إليه؟!..
وفيه آهات وحسرات لا يطفئها، إلا الرضا بأمره ونهيه؟!..
وفيه فاقة لا يسدها، إلا محبته، والإنابة إليه، والمداومة على ذكره، والإخلاص له؟!..
ولو أعطي الدنيا وما فيها، لم تسد تلك الفاقة منه أبداً؟!..
حسين كريم محمد الجبوري
/
العزم
في إحدى الأيام، كان هنالك قائد للجيش، وكان شجاعاً، وجيشه منظماً.. وفي إحدى المعارك أثناء القتال، استشهد عدد كثير من رجاله، وأصيب بالإحباط، وجلس أرضاً وظن أن المعركة انتهت بخسارة جيشه.
وفي هذه الأثناء، وهو جالس على الأرض، رأى نملة تحمل ثقلاً.. وكان الحمل ثقيلا، بحيث يسقط منها، وترجع تحمله، ثم يسقط وترجع تحمله، إلى أن أوصلته إلى مكانها (البيت).. فقال هذا القائد : هذه نملة لم تحبط، ولم تنكسر عند سقوط الحمل، وظلت صابرة إلى أن أوصلتها.. فنهض، واستجمع قواه، وصف جيشه من جديد، وكسب الحرب.
فعلى الإنسان أن لا يحبط أو ينكسر، عندما يسقط أول مرة.. فعليه أن يحاول مراراً وتكراراً!..
بنت علي ع
/
تذكر هذه الكلمات إذا داهمك حزن!..
لا تيأس إذا تعثرت أقدامك، وسقطت في حفرة واسعة.. فسوف تخرج منها، وأنت أكثر صلابة وقوة.
لا تحاول أن تعيد حساب الأمس، وما خسرت فيه.. فالعمر حين تسقط أوراقه لا يعود مرة أخرى!..
ولكن مع كل ربيع جديد، سوف تنبت أوراق أخرى.. فانظر إلى الأوراق التي تغطي وجه السماء، واترك مما سقط على الأرض، فقد تحولت إلى قاذورات.
إذا كان الأمس ضاع!.. فبين يديك اليوم، الذي سوف يجمع أوراقه ويرحل!.. اذن فلديك الغد إذا أنت مدركه.
لا تحزن على الأمس، فهو لن يعود!.. ولا تأسف على اليوم، فهو راحل.. أرجوك ابحث عن الصفاء، ولو لحظة.. وابحث عن الوفاء، ولو كان متعبا.. وتمسك بخيوط الشمس، حتى لو كانت بعيدة.
بنت علي ع
/
انتبه!!! وجاهد نفسك
ماأقسانا على أخطاء غيرنا!..
وأرأفنا بأخطائنا!..
كثيرون يؤمنون بالحقيقة، وقليلون ينطقون بها!..
إننا لا نصنع المعاناة، ولكن المعاناة تصنعنا!..
لن نستمتع بالسعادة، إلا إذا تقاسمنها مع الآخرين!..
سميرة الموسوي
/
همسات النفس
كن غيوراً لله - تعالى - وفي الدين، وإذا انتُهكت المحارمُ لا سمح الله، وإذا اعتُديَ على المسلمين، وإِذا عُصيَ الله في أرضه.. ولا تكن غيوراً لعصبيَّتك الحيوانية، وتبعاً لهواك!..
اجعل في بيتك مكاناً مسجداً تصلي عنده!..
أكثر من قول (لا إله إلا الله)!.. فلو أنَّ السموات السبع وعُمّارهن والأرضين السبع في كفَّة، و (لا إله إلا الله) في كفَّة، مالت بهنَّ (لا إله إلا الله)!..
لا تُسرف بالمياه، ولو كنت على نهرٍ جار، أو كان الماء متوفراً في بيتك.. وفي ذلك آثار تربوية واجتماعية.
اترك فضول الكلام، والقيل والقال، وكن من {الذين هم عن اللغو معرضون}.. المؤمنون آية / 3
عاشِر الناس معاشرة ً : إن غِبتَ حنُّوا إليك، وإِن متَّ بكوا عليك!..
كن بالخير موصوفاً، ولا تكتف بأن تكون للخير وصّافا!..
صرح لأخيك بحبك إياه!.. ومهما أحبك فيما بعد، كان حبه متولداً عن حبك إياه.
إياك ممن لا يجد عليك ناصراً إلا الله تعالى!..
إياك ودعوة المظلوم، فإنه ليس بينها وبين الله حجاب!..
إذا دعوت ربك كن كمسكين يستطعم.. لا تنس أن خزائن الله - سبحانه - مملوء ة لا تنفذ أبداً!..
تذكر أنه لا بد لك من قرين يُدفنُ معك وهو حيُّ، وتدفن معه وأنت ميت، وهو عملك!..
تأكد أن كل يوم يمضي، يُنقصُ من عمرك يوماً.. فإذا جف القلم لا ينفع الندم!..
سميرة الموسوي
/
همسات النفس
أصلح سريرتك، يتكفَّل اللهُ بعلانَّيتك.
لا تتحرك بحركة إلا من الله وإلى الله عز وجل.
واعلم أنَّك في عين الله - سبحانه - كن دائماً على طهارة، أي على وضوء، لتكن من {رجالٌ يُحبُّون أن يتطهَّروا والله يحبُّ المطَّهَّرين}/ التوبة آية ١٠٨.
إذا أردت أن يزيد رزقك، أكثر من الصدقة، قلل من الشهوات، تقنع بما عندك تجنب الذنوب.. يسهل عليك الموت، وتشتاق للقاء الله تعالى.
كن دوماً لنفسك لواماً معاتباً، ولا تُسلِّمها لهواها.
إذا سمعت المؤذن فقل مثلما يقول.
ليكن لك سَمتُ الصالحين (هيئة أهل الخير).. سمِّ باسم الله عند كلِّ أمورِك : عند نوِمك وأكلك وشربك وفعلك.
انتظِرْ وقت الصلاة وترقَّبْه، فإذا دخل، قُمْ إِلى الصلاة تاركاً كلَّ عمل آخر، ولا تعرفْ بعدها أحدا.
عشقي علوي
/
(للنجاح أسرار )
(للنجاح أسرار )
التأجيل هو سارق الوقت والحياة والنجاح، فاصدق العزيمة كي تقهره
طبق مبدأ التأجيل المبدع على كل أنشطتك، قرر بوعي ألا تؤدي المهام عديمة الأهمية.. فبذلك يكون لديك وقتاً أكثر لمهامك الأساسية.
إن إدارة الوقت هي العادة الأساسية الوحيدة لحياة ممتعة، وافية، وذات أداء عال.
أسعد الأشخاص وأكثرهم إنتاجاً، هم الذين يؤدون عملاً يشعرهم حقاً بأنهم يحدثون اختلافاً في العالم، فهل أنت كذلك؟..
في أوقات التغيير السريع، سوف يتبين في النهاية أن ٧٠ % من قراراتك خاطئة، والإقرار بذلك موفر رئيسي للوقت.
عظماء الناس يستغلون الوقت، كما لو كان الكل يراقبهم، حتى لو أن أحداً لا يراهم.
الساعة الأولى من اليوم، هي الضابطة لليوم كله.
إن الشيء الوحيد الذي تمتلك السيطرة الكاملة عليه، هو تفكيرك فاستخدمه جيداً.
لكي تكون ناجحاً.. افعل ما فعله الأشخاص الناجحون، واستمر في فعله حتى تحصل على نفس النتائج.
يجب عليك أن تكون الشخص الذي تريده في داخلك، قبل أن ترى مظهر هذا الشخص في الخارج.
إن أعظم سر للنجاح، هو أن لا يوجد أسرار للنجاح، يوجد فقط المبادى ء الدائمة التي أثبتت فاعليتها على مر القرون.
للحياة شفرة خاصة، وهدفك هو أن تجد الأرقام الصحيحة بالترتيب الصحيح، حتى تستطيع أن تمتلك أي شيء تريده.
كن متوافقاً، إن هذا يرفع من قدرك عند الآخرين، ويجعلك تشعر بأنك جيد.
عندما تكون أصغر سناً، تكون قلقاً عما يفكر فيه الناس عنك.. وعندما تكبر تدرك أنه لم يكن هناك أحد يفكر فيك على الإطلاق.
هؤلاء الذين ليس لديهم أهدافاً، محكوم عليهم للأبد أن يعملوا لمن لديهم أهداف.
المسئولية الذاتية هي السمة الأساسية للفرد الكامل النضوج، القائم بعمله، المحقق لذاته.
إن أي رأي أو خطة أو هدف أو فكرة موجودة دائماً في عقلك الواعي، لابد وأن تأتي بها إلى الواقع بواسطة عقلك المتميز.
فتاة
/
بطاقتي الشخصية ...
*** إســــمي ***
لم أختاره.. ولم يخيّرونني فيه!..
لا أعلم هل إختاروه لي، أم هو إختارني؟..
ولكن الأكيد أنّه مدوّن في السماء، قبل أن أولد على الأرض.
إسمي.. لازمني منذ أول يوم رأت فيه عيناي نور الحياة
وسيلازمني حتى ألفظ آخر الأنفاس، ويواريني ظلام القبر
وحتى بعد الممات.. أرجو أن أقدّم في حياتي ما يجعله بعد موتي
مصحوباً بعبارة.. رحمه الله
*** عمــــــري ***
يمتد منذ أول صرخة أطلقتها هلعاً من صدمة خروجي من عالمي
الصغير الآمن في بطن أمي إلى هذا العالم الكبير المتماوج المسمّى بالحياة
وحتى آخر كلمة أنطقها قبل خروج الروح من الجسد والتي أرجو من الله
أن تكون : أشهد أن لا إله إلاّ الله، وأشهد أن محمداً رسول الله.
وبين أول صرخة وآخر كلمة.. سنوات.. لا أعلم عددها!..
أرجو أن أقضيها في طاعة الله.. وفي تقديم ما يفيدني ومن حولي.
*** طريقـــي ***
يقولون أنّي مسيّر.. ويقولون كذلك أنّي مخيّر
بين هذا.. وهذا.. لم أختار طريقي بإرادة بحتة.. أو طواعية تامة
ولم أجبر على السير فيه.
طريقي.. شقته آمالي وتطلعاتي من بين طرق الحياة ودروبها المتشعّبة
مفروشٌ بالورود أحياناً.. وبالشوك أحياناً أخرى.
ورغم ذلك.. أسير فيه وأنا.. قنوع.. والحمد لله.
*** أمنيــتي ***
الإنسان بطبعه يحب أن يعيش سعيداً هانئاً.. أن يمتلك جميع المقوّمات
التي تجعل حياته أكثر متعة ورفاهية ً.
الأمنيات.. لي.. لأهلي.. لأحبّائي.. لوطني.. لعالمي.. كثيرة ٌ جداً
لو وزّعتها على أيام العمر.. ربما انتهى العمر ولم أستطع تحقيق
قليل منها أو كثير في كل يوم.
وتبقى الأمنيات الأهم
الستر.. الصحة والعافية.. رضا الله.. رضا الوالدين.. وجميع الأحبة.
لا قطع الله رجائي فيه
/
ما رأيك في أن تعمل إحداها اليوم؟..
ما رأيك في أن تعمل إحداها اليوم؟..
- شراء مصحف، ووضعه في مسجد.
- تقديم هدية بسيطة لأحد الوالدين.
- القيام بصلة قريب لم تره منذ أشهر.
- الاتصال بأخ لك في الله والسؤال عن حاله.
- التسامح مع إنسان غاضب منك.
- نصيحة أخوية ودية لإنسان عاص.
- رسم بسمة على شفة يتيم.
- صدقة لا تخبر بها أحد.
- قراء ة سورة من القرآن.
- القيام بزيارة مريض.
- القيام بإعانة محتاج.
- ذكر الله وتذكير غيرك.
- حفظ حديث والعمل به.
- إماطة الأذى عن الطريق.
- الابتسامة في وجه أخيك.
- رد التحية بمثلها أو أحسن منها.
- الدعاء للمسلمين والمؤمنين الأحياء منهم والأموات.
- نسخ هذه الورقة ولصقها في البيت، العمل، المسجد.
عمل أي من هذه الأعمال بنية خالصة لله.
عشقي علوي
/
كلمات ذات وقع خاص
الصمـــت.. إجابة بارعة لا يتقنها الكثيــرون
~*~
الإنتصارات الوحيدة، والتي تدوم أبداً ولا تترك وراء ها أسى، هي انتصاراتنا على أنفسنا.
~*~
افعل ما تشعر في أعماق قلبــك بأنه صحيح.. لأنك لن تسلم من الإنتقاد بأي حال.
~*~
الضربــات القوية تهشم الزجاج.. لكنها تصقــــل الحديد.
~*~
القضاء على العدو ليس بإعدامه.. وانما بإبطال مبادئه.
~*~
ليس الفخر بألا نسقط.. وانما بالنهوض كلما سقطنــا.
~*~
ليس شقاؤك في أن تكون أعمى.. بل شقاؤك في أن تعجز عن احتمال العمــى.
~*~
يهب الله كل طائر رزقــه.. ولكنه لا يلقيه له في العــــش.
~*~
الحــب جحيم يطاق.. والحيــاة بدون حــــب نعيم لا يطــاق.
~*~
ليس شرطاً أن تكون دموعنا أمام من نحب.. لكن من الضروري أن تكون من أجل ما نحب.
وردة واحدة لإنسان على قيد الحياة، أفضل من باقة كــــاملة على قبر.
المتفائل إنسان يرى ضوء اً غير موجود.. والمتشائم الأحمق يرى ضوء اً ولا يصدق.
غادة جواد (ايطاليا)
/
المال
نستطيع أن نشتري بالمال :
شقة، لا البيت!..
ساعة، لا الوقت!..
طعاما، لا الشهية!..
جواهر، لا الجمال!..
