Search
Close this search box.
عباس علي
/
الدنيا قوسان
الدنيا قوسان () الاول بدايتك و الثاني نهايتك
فضع بينهما شيأً نافعاً يتذكرك الناس به.
دائم الذنب راجي التوب
/
اثبات وجود الله - عزوجل -
بسم الله الرحمن الرحيم وصلى الله على محمدٍ واله الطاهرين
لعل البعض منا يقضي اوقاتاً طويلة ويبذل جهوداً كبيرة وسيراً حثيثاً لاستخراج الادلة التي تبرهن على اثبات وجود الله - عزوجل - ويا لها من طامة فقد جرفتنا سيول اهواء المنحرفين فصرنا نبحث في اوضح الواضحات، اوليس وجود الله - عزوجل - امراً مفروغاً منه.. اوليس اول اعتقادٍ يعتقد به المسلم هو وحدانية الحق - عزوجل - وليس وجوده ما لنا ملنا مع الذين مالوا من الماديين المنحرفين الذين جعلوا اصل الوجود المادة.. لماذا نبحث في هذه المسألة.. او يبحث احدنا في اثبات وجود الشمس الا ان يكون اعمى لا يراها.. مادمنا غير معنيين بمناظرة اهل الانحراف فلماذا نطرح الشبهات الى اذهان العامة فنكون سبباً في اضلالهم عوضاً عن هدايتهم وكلنا نعلم ان من صفات العالم اخراج الناس من الشبهات الى اليقين.. مالنا لاجل استعراض عضلاتنا الفكرية نهدم بنا الله - عزوجل - المقدس الا وهو الانسان ما جوابنا لله - عزوجل - يوم القيامة كيف نواجه المعصومين وبأي حجة نقف امامهم، بدلاً عن ذلك ينبغي ان تكون ابحاثنا ومناظراتنا تثقيفية ارشادية دفاعية تنويرية لا ان نبث الشبهات الى الناس.. افي الله شكٌ فاطر السموات والارض.. عصمنا الله واياكم من مضلات الفتن والحمد لله رب العالمين وصلى الله على خير خلقه محمدٍ واله الطاهرين
عباس علي
/
المشتكى
عندما تشتكي للبشر ينتهي الحوار غالبا بـ (الله يعينك)
اختصرها من البداية واشتكي للذي يعينك {أَمَّن يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوء َ}
عباس علي
/
القطار
ليس هناك شيء اسمه " فاتك القطار "
كل القطارات لها طريق عوده..
تفائلوا خيرا وستجدونه
عباس علي
/
المرأة
تخاف المرأة على الرجل لانها امه... وتخاف منه لانها اخته
وتخاف بدونه لانها ابنته... وتخاف عليه لانها زوجته
الاتستحق ان تخاف الله فيها!
عباس علي
/
طريقان
هما طريقان..
الطريق الأول [فَاذكروني ذكركم]
الطريق الثاني [نسوا اللّه فأنساهم أنفسهم]
فـلك حرية الاختيار
عباس علي
/
المحظوظون ثلاثة
المحظوظون ثلاثة
من أرضى خالقه قبل ان يلقاه
ومن بر والديه قبل ان يفارقوه
ومن ترك الدنيا قبل ان تتركه
عباس علي
/
...
عندما تولد يا ابن آدم يؤذن في اذنك من غير صلاة.. وعندما تموت يصلى عليك من غير اذان وكأن حياتك ليست سوى الوقت الذي تقضيه بين الاذان والصلاة.. فلا تقضيها بما لا ينفع..
عباس علي
/
هموم الدنيا الفانية
سأل رجل مهموم حكيما فقال : أيها الحكيم لقد اتيتك وما لي حيلة مما أنا فيه من الهم؟ فقال الحكيم : سأسألك سؤالين وأريد إجابتهما فقال الرجل : اسأل...! فقال الحكيم : أجئت إلى هذه الدنيا ومعك تلك المشاكل...؟ قال : لا فقال الحكيم : هل ستترك الدنيا وتأخذ معك المشاكل؟... قال : لا فقال الحكيم : أمر لم تات به ولن يذهب معك... الأجدر أن لا ياخذ منك كل هذا الهم فكن صبورا على أمر الدنيا وليكن نظرك للسماء أطول من نظرك إلى الأرض يكن لك ما أردت، ابتسم فرزقك مقسوم وقدرك محسوم وأحوال الدنيا لا تستحق الهموم لأنها بين يدي الحي القيوم..
عُلآ المُنتظرْ
/
حكم
1 - أخشع في صَلاتِك ف كل ما ينتظركَ أقلُ شأنا منهآ
2 - ذا كَانَ الإعتذار ثَقيلاً عَلى نَفسك فَتَذَكر أيضًا أن الإساء ة ثَقيلة عَلى َ
4 - لا تَستدر للماضي! فلو كان خيراً لكان حاضر الآن!!
أم رقية
/
حكم ومواعظ
يقول حكماء الهند :((من أراد النجاح في هذا العالم عليه أن يتغلب على أسس الفقر الستة
-- النوم - التراخي - الخوف - الغضب - الكسل - المماطلة))
المتفائل : إنسان يرى ضوء اً غير موجود، والمتشائم يرى ضوء اً ولا يصدق
قد لاتكون جميع الأيام التي نعيشها جميلة ولكن هناك دوماً شيء جميل في كل يوم نعيشه
بعض الناس إذا وجد من يسعده اليوم! نسيمن أسعده بالأمس!؟
النجاح هو أن تمر بفشل وراء فشل دون أن تفقد حماستك.
اللهم اجعلنا ممن تفاء ل بخيرك فأكرمته. وتوكَّل عليك فكافيته
يقول فولتير :
من تسبب في سعادة إنسان تحققت سعادته....
إذا كانت الزلازل تقاس بمقياس رختر والأطوالبالمتر والسنتمتر والأوزان بالغرام والكيلو غرام فإنَّ الخُلُقْ يُقاس بخلُ رسول الله صلوات الله وسلامه عليه وآله الطيبين الطاهرين
إذا فكرت في المتاعب..... أسرعت إليك المتاعب
وإذا فكرت في اللذات..... أسرعت إليك اللذات
كالتنويم المغناطيسي
تقول : أنا نمت.... أنانمت....... فتنااااام
أنامرضت..... أنا مرضت... فتمرض
أنا شفيت......... فتشفى....
أنا انتهيت فتنتهي.....
سحر الإرادة الملتهبة يصنع كل شيء....(د. مصطفى محمود)
كل ملك عظيم، كان طفلاً باكياً.
وكل بناية عظيمة، كانت مجرد خريطة
ليس المهم من أنت اليوم..... المهم..... من ستكون؟؟؟؟؟!!!!
تفاء لوا لعل الله يخبى ء لنا فرحة في علم الغيب.
الفشل لوحة مكتوب عليها (ليس من هذا الإتجاه ، لكن البعض يقرأها (توقف )
حكمتين احفظهما في هذه الحياة : لاتتخذ قراراًوأنت في قمة الغضب ؛ ولاتعطي وعداًوأنت في قمة السعادة.
لا تلم الناس إن خذلوك، ولكن لُم نفسك لإنك توقعتمنهم أكثر مما ينبغي :)
أتعجب ممن يشتكي من الهم والغم والإكتئاب والضجر والملل وروحه غير سعيدة... وتسأله هل تقرأ القرآن ولك وردٌ يومي من أدعية وأذكار؟؟ فُجيب بلا!!!!
جوابي له : طبيعي أنك ستحرم روحك السعادة ونفسك الطمأنينة.
فلا سعادة إلا مع القرآن
نضطر أحياناً للرحيل أحياناً... فقط لحفظ ماكان بيننامن ذكريات جميلة.
القناعة نظّارة....... إذا لبستها رأيت الحياة جميلة.
اغلق بعض الأبوابفي حياتك... ليس بسبب الاعتزار أو الغطرسة والكبرياء ولكن لأنها لم تعد تقود إلى أي مكان.
أخلاقهم لهم.... فإن أساؤوا فتلك صحائفهم..... ووأخلاقهم لك....
فإن أحسنت..... أحسنت في صحيفتك
غالباً ما يأتي ربيع النجاح... بعد عواصف المتاعب
أينما ذهبت وكيفما كان الطقس،
احرص دائماً أن تصطحب معك ضوء الشمس الخاص بك
كلنا بنا ضمائر
لكن هناك (ضمير متصل، والآخر منفصل، وضمير منفصل)
عندما تكلم أحد ولا يفهم معنى كلامك فلا تعد الكلام كما هو وإنما يجب عليك أن تغير الأسلوب ؛ وهناك فرق بين (لم أسمع! ولم أفهم!)
عجبت لمن يهلك ومعه النجاة!!!!
قيل : وما هي؟ قال :(الاستغفار)
ليس من الضروري أن تجعل لنفسك مكاناً في كل قلب... فقلوب الناس أصبحت لا تتسع للكل.
حاول فقط.... زرع احترام ذاتك في نفوسهم، فهذا يكفي لاستمرار العلاقات
وما الحياة إلا أمل يصاحبهاألم.... ويفاجئها أجل.
عند الحوار... لا ترفع صوتك
بل : ارفع مستوى كلماتك
كن كالعطر تلفت الانتباه من غير ضجيج
عندما نلمس الجانب الطيب في نفوس الناس، نجد أن هناك خيراً كثيراً قد لا تراه العيون أول مرة، فأحسنوا الظن بالناس.....
في رحلتك لتحقيق أحلامك سيخبرك البعض بأنك لاتستطيع،... أو أنك تخاطر... وبعضهم سيشعر بالغيرة لأنك وجدت طريقك بالحياة....
لاتسمح لهم بإيقاف رحلتك
الصبر كالدواء المر. مذاقه سيء ولكن نتائجه جميلة.
التقى
/
لقاء بين وردة ولؤلؤة
ذات يوم التقت وردة جميلة رائعة الجمال شذية الرائحة جذابة الألوان بلؤلؤة لا يبدو عليها شيئاًًً من هذه الصفات فهي تعيش في قاع البحار... تعرفا على بعضهما
فقالت الوردة : عائلتنا كبيرة فمنا الورد ومن الأزهار ومن الصنفين أنواع كثيرة لا أستطيع أن أحصيها يتميزون بأشكال كثيرة ولكل منها رائحة مميزة وفجأة علت الوردة مسحة حزن!!
فسألتها اللؤلؤة : ليس فيما تقولين ما يدعوا إلى الحزن فلماذا أنت كذلك؟!
ولكن بني البشر يعاملونا بإستهتار فهم يزرعوننا لا حبا لنا ولكن ليتمتعوا بنا منظرا جميلا ورائحة شذية ثم يلقوا بنا على قارعة الطريق أو في سلة المهملات بعد أن يأخذوا منا أعز ما نملك النظارة والعطر...
تنهدت الوردة ثم قالت للؤلؤة : حدثيني عن حياتك وكيف تعيشين؟؟ وما شعورك وأنت مدفونة في قاع البحـــار...
أجابت اللؤلؤة : رغم أني ليس مثل حظك في الألوان الجميلة والروائح العبقة إلا أني غالية في نظر البشر فهم يفعلون المستحيل للحصول علي!
يشدون الرحال ويخوضون البحار ويغوصون في الأعماق ليبحثوا عني قد تندهشين عندما أخبرك أنني كلما ابتعدت عن أعين البشر ازدت جمالا ولمعانا ويرتفع تقديرهم لي...
أعيش في صدفة سميكة وأقبع في ظلمات البحار إلا أنني سعيدة بل سعيدة جدا لأنني بعيدة عن الأيدي العابثة وثمني غالي لدى البشر...
أتعلمون من هي الوردة ومن هي اللؤلؤة؟؟
إن الوردة هي الفتاة غيرالمحجبة واللؤلؤة هي الفتاة المحجبة..
طوبى
/
حكمة

قصة
كـان رج شيخـاً طـاعـناً فـيو السـن يشتكي من الـم
وا جهـاد فـي نهايـة كـل يـوم.
سـألـه صديقـه : ومـم هـذا لــم الذي تشكـو منـه؟
قـال الشيخ :
.........
لـدي صقـران يجـب عليّ كـل يـوم أن أروضهمـا
وأرنبــان يـلـزم علي أن أحرسهما من الجـري خـارجــاً
ونسـران عـليّ أن أدربهمــا وأقـويهمــا
وحـيــة عـليّ أن أحـاصــرهــــا
وأســد عـليّ أن أحـفـظـه دائـمـاً مقـيّـداً فـي قـفـصـه
ومـريـض عـلي أن أعـتـني بــه وأخـدمــه
قـال الصديق مستغربـاً : ما هذا كـله! بد أنك تـمزح،
نـه حـقـاً يمكـن نسـان أن يراعـي كـل ذلك وحـده
يوميـاً.
قـال الرجـل الشيـخ : إنني أمـزح ولكـن ما أقـولـه لـك
هو الحـقيقـة المـحـزنـــة الـهــــامــــه.
إن الصـقران هما (عيناي) وعلي أن أروضهمـا باجتهـاد ونشاط
على النظـر للحـــ ل وأمنعهمـا عن الحـــرام
وا رنـبان هما (قدمـاي) وعلي أن أحـرسهمـا وأحـفـظـهمـا
مـن السـير فـي طـريـق الخـطـيـئـــه
والنسـران هما (يـداي) وعلي أن أدربهمـا عـلى العمـل حـتى
تمداني بما أحتاج إليه وأستخدمهما فـي الحــ ل ومساعـدة
ا خــريـن
والحـية هي (لساني) وعلي أن أحـاصره وألجمـه باستمرار
حـتى ينطـق بكــ= م معـيب مشـين حـــرام
وا ســـد هو (قـلبي) الذي توجـد لـي معـه حــرب مستمـرة
وعلي أن أحـفظـه دائماً مقيّـداً كي يفلت مني فتخرج منه
أمـور مشينة شـريـرة، ن بـصـ حـه صـ ح الجـسـد كـلـــه
وبفـسـاده يفـسـد الجـسـد كـلـــه
أمـا الرجـل المـريـض فهـو (جـسدي) كـلـه الذي يحتـاج
دائمـاً إلـى يقـظـتي وعنـايتي وانتبـاهـي
إن هـذا العمـل اليـومـي المـتقـن يستنفـد عـافيتي
إن مـن أعـظـم امـور أن تـضبط نفـسك فـتـدع أي
شخـص آخـر محـيـط بـك أن يدفـعك لغـير ما ترغـب أو
تـقـتـنـع بـه
تـدع أيــاً مـن نزواتـك وضعـفـك وشهواتـك تقهرك
وتـتسلط عليـك
يوجـد أعـظـم مـما خلقـك الله جـلـه وهو أن تكون عبداً له
وملكـاً على نفسك
المثال الطيب
/
إلى كُل الرائعين
عندما كان النبي يُوسف عليهِ السلام في السجن، كان الأحسن بشهادة من معهُ : (إنا نراكَ من المُحسنين) لكن الله أخرجَهم قَبلهُ! وظلّ هو - رغم كُل مميزاتهِ - بعدهم في السجن بضعَ سنين!
فالأول خرجَ ليُصبح خادماً، والثاني خرجَ ليُقتل، ويُوسف انتظر كثيراً، لكنهُ خرجَ ليُصبح (عزيز مصر).
* إلى كُل الرائعين الذين تتأخر أمانيهم عن كُل من يحيط بهم بضع سنين، تأكدوا أن الله لا ينسى، وأن الله لا يُضيعُ أجر المحسنين، فلنكن منهم!
امل
/
القلب السليم
ان اهم ما يجب على كل مؤمن الاهتمام به وتحصيله، قبل حلول رمسه وانقضاء ايام حياته، هو القلب السليم، فليس المهم كثرة صلاة العبد وتلاوته للقرآن، وانما المهم ان يأتي ربه بقلب سليم : (الا من اتى الله بقلب سليم). وقد سئل رسول الله عن القلب السليم، فقال (صلى الله عليه وآله) عندما سُئل عن ذلك : (دِينٌ بِلا شَكٍّ وهَوَى، وعَمَلٌ بِلا سُمْعَة وَرِيَاء)
ام تقى
/
اللطف الالهي
ان اللطف الالهي هو أمر لا يمكن وصفه، الا انني ايقنت ان الدعاء هو السر في استنزاله. ذلك الدعاء المنقطع، والذي يعيش معك في كل لحظاتك وانت تعمل، تضع رأسك على فراشك، تأكل... وداخلك يناجي المنعم، ومن ثم سترى اللطف في كل حركات حياتك، فتستشعر الطمأنينة، فالسميع معك.
سيف الشحماني
/
السيد علي القاضي قدس سره الشريف
اذا واظب الانسان على اداء الصلوات الواجبة في اوقاتها، ولم يصل الى المقامات العالية، فليلعني!
طيف المحبة
/
طفولة ..
- والطفل لا يعرف مستقبلا، ولا ماضيا، وما هو الا حاضره, فان عييت بأمره، فأوجده ما يلهو به، فهذه هي سعادة الطفولة.
- هؤلاء الأطفال هم السهولة قبلَ أن تتعقّدْ، هم أحرارٌ حُرّية نشاطِ الكون, ينبعثُ كالفوضى, ولكنْ في أدقّ النواميس! يثيرون السّخط بالضجيج والحركة, فيكونون على خلافٍ مع الناس, لأنّهم على وفاقٍ مع الطبيعة! وتحتدمُ بينهم المعارك, ولكن لا تتحطّم فيها إلا اللُّعَب!
الليث احمد
/
حب الله سبحانه
قد نُعطي دونْ حُب ، لكن مُستحيل أن نُحبْ دون عطآء .
المرشح الوحيد
/
الغرب الكافر
إني لأعجب لهذا الغرب الكافر كيف يتفنن في تخريب الأخلاق وتدمير القيم الروحية بشتى الأساليب ومختلف العناوين، من الفن إلى الرياضة إلى الألعاب الكمبيوترية.. بقدر ما اعجب لمجتمعنا المسلم الساذج الجاهل الذي يقلد تقليداً أعمى، بعقل مقفل وقلب غافل للغرب الكافر اللعين!
طيف المحبة
/
فلسفة الطبيعة
فلسفة الطبيعة :
* فلسفة الشجر
قف حتى ولو كانت الشمس حارقة.
* فلسفة الشمس
أشــعرهم بـغضبك لكن لاتحرقهم.
* فلسفة الــمــاء
ضع لك بصمة ودوراً، وكن مثل المـاء مهم لا يعاش بدونه.
* فلسفة الزهر
دع لك رونق يجذب الجميع لك، واحرص على رائحتك الممــيزة، فلكل وردة رائحة تميزها ولو تشابهت ألوانها.
* فلسفة الــسمــاء
كن صعبا ومرتفعا، لا يصلك أحد إلا بـتذكرة طيران.
* فلسفة الأرض
تنوع واجمع من كل ضد شيء، وكن بكل تــفاصيلك مختلف.
طيف المحبة
/
الحياة ..
الحياة ليست طويلة لنجرب كل شيء، ولا قصيرة لنتذكر كل شيء، ولكنها جميلة إذا عرفنا أنها لا تساوي شيء!
طيف المحبة
/
الاقامة في الفكر..
أرأيت الحقائق الجميلة تذهب عن أهلها، فلا تترك لهم إلا الأحلام بها؟ ما أتعبَ الإنسانَ حين تتحول الحياة عن جسمه إلى الإقامة في فكره!
al-hassan
/
فلسفة الصلاة عند أمير المؤمنين
وصف بعض المفسرين من جامع الأزهر في مصر بأن الحركات في الصلاة من القيام والركوع والسجود هي رياضة بدنية، لكن حينما نرجع الى فلسفة الامام علي بن ابي طالب عليه السلام في تفسيره لحركات الصلاة، نلاحظ أنه يرشدنا بأن كل هذه الحركات فيها معان روحية، تعطي للمصلي عقلاً، ليَعيَ المعنى الحقيقي لهذه الحركات، ويتزوَّدَ منها روحاً شفافاً، ليرتبط بالملكوت الأعلى مباشرة، وينجذب نحو خالق السماوات والأرضين، ويخلع نفسه من الأرض، فالصلاة تجعلنا بين الجاذبتين :
الجاذبة الموجبة : وهي تعلقنا بالسماء، وما تعلمنا من الأخلاق الفاضلة والدعوة الى الحق والعدل، سواء مع النفس، او مع العائلة، او مع المجتمع.
وجاذبة الأرض : وهي التعلق بالدنيا وزخارفها الزائلة.
سُـئِـل أمير المؤمنين علي بن ابي طالب (ع): ما معنى أفعال الصلاة؟
فقال (ع): عندما يرفع الـمُصلي يداه في تكبيرة الإحرام ويضعها على جوانب رأسه، فمعناه : بسم الله الواحد الذي لا تدركه الحواس، ولا تلمسه الأخماس.
وأما ركوع الـمُصلي في الصلاة، فمعناه : آمنت بالله ولو ضُرِب عنقي.
وأما نزول الـمُصلي للسجود الأول على الارض، فمعناه : بسم الله منها خلقتني.
وأما القيام من السجود الأول، فمعناه : ومنها أخرجتني.
وأما النزول للسجود الثاني، فمعناه : وإليها ترجعني.
وأما القيام من السجود الثاني، فمعناه : ومنها تبعثني.
وأضاف على ذلك، بأن الـمُصلي في السجود يضع أفضل شيء خلقه له الله تعالى، ويميزه عن غيره من المخلوقات وهو العقل، على أحقر شيء وهو التراب تواضعاً.
النفس اللوامة
/
وقفة
عندما يحدث خلاف بين العشاق ولو بسيط، ترى مقايس الكون قد انقلبت، الليل أصبح نهارًا والعكس، ويحاول إرضاء المعشوق بأي ثمن.. فهل يا ترى نفس المعاملة تكون مع معشوقنا الأصل؟.. ألا وهو خالقنا سبحانه وتعالى، وهو القائل في كتابه : {ولقد خلقنا الإنسان ونعلم ما توسوس به نفسه ونحن أقرب إليه من حبل الوريد}.
كريمه عبيد محيسن
/
دعاء العهد
من بحوث المرجع الديني المتبحر في مقامات أهل البيت (ع) الشيخ الوحيد الخراساني دام ظله :
نقلت المحاضرة مع بعض التصرف :
في هذا اليوم نستفيد من دعاء العهد لمعرفة الإمام عليه السلام معرفة ابتدائية، فواظبوا عليه جميعاً وأوصوا الناس أن يقرؤوه بعد صلاة الصبح.
وعندما تقرؤونه وجهوا فكركم القوي الذي توجهونه الى المباحث العلمية العميقة فتفهمونها، وجهوه الى دقائق هذا الدعاء ولطائفه.
هذا الدعاء كنز معرفة، وكل أدعية أهل البيت عليهم السلام كذلك، وقد رواه السيد ابن طاووس وغيره مرسلاً ومسنداً، وإن كانت مضامينه الغنية تغنيه عن الحاجة الى بحث سنده، فبحث السند كما يعرف أهله، نحتاج اليه عندما لا يكون عندنا دليل على أن هذا الكلام صادر من أهل بيت الوحي عليهم السلام.
فاستمعوا بدقة لما يقوله : (اللهم ربَّ النور العظيم، وربَّ الكرسي الرفيع، وربَّ البحر المَسْجُور، ومُنَزِّلَ التوراة والإنجيل والزبور، وربَّ الظلِّ والحَرُور، ومُنزلَ الفرقان العظيم، وربَّ الملائكة المقربين، والأنبياء والمرسلين.
اللهم إني أسالك بوجهك الكريم، وبنور وجهك المنير، وبملكك القديم، يا حي يا قيوم، أسألك باسمك الذي أشرقت به السماوات والأرضون، يا حيَ قبل كل حي، يا حيَاً بعد كل حي، يا حيَاً لا إله إلا أنت.
اللهم بَلَّغْ مولانا الإمام الهادي المهدي، القائم بأمر الله، صلوات الله عليه وعلى آبائه الطاهرين، في مشارق الأرض ومغاربها، وسهلها وجبلها، وبرها وبحرها، عني وعن والديَّ وعن المؤمنين، من الصلوات زنة عرش الله، وعدد كلماته، وما أحاط به علمه، وأحصاه كتابه...)
فتأمل في تسلسل فقرات الدعاء الى هنا :
(اللهم ربَّ النور العظيم): بدأ الدعاء باسم الله تعالى، وهو الأصل من أربعة أسماء هي أركان من أسماء الله تعالى، أولها اسم (الله)، وهو اسم الذات الإلهية، الحاكي عن جميع الأسماء الحسنى والأمثال العليا.
وخصوصيات هذا الاسم مهمة، وللدعاء به دلالات ليست في غيره، ولا يقبل التوحيد إلا به : (لا إله إلا الله).
والثاني : (الرب) وهو الاسم الحاكي عن ربوبيته التكوينية والتشريعية، وأفعاله في جميع نشآت الوجود الإمكاني.
ولمعرفة عظمة هذا الاسم اقرؤوا مثلاً هذه الآيات من سورة آل عمران : (إن في خلق السماوات والأرض واختلاف الليل والنهار لآيات لأولي الألباب * الذين يذكرون الله قياما وقعودا وعلى جنوبهم ويتفكرون في خلق السماوات والأرض ربنا ما خلقت هذا باطلا سبحانك فقنا عذاب النار * ربنا إنك من تدخل النار فقد أخزيته وما للظالمين من أنصار...)
كريمه عبيد محيسن
/
الدعاء للامام المهدي عليه السلام
المكارم التي تحصل للانسان بالدعاء لفرج الامام صاحب العصر والزمان (عج) - المكرمة الثانية : (إظهار المحبة الباطنية):
اعلم أن الحب وإن كان أمرا خفيا قلبيا وشيئا كامنا باطنيا، لكن له آثار ظاهرة، وفروع متكاثرة، فبعض آثاره يظهر في اللسان، وبعض في سائر جوارح الإنسان فكما لا يمكن منع الشجر عن إبراز أزهاره، لا يمكن منع ذي الحب عن ظهور آثاره.
ومن آثار الحب في اللسان ذكر المحبوب في كل مكان وزمان، بكل بيان وبأي عنوان وحسبك شاهدا في التبيان، وناطقا بالبرهان قول الخالق المنان، في الحديث القدسي لموسى بن عمران : (ذكري حسن على كل حال).
ويدل على رجحان إظهار الحب باللسان هذه الرواية عن ثامن الأئمة الأبرار صلوات الله عليهم، أنه قال : (ما قال فينا مؤمن شعرا يمدحنا به إلا بنى الله تعالى له مدينة في الجنة، أوسع من الدنيا سبع مرات، يزوره فيها كل ملك مقرب، وكل نبي مرسل).
ومن الآثار اللسانية أيضا : الدعاء :
ولا ريب في كون الدعاء بتعجيل فرج صاحب الزمان، من المصاديق القطعية لهذا العنوان.. فالاهتمام في الدعاء بتعجيل فرج الإمام، إظهار لحبك له على النحو التام، وهو يوجب شدة حبه لك من بين الانام. فإن الدعاء له إظهار للحب، فيكون باعثا لثبات حبك له، وهذا من آثار كمال الشوق إلى محبوبك.
ومن الآثار اللسانية أيضا : ذكر فضائل المحبوب ومحاسنه :
ففي الكافي عن أبي عبد الله (عليه السلام) أنه قال لهشام بن سالم : (إذا أحببت رجلا فأخبره بذلك، فإنه أثبت للمودة بينكما).
يامهدي ادرکني
/
الحجاب
لو تأملنا قليلا نجد ان كل الكون يتحجب :
الكرة الارضية عليها غلاف.
والثمار الندية عليها غلاف.
السيف يحفظ داخل غمده.
القلم بدون غطاء يجف حبره، وتنعدم فائدته، ويلقى تحت الاقدام، لانه فقد الغطاء.
التفاحة لو نزعت قشرتها وتركتها لفسدت.
والموز لو نزعت قشرته انقلب اسود.
ترى لماذا تغلف بناتنا كتبهن ودفاترهن؟ لحمايتهن بالطبع!
والمرأة زهرة جميلة، الكل يشتهى ان يقطفها، فلابد ان تحمى نفسها بالحجاب!
هدى العُقيلي
/
انتظار الفرج
إن الإنتظار لايكون صادقاً إلا إذا توفرت فيه ثلاثة عناصر مقترنة. الأول عقائدي, هذا الأصل العقائدي يثبت حتمية ظهور المهدي الموعود وتحقق أهداف الأنبياء وآمال البشرية وطموحاتها على يديه (عليه السلام) وهذا الأصل العقائدي سيوجد حالة قلبية التي هي العنصر الثاني وهذه الحالة القلبية تؤدي إلى إنبعاث حركة عملية تتمحور حول التهيؤ والإستعداد للظهور المبارك وهذا هو العنصر الثالث الذي هو العنصر السلوكي ولولاها لايبقى للانتظار أي معنى إيماني صحيح سوى التعسف المبني على المنطق القائل (فاذهب أنت وربك فقاتلا إنّا ههنا قاعدون) المنتج لتمني الخير للبشرية من دون أي عمل إيجابي في سبيل ذلك.
لذلك نلاحظ في الأحاديث الشريفة المتحدثة عن قضية الإنتظار تأكيدها على معرفة الإمام المهدي ودوره وترسيخ الإرتباط المستمر به (عليه السلام) في غيبته كمظهر للانتظار والإلتزام العملي بموالاته والتمسك بالشريعة الكاملة وإعداد المؤمن نفسه كنصير للإمام (عجل الله فرجه) يتجلى بجميع الصفات الجهادية والعقائدية والأخلاقية اللازمة للمساهمة في إنجاز مهمته الإصلاحية الكبرى وإلّا لن يكون إنتظاراً حقيقياً.
