Search
Close this search box.
الكلمة:١
إن تلقين النفس بالقوة لنيل رضا الله عز وجل، والابتعاد عن معاصيه، قد يكون سبباً للتوفيق الإلهي والرضا الرباني.. فالباحث عن رضا الله وعن توفيقه عز وجل، يستلزم أن يكون مراقباً لنفسه، حريصاً على إصلاحها، وتقويم أمرها؛ ليحظى برضا الباري في الدنيا، وبنعيمه الجزيل في الآخرة..
الكلمة:٢
قال تعالى: {فَمَن يُرِدِ اللّهُ أَن يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلإِسْلاَمِ}.. كأنه نوع اطمئنان للساعين في طريق الهدى.. أي: إذا كنت تبحث عن الإيمان، وعن الإسلام، وعن التقوى، وعن جزئيات الهداية، وعن الإيمان الخالص، وعن تثبيت الفؤاد، وعن شرح الصدر، وعن معرفة الجبار.. فكل هذه المعاني من الله -عز وجل- ولكن عليك أن تسعى، ولو سعيا بسيطاً؛ لكي تثبت بأنك جاد في البحث عن الهدى الإلهي.
الكلمة:٣
إن الذي يحاول أن ينقل الهدى الإلهي إلى القلوب، على حسب طاقته وعلى حسب قدرته؛ رب العالمين سوف يعينه على مسؤوليته: يشرح صدره للموعظة الباطنية، ولموعظة الغير، ويجري ينابيع الحكمة من قلبه على لسانه..
الكلمة:٤
إن هناك فرقا بين جاهدوا فينا، وجاهدوا في سبيلنا: أي الذي جهاده في الله عز وجل؛ يريد أن يصل إلى الله، لا في خدمة دينه.. والوعد بالهداية، مترتب على الذين جاهدوا فينا، لا في سبيلنا.
الكلمة:٥
إن الذي يرجع إلى الله -عز وجل-؛ يتحول وجوده من معمل للسيئات، إلى معمل للحسنات.. لأن رب العالمين التفت إليه وغيّر من كيانه.
الكلمة:٦
{ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ}.. لو حكمنا هذه الآية في حياتنا اليومية، لا نبالغ ونقول: لتحولت كل الحياة إلى سعادة!.. ولكن على الأقل لسددنا أبواب الشر على أنفسنا، لأن الذي يدفع بالتي هي أحسن، فإن رب العالمين يتصرف في قلب الطرف المقابل.
الكلمة:٧
إن الذي يريد أن يتلقى العلم الإلهي، لابد وأن يهيئ الأرضية، فرب العالمين يهدي من يشاء.. ولكن هذه المشيئة مشيئة حكيمة، فإذا رأى في العبد قابلية وصلاحاً؛ يؤهله لأن يتلقى الفيض الإلهي.. فالذي يريد أن يتلقى هذا الفيض الإلهي، لابد وأن يحقق في نفسه القابلية.. ومن موجبات تحقق القابلية والمسانخة: الإكثار من الالتجاء إلى الله سبحانه وتعالى..
الكلمة:٨
إن رب العزة والجلال بناؤه على أن لا يتدخل في شؤون الخلق بالعنوان الأولي، وإلا إذا تدخل سلباً أو إيجاباً، فمن الممكن أن العبد يوم القيامة يتذرع بذلك.. ولكن لا يمكن أن ننفي أثر المباركة، وهو أن الله -عز وجل- يسوق العبد ولو إلقاءً في الروع.. فيغير مجرى حياة العبد، من خلال هذه الإلهامات اللامتوقعة، وهذه التوجيهات التي لم تكن في الحسبان.
الكلمة:٩
إن اليقظة الروحية الحاصلة من المواسم والأماكن العبادية؛ نعمة كبيرة.. ولكن بشرط أن تتحول إلى حركة دائبة، للخروج عن الواقع المؤسف الذي يعيشه الأغلب، والمتمثل في حالة: السهو، والغفلة، والأنس بعاجل المتاع، والميل الشديد لما يطابق الشهوتين المعروفتين وهما: شهوتا البطن والفرج!..
الكلمة:١٠
{الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ}.. إن الله -عز وجل- معلِّمٌ، ولكن تعليمه له أسباب.. فقد علم بالقلم، لأن العلم والمعرفة والثقافة، لا تأتي من خلال العبادة فقط.. فالإنسان الذي يعبد ولا يتثقف، ولا يقرأ، ولا يناقش، ولا يستوضح أمر دينه، فإن هذا لا يُتوقع منه الكمال.. يقول الله عز وجل: أنا أعلمك، ولكن انظر إلى ما كتب الآخرون!.. نعم، فهذه منّة من الله عز وجل، أن جعل الإنسان قادرا على القراءة، والفهم.. وفي بعض الأوقات المعاني العظيمة، تنتقل بالإشارة وبطرفة عين.. فما هذا الخلق البديع، الذي خلقه الله عز وجل!..
الكلمة:١١
إن الله -عز وجل- هو الذي هيأ مواد الهداية، وجعل في وجود الإنسان محطات للطريق.. فإذا كان الأمر كذلك، فإن الإنسان الذي بيده إضاءة قوية، وسراج منير، فإنه يمشي أمام الناس.. فيقال: أن هذا الإنسان يهدي الآخرين، لماذا؟.. لأنه فتح لهم الطريق.. فالله -سبحانه وتعالى- جعل محطة خارجية، ومحطة داخلية في الوجود الإنساني.. وكل محطة تفتح لك الطريق: المحطة الباطنية تسمى بالفطرة، والرسول الباطني.. والمحطة الخارجية متمثلة بمئة وأربع وعشرين ألف إضاءة في عالم الوجود، ختمت الإضاءات بمن جعله الله السراج المنير في هذه الأمة، {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا * وَدَاعِيًا إِلَى اللَّهِ بِإِذْنِهِ وَسِرَاجًا مُّنِيرًا}.. وعليه، فإن كون رب العالمين، هو الذي فتح لك الطريق؛ بالإرشاد، والهداية الفطرية، والخارجية.. فإنه يصح أن يقال بأنه هو الهادي، ولا يستلزم ذلك شيئا من الجبر والإلزام.
الكلمة:١٢
إن الإنسان الذي له قوة إدراك، ويفهم بعض المعاني.. سواء كان هذا الفهم من نفسه، أو من الجلسات المباركة.. هذا الإنسان له حسابٌ آخر، ويختلف عن الإنسان الذي لم تبلغه الحجة.. فالإنسان الذي يُوفق لبعض الطاعات، عليه أن يفرح!.. ولكن في مقابل ذلك، عليه أن يعلم أن كل صلاة جمعة إضافية، وكل خطبة جمعة، وكل منبر حسيني يسمعه؛ هو إتمام حجة أكثر يضاف إلى قائمة الحُجج التي تمت عليه.