مهدئات، لا السلام في القلب!..
مركزا مرموقا، لا الاحترام!..
دما، لا الحياة!..
علاجا، لا الصحة!..
كتبا، لا المعرفة والذكاء!..
لذة، لا الفرح!..
راحة، لا الصديق الوفي!..
بوليصة تأمين على الحياة، لا الموت!..
مكانا في المدفن، لا السماء!..
(من مثل صيني)
فتاة
/
في رمضاااان
*** في رمضــــان ***
أغلق مدن أحقادك!..
واطرق أبواب الرحمة والمودة!..
فارحم القريب وود البعيد!..
وازرع المساحات البيضاء في حناياك!..
وتخلص من المساحات السوداء في داخلك!.
*** في رمضــــان ***
صافح قلبك!..
ابتسم لذاتك!..
صالح نفسك!..
وأطلق أسر أحزانك!..
وعلّم همومك الطيران بعيدا عنك!..
*** في رمضــــان ***
أعد ترتيب نفسك!..
لملم بقاياك المبعثرة!..
اقترب من أحلامك البعيدة!..
اكتشف مواطن الخير في داخلك!..
واهزم نفسك الأمّـارة بالسوء!..
*** في رمضــــان ***
جاهد نفسك قدر استـطاعتك!..
واغسل قلبك قبل جسدك!..
ولسانك قبل يديك!..
وأفسد كل محاولاتهم لإفساد صيامك!..
واحذر أن تكون من أولئك الذين لا ينالهم من صيامهم سوى العطش والجوع!..
*** في رمضــــان ***
سارع للخيرات!..
وتجنب الحرام!..
واخف أمر يمينك عن يسـارك!..
وامتنع عن الغيبة كي لا تفطر على لحم أخيك ميتا!..
*** في رمضــــان ***
احذر الظن السيئ!..
أو الإساء ة لأولئك الذين دمّروا شيئا جميلا فيك!..
وإياك والظلم فالظلم ظلمات يوم القيامة!..
*** في رمضــــان ***
اكتب رسالة اعتذار مختصرة لأولئك الذين ينامون في ضميرك!..
ويقلقون نومك ويغرسون خناجرهم في أحشاء ذاكرتك!..
لإحساسك بأنك ذات يوم سببت لهم بعض الألم!..
*** في رمضــــان ***
افتح قلبك المغلق بمفاتيح التسامح!..
واطرق الأبواب المغلقة بينك وبينهم!..
وضع باقات زهورك على عتباتهم!..
واحرص على أن تبقى المساحات بينك وبينهم بلون الثلج النقي!..
*** في رمضــــان ***
تذكر أولئك الذين كانوا ذات رمضان يملئون عالمك!..
ثم غيبتهم الأيام عنك ورحلوا كالأحلام!..
تاركين خلفهم البقايا الحزينة!..
تملأك بالحزن كلما مررت بها!..
أو مرت ذات ذكرى بك!..
*** في رمضــــان ***
حاور نفسك طويلا!..
وسافر في أعماقك!..
ابحث عن ذاتك!..
اعتذر لها أو ساعدها على الاعتذار لهم!..
*** في رمضــــان ***
مارس معهم أضعف الإيمان!..
تذكرهم في سجودك!..
ادع لهم بالخير!..
تضرع إلى الله أن ينكشف ضرهم!..
وأن يرحم صيامهم!..
*** في رمضــــان ***
افتح أجندة ذاكرتك!..
تصفح كتاب أيامك!..
تذكر وجوها تحبها وأصواتا تفتقدها!..
وأحبة مازالوا أحبة برغم أمواج البعد!..
هاتفهم بحب!..
اذهب إليهم!..
ولا تنتظر أن تأتي بهم الصدفة إليك!..
أو تلقي بهم أمواج الحنين فوق شاطئك!..
*** في رمضــــان ***
افقد ذاكرتك الحزينة قدر استطاعتك!..
فلا تتحسس طعنات الغدر في ظهرك!..
ولا تحص عدد هزائمك معهم!..
ولا تسجن نفسك في زنزانة الألم!..
ولا تجلد نفسك بسياط الندم!..
واغفر للذين خذلوك!..
والذين ضيعوك!..
والذين شوهوك!..
والذين قتلوك!..
والذين اغتابوك!..
وأكلوا لحمك ميتا على غفلة منك!..
*** في رمضــــان ***
أغمض عينيك بعمق!..
لتدرك حجم نعمة البصر!..
ولتتذكر القبر!..
وظلمة القبر!..
ووحشة القبر!..
وعذاب القبر!..
وأحبة رحلوا تاركين خلفهم حزنا بامتداد الأرض!..
وجرحا باتساع السماء!..
وبقايا مؤلمة تقتلك كلما لمحتها!..
وذكريات جميلة أكل الحزن أحشاء ها!..
وتباكى إن عجزت عن البكاء!..
لعل الله يغفر لك ولهم!..
*** في رمضــــان أكثر من ذكر الله ***
اللهم!.. وتقبل صلاتنا وصيامنا وقيامنا ودعائنا!..
سبحان الله وبحمده، سبحان الله العظيم!..
الحمد لله كما ينبغي لجلال وجهه وعظيم سلطانه!..
بهاء ألموسوي
/
قطرة استعداد
أشقاء الروح!..
يقول بعض أهل المعرفة، أن هناك بعض المعارف أستاذنا فيها الله (جل وعلا) فقط، وليس غيره!.. ولا يحتاج إلا إلى الاستعداد، والاستعداد يتكون من ركنين أساسيين :
أولا : إيجاد المقتضي وهو تطهير المحل (القلب) من الرذائل، وتطريزه بالفضائل (التخلية والتحلية).
وثانيا : رفع المانع، وهو الغل الذي يستقرعلى القلب {كلا بل ران على قلوب ماكانوا يكسبون}.. فعندها ينزل المدد الإلهي {أنزل من السماء ماء فسالت أودية بقدرها}.
فتاة
/
كلمات
أجمل ما في الرجل : الرجولة!..
أجمل ما في المرأة : الأمومة!..
أجمل ما في الطفل : البراء ة!..
أجمل ما في الليل : الهدوء!..
أجمل ما في البحر : أنه بحر!..
أقوى لغات العالم : الصمت!..
وأبلغ لغات العالم : الدمع!..
الإفراط في اللين : ضعف!..
الإفراط في الضحك : خفة!..
الإفراط في الراحة : خمول!..
الإفراط في المال : تبذير!..
الإفراط في الحذر : وسواس!..
الإفراط في الغيرة : جنون!..
أكرم النسب.. حسن الأدب!..
أصعب كلمة.. هي الكمال!..
أحلى كلمة.. هي السلام!..
آخر كلمة.. هي الموت!..
أفضل الانتقام.. هو الغفران!..
أقصى نار.. هي الشوق!..
أعظم كنز.. الفضيلة!..
أقوى عذاب.. هو الضمير!..
أحلى الحب.. حب الحبيب!..
أحسن الحب.. حب الزوجة!..
أدوم الحب.. حب الأم!..
أفضل المعرفة.. معرفة الرجل نفسه!..
أفضل العلم.. وقوف المرء عند علمه!..
أفضل المروء ة.. إبقاء الرجل ماء وجهه!..
بهاء ألموسوي
/
قطرة طريق
{يا أيها الإنسان إنك كادح إلى ربك كدحا فملاقيه}، لابد للإنسان من يوم يلاقي به خالقه شاء الإنسان أم أبى، فالورود على الله جبار السماوات والأرض، حتمي الوقوع ولاشك ولا إشكال فيه.
إلا أن المسألة : كيف نرد على الله، هل بوجه أبيض، أم - لا سمح الله - بوجه أسود؟.. وكيف يمكن لنا أن نرد بوجه أبيض؟..
يجيب أهل المعرفة عن هذا السؤال المهم، ويقولون : أن الحل يعتمد على ثلاث ركائز أساسية، تمكنك من الوصول مفلحا منجحا إلى الله جل وعلا :
أولها : عمل الإنسان، وهو ما نسميه بالمقتضي، وهو المؤهل للركيزة الثانية : وهي رحمة الله - جل وعلا - فبالعمل تستحق الرحمة، وبالرحمة تثبت على الطريق.. ومن ثم الركيزة الثالثة : وهي ولاية أهل البيت.
فهذه الركائز التي بها نصل إلى الله بوجوه مبيضة، الثالوث المنجي : العمل، والرحمة، والولاية.
بهاء ألموسوي
/
قطرة تصور
شقشق الروح : يقول الله تعالى : {ألم تر كيف ضرب الله مثلآ كلمة طيبة كشجرة طيبة أصلها ثابت وفرعها في السماء}.. تباني شخصية الإنسان المسلم من ركيزتين أساسيتين، وهما عمق تكوين الشخصية الرسالية التي تحمل هم الإصلاح :
أما الركيزة الأولى فهي : الإيمان، وهو ما يسمى بالقاعدة، وهي مرحلة التصور عند الإنسان.
أما الركيزة الثانية فهي : الإرادة، التي تجسد التصورات، كسلوك في الواقع العملي {ألذين آمنوا وعملوا الصالحات...}.
وهذه الإرادة لا تأتي أكلها إلا بعد أن تعتمد على التصور الحقيقي، وهو الإيمان والتقوى، {افمن اسس بنيانه على تقوى من الله ورضوان خير ام من اسس بنيانه على شفا جرف هار فانهار به في نار جهنم والله لا يهدي القوم الظالمين}.. والقرآن يرى أن كل حياة الإنسان من شؤون وشجون، قائمة على هذين الركنين.
والقرآن يريد أن يصنع الإنسان الكامل، ويقصد بالإنسان الكامل أن الإنسان الذي يرتكز على أساس إلهي، والذي تتكون شخصيته من ركنين : الإيمان (التصور)، الإرادة (السلوك).. فكيف أنت من هذين الركنين ياشقيق الروح؟!..
بنت علي ع
/
الثقة بالنفس
سُـئِل نابليون :
كيف استطعت أن تولد الثقة في نفوس أفراد جيشك؟!..
فأجاب : كنت أرد على ثلاث بثلاث :
- من قال : لا أقدر.. قلت له : حاول!..
- من قال : لا أعرف.. قلت له : تعلم!..
- من قال : مستحيل.. قلت له : جرب!..
بنت علي ع
/
علمتني كربلاء
علمتني كربلاء كيف أكون مظلوما فانتصر!..
علمتني كربلاء أن الدم ينتصر على السيف!..
علمتني كربلاء أنه ما ضاع حق وراء ه مطالب!..
علمتني كربلاء أن الصبر مفتاح الفرج!..
علمتني كربلاء أن أصرخ بوجه كل ظالم ومغتصب لحقوقنا!..
علمتني كربلاء أن النصر من الله، وأن العزة للمسلمين!..
علمتني كربلاء أن اكون من الذين يعطون الدم من أجل المبدأ، وأكون من الحسينيين الذين حملوا صوت الحسين (ع).
سميرة الموسوي
/
الاثار الايجابية في شهر رمضان
* قال الله سبحان وتعالى : {يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون}.. البقرة ١٨٣
الصوم يعمق التقوى في ذات الإنسان، فهو تقييد للانسياق وراء الغرائز والشهوات، وتهذيب لسلوك الإنسان، ليتجنب جميع ما يلوث خلقه وسيرته وصحته النفسية.
قال الإمام الصادق عليه السلام : (إن الصيام ليس من الطعام والشراب وحده، إن مريم (ع) قالت : {إني نذرت للرحمن صوما}؛ أي صمتا، فاحفظوا ألسنتكم، وغضوا أبصاركم، ولا تحاسدوا، ولا تنازعوا).
والصوم وسيلة هامة، تساهم في تنمية الضمير، وتنمية الحياء من فعل القبيح، وإحياء الوازع والرادع الداخلي، وهو ضروري في إصلاح النفس وتغييرها.
والصوم مرتع خصب لنمو القيم الروحية، لأنه يساهم مساهمة فعالة في الارتباط بالمطلق العليم المهيمن، عن طريق العبادات المندوبة، وعن طريق القرآن، والدعاء.. وبهذه القيم الروحية، يتعالى الصائم على جميع ألوان المغريات التي تريد له الانحراف والانحطاط.. والصوم أحد الوسائل المساعدة على التكافل والتراحم، المعمقة للروابط الإنسانية التي يتحرك من خلالها الإنسان ؛ مطمئنا لا يشعر بالإحباط والحرمان ما دام يعيش مظاهر التعاون والتآزر مع غيره.
والصوم يربي الإنسان على الصبر، وهو سلاح المؤمن في مقاومة العقبات، والهموم، والآلام.. وبه يتغلب على جميع أثقال الحياة من : جوع، وحرمان، وأذى، وتعذيب.. لينطلق مع مفاهيمه وقيمه ؛ متوجها نحو السمو والتكامل.
سميرة الموسوي
/
اشعار
* قد مضى العمر وفات *** يا اسير الغفلات
* فأغنم العمر وبادر *** بالتقى قبل الممات
______ ___ _____ ____
* كن كالشمس في استنادك الى نفسك ** فأن نور الشمس يشع من نفشه
_________________________-
* الحازم من حفظ ما في يده ** ولم يؤخر شغل يومه لغده
________ _________________
* يا من يشتري الدار الفردوس ويعمرها ** بركعة في ظلام الليل ويخفيها
تراب قدم الإمام المهدي (عج)
/
هل أنت صاحب تجربة ؟.. لا أعتقد !..
هل أنت صاحب تجربة؟.. لا أعتقد!..
الكاتبة : اليد البيضاء
هل إضطررت يوماً أن تشرب ماء المستنقعات الملوث بالطين، وبعض الطفيليات من شدة العطش؟!.. لا!..
- إذاً لم تشعر بالعطش الحقيقي يوماً في حياتك!..
هل إضطررت أن تأكل كسرة خبز يابسة بحجم كف يدك، لمدة ثلاثة أيام؟!.. لا!..