فعن الإمام الصادق (عليه السلام)" من سَرَّه أن يكون من أصحاب القائم فلينتظر وليعمل بالورع ومحاسن الأخلاق وهو منتظر فأن مات وقام القائم بعده كان له من الأجر مثل من أدركه ", فمن بعض سمات الإنتظار..
_ الرجوع إلى الفقهاء العدول الذين جعلوهم حجة على الناس في زمن الغيبة والإستعانة بالله في كل ذلك كما ورد في النص (وإن أصبحتم لاترون منهم - الأئمة - أحداً فاستغيثوا بالله عزّ وجلّ وانظروا السّنة التي كنتم عليها واتبعوها وأحبوا ما كنتم تحبون وابغضوا من كنتم تبغضون فما أسرع ما يأتيكم الفرج).
_ التواصي بالحق والتواصي بالصبر وهو من التكاليف التي تتأكد في عصر الغيبة بحكم الصعوبات التي يشتمل عليها والثبات على منهج أهل البيت (عليهم السلام)" يأتي على الناس زمان يغيب عنهم إمامهم فيا طوبى للثابتين على أمرنا في ذلك الزمان ".
_ الإرتباط الوجداني بالمهدي المنتظر والتفاعل العملي مع أهدافه السامية والدفاع عنها والشعور الوجداني العميق بقيادته وهو ما تؤكده معظم التكاليف كواجبات للمؤمنين تجاه الإمام.
عمار
/
اختبارات
من منكم يعرف هل هو قريب ام بعيد من الله؟ أو هل الله راض عنه أو لا؟ أو هل انت تحب الله أو لا؟
لابد من وجود اختبارات يختبر العبد بها نفسه، حتى يعرف! وأنا اعتقد الغافل هو الذي يهمل هذا الشيء، وينتظر الحساب، وهو لا يعرف اين يتجه! فانا اطرح عليكم بعض الاختبارات من تجاربي الخاصة، وارجو ان تستفيدوا منها :
كيف تتعامل مع المعصية؟
يعني اذا فعلت معصية أو واجهت منكرا مقدار، فإن تألمك وحرقة قلبك وعزيمتك على التغير، هي مقياس للقرب أو البعد.
كلنا نقول أننا نحب الله، ولكن انظر في اعماق قلبك وتصور : لو كان لك طفل صغير جميل، وانت تحبه كثيرا، وقالو لك : موت ابنك دليل على حبك لله، فماذا تختار؟ ولا تستغربوا من هذا الشيء، فهذا الاختبار اختبر الله نبيه ابراهيم، عندما أمره بذبح ابنه، وسيدنا الحسين تقرب لله بدم اولاده :
يا ليتَ خدي حينَ مشـيك تربة ٌ *** ويدوسـهُ نعـلاكُ أو قـدماكا
يـا ليتني شسعـًا بنعلكَ سيدي *** ويهــُزّني شـوقاً به ممـشاكا
يا ليتني كفاً يكفكــِفُ دمعـة َ *** من وجنتيك إذا النوى آذاكا
لو قـطعوني بالسيوفِ ذوي العدى *** ما مالَ قلبي لحظة َ ونـساكا
لحناً أرددهُ وأسـمعهـُم بهِ *** إني رضعـتُ مع الحليبِ هواكا
سهام الخليفة-عاشقة آل البيت
/
غرائب من الحياة يحتار لها العقل!
غرائب من الحياة يحتار لها العقل!
تراودني بعض الخواطر والافكار احيانا، وانا بحالة استغراق ربما غير مقصود، ويبرز امام مخيلتي صدفة، أو لشغل تفكيري الذي لا يريد ان يرتاح ولو لبرهة من الوقت، ويدع الخلق للخالق! هناك بعض التصورات وبعض التخيلات التي تجذبني لتحليل بعض الامور، ولا تجعلني أعيش بصفاء او حتى استمتاع بلحظات فريدة ومميزة، تتمثل امام ناظري بمشهد طريف، او تطرق ابواب مسامعي بطرقات خفيفة، ما تلبث ان تزداد حدة، حتى اضطر ان انصاع لها وأوليها اهتماما تخف وتيرته حينا وتشتد حينا!..
ومن بعض الامور التي جذبتني للتفكير فيها مطابقة الاسم الوصف.. فهل من المفروض ان كل صاحب صفة معينة او لقب ما، وحتى انه يمارس وظيفة ما، ان تكون أوصافه وألقابه مفصلة عليه بالكامل، وتناسب جميع المقاييس المحلية والعالمية لهذه الاسماء والالقاب؟!
فمثلا من اسمه جميل، هل لابد ان يكون جميلا بكل ما تحمله الكلمة من معنى او بعضا من مستوياته؟ وتنطبق على هذا التساؤل بقية الاسماء مثال : أمين.. صابر.. صادق وصالح.. هل هي تعبر عن مضمون شخصيته وعمق معاني اوصافه؟
وبدأت استرسل في تفكيري وتخيلاتي لبقية المسميات، وهل هي حقا مطابقة لصاحبها ومن يحمل هويتها؟ فطبيب القلب مدخنا، ولا يتبع اساليب صحية تضمن سلامة قلبه! وهناك المختص عن الرشاقة ومعالجة السمنة، وهو يعاني من البدانة ولا يزاول اي مجهود رياضي! وهناك الكثير من الذين لا اتمكن من حصرهم والحياة تعج بأمثالهم!.. وياللهول المفاجأة التي وصلت إليها!..
فكم من أناس كانوا عكس ما لقبوا به، او زاولوا مهن لا تتناسب مع مسمياتهم وتصرفاتهم!.. إنه تناقض غريب! وصورة معكوسة لا تدل على ما تظهر به!... فكم من انسان يكون اسمه صادق، وهو بأشد البعد عن المصداقية في سلوكياته قولا وفعلا، ويمارس الكذب والخداع باوسع ابوابه، دون خجل او حياء، ضاربا بعرض الحائط كل المثل والفضائل، حتى ولو عرفا وامام الآخرين، ليكون منطقيا ولو بنسبة بسيطة.. وهناك من اسمه صابر، وهو شديد الغضب ولا يملك ذرة من سعة الصدر والحلم.. ولو أظل اتكلم عن اناس آخرين، لما انتهيت ولملأت الدواوين والكتب والموسوعات، حتى ولو كان البحر مدادا لقلمي، لنفد البحر ولا اعطيت الموضوع حقه!
لكن هل نحن من نختار هذه الالقاب والمسميات، ونتحكم بمجرياتها حتى لا يعيبنا احد عليها؟ هل نحن من نختار اشكال حياتنا، ونختار لها ما يناسبها من مسميات ونعوت ونتحمل جزء ا ولو يسيرا من اخطاء او سوء الاختيار؟
امعنت بالتفكير واطلقت العنان لتحليلاتي وبراهيني، ولم أستطع أن اضع نتيجة نهائية لها، فربما القدر والاختيار يلعبان دورا متمازجا، واحيانا تكون الغلبة لامر على آخر؟
ولكن ما وصلت اليه أنها من سخريات الحياة، والتي أصبحت فرصة مناسبة للبعض لالقاء النكت والسخرية والازدراء، بواقع ليس كله حسن وليس كله سيء!.. لكن شاء القدر أن يتدخل فيه ويصبغه بصبغة الجدية والواقعية، وحتى يدفعنا لنفكر ونجتهد بالتامل والاستفسار، ويظل العقل ربما حائرا، وربما ساخرا، والاغلب مستسلما لامر لا يريد تغييره، لأنه لا يريد ذلك، ويبقى الوضع كما هو!..
سهام الخليفة-عاشقة آل البيت
/
مشاعر منكسرة وقلوب نازفة
نسمع عبارات ونرددها بلا شعور أو إحساس، حتى تصبح جزء اً من حياتنا.. كلمة أو جملة يطلقها شخص، فتتغلغل في أذهاننا، ونسترجعها لحظات انكسارنا.. نوهم أنفسنا أنها صحيحة، ونظن أننا نستمد منها قوتنا.. تحترق قلوبنا ونهزم، تتحطم ذكريات بداخلنا.. ولكن نكابر، متخذين بعض العبارات قدوة لنا، وبكل أسف لا نعلم من قائلها!.. لعل قائلها شخص معتوه أو مجنون! لعل قائلها قالها في لحظة غضب وندم، لعل ولعل وستطول التساؤلات!
(الذي ينكسر ما يتصلح) جملة أكرهها بكل ما تعنيه كلمة كره من معنى! جملة اتخذها الجميع وسام قوة على صدورهم!.. جملة فرقت ناس، وعذبت ناس، وأبكت عيون ناس!..
تقوله : الذي ينكسر ما يتصلح، وتكون نهاية حياتهم طلاق!..
تقولها : الذي ينكسر ما يتصلح، وتكون نهاية صداقتهم فراق!..
تقولها : الذي ينكسر ما يتصلح، ويكون نهاية حبهم عذاب!..
سمعت هذي الجملة كثيرا، لكن لم تتجرأ شفتاي على نطقها يوماً.. سمعت هذه الجملة كثيراً، وأتمنى أن اسلم روحي لبارئها قبل نطقها يوماً...
حالة أشبه بالهستيريا تنتابني، عندما اقلب نظري في تلك السماء الشاسعة، فأحاول أن أجد تفسيراً لما نشبه أجمل لحظاتنا، بقطعة زجاج هشة اقل حركة تخدشها!..
أتعجب لحالنا عندما نقارن أنفسنا كبشر، ومشاعرنا المتدفقة، وذكرياتنا الرائعة، بقطعة زجاج من صنعنا نرميها في لحظة غضب..
(الذي انكسر ما يتصلح) تأملت هذه الجملة كثيراً.. نعم الذي ينكسر فعلا ما يتصلح... لكن عشرتنا.. أيامنا.. صداقتنا.. أخوتنا.. مصيرها تتصلح وترجع المياه لمجاريها، اي تتصلح... لأن الذي ينكسر وينجرح هو قلب، مجموعة أحاسيس مغلفة بغشاء رقيق طاهر، مجموعة أحاسيس من صدقها يتدفق داخلها الدم.. نحن نملك بداخلنا قطعة طاهرة تنبض، وليس قطعة زجاج مركونة بزاوية غرفة..
يالله ما اصعبه من احساس!.. بجملة تقولها بكبرياء تنهي سنين وذكريات، تورث الندم والاهات.. نحن نملك بداخلنا أساس الحب والطيبة، أساس الحياة قلب نابض.. كثيرا ننطق هذه الجملة. وما ندري إنه سوف نغرق بسبب قسوة قلوبنا لحظتها..
(الذي ينكسر ما يتصلح) ها أنا أقف هناك متأملة تلك القطعه المكسورة، أحاول أن أجمع أشلاء ها! لأقنع هؤلاء البشر أن مشاعرنا أكبر من تلك القطع المتناثرة!.. أحاول أن أقنعهم ودماء يدي هي الشاهد على ذلك... بدأت الملم وألملم دماء تقطر، وأهات تزفر، ولكن مازالت عقولهم في حالة سبات، ومازالوا يظنون أن الذي ينكسر مــا يتصلـــح! وفي لحظة انتهى كل شيء، سنين أيام ذكريات، كقطعة زجاج سقطت فتهشمت وكان مصيرها حاوية النفايات!
لا أدري هل سيقتنع أحد يوماً ما بحروفي، ولكن الشيء الوحيد الذي كنت ومازلت وسأظل بإذن الله مقتنعة به : إن ما كسر قد يتصلـــح بين أشلاء قلوبنا المجروحة!..
لو كنا ندري من البداية، أنه ليس بيدينا نختار النهاية.. كنا نحلم أو بالاصح، ما كنا نتوهم نتعلق بجرح.. يا دنيا إلى أين يصل اخر مسارك؟! ما الفرق بين جنتك ونارك؟! فهل ما زلت تؤمن : ان الذي انكسر ما يتصلح؟
هل الذي ينكسر بداخلنا لا ينصلح، حقيقة او هو وهم ابتدعناه، ليكون قناعاً لفشلنا وجروحنا، وشماعة نعلق عليه أعذارنا التي نستمد منها العون والسند، حتى ولو كان سرابا وغير موجود الا في خيالنا الضارب في العجز واليأس؟
ربما نصحو ونعترف بأن ما انكسر كان بسببنا، ونحمل جزء اً من مسؤولية حدوثه... فليس كل ما ينكسر نكون أبرياء منه، ولسنا مذنبين بحصوله.. فربما نستطيع اصلاحه او تناسي انكساره، فتمضي الحياة بجراحاتها، وتظل عجلة العمر تدور بصدأ الآلام وأنين الأيام، وهي تصرخ بصوت مكتوم، وحس مخنوق، وروح مكلومة، وقلب نازف... لأن من كسرها هم أحبتها!..
سهام الخليفة-عاشقة آل البيت -ع
/
وداعاً الاحزان واهلاً بالحياة
هل أشرقت الشمس حزينة تكفكف دموعها باستحياء من وراء الغيوم الرمادية حتى لا ينفضح حالها بين البشر التواقين لبصيص نور شعاعها الدافئ بين الفينة والفينة فيتسلل لجنبات نفوسهم لتضفي عليهم من شوقها للحياة وحنينها للفرح...
لكن ما الحيلة وما الحل لتلك العواصف والزوابع التي ما تفتأ تكدر صفو أفراحها وتعكر آمالها.. لكن يظل الأمل بأن يوما جديدا سيشرق معها ويملأ الكون ويبدأ الربيع بألوانه الرائعة وعطوره الفواحة تداعب اوراق الشجر... فتنتعش النفوس وتهتف... أهلا بالحياة... ووداعا للحزن....
شمس الدين
/
غض البصرفي المباحات
عندما سمعت بالمقولة (غض بصرك يرتاح قلبك) ظننت أن الامر سهل، وبامكان اي انسان ان يغض البصر عن اشياء لا يحبها.. لكن تبدأ الصعوبة في الاشياء التي نحبها، فبدأت برحلتي بغض البصر لكن في الامور المباحة - وليس في الامور التي حرمها الله عز وجل، مع ان هذه يمكن ان تطبق في المحرمات، ولكن بالتدريب والصبر ستجدون تغيير عميقا من داخل النفس، وما زلت مستمرة فيها - فبدأت اولا بالاشياء التافهة التي كنت اعتقد انها مهمة : كالنظر الى الصور الشخصية، فكان يعجبني تناسق الاجسام وترتيب الهندام، ولكن بعد فترة تبدأ مشكلة وهي لما لا يكون لي جسم مثل هذه الاجسام، ويبدأ تفكير بعيد كل البعد عما اراده الله لنا، والحمد لله تخلصت منها، حيث ادركت ان اجسامنا كالملابس الجديدة، لها مدة محدودة وتبلى، فلماذا كل هذا التركيز على الاجسام، وبالمقابل نترك الروح التي سوف نحاسب بها..
أو حبنا ان ننظر الى اهل الدنيا، وبما يتمتعون به من ترف الحياة، ثم نحس بالحسرة لما لا نملك من هذا المتاع، فقررت عندما ادخل بيت مترف اخفض بصري عما فيه.. وبالتعود اصبح عدم النظر شي سهل وممتع، وحتى لو نظرت إلى شيء لا أحفظه.. والكثير من هذا يمكن ان يطبقها اي شخص، ويرى بمرور الوقت كم سيحصل على راحة نفسية واستقرار وقناعة!
شمس الدين
/
الذرة
الذرة
ان الذرة اصغر شيء ومع ذلك تامل في تركيبها، فهي تتكون من جسيمات صغيرة جدا، وهي نواة تدور حولها الكترونات، واغلب الذرات تكون غير مستقرة، ولكي تستقر فهي اما تفقد الكتروناتها تعطيها لذرة اخرى، او تكتسب الكترونات جديدة. ولكن هناك ذرات لا تفقد ولا تكتسب، ولتستقر تساهم بالكتروناتها مع ذرة اخرى مساهمة، والحالة الاخيرة كونت مركبات واسعة الانتشار تستخدم في صناعة الادوية والعطور والوقود..
من المواد الاساسية في حياتنا اليومية، فإذا كانت الذرة مرتبة بهذا الترتيب الالهي البديع، الا يجدر بنا نحن البشر ان نتعلم من هذا الذرة نعمة العطاء ومشاركة الاخرين ما نملك : من مال او مشاعر طيبة او كلمة صادقة، تاخذنا لبر الامان؟.. اولا يوجد بينا ما اوصله كثره المال الى التخمة والفساد، لانه منع محتاجا من حقه؟.. اوليس منا من بخل بكلمة طيبة لانسان احتاجها منا بسبب الكبرياء؟.. جربوا العطاء ولو كان صعبا عليك، فستجد به لذة الاخذ في وقته!
ابو جعفر
/
الإخلاص طريق الخلاص
ورد في مضمون الخبر عن مولاتنا فاطمة عليها السلام (من اصعد الى الله خالص عبادته اهبط الله اليه افضل مصلحته)
نفهم من هذه الكلمة القدسية لسيدة النساء ان العباد على اصناف :
صنف تكون عبادته من اجل المكاسب الدنيوية فلو حصل على شيء منها عبد الله والا انقطع عن العبادة.
وصنف تكون عبادته من اجل مكاسب ايضا ولكنها اخروية فهو يطلب بعبادته ثوابا من الله وهو شيء جيد الا انه ليس هو المطلوب.
والصنف الاخير هو من يعبد الله لا لشيء الا لحبه جل شانه واهليته للعبادة فيسعى لان يكون عمله خالصا لله تعالى فهو يطلب كل ما يقربه من ربه. لذا فهذا الصنف يفيض عليه الله افضل العطاء.
ففاطمة روحي فداها تقول من عبد الله واخلص العمل متقربا اليه اهبط الله عليه افضل المصالح في الدنيا والاخرة.
علي العراقي
/
النفس الانسانية
ان النفس الانسانية كالنبتة التي تنبت بجانبها النباتات المضرة بنموها وبقائها حية، فإن لم يتم التخلص من هذه النبات الضارة، لا يمكن ان تنمو جيدا او تعيش لفترة طويلة. هكذا هي النفس ان لم يتم تنقيتها من الشوائب لا تنمو وتزهر.
يامهدي ادركني
/
دموع الشموع
ان الشموع علي صغر حجمها, صمتها الطويل داخل أدراجنا واهمالنا لها، الا أنها عندما نحتاج اليها نبحث عنها بحثا حثيثا، فقد آن الأوان لأن تنطق وتحول ظلام حياتنا الى اضاء ة. حتى ولو كانت خافتة، أو حتى قبس من نور, الا أنها تهدينا وترشدنا، وتبعث الطمأنينة في نفوسنا وقلوبنا. نعم انها شمعة لو أضيئت والشمس ساطعة لن تغير ولن تؤثر، بل لن تظهر لها تفاصيل, أما في حالة الظلام، فالأمر جد مختلف..
وهكذا نحن البشر هناك من يحيط بنا لا نشعر به ولا بقيمته الا عندما يغتالنا الظلام ويحتوينا.. نبحث عنه في أدراجنا المهملة التي لم تلقي منا عناية او رعاية..
حتي أننا في حالة فجأة الظلام نبحث هنا وهناك لا نتذكر أين وضعنا الشمعة، حتي نهتدي اليها بعد وقت من الارتباك والضيق والخوف، فنقوم باشعالها.. تتألق الشمعة ببصيص من نور يؤنس وحدتنا ويذهب وحشتنا، لكننا تأخذنا السعادة بها, حتي لا نلاحظ دموعها التي تتساقط منها لإحراق ذاتها من أجلنا..
ان الشمعة ليست لها الا وظيفة واحدة : هي تبديد الوحشة التي تلم بنا حال هجوم الظلام علينا.. لا تعرف الا أن تحترق، لتسعد من أشعلها.. ولكن بعد عودة النور من جديد، ما هو مصيرها المحتوم؟.. هل نحن نظرنا اليها بنظرة امتنان؟!.. ان مصيرها المحتوم هو سلة المهملات!..
في حياتنا الدنيا ليس هناك فرق كبير ولا جوهري بيننا وبين حال الشموع، فكل واحد منا اما أن يكون شمعة أضاء ت لغيره يوما في حالك ظلمة، أو أن يكون هو من أشعلت له
الشمعة.. انها شموع في حياتنا مهملة نلجأ اليها وقت الحاجة، ونلقي بها في سلة المهملات ان انتهت الحاجة..
وعاد الضياء من جديد، لكن اعلموا أن الشموع لن تعود من جديد لتضيء، حتى وان عادت، فلن تكون بالكفاء ة المطلوبة، وما هي الا لحظات وتنطفيء.. لقد أحرقت نفسها في تفان غير منظور ولا محسوس منا، ثم غابت الشمعة عن خارطة طريق حياتنا، بعدما أدت وظيفتها على أكمل وجه، تاركة لنا بقايا من دموعها، لتذكرنا بها وباخلاصها لنا..
ان حياتنا مليئة بالشموع، لكنها تحترق تباعا في مشوار حياتنا..
والسؤال المهم الذي يطرح نفسه علينا جميعا :
كم تبقّى من شموع؟.. وكيفية الحفاظ عليها؟.. ثم هل نحن في نظر غيرنا شمعة؟.. أم بقايا شمعة؟.. أم هي شمعة ولكنها احترقت؟..
انوار علي
/
حقيقة الاخلاص
إنّ لكلّ عمل صورة ظاهرية وأخرى باطنية، والأولى بشكل وإطار لا يمثِّل حقيقة العمل، بخلاف الأخرى التي تمثّل حقيقة العمل.
فالنيّة هي : حقيقة العمل وصورته الكامنة في سرّ الفاعل، بخلاف العمل الخارجي المرئي للعيان.
ومن هنا يمكن القول : إنّ ظاهر صلاة أمير المؤمنين عليّ عليه السلام وظاهر صلاة المرائي والمنافق، متضاهيان في الأجزاء والشرائط والشكل والهيئة، ولكنّهما مختلفان من الناحية الباطنية - النيّة - فإنّنا نجد أنّ أمير المؤمنين عليه السلام يعرج بعمله إلى الله تعالى، وأنّ لصلاته صورة ملكوتية أعلى.. وأمّا المرائي أو المنافق، فإنّه يغور في أعماق جهنّم، ولصلاته الباطنية صورة ملكوتية سُفلى.
محمدعلي
/
التشاؤم
ان التشاؤم سبب لكثير من المشاكل، فالمتشائم يكون فريسة سهلة للامراض النفسية، وكذلك الاجتماعية، فهو لا يستطيع الانخراط في المجتمع، وكذلك الاقتصادية، فهو ضعيف الهمة. من ذلك ندعو الاخوة الى الانشراح والتفاؤل وحب الاخرين.
حسن لعيبي رسن الحريشاوي
/
صفات جيش الامام الحسين
وصف احد الباحثين الكبار في الصفات التي امتاز بها اصحاب الامام الحسين عليه السلام فـي واقعة الطف بنقاط عدة وهي :
١. الطاعة الخالصة للامام.
٢. التنسيق التام مع القيادة، بحيث انهم لا يقاتلون الا باذن.
٣. تحديد الخطر واستقبال الشهادة.
٤. الشجاعة الفريدة.
٥. المصابرة والصمود.
٦. الجد والقاطعية والعزم الراسخ.
٧. عدم المساومة.
٨. الرؤيه الالهية والتوجه الالهي.
٩. الانقطاع عن كل شيء والتعلق بالله.
١٠. الدقه والتنظيم والانضباط.
١١. غاية النضج والكمال (السياسي ــ والثقافي).
١٢. اسوة عملية في الدفاع والمقاومة (لكم في اسوة).
١٣. اكثر الناس التزاما ووفاء بالعهد.
١٤. الاحالة والتحرر (هيهات منا الذلة).
١٥. القيادة المثلى والادارة الناجحة.
١٦. الاستغناء عما سوى الله.
١٧. صناع حركات مصيرية.
١٨. النظره الشمولية، لا النظرة الجزئية.
١٩. الاشتراك في الميادين الحربية والسياسية والثقافية والعسكرية منذ الطفولة.
٢٠. التحدي والمواجهة غير المتكافئة.
٢١. اليقين والبصيرة الكاملة.
٢٢. الصمود والاستقامة على الحق، مع القلة في مقابلة الاكثرية.
٢٣. جعلوا انفسهم درعا للدين، ولم يجعلوا الدين درعا لهم.
٢٤. اعطوا الاصالة للجهاد الاكبر.
٢٥. البناء الجسمي والروحي المتناسب مع عاشوراء.
العلويه الموسوي
/
حكمة جميلة ورائعه
تسقط شجرة، فيسمع الكل دوي سقوطها. بينما تنمو غابة كاملة، ولا يسمع لها أي ضجيج. الناس لا يلتفتون لنموك وتميزك، بل لسقوطك.
قطرة من كوثر
/
مفاهيم قابلة للتغيير
١ - ليس كل نظرة أعجاب تعني أنك وقعت بالحب، بل قد تكون نظرة إعجاب بفكرة أو بهندام أو بوجهة نظر.
٢ - ليس كل دمعة تذرفها تعني أنك حزين ويائس، بل قد تكون ماء زلالا تغسل به همومك المتراكمة.
٣ - ليس من شيء لا يمكنك إحرازه يعني أنك فاشل، بل قد يكون ذلك أساسا تنشأ عليه بنيانك.
٤ - يظن البعض أن صرخة المرأة من الخوف قلة حياء، ولكنه لا يعلم أن تلك الصرخة هي من شدة الحياء.
٥ - قد يرى البعض بأن حبه لأولاده وزوجته يبعده عن المولى عز وجل، باعتبار أنهم في دار الدنيا، ولكن بطبيعة الحال فإنك أن جعلت هذا الحب في سبيل الله، لأنهم خلق الله لكانت الكفة أرجح عند الله جل وعلا.
٦ - ليست كل كلمة تكتبها يعني انك تعنيها، بل قد تكون تلك الكلمة تعنيك.
٧ - وأخيراً : وليس كل ما يتمناه المرء يدركه، تجري الرياح بما لا تشتهي السفنُ!
يوسف علي
/
حكمة
كثيرون منا يبحثون عن السعادة، فإما أن يجدوها وإما لا، ولكن البعض يصنع السعادة فدائما هو يجدها!
يامهدي ادركني
/
كن كالماء
كن كالمــــاء :
* واسع الصدر والأفق كالماء
ألا ترى أنه لا يتميز حين يتساقط بين قصور الاغنياء وأكواخ الفقراء؟
أو بين حدائق الاغنياء وحقول الفقراء؟
* لينا كالماء
ألا ترى أنه يسكب في أوعية مختلفة الاشكال والاحجام والالوان، فيتغير شكله، لكن دون أن يبدل تركيبه؟
* نقيا كالماء
ألا ترى أن البحر طاهر مطهر، لا يكدره شيء، ولو رميت فيه حجرا فسيتكدر سطحه لبرهات، لكنه سرعان ما سيعود الى ما كان عليه؟
* صبورا كالماء
ألا ترى كيف تندفع الأمواج نحو الصخور، تارة تلو الاخرى، يوما تلو اليوم، اسبوعا تلو الاسبوع، وقرنا بعد قرن، حتى تترك آثارها في الصخر الأصم؟
* متواضعا كالماء
ألا ترى أنه ينزل من أعالي السماء فوق السحاب، ويختبئ في أعماق الأرض؟
* ودودا كالماء
ألا ترى كم هو لطيف ذلك الندى، يظهر كل صباح يداعب أوراق النبات الخضراء، ويجري بين نسيم الصباح في خفه؟
* حكيما كالماء
الا ترى أنه اذا اشتد الحر تبخر وانطلق نحو السماء، وحين يبرد الجو ويلطف يتكاثف ويعود الى الارض في قطرات المطر؟
يا مهدي ادركني
/
علمتني الرياضيات
- علمتني الرياضيات أن السالب بعد السالب يعني موجب. فلا تيأس فالمصيبة بعد المصيبة تعني الفرج!
- علمتني الرياضيات أن الانتقال من جهة لأخرى، سيغير من قيمتي، وأنه
متى ما كبر المقام صغر كل شيء!
- علمتني الرياضيات أن بعض الكسور لا تجبر!
- علمتني الرياضيات أنه يمكننا الوصول لنتيجة صحيحة بأكثر من طريقة. فلا تظن أنك وحدك صاحب الحقيقة، وأن كل من خالفك مخطئ!
- علمتني الرياضيات أنه هناك شيء اسمه ما لا نهاية، فلا تكن محدود الفكر والطموح!
- علمتني الرياضيات أن لكل مجهول قيمة، فلا تحتقر أحدا لا تعرفه!
- علمتني الرياضيات أن العدد السالب كلما كبرت أرقامه، صغرت قيمته. كالمتعالين على الناس، كلما ازدادوا تعاليا، صغروا فيعيون غيرهم!
- علمتني الرياضيات ان لكل متغير قيمة، تؤدي إلى نتيجة. فاختر متغيراتك جيدا، لتصل إلى نتيجة ترضيك!
- علمتني الرياضيات - في درس المصفوفات - صفوا أمنياتكم، وأحسنوا الظن بربكم، فأمنياتكم اليوم هي واقعكم غدا بإذن الله!
العزاوي
/
في مناقشاتنا
اذا اردت ان تطيح بفكرة، فلا تهاجمها بقوة، بل دافع عنها بضعف.
سيد حسن
/
لبيك يا حسين
لبيك يا حسيــن متى وكيف نقولها؟!
