أحاديث في كيفية لقاء موسى والخضر، وفي وصية الخضر الأخيرة لموسى (ع) قبل الافتراق، وفي علة طول عمر النبي خضر (ع)، وفي قصة من استرق الخضر (ع)، وهذه أحاديث جليلة جمعها العلامة المجلسي في كتابه بحار الأنوار، وقد اقتبس الشيخ حبيب الكاظمي بعض هذه الأحاديث وحذف أسانيدها مع مراعاة التبويب، فكانت جواهر البحار الذي بين يديك.
.
فهرس جواهر البحار
كتاب العقل والعلم والجهل
كتاب التوحيد
كتاب العدل والمعاد
كتاب الاحتجاج
كتاب النبوة
كتاب تاريخ نبينا (ص)
كتاب الإمامة
كتاب الفتن والمحن
كتاب تاريخ أميرالمؤمنين (ع)
كتاب تاريخ فاطمة والحسنين (ع)
كتاب تاريخ السجاد والباقر والصادق والكاظم (ع)
كتاب تاريخ الرضا والجواد والهادي والعسكري (ع)
كتاب تاريخ الحجة (عج)
كتاب السماء والعالم
كتاب الإيمان والكفر
كتاب العشرة
كتاب الآداب والسنن
كتاب الروضة
كتاب الطهارة
كتاب الصلاة
كتاب القرآن
كتاب الأدعية والأذكار
كتاب الزكاة والصدقة
كتاب الصوم
كتاب أعمال السنين والشهور
كتاب الحج والعمرة
كتاب الجهاد
كتاب المزار
كتاب العقود والإيقاعات
- جواهر البحار
- » تتمة كتاب النبوة
- » أحاديث في قصص موسى وخضر (ع)
الحديث: ١
/
ترتيب جواهر البحار: ٩٢٣
قيل: إنّ موسى(عليه السلام) سأل ربّه: أيّ عبادك أحبّ إليك؟ فقال: الذي يذكرني ولا ينساني؛ قال(عليه السلام): فأيّ عبادك أقضى؟ قال: الذي يقضي بالحقّ ولا يتّبع الهوى، قال(عليه السلام): فأيّ عبادك أعلم؟ قال: الذي يبتغي علم الناس إلى علمه، عسى أن يصيب كلمة تدلّه على هدىً أو تردّه عن ردىً. قال(عليه السلام): إن كان في عبادك أعلم منّي فادللني عليه، قال: أعلم منك الخضر، قال(عليه السلام): أين أطلبه؟ قال: على الساحل عند الصخرة، قال(عليه السلام): كيف لي به؟ قال: تأخذ حوتاً في مكتلك ١ ، فحيث فقدته فهو هناك.
المصدر الأصلي: تفسير البيضاوي
/
المصدر من بحار الأنوار: ج١٣
، ص٢٨١-٢٨٢
(١) «المِكْتَل»: الزبيل الكبير. النهاية في غريب الحديث والأثر، ج۴،ص۱۵۰.
الحديث: ٢
/
ترتيب جواهر البحار: ٩٢٤
قال النبيّ(صلى الله عليه وآله): رحم الله أخي موسى، استحيا فقال ذلك ١ ، لو لبث مع صاحبه لأبصر أعجب الأعاجيب.
المصدر الأصلي: تفسير البيضاوي
/
المصدر من بحار الأنوار: ج١٣
، ص٢٨٤
(١) یعني(صلى الله عليه وآله) قول موسی(عليه السلام) للخضر(عليه السلام): ﴿أَقَتَلْتَ نَفْسًا زَكِيَّةً بِغَيْرِ نَفْسٍ﴾، (الكهف/٧٤).