- إذاً لم تذق طعم الجوع الحقيقي يوماً في حياتك!..
هل أهانتك أمك يوماً، وأطلقت عليك كل عبارات السخرية والشتم والذم (ما فيك وما ليس فيك)، وأنت ملتزم للصمت والسكوت؟!.. لا!..
- إذاً لست حليماً، ولا من أهل البر بوالديك!..
هل جرحك عمك أمام الناس، ونسيت إهانته عندما مرض وبادرت بزيارته؟!.. لا!..
- إذاً لست ممن يقابلون السيئة بالحسنة!..
هل دخلت بيت أحد أقربائك يوماً، ولم يكن فيه أحد، وسلمت على نفسك؟!.. لا!..
- إذاً لست من أهل السلام، الذين يسلمون على أنفسهم تحية من الله مباركة!..
هل كنت في قمة الضيق والألم، وتحتاج بشدة للراحة والإسترخاء.. وآثرت من تحبهم على نفسك، وكتمت حزنك في قلبك ؛ لتريح أحبائك، وتمنحهم السعادة والهدوء والراحة؟!.. لا!..
- إذاً أنت لست ممن يؤثرون على أنفسهم، ولو كان بهم خصاصة!..
هل كنت مريضاً يوماً ما، وتأن من شدة الألم، ورأيت شخصاً آخر يتألم بجوارك.. فشعرت بألمه رغم تألمك؟!.. لا!..
- إذاً لست ممن يشعر بآلام الآخرين!..
هل كنت بحاجة شديدة للسكن والمال، ولم تعطاه.. وفي نفس الوقت حصل رفيقك على سكن ومال، ولكنك قنعت بما آتاك الله، وتمنيت لرفيقك الخير والسعادة؟!.. لا!..
- إذاً لست ممن يتمنون الخير لغيرهم دائماً، ولا يحسدون ولا يكرهون!..
هل أضررت أن تخفي دموعك يوماً، رغم وجع قلبك ؛ حرصاً على مشاعر من تحبهم؟!.. لا!..
- إذاً لم تذق طعم التضحية من أجل سعادة الآخرين!..
هل طعنت في ظهرك يوماً من أقرب الناس إليك، وقابلت طعنته بالإحسان؟!.. لا!..
- إذاً لم تتجرع كأس الصبر على ألم القريب!..
سميرة الموسوي
/
الحق والباطل في وجود الجميع
إن جميع ما هو موجود في العالم الكبير، موجود في العالم الصغير.. أي في وجود الشخص ذاته، ينطوي وجودك على محمد، كما ينطوي وجودك على أبي جهل، كما في وجودك هابيل وقابيل.
أبو جهل فيك، هو جهلك وغرورك.. ومحمد (ص) فيك، هو في خضوعك للحق.. فاحذر أن تسلط أبا جهل على محمد!.. وعلي فيك، وهو العدل والحق.. وأعداؤه فيك، هو الظلم والباطل.. فاحذر أن تسلط الظلم والباطل على العدل والحق!..
ملتمس النور
/
متى تطالع وأين ؟.. قواعد عملية مفيدة للبدء
متى تطالع وأين؟.. قواعد عملية مفيدة للبدء بالمطالعة :
- أوقات المطالعة :
من الممكن أنك ظننت عندما طالعك عنوان : (أوقات المطالعة) أنني سأقوم بتحديد أوقات محددة تتقيد بها عندما ترغب في مطالعة كتاب ما.. لكن في الحقيقة إن ما سأقدمه لك بالدرجة الأولى، هو بعض المعايير التي تساعدك في تحديد الأوقات المناسبة، بحسب الظروف والأجواء المحيطة بك.. وسأعرض عليك الأوقات المفيدة للمطالعة، التي حددت من خلال التجربة، إلا أنها أوقات عامة لا تراعي وتناسب كافة الظروف.
المعيار الأول : هو معيار أساسي، يتلخص في أن يكون الذهن وخاطر الشخص الذي يريد أن يطالع، خالياً من أي تشويش فكري أو علمي.
فمن غير المفيد أن تطالع مباشرة بعد الانتهاء من مناقشات ومباحثات علمية بعيدة عن الموضوع الذي تود قراء ته.. أو بعد أن تكون حضرت ثلاثة أو أربعة دروس متتالية، لأن في هذه الحالة يكون الذهن متعباً ومشوشاً بكثير من الأفكار والمواضيع.
المعيار الثاني : يتلخص في أن لا تكون متعباً من الناحية الجسدية، بحيث تشعر أنك بحاجة للنوم أو الاستلقاء على الفراش.. لأنه في هذه الحالة، لن يكون تركيزك مئة بالمئة في ما تطالع.
- الأوقات العامة :
إليك هذه الأوقات العامة للمطالعة، التي حددت بناء على التجربة :
١ - الساعة الأخيرة من النهار، والتي تمتد تقريباً في فصل الصيف : من الساعة الثالثة إلى السابعة مساء، وفي فصل الشتاء : من الثانية حتى الخامسة.
٢ - ساعات الليل التي تسبق السحر، والتي تمتد تقريباً من بعد العشاء إلى منتصف الليل.
- مكان المطالعة :
ما هو أفضل مكان للمطالعة؟..
قد يجيب البعض بأنه المكان الذي جُهِّز وأعدّ بشكل مناسب لأجل ذلك، وعادة ما يكون المكتبة العامة أو الغرفة المخصصة للدرس في المنزل.
- هذا صحيح، لكن لا ينبغي أن تتحول هذه القناعة إلى حجة تمنعك من المطالعة في الأماكن الأخرى.. وهنا ننصحك أن تصطحب معك كتابك من فترة إلى أخرى، وتطالع خارج الغرفة أو المكان الذي اعتدت على القراء ة فيه.. كأن تذهب - مثلاً - إلى قرب شاطئ البحر أو إلى الطبيعة أو حتى إلى الحديقة.
- وإذا كنت تريد أن تطالع موضوعاً مهماً وحساساً، وتريد أن يبقى في ذاكرتك لمدة طويلة.. ينصح أحد المتخصصين في عالم ترويج وتطوير عملية المطالعة، باختيار مكان تكون ظروفه وأجواؤه مذكرة بالشيء الذي طالعته.. ويقترح كمثال على ذلك : الخروج في ليلة ماطرة حاملاً مظلتك، وبيدك مصباح قوي، مختاراً مكاناً معيناً تطالع فيه لفترة قصيرة.. ويعلل اقتراحه هذا : بأن ما يُقرأ في هذا الجو، يرتبط بشكل وثيق به.. بحيث عندما تتذكر ذلك الجو الماطر - مثلاً - ينتقل ذهنك مباشرة، ليتذكر ما قرأه حينها.
- عليك أيضاً اجتناب الأماكن التي يوجد فيها صوت موسيقى صاخبة، أو كل صوت يدفعك إلى الإنصات إليه، بحيث تجد نفسك تنساق معه شيئاً فشيئاً.. فإن كل ذلك يشتت قدرتك على التركيز.
- حاول قدر الإمكان أن لا تجلس في الغرف التي اعتدت على أخذ الراحة فيها، أو الأكل، أو مشاهدة التلفاز.. فهذه الغرف تدعوك لأخذ قسط إضافي من الراحة أو اللهو.
- ينبغي عليك أن تسمح للهواء بالدخول إلى الغرفة التي تطالع فيها، لأن توجه الحواس يرتبط إلى حد كبير بالوضعية الجسدية والروحية للإنسان.. لذا فالغرفة التي لا توجد فيها الكمية اللازمة من الأوكسجين، تقلل من الاستعداد الجسدي.. وقد ثبت بالتجربة أن غرفة المطالعة، ينبغي أن لا تكون فيها نسبة الرطوبة أعلى من ٥٠ بالمائة.
- حاول أن تكون الغرفة التي تطالع فيها ذات إضاء ة مناسبة، تساعدك على زيادة مدة القراء ة.. فالإضاء ة الخفيفة، تجهد عينيك عند تقصي الكلمات.. كما أن الضوء الوهاج، يؤدي إلى النتيجة نفسها، فضلاً عن أنه يؤدي إلى حالات صداع، ويحسن أن تجعل النور عن يسارك وإلى الخلف.
- من المفيد أن تجلس، وفي مقابلك نافذة، أو إلى جانبك باب.. وذلك لتريح نظرك من فترة إلى أخرى بالنظر إلى مجالس أوسع.
- قواعد علمية مفيدة للبدء بالمطالعة :
١ - من المفترض أن يكون وجه الطاولة غير عاكس للضوء، وإذا كان كذلك.. حاول وضع قطعة قماش داكنة اللون، أو أي شيء آخر، يمنع انعكاس الضوء.. لأن ذلك يؤدي إلى تمركزه في عين المطالع، ويسبب بالتالي التعب المبكر.
٢ - عند جلوسك للمطالعة، إبدأ بالقراء ة مباشرة من دون أن تشغل نظرك، بالنظر إلى هذا الشيء أو ذاك.. لأنه عند شروعك في عملية المطالعة، تتوجه الحواس بشكل سريع إلى ما هو موجود بين يديك.. على عكس ما إذا نظرت إلى هذا الجانب أو ذاك الجانب، عندها لن تتوجه حواسك بشكل تام إلى ما تقرأه، بسبب انشغال الخيال بما انطبع فيه من صور أخرى مختلفة.
٣ - قبل البدء بالمطالعة، هيِّئ ما يمكن أن تحتاجه لقراء ة الكتاب الذي بين يديك، من قبيل : قاموس لغة، دفتر ملاحظات، قلم لوضع الاشارة على الأمور المهمة أو غير المفهومة.. لأن كثرة القيام أثناء المطالعة، تؤدي إلى تشت الذهن، ونسيان الفكرة التي كنت تقرأها.
٤ - من العوامل التي تساعدك على توجه الحواس بشكل جيد أثناء المطالعة، هي القراء ة جلوساً.. فكلما قلّت الحركة، ازدادت الحواس توجهاً.. ومن الخطأ أن تقرأ وأنت في حالة حركة ؛ وحسب آراء الأطباء، فإن ذلك يؤذي العين كثيراً.
٥ - إن تناول الطعام الثقيل على المعدة، يسبب تدفق الدم إليها بشكل كبير، مما يؤدي إلى تقليل كمية الدم التي تصل إلى الدماغ وبقية أعضاء الجسد.. وهذا الأمر يجعل جسدك يميل لأخذ قسط من الراحة، ويضعف استعدادك الذهني عن قراء ة أي نوع من الكتب.
٦ - إن الارتخاء على الكرسي أثناء المطالعة، أو اختيار الاستلقاء على الفراش، يمنعك من تحقيق مطالعة جدية.. نعم، ينبغي أن تكون مرتاحاً في وضعية جلوسك، لكن لا إلى مستوى تفقد معه القدرة المطلوبة للاستمرار في المطالعة المفيدة.
٧ - في فصل الصيف : لا تضع المروحة في مقابلك، أو قربك.. وذلك لأنها تجهد العينين وتؤذيهما، وكذلك الأمر بالنسبة إلى المكيف.
٨ - لا تبعد الصفحة إلى امتداد ذراعيك، ولا تجعلها تحت أنفك.. بل ينبغي أن تكون المسافة الفاصلة بينك وبين الكتاب من ٣٠ إلى ٤٠ سنتيمتر.
- إنتبه :
عندما تود شراء كتاب، لا تأخذ رأي كل شخص :
- بل اقتصر بذلك على الأشخاص المختصين، والبعيدين عن الأغراض التجارية والنفسية.
- قبل شرائك لأي كتاب : طالع فهرسه، وحياة مؤلفه إن وُجِدَت.. ولا تكتفي فقط بعنوانه، فهناك الكثير من العناوين البراقة والجذابة، التي من الممكن أن تجذبك.. وهنا لا يصح العمل وفق المثل القائل : (المكتوب يعرف من عنوانه).
ملتمس النور
/
كن مثقفاً بعشر دقائق
ليس من الصعب أن تكون انساناً مثقفاً، وإذا لم تكن ذلك فيمكنك اكتساب هذه الصفة بسهولة، وذلك عن طريق بعض المجهود القليل منك، وبعض النصائح التالية :
١ - قراء ة لمدة عشر دقائق يومياً.
٢ - سماع شريط مفيد.
٣ - حضور محاضرات ودورات، بمعدل محاضرة على الأقل كل ستة أشهر.
٤ - تعلم لغة جديدة.
٥ - اجعل التميز هدفك في العمل.
٦ - الاستيقاظ مبكرا، واستغلال هذا الوقت في تدوين فكرة جديدة، والقيام بعمل محبب إلى النفس كما ذكرت مجلة الجزيرة.
٧ - الاحتفاظ بمفكرة صغيرة قريبة من السرير، ويدوّن بها الأفكار الطارئة قبل النوم، فهي تعتبر هدية من العقل.
٨ - قبل النوم يجب التوجه بسؤال إلى النفس : هل تريد هذا اليوم أن يعود مرة أخرى؟.. هل أنجزت شيئا فيه؟.. هل تريد أن تقوم بطريقة مختلفة في اليوم التالي؟..
٩ - قيم يومك دائماً، وسترى النتيجة.
أخيرا : دع لنفسك المجال لتجرب ولا تقيدها، ومع الأيام ستتحول إلى الشخصية التي تحبها.
ملتمس النور
/
كيف تتّخذ قراراتك؟
أوّلاً وقبل كلّ شيء، لا بدّ من أن تتذكّر أنّ الحريّة - حقّ الحريّة - هي الامتناع عن أي استجابة لأيّ ضغط سلبيّ، يستهدف النيل من عزّتك وكرامتك وشخصيتك وإيمانك.