نحن الآن كمسلمين وشيعة، كيف نقول للحسين لبيك داعي الله؟ معركة الطف انتهت منذ ما يناهز الالف والاربع مئة سنة، الحسين عند رب كريم بجوار جده رسول الله وابيه وامه الزهراء واهل بيته عليهم السلام، الآن ما هي المعركة التي ندخلها؟ نريد ان نكون مع الحسين وجيش الحسين، لكن معركة الحسين انتهت! لكن امام زماننا المهدي لا يزال موجودا معنا، كيف نكون في جيش المهدي؟ كيف ننتمي له؟ هل هناك من سبيل اليه؟ هل نكتب العريضة والرسالة تلو الرسالة اليه؟ ونخبره اننا سنكون في جيشه؟ هل التضرع والدموع تكفي؟ هل اللطم والنواح يكفي؟ ماذا فعل اصحاب الحسين؟ كيف السبيل؟
عندما لا تترك صلواتك تحت اي ظرف، عندها قل لبيك يا حسين.. فالحسين وهو في تلك المحنة لم يترك صلاته، لان الصلاة عمود الدين ان قبلت قبل ما سواها وان ردت رد ما سواها.
عندما تسامح وتغفر وتعفو للاخرين زلاتهم وعثراتهم، عندها قل لبيك يا حسين.. فالحسين سامح وغفر وعفى عن الحر الرياحي، عندما فعل ما فعل من قطع الطريق علي الحسين وترويع النساء والاطفال، قبل التحاقه بركب الحسين عليه السلام.
عندما تقف مع اخيك وارحامك ولا تقطع رحمك، عندها قل بملء فمك لبيك يا حسين.. فالعباس دفع كفيه وروحه لاخيه الحسين الذي كان من ام اخرى.. ونحن نقطع ارحامنا، ولو كانوا من امنا وابينا!
عندما تقف وتقول كلمة حق في وجه الظلم والاستبداد، عندما تقول (لا)، عندما تكون هذه اللا في مكانها، عندها قل لبيك يا حسين.. كما قال الحسين (لا) ليزيد وظلمه وجوره على المسلمين..
عندما تشعر بالآخرين باخوتك في فلسطين والبحرين والعراق وغيرها من البلدان العربية والاسلامية، تسمع اصواتهم وندائهم واستنجادهم بك، وتحاول بشتى الطرق ان تساعدهم، عندها قل لبيك يا حسين.. الحسين لبى نداء الكوفيين ورسائلهم التي ارسلوها له، مع علمه بانهم سيغدرون به!
عندما لا تبدأ عدوك بالحرب وتعيش انسانيتك حتى مع عدوك، وان لا تعتدي، فالله لا يحب المعتدين، عندها قل لبيك يا حسين.. كما فعل الحسين في يوم الطف عندما حفر الخندق، وامر ان يوضع الحطب وتضرم النار، فنادى الشمر : يا حسين تعجلت بالنار قبل يوم القيامة، فقال الحسين (ع): من هذا؟ كأنه شمر؟ قيل : نعم فقال له الحسين : يا ابن راعية المعزى أنت أولى بها صليا! ً فرام مسلم بن عوسجة ان يرميه بسهم، فمنعه الحسين، وقال : أكره ان ابدأهم بقتال.
عندما لا يتنازلن الاخوات عن حجابهن تحت مسميات شتى : مرة بحجة الزوج، ومرة بحجة العمل، ومرة بحجة الحجاب غير واجب، وغيره من الاعذار الواهية، عندها قل لبيك يا حسين.. كما فعلت بطلة كربلاء زينب عليها السلام، على الحفاظ بالحجاب والستر.
عندما تتوكل علي الله في كل امورك وتعتمد عليه، عندها قل لبيك يا حسين.. كما قال الحسين عليه السلام في خطبته : عندما نظر الحسين الى جمعهم كأنه السيل، رفع يديه بالدعاء وقـــال : اللهم انت ثقتي في كل كرب، ورجائي في كل شدة، وأنت لي في كل أمر نزل بي ثقة وعدة، كم من هم يضعف فيه الفؤاد، وتقل فيه الحيلة، ويخذل فيه الصديق، ويشمت فيه العدو، أنزلته بك، وشكوته اليك، رغبة مني اليك عمن سواك، فكشفته وفرجته، فأنت ولي كل نعمة، ومنتهى كل رغبة.
عندما تكون صادقا وامينا مع نفسك ومع الاخرين، ولا تخدع احد، عندها قل لبيك يا حسين.. الحسين لم يخدع اهل بيته واصحابه، كان امينا معهم، فقال لهم : هذا الليل فاتخذوه جملا، ان القوم يطلبوني انا تستطيعون حفظ دمائكم.
عندما تفي بوعدك اذا واعدت احدا، حتى ولو على قطع راسك، عندها قل لبيك يا حسين.. فالعباس وعد سكينة بان ياتيها بالماء، وجاد بالكفين حتى يفي بوعده لها : (وأوفوا بعهد الله اذا عاهدتم).
عندما تكون بارا بوالديك، عندها قل لبيك يا حسين.. فعلي الاكبر كان بارا بابيه، عندما قال الامام الحسين عليه السلام ولدي علي : غفت عيناي، فعنى لي فارس يقول : القوم يسيرون والمنايا تسير بهم، (أو تسرع بهم) إلى الجنة، فقال علي الأكـبر (ع): أبتاه أوَ لسنا على الحق؟! قال (ع): بلى والذي إليه مرجع العبـاد! فقال إذاً أبتاه : لا نبالي أًوقعنا على الموت، أم وقع الموت علينا.
عندما لا تنسى ذكر الله وتترك القرآن مهجورا في بيتك، عندها قل لبيك يـــــا حسين... ليلة العاشر من محرم شوهد مخيم الحسين - كما قال المؤرخين - لهم دوي كدوي النحل، وهم ما بين راكع وساجد وقارئ للقرآن.
عندما تكون مملوء بالايمان والحب والذوبان في الله، من راسك الى اخمص قدميك، عندها قل لبيك يا حسين..
الهي تركت الخلق طرا في هواكا.. وايتمت العيال لكي اراكا
فلو قطعتني بالحب اربا... لما مال الفؤاد الى سواكا.
مزارات
/
اللهم أحينا حياة محمد وآل محمد
ورد في زيارة عاشوراء العبارة التالية : (اللهم اجعل محياي محيا محمد وآل محمد، ومماتي ممات محمد وآل محمد)
لماذا ندعو بأن تكون حياتنا حياة محمد وآل محمد؟.. وما هي حياتهم عليهم أفضل الصلاة وأزكى السلام؟..
نجيب على ذلك من خلال ما جاء في الزيارة الجامعة : (اللهم إني لو وجدت شفعاء أقرب إليك من محمد وأهل بيته الأخيار الأئمة الأبرار، لجعلتهم شفعائي إليك). إذن، فمحمد وآل محمد هم الأقرب إلى الله عز وجل، لذلك نحن نرجو من الله العلي القدير أن تكون حياتنا حياتهم، ومماتنا مماتهم.
وأما الإجابة عن السؤال الثاني - ما هي حياتهم عليهم السلام - فلا يمكننا الإحاطة بها علما، خاصة وأننا في زمن الغيبة الكبرى، حيث لم نتصل بهم، ولم نتعرف على حياتهم عن قرب، إلا أننا نستطيع أن نتعرف على شيء منها، من خلال سيرتهم وحياتهم عليهم السلام التي وصلتنا عبر التاريخ والرواة. وهي قطعاً نفس القرآن الصامت فهم عليهم السلام القرآن الناطق، فإننا نستنطق القرآن الكريم من خلالهم عليهم السلام، ولما كانوا عليهم السلام القرآن الناطق، فهم يمثلون الإسلام بأجلى صوره وأوضحها، بل أعلى من ذلك، إنهم مظاهر لأسماء الله تعالى الحسنى، فأنى يحاط بهم؟!.. وكيف يمكن أن تكون حياتنا حياتهم عليهم السلام؟!.. إنه تعالى جل شأنه لا يكلف أكثر من الوسع والطاقة.
وبهذا نستطيع أن نتعرف على كيفية أن تكون حياتنا حياتهم، ومماتنا مماتهم عليهم السلام، بأننا حينما نسير وفق منهج حياتهم، وحينما نتخلق بأخلاقهم عليهم السلام، وحينما نبتعد عن أخلاق أعدائهم، فإننا نقترب منهم شيئا فشيئا، وبذلك تصطبغ حياتنا بمثل ما هي عليه حياتهم، ولو بأدنى صورها ؛ وبذلك نتحقق في السير تكاملا وصولا إلى ما يرضي الله تعالى ؛ لأنه الغاية القصوى من اتباعهم واقتفاء آثارهم عليهم السلام.
مجهول
/
علاج فعال للمعصية
من منا لا يشتكي من معاصيه وضلاله؟ بل وأحياناً يأتي سؤال : ما هو العلاج؟ وإلى متى هذا الحال؟ العلاج بسيط وسهل جداً ولا تعقيد فيه وهو فعال جداً، ألا وهو ذكر الله تعالى، ولكن ليس الذكر المصطلح عند الناس، بل الذكر هو ذكر المحبوب، فهل سيبقى حينها في القلب مكان لغير الله عز وجل؟! في هذه السطور كيفية ذكر الله ومراتبه وفوائده وعلاقته بالزهد.
غرس محبة الله تعالى في القلب
قال الله عز وجل في كتابه {مَا جَعَلَ اللَّهُ لِرَجُلٍ مِنْ قَلْبَيْنِ فِي جَوْفه} الإنسان له ميل واحدٌ لمحبوب واحد، فإذا أحب أحدٌ المعصية، انعقد القلب عليها وسعى لها، وحينها يصعب إيقافها، فإذا كان المحبوب هنا هو الله، فسيصعب أيضاً الإعراض عنه، لأن القلب له وجهة واحدة لا اثنتين، محبوبٌ واحد يكفي.
لتحصيل ذكر الله (محبته) عليك أن تختار وقت مناسب ومكان مناسب لذكر الله تعالى، وأفضل الأوقات هو الذي تكون النفس فيه غير منشغلة بأمور الدنيا، مثل بين الطلوعين (الفجر) بعد الصلاة، أو في أوقات الحزن والتعب النفسي، أما بالنسبة للمكان فعليك أن تكون في مكان هادئ وخالٍ أو شبه خالٍ بحيث لا تنشغل بالناس عن ذكر الله تعالى.
بعد تحصيل هذه المقدمات ابدأ بذكر الله تعالى واستحضر وجوده ونظره إليك، واذكر نعمه عليك وحنانه ولطفه بك، فإن فكرت في الأمر فخاطب الله عز وجل قائلاً (يا رب) أو (يا الله) أو (يا لطيف) أو أي اسم آخر يشعرك بالمحبة تجاه الله عز وجل.
هناك أيضاً عدة مراتب ودرجات للذاكرين، قد تكون هناك محبة تنقدح في القلب، ولكنها ليست قوية لدرجة إدراك أن الله ينظر لكل شيء، وهذه أدنى درجة.
درجة أخرى، هي أن يستحضر الإنسان وجود الله تعالى ونظره إلينا وتدبيره ونظره لنا بعين الرحمة والعطف، بل ترتقي هذه الدرجة أحياناً إلى مشاهدة أن الله ناظر للكل، حينها يدرك الإنسان مدى صغره أمام الخالق، وسيشعر بمشاعر الحب والعبودية، سيحس بإحساس لا مثيل له.
ومنها، أن يشاهد أن الله ناظر للجميع، فيشاهد مشاهدة الله تعالى للخلق، حينها لن يقوم الإنسان بمعصية في حال استحكمت هذه الحال على القلب.
الزهد وفوائده
بعد تحصيل كل مراتب الذكر المتقدمة، ستعرف فائدة الزهد وعلاقته، بل سيكون من السهل جداً أن تترك كل ما سوى الله تعالى، وستضحي بكل شيء بهدوء أعصاب وارتخاء واطمئنان في القلب، بل سيكون في مخالفة هوى النفس لذة لا مثيل لها. إذ كلما ضحيت بشيء لأجل الله تعالى زادت المحبة في القلب، وهو مراد النفس، ويعظُمَ استحكامها حتى يطغى على القلب كله، فلا يدع مكاناً لأي شيء مغاير لله تعالى.
بعض الروايات والمواعظ
أترككم مع كلمات الأئمة عليهم السلام وبعض أولياء الله تعالى حول الذكر وفوائده :
في كتاب غرر الحكم عن أمير المؤمنين عليه السلام أنه قال : (ذكر الله دواء أعلال النفوس).
وقال عليه السلام : (الذكر مجالسة المحبوب).
وفي موضع آخر قال عليه السلام : (الذكر لذة المحبين).
والروايات كثيرة في هذا المجال.
أما ما قاله أولياء الله المعاصرين :
يقول الشيخ الجليل حسن علي الأصفهاني (النخودكي) رحمة الله عليه (اعلم أنه كما أن عالم المادة يتشكل في العناصر الأربعة، ففي التولد المعنوي أيضاً يحتاج إلى أربعة عناصر : قلة الأكل، قلة النوم، قلة الكلام، والإنزواء عن الخلق. لكن يوجد عنصر آخر أيضاً يكون بالنسبة لهذه العناصر الأربعة كالروح بالنسبة للجسد وهو الذكر الدائم).
ليس المقصود بالانزواء هو ترك الواجبات اليومية، وإغلاق كل الأبواب المشرعة على الناس، ولكن مجالستهم فيما ينفعهم وينفعك وإلا فاعزب عنهم، فيما يتعلق بالنوم فست ساعات مناسبة لسلب النفس قواها الحيوانية فتكون مائلة لله تعالى أكثر، أما الطعام فتثليثه كما عن المعصومين عليهم السلام من لوازم هذا الطريق، ويجب أن تذيق نفسك طعم الجوع لمدة ساعة قبل الوجبة لأن الأجوفين هما سبب كثير من المعاصي و (الجوع غذاء القلب) كما روي عنهم عليهم السلام.
ويَنقل الشيخ أيضا في موضع آخر كلام الفيض الكاشاني حول نفس الموضوع قائلاً : (يقول المرحوم الفيض بعد هذه العبارات : حسبما يقول أرباب المعرفة، الذكر أربع مراتب :
الأول : ذلك الذكر الذي يجري على اللسان فقط.
الثاني : ذلك الذي عادوه على اللسان، يصير القلب ذاكراً ومتذكراً أيضاً، وبديهي أنه لحضور القلب يلزم المراقبة والمداومة، لأن القلب إذا تُرك لحال نفسه يسرح في وادي الإنكار.
الثالث : ذلك الذي يتمكن من القلب أيضاً، ويستولي عليه بشكل يكون رجوع القلب منه صعباً، كما كان في النوع الثاني حضور القلب بالنسبة للذكر مشكلاً.
وأخيراً الرابع : ذاك الذي يكون فيه العبد مستغرقًا في المذكور جل شأنه مباشرة، بأن لا ينتبه أبداً إلى ذكره ولا إلى قلبه.. في هذه الحال التي ينصرف توجه الذاكر إلى الذكر، نفس الذكر يكون حجاب روحه، وهذه الحال تكون نفس التي عُبّر عنها في عرف العارفين بالفناء، وذلك كل المقصود وتمامه وكمال المطلوب من ذكر الباري تعالى.
ينبغي التركيز حول ما نقله الشيخ عن الذكر ومراتبه للوصول لحالة استحكام الذكر على القلب، فربما يكشف لك شيء من الجلال والجمال الإلهي، فتكون قد هزمت جيوش الشيطان، وفتحت عالم الملكوت.
وقال الشيخ حسن علي الأصفهاني (النخودكي) في أحد رسائله لأحد أتباعه :
(..... قسّموا وقتكم بين الطلوعين أربعة أقسام، قسم للأذكار والتسبيح، وآخر للأدعية، والثالث لقراء ة القرآن، والأخير في محاسبة أنفسكم على أعمالكم في اليوم المنصرم، فإن كنتم قد وفقتم لطاعة فاشكروا الله على ذلك، وإن كنتم لا سمح الله قد ابتليتم بمعصية فاستغفروا الله).
الفجر هو أفضل وقت لكون الإنسان قد استيقظ من نومه للتو، فيكون في حالة أشبه بغسل ما في ذائقة النفس من طعم المعصية، فلا يميل إليها، فيكون ذكر الله تعالى سهلاً والمحاسبة ستكون مؤثرة أيضاً. قال أمير المؤمنين عليه السلام بهذا الصدد : (تفكرك يفيدك الاستبصار ويكسبك الاعتبار)
قف مع نفسك وعاتبها وسائلها حول منفعة المعاصي التي تقوم بها، وإلى متى ستستمر، وأمرها وأرشدها لخطوات ترك المعصية في خطاب مليء بالحزن والأسف على ما فات (ونهى النفس عن الهوى) وحينها لا تنس ذكر اللهـ فهو بمثابة مادة للطاعات ولا تتحقق الطاعات بدونها.
علمنا بأن الذكر هو مادة الطاعة ـ كما أن الغفلة عن ذكر الله تعالى هي مادة المعصية، وأن للقلب وجهة إما الغفلة أو التذكر والذكر، وأن الذكر الذي يستحكم في القلب يصد عن المعصية ـ كما أن الغفلة التامة توجب الرين على القلب فتعمينا إلى يوم القيامة، فعلى الإنسان أن يسعى لغرس جذور محبة الله تعالى في القلبـ لتثمر ذكراً فطاعة فوصولاً إلى أعلى عليين.
العلويه
/
التواضع
يولد الإنسان على التواضع، فتجده في صغره يتصرف بحرية وبجمال روح ؛ وما أن يكبر إلا ويبدأ برؤية ما أعطاه الله من فضائل، فيدخل إليه الكبر، متناسيا أن هذا كله ليس من فضله أو انجازاته، بل بفضل الباري جل وعلا سبحانه.
العبد
/
ولائيات
إن أهل البيت عليهم السلام (نور الله)، والناس بين متزود منتفع من ذلك النور، أو محترق يعيش الظلام، كلما أخرج يده لم يكد يراها : (ومن لم يجعل الله له نورا فما له من نور).
مجهول
/
فتح عالم الغيب (الفتح القريب)
لا يزال الإنسان في صراع مع نفسه حتى ينتصر عليها ويدخل عالماً آخر، ويسمى هذا النصر فتحاً، ولكن ليس فتح على وجه الأرض، بل فتح داخل النفس، بعد انتصار جنود الرحمن على جنود الشيطان، وطردهم من التصرف في جوارح الإنسان، وبهذه الخطوة يتحقق السير إلى الله تعالى، بالخروج من بيت النفس المظلم، ومشاهدة الجمال الإلهي بقدرٍ ما، ويسمى هذا النصر (الفتح القريب)، ونتيجته التوحيد الأفعالي وفتح باب المكاشفات والمعارف. ويلزم السالك طريق الحقيقة، معرفة أشياء لتحقيق هذا الفتح، وأهمها البيعة لمقام النبوة والإمامة، وسنتطرق لذلك في السطور القادمة بإذن الله سبحانه.
معرفة حقيقة النفس
قال أمير المؤمنين عليه السلام : (من عرف نفسه فقد عرف ربه)..
للإنسان ثلاث عوالم :
(عالم المادة) وهو العالم المختص بالبدن.
(عالم المثال) وهو العالم الذي يختص بالخيال والأحلام والرؤى والمكاشفات. ولكن عالم المادة يحول دون ظهور ذلك العالم في هذا العالم. تحفظ الصور المثالية للألم واللذة وكل ما شاهده الإنسان وأحس به وعاينه، بل كل شيء تحس به في عالم المادة، هو في عالم المثال، وليس في عالم المادة كما سيجيء برهانه.
(العالم العقلي) لا علم لي به، سوى أنه مجرد عن المادة ذاتاً وفعلاً.
وكل هذه العوالم خاصة بك ولا تخرج عن حقيقتك، وتستطيع القول بأن العالم المادي بالنسبة لذات الإنسان لا أثر مستقل له، لأن هذا البدن يأخذ أفعاله من حقيقة الإنسان ونفسه، فالعين التي في بدن شخص ميت تنطبع فيها صورة، ولكن أين النفس لتُبصر؟ البدن واسطة لإدراك صور وحالات عالم المادة، وليس إدراك حقيقة عالم المادة، الصور المرتسمة في ذهن الإنسان هي نفس ذات الإنسان وفي عالم مثاله ؛ لأن كل إنسان يرى صورة شيء معين بتفاوت واختلاف لقرب المُبصِر من المُبصَر وبعدهِما، فالنتيجة إما صورة صغيرة أو كبيرة من الجسم الخارجي. فبدون مشغل ومحرك للبدن فلا فائدة من البدن، والحال أن غاية البدن هي إفادة النفس الإنسانية، وانتزاع صور الأشياء المادية، لتكون في عالم المثال في ذات وحقيقة الإنسان.
بناء على ذلك، حقيقة كل إنسان ليست ببدنه، بل إن بدن زيد دليل على وجود ذات زيد التي تحرك بدن زيد. بناء على ما تقدم، الإنسان منذ خلقه يعبد نفسه وأحاسيسه، لأن كل شيء نُدركه هو جزء من عالم مثالنا، لأن العالم المادي يستحيل أن يكون مندرجاً في عالم المثال، لأن عالم المثال المختص بكل إنسان عالم غير مادي، فلا سبيل سوى أن نقول بأن كل شيء نراه ونحس به ونعلمه هو النفس، حتى الله عز وجل صورة ذهنية لحقيقة موجودٍ عظيم لم نصل لإدراكه حقيقة، ولا أعني بذلك أن كل الناس وحتى الموحدين كفار، بل هذا النحو من التصديق والإيمان مجزئ عند الله سبحانه، ولكن على الإنسان أن يرتقي.
ويُسمى الخروج من سلطان المادة وآلات البدن (بالتجرد)، حيث قال أمير المؤمنين عليه السلام : (من عرف نفسه تجرد) وسيتبين لك كيفية التجرد في السطور القادمة بإذن الله سبحانه.
الجهد المطلوب
إذا تمهد لك ما تقدم فعليك أن تجتهد في مراقبة النفس، والأمر سهل بالتفكر في عواقب الأعمال، فبالتفكر تفتح مغاليق مجاهدة النفس، ولا أتصور أن أحداً لا يستطيع أن يخلو بنفسه وينبهها بخطاب جدي بأن الطريق المغاير لله غير صحيح، وتستطيع إقناعها بعباراتك الخاصة وما تراه مناسباً للتأثير فيها، ولكن لا ينفع ذلك بدون المجاهدة بالعمل.
إذا أمسكت بزمام النفس عليك أن تراقبها، لئلا تزيغ للحرام وترك الواجبات، وهذه أول درجة من المراقبات.
أما الدرجة الثانية : فهي ترك كل لغو ولهو والتفرغ من كل ما لا علاقة له بالله عز وجل، لكي يكون قلبك مستعداً حينها لتلقي المحبة الإلهية، لا تحصل المحبة وأنت تفكر في الطعام والأصدقاء والمشاغلات، فإذا صارت أعمالك مرضية لله، احفظها من الزوال لتصل لحد الملكة.
الدرجة الثالثة : هي أن ترى أن الله تعالى ناظر إليك وإلى كل المخلوقات.
الدرجة الرابعة : أن ترى حضور الله ونظره إليك، أي مشاهدة الجمال الإلهي.
الدرجة الثالثة والرابعة : لا تحصلان إلا بالذهول عن كل ما سوى الله تعالى كما في الأحاديث (.. لرأيتم ما أرى..)، وأضف على ذلك الأذكار، فلتلقين القلب حضور الله، عليك أن تستحضر وجود الله في كل مكان، وأنه يراك وتراه ويرى غيرك، حينها خاطب الله سبحانه قائلاً : (يا رب) أو (يا الله) أو أي أسم آخر يناسب حالك، بهذه الكيفية تكون قد حصلت على الدرجتين الأخيرتين من المراقبة، وقد تحصل تلك الحال بشكل تلقائي على إثر مجاهدة النفس.
تحقيق الفتح
{ومن يخرج من بيته مهاجرا إلى الله ورسوله ثم يدركه الموت فقد وقع أجره على الله}.. للخروج من بيت النفس والتجرد منه، عليك أن تستحضر وبعد التفكر فيما مضى ذكره حول معرفة النفس، وأن كل شيء تراه هو نفسك، يجب أن تفكر ليلاً ونهاراً بأن كل ما تراه هو نفسك.. فإذا وقفت على حقيقة نفسك، وأدركت حقيقة عالم مثالك، خصص حينها نصف ساعة في اليوم لنفي الخواطر بذكر (لا إله إلا الله)، مستحضراً معنى (لا مؤثر في الوجود إلا الله)، أي يجب أن تقتل كل خاطرة مغايرة لحقيقة التهليل، لتتمكن من قتل نفسك - قتلاً معنوياً لا حقيقياً - وتنسب كل فعل وخاصية في النفس إلى الله تعالى (وما رميت إذ رميت ولكن الله رمى) وأن الله هو الذي جعل نظام النفس بهذا الشكل، وهو المؤثر في أعضاء البدن، وليس أنت، لأن الله تعالى هو الذي أعطى خاصية الإبصار والإحساس للنفس، ويستطيع أن يقطع الفيض عن البصر والحس.
عندما تشرع في التهليل ستحس تدريجياً أن كل شيء حولك يسبح، وأن كل شيء يقول (الله)، وأن كل الأفعال والموجودات تسعى نحو الله تعالى، وحتى البشر كفاراً كانوا أم مسلمين : (وإن من شيء إلا يسبح بحمده ولكن لا تفقهون تسبيحهم).
بناء على فطرة البشر على حب الكمال، فالكل يسعى للكمال، ولا كمال أصلي في الوجود إلا الله، إذن فالكل يعشق الله ويسبح باسمه : {هو الأول والآخر والظاهر والباطن}، عندها ستحس بالعشق الشديد نحوه سبحانه، وسينكشف لك تدريجياً صوت كدوي النحل يقول : (لا إله إلا الله الملك الحق المبين) فإذا سمعتهم هلل معهم، واستمر في ذلك، حتى تسطع الأنوار البارقة السريعة الزوال، وكلما رأيت النور فقل (سبحان الله) بما للكلمة من معنى، فعندها سيحصل التمكن.
إلى هنا ينكسر القلم وأعجز عن إكمال ما سيحصل. لا يظنن أحد أن ما في المقال هو حالي، بل هو ما استقيته من سيرة العرفاء، ومن سلك هذا الطريق، وفيه بعض التجارب الشخصية.
ملاحظة : لا تشرع في الأذكار في حال عدم جدواها، لأن ذلك يؤدي لنتائج عكسية وقسوة في القلب من الذكر، قد لا تكون استوفيت القدر اللازم من معارف النفس، لأن الأمر يحتاج لتفكر، تستطيع أن تستخير الله سبحانه في الشروع بالفتح أم لا، فهو أعلم بحالك، قد ترى منامات يعطوك فيها إرشادات وعلامات.
وفي الختام نصائح مهمة من بعض أولياء الله تعالى :
يقول الشيخ حسن علي الأصفهاني (النخودكي) في أحد رسائله (من واجب الإنسان أن يجد ويجتهد، ليطمئن أن الطريق الذي يريد سلوكه طريق حق، فإذا اتضح له الحق في سلوكه، لزم أن يكون صبوراً، وأن لا يمل ولا يضجر إذا أبطأ الفتح عليه. وأن لا يبدأ الإنسان طريقه بدون علم ودراية، فتراوده الشكوك في صحة طريقه وصدق دليله).
وقال في موضع آخر (اعلم أنه كما أن عالم المادة يتشكل في العناصر الأربعة، ففي التولد المعنوي أيضاً يحتاج إلى أربعة عناصر : قلة الأكل، قلة النوم، قلة الكلام، والانزواء عن الخلق. لكن يوجد عنصر آخر أيضاً يكون بالنسبة لهذه العناصر الأربعة كالروح بالنسبة للجسد وهو الذكر الدائم).
في آخر ما كتبه قال : (واعلم أن جميع ذلك نتيجة صلاة الليل).
يجب تثليث الطعام والماء والهواء في البطن، وعدم أكل شيء إلا بعد ساعة من الجوع (الجوع غذاء القلب) كما قال الصادق عليه السلام، ولم يقصد بالانزواء ترك النشاط اليومي، بل من المهم أن يصلح الإنسان المجتمع بالقدر الذي لا يشغله عن سلوك الطريق. أما النوم فست ساعات في اليوم فقط. وكل ما ذكرته كاف لإضعاف الجنبة الحيوانية في الإنسان، وتسهيل السير إلى الله، وهذا مضمون كلام الأحاديث الشريفة وكلمات أعلام العرفان.
قال الإمام الرضا عليه السلام : (لا يكون المؤمن مؤمناً حتى يكون فيه ثلاث خصال : سنة من ربه، وسنة من نبيه، وسنة من وليه، فالسنة من ربه : كتمان سره، قال الله عز وجل : {عالم الغيب فلا يظهر على غيبه أحدا}.. وأما السنة من نبيه فمداراة الناس فإن الله عز وجل أمر نبيه (ص) بمداراة الناس فقال : {خذ العفو وأمر بالعرف وأعرض عن الجاهلين}.. وأما السنة من وليه، فالصبر في البأساء والضراء، فإن الله عز وجل يقول : {والصابرين في البأساء والضراء}).
إياك وكشف الحالات والرؤى، وأي شيء يختص بهذا المسلك، ففي ذلك الندم والخسران وزوال النعمة!
ويقول معلم الإمام الخميني ؛ الميرزا محمد علي شاه آبادي قدس سرهم : (بما أن المؤمنين المتدينين لا يتسنى لهم الوصول إلى مقام التوحيد (الشهودي) و (التحققي)، ولا يحظون بهذين المقامين العاليين، يتوجب عليهم إذن مبايعة مقام (الولاية المطلقة) المُجسدة للتوحيد الشهودي والتحققي والحائزة للقرب الفرائضي والنوافلي الإلهي، والفانية هويتها في حقيقة الحق، ليتشخص توحيدهم البرهاني بتوحيد شهودي ويكتمل إيمانهم.