الحديث: ٣
/
ترتيب جواهر البحار: ٩٢٥
قال الصادق(عليه السلام): إنّ أمر الله تعالى ذكره لا يحمل على المقائيس، ومن حمل أمر الله على المقائيس هلك وأهلك، إنّ أوّل معصية ظهرت الإبانة من إبليس اللعين حين أمر الله تعالى ذكره ملائكته بالسجود لآدم، فسجدوا وأبى إبليس اللعين أن يسجد. فقال عزّ وجلّ: ﴿قَالَ مَا مَنَعَكَ أَلاَّ تَسجُدَ إِذ أَمَرتُكَ قَالَ أَنَا خَيرٌ مِنهُ خَلَقتَنِي مِن نارٍ وَخَلَقتَهُ مِن طِينٍ﴾؛ فكان أوّل كفره قوله: ﴿أَنَا خَيرٌ مِنهُ﴾، ثمّ قياسه بقوله: ﴿خَلَقتَنِي مِن نارٍ وَخَلَقتَهُ مِن طِينٍ﴾؛ فطرده الله عزّ وجلّ عن جواره ولعنه وسمّاه رجيماً، وأقسم بعزّته لا يقيس أحد في دينه إلّا قرنه مع عدوّه إبليس في أسفل درك من النار.
بيــان:
قال الصدوق(رحمه الله): إنّ موسى(عليه السلام) مع كمال عقله وفضله ومحلّه من الله تعالى ذكره، لم يستدرك باستنباطه واستدلاله معنى أفعال الخضر(عليه السلام) حتّى اشتبه عليه وجه الأمر فيه، وسخط جميع ما كان يشاهده حتّى أخبر بتأويله فرضي، ولو لم يخبر بتأويله لما أدركه ولو بقي في الفكر عمره، فإذا لم يجز لأنبياء الله ورسله(عليهم صلوات الله) القياس والاستنباط والاستخراج، كان من دونهم من الأمم أولى بأن لا يجوز لهم ذلك.
قال الصدوق(رحمه الله): إنّ موسى(عليه السلام) مع كمال عقله وفضله ومحلّه من الله تعالى ذكره، لم يستدرك باستنباطه واستدلاله معنى أفعال الخضر(عليه السلام) حتّى اشتبه عليه وجه الأمر فيه، وسخط جميع ما كان يشاهده حتّى أخبر بتأويله فرضي، ولو لم يخبر بتأويله لما أدركه ولو بقي في الفكر عمره، فإذا لم يجز لأنبياء الله ورسله(عليهم صلوات الله) القياس والاستنباط والاستخراج، كان من دونهم من الأمم أولى بأن لا يجوز لهم ذلك.
المصدر الأصلي: علل الشرائع
/
المصدر من بحار الأنوار: ج١٣
، ص٢٨٩
الحديث: ٤
/
ترتيب جواهر البحار: ٩٢٦
قال السجّاد(عليه السلام): كان آخر ما أوصى به الخضر(عليه السلام) موسى بن عمران(عليه السلام) أن قال له: لا تعيّرنّ أحداً بذنب، وإنّ أحبّ الأمور إلى الله عزّ وجلّ ثلاثة: القصد في الجدة، والعفو في المقدرة، والرفق بعباد الله، وما رفق أحد بأحد في الدنيا إلّا رفق الله عزّ وجلّ به يوم القيامة، ورأس الحكم مخافة الله تبارك وتعالی.
المصدر الأصلي: الخصال
/
المصدر من بحار الأنوار: ج١٣
، ص٢٩٤
الحديث: ٥
/
ترتيب جواهر البحار: ٩٢٧
قال أمير المؤمنين(عليه السلام)، في قول الله عزّ وجلّ ﴿وَكَانَ تَحتَهُ كَنزٌ لَّهُمَا﴾: كان ذلك الكنز لوحاً من ذهب، فيه مكتوب: «بسم الله الرحمن الرحيم، لا إله إلّا الله، محمّد رسول الله، عجبت لمن يعلم أنّ الموت حقّ كيف يفرح؟! عجبت لمن يؤمن بالقدر كيف يحزن؟! عجبت لمن يذكر النار كيف يضحك؟! عجبت لمن يرى الدنيا وتصرّف أهلها حالاً بعد حال كيف يطمئنّ إليها؟!».