لقد رفض أبو ذرّ الغفاريّ (رضي الله عنه) عطيّة من معاوية، حملها إليه أحد عبيده الذي وعده معاوية بالعتق إنْ قبلها أبو ذر.. فقال العبد لأبي ذرّ : إنّ في قبولك إيّاها عتقي. فقال له أبو ذر : ولكنّ في قبولي إيّاها رقّي!..
اُنظر ماذا فعل أبو ذر؟..
فمن جهة لم يستجب لضغط معاوية، الذي أراد أن يسترقّه بعطائه.. ومن جهة ثانية لم يستجب لضغط العبد النفسيّ عليه في استعطافه لنيل حريّته، فبقيت حريّته الشخصية وكلمة (لا) أعزّ من هذا وذاك.
وقد يجهل بعض الشبان من حديثي العهد بالتجربة الحياتية، معرفة الصحيح من الخطأ في اتخاذ القرار، فيقعون تحت ضغط الجهل مترددين، أو قد يقدمون دون مراعاة أو حساب للنتائج، ولأجل أن تخفف من وطأة الضغط في اتخاذ القرار المناسب ضع أسئلة لاكتشاف الصحيح، من قبيل :
- هل هذا العمل يسيء إلى شخصيّتي، أو أحد ممّن تربطني به علاقة حب واحترام؟..
- ماذا يقول عقلي وضميري عن ذلك؟..
- هل هذا من العدل والإنصاف؟..
- ما ردّ فعلي لو فعله غيري؟..
- ما شعوري لو فعلته، هل سأكون راضياً مقتنعاً، أو نادماً متألماً؟..
- ما هو رأي الذين أثق بهم وأحترمهم من الكبار في هذا العمل أو الخيار؟..
- هل هذا يرضي الله - سبحانه وتعالى - أم يسخطه؟..
- ما هي عاقبته ونتائجه؟..
- ما هي نسبة سلبياته في قبال إيجابياته؟..
- ما هو المعنى المحدّد للألفاظ والمصطلحات الواردة فيه، فمثلاً : ما معنى (العيب): هل هو ارتكاب المحرّم شرعاً؟.. أم الذي يبيحه الشرع، ويستنكرهُ الناس؟.. أو الحرج النفسي الشديد الذي تسببه لي تربيتي البيتية؟..
إنّ معرفة الإجابة عن هذه الأسئلة أو بعضها، يقيك الوقوع تحت مطرقة الضغط.. وكلّما كانت ثقافتك الإسلامية أوسع، كان الضغط عليك أخفّ.
ومن هنا فإنّ المراد بـ (التفقّه في الدين) هو الثقافة الاسلامية بإطارها الواسع، وليست الثقافة الشرعية الواردة في كتب الفقه والرسائل العملية والمتضمنة لمسائل الحلال والحرام.
ملتمس النور
/
أوراق عمل وتجارب في عالم الشباب
لمعالجة الكآبة :
لا نقدِّم لك وصايا الأطباء وعلماء النفس، فلعلك واجدها هنا وهناك، وما أكثرها هذه الأيام التي يعيش فيها بعض الشباب السأم والضجر والملل والكآبة!.. إنّما ننقل لك بعض تجارب شباب عاشوها ونجحوا في التغلّب عليها.
يقول أحدهم : اُعالجها بقراء ة القرآن.. كانت آيات الرحمة والنعمة واللطف الإلهي والجنّة والنعيم، وتصوير ما في الدنيا بأنّه لعب ولهو، وأنّ الحياة الحقيقية هي الدار الآخرة، وأنّ السعيد الذي يعمل صالحاً فيهنأ في الدنيا ويسعد في الآخرة.. فرأيت في (عيادة القرآن) من العلاج والدواء ما لم أجده في صيدليات العالم كلّها.
ويقول آخر : اُعالجها بالكتابة.. فأنا أسرد عواطفي، وخواطري، وهمومي، وسمومي على الأوراق.. فأشعر ببرد الخاطر، وهدوء البال، وسكينة النفس.
ويقول آخر : اُعالجها بالصحبة الصالحة.. فكلّما ضاق صدري، زرت أخاً في الله مؤمناً.. يزيد في صبري وثقتي بالله، وإحساسي بتفاهة الدنيا، واعتزازي بالقيم والفضائل.. وينقل لي من تجارب الصالحين، ما يبدّد آية كآبة أشعر بها.
ويقول آخر : اُعالجها بالمرور والتوقف ملياً أمام بعض الأحاديث الشريفة والروايات والحكم، لأرى أنّ حالي ليس فريداً.. وأنّ مَنْ عاش القرب من الله، أنساه همومه الصغيرة وشغله بالهمّ الأكبر.
ويقول آخر : أعالجها بزيارة الأحياء الفقيرة، لأشكر الله على ما أنعم عليَّ.. وربّما زرت المستشفى لأتفقد بعض المرضى، ولأشعر بعظمة نعمة الصحّة التي أنعمها الله عليَّ.. وربّما زرت المقبرة لينشرح صدري، أنّ حدود الدنيا هي هذه، وأنّ ما بعدها خير وأبقى.
ملتمس النور
/
أوراق عمل وتجارب في عالم الشباب
أ. في القراء ة :
يقول شخصٌ مغرم بالقراء ة، ويوصف بأنّه دودة كتب : أنا لا أملّ من القراء ة أبداً، فالكتاب صاحبي وأنيسي.. وإذا تعبت من القراء ة، فإنّني أستريح بالقراء ة.
فإذا تعبت من قراء ة الكتب العلمية والفكرية الدسمة، فإنّني ألجأ إلى الكتب الخفيفة التي تهوّن متاعبي.. وتلك هي الكتب الأدبية التي أجد فيها متعة القراء ة، ومتعة الذوق والفنّ معاً.
ب. التدوين وتسجيل الملاحظات :
رأيت شخصاً ذا ثقافة عالية، وعلاقات اجتماعية واسعة مع المحيط الثقافي والسياسي والفكري.. وقد لفت انتباهي أنّه لا يغادر قلمه وورقته، فهو يسجّل دائماً أيّة فكرة طريفة، أو معلومة جديدة، أو رقماً مهمّاً، بل وحتى النكتة التي تزرع الابتسامات على الوجوه.
وقد عرفت منه أنّ الذاكرة لا تستطيع أن تحمل ذلك كلّه، فلا بدّ من تسجيله على الورق للعودة إليه كلّما دعت الحاجة والضرورة.
وتذكّرت أنّ في تراثنا الإسلاميّ ما يشجّع على ذلك، فلقد قيل : ما كتب قرّ، وما حفظ فرّ.. فالكتابة أبقى من الحافظة، وأقوى من الذاكرة.
فكم هو جميل أن يكون لدى أحدنا مفكرة، لتدوين رؤوس الأقلام أو النقاط المهمة واللفتات الذكيّة!.. وما يدرينا فلقد نجد في أرشيفنا ذات يوم، ما لم نكن نقدّر قيمته في حينه!..
ملتمس النور
/
أوراق عمل وتجارب في عالم الشباب
الإيحاء الذاتي :
إذا رأيتَه تعجبك همّته، فهو حركة لا تفتر، ولولب لا يهدأ.. ولقد راقني أن أتعرّف على سرّ ذلك فيه، فقال :
ألسنا سنفد ذات يوم على ربّ العالمين، في يوم نسمِّيه بـ (يوم القيامة)؟..
قلت : بلى.
قال : ألسنا نقف في ذلك اليوم الرهيب العصيب، لنقدم حساباتنا بين يدي بارئ الخلائق أجمعين؟..
قلت : بلى.
قال : أليس يتمنّى المقصّرون منّا لو أ نّهم لم يقصّروا، وأ نّهم لو عادوا إلى الدنيا لعملوا أضعاف ما عملوه يوم كانوا فيها؟..
قلت : بلى.
قال : أنا أستحضر ذلك كلّه، وأشعر كما لو كنتُ سجيناً في سجن مؤبّد، ثمّ يتلطّف ربّي ومولاي، فيقول لي : سأكتب لك الحريّة من جديد، شرط أن تعمل لرضاي فبم تعدني؟.. فأقول له على الفور : لك أن أعمل في رضاك ما دمت حيّاً.
وهكذا كلّما بردت همّتي، وفتر سعيي، وتقلّصت حركتي.. وجدتُ ما أوحي به لنفسي أنّ الحياة ساعة فلأجعلها طاعة.. وهكذا كان!..
ملتمس النور
/
مقال أعجبني
انتبه طباعك قابلة للتغيير
حتى تغيّر شيئاً اُنظر إليه نظرة مغايرة، لأنّ النظرة التقليدية، تجعلك تقتنع بما أنت فيه فلا ترى حاجة للتغيير.. ذلك أنّ أيّة عملية تغيير أو تبديل في أيّ طبع أو عادة، تحتاج إلى شعور داخلي : أن هذا الطبع أو العادة، ليسا صالحين، ولا بدّ من تغييرهما.
دعنا - في البداية - نطرح عليك بعض الأسئلة :
- هل جرّبت أن تعدّل سلوكاً معيناً، إثر تعرّضك إلى نقد شديد؟..
- هل قرأت مقالة، أو حديثاً، أو حكمة، أو قصّة ذات عبرة ودلالة.. فتأمّلتها جيِّداً، وإذا بها تحدث في كيانك هزّة، لتعيد النظر على ضوئها في أفكارك أو تصرّفاتك؟..
- هل التقيت - ذات مرّة - بشخص غير اعتيادي، وحينما حادثته شعرت أنّ لأفكاره قابلية النفوذ إلى قلبك وعقلك، أو أنّ سلوكه من التهذيب والنزاهة والاستقامة ما يجعلك أن تتأسّى به؟.. بل وتعيد حساباتك القديمة؟..
- هل حدث أن مشيت في طريق لمسافة طويلة، ثمّ اكتشفت أنّ هذه الطريق ليست الطريق التي تريدها، ولا هي التي توصلك إلى هدفك، ورغم معاناتك في السير الطويل وتعبك الشديد، تقرّر أن تسلك طريقاً أخرى تهديك إلى ما تريد؟..
- هل سبق أن كوّنت قناعة معيّنة حول شيء ما، وقد بدت لبعض الوقت ثابتة لا تتغيّر، لكن وقع ما جعلك تراجع قناعتك : كفشل في تجربة، أو تعرّضك لصدمة فكرية أو روحية، أو تشكّلت لديك قناعة جديدة : إمّا جرّاء الدراسة والبحث، أو من خلال اللقاء بأناس أثّروا في حياتك.. فلم تُكابر ولم تتعصب تعصب الجاهلين، لأنّك رأيت القناعة المغايرة الأخرى أسلم وأرشد وأهدى؟..
- هل سكنتَ في منطقة، أو بقعة من الأرض، لفترة طويلة.. فألفتها وأحببتها، وتعلّقت بها لأنّها كانت مرتعاً لذكرياتك.. ثمّ حصل ما جعلك تهاجر منها، أو تستبدل بها غيرها، لظروف ذاتية أو خارجية.. وإذا بك تألف المكان الجديد، وقد تجد فيه طيب الإقامة وحسن الجوار؟..
إذا لم تكن - لحدّ الآن - تعرّضتَ لأيّ من الحالات السابقة، فالحياة كفيلة بتغيير بعض قناعاتك، وبعض أفكارك، وبعض السبل أو الوسائل التي تعتمدها في حياتك، وبعض الطباع التي أدمنتها وداومت عليها.
تغيير القناعات أمر طبيعيّ، ويدلّل في الكثير من الحالات على درجة من النضج والوعي والمرونة.
دعنا نراجع الأمثال السابقة من وجهة نظر أخرى، وقبل ذلك نسأل :
- هل الأقوال المارّة الذكر مقدّسة لا تقبل النقد أو الطعن؟..
- هل هي توقيفية ؛ أي وقفت على معنى ثابت لا يتغيّر؟..
إذا لم تكن لا هذا وذاك، فهي قابلة للنقد والنقاش والطعن والتفنيد وربّما التعديل.
إنّ العادة التي في البدن قد تكون مادّية كالشراهة في الأكل، وقد تكون معنوية كالكذب. وبالرغم أنّ الاعتياد والإدمان، يجعل الترك أو التخلّي والتخلّص من هذه العادات صعباً عليك.. لكن بإمكانك أن تسأل الكثير من الشرهين والشرهات الذين كسروا هذه العادة، وقنّنوا وانتظموا واعتدلوا في طعامهم، ولك أن تسأل عن كيفية نجاحهم.
لا شكّ أن تمارين التقنين الغذائي (الرجيم) التي التزمها بعض الرجال وبعض النساء، أتت بنتائج باهرة.. إذ مَنْ كان يتصوّر أنّ الذي فاق وزنه المائة كيلوغرام، يغدو رشيقاً إلى هذا الحدّ؟..
وتلك البدينة التي أثقلها حملها من اللحوم والشحوم، مَنْ يصدّق أنّها هذه التي أصبحت خفيفة لطيفة؟..
- كيف نجحوا؟..
- بالإرادة!..
وحتى الكذب، أو أيّة خصلة سيِّئة أخرى، حينما عقد المبتلون بها العزم على معالجتها والقضاء عليها، وصدقوا في عزمهم وقرارهم.. استهجنوا تلك الخصال الذميمة، وعملوا على استبدالها بأضدادها، وندموا على الماضي الملوّث بها، وعادوا انقياء منها كما هو الثوبُ الملوّث بعد الغسل.
أمّا مقولة : (مَنْ شبّ على شيء، شاب عليه)، فقد أسيء فهمها، وتركزت النظرة ُ إليها في الجانب السلبيّ ؛ أي مَنْ اعتاد على خصلة ذميمة في شبابه، فإنّها ستلازمه حتى مشيبه.. والحال أنّ المقولة أو الحديث ناظر إلى إهمال العادات والطباع وتركها لتستفحل دونما معالجة، حتى لتصبح بعد حين جزء اً لا يتجزّأ من الجسد، أي أنّ المقولة ليست قاعدة ثابتة أو قانوناً صارماً، وإنّما هي توصيف لحالة استعباد العادة للشباب.