وقد جاء في الأثر عن المعصوم (ع): (بنا عرف الله، وبنا عبد الله) أي كي تتحقق البيعة للظهور الإطلاقي للرب، والجلوة الأكمل له، التي هي محكومة بحكم الحق، ويتشخص معروف السالك، بوساطة البيعة لمقام الولاية المطلقة، والنبوة المطلقة التي هي ظهور أتم للذات المقدسة والجلوة الأكمل لذات الباري تعالى، قال تعالى : {إِنَّ الَّذِينَ يُبَايِعُونَكَ إِنَّمَا يُبَايِعُونَ اللَّهَ يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ})
أهم شيء البيعة، وبدونها لن يحصل فتح لأحد، ومن أراد المزيد فلينظر في سورة الفتح، ففيها كل ما يلزم لتحقيق البيعة، وقد وصى السيد الكشميري - قدس سره - بقراء ة هذه السورة للوصول للفتح.
نرجو العروج ونخاف القيود
/
تأملات جميلة
نبي الله آدم (ع) ونبينا الأكرم وأولي العزم
* أغوى الشيطان نبي الله آدم (ع) بوسوسته بأن هذه الشجرة شجرة الملك والخلد، ولكن عندما نزل الملك جبرائيل على نبينا الأكرم يخيره بين أن يكون ملكا نبيا أو عبدا نبيا، أختار العبودية على الملوكية.
* سأل نبي الله نوح (ع) ربه الكريم عن مصير ابنه : (ربي إن ابني من أهلي) ولكن نبينا الأكرم لم يسأل الله، عندما نزلت سورة (تبت يدا أبي لهب) ولم يقل ربي إنه عمي.
* سأل نبي الله إبراهيم (ع) ربه الكريم أن يريه كيف يحيي الموتى ليطمئن قلبه، بينما رسولنا الأكرم دعاه الباري عز وجل في ليلة الإسراء والمعراج ليريه آياته الكبرى : (ما زاغ البصر وما طغى, لقد رأى من آيات ربه الكبرى).
* عندما أمر رب العزة نبيه موسى (ع) أن يذهب إلى فرعون : (قال ربي إني قتلت منهم نفسا فأخاف أن يقتلون) بينما رسولنا الكريم (إذ يقول لصاحبه لا تحزن إن الله معنا).
* عندما قال رب العزة والجلال لنبيه عيسى (ع) (أأنت قلت للناس اتخذوني وأمي إلهين من دون الله قال سبحانك ما يكون لي أن اقول ما ليس لي بحق) ثم أتبعها قائلا : (إن تعذبهم فإنهم عبادك وإن تغفر لهم فإنك أنت العزيز الحكيم) بينما كان رسولنا الكريم يدعو لقومه عند إيذائهم إياه : (ربي اغفر لقومي إنهم يجهلون).
** حقا يا رسولنا العظيم : (إنك لعلى خلق عظيم).
نرجو العروج ونخاف القيود
/
تأملات جميلة
إن القاعدة الأساسية لقياس الأخلاق الحميدة، هي مدى مطابقتها لأخلاق القرآن. ولكن هذه القاعدة عندما تطبق على أهل البيت، نجد أن أخلاق أهل البيت وكأنها تسبق نزولها في القرآن، كما هو واضح في سورة الإنسان وآيات صفات المتقين وعباد الرحمن والمؤمنين, وكأن هذه الآيات نزلت مادحة لمصاديقها، وهم أهل البيت، وقدوة لغيرهم، فأي عظمة يحملها النبي محمد (ص) وأهل بيته الكرام.
نرجو العروج ونخاف القيود
/
تأملات جميلة
ذكر القرآن الكريم أن جميع الملائكة سجدت لآدم إلا إبليس، لتكبره وأنه خلق من نار، والنار أفضل من الطين. استغل ابليس ميزته المادية التي فضلها هو، واستكبر بها على آدم، ورفض تسخير نفسه لبني البشر. بينما ما يمتلكه بني آدم من مميزات منحها له رب العزة : من كون روحه نفحة من الروح الإلهية : (ونفحت فيه من روحي)، وكونه خليفة الله في الأرض ؛ لكنه رغم هذا التكريم، رضى أن يرضخ لوساوس الشيطان، بل أن يسخر نفسه لتحقيق أهداف الشيطان ؛ لذا اصبح البعض يعبد عدوه، ويستكبر الرضوخ لخالقه : (وكرمنا بني آدم)!.. فانظر أيها الإنسان على من كرمت ولمن سخرت؟
نرجو العروج ونخاف القيود
/
تأملات جميلة
جميع بني البشر يخرج من ظلمات الرحم، ليبتدئ حياته بنور الحياة، فإذا أختار مداد نوره من نور الله عز وجل، كان نوره سرمدي من حياته إلى قبره، ويواصله بقيامته : (الله ولي الذين آمنوا يخرجهم من الظلمات إلى النور).
أما الذين رأوا الحياة بعين الشيطان، فإنهم خالدين في الظلمات، يتنقلوا من ظلمات الرحم، إلى ظلام الجهل، ثم الى ظلام القبر، ثم الخلود في ظلام جهنم : (والذين كفروا أوليائهم الطاغوت يخرجونهم من النور إلى الظلمات أولئك أصحاب النار هم فيها خالدون).
قطرة من كوثر
/
هو الظاهر
إن الكثير من الناس يتساء ل عن اسم الله الظاهر، وعن الأين والكيفية لهذا الظهور، وكيف يكون ظاهراً، وهو الذي لا تدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار؟..
ومن هذا المنطلق يتبين لنا أن أسماء الله سبحانه وتعالى ترتبط بالمحسوس لا بالملموس, وهذا المنطق لا يقبل النقاش، ومثله في ذلك كمثل العبقرية التي تنطلق من مخ الإنسان المادي، وتكون أداة لتحقيق الانجازات العظيمة، فهي لا ترى كمادة، ولكنها تلمس من خلال تلك الإنجازات أو الاكتشافات ؛ فالذي خلق ما يرى وما لا يرى، هو الذي أظهر تلك العبقرية بلطفه وعظيم قدرته.
وقد ورد لفظ الظاهر في دعاء الجوشن الكبير في عدة مواضع منها : (يا من لطفه ظاهر, ويا ذا الكرامة الظاهرة, ويا من أظهر في كل شيء لطفه).. فالذي أظهر في كل شيء لطفه، هو الذي جعل ذلك اللطف الأداة الدالة عليه، ليعلم الإنسان أن هناك خالق عظيم ظهر لطفه في خلقه ؛ لأن المخلوقات بطبيعة الحال - ومنها الإنسان - تنجذب نحو مصلحتها، وظهور اللطف الإلهي هو أداة لجذب الإنسان نحو عبادة الخالق العظيم.
المختار الثقفي
/
من اجمل ما قرأت
هل تساء لت يوما ماذا كان سيحدث لو تعاملنا مع القرآن مثل ما نتعامل مع هواتفنا النقالة؟ ماذا لو حملناه معنا أينما نذهب في حقائبنا وجيوبنا؟ ماذا لو عدنا لإحضاره إذا نسيناه؟ ماذا لو عاملناه كما لو أننا لا نستطيع العيش بدونه؟ ماذا لو استخدمناه أثناء السفر؟ ماذا لو جعلناه من أولوياتنا اليومية؟
ليكن شعارنا (القرآن الكريم صديقي).. وإذا وجدت غبارا على مصحفك، فابك على نفسك، فمن ترك قراء ة القرآن لثلاثة أيام سمي هاجرا!.
الكربلائي
/
حكمة
عندنا أجمل ما يُملك ولا ندري :
أراد رجل أن يبيع بيته وينتقل إلى بيت أفضل منه، فذهب إلى أحد أصدقائه وهو رجل خبير في أعمال التسويق وطلب منه أن يساعده في كتابة إعلان لبيع البيت وكان الخبير يعرف البيت جيداً فكتب وصفاً مفصلاً له، أشاد فيه بالموقع الجميل والمساحة الكبيرة ووصف التصميم الهندسي الرائع، ثم تحدث عن الحديقة وحمام السباحة... الخ، وقرأ كلمات الإعلان علي صاحب المنزل الذي أصغى إليه في اهتمام شديد.. وبعدها طلب منه أن يقرأ الإعلان مرة ثانية، وحين أعاد الكاتب القراء ة، صاح الرجل : يا له من بيت رائع!.. لقد كنت طول عمري أحلم باقتناء مثل هذا البيت، ولم أكن أعلم إنني أعيش فيه إلى أن سمعتك تصفه!.. ثم أبتسم قائلاً من فضلك لا تنشر الإعلان، فبيتي غير معروض للبيع!.
----
هناك مقولة قديمة تقول :
(أَحْصِ البركات التي أعطاها الله لك واكتبها واحدة واحدة، فستجد نفسك أكثر سعادة من ذي قبل).
----
إننا ننسى أن نشكر الله تعالى، لأننا لا نتأمل في بركاته، ولا نحسب ما لدينا منها، ولأننا نرى المتاعب فنتذمر وتضيق أنفسنا بها.
----
قال أحدهم : إننا نشكو لأن الله جعل تحت الورود شوكاً، وكان الأجدر بنا أن نشكره لأنه جعل فوق الشوك وردا!..
----
وقال آخر : تألمت كثيراً عندما وجدت نفسي حافي القدمين، ولكنني شكرت الله أكثر حينما وجدت آخر ليس له قدمين.
----
أسألك بالله كم من شخص تمنى لو أنه يملك مثل سيارتك، بيتك، جوالك، شهادتك، وظيفتك، أسرتك وشريك حياتك..
كم من الناس يمشون حفاة وأنت تقود سيارة..
كم من الناس ينامون في الخلاء وأنت في بيتك..
كم شخص يتمنى فرصة للتعليم وأنت تملك شهادة...
كم عاطل عن العمل وأنت موظف..
كم شخص يحلم بزواج ناجح وسعيد وأنت بعون الله وجدته..
ولو عددت نعم الله عليك، فإنك لن تحصيها!.. ألم يحن الوقت لأن نقول : يا رب لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك!.. اللهم لك الحمد حتى ترضى، ولك الحمد إذا رضيت، ولك الحمد بعد الرضا!..
علي
/
حسنات الأبرار سيئات المقربون
إن هذه الكلمات المقدسة (حسنات الأبرار سيئات المقربون) إنما تتعلق بمدى معرفة العبد لله سبحانه وتعالى، فمن المعلوم أن العباد يختلفون بمعرفتهم بالله جل وعلا، كلٌ بحسب سعة وعائه، أو ما يعبر عنه بقدرته على الاستيعاب..
فإذا نظرنا إلى الجانب الحياتي للمسألة، نجد أن الإنسان الذكي أكثر استيعاباً لعلم الرياضيات مثلاً، من شخص آخر ذو ذكاء أقل، وبالتالي فإن قدرة الأول على حيازة الدرجات العالية في مادة الرياضيات، أكبر من قدرة الثاني على ذلك.. وبالعكس فإن الإنسان الأذكى عندما يخطئ في امتحان الرياضيات، يكون اللوم عليه أشد من قبل الأستاذ، بينما قد لا يعبأ بخطأ الشخص الثاني الذي يعتبر أقل ذكاء.
وهكذا بالنسبة لمعرفة العبد بالله جل وعلا، فإن قوله سبحانه (هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون) يشمل الثواب والعقاب اللذان يمثلان علاقة طردية لكليهما، لأن ثواب العالم أكبر من ثواب الجاهل ؛ وكذلك فإذا أخطأ العالم والجاهل نفس الخطأ، فإن عقوبة العالم أكبر من عقوبة الجاهل..
فمثلاً الإنسان البر التقي قد تأتي على باله المعصية، ولكنه يجاهد نفسه ليجتنبها، وهذا حد علمه بالله سبحانه - وهي حسنة بلا شك - ولكن الإنسان المقرب كالأنبياء عليهم السلام مثلاً، فإن التفكير بالمعصية ومجاهدة النفس هما مرحلتان أدنى من مستوى معرفته بالله سبحانه وتعالى، وكان قد تجاوزهما حتى وصل إلى مرحلة القرب، فإن تراجع إلى المراحل السابقة التي ذكرناها، كانت سيئة، لأن معرفته بالله يجب أن تكون رادعاً له عن الرجوع إلى الوراء.
بتول
/
الصلاة
أغلب الناس يعانون من مشكلة الشرود في الصلاة، وكم يدل هذا الأمر على لؤم الانسان!.. فلو أراد أحدنا أن يقابل شخصا ذو منصب في هذه الدنيا، فإنه يكون الأمر شاقا وغير متاح بسهولة للعوام بينما جبار السماوات والأرضين تبارك وتعالى قد أذن لنا - على ما فينا من المعاصي والعيوب - أن نتكلم إليه ونقوم بين يديه في أي وقت نريد، وهو تعالى يسمعنا ويستجيب لنا، فكم هو شرف عظيم شرّفنا الله به، أن منّ علينا بالصلاة!.. أولا يكفينا ذلك، لنمتنع عن التفكير في غير الله أثناء الصلاة، فنقول : يا ربي، شكرا لك أن هديتني ووفقتني للصلاة بين يديك!.. فالكثيرين من المستغرقين في الدنيا والمعرضين عن الله جلّ جلاله محرومين من هذه النعمة.
هناك حركة طيّبة نقوم بها في المشاهد المقدّسة من آداب الزيارة، وهي طلب الإذن للدخول، فما المانع أن نقول قبل البدء بالصلاة : أتأذن لي يا ربي أن أصلي بين يديك وأتوجّه إليك, أرجوك لا تصرف وجهك الكريم عنّي!.. ولنستذكر قول امامنا السّجاد (ع): (منّي ما يليق بلؤمي، ومنك ما يليق بكرمك).
مجهول
/
الذنب والتوبة
في هذه السطور سينكشف لك : حقيقة الذنب، وكيفية الإقلاع عنه، وكيفية حصوله ومقدماته.
إن للنفس نشأتين : مادية دنيوية، وروحية معنوية.. النفس في هذه الحياة لها حواس لها دخل في نشاط الإنسان اليومي، إذ كل ما نشاهده ونحس به يبقى في النفس، ويكون له أثر يتفاعل معها، فيحصل من ذلك التفاعل ملكوتاً إما أن يكون مظلماً أو نورانياً، ويكون محله في النفس وهو الرين أو النكتة السوداء التي تغطي القلب.
ومن البديهي أن النورانية التي تحصل في القلب تسهل علينا الطاعات، وأن الظلمة تحجبنا عن جمال الله تعالى، والنورانية منشؤها الطاعة، والظلمة سببها المعصية.
أما التوبة عن المعاصي :
قال الإمام جعفر الصادق (ع): (إذا أذنب الرجل خرج في قلبه نكتة سوداء، فإن تاب انمحت، وإن زاد زادت حتى تغلب على قلبه، فلا يفلح بعدها أبداً).
إن للاستغفار حقيقة، فليس مجرد لفظ (أستغفر الله ربي وأتوب إليه) يُبعد الإنسان عن المعصية، بل يجب أن يستحضر معاني الكلمة ويدخلها في قلبه، ليُورث الاستغفار ندماً واقياً عن المعاصي.. فليستحضر قبل الاستغفار أن الله معه، وأن الله هو المُخاطب، وأنك تطلب منه المغفرة، (وأتوب إليه) أي أرجع عن هذه المعصية، ولا أريدها، فهي تبعدني عنك.
يقول العارف بالله الميرزا جواد الملكي التبريزي رحمة الله عليه في كتابه أسرار الصلاة ما لفظه : (وأما علاج الإصرار والدواء لتحصيل التوبة، فهو بتحصيل أسبابها، وهي العلم والذكر والفِكر والمجاهدة بالعمل).
فعندما يعلم الإنسان مضرة المعصية وزوال الدنيا، وأن الله تعالى أفضل من كل شيء ؛ عليه حينها أن يذكّر نفسه بمضرة المعصية، فيتفكر في مضرة كل واحدة منها، فيورثه التفكر التيقظ والاستعداد، فيجاهد حين ورود أدنى تفكير بمعصية الله تعالى، في إرشاد القلوب حديث عن رسول الله صلى الله عليه وآله يذكر فيه صفات أحب المؤمنين عند الله تعالى وصفاتهم حتى قال (... وتفكر في عيوبه وأصلحها..) والتفكر نافع لنورانية القلب.
ويقول السيد الإمام الخميني في كتاب الأربعون : (لكل معصية ومتعة انعكاس وأثر في الروح) وفي موضع آخر قال متحدثاً عن تدارك الذنوب بالطاعات معللاً : (لأن صورة المتع الطبيعية لا تزال ماثلة في ذائقة النفس).
لأن المعصية هي تفاعل نفسي سواء التفاعل كان من خارج النفس - كسماع الغيبة فيكون التفاعل هو الاغتياب - أو من داخل النفس وهي آثار المعصية التي ترسخ آثارها في النفس مع تكرار مزاولتها وتذكرها.. فيكون سبب المعصية إما : داخلي أو خارجي.. فالخارجي علاجه الابتعاد عن مواطن المعصية، أما الآثار الداخلية فالاستغفار والتوبة.. وعلى التائب أن يعمل عملاً مضاداً للمعصية التي عملها..
وليُعلم أن أفضل دواء للمعصية هو حب الله عز وجل، وكيفية ذلك هو استعمال ذكر : (يا رب) مثلاً، ويُفضّل الجلوس في مكان خالٍ، تطمئن له النفس، ويردد الذكر، مستحضراً أنه يخاطب الله، وأن الله خلقه ورباه ويرزقه كل يوم، وينظر له برأفة.. ومن اللطيف أن يتذكر أن الله جليس من يذكره - كما في الروايات - وأن الله تعالى يرد على قول كلمة : (يا رب) مكررة ثلاث مرات بـ (لبيك عبدي).. وقد ادعى البعض نفع هذا العمل في تحصيل المحبة..
وأي طاعة منشؤها الندم والمحبة، كفيلان في إزالة آثار الذنب، فإذا صارت المحبة دائمة دامت الطاعة، وبالغفلة عن المحبوب يرتكب العبد معصية.
ويجب أن يبتعد المزاول لهذا العمل عن الأنس بالغافلين، وإلا لن تنفع الأذكار في تحصيل المحبة.
نرجوا العروج ونخاف القيود
/
جمال صلاة الفجر
في استيقاظنا لصلاة الفجر، هل نحن من يبادر للقاء الله عز وجل أو الباري هو الذي يطلب لقاء نا؟ وكأن الباري حدد الوقت ليكون أول من نلتقي به ونكلمه، وهو الغني عنا، حيث أول الصبح الجسد المرتاح والفكر الغير المنشغل بأمور الدنيا، فعند اللقاء سينشغل الحبيب بحبيبه، دون أي مشوشات تعكر صفو اللقاء.. فإذا تذوقنا حلاوة هذا اللقاء، هل سنجعل متاعب وهموم الدنيا، تحول بيننا وبين حلاوة لقاء الظهر والعصر والمغرب والعشاء؟.. فمن يستذوق لذة لقاء الصباح، من المستحيل أن يفوت لذة لقاء الليل، فإن لقاء الصباح هو قرب الباري لنا، والليل هو تقربنا نحن من الباري.
نرجوا العروج ونخاف القيود
/
ثمرة سفر
نحن في أسفارنا الدنيوية نبحث عن أجمل شيء نحمله إلى أعز شخصا علينا.. ونحن في سفر الدنيا، وسنعود إلى من هو أرحم الراحمين، فهل فكرنا ماذا سنحمل من زاد؟.. الكثير منا يتحير ماذا يحمل، ولكن إذا سألنا القرآن الذي هو تبيان لكل شيء، سيجيبنا : (إلا من أتى الله بقلب سليم) و (يا أيتها النفس المطمئنة ارجعي لربك راضية مرضية) فعليك بالجد وهيء قلبا سليم ونفسا مطمئنة، قبل أن ينتهي السفر.
زهراء
/
النور
سوف يأتي يوم من الايام ويظهر الامام المنتظر، وسوف يأتي الامام (عج) وينير هذا الكوكب المملوء بالحقد والكراهية، سوف يأتي وينير الارض ويجعلها خضراء والسماء صافية، وسوف تنبت الارض من جديد، وسوف يصبح العدل في هذه الارض، وسوف تعم الفرحة على وجوه شيعة الامام علي (ع)، وسوف تصبح الدنيا كلها نورا وجمالا.
متى ظهورك يا صاحب العصر والزمان متى؟
زهراء
/
ربيع القلوب
القرآن ربيع قلوب الانسان، والايمان اهم شيء في هذه الحياة، والدعاء ينير القلوب.. واهم شيء في هذه الحياة البسيطة هو الايمان، فاذا كان الانسان لا يملك الايمان، فسوف يكون انسان لا قيمة له في هذه الحياة، لأن الحياة مجرد متاهة نخوضها، وبعدها
سوف تنتهي هذه المتاهة، وسوف ياتي يوم الحشر، يوم يحاسب فيه كل انسان على افعاله واعماله.
طيف المحبة
/
كلمات جميلة
- هذا الهلال ما انفكَّ يتلقّى نورَ الشّمس منذ خُلقَ وَ هو في نفسه مظلم أبداً، وَ لكنّه من صحبته للنّير أنار وَ صارَ مع الشّمسَ شمساً بيضاء!
فما أكرمَ الصّداقة َ مِنْ نعمة ٍ لو أصابها المرء ُ على حقِّها فيمن خُلِقَ لها..
- ليست الخيبة هي الشر، بل الشر كله في العقل إذا تبلد فجمد على حالة واحدة من الطمع الخائب، أو في الإرادة إذا وهنت فبقيت متعلقة بما لم يوجد. أفلا ترون أنه حين لا يبالي العقل ولا الإرادة لا يبقى للخيبة معنى ولا أثر في النفس، ولا يخيب الإنسان حينئذ، بل تخيب الخيبة نفسها؟..
- من سحر الحب أن ترى وجه من تحب هو الوجه الذي تضحك به الدنيا، وتعبس أيضاً!..
- وَ متى تحقّقت رحمة الجائع الغنيِّ للجائع الفقير أصبحَ للكلمة الإنسانيّة الداخليّة سلطانها النافذ، وَ حكم الوازع النفسيِّ على المادّة، فيسمع الغنيُّ في ضميره صوتَ الفقير يقول أعطني, ثمَّ لا يسمع منه طلباً منَ الرجاء، بل طلباً منَ الأمر لا مفرَّ منْ تلبيته وَ الاستجابة لمعانيه
كما يواسي المبتلى من كان في مثل بلائه..
- ومتى عزم الإنسان ذلك العزم، وأيقن ذلك اليقين ؛ تحولت العقبات التي تصده عن غايته، فآل معناها أن تكون زيادة في عزمه ويقينه، بعد أن وُضعن ليكُنَّ نقصًا منهما ؛ فترجع العقبات بعد ذلك وإنها لوسائل تعين على الغاية. وبهذا يبسط المؤمن روحه على الطريق، فما بد أن يغلب على الطريق وما فيها, ينظر إلى الدنيا بنور الله فلا يجد الدنيا شيئًا - على سعتها وتناقضها - إلا سبيله وما حول سبيله، فهو ماضٍ قدمًا لا يترادّ ولا يفتُر ولا يكل، وهذه حقيقة العزم وحقيقة الصبر جميعًا.
- في الحياة الدنيا يكون الإنسان ذاتا تعمل أعمالها ؛ فإذا انتهت الحياة انقلبت أعمال الإنسان ذاتا يخلد هو فيها ؛ فهو من الخير خالد في الخير، ومن الشر هو خالد في الشر ؛ فكأن الموت إن هو إلا ميلاد للروح من أعمالها ؛ تولد مرتين : آتية وراجعة.
- وجعل الخشوع للقلوب خاصة، إذ كان خشوع القلب غير خشوع الجسم، فهذا الأخير لا يكون خشوعًا، بل ذلًّا، أو ضَعَة، أو رياء أو نفاقًا، أو " ما كان " أما خشوع القلب فلن يكون إلا خالصًا مخلصًا محض الإرادة.
- والدِّين حرِّية القيد لا حرية الحرية، فأنت بعد أن تُقيِّدَ رذائلك وضراوتِك وشرَّك وحيوانيتك - أنت من بعد هذا حرٌّ ما وسعتْكَ الأرضُ والسماء والفكرُ ؛ لأنك من بعد هذا مكمِّلٌ للإنسانيَّة، مستقيمٌ على طريقتها.
- فقر إجباري يراد به إشعار النفس الإنسانية بطريقة عملية واضحة كل الوضوح، أن الحياة الصحيحة وراء الحياة لا فيها، وأنها إنما تكون على أتمها حين يتساوى الناس في الشعور لا حين يختلفون, وحين يتعاطفون بإحساس الألم الواحد لا حين يتنازعون بإحساس الأهواء المتعددة.
طيف المحبة
/
تأملات جميلة ..
- حِينما نَنْظُر إلى شَمسِ الصَبَاحْ، ونَشْعُرُ بِها تَتَغْلْغَلُ في أَرْواحِنا وأَجْسادِنا، ونَتَنَفَسُ بعمقٍ، نَعْلَمُ حِينها أنَّ أَمامَنا صَفْحَة بَيضاء! ولنا فيٍها خِياران : إمّا أنْ نَكتبَ بِالأَبْيضِ والأَسْودْ، أَوْ بِالأَلْوان.
- لا بد أن يكون للإنسان مخزون من القيم والمبادئ، التي تسيّره وتشكل الضابطة له في كل حركاته.. فالذي لا يمتلك قواما فكريا متميزا، سيكون عرضة للتذبذب في سلوكياته،
فيوماً يخشى الله في نفسه، ويوما آخر يعيش حالة التسيب فيفعل الأعاجيب!..
- من الضروري أن نعلم بأن الله تعالى له فضل واسع، ويرزق من يشاء بغير حساب، وأن علينا أن نحسن الظن بالله عز وجل، وأن نكون واثقين بالإجابة عند السؤال.. ورد عن الإمام الصادق (ع) أنه قال : (إذا دعوت فظنَّ حاجتك بالباب).
- إذا رفعت يدك إلى السماء، ولهَج لسانك بالدعاء.. فثقْ أنك فيَ إحدى ثلاث حالات :
إما إجابة، أو دفع سوء، أو ذخرٌ للآخرة.. فلا يُعدَم العطاء من رب العطاء.
- إن طبيعة من جمع بين الكرم والحكمة ؛ عدم إظهار المنة على من ينعم عليه.. ولكن الله تعالى - وهو أكرم الأكرمين وأحكم الحكماء - يذكر عباده بنعمه في مختلف الحقول، ليكون ذلك باعثا على العودة إليه - وفاء لجميله على العباد - فإن النفوس جبلت على حب من أحسن إليها، وبغض من أساء إليها.. فكيف إذا كان الإحسان هو عبارة عن نعمة الوجود، وما يستتبعها من النعم التي لا تعد ولا تحصى؟..
طيف المحبة
/
شهر رمضان المبارك
شهر رمـضـان اـمبارك
هو شهر أيام قلبية في الزمن، متى أشرقت على الدنيا، قال الزمن لأهله : هذه أيام من أنفسكم لا من أيامي، ومن طبيعتكم لا من طبيعتي، فيقبل العالم كله على حاله نفسية بالغة السمو، يتعهد فيها النفس برياضتها على معالي الأمور ومكارم الأخلاق، ويفهم الحياة على وجه آخر غير وجهها الكالح، ويراها كأنما أجيعت من طعامها اليومي كما جاع هو، وكأنما أفرغت من خسائسها وشهواتها كما فرغ هو، وكأنما ألزمت معاني التقوى كما ألزمها هو.
وما أجمل وأبدع أن تظهر الحياة في العالم كله - ولو يوما واحدا - حاملة في يدها السبحة! فكيف بها على ذلك شهراً من كل سنة؟!.
هذا على الحقيقة ليس شهراً من الأشهر، بل هو فصل نفساني كفصول الطبيعة في دورانها، ولهو والله أشبه بفصل الشتاء في حلوله على الدنيا بالجو الذي من طبيعته السحب والغيث، ومن عمله إمداد الحياة بوسائل لها ما بعدها الى آخر السنة، ومن رياضته أن يكسبها الصلابة والانكماش والخفة، ومن غايته إعداد الطبيعة للتفتح عن جمال باطنها في الربيع الذي يتلوه.
ألا ما أعظمك يا شهر رمضان!.. لو عرفك العالم حق معرفتك لسماك (مدرسة الثلاثين يوما).
فواز
/
يملؤها قسطا وعدلا
يروى عن النبي (ص) أنه قال : (يملأ الأرض قسطا وعدلا، كما ملئت ظلما وجورا). وقد وردت باختلاف يسير في روايات كثيرة.. وشهد بصحتها المسلمون أجمعين.
(يملأ): تعنى حتى يخرج ما سواه.. حقا إنها كلمة عجيبة!.. فكيف أملأ الكأس ماء؟ (أصب الماء حتى يخرج الهواء).. عندما تكون تفاحة واحدة فاسدة، فـ (إمكانية) إفساد باقي التفاح في الكيس موجودة.
هنا نستفيد من الرواية نُـكتَتَيْن :
الأولى : أن العدل يُصبّ صبًّا حتى يملأ الأرض، وذلك يُفيد السرعة والانسيابية والسهولة.
الثانية : أن عمدة الحديث في (الإمكانية).. عندما تُملأ الأرض عدلا، فإن إمكانية الظلم ستكون كإمكانية وجود الهواء في كأس الماء.
نرجوا العروج ونخاف القيود
/
تأملات جميلة
اذا رزقت التوبة والاسغفار عن الذوب السابقة، فاجتهد الى ان تصل الى درجة ان تكون في مراتب قربة الى الباري عز و جل، وليست كفارة ذنوب فقط.