المصدر الأصلي: معاني الأخبار
/
المصدر من بحار الأنوار: ج١٣
، ص٢٩٥-٢٩٦
الحديث: ٦
/
ترتيب جواهر البحار: ٩٢٨
قال الرضا(عليه السلام): إنّ الخضر شرب من ماء الحياة، فهو حيّ لا يموت حتّى ينفخ في الصور، وإنّه ليأتينا فيسلّم علينا فنسمع صوته ولا نرى شخصه، وإنّه ليحضر حيث ذكر، فمن ذكره منكم فليسلّم عليه، وإنّه ليحضر المواسم فيقضي جميع المناسك ويقف بعرفة فيؤمّن على دعاء المؤمنين، وسيؤنس الله به وحشة قائمنا في غيبته ويصل به وحدته.
المصدر الأصلي: إكمال الدين
/
المصدر من بحار الأنوار: ج١٣
، ص٢٩٩
الحديث: ٧
/
ترتيب جواهر البحار: ٩٢٩
قال سیف التمّار: كنّا مع الصادق(عليه السلام) جماعة من الشيعة في الحجر، فقال(عليه السلام): علينا عين، فالتفتنا يمنة ويسرة فلم نر أحداً، فقلنا: ليس علينا عين، فقال(عليه السلام): وربّ الكعبة وربّ البيت _ ثلاث مرّات _ لو كنت بين موسى(عليه السلام) والخضر(عليه السلام) لأخبرتهما أنّي أعلم منهما ولأنبأتهما بما ليس في أيديهما؛ لأنّ موسى(عليه السلام) والخضر(عليه السلام) أعطيا علم ما كان، ولم يعطيا علم ما يكون وما هو كائن حتّى تقوم الساعة، وقد ورثناه من رسول الله(صلى الله عليه وآله) وراثة.
المصدر الأصلي: الكافي
/
المصدر من بحار الأنوار: ج١٣
، ص٣٠٠-٣٠١
الحديث: ٨
/
ترتيب جواهر البحار: ٩٣٠
قال الباقر(عليه السلام): شكا موسى(عليه السلام) إلى ربّه الجوع في ثلاثة مواضع:
﴿آتِنَا غَدَاءنَا لَقَد لَقِينَا مِن سَفَرِنَا هَذَا نَصَبًا﴾، ﴿لَاتَّخَذتَ عَلَيهِ أَجرًا﴾، ﴿رَبِّ إِنِّي لِمَا أَنزَلتَ إِلَيَّ مِن خَيرٍ فَقِيرٌ﴾.
المصدر الأصلي: تفسير العيّاشي
/
المصدر من بحار الأنوار: ج١٣
، ص٣٠٩
الحديث: ٩
/
ترتيب جواهر البحار: ٩٣١
ولدت لرجل من أصحابنا جارية، فدخل على الصادق(عليه السلام) فرآه متسخّطاً لها، فقال(عليه السلام) له: أ رأيت لو أنّ الله أوحى إليك: إنّي أختار لك أو تختار لنفسك، ما كنت تقول؟ قال: كنت أقول: يا ربّ، تختار لي، قال(عليه السلام): فإنّ الله قد اختار لك، ثمّ قال(عليه السلام): إنّ الغلام الذي قتله العالم حين كان مع موسى(عليه السلام) في قول الله:﴿فَأَرَدنَا أَن يُبدِلَهُمَا رَبُّهُمَا خَيرًا مِّنهُ زَكَاةً وَأَقرَبَ رُحمًا﴾، قال(عليه السلام): فأبدلهما جارية ولدت سبعين نبيّاً.
المصدر الأصلي: تفسير العيّاشي
/
المصدر من بحار الأنوار: ج١٣
، ص٣١١
الحديث: ١٠
/
ترتيب جواهر البحار: ٩٣٢
روي أنّ الخضر(عليه السلام) وإلياس(عليه السلام) يجتمعان في كلّ موسم فيفترقان عن هذا الدعاء وهو: «بسم الله، ما شاء الله، لا قوّة إلّا بالله، ما شاء الله، كلّ نعمة فمن الله، ما شاء الله، الخير كلّه بيد الله عزّ وجلّ، ما شاء الله، لا يصرف السوء إلّا الله».