كما أنّ المقولة تحمل وجهاً آخر، وهو : أن اعتياد الأمور الإيجابية والخيّرة، والمواظبة على الحسنات والأفعال الصالحة، يجعل منها ملكات يصعب قلعها.
وأمّا الأمثال التي تصوّر الطبع أو العادة قميصاً من حديد، والتي تبيّن استحالة تغيير الطباع بما يوحي بحالة من اليأس من ذلك، فلا تصمد أمام النقد.
إنّ القميص الحديدي قابل للكسر والتقطيع، إذا كانت النار الموجهة إليه حامية، أو أن منشاراً كهربائياً سلّط عليه، أو أنّ حديداً أقوى وأصلب منه يلويه.. ألم تقرأ في الأمثال لا يفلّ الحديد إلاّ الحديد.
إنّ ما يوصف بـ (الإرادة الحديدية) قابلة أن تكسر الطباع والعادات التي تبدو في الظاهر حديدية، ودونك قصص أصحاب الإرادات الفولاذية وما صنعوا، فتأمّل فيها!..
ملتمس النور
/
مقال أعجبني جداً
تمارين ترويض النفس.. طرق متنوعة من الإيحاء الذاتي لدى الشباب
البعض من الرجال والنساء والشبّان والفتيات، يمارسون تمارين رياضية في تربية الإرادة، وتقوية التحكّم بالنفس والسيطرة عليها، وشعارهم الحديث الشريف : أفضل الأعمال أحمزها أي أشقّها وأصعبها، والشجرة البرية أصلب عوداً وأكثر وقوداً. فهم قد يكونون بين خيارين : أحدهما سهل، والآخر صعب.. فيختارون الصعب ؛ لأنّهم بذلك يزيدون في متانة إرادتهم وتقوية عودها، واكتساب المناعة واللياقة لمواجهة التحدّيات والشهوات والضغوط.
البعض مثلاً كان ينام في النهار لساعة أو ساعتين، لكنّه قرّر أن يوقف هذه العادة ويلغيها من برنامجه اليوميّ.
شعر بالصداع ليوم أو يومين أو لبضعة أيام، ثمّ ما هي إلاّ أيام أُخَر حتى اعتاد الوضع الجديد، فرأى أنّ الصداع الذي ألمّ به بعد ترك عادة النوم ظهراً وهميّ، أو أ نّه ردّ فعل طبيعيّ لترك عادة مستحكمة تحتاج إلى وقت حتى يزول تأثيرها.
البعض ترك الشاي.. وشعر أيضاً بالصداع، لكنّه ما لبث أن قهر هذا الشعور، وما لبث أن استقامت حياته بدون الشاي، وكأنّ شيئاً لم يكن.
البعض ترك التدخين.. وشعر كذلك بالصداع والشوق إلى الدخان، لكنّه تغلب عليه بالصبر والمران والمقاومة.
البعض كان إذا غيّر مكانَ نومهِ لا ينام، بل إذا تغيّرت وسادته، لا يأتيه النوم ويبقى أرقاً قلقاً حتى الصباح، لكنّه بشيء من التصميم غلب هذه العادة وكسر هذا القيد.. جرّب أن ينام في غير فراشه وسريره.. أن ينام على الأرض، وأن يضع أي شيء تحت رأسه حتى ولو كانت يده، وربّما استغنى عن يده ونام بلا وسادة.
في البداية تململ، وتقلّب في ضجعته الجديدة عدّة مرّات.. لكنّه آلى على نفسه أن يتجاوز الحالة التي أسرته طويلاً.. ونجح.
هذه التمارين في تربية الإرادة، والخروج على السائد والمألوف، لا تتأطّر بالأمور المادّية فقط، بل بكلّ شيء، وهي دليل آخر نضيفه إلى أدلّتنا في أنّ تغيير الطباع والعادات ممكن ميسور.
وفي السياق نفسه، يمكن الحديث عن (التلقين الذاتي) الذي قد يعتبره البعض خداعاً وتمويهاً وإيهاماً للنفس، لكنّه سلاح مجرّب من أسلحة تغيير الطباع الذميمة والعادات السيِّئة.
فالنفسُ راغبة ٌ إذا رغّبتها *** وإن تُردُّ إلى قليل تقنع
إنّ قولك : (سأحاول)، (سأعمل)، (سأبذل قصارى جهدي)، (سأطبّق ما وعدت به)، (سألتزم بما اتخذته من قرارات).. قد يكون فيه شيء من التصميم على العمل، لكنّ قولك : (أنا قادرٌ على فعل ذلك)، أو (أعرفُ أنّ الأمر لا يخلو من صعوبة، لكن بشيء من الصبر سأذلّل تلك الصعوبة).. وخاطب نفسك : (ابذل جهداً آخر.. حاول ثانية.. خطوة أخرى وتصل، لم يبق إلاّ القليل.. لستَ أقلّ من غيرك ممّن صمّموا، فوصلوا إلى مبتغاهم.. كانت لديهم الإرادة وأنت تملكها.. ما ينقصك هو الإصرار على التنفيذ.. توكّل على الله فهو حسبك!.. أليس الله بكاف عبده!.. ما دام ذلك في عين الله فلا أبالي.. إلخ.
هذه الطريقة من الإيحاء الذاتي، تمنحك قوى معنوية إضافية، ومواجهة نفسية.. تحتاج إليها في معارك الانتصار على الضعف والطباع الرديئة والعادات المخجلة.
* البلاغ
عاشق المنتظر
/
خفايا الصلاة
تخلص من ضغوط الحياة بسر الصلاة
د. سحر طلعت
يثور التساؤل الحائر : لماذا فقدت الصلاة قدرتها على بث الراحة والسلام بين جنبات نفوسنا المكدودة؟..
وكيف يمكننا أن نستعيد الطاقة الكامنة في العبادات المختلفة، بحيث تؤدي دورها في بعث الراحة والسكينة والسلام النفسي بداخلنا؟..
قد يثور البعض محتجا : بأن علينا أن نؤدي العبادات المختلفة ؛ طاعة لله، بدون النظر للفائدة المتحققة منها.. ولكنني أحسب أن العبادات ما شرعت إلا لتضبط إيقاع حياتنا، ولتضمن التوازن السوي بين جنبات نفوسنا، وتملأها بالراحة والسكينة والأمان.. وذلك من خلال التواصل مع خالقنا وبارئنا، والقوة المسيطرة على هذا الكون بما فيه، ومن فيه {ألا بذكر الله تطمئن القلوب}.
فنحن مأمورون بأن نؤدي العبادات المختلفة على الوجه الأكمل، ونحن مأمورون بأن نتدبر ونتفكر حتى نعيد للعبادات المختلفة وظيفتها المفقودة.
- الضغوط العصبية.. تعريف.. أنواع وآثار
وقد يكون من المفيد - قبل أن نغوص في بحار العبادات المختلفة، باحثين عن جوهرها ودررها - أن نتعرف على الضغوط العصبية.. معناها، أنواعها، وتأثيراتها.. فإيقاع الحياة المتسارع يضعنا دوما تحت عجلة الضغوط المزمنة، وهذه الضغوط تؤثر تقريبا على كل مكونات الإنسان، ويضاعف من خطورة هذه الضغوط المزمنة، أن تأثيراتها تسلل في الخفاء وتفعل فعلها بصورة تدريجية، وغير ملحوظة.. بحيث لا يدرك الإنسان حجم ما أصابه من خسائر إلا فى المراحل المتأخرة.
تحدث الضغوط تأثيراتها على جسم الإنسان، من خلال متلازمة الاستجابة العامة للضغوط
(General stress response syndrome) فمن خلال إستجابة العراك والفرار (Fight and flight response) يعيد الجسم نفسه لمواجهة الخطر أو الهروب منه، بإفراز هرمونات الأدرينالين والكورتيزول، والتي تزيد من طاقة الجسم، وهذه الإستجابة تعتبر ملائمة جدا للضغوط الوقتية قصيرة الأمد، حيث تؤدي إلى حماية الجسم من الأخطار التى تحدق به.. ولكن الخطورة تكمن في إستمرار الضغوط، مما يؤدي لتراكم هذه الهرمونات التي لا تجد لها أي منفذ، محدثة إنفجارا داخليا للطاقة، واختلاطا بين طاقة العقل وطاقة الجسد، مما يحدث تشوشا وإرتباكا شديد الخطورة.. وتزداد الخطورة إذا شعر الإنسان بأنه لا يملك قرار المفاضلة بين المواجهة أو الهروب، وبأنه مجبر على أي من الخيارين.
ويمكن تقسيم مراحل استجابة الجسم عند التعرض للضغوط المختلفة إلى ثلاث مراحل،
وهي :
١ - مرحلة الإنذار، وفيها يزداد معدل إفراز الهرمونات سالفة الذكر.
٢ - مرحلة المقاومة، وفيها يحدث نفاد للطاقة المتولدة في مرحلة الإنذار.
٣ - مرحلة التهالك والإجهاد، التي يمكن إعتبارها نتاجا للضغوط المستمرة.. مما يؤدي إلى إرتفاع ضغط الدم، وأمراض القلب، وغير ذلك من الأمراض والمشاكل التيى تنتج عن التعرض المستمر للضغوط.
كما يمكن تقسيم الضغوط المختلفة بحسب مصادرها إلى :
ضغوط داخلية (وهي الضغوط الناتجة عن سمات الإنسان الشخصية) وضغوط خارجية (نتاج عوامل خارجية). وأيضا يمكن تقسيمها بحسب إستجابة الإنسان لها إلى :
ضغوط بناء ة (تدفع لمزيد من العمل والإنجاز).. وضغوط هدامة ومعوقة.. وبحسب فترة التعرض يمكننا تقسيم الضغوط إلى : ضغوط و قتية متقطعة، وضغوط مستمرة مزمنة.
وللضغوط آثارها الجسدية والعقلية والنفسية، وقائمة التأثيرات طويلة ممتدة، ويصعب حصرها.
فالآثار الجسدية تنتج عن تأثر كافة أجهزة الجسم، وينتج عنها : أمراض القلب، وقرح المعدة، والقولون العصبي، بالإضافة لزيادة نسبة حدوث داء السكري ومضاعفاته.. كما تتأثر الخصوبة، ويتأثر جهاز المناعة محدثا ضعفا عاما في مناعة الجسم، وزيادة في معدل حدوث السرطانات المختلفة.
والتأثيرات النفسية تشمل فيما تشمل الوسواس والفوبيا والإكتئاب وإضطرابات النوم المختلفة، بينما تقع إضرابات الذاكرة تحت الإختلال فى الوظائف العقلية.
كيف نتعامل مع الضغوط؟..
- يوميات إنسان معاصر
قد لا نستطيع في هذه العجالة، أن نوضح كل الآثار السلبية لبقاء الإنسان فترات طويلة تحت ضغوط مستمرة، ولكننا على الأقل نستطيع دق ناقوس الخطر ؛ محذرين من آثار هذه الضغوط على صحة الإنسان الجسدية والنفسية والعقلية، ومطالبين بالبحث الدء وب عن حل لهذه المشكلة التي تتفاقم كل يوم.
وبما أنه قد يكون من المستحيل تغيير نمط وإيقاع الحياة المتسارع للغالبية العظمى، ممن يعيشون في مجتمعاتنا الآن، ومع التسليم بفشل الطب الرسمي بعقاقيره وكيماوياته في التعامل مع هذه المعضلة.. فقد اتجه العلم للبحث عن سبل جديدة للوقاية، والتخفيف من الآثار المدمرة للضغوط المزمنة، مثل : تدريبات الإسترخاء، والتأمل، والتخيل، واليوجا وفلسفتها، وخضعت هذه الطرق المختلفة للبحث العلمي المنضبط، لتحديد مدى فاعليتها وطريقة عملها.
والأبحاث المختلفة أكدت مدى فعالية هذه الوسائل في التقليل من هذه الضغوط، وفي علاج آثارها المختلفة.. وبالتالي، أصبحت هذه الوسائل المختلفة، تدرج في البرامج التي تستخدم للوقاية من الضغوط، أو في علاج آثارها السلبية على جسم الإنسان.. والنظرة المتأملة تكشف عن تواجد هذه الوسائل بوفرة في عباداتنا المختلفة، إذا أحسنا الفهم والأداء.. فهل يمكن أن يكون الحل في أن يجد كل منا لنفسه واحة يصنعها لنفسه، ويفر إليها من هجير صحراء الحياة؟..
ويثور التساؤل : ما هي هذه الواحات التي يمكننا أن نقترحها، نتيجة فهمنا لوسائل علاج الضغوط المستخدمة في الغرب؟.. وما هي الآليات التي تفعل بها فعلها السحري في تخفيف الضغوط؟..
- واحة الإيمان
من الملاحظ أن تأثيرات نفس الضغوط، تختلف باختلاف الأشخاص الذين يتعرضون لهذه الضغوط.. ومن هنا يمكننا أن نستنتج أن تأثيرات الضغوط، لا تعتمد على حجمها ونوعيتها، بقدر ما تعتمد على استقبال الإنسان لحجم التهديد.. أي أن الإستجابة للضغوط لا يصنعها المثير، ولكن تصنعها الطريقة التي تم بها إستقبال هذه الضغوط، فتفاعلنا مع الضغوط ينشط بناء على إستجابتنا العصبية، وبناء على إدراكنا لحجم التهديد مقارنة بنظرتنا نحن للعالم من حولنا، ومقارنة بإدركنا لحجم تحكمنا نحن في الظروف المحيطة بنا.. ولقد أثبتت الدراسات، إنخفاض مستوى الضغوط، ومستوى الإستجابة لها عند من يشعرون، بقدر أكبر من القدرة على التحكم في الظروف المحيطة بهم.