نرجوا العروج ونخاف القيود
/
تأملات جميلة
كل لحضة من العمر لا تخلو من : نعم نازلة، وغفلة دائمة، فاجعل وردك الثابت في كل حين : شكرا لنعمة، واستغفارا من غفلة، وهذا واحد من مصاديق قوله تعالى : (ورأيت الناس يدخلون في دين الله افواجا فسبح بحمد ربك واسغفره انه كان غفارا).
فواز
/
الثقة بالنفس
لقد جاء الإسلام ليعلمنا الثقة بالله، وعلماء هذه الأيام جاؤوا ليعلمون الناس الثقة بالنفس، وهي من عجائب هذا الزمن، أن الناس تركن إلى نفسها!..
قال تعالى مخاطبا النبي الأكرم (ص): {قُل لاَّ أَمْلِكُ لِنَفْسِي نَفْعًا وَلاَ ضَرًّا إِلاَّ مَا شَاء اللَّهُ}.. وفي موضع آخر : {وَلا يَمْلِكُونَ لِأَنفُسِهِمْ ضَرًّا وَلا نَفْعًا وَلا يَمْلِكُونَ مَوْتًا وَلا حَيَاة ً وَلا نُشُورًا}.. وقد ورد أن النبي (ص) كان يبكي في سجوده ويقول : (اللهم لا تكلني إلى نفسي طرفة عين)، هذا وهو العقل الأول في عالم الوجود!..
فكيف لنفسٍ تدّعي أن الثقة بها نافعة؟.. فإلى متى ونحن نعتمد على علوم الدنيا المستحدثة؟.. ونترك علوم أهل البيت (ع)!.. أليس الثقة بالنفس عُجُبْ؟.. وهل العُجُبْ إلا ركون إلى غير مسبب الأسباب!..
طيف المحبة
/
في فضيلة شهر شعبان
اعلم أن شهر شعبان شهر عظيم شريف، وانه أفضل من شهر رجب في بركته وثوابه، وقد وردت روايات كثيرة عن أهل بيت العصمة والطهارة تؤكد هذا المعنى، ويكفي في عظمة وأهمية هذا الشهر ان ينسبه النبي الأكرم (ص) لنفسه، فيقول (ص): (شعبان شهري، رحم الله من أعانني على شهري). وفي بعض الروايات ما هو أكثر من ذلك، حيث نسبت الشهر الى الله تبارك وتعالى، فقد ورد في بعضها : (إنه شهر الله).. وعلى كل حال فهو شهر عظيم البركة والفضل.
روى الصدوق في ثواب الاعمال عن النبي (ص)، وقد تذاكر أصحابه عنده فضائل شعبان فقال (ص): (شهر شريف، وهو شهري، وحملَة العرش تعظّمه، وتعرف حقه، وهو شهر تزاد فيه أرزاق المؤمنين لشهر رمضان، وتزيّن فيه الجنان. وإنما سمي شعبان، لأنه يتشعب فيه أرزاق المؤمنين لشهر رمضان. وهو شهر العمل، فيه تضاعف الحسنة سبعين، والسيئة محطوطة، والذنب مغفور، والحسنة مقبولة، والجبار (جل جلاله) يباهي فيه بعباده، ينظر من فوق عرشه الى صوّامه وقوّامه، فيباهي بهم حملة عرشه).
طيف المحبة
/
من ميزات هذه الأمة
إن الله قد ميّز الأمة الإسلامية عن سائر الأمم بميزات، وكان منها شهر شعبان. فخصم في هذا الشهر برحمة خاصة منه، وخص الشهر برسول الإسلام صلى الله عليه وآله فعرف بشهر النبي صلى الله عليه وآله.
فعن جعفر بن محمد عليهما السلام : أعطيت هذه الأمة ثلاثة أشهر لم يعطها أحد من الأمم : رجب وشعبان وشهر رمضان.
طيف المحبة
/
لماذا سمي شعبان؟
ذكر بعض أهل اللغة : سمي شعبان بذلك لتشعبهم فيه أي تفرقهم في طلب المياه وقيل الغارات. وقال ثعلب : قال بعضهم : إنما سمي شعبان شعبان لأنه شعب، أي ظهر بين شهري رجب ورمضان، والجمع شعبانات وشعابين، كرمضان ورماضين.
وفي مجمع البحرين : شعبان من الشهور غير منصرف. هذا وفي الحديث الشريف عن رسول الله صلى الله عليه وآله قال :وإنما سمي شعبان لأنه يتشعب في أرزاق المؤمنين.
ولا يخفى أن الرزق أعم من الرزق المادي والمعنوي، وربما يكون الحديث إشارة إلى ما ورد من تقسيم الأرزاق في ليلة النصف منه. وقال رسول الله صلى الله عليه وآله : شهر شعبان تشعب فيه الخيرات.
طيف المحبة
/
شهر النبي صلى الله عليه آله
تشير الأخبار الشريفة إلى أن شهر شعبان هو شهر النبي الأعظم صلى الله وآله. فعن موسى بن جعفر عن آبائه عليهم السلام قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله : شعبان شهري وشهر رمضان شهر الله تعالى.
وعن أبي عبد الله عليه السلام قال : كن نساء النبي صلى الله عليه وآله إذا كان عليهن صيام أخرن ذلك إلى شعبان كراهة أن يمنعن رسول الله صلى الله عليه وآله فإذا كان شعبان صمن وكان رسول الله صلى الله عليه وآله يقول : شعبان شهري.
وعن أمير المؤمنين عليه السلام أنه كان يصوم رجباً ويقول : رجب شهري، وشعبان شهر رسول الله صلى الله عليه وآله وشهر رمضان شهر الله عزّ وجلّ.
ونحن نقرأ في الدعاء المأثور كلّ يوم من شهر شعبان : وهذا شهر نبيك سيّد رسلك شعبان الذي حففته منك بالرحمة والرضوان. وهذا الأمر يلقي على الإنسان مسؤوليات كبيرة تجاه رسول الله صلى الله عليه وآله في هذا الشهر من حيث التأسي بسنته ونشر تعاليمه بين الناس.
طيف المحبة
/
الاستفادة من شهر شعبان المعظم
من أعظم الشهور هو شهر شعبان، فاللازم على الإنسان أن يستفيد من هذا الشهر المبارك، لبناء نفسه وغيره من بني نوعه ومجتمعه، حيث قال رسول الله صلى الله عليه وآله : كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته.
ففي البعد النفسي عليه أن يبني روحه، ويهذب نفسه من الصفات الذميمة، ويحلّيها بمكارم الأخلاق والصفات الحميدة، فيدأب في شهر شعبان في صيامه وقيامه في لياليه وأيامه، كما كان رسول الله صلى الله عليه وآله يفعل ذلك، ولنا في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر. قال تعالى : (لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَة ٌ حَسَنَة ٌ لِمَن كَانَ يَرْجُوا اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيراً) الأحزاب : ٢١.
طيف المحبة
/
شهر شعبان نفحة ربانية وانطلاقة إيمانية .
جعلت الشريعة السمحاء مواسم يتزود فيها المؤمن من معينها، ليتسامى بروحه ويترفع عن الماديات، ليصل بروحه ونفسه مراتب الكمال والرفعة، ومن هذه المواسم شهر شعبان الذي تتشعب فيه الخيرات، وهو شهر رسول الله صلى الله عليه وآله وقد دعا بالرحمة لمن أعانه على شهره هذا بالعبادة والطاعة. كما أن شهر شعبان يعتبر مقدمة لشهر رمضان المبارك، فيعد المؤمن فيه نفسه ليكون على أهبة لاستقبال شهر الصيام. وقد وردت في فضله أحاديث شريفة عن رسول الله صلى الله عليه وآله وأهل بيته الكرام عليهم السلام، تبين عظمة هذا الشهر الشريف وحرمته، وتحث على اغتنامه ولزوم العمل فيه ومن جلالة هذا الشهر وعظمته وقوع مناسبات شريفة أضفت عليه بهاء ً وبهجة، كولادة سيد الشهداء أبي عبد الله الحسين عليه السلام، وولادة منقذ البشرية صاحب العصر والزمان الحجة بن الحسن المهدي عجل الله تعالى فرجه الشريف، وغيرهما.
طيف المحبة
/
المرآة الداخلية
كل انسان يرى كل ما حوله، بمنظور مرآته الداخلية، فداخل الانسان ينضح الى خارجه : فالذي يرى كل شيء من جانبه السيئ فقط، فهذا يعكس داخل سيئ.. والذي يرى كل شيء من جانبه الطيب المشرق، فهو يعكس داخل جميل ونظيف, ويعكس حسن نية تدل على نيته هو تجاه الاشياء.
احياناً تجد شيء جميل جدا، وفعل راق ويدعو الى الخير, وتجد تعليق أحدهم عليه على الشيء الناقص فيه, وكأنه هو قد قام بإكمال كل شيء في حياته، ولا ينقصه شيء!..
والحقيقة انك تجد هذه النوعية من الناس مليئة بالنواقص والمتناقضات, ويهتم فقط بشكله الخارجي امام الناس، فهو يعكس شخصية مريضة ومهزوزة.
وتجد مثل هؤلاء لم ولن يقدموا اي شيء للبشرية، او حتى لمن حولهم, فهو فقط ينقض هذا وذاك، ولا يفعل اي شيء يستحق المدح, لذلك يريد كل الناس مثله, لشعوره انه خاو داخلياً.. صحيح هو يحاول الظهور بالمظهر الكامل من وجهة نظره، ولكنه مظهر ينطوي على داخل فارغ، ولا يصل الى شيء نافع له او للمجتمع حوله.
هذه النوعيه من البشر تنتشر على كافة المستويات, واذا بحثنا عن ماضيها تجد ان السبب غالبا : نقص حاد في العواطف والحب في الطفولة, او نقص في التعليم او الثقافة.
في الحقيقة المجتمع يعاني من هذه النوعية التي تثبط الهمم وتفرق الامم، ولا فائدة منها على الاطلاق الا المزيد من الفشل، وانعاكس ذلك على من حولها.
وتجده فقط يظهر عندما يشعر بنجاح احد ما، فيُظهر انه يساند هذا الشخص، ويحاول الحصول على ثمرة نجاح غيره زورا وبهتانا.
نسأل الله العفو والعافية والتوفيق وان نكون من الذين يعكس خارجهم داخل نظيف وممن ينفعون البشرية.
طيف المحبة
/
من هم أمراء القلوب..؟
من هم أمراء القلوب؟
ليس الأمراء الذين فتحوا أعينهم فوجدوا ملاعق الذهب في افواههم، ولا الذين يتوارثون الامارة اب عن جدّ، ولا الذين نصّبتهم ظروف معينة فصاروا امراء على الناس.. ان الأمراء هم أمراء القلوب : ايْ الذين أحبهم الناس, وملكوا قلوب الناس..
نعم، فأنت أيّها الفقير الأعزل المستضعف، الذي لا تملك الثروة والجاه, والسلطان, يمكن ان تكون أميرا، فهذا امير المؤمنين (ع) يخبرنا قائلا : (طلبت الرئاسة، فوجدتها في النصيحة لعباد الله)..
والنصيحة هي : الاخلاص في الخدمة لعباد الله, فإذا أردتَ عزا بلا عشيرة، وهيبة بلا سلطان، فاخرج من ذلّ معصية الله الى عزّ طاعته.
هنالك تجد امارة غير قابلة للخلع والإقالة والتنحية, اللهم إلاّ إذا قرّرتَ بنفسك الاستغناء عنها بالعزوف عن خدمة الناس، وإلا فليس هناك قوة على وجه الأرض قادرة على أن تطيح بإمارتك.
مولاتي فاطمة
/
خدام المهدي.. المجد مع البلاء
من بين ملايين المسلمين في ذلك الحين ؛ لم يندفع لنصرة سيد شباب أهل الجنة (عليه الصلاة والسلام) إلا ما يقارب الألف منهم في بداية رحلته إلى كربلاء. وفي طريق تلك الرحلة ؛ لم يصمد من هؤلاء حتى ليلة العاشر سوى ثلاثة وسبعين رجلا هم أنصار الحسين المستشهدين معه، عليهم جميعا سلام الله ورضوانه.
وسواء الذين تخلفوا عن نصرة أبي عبد الله عليه السلام، أو الذين هربوا وانشقوا عن جيشه تباعا ؛ فإن العار قد لحق بهم أينما حلوا وحيثما ذُكِروا، وقد باء وا بالخسران المبين في الدارين، فلا مكانة لهم في الدنيا، ولا جاها لهم في الآخرة!
في حين حظي أولئك القلة الذين آثروا نصرة سيد الشهداء (عليه الصلاة والسلام) وبذلوا مهجهم دونه ؛ بالمجد والخلود في الدنيا، والمقام الرفيع عند الله سبحانه في جنة عدن. ذلك المجد وذلك الخلود الذي يجعل أهل الدنيا جيلا بعد جيل يتذاكرون أسماء هم وينظرون إليهم نظرة تعظيم لا نظير لها. وذلك المقام الرفيع الذي جعلهم سادة الخلق بعد الأئمة والأنبياء والأوصياء، فأضحوا بذلك ينزلون إلى جوار الحسين وأهل بيته (عليهم السلام) في أعلى عليين. وكفى مجدا وعظمة لهم أن صادق أهل البيت (عليه الصلاة والسلام) خاطبهم بقوله : " بأبي أنتم وأمي.. طبتم وطابت الأرض التي فيها دفنتم، وفزتم والله فوزا عظيما "!
وقد اختار هؤلاء الأبرار طريق المجد والخلود مع إدراكهم بما سيستتبعه ذلك من بلاء وشقاء ومصائب ومكاره. كانوا يعلمون سلفا أن المعركة مع الخصم الشيطاني السفياني غير متكافئة القوة، وأنهم لا محالة مقتولون وسيقطعون إربا إربا! إلا أنهم تيقنوا بأن النصر المعنوي سيكون حليفهم مستقبلا، حينما تبقى عقيدة آل محمد (عليهم السلام) وتُحفظ من الانطماس والاندراس، وعندما يظل الصوت المحمدي العلوي مدويا مسموعا يبعث كل جيل على الثورة والنهضة والإصلاح. وإلى جانب ذلك ؛ فإن أنفس هؤلاء الفرسان الشجعان استيقنت أن الجنة مأواهم وأن رضوان الله الأكبر ينتظرهم. وأي شيء أعظم من ذلك؟!
أما أولئك التعساء الحقراء من أهل الخذلان والنذالة ؛ فما كانوا على استعداد للتضحية والبذل وتحمل المكاره في سبيل الحق والعدل، فتخلوا عن إمامهم وتركوه غريبا، وانزووا عن نصرته والاستشهاد في سبيله، وانكفئوا في ديارهم يأكلون ويشربون وينامون كالبهائم لا هدفا لهم ولا معنى لحياتهم! ثم ما لبثت الدنيا أن أدارت ظهرها لهم فجعلتهم في أحط قدر وأسوأ حال إذ يوصمون بالجبن والوضاعة! وهم اليوم في قبورهم يتجرعون ألوان العذاب، لينتظرهم عذاب أكبر يوم الحساب!
ويظل التاريخ يجدد نفسه في كل موقف يتصارع فيه الحق والباطل، والخير والشر. فتجد ثلة قليلة من المؤمنين الشجعان يهبون لتلبية نداء الله ويذرون ما سواه ويسترخصون كل ما يملكون من أجله، وتجد عامة البشر يصمون آذانهم ويعمون أبصارهم ويعقدون ألسنتهم لئلا يصيبهم البلاء والمكروه في سبيل مقارعة الباطل والظلم والطغيان وإعادة الحق إلى نصابه!
وينجلي ستار زماننا هذا عن واقع مماثل جديد، حيث يهب الخدام الذين نذروا أنفسهم في سبيل إمامهم المهدي المفدى (صلوات الله وسلامه عليه) للسعي في تحقيق الوعد الإلهي بالظهور، حاملين رسالتهم الإصلاحية العظمى لإعادة البشر إلى عقيدة آل محمد عليهم الصلاة والسلام، وهم يدركون ما سيستوقفهم في طريقهم من مصاعب ومطبات، وما سيوضع أمام تقدمهم من حواجز وسدود، وما سيُفتح قبالهم من جبهات وقتال، لأنهم أصحاب رسالة تغييرية مهدوية تصطدم مع الذين يريدون لهذا العالم أن يبقى هكذا على حاله ؛ بين شركٍ ونصبٍ ونفاق وفساد وجهل وتخلف!
إلا أن هذا هو طريق المجد والخلود والمقام الرفيع والجاه العظيم، وهذه هي تبعاته واستحقاقاته التي يجب تحملها والصبر عليها، حتى وإن كان في ذلك استنزافا للدماء، وفناء للأرواح، فإن الله جل قدسه - كما قال مولانا جعفر بن محمد صلوات الله عليهما - إذا أحب قوما أو أحب عبدا صبّ عليه البلاء صبا، فلا يخرج من غمٍ إلا وقع في غم!
إن أمام خدام المهدي (عليه الصلاة والسلام) دربا محفوفة بالمخاطر والمصاعب، وتلك ضريبة الإصرار على نصرة الحق، والإصرار على نصرة أهل البيت الأطهار عليهم الصلاة والسلام، فإن مولانا حيدر (عليه السلام) أكد ذلك قائلا : " من أحبنا أهل البيت فليستعد للبلاء "!
وإنْ لم يكن الخدام كذلك، فإنهم لا يستحقون هذا اللقب العظيم، وخيرٌ لهم أن يتركوه لمن هم أجدر بحمله منهم، فإن أناسا من الشيعة جاء وا إلى سيد الشهداء الإمام الحسين بن علي (عليهما الصلاة والسلام) وشكوا إليه ما يتعرضون له من البلاء والمحن، فأقسم قسما عظيما بالله وأجابهم قائلا : " والله! البلاء والفقر والقتل أسرع إلى من أحبنا من ركض البراذين، ومن السيل إلى صمره.. ولولا أن تكونوا كذلك لرأينا أنكم لستم منا "!!
فحاشى أن لا تكون هذه الكوكبة الطاهرة من المؤمنين من الخدام حقا، وحاشى لهم أن يتراجعوا يوما أو يخلدوا إلى الراحة ما دام مهدينا المنتظر (عجل الله فرجه الشريف) غائبا عن الأنظار ينتظر أنصارا ينصرونه كما نُصِر جده أبو عبد الله الحسين عليه السلام.
إنه العهد على البقاء ومواصلة الدرب الوعرة.. درب المجد مع البلاء! درب العظمة مع التضحية! درب العلو مع الألم!
تلك هي دربنا وذلك هو هدفنا إلى حين نحقق ما نريد أو أن يرزقنا الله الشهادة دونه ليكون ذلك وقودا لثورات ونهضات تأتي في ما بعد من الأيام.. حين يتذاكر الناس هذه التضحيات والجهود فتكون - ربما - نموذجا لهم إن شاء الله تعالى.
أما هذه الراية العظيمة ؛ راية خدام المهدي أرواحنا لتراب مقدمه الفداء ؛ فستظل تخفق بحول الله تعالى دائما وأبدا، إلى أن يتسلمها مولانا صاحب العصر (عليه الصلاة والسلام) ويتقبل التضحيات التي بُذِلت من أجل المحافظة عليها. فيا مولانا يا أبا صالح.. من أجلك فقط نتحمل ما نتحمل، ونشكر الله على هذا البلاء!
طيف المحبة
/
السكون
في السكون حياة أبدية فياضة لا تفتأ تعمل بالسلب والإيجاب، كأن هذا الكون العظيم يتحول في كل لحظة ليخلق، فهو في كل لحظة صورة جديدة، وما كان فيه سلبا فهو الذي يجذب في مذاهبه وتصاريفه، وهو مبعث القوة المبدعة، وهو الذي يحقق أشكال الحكمة في جلالها.
سراجي
/
الخبائث الباطنيّة
يقسّم السيد عبد الحسين دستغيب - رحمة الله عليه - في كتابه (صلاة الخاشعين) اصول الخبائث الباطنية الى خمسة أمور، ويرينا كيفية تطهير انفسنا من هذه الخبائث :
١ - الكبر والتفاخر والهوى :
المطهر :
- التواضع لعباد الله، والتضرع والتذلل بين يدي الله تعالى، ومقت النفس، لاكتساب رضا الله تعالى : (جعلت رضاي في سخط النفس).
٢ - الحقد والحسد والعداوة :
المطهر :
- تقوية الايمان واليقين بالله تعالى وبان يعتقد اعتقادا جازما بأنه لا ضار ولا نافع سوى الله تعالى، وبأنه لا إرادة فوق إرادة الله.
٣ - الظلم :
المطهر :
- الخوف من العذاب الالهي الذي وعد به الظالمين، وذكره في القرآن الكريم.
٤ - اتباع الشهوات : كما قال ارسول الأكرم (ص): (ما ملأ ابن آدم وعاء شرّاً من بطنه).
المطهر :
- الجوع، والتفكر في فناء الّلذات الدنيوية، وأول مراتبه : ان لا يأكل شيئا حتى يجوع، ويقوم عن الطعام وهو يشتهيه.
- السعي في إصلاح النية في الأكل والشرب، بأن لا يأكل لغرض اللذات الماديّة بل بنية :
تقوية البدن للعبادات، خدمة الأهل، السعي في حاجات المؤمنين، الاتيان بالواجبات الإلهية.
٥ - حب الدنيا :
المطهر :
- ذكر الموت والقيامة ولقاء الله سبحانه وتعالى.
- التقليل من الطموحات والأماني.
- التفكّر في زوال الدنيا وتقلّبها.
طيف المحبة
/
كون الحب والجمال..
الكون بما فيه من أثر الخالق هو إتساق واحد منسجم لا شذوذ فيه ولا تنافر ولا قبح ولا بغض، ولكننا نحن بما فينا من قوة الخلق، نتمرد على الإنسجام والإتساف، إذ لا نملك من ضعفنا إلا خلق هذا التمرد، وتتطلع شهواتنا ورغباتنا الى شيء ما فيكون جميلآ وحبيبآ، وتنصرف عن شيء ما فيكون قبيحآ وبغيضآ.
ومن هذا فليس في الكون إلا الحب والجمال والخير إذ سقطت الشهوات، إذ كل شيء حينئذ يكون مقصورآ على حقيقته التي لم نفسدها بتغييرها، ولأن قبح شيء من الأشياء إنما هو صورة أنحرافنا عن إدراك لا حقيقة وجهلنا بناحية إندماجه في قانون الإتساق الإلهي..
أبو حوراء
/
تابع لتأملات مهدوية (العمل الاسلامي)
العمل الاسلامي للمؤمن أو المؤمنة مثل لوحة الفنان البيضاء
يمزج بها الألوان ينسق تدرجاتها ويفصل في زواياها يعطيها البعد الجميل من كل جهة ويتفنن بأدق تفاصيل اللوحة لأن جودتها وسحر جمالها يعتمد على إتقان أجزاء فكرته التي يود إيصالها لمحبيه وعاشقي هذا الفنان...
فتجد جمهرة الناس بمعارض الفن على اللوحة الأكثر تنسيقا لونياً والأبهى منظرا بفكرتها العامة والمهتم صاحبها بخفايا تفاصيلها والتي لا يلحظها إلا قلة قليلة من النقاد فتدار لها الأعناق وتدهش الناظر لها كما لو كانت ستقدم لملك أو سلطان...
بعكس ذلك الفنان الذي لم يحسن مزج الألوان ولم يختر فكرة جيدة ولم يهتم بالتفاصيل فستجد القلة يحوم حول لوحته ويمر عليها مرور الكرام ولا تبقى في ذاكرته منها شيئا...
فأعمال المؤمنين والمؤمنات الإسلامية في عرضها على الإمام صلوات ربي وسلامه عليه مثل هذه اللوحات الفنية والتي تتفاوت في جمالها واتقانها فمن ذا السعيد ومن ذا المخلص ومن ذا الصابر الذي يحظى عمله بعناية وأهتمام ورعاية بقية الله في أرضه؟
الصبر والإخلاص والإتقان بالعمل الإسلامي هو من مقومات نجاح العمل
طيف المحبة
/
تأمل ..
عندما أنظر الى أزدهاء الشفق بألوانه وأصباغه كأنه صورة جديدة في الخلق عرضت ليراها أهل الأرض، أحسبني على مرمى السهم من جنة في السماء فتحت أبوابها ولاحت أطراف أشجارها..
وعندما أتأمل أنبثاق الفجر، يخيل إلي من جماله و روعته أن الوجود في سكونه وخشوعه نفس كبرى تستمع مصغية الى كلمة من كلمات الله لم تجيء في صوت ولكن في نور..
مولاتي فاطمة
/
الحذر من الأهواء
الحذر من الأهواء
قال الإمام جعفر الصادق (عليه السلام): (احذروا أهواء كم كما تحذرون أعداء كم! فليس شيء أعدى للرجال من إتباع أهوائهم وحصائد ألسنتهم).
شرح موجز :
لا شك أنّ الأعداء في الداخل أخطر من أعداء الخارج، ومن هنا فإنّ الأهواء الطائشة في باطن الإنسان التي تهدد يانه، هي أعظم خطراً عليه من أي عدو آخر!
فالأهواء تصم آذان الإنسان، وتعمي عينه، وتسلب العقل لبه، وتقلب له الحقائق، وبالتالي تقذف به في مطبات الفساد.
إنّ إطلاق العنان للسان، ومن دون ضابطة، من شأنه أن يوقع الإنسان في دوّامة من الذنوب والعداوات والأحقاد.
مولاتي فاطمة
/
كيف نجعل الموت حياة ؟
فالموت في حياتكم مقهورين والحياة في موتكم قاهرين
ما هو الهدف الهامّ الذي يجب البحث عنه في عملية الصراع بين الحق والباطل وبين جبهة الإسلام وجبهة الكفر؟ أيهما نرجّح إذا ما نتج عن انتصار الحق شهادة بعض الأشخاص؟ وأيهما يُقدَّم إذا ما أدَّى البقاء على الحياة إلى خسارة وانهيار الحق؟
* النّصر مع الموت حياة
هنا ينهض الإمام أمير المؤمنين (ع) إمام القلم والسيف ليوضح لأتباعه المعنى الحقيقي للموت والحياة، إذ يعتقد الإمام (ع) أنّ الحياة الحقيقيَّة تختلف عن الحياة الحيوانيَّة. إذا كان ثمن البقاء على قيد الحياة سقوط الحقّ فإنّ هذه الحياة هي بمثابة الموت، لأنَّه لا قيمة لحياة في ظلال الكفر وسلطة الباطل. أمّا الحياة الحقيقية فتتحقق في ظل الإسلام، حتى لو بذل بعض الناس نفسه في سبيل إعلاء الأهداف الإيمانية الإلهية فإن موته ليس موتاً حقيقياً، بل وصول إلى الحياة.
إذاً، فالحياة الحقيقية تتحقق حتى عند الموت الذي يؤدي إلى النصر والرفعة.
* الحياة بغاياتها
فالحياة نوعان : أحدهما الحياة الظاهرية والحيوانية التي تعني مجرد التنفس والأكل والشرب وجميع الحركات الطبيعية التي تصدر عن الموجود. هنا تصبح الحياة شكلاً مما يعيشه باقي الحيوانات وتصبح علامات الحياة هي نفسها الموجودة عند باقي الموجودات الحية. والثاني الحياة المعنوية، هذه الحياة التي تمتلك مفهوماً خاصاً عند الإنسان غير موجود عند الحيوانات الأخرى. ملاك ومعيار هذه الحياة هو الحركة المستمرة في سبيل أهداف الحياة الإنسانية. لماذا يعيش الإنسان صاحب الهدف؟ هل حياته من أجل المأكل والملبس والنوم...؟ أم أن هذه الأمور مقدمة للوصول إلى السعادة الدائمة؟
إذا تجاوزنا التعريف العادي والحيواني للحياة، يمكننا أن نشاهد أن الموت الشريف هو الحياة الحقيقية. وكل شهادة في سبيل الله تعالى هي موت عزيز، لأن الشهادة إحياء الدين وللهدف الإلهي. وعندما يصل الإنسان إلى مرتبة الشهادة فإنه بذلك يكون قد وصل إلى الحياة الخالدة والرزق الإلهي ورضوان الله الأكبر. من هنا نفهم لماذا كان إمام الأتقياء علي بن أبي طالب (ع) يتمنى الشهادة مراراً ومراراً حيث كان يعتبر الشهادة كرامة من الله لا يصل إليها إلا ذو الحظ العظيم.
* طريق الأولياء والصالحين
ومن النتائج الأخرى والهامة للموت والشهادة في سبيل الله إحياء الدين الإلهي، الذي هو كالمشعل المضيء الذي ينير للسالكين طريق الحق. وهذا طريق سلكه الأولياء والصالحون. وإذا ما قُدِّر لدين الله أن يستمر بكل عظمته منذ أول البعثة وحتى يومنا هذا فما ذلك إلا لتضحيات الأولياء والصالحين. ولو لم تكن هناك عاشوراء فماذا كان ليبقى من الإسلام المحمدي الأصيل؟!
ويظهر في كلام الإمام علي (ع) أن الجهاد إنما هو لأجل إعلاء كلمة الله وإنارة طريق الحق والهداية أمام البشرية كافة. فللجهاد في سبيل الله ثمار عديدة تبدأ من إزالة العوامل التي تمنع السعادة عن البشر، والقضاء على الظلم والفساد والحصول على الحياة المعنوية. وعليه من المهم التضحية بالحياة المادية من أجل الحياة المعنوية.
طيف المحبة
/
حب الجمال والكمال..