المصدر الأصلي: مهج الدعوات
/
المصدر من بحار الأنوار: ج١٣
، ص٣١٩
الحديث: ١١
/
ترتيب جواهر البحار: ٩٣٣
قال النبيّ(صلى الله عليه وآله) ذات يوم لأصحابه: أ لا أحدّثكم عن الخضر؟ قالوا: بلى، يا رسول الله، قال(صلى الله عليه وآله): بينا هو يمشي في سوق من أسواق بني إسرائيل إذ بصر به مسكين، فقال: تصدّق عليّ بارك الله فيك، قال الخضر(عليه السلام): آمنت بالله، ما يقضي الله يكون، ما عندي من شيء أعطيكه. قال المسكين: بوجه الله لمّا تصدّقت عليّ، إنّي رأيت الخير في وجهك، ورجوت الخير عندك، قال الخضر(عليه السلام): آمنت بالله، إنّك سألتني بأمر عظيم ما عندي من شيء أعطيكه، إلّا أن تأخذني فتبيعني، قال المسكين: وهل يستقيم هذا؟
قال(عليه السلام): الحقّ أقول لك إنّك سألتني بأمر عظيم، سألتني بوجه ربّي عزّ وجلّ، أما إنّي لا أخيبك في مسألتي بوجه ربّي فبعني، فقدّمه إلى السوق فباعه بأربعمائة درهم، فمكث عند المشتري زماناً لا يستعمله في شيء، فقال الخضر(عليه السلام): إنّما ابتعتني التماس خدمتي فمرني بعمل، قال: إنّي أكره أن أشقّ عليك، إنّك شيخ كبير، قال(عليه السلام): لست تشقّ عليّ، قال: فقم فانقل هذه الحجارة _ وكان لا ينقلها دون ستّة نفر في يوم _ فقام فنقل الحجارة في ساعته، فقال له: أحسنت وأجملت وأطقت ما لم يطقه أحد.
قال: ثمّ عرض للرجل سفر، فقال: إنّي أحسبك أميناً، فاخلفني في أهلي خلافة حسنة، وإنّي أكره أن أشقّ عليك، قال(عليه السلام): لست تشقّ عليّ، قال: فاضرب من اللبن شيئاً حتّى أرجع إليك، قال(صلى الله عليه وآله): فخرج الرجل لسفره ورجع وقد شيّد بناءه. فقال له الرجل: أسألك بوجه الله ما حسبك وما أمرك؟ قال: إنّك سألتني بأمر عظيم، بوجه الله عزّ وجلّ، ووجه الله عزّ وجلّ أوقعني في العبودية، وسأخبرك من أنا، أنا الخضر الذي سمعت به، سألني مسكين صدقة ولم يكن عندي شيء أعطيه، فسألني بوجه الله عزّ وجلّ فأمكنته من رقبتي، فباعني فأخبرك أنّه من سئل بوجه الله عزّ وجلّ فردّ سائله وهو قادر على ذلك، وقف يوم القيامة ليس لوجهه جلد ولا لحم ولا دم إلّا عظم يتقعقع ١ .
قال الرجل: شققت عليك ولم أعرفك، قال: لا بأس أبقيت وأحسنت. قال: بأبي أنت وأمّي، احكم في أهلي ومالي بما أراك الله عزّ وجلّ، أم أخيّرك فأخلّي سبيلك؟ قال: أحبّ إليّ أن تخلّي سبيلي، فأعبد الله على سبيله؛ فقال الخضر(عليه السلام): الحمد للّٰه الذي أوقعني في العبودية فأنجاني منها.
المصدر الأصلي: أعلام الدین
/
المصدر من بحار الأنوار: ج١٣
، ص٣٢٢
(١) «یَتَقَعقَعُ»: یتحرّك ویضطرب ویصوّت. راجع: لسان العرب، ج٨، ص٢٨٦.