إذا كان العلماء والدارسون يعتبرون أن فلسفة اليوجا ونظرتها للعالم، تعتبر من أهم المحاور التي تعطى لليوجا قيمتها وفاعليتها في التعامل مع الضغوط، بما تتيحه من إعادة إكتشاف الإنسان لذاته، ومعناه الإنساني، وبما تمنحه له من شعور بالقوة العميقة والتحكم.. فهل نعيد نحن إكتشاف فلسفة الإسلام، التي تعطي للإنسان قيمته وقدرته، المستمدة من كونه نفخة من روح الله؟!..
- واحة الإسترخاء والتأمل والتفكر
حين يركز الإنسان تفكيره على فكرة أو شيء ما، من أجل إكتساب القدرة على المزيد من التحكم في القدرات العقلية.. فإن التأمل بهذه الصورة، يوفر للإنسان طاقته الجسدية، والعقلية.. و لقد درس هربرت بنسون في سبعينات القرن الماضي، الإستجابة الفسيولوجية للتأمل، ووجد أنه تحدث إستجابة عكسية لإستجابة العراك والفرار أو ما يعرف بـ (Relaxation response) وفيه يحدث إنخفاض في معدلات ضربات القلب، والتنفس وإحتراق الأكسجين، وتوتر العضلات، وتأثير التأمل في تخفيض هذه العمليات الحيوية يفوق تأثير النوم، حيث تعطى ٤ - ٥ ساعات من النوم إنخفاضا بمقدار ٨ % في معدل حرق الأكسجين، بينما يعطي التأمل إنخفاضا بمقدار ١٠ - ١٧ % في غضون دقائق قليلة.
ولقد أثبت د. دين أورنيس في ثمانينات القرن الماضي، فائدة هذه التدريبات في علاج مرضى القلب، حيث حدث عند من يمارسون التأمل منهم إنخفاض ملحوظ في دهون الدم الضارة (LDL و الكولسترول) كما حدث تراجع في التغيرات الحادثة في الشرايين التاجية، وحدث إنخفاض فى معدل ضغط الدم، والمقاومة الطرفية الكلية (Total peripheral resistance).
كما أثبتت الدراسات إنخفاضا ملحوظا في مستوى مؤكسدات الدهون (Oxygen free radicals) عند من يواظبون على التأمل، وهذا يعني إنخفاضا في نسبة التلفيات الحادثة في الأنسجة، نتيجة لعمليات الأكسدة الضارة، والتي تحدث عبر سنوات العمر.
وفي دراسة أجراها بنسون أثبتت أن التأمل يكون أكثر فاعلية في من يمارسونه كإستجابة لمعتقداتهم الدينية.
- واحة الذكر
يمكن أن يتم التأمل بالتركيز والتفكر في شيء من مخلوقات الله (وردة أو شجرة مثلا)، والطريقة الأخرى للتأمل، تتم بالتركيز على كلمة واحدة، أو عدة كلمات (الله، أو لا إله إلا الله، أو غيرها من الكلمات)، وترديدها في صمت بعمق، وتدبر، وتركيز، مع طرد صور الأفكار السيئة من العقل.. وهذه الوسيلة تحدث نفس التأثيرات الفسيولوجية، التي يحدثها النوع الأول.. كما أنها تضيف بعدا آخر، حيث يشعر المتأمل أو الذاكر، أنه في معية الله، والمدبر.
- واحة التخيل
تعتبر من أقوى وسائل تقليل الضغوط، و تزداد الفائدة منه، لو إقترن إستخدامه بتمرينات الإسترخاء.. وعلى الإنسان - أثناء ممارسة هذه التدريبات - أن يتخيل تواجده في مكان يبعث في نفسه الراحة والسكينة.
- واحة الصلاة
هذه هي الواحة الجامعة.. ففيها كل ما سبق : فيها التأمل، وفيها الذكر، وفيها يمكن أن يتخيل الإنسان تواجده بجنة عرضها السماوات والأرض.. وفي الصلاة يشعر الإنسان بتمام التحكم في الكون والبيئة من حوله.. وفيلسوف الهند غاندي اعتبر الصلاة مفتاح الصباح، ومزلاج المساء، فهى علامة الأمل للإنسان، وهي تعنى أن هناك قوة أعظم وأكثر حكمة، هي التي ترشدنا في حياتنا، فلا سلام بدون منحة أو عطية من الله، ولا توجد منحة من الله بدون صلاة.
والدراسات العلمية المختلفة، أثبتت أن الصلوات تؤدي دورها بالفعل.. حيث لوحظ أن نسبة حدوث المضاعفات والوفيات في المرضى الذين يتعرضون لعمليات القلب المفتوح، تقل بنسبة ١٢ % في المرضى المتدينين، كما لوحظ فيهم أيضا إنخفاض معدلات حدوث الإكتئاب المرضي المصاحب لدخول المستشفى.. وللصلاة نفس التأثير - الذي يحدثه التأمل - على المصابين بأمراض القلب.
كوثر السعد
/
* من نتائج التوكل على الله *
الشعور بالقوة والهمة، لأن التوكل على الله مع العمل، يجعل الإنسان يشعر أنه أدى ما عليه.. فيكون قوي القلب، بقوة الله سبحانه وتعالى.
المتوكل يكون عزيزا وغنيا بين الناس.. من توكل على الله، ذلت له الصعاب، وتسهلت عليه الأسباب.
عن الرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : (من توكل على الله : كفاه الله مؤنته، ورزقه من حيث لايحتسب).
عشقي علوي
/
تعلمت..
إنها أقوال رجل كبير، خبر الحياة بعمق، وامتلك موهبة التعبير عن ذلك، بعبارات موجزة.. ومنها :
تعلمت : أن أفضل صف في العالم، هو تحت قدمي شيخ عجوز.
تعلمت : أنه يمكنني أن أتوجه على الأقل بالدعاء، لأي شخص لا أملك أن أساعده بيدي. تعلمت : أن الفرصة لا تضيع أبداً. هناك دوماً من يلتقط الفرصة التي تضيعها أنت.
تعلمت : أني تمنيت لو كنت أستطيع أن أقول لوالدي : أني أحبه مرة أخرى، قبل أن يرحل من هذه الدنيا.
تعلمت : أن الابتسامة هي وسيلة غير مكلفة، لتحسين مظهرنا.
تعلمت : أني لا أملك الخيار حول مشاعري، ولكنني أملك الخيار في ردات فعلي.
تعلمت : أن الحياة مثل لفافة ورق، كلما اقتربت من النهاية، صارت دورتها أسرع.
تعلمت : أن أشكر الله على أنه لم يستجب دعائي لكل شيء طلبته.
تعلمت : أن أسهل طريقة لأنمو نمواً سليماً، هو أن أحوط نفسي بمجموعة أذكى مني.
تعلمت : أن أي واحد ألتقيه، يستحق أن أحييه بابتسامة.
بنت محمد المصطفى و علي المرتضى
/
متى يعطش الماء
سؤال قد يكون غريبا جدا، أليس كذلك؟..
فالكائن الحي إذا عطش، أو احتاج إلى الماء.. فإنه يذهب ليشرب، أو يبحث عن الماء ليرتوي، ويروي قلبه الظامي.. لكن هل الماء يعطش؟.. كيف؟.. ومتى؟.. وهل الماء كونه ماء يشرب أو يرتوي؟..
متى يعطش الماء؟!..
عندما تفقد الإنسانية أسمى معانيها!..
فتصبح كالزورق الضائع في البحرِ في رحلة إلى المجهول، التي لا تجنى من وراء ها إلا الكوارث.. هنا يعطش الماء!..
وعندما تنحني الإنسانية إلى أسفل القاع.. هنا يعطش الماء!..
وعندما يعتنق الإنسان الحياة بلا مبدأ، وبلا هدف.. هنا يعطش الماء!..
وعندما تغفو النفوس في معبد الحق، فتستتر الضمائر خلف قضبان الباطل ؛ موافقة ً لحكمه،. غير رادعة له.. هنا يعطش الماء!..
وعندما تزحف عساكر الباطل نحو مملكة الحق، وحينما يلبس الباطل حقًا، وتزين الرذيلة ُ بثوب العفاف، وعندما تقبر الفضيلة في رمسِ الغفلة.. يعطش الماء!..
وعندما يرى الظلم ولا يستنكر، وحينما تغرق ظلمات النفسِ والأهواء معَ ظلمات المكان.. عندها فقط يعطش الماء، وتبكي الدموع، ويتلوى الألم.
اللهم لا ترينا يوم أن يعطش فيه الماء!.. فلا حياة بعدها!..
بهاء الموسوي
/
قطرة جزاء
يا أشقاء الروح!..
إن للجزاء أربعة أنواع :
أولا : الجزاء الأخلاقي الوجداني.. والمراد به شعور الفاعل بالغبطة والارتياح، لفعل مايعتقده خيرا وصلاحا.. وبالحسرة والكآبة، لفعل ما يعتقده شرا وفسادا.. وهذا يختص بمن يتميزون بالنبل والإنسانية، وهذا الجزاء الخفي الذي يبقى يؤرق الإنسان طيلة عمره، أو طيلة ما كان الوجدان حي متحرك.. ولكنه لا يصلح كقانون عام، مادام أن هناك أناسا يعيشون بلا ضمير.. والأهم من ذلك أن الضمير سلطان بلا عدة.
ثانيا : الجزاء القانوني.. وهو مجموعة من القواعد العامة الملزمة، تنظم سلوك الفرد والمجتمع.. ولكنه يعاقب المسيء، ولا يكافئ المحسن ؛ لأنه يستهدف الردع والتحذير من ارتكاب الجرائم، ولا يستهدف التربية والأعداد لمجتمع الفضيلة.. وكذلك لايمكن تطبيقه على جميع أبناء المجتمع.
ثالثا : الجزاء الأجتماعي.. والمراد به حب وولاء وتقدير الناس، واحترامهم لمن يعمل الخير والبر بهم، ومن يساعد على نشر الفضيلة في ربوع المجتمع.. أما من أساء، وخادع، وراوغ ؛ فجزاؤه عندهم : السخط، والمقت، والازدراء، والاحتقار.. وهذا يعمل في داخل المجتمعات المتحركة المتحررة، وكما قال الرسول (ص): (الساكت عن الحق شيطان أخرس).. إذاً هي تحث على الجزاء.
رابعا : الجزاء الإلهي.. وهو الأصل والأساس، وما عداه ظل زائل، تماما كوجبة من طعام إن كان ثوابا.. وكضربة أو لكمة مؤلمة، إن يك عقابا.. أما ثواب الله غدا فباق ببقائه، وقد أخبر الله جل اسمه : {وإن عذابي هو العذاب الأليم}.. وهذا الجزاء نحن ندركه بالفطرة السليمة، حيث يقول أفلاطون : (لو لم يكن لنا معاد نرجو فيه الخيرات، لكانت الدنيا فرصة الأشرار، وكان القرد أفضل من الإنسان).
بهاء الموسوي
/
قطرة توازن
خلق الله الإنسان من جسم وروح، وهو يعلم ما يتطلب هذا وذاك، وما يصلحه ويفسده.. ووضع شريعة للإنسان، ترسم له المنهج الملائم لطبيعة الجسم والروح.. وواقع الحياة بلا تصادم وتعارض.
والسعيد الكامل، من ينسق بين متطلبات جسمه وروحه، ويكون روحيا وماديا في آن واحد، على أساس الشريعة الأسلامية الوسطية.. {وابتغ فيما اتاك الله الدار الاخرة ولا تنس نصيبك من الدنيا..}؛ أي لاتجعل نفسك عبدا لشهواتك، ولا تظلم جسدك في حاجته.
وقال الرسول العظيم (ص): (ليس خيركم من عمل لدنياه وترك آخرته، ولامن عمل لآخرته وترك دنياه.. وأنما خيركم من عمل لهذه وهذه).. وهذه السمة التي تميز بها الإنسان المسلم عن غيره، وهي سمة التوازن بين الاثنين.. بل يتكامل المجالان سويا، وربما هذا الذي كان يقصده الحديث الشريف : (اعمل لدنياك كأنك تعيش أبداً، واعمل لآخرتك كأنك تموت غداً).. وهو التوازن والمزاوجة بين الاثنين معا، فلا إفراط ولا تفريط!..
بنت علي ع
/
اتصال
أخي المسلم / أختي المسلمة!..
اتصلو على هذا الرقم، وخصوصا في آخر الليل، كثيرا ما يستعصينا أمر في هذه الدنيا، والكثير منا يبحث عن وساطة.. اتصل بالرقم٢٢٢ بدون مفتاح، وخصوصا في آخر الليل!..
تريد معرفة كيفية الاتصال؟..
- الرقم الأول ٢ يعني منتصف الليل.
- الرقم الثاني ٢ يعني ركعتين.
- الرقم الثالث ٢ يعني دمعتين.
ومعناها : ركعتان، الساعة ٢ في آخر الليل، مع دمعتين.
اطلب الله - عز وجل - في هذا الوقت، وبإذن الله تتيسر أمورك، وتحصل على ما تريد.
بنت محمد المصطفى و علي المرتضى
/
سوق الحياة
في سوق الحياة
دخلت يوما إلى سوق الحياة..
وبدأت أتمشى في طرقاته.. ووجدت أموراً عجيبة :
رأيت بضائع.. ومشتري.. وبائع!..
رأيت المسكين.. والرخيص.. والمبذر.. والسلطان!..
أكملت المشي في طرقات هذه السوق!..
سوق الحياة.. فوجدت :
قلوبا تُباع، وعقولا تُشترى!..
وجدت :
مشاعر ملقاة على أرض الزمن، يُداس عليها!..
وجدت :
ابتسامة : أصلية.. غالية.. نقية!..
وابتسامة : مزيفة.. مغلفة.. زهيدة!..
ولكن الابتسامتين عليهما الإقبال ذاته!..
وجدت :
الصدق في متجره.. مهجور!..