حب الجمال والكمال!..
إن مشكلة مَنْ يتوجه بكل وجوده إلى عشق الفانيات، هو وجود صورة جميلة ثابتة في الذهن، فالقلب عندما ينظر إلى تلك الصورة الجميلة ؛ يعشقها.. وبما أن هذه الصورة لا تفارق الذهن، فإن هذا الحب يصبح من النوع الذي يُعمي ويُصم!.. سُئل الإمام الصادق (عليه السلام) عن العشق، فقال : (قلوب خلت من ذكر الله، فأذاقها الله حب غيره).. فصفحة الذهن عندما تُملأ بصورة جميلة، فإن القلب ينشغل بتلك الصورة ؛ لأن من طبيعة القلب حب الجمال والكمال.. وكلما اشتدت الصورة جمالاً، كلما اشتد امتلاء أفق الفكر بهذه الصورة ؛ وبالنتيجة القلب ينشغل بتلك الصورة، ثم يسري ذلك الانشغال إلى عالم الجوارح.. فيوسف (عليه السلام) أعطي شطر الحسن، ومن هنا عندما تجلى للنسوة، تجلت في أذهانهن هذه الصورة الحسية، وامتلأت بها أفكارهن، ثم تعلقت بذلك قلوبهن، ثم سرى ذلك الحب إلى الجوارح فقطعن أيديهن.. فلننقل هذه المعادلة إلى عالم الغيب : إننا - مع الأسف - نزلنا الذكر من عالم الفكر، إلى عالم القلب، ثم إلى عالم الجارحة!.. فالجارحة هي آخر محطة، ونحن نريد لآخر الدرجات، أن تكون أول الدرجات.. فالقلب والفكر في عالم الرؤى، يعتقد بوجود صورة جميلة في هذا الوجود، هذه الصورة الجميلة هي مبدأ كل جمال في عالم الطبيعة والأنفس.. لذا، فإن بعض المؤمنين عندما يقع نظره على صورة جمالٍ بشري أو طبيعي، وإذا به يعيش عوالم قُربية من حيث لا يشعر، فيرى بأن اليد التي نقشت هذه الصور الجميلة، هو نفسه الذي نقف بين يديه في الصلاة ونناجيه.
طيف المحبة
/
أغتنام الفرص..
اغتنام الفرص.. إن هذا الشهر سمي بالأصبّ ؛ لأن الرحمة الإلهية فيه تصبّ على الأمة صبّاً.. فرقٌ بينَ باب مفتوح فتحة بسيطة، وهناك أناس كثيرون وراء الباب يدخلون واحداً واحداً.. وبينَ الأبواب المُشرّعة، الكُل يدخل في فترة ٍ قصيرة!.. في شهر رجب أبواب الرحمة الإلهية مُفتحة : فذنبٌ واحد في غير شهر رجب، قد يحتاج إلى سبعين استغفار بدمعة في جوف الليل ؛ عسى ربنا أن يغفر لنا.. أما في رجب فاستغفارٌ واحد يكفي، لذا علينا أن نستكثر من هذا الذكر المحمدي : (اَسْتَغْفِر اللهَ وَاَسْأَلُهُ التَّوْبَة َ).. ومن يكون في هذه الشهور في بلاد بعيدة : أجنبية، أو إسلامية، ويسترخي قليلاً في أمر دينه ؛ ولا يراقب مأكله ولا مشربه ؛ ليعلم أن هذا الشهر شهر الرحمة الغامرة، فحيثما كنت اغتنم هذه الفرصة!..
سراجي
/
في الرحم!
في الرحم الطفل محفول مكفول، لا يحمل حتى ثقل جسمه، وضعه الله في سائل ملحي شديد الملوحة، ليطفو جسمه فينعدم ثقله.
في الرحم لا لغط ولا صخب ولا ضوضاء، عايش مرفه..
رزق الجنين يأتيه دون عناء كما في جنة الآخرة، عن طريق الحبل السري المربوط بالأم الذي ينقل له كل أسباب الرزق.
فإن قصرت المرأة في طعامها، لا ينقص على الجنين، لوجود غدد تقوم بإذابة أسنان وعظام المرأة لتعويض النقص.
ayat
/
الا الاسلام
١ - لا يوجد دين من الأديان يؤاخي بين العقل والعلم وفي كل ميدان إلا الإسلام .
٢ - ولا يوجد دين روحي مادي إلا الإسلام .
٣ - ولا يوجد دين يدعو إلى الحضارة والعمران إلا الإسلام .
٤ - ولا يوجد دين شهد له فلاسفة العالم المتحضر إلا الإسلام .
٥ - ولا يوجد دين يسهل إثباته بالتجربة إلا الإسلام .
٦ - ولا يوجد دين من أصوله الإيمان بجميع الرسل والأنبياء والكتب الإلهية إلا الإسلام .
٧ - ولا يوجد دين جامع لجميع ما يحتاجه البشر إلا الإسلام .
٨ - ولا يوجد دين فيه من المرونة واليسر الشيء الكثير إلا الإسلام .
٩ - ولا يوجد دين تشهد له الاكتشافات العلمية إلا الإسلام .
١٠ - ولا يوجد دين صالح لكل الأمم والأزمان ألا الإسلام .
١١ - ولا يوجد دين يسهل العمل به في كل حال إلا الإسلام .
١٢ - ولا يوجد دين لا إفراط فيه ولا تفريط إلا الإسلام .
١٣ - ولا يوجد دين حفظ كتابه المقدس إلا الإسلام .
١٤ - ولا يوجد دين صرح كتابه المنزل بأنه عام لكل الناس إلا الإسلام .
١٥ - ولا يوجد دين يأمر بجميع العلوم النافعة إلا الإسلام .
١٦ - الحضارة الحاضرة قبس من الإسلام .
١٧ - هذه الحضارة مريضة ولا علاج لها إلا الإسلام .
١٨ - السلام العالمي لا يتم إلا بالإسلام .
١٩ - ولا يوجد دين وحد قانون المعاملات بين البشر إلا الإسلام .
٢٠ - لا يوجد دين أزال امتياز الطبقات إلا الإسلام .
٢١ - لا يوجد دين حقق العدالة الاجتماعية إلا الإسلام .
٢٢ - لا يوجد دين لا يشذ عن الفطرة إلا الإسلام .
٢٣ - لا يوجد دين منع استبداد الحكام وأمر بالشورى إلا الإسلام .
٢٤ - لا يوجد دين أمر بالعدالة مع الأعداء إلا الإسلام .
٢٥ - لا يوجد دين بشرت به الكتب السماوية إلا الإسلام .
٢٦ - لا يوجد دين أنقذ المرأة في أدوارها : أما وزوجة وبنتا إلا الإسلام .
٢٧ - لا يوجد دين ساوى بين الأسود والأبيض والأصفر والأحمر إلا الإسلام .
٢٨ - لا يوجد دين أمر بالتعليم وحرم كتمان العلم النافع إلا الإسلام .
٣٠ - لا يوجد دين قرر الحقوق الدولية إلا الإسلام .
٣١ - لا يوجد دين توافق أوامره ما اكتشفه الطب إلا الإسلام .
٣٢ - لا يوجد دين أنقذ الرقيق من المعاملات الوحشية وأمر بمساواته لسادته وحض على إعتاقه إلا الإسلام .
٣٣ - لا يوجد دين قرر سيادة العقل والخضوع لحكمه إلا الإسلام .
٣٤ - لا يوجد دين ينقذ الفقراء والأغنياء بفرض جزء من مال الأغنياء يعطى للفقراء إلا الإسلام .
٣٥ - لا يوجد دين قرر من الأخلاق مقتضى الفطرة والحكمة الإلهية ، فللشدة موقف وللرحمة موقف إلا الإسلام .
٣٦ - لا يوجد دين قرر أصول الحقوق المدنية على قواعد فطرية إلا الإسلام .
٣٧ - لا يوجد دين اعتنى بصحة الإسلام وثروته إلا الإسلام .
٣٨ - لا يوجد دين أثر في النفوس والأخلاق والعقول كالإسلام .
غربه
/
القلب حرم الله
لا يخفى علينا تكالب الحياة وكثرة مغرياتها التي قد تسرق لبنا، وتنسينا سر وجودنا بهذه الحياة الفانية!.. ننغمس بملذاتها الزائفة التي تصبح سرابا، حقاً سراب!.. لأننا بحياة سرعان ما يتراقى زمنه وتتلاشا أيامه.
بحقِ تلك السماء التي هي من بدائع صنع الباري، هل فكرنا بعمرنا الذي يمر كلمح البصر؟!.. يومنا يصبح كأمس، وأمسنا يصبح كحاضرنا!.. لا يتغير بنا شيء، بل ما يتغير هو تاريخ اليوم ويوم ميلادنا الذي نكبر به عام تلوا عام!..
ورغم ذلك نرتكب المعاصي، وكأننا خالدين فيها هل هذا من العقل؟!.. هل من الأنصاف اتجاه أنفسنا أن نهتم بالزائل ونترك السرمدي!.. أنا لا أقصد فقط عملنا الذي هو مرآة حياتنا للآخرة، لكن ما يشملهُ حديثي هي سمي تلك اللحمة الصنوبرية الشكل التي تقع بالجانب الأيسر من الصدر، نعم هو ذلك القلب.. الذي أخطأ الكثير في تشخيص الشخص المناسب لهذا القلب الجوهري، فأصبح الحب لدى البعض لا يتعدى الأشخاص الملموسين الذين قد يقعون بمطبات العشق المتهاوي ويصبح الحرام حلالاً بمسمى الحب والعشق!..
أنا لستُ ضد الحب، كنني ضد ذلك الحب الذي قد ينسينا صاحب المواهب السنيا، الذي أوجدنا وكلأنا وربانا وغذانا، وتكفل بنا منذ وإن كنا أجنه في عتمات الظلمة، لم يكن هناك أنيس لنا سواه، كما هو الوضع حينما نلقى حتفنا، لكن يا ترى بأي عمل وأي قلب؟!..
أحمد
/
ما هو الهدف من الخلق؟
ما هو الهدف من الخلق؟
قد تمر فترة من العمر أو فترات يفكر فيها الإنسان عن أمر يظنه مبهم، وهو ليس بمبهم بل وكثيراً ما يُجاب عن هذا السؤال بشكل خاطئ، وهذا الأمر : ما هو سبب خلق الله تعالى إيانا؟ أو لماذا خلقنا الله تعالى؟ علماً بأن الله تعالى من أسمائه أنه الغني، فلماذا يخلق الله تعالى خلقاً يحتاجونه؟ هل يحتاج لضعفهم وتضرعهم؟ قد يقول قائل بأن لله في خلقه حاجة، ولكننا لا ندري ما هي، إلا أن الأمر غير صحيح لما تقدم ذكره من أن الله تعالى غني عن جميع الخلق.
ما هو سبب الخلق؟
السبب محصور في آيات منها : {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِنسَ إِلاَّ لِيَعْبُدُونِ} عندما تنظر للآية ترى بأن السبب هو العبادة.. ولكن ماذا بعد العبادة؟ الثواب؟ وطبعاً بعد الثواب الجنة. ولكن عندما تنظر لآية أخرى مثل : {وَلَوْ شَاء رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّة وَاحِدَة وَلاَ يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ * إِلاَّ مَن رَّحِمَ رَبُّكَ وَلِذَلِكَ خَلَقَهُمْ وَتَمَّتْ كَلِمَة رَبِّكَ لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الْجِنَّة وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ} عندما تنظر للآية تظن أن الله تعالى خلقنا لنختلف مع بعضنا والأمر غير صحيح لأن بعد الاختلاف يكون عذاب وعقاب، إذ لا يختلف طرفان إلا ويكون أحدهما أو كلاهما مبطلاً..
إذا دققت في الآية وخصوصاً هذه الجملة {إِلاَّ مَن رَّحِمَ رَبُّكَ} سترى بأن الكلام الذي يعقب هذه الجملة هو {وَلِذَلِكَ خَلَقَهُمْ} فيتضح أن سبب ابتداء الخلق هو الرحمة، لذلك قال الله تعالى في سورة الفاتحة : {بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ} لأن كل شيء خلقه الله كان ظهوره لأجل الرحمانية والرحيمية.
ويوجد أكثر من حديث يؤكد هذه الحقيقة سأورد واحداً فقط للتوضيح {عن أبي بصير قال : سألت أبا عبد الله عليه السلام عن قوله عز وجل : (وما خلقت الجن و الإنس إلا ليعبدون) قال : خلقهم ليأمرهم بالعبادة، قال : وسألته عن قوله عز وجل : (ولا يزالون مختلفين إلا من رحم ربك ولذلك خلقهم) قال : خلقهم ليفعلوا ما يستوجبون به رحمته فيرحمهم, وبهذا يتحصل أن الهدف الأساس من الخلق هو الرحمة.
ما هي رحمة الله عز وجل وكيف وأين نجدها؟
يبقى الآن نعرف ما هي الرحمة التي يجب أن نجدها وأين تكمن؟ وما هي الرحمة التي خلقنا الله تعالى لنحصل عليها؟ في قول الله تعالى : {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِنسَ إِلاَّ لِيَعْبُدُونِ} يوجد دليل على هذه الرحمة، ولكن بطبقات مختلفة من الفهم، فكل شخص ينظر لهذه الآية بحسب فهمه للحياة وقابليته لاستقبال الرحمة.. فطائفة من الناس قصرت نظرها على الجنة والنعيم، وطائفة أخرى ترى بأن الرحمة المتحصلة من العبادة والتي سببها اجتناب النار، ولكن عندما يدقق الإنسان بعقله ويستمد من الله العون يرى بأن هناك شيء أعلى من الخلاص من النار، وهو الجنة، ولكن بعد التدقيق ترى بأن هناك ما هو أعلى من الجنة، وهو الله سبحانه وتعالى، هل يوجد ما هو أعلى من الله تعالى، وهو يصف نفسه بأنه (الأعلى)! وبذلك نفهم بأن منتهى الغايات هو الله عز وجل، لأنه هو {الأَوَّلُ وَالآخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالْبَاطِنُ} فالجنة ليست الآخر وليست الأول، لأن العقل يقول بأن أول كل شيء وآخره هو الله تعالى، فكل الوجود يدور حول الله تعالى، وكل شيء يسبحه عز وجل، ويؤيد كلامي الحديث القدسي المعروف : (كنت كنزاً مخفياً فأحببت أن أُعرف فخلقت الخلق لكي أُعرف).
فما فائدة العبادة إذا كنت لا تعرف من تعبد؟ وما فائدة الجنة إذا لم تذق حلاوة حب الله عز وجل؟ ولماذا يقول الإمام علي عليه السلام : (إلهي وعزتك وجلالك لقد أحببتك محبة استقرت حلاوتها في قلبي) هل كان ذلك البكاء لأجل الجنة، أم لشوق اللقاء مع الله سبحانه؟ ولماذا يقول الإمام زين الساجدين علي بن الحسين عليه السلام : (يا نَعيمي وَجَنَّتي، وَيا دُنْيايَ وَآخِرَتي)؟ علينا أن نتوسل بهم لنصل إلى شيء مما وصلوا إليه، فهم وصلوا، ولكن ماذا عنا نحن؟ فلنبادر قبل فوات الأوان!
فاضل
/
حينما ندعى إلي حفله ما!
حينما ندعى إلي حفله ما، فإننا نرتدي أجمل ثيابنا، وخاصه إذا كانت تلك الحفله فيها كبار الشخصيات، وقد نصرف أموالا طائله في مقابل الظهور بأبهى حله وهذه مناسبه عابره لها زمان ومكان محدوديين. فلما لا نخصص ملابس راقيه للصلاه تليق بمقام المولى عز وجل، فالصلاه لا حدود لها فهي تنقلنا إلي الحياه السرمديه
ومن المهم معرفة الألوان المناسبة للمناسبات وأهمها الصلاه. ذكر القران الكريم تأثير اللون في سورة البقرة قال تعالى :
إِنّهَا بَقَرَة ٌ صَفْرَاء فَاقِـعٌ لَّوْنُهَا تَسُرُّ النَّاظِرِينَ
أما في العصر الحديث فمعظم أطباء علم النفس اليوم يركزون على الأ لوان وعلاقتها الوثيقة بالمزاج العام وقد أثبت العالم (سيجمان مارتن) المشهور بمعالجة المرضى بالألوان في دراسته أن الأ لوان تؤثر بشكل قوي جداً في الحالة المزاجية للأنسان. فعلى المؤمن أن يختار الملابس الجميله والنظيفه والألوان الهادئه كالأبيض مثلا لها أثر في رفع روحيه المصلي
أبو حوراء
/
بر الوالدين بر بالامام المهدي
ارتباط عميق ووثيق، يرسم لوحة الوصال بين البر الأكبر والبر الأصغر.. فما بر الوالدين إلا اختبار وامتحان كبير، للأبوة الكبرى للإمام الحجة عليه السلام، فمن المستحيل أن يخفق المؤمن في أبوته الصغرى بوالديه، ويقفز مباشرة على البر الأكبر للإمام صاحب الزمان، فالنتيجة حتمية بعدم وجود حبل وصال بين المؤمن وأبيه الكبير، لأنه ترك طرف الحبل الأول وأسقطه، فبالتالي لا يستطيع شد حبل المودة، وإن أمسك بالطرف الآخر مجازا!..
مفتاح سيرنا للبر الأكبر، يبدأ ببرنا للوالدين، ومتى حققنا النجاح في هذا الاختبار العظيم، فتح لنا الطريق لخدمة الأب الكبير.. فالعديد ممن أفنوا أعمارهم خدمة لدين الله وحجته، وبقاء آثارهم إلى يومنا هذا، يعود لسر صغير هو خدمتهم المتفانية لوالديهم في حياتهم وبعد مماتهم.. فمتى نلتقط هذا المفتاح ونرعاه ونحافظ عليه، حتى يؤذن لنا بفتح الباب الكبير؟!..
طيف المحبة
/
رسالة الإبتسامة
- لا يمكن القلب ان يعانق القلب، ولكن الوسيلة الى ذلك بنظرة تعانق نظرة، و إبتسامة تضم إبتسامة..
- الإبتسامة هي الكلمات التي لم تتكلم بها، و لذلك هي دائمة التنوع وتدل على معنى..
- كلام الفكر من اللسان، وكلام القلب من العينين، أما كلام الروح.. فهو هذه الحركة البليغة وحدها.. وحدها الإبتسامة..
- اللغة رابطة بين النفس والمادة، وأما الإبتسامة فرابطة بين الحس والقلب..
طيف المحبة
/
عبارات أعجبتني
- الصلاة ليست كالعجلة الاحتياطية تستعمل فقط عند الحاجة، بل إنها المقود الذي يستعمل في توجيه الحياة!
- هل تعلم لماذا الزجاج الأمامي للسيارة كبير، في حين أن مرآة النظر إلى الخلف صغيرة! لأن ماضينا ليس مهماً مثل مستقبلنا، لذا انظر للأمام، ودع حياتك تتحرك!
- الصداقة أشبه بالكتاب، تحتاج ثواني معدودة لحرقه، لكنك تحتاج سنين لكتابته!
- كل الأشياء في هذه الحياة هي وقتية، فإذا كانت تسير بصورة جيدة، فتمتع بها، وإذا كانت تسير بصورة خاطئة، فلا تقلق, فإنها لا تبقى طويلا!
- الأصدقاء القدامى كالذهب، والأصدقاء الجدد كالماس، فإذا حصلت على الماس، فلا تنسى الذهب! لأنه حتى تحمل قطعة الماس، فإنك تحتاج إلى قاعدة من الذهب!
- دائما عندما تفقد الأمل وتعتقد أنها النهاية، فتذكر أنها مجرد منعطف, وأنها ليست النهاية!
- عندما تدعو للآخرين، فإن الله يسمع إليك، ويرحم من تدعو لهم.. فإذا كنت بأمان وسعيد، فاعلم أن هنالك شخصا ما يدعو لك!
- القلق سوف لن يمنع مشاكل الغد، ولكنه سوف يأخذ سلام وراحة اليوم!
أبو حوراء
/
غربة المؤمن في الغيبة الكبرى
المؤمن في عصر الغيبة غريب، يعتصره ألم فراق الحبيب، صحيح أنه روحيا ووجدانيا قريب من هذا اللطف الإلهي، ولكن يتأوه حسرة للقاء المادي ببقية الله في أرضه.. كيف لا، وهو يضج ويعج بالبكاء والنحيب عند رؤيته لسائر الناس إلا حبيبه، ويعز عليه سماع أصواتهم إلا صوت معزه.. فيتضح عند ذلك، مقدار غربته في هذه الدنيا الدنيئة ووحشتها، بعد أن أرخى السحاب ثقله على الشمس.
فهل نحن غرباء حقا بهذا الوجه الذي ذكر؟.. أم انغمسنا في ماديات الدنيا، حتى غطت محيطنا المادي بالكامل، فانعدم الحس بألم فراق عزيز الزهراء؟..
انسانه
/
تاملات
- أجمل ما في العالم هو العالم نفسه!
- لقد اخترعوا المخدرات التي تعطل الوجدان، ولم يخترعوا المنبهات التي نرتقي بها عن النعاس والذهول، لليقظة المبهجة!
ام جون
/
حاسب نفسك قبل نومك
المحاسبة قبل النوم
هل هناك من يحاسب نفسه قبل أن تغمض عيناه؟
هل هناك من يحاسب نفسه قبل أن ترتفع روحه إلى الرفيق الأعلى؟
ينبغي للإنسان أن يحاسب نفسه، وأن لا يغفل عن مراقبة نفسه في جميع أوقاته، والليل هو الوقت الأنسب لمحاسبة النفس، وخصوصا قبل النوم.
عن أبي عبد الله عليه السلام قال : (إذا أَوَيتَ إلى فراشك فانظر ما سلكت في بطنك، وما كسبت في يومك، واذكر أنك ميت وأن لك معاد)
وعن أمير المؤمنين عليه السلام قال : (من حاسب نفسه ربح, ومن غفل عنها خسر, ومن خاف أمن, ومن أعتبر أبصر، ومن أبصر فهم, ومن فهم علم).
وعن الإمام موسى بن جعفر عليه السلام قال : (ليس منا من لم يحاسب نفسه في كل يوم فإن عَمِل حسنا استزاد، وإن عمل سيئا استغفر منه وتاب إليه).
الدانة
/
حكم عن الوقت
- الوقت هو أكثر ما نحتاج, وأسوء ما نستخدم!
- الإنسان العادي لا يهتم لمرور الوقت, لكن الإنسان الموهوب يقاد به.
- الوقت يساوي الحياة, لذا تضييع الوقت هو تضييع لحياتك, والسيطرة على وقتك هي سيطرة على حياتك.
- لا تخدع بالتقويم, أيام السنة هي الأيام التي تستفيد منها, هناك رجل يحصل على أسبوع فقط من السنة، وهناك آخر يحصل على السنة كلها.
- السر ليس في قضاء الوقت، بل في استثماره.
- الناس العاديين يفكرون دائما في كيفية قضاء وقتهم, لكن العظماء يفكرون كيف يستثمرونه.
- استغل وقتك، ولا تضييع فرصة واحدة.
- الرجل الذي يجرأ على تضييع ساعة واحدة من وقته، لا يدرك قيمة الحياة.
- إذا أردت أن تستخدم وقتك بصورة جيدة, انظر إلى أهم ما عندك واعطه كل ما تملك.
- ليس المهم أن تكون مشغول, بل المهم هو الذي أنت مشغول به.
- أنت تكتب قصة حياتك في كل دقيقة.
- أنا لا أفكر بالماضي الشيء الوحيد الذي يهم هو الحاضر.
- الذي يسيء استخدام الوقت، هو أول من يشتكي من قصره.
- الوقت كالدراهم, وهي الدرهم الوحيد الذي تملكه, وأنت تقرر أين تصرفه, فلا تدع الآخرين يصرفونه لك.
فواز
/
التَوَلّي والتَبَرّي
يقول الفلاسفة والمناطقة : بأن اجتماع النقيضين مُحال، أي مستحيل : كاجتماع الليل والنهار في مكان واحد، واجتماع الحر والبرد أيضا، فكلاهما مُحال.. لذلك قاعدة التَوَلّي والتَبَرّي : أي الولاء والبراء ة، من الأمور التي لا يكون الإيمان إلا بها، الولاء لأهل البيت (ع)، والبراء ة من أعدائهم، لأنهم لا يجتمعون في قلب واحد.
ام مريم
/
سر قول الله عند رؤيتك جميلا
لا أعرف كيف خطرت ببالي هذه الفكرة!.. لماذا كلما نرى شيئا جميلا نقول (الله)!.. إن انتبهتم كل الناس كذلك، وبكل اللغات، وبطريقة عفوية لا يشعرون بها!.. ربما إنها الفطرة الإنسانية التي جبلها الله عز شانه على معرفة أن الجمال هو سبحانه، ولهذا تنطلق بصورة غريزية عند رؤية أي جمال بقول (الله)!..
أبو الزهراء (ش)
/
أجمل رسالة
عندما تصلنا رسالة من صديق عزيز أو من أحد الأحبة، فإننا نتمعن كثيرا في معانيها، ونقرأها مرات كثيرة، وفي كل مرة نقرأها نشعر بأنها دواء لشوقنا لذلك العزيز، ونحتفظ بها في أجمل سجلاتنا وأرشيفاتنا، فنعتبرها كالجوهرة تزداد لمعانا مع الأيام.. لكن لدينا رسالة لا تعدلها أي رسالة في الدنيا، وشفاء لما في قلوبنا، إنها من حبيب القلوب وطبيب القلوب وأنيس القلوب ومقلب القلوب، إنها " القرآن الكريم " فهلا تمعنا فيه كما نتمعن في رسائل أحبتنا, فهلا حفظناه كما نحفظ رسائل أحبتنا، وعملنا به كما نلبي طلبات أحبتنا؟
ام علي
/
الحسين مصباح الهدى وسفينة النجاة
قد يتبادر إلى ذهن البعض أن الحسين عليه السلام عندما قال : (ألا من ناصر ينصرنا) أنه بحاجة إلى تلك النصرة، لكي ينتصر على الأعداء من ناحية عسكرية!.. ولكن هذا النداء الذي أطلقه الحسين عليه السلام، هو كنداء نوح إلى ابنه، حين قال له : (يا بني اركب معنا) فنبي الله نوح أراد أن يستنقذ ابنه من الضلالة، وليس الطوفان فقط، فلم يكن ممكنا لابنه أن يركب السفينة إذا لم يكن مؤمنا.. كذلك الحسين عليه السلام عندما قال : (من لحق بنا استشهد، ومن تخلف عنا لم يبلغ الفتح) وهذا يعني أن الشهادة والفتح قد جمعا للحسين عليه السلام، كما جمع الإيمان والنجاة من الطوفان لمن ركب سفينة نوح.
وقد ظل الحسين عليه السلام إلى آخر لحظة في حياته يدعو الناس ليركبوا سفينة النجاة.. وحتى قوله إنه عطشان وطلبه الماء من الشمر إذا صح، فإنه رحمة بقاتليه، فهو يعلم أنه لا سفينة نجاة غيره في ذلك الموقف، ومن لا يركب معه سيغرق في الطوفان.
هذا هو الحسين الذي تخلق بأخلاق ربه، فهو يرحم قاتليه ويدعوهم للنجاة إلى آخر لحظة، وندائه إلى اليوم (ألا من ناصر ينصرنا)، وسيظل هذا النداء يدعونا للركوب في سفينة النجاة، سيظل خالدا، فالحسين مصباح الهدى وسفينة النجاة.
بنت المفيد
/
لندع التعب جانبا
لندع التعب جانبا
إن نزول الملائكة على المؤمنين المستقيمين، يعنى عدم الخوف والحزن : (إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا تتنزل عليهم الملائكة ألا تخافوا ولا تحزنوا).. وعدم الحزن هنا يعنى عدم التعب، وذلك لأن الحزن يولّد التعب. فعندما أقدم بعض التضحيات، وأترك أهلي ووطني، نتيجة لذلك فإن التفكير في مثل هذه الأمور سيسبب حالة الحزن للإنسان، وحالة الحزن ستتسبب بدورها التعب والإرهاق النفسيين، اللذين يؤديان إلى التعب الجسدي.
في مثل هذه الحالات علينا أن نأخذ بالحسبان أننا نعمل ونضحي في سبيل الله، وما دام الأمر كذلك، فإن أجرنا مضمون، وتعبنا لا يذهب سدى. والإنسان الرسالي لا يمكن أن يحس بالتعب حتى وإن بلغ التسعين من عمره، فهو يبقى حيوي الروح ونشيطا، وهذه هي الصورة الحقيقية للإنسان المؤمن.
وعلى هذا، علينا أن لا ندع الشيطان يزرع في أنفسنا القيم الفاسدة، مهما كانت صغيرة، لأنها ستنمو وتتضخم بمرور الزمن. فإذا خيرنا بين راحتنا والعمل في سبيل رسالتنا، فعلينا أن نختار رسالتنا. وإذا خيرنا بين أنفسنا وبين إخواننا، فعلينا أن نختار مصالح إخواننا، وألا ندع ذرة من الحقد والحسد، وحب الرئاسة والشهرة في قلوبنا، لأن هذه الذرة ستتحول إلى ذنب كبير.
فلابد من الاستقامة على الطريق، فمن خلال هذه الاستقامة سيدخلنا الله في عداد المؤمنين الصادقين، وقد نواجه في هذا الطريق بعض الضعف، بسبب ضغوط معينة، ولكن الله سيرفعه عنا، ويحصننا من مكارهه، وينزل علينا الملائكة، ويمنحنا بذلك العزة والمنعة.
بنت المفيد
/
الشيطان يحاول افساد القيم
الشيطان يحاول إفساد القيم
الشيطان يحاول من خلال أساليب ذكية أن يحرف الإنسان، من خلال تغيير نفسه وقيمه، وعندئذ سوف لا يعود بإمكان هذا الإنسان مواجهة الفساد والصمود أمامه. ويتوجه الشيطان إلى بعض الناس، فيزيل مناعتهم الروحية من خلال إزالة تقواهم.. ومساعي الشيطان هذه تنصب بالخصوص على ذوى المسؤوليات، فإن كانت لديهم المناعة
لمقاومة إغراء ات الشيطان، فقد أفادتهم قيمهم الصالحة، وإلا سقطوا في مستنقع الشيطان.
وهكذا لابد أن نعرف كيف ننمي القيم في أنفسنا، ومن القيم المهمة جدا قيمة النشاط، أي أن يفضل الإنسان الحركة والنشاط، على الكسل والتواني والاسترخاء..
وقد قال أمير المؤمنين على بن أبي طالب عليه السلام : (ما أنقض النوم لعزائم اليوم).. فقد تفكر أن تعمل وتدرس غدا، ولكن عندما يحل الصباح تجد أن من الصعب عليك النهوض، فتفضل النوم على اليقظة والعمل والدراسة، ويستمر بك الحال هكذا لتجد نفسك قد خسرت طموحاتك الكبيرة الواسعة.
وعلى هذا، لابد من النشاط والحركة، ونبذ الكسل جانبا، وعدم الاستسلام للوساوس الشيطانية التي تدفعنا إلى التكاسل، فهذا الاستسلام إنما هو تبرير شيطاني.
بنت المفيد
/
كيف ننمى القيم السليمة فى انفسنا؟
كيف ننمى القيم السليمة في أنفسنا؟
قد نتساء ل : كيف ننمي القيم السليمة في أنفسنا؟
إن القيم الداخلة في تركيبة الإنسان الداخلية : قد تكون سليمة، وقد تكون فاسدة.. والسبب في ذلك أن الدنيا هي دار تطبيق القوانين والسنن الطبيعية. فلا يمكن لأي إنسان أن يصبح عالما في ليلة وضحاها، وحتى النبوة تحمل بعض الارهاصات، صحيح أنها جعل إلهي وابتداء من الله تعالى، ولكنها بحاجة مع ذلك إلى خلفيات وارهاصات. فالله تعالى يختار من الناس الرجل الصالح لحمل رسالته : (الله أعلم حيث يجعل رسالته).
فكما أنك لا يمكن أن تصبح عالما أو غنيا مرة واحدة، وإنما بالتدريج، فكذلك الحال بالنسبة إلى الأمور الروحية، فالقيم الصالحة تنمو لدى الإنسان شيئا فشيئا.. فنحن إذا بدأنا حياتنا انطلاقا من حب الآخرين والتعاون والاندماج معهم، فإن هذه القيم الصالحة سوف تكبر معنا كلما تقدمنا في العمر، وعلى العكس من ذلك، تنسحب من نفوسنا القيم الصالحة لتحلّ محلها القيم الفاسدة.
فواز
/
ورحمت ربك خير مما يجمعون
عندما دخل معاوية بن أبي وهب على الإمام الصادق (ع)، ورآه ساجدا، سمعه يتمتم وهو يناجي الله سبحانه وتعالى قائلا : (يا من خصنا بالكرامة، وخصنا بالوصية، ووعدنا الشفاعة).. إلى أن قال (اغفر لي ولإخواني ولزوار قبر أبي الحسين (ع)..) فيا له من دعاء!.. وأتبع مناجاته : (فارحم...) وقد كرر دعائه للزوار بالرحمة خمس مرات.. وأي رحمة تلك التي يعنيها الإمام؟!.. نحن لا نعلم!.. ولكن الله تعالى يقول في كتابه الكريم : {ورحمت ربك خير مما يجمعون}..
كلمات المعصومين بحر زاخر لا يفك رموزه إلا من أنار الله قلبه، فما بالنا بالقرآن الكريم؟!.. فلنتدبر كلمات القرآن، وكلمات عدل القرآن، لعلنا نهتدي إلى الصراط المستقيم!
طيف المحبه
/
أنواع الصمت
من الصمت أنواع :
فنوع يكون طريقة من طرق الفهم بين المرء وبين أسرار ما يحيط به.
ونوع ثان يغشى الإنسان العظيم، ليكون علامة على رهبة السر الذي في نفسه العظيمة.
ونوع ثالث يكون في صاحبه طريقة من طرق الحكم على صمت الناس وكلامهم.
ونوع رابع هو كالفصل بين أعمال الجسد وبين الروح في ساعة أعمالها.
ونوع خامس يكون صمتا على دوي، تحته يشبه نوما ساكنا، على أحلام جميلة تتحرك.
التوبه الى الله
/
التفكير في الآخرة والتحوّلات الأخلاقية
عن الإمام علي عليه السلام : (من أصبح والآخرة همه، استغنى بغير مال، واستأنس بغير أهل، وعز بغير عشيرة).
ضرورة الاعتقاد بالآخرة
إن وجهة نظر الإنسان نحو الموت وما بعده، مهمة جداً في حياته، فكلما كانت نظرته واقعية وموضوعية وصحيحة، كلّما كانت حياته سعيدة ونشطة ومتحركة ومتفائلة، والعكس صحيح أيضاً.
فتركيبة الإنسان النفسية ومن ثم سلوكه وأخلاقه، تتأثر جداً من خلال نظرته إلى الموت وما بعده.
فليس التفكير في الموت وما بعده، أو بالأحرى ليس الاعتقاد بوجهة نظر معينة تجاه الموت وما بعده، فكرة عابرة تمر بالخيال وترحل، ولو حاول الإنسان أن يخرجها من خياله وشعوره، فإنها ستنزل رغماً عنه إلى لا شعوره وعقله الباطني وكيانه النفسي، وتطبعه بطابع معين، إما سلباً أو إيجاباً.
فعلى هذا ليس التفكير في الموت وما بعده موتاً بل حياة، أي له دخالة في حياة الإنسان وبنائه الروحي والنفسي والعقلي.
وأنتم إذا دقَّقتم جيداً ستعرفون أن الإنسان إذا كانت نظرته إلى الموت على أنه فناء، ستكون تركيبته النفسية معقّدة خائفة متشائمة مضطربة مستهترة متحلِّلة، أما إذا كانت نظرته على النقيض من ذلك وأعتقد بأن الموت ليس انحلالاً تاماً ولا فناء محضاً، إنما حياة ثانية لها نكهتها الخاصة، فستكون حياته النفسية وتركيبته الروحية متفائلة مطمئنة ملتزمة.
التفكير بالحياة بعد الموت هاجس إنساني
إن التفكير بما بعد الموت هاجس إنساني، ليس له طائفة أو دين خاص، فكل الناس إلى أي دين انتموا، حتى الملحد منهم، لا بد وأن يأتيه تساء ل، ماذا بعد الموت؟
وإذا استقرأتم التاريخ ترون أن هذا التساؤ ل، لا يخلو من أمَّة، أو من شخص. ولكن الناس يحاولون أن ينسوا هاجس ما بعد الموت، ليبعدوا الخوف عن أنفسهم، وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعاً.
يقول أحد علماء النفس : إن الخوف من الموت يقود الإنسان إلى طرح الأسئلة التالية : لمَ، وإلى أين؟.. ومعنى ذلك أن فكر الإنسان أكثر ما يشغله المصير النهائي للحياة البشرية.
ولقد اخترع الناس الكثير لنسيان الموت، يقول بعض المفكرين : " إن الناس قد اخترعوا شتّى ضروب اللهو أو التسلية، حتى يتجنّبوا الخوف من الوحدة أو العزلة ".
ويقول أيضاً : " إنه لمّا كان الناس لم يهتدوا إلى علاج للموت والشقاء والجهل، فقد وجدوا أن خير الطرق للتنعم بالسعادة هي : ألا يفكروا في هذه الأمور على الإطلاق "
وفي الحقيقة إن نسيان الناس لمصيرهم النهائي، أو بالأحرى تناسيه، ما هو إلا كما تفعل النعامة، حيث تطمر رأسها في التراب، وتحسب أن الذئب الآتي لن يأكلها!
اكتشاف ما بعد الموت يحيي أمماً وأفراداً
يقول بعض المفكرين : " إن اكتشاف الموت هو الذي ينقل بالشعوب والأفراد إلى مرحلة النضج العقلي أو البلوغ الروحي ".
فعلاً إن قول هذا المفكر صحيح وتؤيده الوقائع التاريخية، للتدليل على هذه الفكرة نعطيكم مثالاً واحداً.
الأمة العربية قبل الإسلام أكثرها كان منكراً للحياة ما بعد الموت، يقول تعالى : (وَقَالُوا مَا هِيَ إِلَّا حَيَاتُنَا الدُّنْيَا نَمُوتُ وَنَحْيَا وَمَا يُهْلِكُنَا إِلَّا الدَّهْرُ وَمَا لَهُم بِذَلِكَ مِنْ عِلْمٍ إِنْ هُمْ إِلَّا يَظُنُّونَ)(الجاثية : ٢٤).
(أَئِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَابًا وَعِظَامًا أَئِنَّا لَمَبْعُوثُونَ، أَو َآبَاؤُنَا الْأَوَّلُونَ) (الصافات : ١٦ - ١٧).
فكيف كانت حياتهم؟ كانت حياتهم حياة جهلٍ وتخلّف وتبعيّة، ولكن عندما جاء الإسلام، وغيّر نظرتهم إلى الموت وما بعده، تغيَّر العرب تغيّراً جذرياً، فانطلقوا في الدّنيا بكل انشراح وقوّة وغيّروا مجرى التاريخ بعد أن كانوا هملاً لا يخافهم أحد.
القرآن والموت وما بعده
لقد اهتم القرآن الكريم بموضوع الحياة بعد الموت اهتماماً لافتاً، مما يشير إلى أهميّة هذا الموضوع على حياة الأمم والأفراد، حتى أن القرآن الكريم قد قرن كثيراً بين الإيمان باللَّه واليوم الآخر، مما يشير إلى أن الإيمان باللَّه لا يكفي الإنسان (الفرد والأمة) في كماله الروحي وسكينته النفسية وصلاحه الأخلاقي والسلوكي، إن لم يكن مؤمناً باليوم الآخر.
يقول تعالى : (ذَلِكَ يُوعَظُ بِهِ مَن كَانَ مِنكُمْ يُؤْمِنُ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ...) (البقرة : ٢٣٢).
(يُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ...) (آل عمران : ١١٤).
إلى كثير من الآيات التي تقرن الإيمان باللَّه مع اليوم الأخر.
وهنا نماذج من الآيات المتعلقة بالآخرة :
التفكير في الدنيا والآخرة
(يُبيِّنُ اللّهُ لَكُمُ الآيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَتَفَكَّرُونَ * فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَة) (البقرة : ٢١٩ + ٢٢٠).
الدار الآخرة خير للمتقين
(وَلَلدَّارُ الآخِرَة ُ خَيْرٌ لِّلَّذِينَ يَتَّقُونَ أَفَلاَ تَعْقِلُونَ) (الأنعام : ٣٢).
اللَّه يريد الآخرة
(تُرِيدُونَ عَرَضَ الدُّنْيَا وَاللّهُ يُرِيدُ الآخِرَة) (الأنفال : ٦٧).
الموعظة تنفع المؤمن بالآخرة
(ذَلِكُمْ يُوعَظُ بِهِ مَن كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ) (الطلاق : ٢).
الأعمى في الدنيا أعمى في الآخرة
(وَمَن كَانَ فِي هَذِهِ أَعْمَى فَهُوَ فِي الآخِرَة ِ أَعْمَى وَأَضَلُّ سَبِيلاً) (الإسراء : ٧٢).
الحياة البرزخيّة
(حَتَّى إِذَا جَاء أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحًا فِيمَا تَرَكْتُ كَلَّا إِنَّهَا كَلِمَة ٌ هُوَ قَائِلُهَا وَمِن وَرَائِهِم بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ) (المؤمنون : ٩٩ - ١٠٠).
(وَلاَ تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاء عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ) (آل عمران : ١٦٩).
الأحاديث وما بعد الموت
يحدثنا التاريخ أنه لما انهزم أصحاب الجمل ركب الإمام علي عليه السلام بغلة رسول اللَّه الشهباء وسار في القتلى يستعرضهم، فمرَّ بكعب بن سور قاضي البصرة وهو قتيل، فقال : أجلسوه، فأُجلس، فقال عليه السلام : " ويلُمِّك يا كعب بن سور، لقد كان علم لو نفعك... ولكن الشيطان أضلَّك فأزلّك فعجلّك إلى النار ".
وفي نهج البلاغة أنه لما بلغ الإمام عليه السلام مقبرة كانت خلف سور الكوفة، فخاطب الموتى، فقال كلاماً في تقلُّب الدّنيا، ثم قال : " هذا ما عندنا فما خبر ما عندكم "، ثم أضاف عليه السلام : " أما لوا أذن لهم في الكلام لأخبروكم أن خير الزاد التقوى "
مخلوقون للآخرة
عن الإمام علي عليه السلام : " إنك مخلوق للآخرة فاعمل لها، إنك لم تخلق للدنيا فازهد فيها "
بين العمل للدنيا والعمل للآخرة
عن الإمام علي عليه السلام : " اعمل لدنياك كأنك تعيش أبداً، واعمل لأخرتك كأنك تموت غداً "
ثمرات ذكر الآخرة
عن الإمام علي عليه السلام : " ذكر الآخرة دواء وشفاء، وذكر الدنيا أدوء الأدواء "
وعنه عليه السلام : " من أكثر ذكر الآخرة قلَّت معصيته "
خاتمة
أيُّها الأخوة، في نهاية المطاف، لا بد لنا أن نكون متوازنين بين الدنيا والآخرة، وأن يكون همُّنا الأساس هو النجاة في اليوم الأخر، في يوم القيامة، لأن اليوم عمل ولا حساب، وغداً حساب ولا عمل، فاعملوا وجدّوا واجتهدوا، ليومٍ لا ينفع فيه إلا العمل، وليس كل عمل، بل العمل الخالص للَّه تعالى.
موعظة للعبرة
كراهة الموت
لا بد أن نعرف بأن كراهتنا للموت، وخوفنا منه نحن الناقصين، لأجل أن الإنسان حسب فطرته التي فطرها اللَّه سبحانه، وجبلّته الأصيلة، يحب البقاء والحياة، ويتنفر من الفناء والممات، وهذا يرتبط بالبقاء المطلق والحياة الدائمية السرمدية، أي البقاء الذي لا فناء فيه والحياة التي لا زوال فيها. إن بعض الكبار قد أثبتوا المعاد يوم القيامة مع هذه الفطرة التي تحب الحياة والبقاء.
وحيث أن في فطرة الإنسان هذا الحب وذاك التنفر، فإنه يحب ويعشق ما يرى فيه البقاء، ويحب ويعشق العالم الذي يرى فيه الحياة الخالدة، ويهرب من العالم الذي يقابله. وحيث إننا لا نؤمن بعالم الآخرة، ولا تطمئن قلوبنا نحو الحياة الأزلية، والبقاء السرمدي لذلك العالم، نحب هذا العالم، ونهرب من الموت حسب تلك الفطرة والجبلَّة.
أن الإدراك العقلي يختلف عن الإيمان والاطمئنان القلبي. نحن ندرك عقلاً أو نصدق أحاديث الأنبياء تعبداً بأن الموت حق، ولكن قلوبنا لا تحظى بشيء من هذه المعرفة، ولا علم لها عن ذلك، بل إن قلوبنا قد أخلدت إلى أرض الطبيعة، ونعتبر الحياة في هذه الحياة، ولا نرى بقاء وحياة للعالم الثاني، عالم الآخرة.
الكربلائي
/
النظر إلى القرآن
لا يخفى أنّ اللذين ينظرون إلى المزرعة على أربعة أقسام : حمار ينظر إليها ليشبع نفسه ويملي بطنه، والطفل ينظر للمرح واللعب، والزارع لحصادها وجني ثمارها، والحكيم اللبيب إنّما ينظر باعتبار عناصر الزرع والحكمة المودوعة فيه.
والنظر إلى القرآن الكريم كذلك : فبعض يرتزق بالقرآن ويملي بطنه، وبعض يطرب لصوت القرآن، والثالث يقرأ القرآن للثواب، والرابع إنّما ينظر إلى القرآن ويستأنس بتلاوته ليكشف عناصره، وما ينظّم الحياة ويسعد الإنسان ويرشده إلى الخير والصلاح، ويزيد في كماله، إذ القرآن المجيد كلام الله الحكيم، فيه خير الدنيا والآخرة.
قال (عليه السلام): إن أردتم عيش السعداء وموت الشهداء والنجاة يوم الحسرة والظلّ يوم الحرور، والهدى يوم الضلالة، فادرسوا القرآن، فإنّه كلام الرحمن وحرز من الشيطان ورجحان في الميزان.
ولاء
/
تامل
بالحب قامت السماوات والأرض، إذ ورد في الحديث القدسي : (كنت كنزا مخفيا، فأحببت أن أعرف، فخلقت الخلق لكي أعرف). فالله سبحانه حين أحبنا أظهرنا، وهو خفي عنا.. وعندما نريد أن نحبه، علينا أن نختفي لكي يظهر، ونعيش ذل العبودية وعز الربوبية.
بنت المفيد
/
الابتلاء غاية خلق الانسان
الابتلاء غاية خلق الإنسان
إن الله تعالى إنما خلق الإنسان ليعرف - وهو يعرف مسبقا - هل سيستقيم على الطريقة، أم أنه سيتنكب عنها. ففلسفة وحكمة خلق الإنسان في هذه الدنيا تتلخصان في أن يتعرض للامتحان والابتلاء في الدنيا، ليعرف مدى مقاومته للانحرافات المختلفة.
وفى هذا المجال يقول القرآن الكريم : (إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا تتنـزل علـيهـم الملائكة) وقد استخدمت في هذه الآية كلمة الاستقامة، وفى سورة الحمد استخدمت هذه الكلمة أيضا : (اهدنا الصراط المستقيم).
وهنا قد يتبادر إلى الأذهان السؤال التالي : ما الفرق بين كلمة (القويم) وكلمة (المستقيم)؟.. ولماذا هذه الزيادة في الحروف (إضافة حرف الألف والسين والتاء) بحيث يصبح المصدر من باب الاستفعال؟..
يقول النحاة في هذا المجال : إن صيغة (الاستفعال) تعنى طلب الفعل.
فالاستعطاف يعنى طلب العفو، والاستكتاب يعنى طلب الكتابة، وهكذا الحال بالنسبة إلى كلمة الاستقامة تعنى طلب الطريق القويم.
وعلى هذا فإن كلمة (استقاموا) التي جاء ت في الآية، تعنى أنهم طلبوا الطريق القويم. وهذا يعنى أن الاستقامة ترتبط بسعي الإنسان وإرادته وحركته ونشاطه.. فهو الذي يجب أن يسعى وراء ها ليحصل عليها. فالاستقامة - إذن - من الإنسان، وإذا ما استمر هذا الإنسان في السير على الطريق القويم، فحينئذ ستتنزل عليه الملائكة.
طيف المحبه
/
الصلاة
بين ساعات وساعات يتناول المؤمن ميزان نفسه حين يسمع : الله أكبر، ليعرف الصحة والمرض من نيته. كما يضع الطبيب لمريضه بين ساعات وساعات ميزان الحرارة.
خادم السراج
/
خاطرات بسيطة ٢
- ليس المهم أن الإنسان يتحرك, لكن المهم أن يقصد الإنسان في حركته وإن جعله ذلك واقفا لفترة طويلة دون الحركة. وليس المهم أن الإنسان يطالع الكتب، لكن المهم أن الإنسان يوجه مطالعته للكتب, ويختار ما وراء ه منفعة من الكتب. وليس المهم أن الإنسان يجاهد, وإنما المهم اختيار سبيل جهاده, واختيار السلاح الأفضل, والوقوف أمام الأكثر ضرا وخطرا.
- إن الله يضع أمانات ورسائل ومسؤوليات على ظهور البشر، ليس لأنه بحاجة إليهم، وإنما لمصلحتهم, فعندما يدعوهم للجهاد في سبيله إنما لمصلحتهم, ولا يرى الله تأثير المجاهد وتغييره، وإنما يرى نواياه, وإن كان جهاده عديم الفائدة.
- ليس على الإنسان الفرح لغير ما يتلقاه من بشرى من الله.
- إن شعر الإنسان أنه أسوأ من الكثير من الناس, فليعلم أنه أفضل من الكثير. وإن شعر بنقص في نفسه، فليعلم أن اكتمالا حصل في نفسه. وإن علم أنه جاهل، فليعلم أنه عرف الكثير. وإن شعر أنه غير ناضج أو عاقل (متعقل)، فليعلم أنه أحرز تقدما في مسيرة النضج والتعقل.
- التواضع يعني العلو والتكبر يعني الدنو.
- لو علم كل إنسان ما عليه من مسؤولية وواجب يُسأل عنهما يوم القيامة، لما قهقه إنسان.
خادم السراج
/
خاطرات بسيطة ١
- أحيانا ننسى لماذا نعيش وإلى أين وإلى متى, لكن الغاية تبقى في قلوبنا وإن نسيناها أو حاولنا نسيانها.
- إن الإنسان لديه من العمر ما يكفي ليعرف نفسه، فإن لم يعرف نفسه فهو خاسر، ولن يذق سعادة أن يعرف نفسه.
- إن ما يستحق حزن الإنسان عليه، هو أن الإنسان مهما شكر الله فهو يبقى مقصر في شكره.
- إن لم تعرف هدفك في الحياة اليوم، فغدا أو بعد أيام ستفكر بالانتحار.
- السعادة أقرب لك من الخروج من غرفتك لرؤية الأنهار والجبال والشلالات.
- مهما عشقت صديقك، فلن ينظر إليك يوم القيامة, والله وحده هو الذي ينظر إليك.
- الحكمة أجمل عندما تخرج من صاحب التجارب.
خادم السراج
/
خطوات الطريق / الخطوة الأولى / الدرس (٤)
إن هذه المسيرة هي أعظم ما يقوم به الإنسان خلال حياته, ولذا فمن الضروري أن لا يقصر في خطواتها, وإن الغايات التي نرمي إليها من وراء هذه المسيرة أشرف وأرقى الغايات في هذا الوجود, ولذا يجب علينا أن لا نحرك قدما على هذا الطريق إلا فوق مواضع الخطوات التي حددها الإسلام, علينا أن لا نتجه إلى هذا الطريق في سبيل إعظام وتفخيم أنفسنا, نحن نريد تزكية أنفسنا, أما تلك الغايات فلا يبلغها العبد المهمل, وإنما يتقرب منها الإنسان بقدر سعيه, وجده, وتكامل خطواته.
خادم السراج
/
ومضة
ويحك يا إنسان, ترى عيوبك ونواقصك ونقاط ضعفك وأقبح صفاتك الباطنية والظاهرية, لكنك رغم هذا تقف دائما مع نفسك ضد الآخرين عند مخالفتهم لها, وتحتقر كل من يعارضها من البشر.
خادم السراج
/
خطوات الطريق / الخطوة الأولى / الدرس (٣)
إن أية عملية يقوم بها الإنسان تعتمد على الخطوة الأولى, وإن جميع مراحلها تحتاج إلى تلك الخطوة, وإن أغلب الأمور التي تواجه تلك العملية تقف على تمام واكتمال الخطوة الأولى, ولهذا إذا أردنا التوجه نحو طريق الإسلام فعلينا أن نحدد أول خطوة لنا في ذلك الطريق, فلعلنا نتيه عندما لا نعرف من أين نبدأ, أو لعلنا ننحرف عنه بعد إن بدأنا سلكه والتزامه, ولا سمح الله لا نبلغ مطلوبنا إلى آخر عمرنا.
خادم السراج
/
خطوات الطريق / الخطوة الأولى / الدرس (٢)
كلامُنا في مجال السير والسلوك ينبغي أن يكون ذا أصالة ودقة, لأن خطوات الإنسان في هذا الطريق مهمة, وأعظم الأمور في عالم الموجودات هو تقرب الإنسان من الله عز وجل, فدنو شيء مصنوع حادث, ناقص فقير, وهو الروح الإنسانية, من الخالق العظيم جل وعلا يعد مفهوما واسعا وعميقا ومعقدا, لكن الله تعالى جعل بينه وبين عباده جسرا واسعا لأنه أكرم الأكرمين, فحتى الإنسان المقصر تناله نفحات ربانية, وتوفيقات رحمانية.
خادم السراج
/
خطوات الطريق / الخطوة الأولى / الدرس (١)
الطريق الذي يوصل الروح إلى مقام السعادة هو أطول الطرق, لأن الروح هي أعقد الأمور, فحصول الطمأنينة التامة في عمق الذات الإنسانية ليس بالسهل ولا اليسير, لكن هذا الشيء المعقد _ أي الروح _ هو كل ما بيد الإنسان للرُقي والصعود, وبالتالي فإن فلاح الإنسان وخيبته لا يتعلقان إلا بروحه, وبلوغهما يحصل عن طريق تأثير الإنسان في نفسه, وقال تعالى ((فد أفلح من زكاها * وقد خاب من دساها)) الشمس 8 - 9.
أحمدالخولى
/
الى كل من يتعرض لنقد آثم
لا تتخيل كل الناس ملائكة.. فتنهار أحلامك.. و لا تجعل ثقتك بالناس عمياء
لأنك ستبكي ذات يوم على سذاجتك
فالحياة مليئة بالحجارة فلا تتعثر بها بل إجمعها وابنِ بها سلما تصعد به نحو
النجاح
الرقعاء السخفاء الحمقى السفهاء سبّوا الخالق الرازق جل في علاه، شتموا الواحد الذي ذهب بالجمال والكمال والجلال، لا إله إلا هو! فماذا نتوقع أنا وأنت ونحن أهل الحيف والخطأ ؛ إنك سوف تواجه في حياتك حربًا ضروسًا لا هوادة فيها من النقد الآثم المر، ومن التحطيم المدروس المخصوص، ومن الإهانة المتعمدة، ما دام أنك تعطي، وتبني وتؤثر، وتسطع وتلمع وتبدع، ولن يسكت هؤلاء عنك حتى تتخذ نفقًا في الأرض أو سُلَّمًا في السماء فتفر من هؤلاء، أما وأنت بين أظهرهم فانتظر منهم ما يسوؤك، ويبكي عينك، ويدمي مقلتك، ويقض مضجعك.
إن الجالس على الأرض لا يسقط، والناس لا يرفسون كلبًا ميتًا ؛ لكنهم يغضبون عليك ؛ لأنك فُقْتَهم صلاحًا أو علمًا أو أدبًا أو مالاً أو بيانًا أو جهدًا، فأنت عندهم مذنب لا توبة لك حتى تترك مواهبك، ونعم الله عليك، وتنخلع من كل صفات الحمد، وتنسلخ من كل معاني النبل، وتبقى بليدًا غبيًّا صفرًا محطمًا مكدودًا، هذا ما يريدون بالضبط.
إذن : فاصمد لكلام هؤلاء، إذن : (فاثبت أُحُد)، واصبر على نقدهم وتشويههم وتجريحهم وتحقيرهم، وكن كالصخرة الصامدة المهيبة تتكسر عليها حبات البرد، لتثبت وجودها وتعلن صمودها، وقدرتها على البقاء.
إنك إن أصغيت لكلام هؤلاء وتفاعلت به حققت أمنيتهم الغالية في تعكير حياتك وتكدير عمرك، ألا فاصفح الصفح الجميل، ألا فأعرض عنهم " وَلاَ تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ وَلاَ تَكُ فِي ضَيْقٍ مِّمَّا يَمْكُرُونَ " (النحل : ١٢٧).
إن نقدهم السخيف ترجمة محترمة لك، وبقدر وزنك يكون النقد الآثم المفتَعَل.
لا تطلب المستحيل
إنك لن تستطيع أن تغلق أفواه البشر، ولن تستطيع أن تعقد ألسنتهم ؛ لكنك تستطيع أن تدفن نقدَهم وتجنيهم بتجافيك لهم وإهمالك لشأنهم، واطراحك لأقوالهم " قُلْ مُوتُوا بِغَيْظِكُمْ " (آل عمران : ١١٩).
وكِلْمَة ِ حاسد من غير جُرْم *** سمعتُ فقلت مُرِّي فانفُذِيني
وعابوها عليَّ ولم تعبني *** ولم يندى لها أبدًا جبيني
نور الأعرجي
/
تأكيد الأحسان بين الناس
(عندما لا نستطيع أن نسع العالم بأموالنا فلماذا لا نسعهم بعواطفنا وأخلاقنا )
للشهيد السيد محمد باقر الصدر
حيدر حسن العقابي
/
نعم الله علينا لا تحصى!
قال تعالى : (وَآتَاكُمْ مِنْ كُلِّ مَا سَأَلْتُمُوهُ وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَة َ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا إِنَّ الْإِنْسَانَ لَظَلُومٌ كَفَّارٌ).
- إذا كان لديك بيت يؤويك، ومكان تنام فيه، وطعام في بيتك، ولباس على جسمك ؛ فأنت أغنى من ٧٥ % من سكان العالم.
- إذا كان لديك مال في جيبك، واستطعت أن توفر شيء منه لوقت الشدة ؛ فأنت واحد ممن يشكلون ٨ % من أغنياء العالم.
- إذا كنت قد أصبحت في عافية هذا اليوم ؛ فأنت في نعمة عظيمة، فهناك مليون إنسان في العالم لن يستطيعوا أن يعيشوا لأكثر من أسبوع بسبب مرضهم.