لا أحد يمر بجانبه!..
ووجدت :
الكذب في متجره.. مُتهافتٌ عليه!..
فالكل من حوله!..
وجدت :
الإخلاص بضاعة من طراز قديم!..
ووجدت :
الأمل يحمل أثمن الأثمان!..
ومضيت أكتشف ما بداخل هذه السوق!..
سوق الحياة..
أكثر ماأثار اشمئزازي، حد الغثيان!..
هو ذلك " الاحترام " الذي يتوسل للآخرين أن يحترموه!..
بتحقير نفسه!..
وتلك : الكرامة : التي تطلب حقها بإذلال نفسها!..
وذلك الهدوء الماكر الذي يسبق التعصف!..
وتلك الأصوات العالية، التي تنادي
للبيع.. على حساب الغير!..
رأيتها سوقا لا تحمل مسمى الحياة!..
فالبيع الرخيص فيها، أثمن من الشراء..
بكثـــــــــــــــير!..
همسة أخيرة :
الحياة حتماً لا تُباع، ولا تُشترى!..
بهاء الموسوي
/
قطرة تذكير
نحن نعيش في بعض الأوقات بين الماضي والمستقبل، فنقول : كنا هكذا، وسنكون هكذا، وعملنا هكذا، وسنعمل هكذا.. فيضيع منا حاضرنا الذي نعيش فيه، وهو رأس مالنا دون غيره.
فلننظر إلى لحظتنا التي نعيش فيها الآن، هل أنا على ذكر الله؟.. هل نحن في طاعته، أم أنني على غير ذلك؟.. ولذلك نسمع قول الشاعر :
ما مضى فات والمؤمل غيب *** ولك الساعة التي أنت فيها
فالحاضر هو دعامة الوصول إلى الله، وليس الماضي الذي ذهب.. فلو كان الماضي سيئا، فالحاضر إذا كان بطاعة الله يمحيه (إن الحسنات يذهبن السيئات).
وإذا كان المستقبل مجهولا، فإن الحاضر الذي يكون بطاعة الله، يؤسس إلى توفيق الإنسان لطاعة في المستقبل.. فرأس المال هو الحاضر دون غيره، فتأمل كلامي تفهم مرامي!..
محمد المرهون
/
كلمات للسيد هادي المدرسي
* الإيمان لا يبحث لنفسه عن دليل، فهو دائماً غاية ذاته.
* ليس من يسقط من سفينة فضائية خارج الجاذبية، فيضيع في فراغ السماوات حتى الأبد، بأسوأ حالاً من الذي يعيش على الأرض، وهو لا يعرف من أين جاء؟.. وإلى أين يروح؟.. وماذا يراد منه؟..
* حقاً إن الله - تعالى - بديع دائم.. فهو يخلق كل شيء جديداً.. فاللحظات جديدة، وكذلك الأيام، والسنوات، والأشخاص، والتواريخ، والحوادث.. فالكون أبداً فتى يافع.. والطبيعة أبداً عذراء.. والأيام أبداً واعدة.. والحياة أبداً مشعة.. والتاريخ أبداً متغير.. والله أبداً دائم لا يزول، وكل يوم هو في شأن. سبحانه!.. سبحانه!..
* تكاد ملكوت الله أن تعمي عيونهم بوهجها.. ولكن عميان القلوب، لا يزالون يسألون : أين الله؟..
* الإيمان مرشد العقل، وليس العكس.
* عندما تضع نملة في يدك، تشعر وكأن كل حياتها في راحتك.. ولكن من يدري، لعل هنالك من أنت في يده، وهو الذي يشعر بأن كل حياتك في راحته.
* أولى بك أن تشك في ذاتك، من أن تشك في بارئها.. إذ أن الشك في وجود المعلول، أقرب إلى التصديق من الشك في وجود العلة.
* الذين كفروا بالميتافيزيقيا الكونية، آمنوا بدلاً عنها بميتافيزيقيا خاصة بهم.
* أشبع نهم المعرفة في ذاتك، بالتأمل في ملكوت الله تعالى.
* عندما يفقد ابن آدم إيمانه، فهو يكون دائم البحث عن كل ما هو مفقود.
* لا يوجد استثمار أهم من أن تستثمر ذاتك لذات الله - تعالى - فهو الاستثمار الوحيد الذي لا ينتهي بالموت، بل يبدأ به.
* لا بديل عن الدين إلى العودة إلى الغاب.
* الإيمان طاقة جبارة، ما إن تجري في الدم، وتحمله الخلايا إلى كل ذرة في الجسم، حتى يتجلى مظاهره في : الفكر، والنظر، والموقف، والكلام، والحركة، والصمت والسكون جميعاً.
* كما أن الأمي الذي لا يعرف القراء ة والكتابة، يمر على الكتب واللوحات والإعلانات، كأنها مجرد ألواح وأوراق وأخشاب.. فإن من لا يملك الإيمان، يمر على كل مصنوعات الله - تعالى - فلا يرى بارئها، وخالقها، ومالكها.. بل يراها مجرد أخشاب وأوراق وألواح.. إنه أمي في الحياة كلها.
* من يتوجه دائماً إلى وجه الله تعالى، فهو كمن يسير باتجاه الشمس.. فبينما هو يمشي في النور، فإن ظله يبقى أبداً وراء ه.. أما من يكشح بوجهه عن ربه، فهو كمن يعطي ظهره للشمس.. فهو يسير أبداً في ظلمات نفسه.
* لولا الإرادة الإلهية، لكان الكون كله مجرد خاطرة شبح، في خيال ظل العدم.
* الحقيقة ثمرة الإيمان.
* قدرة الباري مطلقة.. أما قدرة الإنسان، فمحدودة بإرادة الباري.. ألا ترى كيف أنه لا يملك ذرة من القدرة عند أهم لحظتين في حياته : عند مجيئه إلى الدنيا، وعند مغادرته لها؟..
* ليس صحيحاً ما يقوله أفلاطون من " إن الله خلق الخلق، ثم أدار له ظهره ".. فالله خالق العالم، ثم أمهله.. وظن الجاهل أنه - تعالى -: أهمله.
* إيمانك وطنك، فإذا خسرته فلا توجد منطقة على وجه الأرض، تستطيع أن تملأ خلاء الغربة في ذاتك.
* يشعر المرء أحياناً كثيرة بالتناقض بين تطلعات الروح، وشهوات الجسد.. فروحه تشتهي صفاء القرى وهدوء ها، وجسده يشتهي صخب المدن وضجيجها.. وروحه تركض وراء الاطمئنان مع الله، وجسده يسرع إلى توتر الشهوات.. والروح دائماً على الحق.
* الأديان السماوية، خطابات كونية، تتجاوز حواجز الشعوب، والتاريخ، والجغرافيا جميعاً.
* الدين خارطة بناء الروح، فهو إما أن يقبل به بكل معتقداته وطقوسه وتعاليمه وواجباته وكل تفاصيله - كما هو مفترض في كل خارطة - أو لا يكون.
* الإيمان انفتاح على الأصالة، بمقدار ما هو أصالة منفتحة.
* أخطأ الناس مرتين : مرة عندما حاول الماديون وضع الإنسان في موضع الله - تعالى. ومرة عندما حاول الفلاسفة وضع الله - تعالى - في موضع الإنسان.. إن الحقيقة بسيطة جداً : الإنسان بشر مخلوق، والله رب خالق.. و " ليس كمثله شيء ".
* العقل الباطن أكثر الأماكن التي يحتاج إلى التطهير، من ترسبات العقل الظاهر.
* إذا تنكرنا للغاية من وجود الإنسان على هذه الأرض.. فإن دوره سيكون مجرد مكمل لدورة المياه.. يعمل لكي يأكل، ويأكل لكي يعمل، ويلتذ لكي يستريح، ويستريح لكي يلتذ، ويلتهم الطعام والشراب حتى يمتلئ، ويمتلئ حتى يفرغه في دورة المياه.. وهذا كل دوره في الحياة.
* من الخطأ أن تعتبر معتقداتك حقاً، لا لسبب أو دليل، وإنما فقط لأنك تجهل بقية المعتقدات.
* الإيمان والأخلاق توأمان لا يفترقان.
* ترى.. لو لم يكن الباري - عز وجل - هو مالك الكون.. فهذا الكون لمن؟..
* الناس يقيمون الرجال حسب إنجازاتهم.. أما الله - تعالى - فيقيمهم حسب نياتهم في تلك الإنجازات.
المصدر (كتاب طرق مختصرة إلى المجد)
لصاحبه السيد هادي المدرسي
المتوكل
/
درس عملى من خليل الرحمن
قال تعالى : {فَرَاغَ إِلَى آلِهَتِهِمْ فَقَالَ أَلا تَأْكُلُونَ مَا لَكُمْ لا تَنطِقُونَ}.
إن نبى الله إبراهيم - عليه السلام - معصوم، وتصرفاته حكيمة، وهو يعلم أنهم لا يأكلون ولا ينطقون، والله - عز وجل - أكثر من ذكر هذا الموقف. ربما نفهم من هذا التركيز لون تشجيع لتقليد من وصفه بأنه أتى الله بقلب سليم.
والدرس العملي هو : أنه علينا أن نعامل ونخاطب بمثل ذلك الخطاب كل معبود من دون الله عز و جل. ومن أمثلة ذلك، وتقليدا للخطاب الإبراهيمى يمكننا أن نقول :
إذا دخلت بيتك، قل له : " أنت لست بيتى الحقيقي، فأنا نزيل عندك لبعض الوقت. وأما البيت الحقيقي هو تلك الحفرة التي إما أن تكون : حفرة من حفر جهنم، أو روضة من رياض الجنة، وسوف أبقى فيها إلى ما شاء الله ".
إذا لبست ملابسك، قل لنفسك : " لا أدرى هل سوف أنزعها بنفسي، أم سوف يكون النازع لها هو غاسلي بعد موتي ".
إذا نظرت إلى زوجتك وأولادك، ذكر نفسك : أنك تعيش معهم لفترة مؤقتة فقط، ومن المحتمل في القريب العاجل أن ترحل عنهم بلا رجعة.
إذا نظرت إلى السلاطين الظلمة، ومن تخشى بطشهم، ومن يرجون أن تعمل لكسب رضاهم، فقل لهم في نفسك : " ليس لنا من الدنيا ما نخافكم عليه، ولا لكم من الآخرة ما نرجوكم له ".
إذا رأيت جمال النساء، فقل في نفسك لهم : " هذا جمال ظاهري كاذب، فأين الجميلات قبلكم، أليسوا تحت التراب، قد لعب الدود بهم، فأصبحت الآن مناظرهم مقززة و منفرة؟!.. فأنا أطلب الجمال الحقيقي، وهو لا ينال إلا بترك معصية الله عند رؤيتكم ".
و هكذا نخاطب كل ما نخشى أن يميتنا، لنميتهم قبل أن يميتونا. عاملين بوصية الأمير - عليه السلام - الذي قال : " أماتوا فيها ما خشوا أن يميتهم ".
بنت علي ع
/
كي تكون سعيدا
ما مضى فات، وما ذهب فات.. فلا تفكر فيما مضى، فقد ذهب وانقضى!..
أترك المستقبل حتى يأتي، ولا تهتم بالغد ؛ لأنك إذا أصلحت يومك صلح غدك!..
عليك بالمشي والرياضة، واجتنب الكسل والخمول، واهجر الفراغ والبطالة!..
جدد حياتك، ونوع أساليب معيشتك، وغير من الروتين الذي تعيشه!..
اهجر المنبهات، والإكثار من الشاي والتدخين!..
كرر قول : لا حول ولا قوة إلابالله ؛ فإنها : تشرح البال، وتصلح الحال، وتحمل بها الأثقال، وترضي ذا الجلال!..
أكثر من الاستغفار، فمعه : الرزق، والفرج، والذرية، والعلم النافع!..
البلاء يقرب بينك وبين الله، ويعلمك الدعاء، ويذهب عنك الكبر والعجب!..
لا تجالس البغضاء والحساد ؛ فإنهم حملة الأحزان!..
إياك والذنوب ؛ فإنها مصدر الهموم والأحزان، وهي سبب النكبات والمصائب!..
سب أعدائك لك، وشتم حسادك ؛ يساوي قيمتك.. لأنك أصبحت شيئا مذكورا ومهما!..
لا تتأثر من القول القبيح والكلام، فالذي يقال عنك يؤذي قائله ولا يؤذيك!..
اعلم أن من اغتابك فقد أهدى لك حسناته، وحط من سيئاتك، وجعللك مشهورا.. وهذه نعمة!..
ابسط وجهك للناس، تكسب ودهم.. وألن لهم الكلام، يحبوك.. وتواضع لهم، يجلوك!..
ابدأ الناس بالسلام، وحيهم بالبسمة، واغمرهم الاهتمام ؛ لتكون حبيبا إلى قلوبهم!..
لا تضع عمرك في التنقل بين التخصصات والمهن، فإن معنى ذلك أنك لم تنجح!..
كن واسع الأفق، والتمس الأعذار لمن أساء إليك.. لتعش في سكينة وهدوء!.. وإياك والانتقام!..
فجر النور في القلوب
/
مكياج يدخل صاحبته الجنة
أختي العزيزة!..
لا تدعي الفرصة تفوتك، فالعرض شيق، والوقت محدود.
إجعلي (غض البصر) كحل عينيك، فتزداد صفاء ورونقا!..
ضعي لمسات من (الصدق) على شفتيك!..
أما أحمر الخدود، فاستعمليه من ماركة (الحياء) وهو يباع في محلات الإيمان بالله!..
واستعملي صابون (الاستغفار) لإزالة أي ذنوب تشكين منها!..
أما تقصف شعرك (فاحميه بالحجاب الإسلامي)!..
أما الإكسسوار فأنصحك بالآتي :
ضعي في أذنيك سماع (الكلمة الطيبة) التي ترفع من مقامك أمام رب العالمين.
وضعي حول عنقك قلادة (العز والمعروف)، والكرم.
وزيني إصبعك بخاتم (الآباء ورفض المنكرات).
وهذه الأكسسوارات الجميلة، لا تجدينها إلا في سوق الإسلام العظيم، ومحلات الأخلاق الحميدة.
أخواتي اغتنموا هذه الفرصة، فإننا نعيش مرة واحدة فقط، في هذه الحياة الفانية!..
فأفيقوا من هذه الغفلة.
طوبى
/
ما هي الرغبة ؟..
جاء فتى إلى حكيم، وسأله : ما هي الرغبة؟..
فجاء الحكيم بطبق من الماء، وقال له : ضع رأسك في الطبق!.. فوضعه الفتى.
فوضع الحكيم يده على رأس الفتى، فضاق نفس الفتى، ولكنه صبر حتى يعرف ما الحكمة من ذلك؟..
واستمر الحكيم في وضع رأس الفتى في الماء، وبعد فترة بدأ الفتى يتنحنح إذ ضاق به النفس، إلى أن نفد صبره، ورمى بالطبق.. والحكيم قال له : أأنت مجنون يا رجل، أتريد أن تقتلني؟..
فأجابه الحكيم بهدوء : عندما كانت رغبتك في الحياة ضعيفة، تنحنحت قليلا.. وعندما أصبحت رغبتك قوية، رميت بي وبالطبق.. فهذه هي الرغبة يا بني!..
أم فداء
/
هل تهمك سعادة زوجتك؟..
هل تهمك سعادة زوجتك؟..
هل تريدها متهيأة دائما لك وبكل الأوقات؟!..
هل تريدها أن تحبك بصدق وبشغف؟..
فاعلم أن الأشياء الصغيرة معها، تحدث تغييرا كبيرا!..
فليس بالضرورة أن تفعل أشياء كبيرة، لتنال حبها ورضاها.
بالعكس، إن الأشياء الصغيرة المتتالية، تحدث فرقا كبيرا لدى المرأة.
ربما يسهل على الرجال القيام بأشياء مرة أو مرتين، ثم يتوقفون ويهملون القيام بالأشياء
الصغيرة، التي هي ضرورية، لتشعر المرأة بالرضا في العلاقة.
فلإشباع المرأة يحتاج الرجل إلى أن يدرك ما تحتاج إليه المرأة، لتشعر بأنها محبوبة ومدعومة.
تعبير واحد أو اثنان عن الحب، مهما كانت أهميته لن، ولا، يمكن أن يشبعها.
وللنظر لهذا الموضوع، عليك أن تتخيل أن للمرأة خزان حب، يشبه خزان الوقود في السيارة، وهو يحتاج إلى أن يعبأ مرة بعد مرة.
والقيام بفعل أشياء صغيرة مرة بعد مرة، هو سر تعبئة خزان الحب لدى المرأة. وعندما يكون الخزان مملوء ا، ستكون قادرة على الاستجابة بحب وثقة وتقبل وامتتنان وإعجاب واستحسان ورغبة وقوة وبشوق.. وكن متأهبا وقتها.
وهذه بعض الأساليب، لتحرز نقاطا بقلب زوجتك...
١ - عند العودة للمنزل، حاول أن تجدها قبل أي أحد ؛ حتى تشعر بأهميتها.
٢ - تمرن على الإنصات وطرح الأسئلة، وليس تقديم الحلول.
٣ - أحضر لها زهورا كمفاجأة، وخصوصا بالمناسبات الخاصة.
٤ - أعطها دون طلبها ٢٠ دقيقة، فقط تأملها بحب، دون أن تقرأ صحيفتك، أو أي شيء آخر.
٥ - إمتدح مظهرها، لا تعلم كم يهمها أن تعرف رأيك بها وبجمالها.
٦ - عندما تتأخر، اتصل بها وأخبرها.
٧ - قل لها : (أنا أحبك) على الأقل مرتين باليوم.
٨ - لا تشعرها بأنها كبرت، بل أشعرها دائما بأنها طفلتك المدللة.
٩ - أظهر رقتك بالأماكن العامة.
١٠ - قم بالفرار معها إلى خلوة رومانسية هادئة (إحجز بفندق مثلا).
١١ - عاملها كما كنت تعاملها ببداية العلاقة.
١٢ - اشتر لها هدايا صغيرة : كعلبة شوكولاتة، أو عطر أو ملابس خاصة.
١٣ - كن منتبها لها أكثر من الآخرين بالأماكن العامة.
١٥ - إعرض عليها أن تحمل عنها المشتريات.
١٦ - إمتدح طبخها، إذا أعدت وجبة لك.
١٧ - عندما تستمع لحديثها، استعمل الاتصال بالعينين.
١٩ - فاجأها بملحوظة حب أو شعر على المرآة - مثلا - بعد خروجك أو على الباب، أو بأي مكان سهل أن تراه.
...
٢٢ - عندما تتحدث أعطها كل انتباهك، ولا تنشغل بالتلفزيون أو المجلة.
٢٣ - تذكر المناسبات الهامة بحياتها : كذكرى زواجكما وخطوبتكما، سجلها حتى لا تنساها فذلك يعني لها الكثير.
٢٤ - ادخل معها المطبخ بعض المرات، واعرض عليها المساعدة.
٢٥ - اذهب معها بنزهة على الأقدام، دون اصطحاب الأطفال.
٢٦ - اتصل عليها من عملك، للاطمئنان عليها.
٢٧ - امسح دموعها إذا بكت، وأشعرها بأنك مهتم.
...
٢٩ - خذ برأيها وأشركها بأمورك، وأشعرها باهتمامك برأيها.
٣٠ - اجعل أطفالكما يرون مدى حبك لها، واحترامك لها.
وبالنهاية : أخي الكريم، زوجي زوج المستقبل وفارسي الحبيب، والدي الغالي، وأولادي فلذات قلبي الذين أنتظر قدومهم!.. تذكروا أن هذه المرأة هي : زوجتك، أمك، أختك، ابنتك، خالتك، وجدتك، و.... وكفاك أن رسولنا كانت من آخر وصاياه - صلى الله عليه وسلم -: رفقا بالقوارير!..
الاسدية
/
وريقات خضراء لنسارع بقطفها
وريقات خضراء
الورقة الأولى
كن متواضعا : يرفع الله شأنك، ويعز من قدرك، ويحببك لغيرك!..
امش على الأرض هوينا، فلن تخرق الأرض، ولن تبلغ الجبال طولا!..
نزه قلبك من الغرور والكبر.. فلن تدخل الجنة وفيك منهن، لو كان بحجم حبة الخردل!..
الورقة الثانية
احترم عقول الآخرين، فهي ليست وعاء لما تحمل.. بل بعضها مجهر لما تكتب!..
الورقة الثالثة
كن كالنحل : لا ينقل إلا الرحيق الطيب، ولا يضع إلا الخليط الطيب!..
تنقل بين حدائق العلم، واختر من رحيقها الجميل، للمكان الذي تنقل له!..
ولا تكن كالذباب : لا يقع إلا على الجرح، والشيء النجس!..
الورقة الرابعة
إذا تحدثت، فلا ترفع صوتك.. فإن أنكر الأصوات صوت الحمير!..
لن تبرهن حجتك بعلوه، ولا بفحش كلماتك!..
أكتب حجتك، واختار لها الحروف والكلمات المقنعة!..
وابتعد عن التجريح!..
من كان بيته من زجاج، عليه أن لا يرمي الناس بالحجر!..
الورقة الخامسة
دع تقوى الله أمام عينك بكل شيء!..
حتى لما تكتبه.. فلا تتهاون بذلك!..
وتذكر أن عن يمينك ويسارك ملكين!..
(ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد)
لا قطع الله رجائي فيه
/
حجـاب الجـوارح
سألتني : هل ترتدين هذا الحجاب؟..
قلت : أي حجاب؟..
قالت : حجاب الجوارح.
قلت : وهل للجوارح حجاب؟..
قالت : وآيُ حجاب!..
قلت : ظننت أن حجابي ردائي وطرحتي.
قالت : هذا حجاب الظاهر، والكل عليه قادر.
قلت : إذاً فلمن ذاك الحجاب؟..
قالت : إنه للأحباب.
قلت : أحباب من؟..
قالت : أحباب الرحيم التّواب.
قلت : أبسبب حجاب؟..
قالت : إن لهذا الحجاب حكاية.
ولكل حكاية بداية
*********
حجاب الجوارح أُخيَّة!..
لتكونين من أصحاب النفس المرضّية.
يا أيتها النفس المطمئنة ارجعي إلى ربك راضية مرضّية.
حجاب العين أُخيَّة!..
فالعين زناها النظر.
فاستحي من خالق البشر!..
وغضي البصر!..
ولماذا النظر؟..
كله تعب وكدر!..
فو الله القلب يشكي، والروح تبكي!..
ولكنك يامسكينة غافلة لا تدري!..
والنفس الجّبارة بين الرغبات محتارة!..
يا خسارة، ألم تدري أن الدنيا تجارة!..
رأس مالها الطاعة!..
والربح فيها امتلاك القناعة!..
*********
حجاب اللسان أن يصان
فلا يهين كما يحب أن لا يهان
فلا تقولي فيها كذا.. وأنا أقول الحق
فأنت فيكِ كذا.. وهي تقول الحق
والحق يقول : أن لا تقولي أنت.. ولا هي تقول
{ولا تجسسّوا ولا يغتب بعضكم بعض أيحب أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتا فكرهتموه. واتقوا الله. إن الله توَّاب رحيم}
.... فكم جيفة أكلت؟..
وبالحق تعللت!..
ألهذا الحد وصلت؟..
فمتى ستكتفين؟!..
حجاب اليدان
فلا تبطشان
أو تمسكي بهما المال الحرام
فاقرأي عقوبة الدنيا قبل الآخرة.. إن كنتِ من حديثي ساخرة
أوَ تصافحين بهما الأحباب والخلاّن وأبناء الجيران
فإنهما ستنطقان عليك وتشهدان
في يوم لا ينفع فيه الخلاّن
يكرم فيه المرء أو يهان
*********
حجاب القلب أُخيَّة!..
جوهرة النفس التقية
ذات الروح الأبية
عند ربها راضية مرضية
أعاصية؟.. وللاستغفار ناسية؟..
يا ويح القلب من نفس قاسية!..
اجعليه سكنا لحب الرحمان!..
واطردي منه وساوس الشيطان!..
وقولي الآن تبت يا رحمن!..
فاجعل لي بيتا في الجنان!..
ونوريه بالذكر والقرآن!..
وارحمي عينيك بالبكاء!..
وامسحي من القلب ذاك الجفاء!..
وازهدي في دار الفناء!..
وارتقي بالروح إلى عنان السماء!..
فالحمد الله ربي!..
أنه هداني وأكرمني!..
وأي كرما بعد الإيمان!..
وأي نعمة بعد الإسلام!..
وأي حبيب لي دون الرحمن!..
إنه خلق لي السماء والأرض والجنان!..
خلقني وعلمني ورزقني!..
وكساني وكفاني وآواني!..
وإن تعدو نعمة الله لا تحصوها!..
فالحمد لله أن كنت لله أَمَة!..
وقلبي له ممتلئا حبا!..
*********
إلهي ومولاي وسيدي!..
إليك المشتكى والمفزع!..
من نفسٍ كلما نُصحت صَدَّت!..
وكُلَّما أُصلحت اعوجت!..
ومن شيطان بالوسواس أضناني!..
وبتزيين الشهوات والمعاصي أرداني!..
ومن قلب قسى، وكلما ذكر نسى!..
ومن عقل احتار أي السبل يختار!..
فلا تجعلني يا ربي عبدا جبارا!..
وقني بلطفك ورحمتك عذاب النار!..
يا عزيز!.. يا غفّار!.. يا عزيز!.. يا غفّار!..
وصلَّ الله وسلم وبارك على سيد الأخيار!..
سيدنا محمد وعلى آله وصحبه الأبرار!..
كل يومِ ما تعاقب الليل والنهار!..
بهاء الموسوي
/
قطرة عفاف
نحن نسمع أن العذراء مريم، لما اتهمها قومها بالفاحشة، فإنها قالت : {يَا لَيْتَنِي مِتُّ قَبْلَ هَذَا وَكُنتُ نَسْيًا مَّنسِيًّا}.
فكم كان شرفها عزيز عليها!.. وكم كانت محافظة على عفافها!..
فأين النساء المتبرجات، من هذه الروح السامية في مريم العذراء؟!..
ومن ثم أين المسيحيات اللواتي يدعين قربهن من العذراء مريم؟!.. فأين الثرى من الثريا!..
بهاء الموسوي
/
قطرة ود
إن من أهم الأشياء التي تجعلنا نتقرب نحو الآخرين، هو أن نبحث عن دوائر الارتباط بيننا وبين من نختلف معه، وما أكثرها!.. كالإنسانية، ومن ثم الإسلام، وهكذا.. فإذا بحثنا عن دوائر الاختلاف، فإذا لا تلتقي أبداً.
بهاء الموسوي
/
قطرة امل
إن الاعتقاد بالآخرة، يؤدي دوره الأساسي في إفاضة الطمأنينة والسكينة على روح الإنسان.. وينفي القلق، والسخط، والقنوط من داخله.. وذلك لأن الحساب الختامي، ليس في هذه الدنيا.
فلا ضجر ولا ندم على الخير الذي يفعله الإنسان في سبيل الله، إذا لم يشكر عليه، ولم يلق جزاء ه بمقاييس الناس.
ولا ندم على الجهاد في سبيله، إذا لم يتحقق هدفه.. وذلك لأنه يلق جزاء ه في ذلك العالم الأكبر.. فسوف يوفاه بميزان الله، فالعدل لابد واقع، ومالله يريد ظلما للعباد!..