- إذا لم تتجرع خطر الحروب، ولم تذق طعم وحدة السجن، ولم تتعرض لروعة التعذيب ؛ فأنت أفضل من ٥٠٠ مليون إنسان على سطح الأرض.
- إذا كنت تصلي في المسجد، دون خوف من التنكيل أو التعذيب أو الاعتقال أو الموت ؛ فأنت في نعمة لا يعرفها ثلاثة مليارات من البشر.
- إذا كان أبواك على قيد الحياة، ويعيشان معا غير مطلقين ؛ فأنت نادر في هذا الوجود.
- إذا كنت تبتسم وتشكر المولى عز وجل ؛ فأنت في نعمة، فكثيرون يستطيعون ذلك ولكن لا يفعلون.
- إذا وصلتك هذه الرسالة وقرأتها ؛ فأنت في نعمتين عظيمتين :
أولاهما : أن هناك من يفكر فيك.
والثانية : أنك أفضل من مليارين من البشر الذين لا يحسنون القراء ة في هذه الدنيا.
أقول لك هذا، لكي تكون أسعد مما أنت عليه، احمد الله على نعمه التي لا تعد ولا تحصى، وليكن لسانك رطبا بذكر الله تعالى، وكن كما قال المصطفى (ص) لمعاذ : (لا تدعنّ بعد كل صلاة أن تقول : اللهم، أعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك).
غيث
/
الهم المريح
- نتأخر أحياناً عن أداء الصلاة في وقتها ؛ لأننا لم نجعل الصلاة همنا الأكبر.
- نغتم كثيراً على فقدان أحد نعم الدنيا المادية ؛ لأننا لم نجعل النعمة الأخروية همنا الأكبر.
- نتأثر ونهتم كثيراً برضا بعض الناس، كرب العمل، ونحزن لعدم رضاهم عنا ؛ لأننا لم نجعل رضا الله عنا همنا الأكبر.
المتوكل
/
ثورة على مملكة الباطن
كما استشعروا هم خطر الأنظمة الفاسدة, فلنستشعر نحن خطر الوساوس الشيطانية.
كما رفعوا هم شعار العداوة " ارحل ", فلنرفع نحن شعار " اخرج منها فإنك رجيم ".
كما قاموا هم بالعصيان المدني, فلنقم نحن بعصيان الشيطان، ونرفع شعار المخالفة لكل وساوس الشيطان.
كما صبروا هم وقدموا التضحيات أياما طويلة, فلنصبر نحن حتى خروجه مهزوما من مملكة الباطن.
كما لم يقبلوا هم أي حوار, وأصروا على نقطة جوهرية وهي إسقاط النظام, ينبغي علينا أن لا نتبع خطوات الشيطان، ونعزم على إسقاط سلطته علينا.
كما تآزروا وتعاونوا فكانت لهم قوة ضد الطواغيت, فلنتآزر نحن ونتعاون، فقد روي في الخبر أن المؤازرة على العمل الصالح، يقطع دابر الشيطان.
وكما فضحوا فساد أنظمة الظالمين، وسودوا وجوههم, فلنفضح الشيطان، ولنسود وجهه، فقد روي في الخبر : أن الصوم يسود وجه الشيطان.
وكما بذلوا في سبيل أهدافهم المصيرية، فكسروا شوكة الظالمين, فلنبذل نحن، ولننفق مما نحب، فقد روي أن الصدقة تكسر ظهر الشيطان.
وكما حافظوا هم على مكتسبات الثورة، وكانوا على يقظة من أمرهم حتى لا تصادر مكتسباتهم, فلنحافظ نحن على مكتسباتنا بعد كل انتصار على الشياطين، فإنهم لا ييأسون منا, وقد روي في الخبر أن الاستغفار يقطع وتين الشيطان.
وأخيرا كما جاهد شبابهم وشيوخهم فساهموا في النصر, فلنجاهد نحن بعد الأربعين كنا أو قبلها, رجالا كنا أو نساء, متزوجين كنا أو عزابا. والله تعالى معيننا أو ليس هو القائل : " والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا.
ftm
/
التعامل مع الظروف
إن البلاء يمكن أن يكون بالخير والشر على حد سواء، فليس للمحن دخل في شقائك, وإنما الأمر سنن، إن اتبعتها شقيت, وإن اجتنبتها سعدت. فانطلق بأهدافك، واحلم بغاياتك, ولا تذهب نفسك حسرات على ظروف معوجه, ومشكلات فجة, فإن كل ذلك قابل للتعديل والتبديل.
والأمر بيدك، فاستمتع بما تضعه لنفسك من الأحلام, لأن كل شي قابل للاستثمار النافع في هده الدنيا, حتى المصائب إن صبرت عليها أجرت, وإن جزعت منها خسرت!.. كل شي فيها يقود إلى النمو والنجاح, بشرط أن تعرف إلى أين تؤدي بك الطرق، وأين سبل النجاح.
علي
/
الصوم
إن الغاية الكبرى من الصوم، هي الوصول إلى التقوى، وإلا لا قيمة له، كما قال الرسول (ص): (رب صائم ليس له من صيامه إلا الجوع والعطش).
علي
/
ومضات عرفانيه
إن شهري رجب وشعبان هما من مقدمات الصوم، كما أن الوضوء من مقدمات الصلاة، فينبغي علينا أن نروض أنفسنا على فقهيات الصوم وأخلاقياته. وأنا أعتقد أن الفقهيات واضحة ووسهلة، ولكن الصعوبة في الجانب الأخلاقي، وهو الركن الأساسي من الصوم، فيجب أن نلتفت إليه، حتى نحقق جانب التقوى، وهو الجانب الأهم من الصوم.
بنت علي ع
/
اثنان
ضع سرك بين اثنين : نفسك، وربك.
ضع ايمانك قوي باثنين، ربك، ونبيك وآله.
أستعن بالشدائد باثنين : الصبر، والصلاة.
احرص في دنياك على رضى اثنين : أبوك، وأمك.
في حياتك لا تخف من اثنين لأنهم بيد الله : الرزق، والموت.
المراقب
/
على من أصب غضبي؟!!
على من أصب غضبي؟!!
أردت أن أغضب عند خطأ طفلي, فخجلت من نفسي, لأنني ما غضبت على أخطائي في كبري، فكيف بمن يخطئ في صغره. والله تعالى رفع قلم الحساب والعقاب عنه, فكيف لي أن اشدد عليه الحساب والعقاب.
أردت أن أغضب على زوجتي، فاستحيت من الله تعالى، حيث قال (والله يسمع تحاوركما) ومن أمير المؤمنين عليه السلام الذي أوصاني، فقال (الله الله في الضعيفين).
أردت أن أغضب على أخي المؤمن بعدما اخطأ في حقي, فتذكرت قوله تعالى : (وليعفوا وليصفحوا ألا تحبون أن يغفر الله لكم والله غفور رحيم).
أردت أن أغضب على الناس، فتذكرت الله تعالى، حيث قال (والكاظمين الغيظ, والعافين عن الناس والله يحب المحسنين).
أردت أن أغضب على خصمي بعد قدرتي عليه, فتذكرت وصية أمير المؤمنين علي عليه السلام لنا حين قال : (إذا قدرت على خصمك، فاجعل العفو شكرا على المقدرة).
أردت أن أغضب على أخطاء أصحاب المروء ة, فتذكرت قول أمير المؤمنين عليه السلام : (أقيلوا ذوي المروء ات عثراتهم, فما يعثر منهم عاثر إلا ويد الله ترفعه).
أردت أن أغضب على من هو أقوى مني, فتذكرت قول أمير المؤمنين عليه السلام, (من غضب على من لا يقدر على ضره ؛ طال حزنه، وعذب نفسه).
أردت أن أغضب على سائر العباد, فتذكرة قول نبي الرحمة صلى الله عليه وآله حيث أوصانا فقال : (ارحموا من في الأرض، يرحمكم من في السماء).
فبعد كل هذا على من أصب غضبي, وبمن أخرج عن طوري؟!.
المحب
/
محبة الله
كيف ننشغل عن من هو ألطف من كل لطيف,
كيف لا نذكر من هو أحلم من كل حليم,
كيف نغفل عن من هو أجمل من كل جميل,
كيف لا نطيع من طاعته غناً,
كيف نسهو عن من ذكره حلو,
كيف ننسى من لا ينسانا من نعمه و فضله و جوده ليل نهار,
كيف ننام عن من يذكرنا كلما ذكرناه,
كيف لا نتوب الى من يفرح بتوبتنا.
حقا, ماذا وجد من فقدك و ما الذى فقد من وجدك.
سراجي
/
ومضات سراجية ١٠
- الخوض فيما لا يعني، مصداق لحالة العبثية واللا جدية في سلوك الإنسان، ومن موجبات قساوة القلب.
- القلب المشتغل بأمر، لا يحتمل الاشتغال بأمر آخر، ولو كان اللاحق أنفع من سابقه.
- الخوض فيما لا يعني إذا كانت تترتب عليه هذه الآثار المهلكة : من قساوة القلب، وسقم في البدن، ونقص في المال، وحريمة من الرزق ؛ فكيف بالخوض في الحرام؟!.
*****
- من الضروري للسائرين إلى الله تعالى أن يكون المخطط - ببعديه النظري والعملي - واضحا دائما لهم، وإلا كان صاحبها كمن يحتطب ليلا!.
- وضوح الخطة للسائر وإتقانها، وهندسة مراحلها، مدعاة للسير على هدى واطمئنان، وإلا فالسائر على غير هدى لا تزيده كثرة السير إلا بعدا.
*****
- من اللازم في الصلاة عدم الاكتفاء بالحركات الخارجية فقط، بل ينبغي استشعار المعاني الجميلة لكل حركة، من الآذان إلى التسليم.
- الأولياء يعيشون حالة التهيب عند دخولهم في الصلاة، لاستشعارهم موقف اللقاء مع الله تعالى ؛ وحالة ألم الفراق والتوديع عند التسليم، لأنه إنهاء لهذا اللقاء المبارك.
*****
- الحال : هو ما يعطى للعبد من الحالات الروحية المتقطعة - بحسب قابليته - بين فترة وأخرى. أما المقام : فهي الحالات الروحية الثابتة التي لا تفارق صاحبها أبدا.
- من اللازم لتحويل الحالات المتناوبة إلى مقامات ثابتة : استمرارها، تحاشي موجبات الإدبار، الالتزام بما يرضي الله تعالى، الالتجاء الدائم إليه، والتوسل بذوي الزلفى لديه.
*****
- العبد يصل بعد مرحلة طويلة من المجاهدة في طريق الله تعالى، إلى مرحلة الاصطفاء الإلهي.
- من مميزات مرحلة الاصطفاء الإلهي : أن يعيش العبد حالة حضور دائم بين يدي المولى، ويستمتع بالضيافة الربوبية وبالقرب الثابت منه تعالى.
*****
- كل نشاط في الحياة لا ينتسب إلى الله تعالى، سراب بقيعة، يحسبه الظمآن ماء، حتى إذا جاء ه لم يجده شيئا.
- الذي يضفي الجدية على كل سلوك، هو قصد القربة إلى الله تعالى، وإلا فهو أقرب إلى اللهو والبطالة.
- رأس ساعات الجد هي ساعة الإقبال على المولى، في الصلاة وغيرها، ومن هذه الساعة يترشح الجد على الساعات الأخرى من الحياة.
*****
- التعالي والترفع على المخلوقين - ولو كان في الباطن - قاصم للظهر، كما قصم من قبل ظهر إبليس، مع ما كان له من العبادة.
- طرد الشعور بالتعالي على الخلق، متوقف على : الاعتقاد بالجهل بالبواطن، والجهل بخواتيم الأعمال.
- الأولياء يشفقون من سوء الخاتمة، لتظافر جهود الشياطين على سلب العاقبة المحمودة للسائرين، ولو عند الموت.
*****
- لا غرابة في انحراف بعض مدعي المقامات ممن أوتي نصيبا من العلم ؛ لأن العبد يلزمه في كل مرحلة الاستقامة في العبودية، وهذه لا تتحقق إلا بالحصانة الإلهية له.
- الحصانة الإلهية لو رفعت عن العبد بجريرة ارتكبها، لهوت به الريح في مكان سحيق!.
- معرفة منازل الكمال وأسرار الطريق، تكون : بالتأمل، أو الرياضة النفسية، أو الاكتساب من الغير.
- المعرفة النظرية في مجال التكامل، لا تدل على كمال صاحبها بالضرورة.
*****
- قصر الحياة الدنيا يجعل كسب الإنسان محدودا، وخاصة أن هذا الكسب يقرر مصيره الأبدي سعادة وشقاء. ولهذا فمن مظاهر لطف الله تعالى بعبده، أنه منح بعض الأوقات والأعمال من البركات والآثار بما يذهل الألباب ؛ تعويضا لقصر الحياة الدنيا.
- مباركة الله تعالى لبعض الأوقات والأعمال ؛ تعويضا لقصر الحياة الدنيا.
*****
- العبد الذي يستحضر مالكية المولى عند دخوله المسجد، يعظم توقيره لذلك المكان، ويزداد أنسه به، ويكون لصلاته وقع متميز في نفسه، فيعظم معها أمله بالإجابة.
- الميل إلى المحبوب يستلزم الميل إلى متعلقاته، ومنها الأمكنة المنتسبة إليه.
- من لوازم توقير العبد لبيت الله تعالى، حنوه على الجمع المصطفين معه في صفوف الطاعة لله تعالى.
سراجي
/
ومضات سراجية ٩
- ما يدفع الإنسان نحو الملذات، هي الصورة الذهنية المضخمة، التي زينها الشيطان له، بحيث لا يرى الأشياء كما هي.
- العبد الذي يزين له الشيطان ملذات الدنيا، يصاب بالإحباط وخيبة أمل شديدة، عندما يصل للذته ولا يجد تلك الحلاوة الموهومة ؛ وهذا ما يجعله يستحدث وسائل غريبة للاستمتاع، تصل إلى حد الجنون!.
- الذي يرى بأن اللذائذ المادية فانية ومملولة، ويدرك حقيقتها كما هي، ويستشعر بلذائذ لا تقاس بلذائذ عالم الحس ؛ فإن نفسه مطمئنة ومرتاحة من التجارب والإحباطات المرهقة، ولما يكتشفه من الجديد في عالم اللذائذ المعنوية.
*****
- كل نفس من أنفاس العبد قطعة من عمره، فلو لم يتحول إلى شحنة طاعة، لذهب سدى، بل أورثه حسرة وندامة، لهدر ما كان يمكن أن يكتسب به الخلود في مقعد صدق عند مليك مقتدر.
- إيقاف الخسارة في أي مرحلة من مراحل العمر، ربح في حد نفسه، لا ينبغي تفويته ؛ فلا ينبغي التقاعس بدعوى فوات الأوان.
*****
- لكل من القلب والعقل والبدن حظه من العبادة، لتفاعله الخاص بها، فللأول المشاعر، وللثاني الإدراك، وللثالث الحركة الخارجية.. وأدنى الحظوظ إنما هي للبدن.
- السر في عدم وجود الأثر من العبادة، أننا نهتم بحظ البدن أكثر من حظ القلب والعقل، مع أن له أدنى الحظوظ.
- تحقق الأنس الظاهري بالعبادة، لأن النفس بطبيعتها تتعامل مع الحقائق من خلال مظاهرها المادية.. أما الأنس الحقيقي وشهود الحقائق بواقعيتها، فلا يتحقق إلا بالمجاهدة.
*****
- مخالفة النفس فيما تهوى وتكره، من أهم أسس التزكية، وخاصة عند إصرار النفس.
- الوقوف أمام النفس ضروري ؛ لتعويدها على التنازل عن هواها لحكم العقل، ولإشعارها بدور العقل في إدارة شؤون النفس.
- الذي يخالف هواه عند إلحاح شهوة من الشهوات، فإنه يجد حلاوة الإيمان في قلبه، كجائزة معجلة في الدنيا قبل الآخرة.
- ما يجده العبد من حلاوة الإيمان، يعوضه عن حرمانه لنفسه من تلك الشهوة الملحة.
- المؤمن يصل إلى درجة من مخالفته لنفسه، أنه يعيش حالة التلذذ بترك التلذذ ؛ لما فيها من الإحساس بالسمو والتعالي عن مقتضيات الطبيعة.
- الأولياء الكمّلون يتلذذون برضا الله تعالى عنهم، حين تلذذهم بالمباحات، أكثر من تلذذهم باللذة نفسها.
*****
- الله تعالى تجلى في عالم الآفاق، فأوجد هذا النظام المتقن الذي أذهل العقول ؛ فكيف إذا أراد أن يتجلى في عالم الأنفس، لعبده الذي أراد سياسته وتقويمه؟!.
- العجائب إذا كانت لا تعد في عالم الآفاق، فإنها لا تدرك في عالم الأنفس!.
- المبدع في عالم الآفاق هو بنفسه المبدع في عالم الأنفس، بل إنه أكثر تجليا فيها، لأنها عرش تجليه الأعظم.
- العبد الذي يريد أن يحقق في نفسه القابلية للتجلي الإلهي، عليه أن يعرض نفسه للنفحات الإلهية.
*****
- المال آلة لكسب اللذائذ المادية، فالذي لا تأسره تلك اللذائذ، لا يجد في نفسه مبررا للحرص والولع في جمعه.
- المتعالي عن عالم اللذائذ الحسية، قد خرج من أسر عظيم وقع فيه أهل الدنيا.
- الذي ترقى عن عالم اللذائذ الحسية، فإن له ما يشغله عن جمع المال، بل عن الالتفات إليه ؛ فمن لا تغريه اللذة، لا تغريه مادتها وهي المال.
- الذي ترقى عن عالم اللذائذ الحسية، لا يجد كثير معاناة في دفع شهوة المال عن نفسه، فاللذائذ أسيرة له، لا هو أسيرا لها.
- الذي يزهد في اللذائذ الحسية، يزهد في آلتها وهي المال.
*****
- القيام في الأسحار هو لقاء المولى مع خواص عبيده، ولا تتسنى هذه الدعوة إلا لمن نظر إليه المولى بعين اللطف.
- نفس قيام الليل مكسب عظيم ؛ لما فيه من خروج على سلطان النوم القاهر ؛ فكيف إذا اقترن ذلك، بحالة الالتجاء والتضرع؟!.
- قيام الليل هو القاسم المشترك بين جميع الأولياء والصالحين، الذين يشتد شوقهم إلى الليل، ترقبا للذائذ الأسحار.
*****
- من الضروري لمن يريد الثبات في السير إلى الله تعالى، أن يبعد عن طريقه كل موجبات القلق والاضطراب.
- التشويش الباطني كتحريك العصا في الماء العكر، حيث يفقد العبد حالة الصفاء، فلا يمكنه رؤية الصور الجميلة.
- استبعاد موجبات القلق يكون : إما بدفعها وعدم التعرض لها، أو برفعها وإزالة الموجب لها، أو بالتعالي وصرف الذهن عنها مع العجز عن الدفع والرفع.
- استبعاد موجبات القلق يكون : إما بدفعها، أو برفعها، أو بالتعالي وصرف الذهن عنها مع العجز عن الدفع والرفع.
- المؤمن المبتلى بالتشويش الباطني، عليه بتفويض الأمر إلى مسبب الأسباب من غير سبب.
*****
- حركة الإنسان نحو الشهوات البهيمية، سريعة جدا، لو استرسل في شهواته ولم يغالبها ؛ لأنها موافقة لدواعي الهوى.
- الهوى يسوق صاحبه إلى الهاوية.
- المشيئة الإلهية لتطهير العبد، تيسر لمن تعرض لنفحاتها، سبيل الوصول والتعالي والسمو إلى درجات القرب.
*****
- المؤمن المبتلى، الذي يعلم ما له من العوض المضاعف، يفرح ولا يستوحش من البلاء، مهما كان شديدا.
- الذي يصيبه البلاء وهو لا يعلم أنه رفع لدرجة أو كفارة لسيئة، فإنه يستوحش من أدنى بلاء يصيبه ؛ لما يرى فيه من تفويت للذائذ من دون تعويض.
سراجي
/
ومضات سراجية ٨
- الآية علامة لذي العلامة، والذي لا يعرف لغة العلامة، فكيف يعرف ذي العلامة؟!.
- الباحثون في الطبيعة والغافلون عن الله تعالى، كمن يحلل اللوحة الجميلة إلى أخشاب وألوان، فيرهق نفسه في البحث، ولا يدرك جمال الصورة ولا مصورها، وذلك لانتفاء اللب فيهم.
- الباحثون في الطبيعة عيونهم كآلة الكشف الصماء، لا تبصر من جمال المبدع شيئا.
*****
- التسمية قبل الفعل من الأكل وغيره، نوع استئذان من العبد، في التصرف فيما يملكه الله تعالى.
- الأولياء المستشعرون للطائف العبودية، يرون أن التسمية من الأمور اللازمة، وتتجاوز مرحلة الاستحباب.
- كل عمل غير مبدوء بالتسمية، فهو أبتر، ولا بركة فيه.. لأنه ليس منتسبا إلى الله تعالى، وليس منطلقا من رضاه، بل إنه تصرف في ملكه من دون إحراز رضاه.
*****
- من الضروري المراقبة الشديدة للنفس، بعد حالات الإقبال، وخاصة الشديدة منها.
- الإدبار الاختياري بعد الإقبال، يعد سوء أدب مع المولى الذي منّ على عبده بهذه النعمة، وقد يُحرم منها مرة أخرى.
- الإدبار المفاجئ الخارج عن اختيار العبد، قد يكون دفعا للعجب عنه، وتذكيرا له بتصريف المولى لقلب عبده المؤمن كيفما يشاء.
*****
- من الدواعي الخفية التي جعلت البعض من المنحرفين عن خط أهل البيت (ع)، يتخذ لنفسه اتجاها أخلاقيا متميزا : جذب قلوب المريدين المتعطشين للمعارف الإلهية، ومنافسة خط أئمة أهل البيت (ع) في ذلك.
- من اللازم الحذر من مؤلفات المنحرفين عن خط أهل البيت (ع).
- حث عامة الناس على الرجوع إلى مؤلفات المنحرفين عن خط أهل البيت (ع)، قد يؤدي من دون قصد إلى صرف الناس عن خط أئمتهم (ع)، أو على الأقل عدم استنكار البنية العقائدية لمخالفيهم.
*****
- اشتغال القلب بغير الله تعالى مذموم، حتى عند الاشتغال بالصالحات من الأعمال.
- حسن اشتغال الجارحة بالعبادة، لا يجبر قبح خلو الجانحة من ذكر الله تعالى، فلكل منهما وظائفه.. وحساب كل منهما بحسبه، فقد تثاب إحداهما وتعاقب الأخرى.
- الجمع بين المقامين : اشتغال القلب بالحق تعالى، والجوارح بالخلق، وإن بدا صعبا إلا أنه يتم مع المزاولة والمصابرة.
*****
- من الأمور المهمة استغلال ساعة الإقبال على المولى، في أي ظرف كان، حتى لو كان العبد في حالة يجل ربه أن يذكره فيها.
- إعراض العبد عن ربه مع إقباله عليه، في أي ظرف كان، مدعاة لتعريض هذه النعمة الكبرى للزوال.
- من الضروري استغلال حالة الرقة التي تنتاب المؤمن في مجالس الذكر، بالتوجه إلى الله تعالى، وخاصة بعد الفراغ من المجلس ؛ فإنها من المظان الكبرى لاستجابة الدعاء.
*****
- الذي تشمله يد العناية الإلهية، فإن الله تعالى يتولى تصريف شؤونه في كل صغيرة وكبيرة.
- الإحساس بالعناية الإلهية، يعمق الود بين العبد وربه، ويضيف السكينة والاطمئنان على مجمل حركته في الحياة.
*****
- الذي يستغرب ترتب الثواب العظيم على اليسير من العبادة، فإما أنه قاصر عن إدراك قدرة الله تعالى، أو كرمه وسعة فضله.
- الذي يجمع بين القدرة القاهرة، والعطاء بلا حساب، فإنه لا يعجزه الأجر الذي لا يقاس إلى العمل.. إذ أن الثواب المبذول إنما هو أقرب للعطايا منه إلى الأجور.
- نسبة قدرة الله تعالى إلى الأمر الحقير والعظيم على حد سواء، فلا عجب من إعطائه الثواب الجزيل مقابل العمل اليسير.
*****
- الصلاة بأجزائها الظاهرية مركّب اعتباري، ولهذا فالإخلال العمدي بظاهرها مما يوجب عدم صحتها، لعدم تحقق المركّب بانتفاء بعض أجزائه.
- الصلاة بأجزائها مركّب اعتباري ظاهري، وبموازاة ذلك المركب هنالك مركّب اعتباري معنوي، يجمعه ملكوت كل جزء من أجزاء الصلاة.
- الذي يأتي بظاهر الصلاة خاليا من الباطن، فقد أخل بالمركّب الاعتباري الآخر بكله أو ببعضه.
*****
- الطهارة الظاهرية من شروط صحة الصلاة، ولكن الأقرب لتحقيق روح الصلاة، هو الاهتمام بتحقيق الطهارة الباطنية.
- المتدنس بباطنه وإن كان جاهلا بقذارته، لا يؤذن له بلقاء الله تعالى حتى وإن تطهر بظاهره.
سراجي
/
ومضات سراجية ٧
- الميل والرغبة الجامحة في الشيء، من دواعي النجاح في أي مجال دنيويا كان أو أخرويا.
- الميل قد يكون طبعيا كما في موارد الهوى والشهوة، وقد يكون اكتسابيا كما لو حاول العبد مطابقة هواه مع هوى مولاه.
- أساس التحليق في عالم العبودية، هو استشعار الحب تجاه المولى، والميل لما يريده.
- الذي لا ينقدح في نفسه الشعور بالحب للمولى ولما يريده، فإن سعيه في مجال الطاعة لا يخلو من تكلف ومعاناة.
*****
- منشأ سوء الظن : وسوسة الشيطان إذ له رغبة جامحة في إيقاع العداوة بين المؤمنين، واستيلاء الوهم الذي لا أساس له على القلب.
*****
- الداعي إلى الله تعالى ليس همه إلا أن يعرض بضاعة منجية، ولا يهمه من المشتري.
- أجر الدعوة ودرجات القرب من الله تعالى، لا يتوقف على التأثير الفعلي في العباد.
- كلما اشتدت المقارعة مع العباد، اشتد قرب العبد من الله تعالى، وإن لم يثمر عمله شيئا في تحقيق الهدى في القلوب.
*****
- النوم من الروافد الأصلية التي تستنزف نبع الحياة.
- المؤمن يتحكم في نومه : في أوله وآخره، ووقته المناسب، وتحاشي ما يوجب ثقله ؛ لئلا يهدر رأسماله فيما لا ضرورة له.
- الإنسان حاجة بدنه الحقيقية للنوم أقل من نومه الفعلي، فلو غالب نفسه وطرد عنها الكسل، فإنه سيوفر ساعات كثيرة فيما هو خير له وأبقى.
*****
- الأولياء حالات الفراق لديهم، أرجى من حالات الوصل.. إذ في الوصل تسكن النفس للجائزة المقدرة فيقل الطلب، أما في الفراق يشتد التضرع والأنين فيرتفع قدر الجائزة فوق المقدر.
- من الأدب أن يسلم المؤمن فصله ووصله للحكيم، الذي يحكم بعدله في قلوب العباد ما يشاء وكيف يشاء.
*****
- ليس المطلوب العداء التعبدي للشيطان فحسب، بل العداء الواعي : بالشعور بحقيقة كيده وتربصه، وحقده القديم لبني آدم.
- إحساس العبد الذي يعيش العداء المتأصل للشيطان، كمن يعيش في بلد هدر فيها دمه، فخوفه وحذره ملازمان له في كل لحظة.
*****
- الذي يحدد مستوى العبد في درجاته الروحية هو : الحد الأدنى للهبوط، لا الحد الأعلى في الصعود.. لأن التعالي أمر استثنائي، بينما الهبوط هو الموافق لطبيعة النفس الميالة للهو واللعب.
- العبد الذي يستكشف درجته الروحية التابعة لأخس الحالات، يدرك مدى ضعفه، مما يوجب دفع العجب والتفاخر عنه، ويحفزه للارتقاء.
*****
- من اللازم على المؤمن إذا اضطر للدخول في مجالس تكون في مظان اللهو أو الوقوع في الحرام، أن يهيئ نفسه، لتحاشي الوقوع في المزالق قبل التورط.
- لحظات عمر الإنسان لا تقدر بثمن، فكما أنه يبخل بماله، فالأجدر به أن يبخل ببذل ساعات من عمره للآخرين من عوض.
- الذي يبذل وقته فيما يعرضه لسخط الله تعالى، كمن بذل ماله في شراء ما فيه هلاكه.
- أشد الناس حسرة يوم القيامة من باع دينه بدنيا غيره.
*****
- التفكير المعمق في المبدأ والمعاد، من موجبات عروج صاحبه حقيقة.
- من آثار التفكير في المبدأ والمعاد على البدن : وجل القلب، وقشعريرة الجلد، وجريان الدمع، بل يصل الأمر إلى حالة الصعق الذي انتاب موسى (ع) عند التجلي.
*****
- الآلام العضوية منبهة على وجود العارض في البدن، والآلام الروحية منبهة على وجود عارض البعد عن الله تعالى.
- الذي يتحسس الآلام الروحية وضيق الصدر، عند الإعراض عن ذكر الله تعالى، أقرب إلى العلاج قبل استفحاله.. بينما الذي لا يكتوي بنار البعد عن الله تعالى، يكاد شفاؤه مستحيلا.